منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 24-01-09 10:03 AM

شكــــــــــرا..لإنتظـــــــاركم التكملة..

Rehana 24-01-09 10:04 AM

ارتدت مرة أخرى إلى بيني: ها أنت ترين.. أنني غير قادرة على مرافقتك.
شعرت بيني بالسقم و عاد البؤس إلى صدرها فتاقت إلى الخروج من هذا المنزل قبل أن تصل والدة شينا.. فهي لا ترغب أبداً في مشاهدة الرضى المثير على وجه المرأتين وهما تتحدثان عن لائحة المدعوين وعن حفلة الخطوبة.
صدم صوت تشارلز أذنيها: ما بالك؟ لقد شحب لونك. هل أنت بخير؟
نظرت إليها كيري باختصار وقالت:" إنها مرهقة بسبب ليلة أمس".
قالت بيني:" ربما قليلاً.. شكراً لك".
أحست أن عينيه ضاقتا قليلاً، وأن فيهما فضولاً.. وتركت المائدة في أسرع وقت ممكن، وهرعت إلى غرفتها.
امتصت قطعة قماش مبللة باردة كل الدموع التي تحرق مآقيها، وساعدتها في السيطرة على نفسها.
بعد وقت قصير، انطلقت بالسيارة باتجاه جبال" تاراروا".. وما إن اقتربت من منزلها القديم حتى توقفت في مكان تستطيع فيه إلقاء نظرة عليه. بعدما أمعنت النظر فيه انطلقت إلى مكانها المنشود.
سرعان ما وصلت إلى المدخل التالي إلى اليسار، وما إن أوقفت السيارة أمام باب منزل عريض الواجهة حتى خفت لوسي كوردا إلى الخارج تستقبلها بحرارة..
ـ أرى أنك تمكنت من المجيء بمفردك.. كنت واثقة أن كيري ستصر على مرافقتك.
ـ لديها زوار بعد الظهر.
ولم تشرح أكثر..
ـ سنرى أولاً الفيلم وبعد ذلك الصور.. لقد حضر دايفد آلة العرض في الغرفة المظلمة.. ولكننا سنتناول فنجان شاي أولاً..
بعد فترة، اقتيدت بيني إلى غرفة تحتلها معدات دايفد للتصوير..كانت آلة العرض حاضرة لترمي الصور على شاشة معلقة على الجدار.
تناهى إليها صوته الأجش القوي من العتمة: أنت مضطرة لمشاهدة الجزء الأول من الفيلم، الذي يظهر فيه جورج وهو صبي صغير.. أما والدك فيظهران قبل النهاية.
ـ أجل..أفهم هذا.
تساعت أنفاسها بفعل الترقب.
أضاف دايفد:" لم يكن لدينا أفلام ملونة في تلك الأيام..كانت الأفلام كلها بالأبيض و الأسود".
هزت رأسها بتفهم مجدداً. وما إن ومض الضوء على الشاشة حتى أخذت تشاهد جورج الصغير يركب جواده في المزرعة. رأته يستقبل الأولاد في عيد ميلاده، و يلعب الكريكت، وكان هناك تحف أثرية، وكلب صيد، في الفيلم كذلك. بدا لها أن ذلك لن ينتهي فاستولى عليها الترقب.
أخيراً قال دايفد" آه.. ها نحن".
تغير المنظر فجأة من المزرعة إلى مساحة صغيرة في غابة. رأت منطقة معشوشبة، تحيط بها أشجار طويلة في محاذاتها ساقية ضيقة، يتدفق فيها الماء.. كان جورج و أمه الشابة جالسين على بساط و أمامهما .. سلة مفتوحة.. أما الرجل و المرأة، وطفلتهما الصغيرة فجالسون وظهورهم إلى الكاميرا.
انتظرت بيني أن يلتفتا لترى الوجوه. فجأة رأت الطفلة تقف و تتقدم إلى الساقية..شهقت: هذه أنا!
أخذت تحق إلى وجهها الصغير المستدير. علق دايفد:" كنت جميلة حلوة".
لم تكد تسمع كلماته بل اتسعت عيناها وهي تجلس متشنجة تراقب المرأة وهي تقف بسرعة لتلحق بالطفلة.. لاحظت بدهشة الشبه العجيب بينهما.
ـ هذه مارلين.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:14 AM


راقبت بيني أمها تحملها بين ذراعيها، ثم وجدت أنها تبتسم على ما تفعله من رفس و صراخ. ثم وقف الرجل الجالس على البساط ليقطع العشب و يأخذ الطفلة الباكية من بين ذراعي مارلين. عرفت أنها تنظر إلى أبيها.. الرجل الذي تشير إليه خالتها جيلين" بذلك الفتى".. نظرت إليه بانتقاد فوجدته في غاية الوسامة فعلاً..
لم تنهمر الدموع التي توقعت انهمارها بل وجدت أنها عرضة لمشاعر أخرى، كان أقواها اهتمام شديد بمظهرهما، مقرون بإثارة، وامتنان عميق، لتمكنها من رؤيتهما، يتحركان على الشاشة.
أحست في الوقت نفسه بالعزلة ووجدت أن من الصعب عليها أن تصدق أنهما فعلاً أبواها..راقبتهما وهما يعودان ليجلسا على البساط، وهناك انتهى الفيلم.
قال دايفد بأسف:" هنا استدعتني لوسي لاحتساء الشاي".
أعاد آخر جزء من الفيلم عدة مرات من أجلها وأخيراً عرفت أن عليها الذهاب.. أرادت أن تفكر في هذين الشخصين اللذاين شاهدتهما على الشاشة، ورغبت في إلقاء نظرة أخرى على المنزل الذي عاشا فيه، والذي أصبح الآن غريباً أكثر مماشاهدته أول مرة..
قالت:" أتظنان أن جورج في المنزل؟ أرغب في رؤية المنزل مرة أخرى".
قال دايفد:" إنه في المزرعة".
لكن لوسي أضافت :" المرأة التي تدير له المنزل غائبة بضعة أيام.. ولكنني أعرف أنه سيسر بزيارتك المنزل حتى في غيابه.."
وتنهدت صامتة. عرفت بيني قصدها ولكنها لم ترد بل شكرتهما على حسن وفادتها. بعد لحظات كانت تقود سيارتها باتجاه منزل جورج، وهناك أمام المدخل أوقفت السيارة.. وخرجت تنظر إلى اسم كريستمان المحفور..ثم سارت ببطء إلى الممر المرصوف.
تجولت حول المنزل، متأملة الزهور و الشجيرات الشائكة ولكنها وجدتها مهجورة.. كان الباب الخلفي مفتوحاً، فدخلت إلى المطبخ، حيث رأت بضعة أطباق غير مغسولة. من المطبخ مرت بالصالون حيث جلست عدة لحظات. بدا كل شيء صامتاً و بدأت تحس بأنها شخص يتجسس على المنزل. ولكنها قبل أن تغادر المنزل، صعدت تلقي نظرة سريعة على الغرف العليا.. لقد أعطاها دايفد و لوسي الإذن.
تسللت بهدوء إلى الغرفة الرئيسية التي أحست أن أبويها استخدماها. ولكن ما إن وصلت أمام بابها، حتى تسمرت في مكانها بسبب المنظر الذي صدمها. لم تكد تصدق عينيها، رفعت يدها بسرعة إلى فمها لتخنق شهقة تصاعدت إلى شفتيها.
لم تكن الغرفة فارغة.. كان فيها جورج و شينا، النائمين في السرير المزدوج الكبير. كانت ذراع جورج ملتفة حول جسد شينا النحيل. عرفت بيني كل ماتريد معرفته. ارتدت على عقبيها تهبط الدرج ومن هناك هرعت إلى حيث تركت سيارتها قرب البوابة.
عندما انطلقت بالسيارة كانت الدموع تغشي عينيها. فكرت في مارأته،كان جورج و شينا معاً، ولكن كيف لها أن تفعل ذلك بعدما اتفقت و تشارلز على إعلان الخطوبة؟ كيف لها أن تكون عديمة الوفاء للرجل الذي تدعي حبه؟ ظلت الدموع تنهمر فازدادت الرؤية سوءاً. أدركت فجأة أنها تقود السيارة بسرعة فائقة.. وإن تخفف سرعتها فقد تلقى مصير والديها، ما إن اقتربت من آخر القمة، حيث تدهورا حتى لفت السياج الأبيض اهتمامها.. فأوقفت السيارة قربه، لأنها أرادت أن تفكر.
يجب أن تفعل شيئاً لإنقاذ تشارلز من زواجه بشينا.. ماذا بمقدورها أن تفعل؟ لو أخبرته بما رأته لما صدقها.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 24-01-09 10:19 AM

خرجت من سيارتها ووقفت قرب السياج.. كانت التلة تنحدر بحدة من هناك، نظرت إلى الأسفل فلاحظت كتلة صخرية كلسية تبرز من منطقة صغيرة مسطحة. كانت على مسافة قصيرة تحت الطريق، فاعتقدت أنها مكان صالح لقضاء بعض العزلة فيه.
وصلت إلى المكان بتسلق السياج، وبالتزحلق فوق سفح بسيط، ثم جلست وظهرها إلى الصخرة وهناك تدفقت الدموع بلا انقطاع حتى اهتز جسدها..كانت الدموع بمعظمها من أجل تشارلز الذي لا تتحمل رؤيته متألماً..ولكن، عندما حدقت إلى أسفل التل، تحول نحيبها إلى عذاب وحزن على والديها.
أخيراً مرت نوبة البكاء. وفيما هي جالسة بصمت مرهق، سمعت صوت تشارلز يتردد صداه في الهواء.. فرفت عينيها، ثم هزت رأسها ببطء.. إن أفكارها مشوشة، لكن لا..لقد عاد الصوت مجدداً.. وماهي إلا لحظات حتى كان قربها. وفي عينيه البنيتين قلق شديد.
نظر إليها عن كثب:" أكنت تبكين؟ هذا جيد.. سيخرج البكاء أساك كله".
هزت رأسها. لقد افترض أنها تبكي أبويها فقط.
سألته:" لماذا أنت هنا؟"
ـ فكرت بالمجيء لملاقاتك.. لم أكن أعرف كيف ستكون عليه ردة فعلك عندما ترين والديك على الشاشة، والواقع أنني قلقت عليك.
حدقت إليه بذهول:" قلقت عليّ؟".
ـ ولم لا؟ هل من الغريب أن أرغب في عودتك سالمة؟
ـ شكراً لك.. أشكرك لأنك تفكر في و أنت..
فشلت في إتمام ماتريد قوله.. فسأل باهتمام: نعم؟ وأنا.. ماذا؟
ـ حسناً.. و أفكارك كلها مع شينا باهتمام: نعم؟ و أنا..ماذا؟
ـ حسناً.. وأفكارك كلها مع شينا..
ضحك:" كانت أفكاري مع شينا بعد الظهر .. ياله من مشهد!".
أجفلت و سألت بحيرة:" مشهد، لا أفهم".
ـ ألا تتصورين كيف سيكون مشهد الأمهات عندما تبوء مخططاتهن بالفشل؟ أخبرك أنه كان هناك عويل مرتفع، ولطم صدور، وصرير أسنان..
أصيبت بالحيرة:" أنت تمزح، لن يرتفع العويل من أجل ترتيبات حفلة خطوبة".
ـ ربما بالغت قليلاً.. على أي حال، لن يكون هناك حفلة خطوبة.. شينا تريد الزواج حالاً. أرادت مارغريت ديكسون أن تفهم الوضع فهرعت إلى أمي.
غاص قلب بيني:" وما الغط في الأمر؟
ـ صدقيني.. سبب الخبر لأمي صدمة كبيرة.
ـ ولماذا؟ طالما رغبت في ذلك، فلماذا العويل؟
ارتد ينظر إليها:ياعزيزتي يازرقاء العينين.. ينبئني شيء ما بأنك لست معي.. لا أراك تدركين الموقف.. لست العريس.. بل تريد شينا بجورج..
ـ جورج؟
خرج الاسم من شفتيها وهي تنظر بذهول.
ـ ألم تلاحظي كيف تجري الأمور بينهما؟
تذكرت عندما شاهدتهما في المطعم، وفي الفراش قبل قليل.
ـ أجل..لاحظت، و تساءلت.
ـ لقد عرفت بذلك ليلة أمس، اعترفت لي أن جهودها لتجعله يهتم بك أوقعها في حبه.. وماأشد ما كانت راحتي عظيمة.
ضحك فجأة ضحكة خالية من الهموم.
ـ لكن..لكن..لقد اشتريت لها خاتماً.
ارتفع حاجباه:" وكيف عرفت بأمر الخاتم؟"
ـ لأنني رأيتك في محل الجواهري.. كنت أمام منصة البيع قرب الباب، ورأيتك تحمل علبة صغيرة، علمت أن فيها خاتماً ألماسياً.. توقعت أن تقدمه لها ليلة أمس.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتـــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:28 AM


ـ أنت على حق بشأن الخاتم ولكنني لم أشتره من أجل شينا.
ـ آسفة..لم أكن أقصد التجسسس عليك.
مد يده إلى جيب سترته و أخرج منها علبة مخملية: هل هذه هي العلبة؟
أحست بالحرج:" ربما.. في الواقع لم أمعن النظر كثيراً".
ما إن فتحتها حتى برز فص من الألماس.
قال لها:" لقد اخترت الحجر بنفسي.. أيعجبك؟ أتستطعين اختيار مثله؟"
شهقت:" آه..أجل..إنه جميل حقاً. إن لم تشتره لشينا فلمن اشتريته إذن؟"
ـ اشتريته لك بالتأكيد. هذا إن كنت تقبلينه.. فهل تتزوجيني بيني؟ لأنني أحبك كثيراً.
أطرقت رأسها وهو يدس الخاتم في أصبعها: أجل..أجل..
ثم عجزت عن إيجاد الكلمات، فنظرت إلى الخاتم بصمت، وهي لا تكاد تصدق عينيها.
ـ قولي إنك تحبينني..حبيبتي.
ـ أحبك تشارلز حباً عميقاً..كنت أعرف أنك على علم بحبي إذ كان مسطوراً على وجهي.
ـ الوجه الوحيد الذي كنت أراه هو الوجه الذي كنت أتوق إلى تقبيله..أنت جميلة، بل خلابة حبيبتي.
التفتت ذراعاه حولها، قرب الصخرة التي تسترهما عن عيون أي فضولي على الطريق. وفيما هي متعلقة به باستسلام مشبوب حلو سمع مشاعرها تتوسل إليه.
فقال بصوت مرتفع: ليس هنا حبيبتي.. فما الوقت ولا المكان مناسبين. عندما أريد أحب الناس إلى قلبي أريد أن تكون لي .. رسمياً.
أبعدها عنه على مضض تقريباً: وهذا ما يجعلني أسأل.. متى نستطيع أن نتزوج؟
ردت:" في أسرع وقت ممكن".
ـ بإشراف الخالة جيلين.. على ما أعتقد؟
ـ ليس بالضرورة..أستطيع إتمام الترتيبات بنفسي..فقد قال السيد دينغويل إن عليّ الذهاب إليه حالما أقرر الزواج.
شهقت:" ياالله! حدث ذلك ليلة أمس؟"
ـ قد تقفز الأمور من المجهول. كذلك اللقاء على الدرج.
رفعت يده اليمن إلى فمها: وكقرع أحدهم على باب الآخرين في اليوم التالي.
ـ هذا لأنني لم أتحمل خسران النظر إليك بسرعة.
دهشت:" ظننت أنني آخر من ترغب في رؤيته مجدداً".
هز رأسه:" بعد رحيلك . نمت بضع ساعات و لكنني في الثالثة صباحاً أيقظني الألم في يدي و ظللت مستلقياً في الظلام ووجهك يدور في رأسي.. فلم أستطع الخلاص منه، ولم أستطع النوم. أصبت يومذاك بالوباء، بكل تأكيد".
ـ وباء حقيقي.. لا ريب أنك كنت غاضباً مني!
ـ بل على العكس كان غضبي عليك قد تبخر، وعرفت أن عليّ أن أراك مجدداً.. قلت لنفسي إنني أحمق، وسخيف و إنني سأشعر بأنني أفضل حالاً في الصباح..فكان أن نهضت من السرير و أخذت قرصين منومين.
ـ وفي الصباح؟
ـ لم تكن الأمور أفضل حالاً بل كانت أسوأ. كان وجهك يعذبني، و امتلكتني رغبة في أن أعانقك، وأعانقك..
صمت ليشدها إليه وسحقتها ذراعه إلى جسدها في مطالبة ملحة..

منتديات ليلاس

http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتـــــــــبع


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية