اختبات سام قرب النار فدار اياغو حول الاقفاص ، الى ان راها ، من المؤكد ان رائحة الدم تجذبه 0 واخيرا سمعت سام نداءات من ناحية المنزل ، يبدو ان احدهم لاحظ الحريق ، وتبددت كل قوى الفتاة فجاة ، واحست بشئ من الراحة ، وبدا الدوار يثقل راسها ، ولم يعد بامكان قدميها حملها اكثر ، ورفعت نظرها عن اتجاه المنزل ، لتركز انتباهها على النمر ، كانت تراقبه بحذر شديد عندما رات الامطار تنهمر خفيفة 0 بعد الهواء البارد الذى هب فى بداية السهرة ، بدا الطقس يتغير ، فسكتت الحيوانات ولجات الى ارض اقفاصها عندما دوى صوت الرعد 0 انطفا مشعل سام ، فاقتربت وهى ترتجف من النار التى تموت ايضا ، وازداد خطر النمر الهائج الذى اغضبه المطر اكثر ، فاتجه نحو سام ، وقد التصقت لبدته المبللة بجسده ، وعيونه تلمع بغضب قاتل ، وجمع نفسه وانه يخرج من الجحيم لينقض واثبا على فريسته ، عندئذ لم تعد سام تعرف ماذا تفعل ، ولم تعد تشعر بشئ 0 منتديات ليلاس فجاة سمعت دويا قويا ، وبدا ان النمر فقد توازنه ، وتمايل ثم زمجر بقوة لشدة دهشتها وخوفها صرخت سام عندما رات الدماء تسيل من عنقه بغزارة ، وانتفض النمر قبل ان يقع بقوة على الارض 0 لم تنتبه سام للحركة والصراخ المرتفع خلفها ، واسرعت نحو النمر ، وكل جسدها يرتجف ، ولكن ماذا يهم ! اذا لم تتاكد من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة من موته وتقضى على خوفها ، فان اياغو سياتى كل ليلة ويرهق احلامها 0 جلست قرب النمر وتاملت راسه وجسده الممتلئ بالوحول والدماء ، وظلت هكذا للحظة بدت لها ابدية ، الى ان امتدت يدان على كتفيها ، فقررت عندئذ النهوض 0 كان ستيف يقف امامها بقلق ، فحاولت ان تاخذ نفسا عميقا لتزيل الثقل الذى يثقل صدرها ، ولكن عبثا ، وانهمرت دموعها فجاة بشكل اغزر من الامطار الموسمية المحيطة بها ، وادركت ان ستيف يحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو المنزل 0 كان ستيف فيتزجيرالد يجلس على احد مقاعد غرفة الانتظار يثبت نظره على بلاط الغرفة تحت اقدامه بشرود ، لم يكن يهتم لملابسه المبللة ، ولايشعر بشئ لنفسه كل افكاره متجهة نحو الامرأة التى تاخرت فى الاستيقاظ بعد العملية الجراحية التى خضعت لها 0 |
وفجاة لفت سمعه اصوات فى الممر اضطرته لرفع راسه 0 -اشرح لى اذا كيف يمكن لهذا الحادث ان يحصل ! -سيد ويستون ، انا افهم غضبك وخوفك ، ونحن كلنا . . . . تعرف ستيف على صوت دونالد الذى لا يخفى صدق انفعاله اما السيد ويستون فمن المؤكد انه جاك ويستون 0 عندما ظهر الرجلان امام الباب ، وقف ستيف وكان يتوقع بعض الاتهامات واللوم والاهانات ، لكن العنف الذى قابله به جاك ويستون كان يفوق كل تصوراته 0 -اه ، انت هنا ! صرخ جاك وعيونه تقدح شررا 0 فى هذه اللحظة اعتقد ستيف انه امام الرجل الذى نال اعجاب كل هواة السينما فى الاربعينات والخمسينات 0 -فلتذهب الى الجحيم انت وفلمك اللعين ! صرخ جاك . بسببك انت ترقد صغيرتى سامنتا هنا ! بسببك انت . . . من شدة انفعاله اختنق صوت جاك ، وقست ملامحه من الغضب والقلق فغطى وجهه بيديه 0 -انها لم تؤذ احد فى حياتها . اضاف بصوت متقطع 0 لم يكن ستيف يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف ، فظل واقفا مكانه ويداه مفتوحتان ، فهب دونالد لنجدته وساله بقلق 0 -كيف هى الان ؟ -لقد فقدت الكثير من دمها . اجابه ستيف ولاحظ بطرف عينه ان جاك لايفته شئ من الحديث ، فاضاف . لقد تاكدوا من قدرتها على الخضوع لعملية لنزع الرصاصة 0 كانت كل كلمة تكلف ستيف مجهودا مؤلما ، لكن وصول بيفرلى قاطعه ، ولم تكن تدرك حقيقة هذا الوضع ، لانها كانت تبتسم بدون مبالاة 0 -اوه ستيف ، ماذا علمت ؟ ما هذه القصة ! ماذا حصل بالتحديد ؟ لم ينظر ستيف اليها كان يراقب جاك ، هذا الرجل الخبير يبدو يفهم ويتكهن باشياء كثيرة 0 |
-اريد ان اتكلم معك على انفراد . قال له جاك وهو يشير الى الصالون المجاور 0 تبعه المخرج وهو يشعر فجاة انه عاد صبيا صغيرا ، اقفل جاك الباب خلفهما وبدا موضوعه مباشرة 0 -بالنسبة لعمرى ، اسمح لى ان اكون مباشرا ، انت بدون شك فخور بوجودك ، السفر حول العالم ، تصوير الافلام ، واستغلال النساء ، اى انتصار ! واشار باشمئزاز الى بيفرلى من خلال الباب الزجاجى ، وكانت بيفرلى تدخن سيجارة وتحدث دونالد الذى لا يجيب على كلامها سوى بحركات خفيفة من راسه 0 -سيد فيتزجيرالد ، وجودك وحياتك لا تستحق شيئا ، اى شئ ! لم يتحرك ستيف ، ظل واقفا اما النافذة ، يتامل المحيط وامواجه المتلاحقة ، كان يحاول الهرب من الصور التى ترهق فكره 0 منتديات ليلاس سام تبتسم ، سام تضحك ، وعيونها تلمع وهو يقبلها ، كانت تتنهد بين ذراعيه ، مئات التفاصيل تتتابع كالرؤية ، كلها تصرخ وتهدده بفقدان سام وفقدان كل معنى للحياة معها 0 -سيد ويستون ، اتمنى ان . . . . -لا لا فائدة من النقاش . قاطعه جاك بحدة . ليس لدى سوى كلمة واحدة اقولها لك ، اترك سام بسلام ، لا تدعنى افاجئك معها ، والا . . . . اراد ستيف ان يعترض ، لكن محدثه دعاه للسكوت بحركة قوية حازمة 0 -انت لا تستحق امرأة مثلها ، كان زوجها السابق رجلا غير شريف ، احتاجت لسنوات طويلة لكى تتخلص من خيبة املها ، وها انا الذى فكربارسالها اليك ! سالوم نفسى حتى اخر يوم فى حياتى 0 -سيد ويستون ، اسمعنىى ارجوك انا . . . . |
-لا ، انت من سيسمعنى ! شئ اخر قبل ان اذهب لرؤية سام ، انا صديق لوالدها منذ الطفولة ، لم نكن نفترق ابدا ، كان دائما يقول لى اذا حصل لى اى مكروه ، جاك اهتم انت بابنتى ، وذات مساء ، تلقيت برقية من الهند منذ ذلك المساء ، لم يعد لسام احد غيرى فى هذا العالم ، كانت والدتها قد توفيت وهى صغيرة ، ليس لدى سام احد غيرى ، ساسهر عليها كما وعدت والدها ، هل هذا واضح ؟ بتوتر شديد اخرج علبه سجائره ، وقدم واحدة لستيف رفضها بنفاذ صبر ، فاشعل جاك واحدة واضاف . لن امنح سام سوى لرجل يستحقها ، ورجل قادر على اسعادها ، وبصراحة سيد فيتزجيرالد ، انت لا تعرف سوى كيف تعذبها 0 فجاة وصل ستيف الى اقصى حد فصرخ : انت تجهل ما . . . . قاطعه جاك من جديد : انا لا اجهل شيئا ، عندما اتصلت بى سام ، بالكاد كلمتنى عنك ، لكننى اعرفها جيدا ، ففهمت كل شئ ، انها تبك ، ويجب على ان احميها منك 0 والتقت نظرات الرجلين كعدوين يستعدان للهجوم ، اراد ستيف ان يجيبه ويشرح له كل شئ ، لكن الطبيب دخل الغرفة وقاطعهما . لقد استيقظت مريضتنا ، وهى تطلب رؤية السيد ويستون . قال الطبيب . تفضل لرؤيتها لا داعى لاى قلق 0 تبع ستيف الرجلين بنظراته الى ان اختفيا ، فغادر الغرفة بدوره ، وغادر المستشفى مسرعا 0 -ستيف ، انتظرنى ! صرخت بيفرلى وهى تحاول الاسراع للحاق به 0 تظاهر ستيف بانه لم يسمعها ، كيف يمكنها ان تفكر بان تاخذ منه دورا فى فيلمه القادم بينما حصلت ماساة هذه الليلة على بعد امتار منها ؟ دس يديه فى جيوبه ودفع الباب الزجاجى الذى فتح اتوماتيكيا وخرج ، وبعد رائحة البنج والمطهرات التى كانت تفوح فى الداخل ، اخذ نفسا عميقا 0 -ستيف . . . ستيف ! كان صوت بيفرلى يرن ضعيفا خلفه ، ودون ان يلتفت او يخفف سيره تابع سيره ، ولم يهتم الى اين هو ذاهب 0 كانت مياه الحوض تتلالا كالمرآة تحت اشعة الشمس ، فاغمضت سام عينيها وهى تتنهد ، انها تشعر بالتعب والضعف ، وحالتها لا تتحسن مع مرور الايام 0 |
سمعت صوت الباب الزجاجى يفتح ، ففتحت عينيها لتستقبل ماريا زوجة جاك بابتسامة ضعيفة ، انحنت ماريا ووضعت صينية الطعام التى كانت تحملها على الطاولة قرب كرسى سام الطويل 0 -شكرا ماريا ، انا لست جائعة ! جلست ماريا قربها ، وكانت ترفع شعرها الاسود وتبتسم لها ، لكن ابتسامتها اختفت وبدا عليها القلق وهى تتامل سام 0 -يجب ان تاكلى ، سام يجب ان تستعيدى قواك 0 -ساكل فيما بعد . اجابتها سام وهى تتنهد 0 -كيف حال كتفك الان ؟ -افضل بكثير 0 -هل افادتك السباحة ؟ مدت سام ذراعها ثم ثنتها من جديد 0 منتديات ليلاس -نعم ، بدون شك ، ساتمكن قريبا من استخدام ذراعى بطريقة طبيعية ، لكن جاك لا يريدنى ان ازاول عملى فورا 0 كانت ماريا تتامل سام وهى تتكلم ، ولم تكن قد جاءت لسؤالها عن كتفها ، فانحنت قليلا وامسكت يدها بين يديها وقالت مباشرة بدون لف ولا دوران 0 -الا تزالين تفكرين بستيف ؟ كانت سام تعرف ماريا جيدا ، وتعرف طريقتها المباشرة فى الكلام ، فاكتفت بان هزت راسها الى الامام ثم تمتمت بصوت هامس 0 -ولكنى اتساءل دائما . . . لماذا لم ياتى لرؤيتى ليلة الحادث فى المستشفى ، انا لا . . . لا افهم . . . . -لقد ارسل لك الازهار . ذكرتها ماريا 0 -اعلم ذلك ، ولكنه لم يات بنفسه 0 هذه الفكرة ، لم تكن تفارق سام ابدا ، وفكرها يدور حولها بدون توقف ، كان حاجزا يرتفع امامها ويمنعها من الرؤية 0 |
الساعة الآن 06:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية