منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148458.html)

شاذن 09-11-10 08:34 AM

- نظراً للصدمة التي عانيت منها ، كان علّي أن أكتب إليه لأخبره بأنني سأبدل قصارى جهدي للعناية بك . . لكنني لم أفعل خوفاً من أن يضع العراقيل أمام سفرك . . .
- هل هذا ما شعرت به ؟
- نعم . فقد تأخرت كثيراً في المجيء .
- لكنك اتصلت بي يوم عيد الميلاد .
منتديات ليلاس
- اضطررت إلى ذلك ، فقد وصلت إلى شفير اليأس .الحمد لله لنني لم أكن أعلم ، حينذاك ، أنّ علي أن أنتظر حتى نيسان لكي أراك .لكنك ، يا عزيزتي ، اتصلت بي في شباط وأعطيتني موعداً نهائياً فقلت لك إن نينا وسيزار في انتظارك ، في حين أنني أنا الذي كنت متشوقاً إلى رؤيتك . ورأيت ، عند ذاك ، أنّ علّي أن أجدّد مهاراتي في ركوب الخيل .
هتفت بحيرة :" ألم تكن تمارس الفروسية ن عادة ؟".
- لم امتطِ صهوة جواد منذ سنوات . لكني تحمّلت ذلك ، وأكثر من أجلك .وفي الموعد المحدد في نيسان ، وبعد ان أمضيت ، معظم فترة الصباح قرب النافذة لأراك حين تصلين ، تناهى إلى مسمعي صوت سيارتك ، في الساعة الثالثة والدقيقة الثانية عشرة . . .انتظرت دقيقتين ، وصممت أن أكون ودوداً غنما عفوياً . . . ورأيتك . . .وجلّ ما شعرت به حينذاك هو إنني متلهف إلى أن المسك ، وأمسك بك فقد طال تحرقي إلى رؤيتك .
- وقد فعلت . أمسكت بذراعيّ وقبلت وجنتيّ .
- أدركت أن تصرفي صدمك حين تصلّب جسمك . وعندها علمت أنّ علّي أن أتحلى بمزيد من الصبر لكي أحصل على رغبة قلبي .
وابتسم لها وأكمل قائلاً :" وليس لديك أدنى فكرة عن مدى صعوبة ذلك ، إذ راح حبي لك يزداد مع ازدياد معرفتي بك".
وسألته بصوت مخنوق :" أحقاً . . . تحبني ؟ ".
إنه يحبها . . .يحبها ، يحبها ، يحبها !
- وكيف يمكنني منع نفسي من ذلك ؟ لقد استطعت أن تدركي مدى خجل مدبرة منزلي ، فتغلبت على خجلك أنت كي تخففي عن أغاثا .فهل من الغريب أن أفتتن بك ؟ وأن أتمنى أن أقضي معك وقتي كله ؟ وأن أبني معك علاقة صداقة ، وأعززها وأكتسب ثقتك ، وأكتسب شيئاً من حبك ؟
- أواه ، يا داكر .
وتنهدت ، فابتسم لها برقة ، وقال :" لكن رغم تحفظك . كنت أراك تغضبين . . . كنت أرى الشرر يتطاير من عينيك . . . ولكم استمتعت برؤيتك ! لكن ، يا صغيرتي ، عندما أصبح الحب ، في قلبي ، أكبر من أن أخفيه ، أدركت عجزي عن الصبر فتعمدّت الابتعاد عنك ".شاذن
فهتفت مذهولة :" هل بقيت بعيداً عن بيتك بسببي ؟".
- نعم ، كنت أدّعي أنّ لدي موعداً على الغذاء في مكان ما أو أنّ لدي ما يؤخّرني في باريس أثناء العطلة أو ما يجعلني أغادر البيت مبكراً ، في ليلاس حين أنني لا أريد سوى البقاء معك .
فشهقت :" لم أكن أعلم ".


شاذن 09-11-10 08:37 AM

فقال بنعومة :" كنت أخاف أن تجزعي إذا ما عرفت ذلك . ألا ترين ، يا زهرتي ، أنني سمحت لك بأن تأتي إليّ حين تشائين ، في حين أنني لا أتحمل التأخير ؟".
- لقد عشت وقتاً عصيباً .
فتمتم برقة :" وأنت أيضاً،يا صغيرة ".
تمتم بذلك برقة وبدا من الطبيعي أن يتعانقا.
همست وكل منهما يحدق في وجه الآخر :" آه ، يا عزيزي . هل كان الأمر مخيفاً إلى هذا الحد ؟".
- لم أشعر بالخوف يوماً بقدر ما خفت ذلك السبت عندما جئت لأبحث عنك ، على صهوة سيزار ، فرأيت نينا من دونك . لم يتملكني قط مثل الرعب الذي تملكني عندما رأيتك مستلقية على الأرض دون حراك فظننتك ميتة .
وابتسم ثم تابع :" ولكنك لم تكوني ميتة بل رحت تصرخين بصوت يوقظ الأموات عندما تجرأت على لمسك".
- أنا آسفة .
فقال ممازحاً :" اعتذارك مقبول . لقد خفت أن أكون قد فقدتك قبل أن أفوز بك ولو لدقيقة واحدة . وبينما كنت أصب اهتمامي على تلمس نبضك ، تملك الذعر مني وساءني أن تخافي لنني لمستك ن لكن حبي لك أزادا بعد أن رأيت الجانب الشجاع المليء بالحيوية من شخصيتك . . . حين ركبت الحصان وتركتني".
منتديات ليلاس
لم تستطع إلا أن تبتسم ، ثم اعترفت قائلة :" أردت أن أعتذر بعد أن هدأت أعصابي في الإسطبل ، ولكن ، عندما عدت ، ابتعدت عني فلم أستطع النطق بحرف ، وتملكني شعور مخيف بأنك تريدني أن أرحل".
- آه ، يا جوسي الحلوة الرائعة ! اضطررت للابتعاد عنك وإلاّ لاحتضنتك بين ذراعيّ.
فهتفت بدهشة :" أحقاً ؟".
أجاب :" طبعاً . فقد وددت أن أعانقك . . . ولم تكن رغبة جنسية ، يا صغيرتي ، بل حاجة ماسة إلى أن أكون بقربك ، أن أمدّ يدي لألمسك وحسب . وفيما كنت أخشى تعرّضك لإصابة ما أو لما هو أسوأ ن كنت مضطراً إلى مقاومة رغبتي في احتضانك ".
- آه ، كم أنا آسفة .
- أما إذا ما كنت أريدك أن ترحلي ن يا عزيزتي ، فاعلمي إنني انتظرتك ستة أشهر ، فكيف أريد منك أن ترحلي ؟
قبلته باسمة ، وتلعثمت قائلة :" إذا كان الأمر كذلك . . .لو أن . . . حسناً . . .الأمر هو ، إذا شئت الصدق . . . ".
فقال بهدوء :" لا أريد سوى الصدق بيننا من الآن فصاعداً . . . ".
فابتسمت له بحرارة وهي تعترف قائلة :" حسناً ، إذا شئت الصدق فقد شغلت بالي كثيراً ".
- شغلت بالك ؟
- أظنني رحت اهتم بك بطريقة لم أشعر بها من قبل .
- يا صغيرتي !

شاذن 09-11-10 08:39 AM

- لم أدرك ما يحدث لي بالضبط . إنما أعلم الآن أنه ن عندما جئت إلى انكلترا في أيلول الماضي ، واقترحت علّي العودة إلى ركوب الخيل ، وغضبت منك اعتبرتك " داكر بانشيرو" وليس ابن خالة مارك وحسب .
- أرجوك لا تتوقفي عند هذا الحد ن يا زهرتي ، مهما كان الأمر .
ضحكت جوسي ، وعندما راح الرضا يتملكها لحب داكر لها ، ولحذره البالغ ورقته وحنانه ، تخلّصت من بقايا خجلها لكي تخبره بصراحة :" لقد أغضبتني وأضحكتني . لا ، بل جعلتني أشعر بالتمرد . . . كنت أحمل شعوراً ما نحوك في أعماقي حتى أنني أخبرتك بأسرار ظلت مدفونة في أعماقي منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري . . . أسرار لم اخبرها لأحد من قبل".
منتديات ليلاس
فقال براقة :"لقد تساءلت عن ذلك وعما إذا كنت تثقين بي وعما إذا كنت تثقين بي أكثر مما وثقت بمارك . . . أم أنني كنت عديم الأهمية بنظرك بحيّث لم تهتمي بما أعرفه عنك ؟ ولهذا ، يا صغيرتي ، ابتعدت عنك معظم العطلة الأسبوعية . . .حتى قررت ألاّ أعود إلى البيت في العطلة التالية".
- ولكنك عدت .
- نعم ، وشعرت أنك بعيدة عني لأنك أمضيت معظم أوقاتك مع الجوادين . وبعد ذلك بأسبوعين ، دعوتك إلى نادي الفروسية ، فقلت لي بغطرسة إنه سبق أن زرت المكان .
- بغطرسة ؟
فرد ضاحكاً :" أنا حساس . ظننتك خرجت مع ذاك البيطري العين".
- هذا غير صحيح ! هل كنت غيوراً ؟
- غيور للغاية . وكنت قد أعطيت تعليماتي لفرانك وجورج بأن يحرساك كابنتيهما أثناء غيابي وسرعان ما شغفا أيضاً بالأرملة الإنكليزية الصغيرة . وهكذا كنت مطمئناً إلى أنه ما من أحد يزعجك أثناء وجودك في أملاكي.
وأبتسم لها متابعاً :" لم يخطر في بالي أن الجوادين سيحتاجان يوماً لبيطري ، وبدأت أفقد عقلي كلما فكرت فيه وفيك . . . لكن ، في الوقت نفسه اضطررت إلى الاعتراف بأن الوقت . . .لم يحن بعد . . . كي نجتمع معاً . وقررت البقاء في باريس أثناء العطلة الأسبوعية التالية".
فقالت بهدوء :" لكنك عدت يوم الجمعة ".
- لم استطع البقاء بعيداً في ذكرى زواجك السنوية . لم أحتمل فكرة أنك وحيدة وتعسة .
- هل جئت خصيصاً . . . ؟
- ألم تدركي بعد ، مقدار حبي لك ؟
فصرخت بضعف :" أواه ، يا داكر ".
فقال بصوت خافت :" تألمت بما فيه الكفاية ، يا صغيرتي".
وقبلها برقة قبل أن يتابع قائلاً بشيء من المرح :" وأنا أيضاً كنت أناضل باستمرار لأخفي حبي لك ، وبدأت أعصابي تنهار ، وخفت من الانفجار والاستسلام في أي لحظة . وخشيت أن أدمر ما كنت أطمح إليه إذا ما ضممتك إليّ وأخبرتك بشعوري نحوك".

شاذن 09-11-10 08:42 AM

أدركت انه عاش في جحيم ، فسألته :" ألهذا لم تأت في العطلة الأسبوعية التالية ؟".
- نعم . هل افتقدني ؟
عاد الخجل يهددها من جديد . لكنها أرادت أن تكون صريحة معه فقالت :" الغيرة ليست ميزة خاصة بك أنت ".
ورأت ابتسامته الرائعة ، وهو يسألها :" ظننت أنني في نادٍ ليلي باريسي مع . . . ".
وشعرت بالغيرة فقالت بخجل :" عندما لم أكن قلقة عليك من المرض".
ولأنها خافت ألا تتمكن من التغلّب على الخجل إذا ما سألها عن مشاعر الغيرة التي تملكتها ن سارعت تقول :" لكنك جئت من باريس بالطائرة يوم الأربعاء".
- كنت متلهفاً إلى رؤيتك . فاضطررت إلى الحضور ، لكنك لم تكوني هنا . وقالت لي أغاثا إنك في " أنجي" فذهبت أبحث عنك .
- ولكن كان لديك عمل في أنجي .
- كنت أنت عملي ، يا صغيرتي .لقد قصدت المدينة لرؤيتك فقط.
منتديات ليلاس
- آه ، داكر . . .وقد وجدتني .
- نعم ، وجدتك وقحة ، قليلة الحياء ، رائعة . . . فشعرت نحوك بالحب أكثر من أي وقت آخر . فهل من الغريب ، يا حبيبتي أن أفقد السيطرة على أعصابي وأصرخ أنني أريد أن أتزوجك بعد أن تبعتك على البيت ووجدت رفيقتي الضاحكة عند الغذاء قد اختفت ؟
قالت بعجز :" أنا . . .ماذا يمكنني أن أقول ؟".
- الذعر الذي بدا عليك نطق بلسانك وقد ذُعرت أنا أيضاً . . . حتى أخذنا نتناقش ذلك المساء ، فعلمت بذلك العبء المخيف الذي تحملينه وحدك .
وضمها إليه بحرارة ثم أضاف :" يوم الأحد الماضي ، عاودت التفكير في خطتي ، بعد أن أدركت أنك مقتنعة بأنك باردة جنسياً .وبما أن تصرف مارك صدمك ولم يساعدك على تعلب على خجلك الطبيعي ، رأيت أن اقتناعك ببرودتك قد نشأ ليس عن تصرف مارك وحسب ، بل عن خوفك من العنف أيضاً .كنت أعي تماماً صعوبة الحواجز التي علينا تخطيها".
- لقد فكرت بي كثيراً .
- وباستمرار . فأنت لم تبارحي ذهني ورحت أتساءل عما إذا كانت خطتي الجديدة ستنجح . قررت أن ألازمك كي أجعلك تشعرين بارتياح أكبر برفقتي ، لكني رحت أشك في جدوى الخطة ، حين رفضت قضاء الأمسية معي في غرفة الجلوس بعد العشاء .
- كنت مضطربة . . . قليلاً . أظنني بدأت أدرك أنني لن أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة ولهذا وافقت على زواج . ومع أنني شككت أن ينجح زواجنا حاولت أن الجأ إليك لأحرر نفسي من خجلي .
وتلاشى صوتها لكن قلبها ابتهج للابتسامة الرائعة التي ارتسمت على وجهه ، وهو يقول :" ويا لها من طريقة شجاعة اعتمدتها ، يا حلوتي . لا يمكنك أن تتصوري مدى تسارع خفقات قلبي ، وتدفق الأفكار في رأسي عندما جئت إلى غرفتي تريدين النوم قربي".
- هل ظننتني مجنونة ؟

شاذن 09-11-10 08:43 AM

- بل وجدتك فاتنة للغاية ، قلت لي مرة إن شعورك بالشجاعة يخيفك ، فأدركت مدى شجاعتك وخوفك حينذاك .كما أدركت أن خطوتك هذه تطلّبت منك جرأة جبّارة . . . ولا بد أنّ هذا يعني . . . أنك تميلين إليّ .
منتديات ليلاس
ابتسمت بخجل ولم تستطع أن تنكر ذلك . وطبع على وجنتيها قبلة ناعمة وقال :" كما أدركت أيضاً بعد زواجنا ، أنّ علّي أن أسيطر على رغباتي أكثر من أيّ وقت مضى . ووجدت ذلك أسهل حين شعرت بجسدك المتوتر يرتجف بين ذراعي . جلّ ما أردت أن أفعله ، عندها ، هو أن أخفف من الرعب الذي كان يتملكك".
- هل فكرت في دوماً . . . وليس في نفسك ؟
فهمس بإخلاص :" طبعاً ، فأنت حياتي ".
فتنهدت :" ما أجمل ما تقوله !".
فقال وهو يقبلها :" وهو صحيح".
عندها هتفت حالمة :" قلت لي تصبحين على خير ، ثم استسلمت للنوم".
- قلت لكِ تصبحين على خير ، لكنني لم أنم كثيراً وقد بزغ الفجر وأنا مستيقظ .
لم تجد رداً سوى الضحك ، وقال :" لم أصدق ، في ضوء النهار ،أنني استطعت البقاء بقرب رجل . لكنك كنت لطيفاً ومتفهماً وصبوراً . . .".
- وكيف يمكن أن أكون خلاف ذلك ، يا حبي ؟ حاولت أن أعودّك علّي . . .أردتك أن تثقي بي ، أن تعتادي على وجودي . . . وأن تكوني أقل توتراً برفقتي .
- أظن أنّ هذا ما حصل فعلاً . . .فقد . . .فقد عانقتك في الصباح . . .
علّق برقة بالغة :" ومن دون خوف".
- هل توقعت أن أخاف عندما . . .؟
- آه ، نعم ! فقد زاد التقارب بيننا . وحين لم تأتي إلى غرفتي ، خفت أن تذهب الجهود التي بذلتها عبثاً . . .لأبين لك أنك لست باردة جنسياً . . .
- وهكذا حضرت إلى غرفتي قائلاً إنك لم تتمكن من النوم .
- ولم أنم أيضاً ، لقد أمضيت معظم تلك الليلة أقاوم رغبتي في معانقتك وأنت نائمة .
- لم أكن أعلم . . .
- لقد عدت إلى غرفتي قبل الفجر . الليلة الماضية ، وعلى العشاء قلت إنك ستفتقدينني قليلاً في الأسبوع القادم عندما أعود إلى باريس ، فأدركت أن هذا يعني أنك تشعرين بشيء ما نحوي . وبالرغم كمن أنني مشغول بتنظيم أعمالي التي أريد أن أديرها من هنا ، فلن أتمكن بعد الآن من السفر إلا إذا رافقتني .
أخذ قلبها يخفق وهي تسمعه يصّرح بأنه ينوي البقاء معها في بيته الريفي ، وأنه إذا ذهب إلى باريس فسيأخذها معه . وتابع يقول :" وأنا أعلم الآن أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة".
فقالت :" أنت أردت البقاء معي ليلة أمس ".
- وأنت قلتِ إنك خائفة ، فلم أستطع أن أخبرك ، يا غاليتي ، أنني كنت خائفاً أيضاً . . . لأنني علمت أنه إذا ما ساءت الأمور ، فسأخسرك إلى الأبد .


الساعة الآن 11:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية