منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 83 - اميرة الغابة - الدامنجر - عبير الجديدة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142767.html)

dede77 23-08-10 11:04 PM

اختبات سام قرب النار فدار اياغو حول الاقفاص ، الى ان راها ، من المؤكد ان رائحة الدم تجذبه 0

واخيرا سمعت سام نداءات من ناحية المنزل ، يبدو ان احدهم لاحظ الحريق ، وتبددت كل قوى الفتاة فجاة ، واحست بشئ من الراحة ، وبدا الدوار يثقل راسها ، ولم يعد بامكان قدميها حملها اكثر ، ورفعت نظرها عن اتجاه المنزل ، لتركز انتباهها على النمر ، كانت تراقبه بحذر شديد عندما رات الامطار تنهمر خفيفة 0

بعد الهواء البارد الذى هب فى بداية السهرة ، بدا الطقس يتغير ، فسكتت الحيوانات ولجات الى ارض اقفاصها عندما دوى صوت الرعد 0

انطفا مشعل سام ، فاقتربت وهى ترتجف من النار التى تموت ايضا ، وازداد خطر النمر الهائج الذى اغضبه المطر اكثر ، فاتجه نحو سام ، وقد التصقت لبدته المبللة بجسده ، وعيونه تلمع بغضب قاتل ، وجمع نفسه وانه يخرج من الجحيم لينقض واثبا على فريسته ، عندئذ لم تعد سام تعرف ماذا تفعل ، ولم تعد تشعر بشئ 0
منتديات ليلاس
فجاة سمعت دويا قويا ، وبدا ان النمر فقد توازنه ، وتمايل ثم زمجر بقوة لشدة دهشتها وخوفها صرخت سام عندما رات الدماء تسيل من عنقه بغزارة ، وانتفض النمر قبل ان يقع بقوة على الارض 0

لم تنتبه سام للحركة والصراخ المرتفع خلفها ، واسرعت نحو النمر ، وكل جسدها يرتجف ، ولكن ماذا يهم ! اذا لم تتاكد من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة ويرهق احلامها 0

جلست قرب النمر وتاملت راسه وجسده الممتلئ بالوحول والدماء ، وظلت هكذا للحظة بدت لها ابدية ، الى ان امتدت يدان على كتفيها ، فقررت عندئذ النهوض 0

كان ستيف يقف امامها بقلق ، فحاولت ان تاخذ نفسا عميقا لتزيل الثقل الذى يثقل صدرها ، ولكن عبثا ، وانهمرت دموعها فجاة بشكل اغزر من الامطار الموسمية المحيطة بها ، وادركت ان ستيف يحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو المنزل 0

كان ستيف فيتزجيرالد يجلس على احد مقاعد غرفة الانتظار يثبت نظره على بلاط الغرفة تحت اقدامه بشرود ، لم يكن يهتم لملابسه المبللة ، ولايشعر بشئ لنفسه كل افكاره متجهة نحو الامرأة التى تاخرت فى الاستيقاظ بعد العملية الجراحية التى خضعت لها 0

dede77 23-08-10 11:05 PM

وفجاة لفت سمعه اصوات فى الممر اضطرته لرفع راسه 0

-اشرح لى اذا كيف يمكن لهذا الحادث ان يحصل !
-سيد ويستون ، انا افهم غضبك وخوفك ، ونحن كلنا . . . .

تعرف ستيف على صوت دونالد الذى لا يخفى صدق انفعاله اما السيد ويستون فمن المؤكد انه جاك ويستون 0

عندما ظهر الرجلان امام الباب ، وقف ستيف وكان يتوقع بعض الاتهامات واللوم والاهانات ، لكن العنف الذى قابله به جاك ويستون كان يفوق كل تصوراته 0

-اه ، انت هنا ! صرخ جاك وعيونه تقدح شررا 0

فى هذه اللحظة اعتقد ستيف انه امام الرجل الذى نال اعجاب كل هواة السينما فى الاربعينات والخمسينات 0

-فلتذهب الى الجحيم انت وفلمك اللعين ! صرخ جاك . بسببك انت ترقد صغيرتى سامنتا هنا ! بسببك انت . . . من شدة انفعاله اختنق صوت جاك ، وقست ملامحه من الغضب والقلق فغطى وجهه بيديه 0

-انها لم تؤذ احد فى حياتها . اضاف بصوت متقطع 0

لم يكن ستيف يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف ، فظل واقفا مكانه ويداه مفتوحتان ، فهب دونالد لنجدته وساله بقلق 0

-كيف هى الان ؟

-لقد فقدت الكثير من دمها . اجابه ستيف ولاحظ بطرف عينه ان جاك لايفته شئ من الحديث ، فاضاف . لقد تاكدوا من قدرتها على الخضوع لعملية لنزع الرصاصة 0

كانت كل كلمة تكلف ستيف مجهودا مؤلما ، لكن وصول بيفرلى قاطعه ، ولم تكن تدرك حقيقة هذا الوضع ، لانها كانت تبتسم بدون مبالاة 0

-اوه ستيف ، ماذا علمت ؟ ما هذه القصة ! ماذا حصل بالتحديد ؟

لم ينظر ستيف اليها كان يراقب جاك ، هذا الرجل الخبير يبدو يفهم ويتكهن باشياء كثيرة 0

dede77 23-08-10 11:07 PM

-اريد ان اتكلم معك على انفراد . قال له جاك وهو يشير الى الصالون المجاور 0

تبعه المخرج وهو يشعر فجاة انه عاد صبيا صغيرا ، اقفل جاك الباب خلفهما وبدا موضوعه مباشرة 0

-بالنسبة لعمرى ، اسمح لى ان اكون مباشرا ، انت بدون شك فخور بوجودك ، السفر حول العالم ، تصوير الافلام ، واستغلال النساء ، اى انتصار !

واشار باشمئزاز الى بيفرلى من خلال الباب الزجاجى ، وكانت بيفرلى تدخن سيجارة وتحدث دونالد الذى لا يجيب على كلامها سوى بحركات خفيفة من راسه 0

-سيد فيتزجيرالد ، وجودك وحياتك لا تستحق شيئا ، اى شئ !

لم يتحرك ستيف ، ظل واقفا اما النافذة ، يتامل المحيط وامواجه المتلاحقة ، كان يحاول الهرب من الصور التى ترهق فكره 0
منتديات ليلاس
سام تبتسم ، سام تضحك ، وعيونها تلمع وهو يقبلها ، كانت تتنهد بين ذراعيه ، مئات التفاصيل تتتابع كالرؤية ، كلها تصرخ وتهدده بفقدان سام وفقدان كل معنى للحياة معها 0

-سيد ويستون ، اتمنى ان . . . .

-لا لا فائدة من النقاش . قاطعه جاك بحدة . ليس لدى سوى كلمة واحدة اقولها لك ، اترك سام بسلام ، لا تدعنى افاجئك معها ، والا . . . .

اراد ستيف ان يعترض ، لكن محدثه دعاه للسكوت بحركة قوية حازمة 0

-انت لا تستحق امرأة مثلها ، كان زوجها السابق رجلا غير شريف ، احتاجت لسنوات طويلة لكى تتخلص من خيبة املها ، وها انا الذى فكربارسالها اليك ! سالوم نفسى حتى اخر يوم فى حياتى 0

-سيد ويستون ، اسمعنىى ارجوك انا . . . .

dede77 23-08-10 11:10 PM

-لا ، انت من سيسمعنى ! شئ اخر قبل ان اذهب لرؤية سام ، انا صديق لوالدها منذ الطفولة ، لم نكن نفترق ابدا ، كان دائما يقول لى اذا حصل لى اى مكروه ، جاك اهتم انت بابنتى ، وذات مساء ، تلقيت برقية من الهند منذ ذلك المساء ، لم يعد لسام احد غيرى فى هذا العالم ، كانت والدتها قد توفيت وهى صغيرة ، ليس لدى سام احد غيرى ، ساسهر عليها كما وعدت والدها ، هل هذا واضح ؟

بتوتر شديد اخرج علبه سجائره ، وقدم واحدة لستيف رفضها بنفاذ صبر ، فاشعل جاك واحدة واضاف . لن امنح سام سوى لرجل يستحقها ، ورجل قادر على اسعادها ، وبصراحة سيد فيتزجيرالد ، انت لا تعرف سوى كيف تعذبها 0

فجاة وصل ستيف الى اقصى حد فصرخ : انت تجهل ما . . . .

قاطعه جاك من جديد : انا لا اجهل شيئا ، عندما اتصلت بى سام ، بالكاد كلمتنى عنك ، لكننى اعرفها جيدا ، ففهمت كل شئ ، انها تبك ، ويجب على ان احميها منك 0

والتقت نظرات الرجلين كعدوين يستعدان للهجوم ، اراد ستيف ان يجيبه ويشرح له كل شئ ، لكن الطبيب دخل الغرفة وقاطعهما . لقد استيقظت مريضتنا ، وهى تطلب رؤية السيد ويستون . قال الطبيب . تفضل لرؤيتها لا داعى لاى قلق 0

تبع ستيف الرجلين بنظراته الى ان اختفيا ، فغادر الغرفة بدوره ، وغادر المستشفى مسرعا 0

-ستيف ، انتظرنى ! صرخت بيفرلى وهى تحاول الاسراع للحاق به 0

تظاهر ستيف بانه لم يسمعها ، كيف يمكنها ان تفكر بان تاخذ منه دورا فى فيلمه القادم بينما حصلت ماساة هذه الليلة على بعد امتار منها ؟ دس يديه فى جيوبه ودفع الباب الزجاجى الذى فتح اتوماتيكيا وخرج ، وبعد رائحة البنج والمطهرات التى كانت تفوح فى الداخل ، اخذ نفسا عميقا 0

-ستيف . . . ستيف !

كان صوت بيفرلى يرن ضعيفا خلفه ، ودون ان يلتفت او يخفف سيره تابع سيره ، ولم يهتم الى اين هو ذاهب 0

كانت مياه الحوض تتلالا كالمرآة تحت اشعة الشمس ، فاغمضت سام عينيها وهى تتنهد ، انها تشعر بالتعب والضعف ، وحالتها لا تتحسن مع مرور الايام 0

dede77 23-08-10 11:11 PM

سمعت صوت الباب الزجاجى يفتح ، ففتحت عينيها لتستقبل ماريا زوجة جاك بابتسامة ضعيفة ، انحنت ماريا ووضعت صينية الطعام التى كانت تحملها على الطاولة قرب كرسى سام الطويل 0

-شكرا ماريا ، انا لست جائعة !

جلست ماريا قربها ، وكانت ترفع شعرها الاسود وتبتسم لها ، لكن ابتسامتها اختفت وبدا عليها القلق وهى تتامل سام 0

-يجب ان تاكلى ، سام يجب ان تستعيدى قواك 0
-ساكل فيما بعد . اجابتها سام وهى تتنهد 0

-كيف حال كتفك الان ؟
-افضل بكثير 0

-هل افادتك السباحة ؟
مدت سام ذراعها ثم ثنتها من جديد 0
منتديات ليلاس
-نعم ، بدون شك ، ساتمكن قريبا من استخدام ذراعى بطريقة طبيعية ، لكن جاك لا يريدنى ان ازاول عملى فورا 0

كانت ماريا تتامل سام وهى تتكلم ، ولم تكن قد جاءت لسؤالها عن كتفها ، فانحنت قليلا وامسكت يدها بين يديها وقالت مباشرة بدون لف ولا دوران 0

-الا تزالين تفكرين بستيف ؟

كانت سام تعرف ماريا جيدا ، وتعرف طريقتها المباشرة فى الكلام ، فاكتفت بان هزت راسها الى الامام ثم تمتمت بصوت هامس 0

-ولكنى اتساءل دائما . . . لماذا لم ياتى لرؤيتى ليلة الحادث فى المستشفى ، انا لا . . . لا افهم . . . .

-لقد ارسل لك الازهار . ذكرتها ماريا 0
-اعلم ذلك ، ولكنه لم يات بنفسه 0

هذه الفكرة ، لم تكن تفارق سام ابدا ، وفكرها يدور حولها بدون توقف ، كان حاجزا يرتفع امامها ويمنعها من الرؤية 0


الساعة الآن 06:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية