رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء العـــاشــر )) [[ كلـــما ]] بــــان الفــــرق . . . ! "بيــن سُــــعدي ،، و القــــلـــق " ~~ اختنـــق~~ . . . [ واليـــأس رد ] & الشفق.....للشاعر سالم المعشني & يد باسل ما زالت قابضة على قميصي من فوق... القى علي نظرة سريعة ثم هز راسه بغضب وعدم رضا....!!!! من دون كلام ..واصل سحبي من قميصي باسلوب مستهتر..!!! اغضبني ...!!! صرخت فيه ( هيييي وقّف ....انت بأي ...) قبل لا اكمل اطبق يده على فمي....!!!! كان يسحبني باتجاه الباب الخلفي...!!! اللي يوصل للبيت عن طريق المطبخ ..!! ويده الكبيرة اللي يمكن بحجم وجهي ما زالت مكممه فمي ..!! ومافي اي فرصة للمقاومة بالتأكيد...!!! ما في اي وجه للمقارنة بين حجمي وحجم باسل .!! بس القهر اللي فيني ..خلق محاوله دفاعيه..فرجعت يدي بسرعة للخلف وارتطمت بقوة على صدره...!!! قال ( لا توسخي ثوبي بالطين)..!!!! بسسسسسس ..!! هذا اللي صنعته ضربتي...!! وصلنا للمطبخ ...امام نظرات العاملات المذهولات من المنظر الغريب..!!! حسيت وجهي طاح قدامهم ..عقب هالموقف ما راح يحترموني...!!!! وكله بسبب باسل..!! حاولت اتكلم بس يده ما زالت كاتمه علي ..!!! واخيراً تذكرت السلاح الحاد اللي داخل فمي ...!!! اسناني..!!!! فتحت فمي وبكل قوة اطبقت باسناني على يده المليانه بالعطر الثمين....!! وابتسمت وانا اسمع تذمره وبعد ايده بسرعه قال بغضب ( سيري قدامي ) رديت عليه بعناد ( مابا اسير مكان غير غرفتي ...وعلى فكره تراك مو محترم ..... وابا اشتكي عند جدتي من اسلوبك معي ...! انا قلت اني بحسبة بنتك.... لكن عاد ما قلت انته ابويه الحقيقي منشان تسحبني بهالطريقة )..!!! بقهر سحب يدي بقوة خارج المطبخ ...صرخت فيه ( اترك يدي ...ويش هالوقاحة ..اترك يدي تراها عورتني من قبضتك) وقف لما اصطدمنا بجدتي المنبهره بالموقف واللي كان معها كل الحق عشان تنبهر....!!! قلت بسرعة ( جدتي شوفي باسل ..ساحبني بقوة من المزرعة لهنيه بقلة احترام..كلميه) قالت بصدمة ( باسل ..!!!) رد بهدوء مفاجئ (امي غاليه ..انا جاي من المسيد ( المسجد) ومعي واحد من ربعي وهذي واصلة عند شجرة الغيضيت (التين البري) جنب السبلة وهي بهالحاله اللي تشوفيها..!! نظرت جدتي باتجاهي بعدم رضا ..!!انحرجت ووايد من هالنظرة..!! قلت بدفاع ( وانا ويش دراني ( عرفني ) ...الريال من المفترض انه يتكلم قبل يدخل حد بيته) رغم الألم ..إلا اني حسيت بالانتصار لما زادت قبضة باسل على يدي..وهذا دليل على ان الخطأ منه..!!! قالت جدتي بانصاف ( عليا صادقة يا باسل..بعد ايدك عنها ..ومره ثانية ود حد جاي عندك تفطن ( تذكر) تخبّرنا )..!!! ثم اردفت بسرعة ..( من ..من ربعك ( اصدقائك ) هنيه ) رد عليها ( هذا سعيد ..من زمان وانا اقوله تعال..قال بجي بس سويلي منشب مع سمك مشوي) انصدمت فمكاني...!!!!!!!!!! لااااااا ويش هالحظ....يااارب ان العاملات ما سمعن كلامي..!! قالت جدتي باستنكار ( منشب وسمك.....كان مسوين له قبولي لحم ( كبسة ) احسن ) رد عليها ( ويش اسوي به هذي طلبته روحه ) الهروب ..فكره اكثر من رائعة في مثل هذي المواقف..وبالتحديد المواقف اللي من الصعب اختراع حجج قوية لمجابهتها...الهروب خيار لا مناص منه .......!!!!! لكـــن صوت العامله جلب الحسرة العظمى إلى قلبي..!!!!!!! ويش مسويه انا ...ويش هالحظ اللي عندي..!!!! ( ماما صغير قول سوي قبولي مافي سوي منشب) واكملت حديثها بالإشارة إلي كجانية ..!!! قال باسل بحده ( ويـــــــش......عليـــــــــا ) لذت بالصمت ...!!! يعني ويش اقول..!!!! قالت جدتي ( استهدي بالله يا ابويه ...ما استوى شي..) رجعت اليد الحديدية تضغط على ذراعي بقوة وهو يلفني لجهته ( انتي بأي صفة تلغي كلامي ..وتمشّي اللي انتي تبيه ..هااه ) ثم التفت للعامله ( وانتي كيف تسمعي كلامها ..وانا جايب سمك طازج وموصنك تسوي منشب مع سمك مشوي) ثم هز يدي بعنف ( تكلمي ) فكرة انك تعصّب في وجه انسان معصّب ..!!! ومن الأساس تكون انته الغلطان صعبه جداً ..!! لذلك افضل شي لتعديل الأمور وتهدئتها .........تغييرها ..!!!!! قلت بأسى مصطنع ( اوووه باسل شوف دشداشتك البيضاء ( ثوبك ) توسخت بالطين ..خليني ابعد عنك ) فكرة ما كانت عبقرية ..!!! لكنها ابعدت باسل عني..!! واقتنصت الفرصة للهروووب الى الطابق الثاني باتجاه غرفتي..!!! بعد الانتعاش والنظافة كان للذة قبولي اللحم متعه خاصة ..!! هه يمكن لأني ناضلت في سبيل الحصول عليه بدل المنشب..!!! بعد الغدا تمددت فالكنب..وشفت جوال جدتي.. قلت لها ( جدتي ممكن آخذ جوالك ابا اخزن ارقام عمامي وبناتهم) قالت ( ما يخالف يا امي) خزنت ارقام الجميع ..وكان رقم باسل في مقدمة الأرقام بأحرف اضافية..حتى يكون اسرع بالنسبة لجدتي للوصول له...احترت اخزنه معي ولا...؟؟؟ بس من يعرف يمكن احتاجله باحد الأيام..خلني اخزنه معي...!! جدتي رجعت لغرفتها تقيل...وانا انتظرت اسمع صوت باسل يرجع ..عشان اكون متأكدة ان ربيعه راح.......واروح اكمل زراعتي ....... بس ماشي فايده..ماله حس ( صوت ) ابد..يعني ما زال عند ربيعه..!!!مالي الا انام عشان اصحى العصر بنشاط..!!! العصر نزلت تقهويت بصحبة جدتي باستعجال و روحت اكمل شغلي بالمزرعة.. على باب مخرج الصالة حصلت باسل واقف يشوفني باستغراب ( وين ماشية )؟؟ رديت عليه بعجله وانا اتعداه ( رايحة اكمل زراعة الورود) وصلني صوته المستغرب ( اي ورود ؟؟؟) اوووه مو فاضية له ..ومالي بارض ارد عليه وادخل في متاهات معه!! جبت الشتلات من جنب شجرة الغيضيت ونقلتهن لحديقتي الصغيرة اللي سويتها ..وبديت اكمل شغلي..!!!! وصلني صوته المقهور ( انتـــي ) ثم سكت وبعدها قال ( اعوذبالله من الشيطان الرجيم) قلت له بقهر ( ويش شايفني قدامك لين تتعوذ هاه..ويش سويت لك هالمره عشان تعصب انت اللي هالكني فكل مكان لاحقني..ومزعجني) قال بنرفزة ( لو انك حالك حال العالم كان بسكت عنك...لكن روحك تدوري عن الشر) قلت بصدق ( الحين ويش مضايقنك فالموضوع..المزرعة كلها اشجار كبيرة..ومزروعات وثمار.بس ناقصنها حديقة ورود ..وانا حصلت هالمنطقة فاضية وقلت استغلها..) ثم اردفت بتذكر ( آآه صح ..متضايق منشان ما حاسبت السواق لما جاب الشتلات..ترى ما كان عندي كاش ..نسيت عن اسحب بارحة ....بس لما ابا اسحب بعطيه عشان يرجعهم لميزانية البيت وانتهينا.....والحين خليني اكمل شغلي..ترى اذان المغرب ما يتوانى ( يتأخر ) ) صرخة غضب وقفتني لا شعورياً ( عـــــليـــا) ثم اردف و هو يتنفس بغضب وااضح ( والله يا عليا ان ما تعدلتي ما ارحمك...ترى اعصابي على الحافة ) استغربت كل هالضيق وقلت باستغراب صادق ( الحين انا ويش مسوية ) قال بقهر ( انتي تبي تجننيني..!!! الحين بالله انا جاي هنيه عشان شتلات ورد حتى ما اعرف شي عنهن.....انتي كيف تفكري..!!!!) الهدوء والعقلانية من طباعي اللي تساعدني على فهم من حولي والتصرف بحكمة وذكاء..!!! لكن البلاهه هذي لم تكن احدى طباعي ابداً..!!! الا ان وجود باسل اظهر هالصفة..!!ليش ..؟؟ وكيف..؟؟! هذا اللي ما زلت لا اعرفه..؟؟؟! لما طال صمتي..!! رفع يده واشار لحديقتي الصغيرة..!! وقال ( هالمنطقة محروثة ومجهزة لزراعة اشجار الموز....مو عشان ورودك) بسسس..كل هالضجة..عشان كذاا..؟؟!!! قلت له ببرود ( الحين حاشر العالم ..!! عشان اشجار موز...!!) ثم اردفت بتذكر ( لا وبعد موجوده من قبل.. .) اشرت على السياج اللي على جهة اليسار وقلت ( موجوده في هذاك الصوب )..!!! انهيت جملتي لما حسيت شي ثقيل وناعم يتسلق جسمي لأعلى ...سرت القشعريرة في جسمي بأكمله ...نزلت نظري لهالشي الغريب...!!! لأفجع بثعبان ناعم ملتف اعلى ذراعي وراسه بجنب عنقي..!!! وصلني صوت باسل البارد ( لا تتحركي ) لكنه كان يطلب مني المستحيل ...اكبر عقدي اثناء وجودي في استراليا كانت الثعابين..كانت ما تفارق خيالي لا في يقظتي ولا في نومي ... لكن الآن ثعبان حول ذراعي وقريب من عنقي وما اتحرك ..كان فرط من الخياااال.... اول ما فقت من صدمة المنظر تحركت بعنف وصراخي عم المنطقة ( داااااااااااااب ) حركت ذراعي بعنف وقوة عشان يسقط بس ماشي..!!!! كان مثبت نفسه بالتفافه حول ذراعي حاولت اركض وابعده عني بس يد باسل منعتني وهو يصرخ ( لا تتحركي ..لا تتحركي) صرخت بدموع وعنف ( خليني ..اااه ....لدغني ..اااااه يا امي ..باسل بعده..بعده عني بسرعه ..شلّه ( شيله ) عني ..لدغني ..بسرعة ) شفته من بين دموعي يمسك راس الداب ويضغط عليه من فوق ومن تحت بأصابعه وبيده الثانية بدا يفك التفافته من حول ذراعي .. والخدر والخوف مو الألم ...غطوا جفوني حتى ما حسيت بشي الا برودة الجو....ثم تلاشى كل شي من حولي.... اول صوت وصلني واثبت لي اني ما زلت في عالم الأحياء..!!! كان صوت جدتي المصدوم..!! ( باسل ويش فيها عليا ...ويش صار ) صوت باسل لما وصلني كان قريب ..قريب واايد قال بصوت مطمئن لجدتي ( ماصار شي يا امي ..بس حصلنا داب الوادي الصغير ..وروعها)!! الوضع ما كان مريح بالنسبة لي بس الغريب اني ما كنت احس بأي الم.؟؟؟!!!وين الم اللدغه..!!!؟؟ فتحت عيني ..وتحركت بسرعة منصدمة اول ما شفت الداب بيد باسل ...!!! في نفس اليد اللي كانت حاملتني..!!!!وراس الداب كان قريييب من وجهي..!!! تحركت بعنف وضيق من وجودي بين يدين باسل ..وبسبب وجود الداب قلت له بصرخة ( نزلني..نزلني ..وبعد الداب عن وجهي) قال بضيق ( اصبري لا تطيحي..ولا تخلي هالصغير الحلو يهرب مني)..!!!! الحين الداااااب صار صغير وحلو ...!!!!!! لااااا هذا مو صاحي.. قلت بقهر ودموعي تنزل( انته مو صاحي..نزلني الحين....نزلني اقولك ) مددني في الكنب بهدوء....مو راحة لي ...لااا بس عشان الداب يكون ثابت في يده وما يهرب..!! ما قدرت اقاوم البكاء من القهر اللي يصير قدامي..!!! جلست جدتي جنبي وقالت ( تعالي يا امي ..سلمتِ ..سلمتِ ) مالي بارض اتذكر ويش ينقال ردً على اللي يقول سلمت... بس واصلت تغطيت وجهي بحضن جدتي الدافي وكملت البكا بهدوء...مدري ليش ابكي ..؟؟ بسبب الداب اللي ما لدغني حتى..!! ولا بسبب هاليوم اللي من اوله بادي بمشاكل ....!!؟!!! حضن جدتي كان غيييير..لأنه مرييح كثييييير..... بعث في قلبي الراحة...وكنت فحاجته...وجدتي مقدره وحاسه فيني... بعد ما جفت دموعي رفعت جدتي وجهي وقبلتني اعلى جبيني وقالت ( سلمتِ يا امي ) اخذت نفس عميق ورديت عليها ( سلم من قال) رفعت عيني وتفاجئت من رؤية باسل هنيه ..!!! طول هالوقت وهو ما راح..؟؟!! والداااااب ما زال في ايده ..!!!!! قال بابتسامه ( كيف اللدغة عسى ما تعورك واجد ) يستهزئ فيني ..ما رديت عليه..!!! قال بسرعة ( شوفي وتعلمي هذا الداب توه صغير ..داب وادي..يمكن جاي مع شي من المزروعات وما انتبهنا له..لكن هالداب مسكين ما يلدغ ..) ثم قال وهو يقربه مني ( شوفيه وحفظي شكله ).!!!!! قلت بصرخة ( مابا اشوف شي ..بعده من هنيه ..جدتي قولي له يشلّه) قالت جدتي ( باسل ..لا تروعها ..قتله برع وارميه ) قال باسل بقهر متعمد لي ( لاااا ليش اقتله ..بحطه فحديقة الورود ..اصلاً هو جاي مخصوص يشوفها .. ويستمتع بالورود... ) قلت له بقهر ( والله انك تقتله ..وهذا انا قد حلفت ) ضحكته الصاخبة ضجت في الصالة وهو في طريقة للخروج ..لصلاة المغرب.. بعد العشاء ..اتصلت عمتي هاجر وكلمت جدتي..ثم طلبت تكلمني ظلينا نسولف لفتره ..وبعدها سمعت صوت مزون وهي تحاول تاخذ الجوال من امها و تقول لأمها اعطيني اياها ابا اكلمها.. اول كلمتني... قالت مزون بنرفزة ( اخيراً تنازلت امي وعطتني الجوال..!!كيفك عليا ..شخبارك يا بنت الحلال نسينا ما خذنا رقم جوالك ..لا انا ولا بنات عمي احمد..! عطيني اياه الحين ..خليني اكلمك على راحتي ..طول الليل..!!! وبعد ما اخذ كل علومك ..بخليك ترتاحي ..وبعدها برسله لبنات عمي احمد.. عاد الله يعينك عليهم ..!!! ثلاث ...بس برأيي تخصصي حق كل وحده يوم ...ويش رايك ...؟؟) وييييش هالإعصار ..!!!!! قلت بضحكة ( الحين تبيني ارد على سلامك ..ولا اعطيك رقمي..ولا ارد على كلامك )؟؟! قالت بتذكر ( اوووه صح .. السلام عليكم..بس عادي لا تردي الحين ..احسن تردي بعد ما اتصل فيك من جوالي ..هيا هيا ..اعطيني رقمك..) الله يعين راسي على الازعاج اللي راح يجيني الليله..!!!!! قلت لها بابتسامه ( ما يحتاج..رقمك موجود معي ..اخذته من جوال جدتي وابا اتصل فيك بروحي) قالت بسرعة ( زين ..زين ..لا تتأخري ..وابا اخبرك عن مفاجأه راااح تعجبك واااجد..يله باي) وصلتني دمدمة عمتي مزون( انا كم مره قايلة لك لا تقولي باي ..قولي فامان الله قولي كلامً زين) ورجعت قالت لي ( الله يعينك عليها يا عليا..!! ترى مزون ما فيها من العقل ذره..)!! تكلمت معي شوي ثم قالت ( عليا باكر العصر بنروح السوق ..خليك جاهزة حبيبتي بنمر عليك ) مررت الفكرة في بالي..فرصة حلوه ..وبالمره اجيب عباتي ..واتمنى انها جهزت لأني وعدت الخياط بضعف المبلغ ..عشان يجهزها بسرعة..!!! قلت لها ( يصير خير ان شاء الله ) قالت ( تمام ..اذاً..نلتقي باكر اذا ربي شاء ..يلله اخليك الحين..فامان الله) ... بعد العصر كنت لابسه العباية والشيلة برقبتي ..وبايدي الغشوة ..وحقيبة يدي..!! .وانتظر عمتي ... غمضت عيوني لما تذكرت ان مزون بعد بتكون موجوده..!!! احس راسي متصدع من امس لحد الحين ..فيها هبل مو طبيعي..!! او يمكن انا مو متعوده عليه..!!! دخلت الصالة ....جدتي تعرف اني راح اطلع السوق مع عمتي هاجر..لكن لمحت في وجهها نظرة غريبة..!!! لمحه من الاستنكار..........!! جاء في بالي باسل..!!! هه اكيد ان جدتي ودها اني اروح استأذن منه..!! لكن ما محصله الصيغة المناسبة.!!! .............ما علينا !! قريب راح تنتهي هالمهزله.. قلت لها وانا طالعة ( جدتي اذا ذكرتي شي تبيه من السوق ..اتصلي فجوالي..بروح انتظرهم عند المدخل) ..وطلعت.. فرصة ازور ورودي...من امس بعد ذاك الداب ما شفتهم..!! حصلت المكان مرتب ..واخر الشتلات مرتبات صح..!!وموصولات بنظام السقي ..!!!!! معقووله باسل ..!!! حديقتي الجديدة كاانت رووووعه ...وريحة البلسم البري منعشة كثييير.. تميت ( ظليت) اتفقد الورود... (عليا......؟؟؟؟؟ وين رايحة ؟؟؟؟؟ !!!!) التفتّت ناحيته ...بصراحه غزاني الخوف...هو يعتبر زوجي يعني لازم اسمع كلامه صح..؟؟!! واستأذن منه..؟؟؟!! بس لاااا انا مو ملزومه اسمع كلامه لأنه ما يستحق..ومجرد معرفة ما يباني اعرف عن صلته بي ...فكيف يأمر وينهى .....؟!! وكيف ينتظر مني الطاعة ..؟؟!!!! رديت بلامبالاه ومزاجي اليوم في الحضيض( رايحة السوق مع عمتي هاجر) قال باستغراب ( عمتي هاجر..!!! ومن بيوديهم..؟؟؟ وانتي بإذن من طالعة) رديت عليه بنرفزة ( وانا ويش دراني ..؟؟هي اتصلت بارحة وقالت بنمر عليك وقلت لها تم وخلاص..اما سالفة بإذن من طالعة..) حطيت عيني بعينه ..ونزلتها بسرعة ..لأني مستحيل اكمل كلامي لو ظليت كذا النظر بعيونه يقلب حالي..!!!! اكملت بتوتر( انا مو محتاجه لاذن من حد..فقط حطيت خبر عند جدتي منشان لا تفتقدني وبس)!! قال بروقان ( اهاا ... يعني كلامي هذاك اليوم ما هامّنك ؟؟ ) طلعت من السياج من دون لا ارد عليه ..وجلست فاحد الكراسي جنب البلكونة قريب من المدخل..! طلع باسل واختفى من قدامي ... مدري وين راح....!! بعد مرور دقايق...دخلت عمتي هاجر ..وسلمت علي وقالت ( عليا حبيبتي ...روحي السيارة..انا بسلم على امي وبجي) عدلت الشيلة والغشوة..وانا اسير..وصدمت شخص اكييد محد غير باسل..!!! قلت لا شعورياً ( بسم الله ..من وين طلعت انته) مسك يدي بس بخفة هالمره وملامح وجهه مجهولة بالنسبة لي ..!!تو ما ضبطت الغشوة صح..ما اقدر اشوف زين ..بس وصلني صوته المحافظ على اعصابه ( دخلي داخل..وانسي الروحه مع عمتي هاجر ) !!!!!! انا متأكده ان ضغط دمي مرتفع بدرجة ممكن تهدد حياتي .!! قبل لا ارد عليه وصلني صوت عمتي هاجر ( عليا ..!!!ما رحتي..) ثم ضعف صوتها وقالت بتوتر ( ااه ..هلا ..باسل انت هنيه) سلم عليها وايده ما زالت قابضة على ايدي..!!!! قال بهدوء( هلا عمتي..رايحين السوق )؟؟ ردت عليه ( ايوه ..وخاطفين ( مارين ) على عليا ..عشان تروح معنا) قال لها ( مع مروان )؟؟ ردت بتوتر ( ايوه ..مروان معهم اجازه من الكلية التقنية عشان يذاكروا لاختباراتهم الجاية واقتنصنا الفرصة ..قلنا له يوصلنا ) قال بهدوء ولا كني موجوده ( اهاا..طيب روحوا ربي يحفظكم ..بس عليا ما بتروح ..)!!! قالت عمتي بضيق ( وليش...؟؟؟؟؟؟ .خلي البنت تطلع ..يمكن محتاجه شي من السوق ..) رد عليها وهو ينهي الحوار ( روحوا يا عمتي ..ولا بتتأخروا ..وعليا اذا محتاجه شي بنفسي بوديها ) بقهر سحبت الغشوة بايدي اليسار اللي كنت حامله بها حقيبتي...وشفت عمتي تغادر..!!!! حتى ما سألتني عن رأيي ..!!!!! بس كيف تسألني وهي تعرف ان هالمتسلط يكون زوجي الخفي..!!!!!هه الزوج الخفي..ينفع يكون عنوان لرواية ..!!!!! ما قدرت احجب دموع القهر من عيني...ورغم اللي صار ايدي اليمين كانت محبوسة وسط ايده...... قلت له بصراخ ودموعي تجري ( من سمح لك تتحكم بروحتي وبجيتي..انت ما لك دخل في حياتي ..مو انت ياللي تقرر عني ..وبالأصل من انت ..هاااه قولي من انت عشان تتحكم فيني كذا ..والله انك حقير..و ما عمري تخيلت ان الانسان ممكن يوصل لهالمرحلة من ...) يبتسم....!!!!! بااسل يبتسم ..!!!وانا في حالة غليان ...!!!! مستمتع بشوفتي وانا بهالحال لاااااا خلااااااص ما عندي اي قدره للكبت .. بكل قهر رجعة حقيبتي للورى ومن ثم هويت بها على صدره القااسي..مره وثنتين وثلاث في حالة قريبة من الانهيار..ودموعي ما زالت تهطل بقوة.. لحد ما وصلني صوته الحاد ( بس خلاااااص.... ..انتي مو صاحيه ..) جمع يدي اليسرى مع يدي اليمنى في قبضة وحده ..وايده الثانية رفع بها ذقني وقال ( ايش فيك ..بس خلاااص ..اهـــدي ....حشاا ..كل هالقهر عشان ما خليتك تروحي للسوق.. تبي تروحي ..الحين بوديك بنفسي..بس لا يمكن اسمح انك تروحي مع مروان ولد عمتي..فاهمه) قلت بتعب ونرفزة من قربي منه ( لا مو عشان السوق ..عشان انت مالك دخل في حياتي..فااهم خلني فحالي تسمع ..) ثم اردفت بندم وانهيار ( اصلاً جيتي لهنيه كانت كارثة من صنيعك انته ..كنت متهنيه مع خالتي..) واصلت شهقاتي ..لما ذكرت خالتي ..مشتاقه لها..ومشتاقه لحياتي معها..ودي انهي هالحاله اللي صرت عايشتنها ..بس خلاص تعبت من هاللعبه .....ما اقدر اتحمل..ولا قدرت افهم الوضع ...واحس اني قريب ما راح افهم نفسي..ولا تفكيري..!!! نظرات باسل مصوبة على وجهي الباكي..وما زال على نفس وضعيته السابقة في قربه مني قلت له بضعف( بعد عني ..بعد ) واردفت وعيني الباكية بعينه ( انت ما تخاف الله..ترى اللي تسويه ما يجوز...كيف تسمح لنفسك بلمسي وانا محرمه عليك )ثم اردفت بقهر ( ولا بس فالح تأمر غيرك ..وانت بروحك ما تعرف الدين) رفعة الحاجب..!!! غالباً تدل على تكذيب الشخص......!!! بمعنى اخر كأن الشخص يقول لك بس من دون صوت "العب على غيري" قلبي ساااح ..!!!! معقوله باسل يعرف اني اعرف عن زواجنا .. رحمتك ياااارب ..! هذا اللي ما اقدر استحمله ...الله يستر... بعدت عنه بالقوة ..لأنه هو سمح لي ... ومسحت دموعي وقلت ( حالتي هنيه لا تحتمل الوضع ما ينطاق...خلاص..انا برجع مسقط.. برجع عند خالتي) قبل لا ابعد وصلني صوت ضحكته ... التفتت له باستغراب قال ( اي خاله...؟؟؟ انتي تعرفي وين خالتك) حسيت قلبي طاح عند رجولي...!! رديت بخوف وقلبي ينبض بقوه ( خالتي ماخذه اجازة مفتوحه ..ورايحه مسندم) نظرلي باستغراب..وفتح فمه حسيته يبا يقول شي..بس رجع سكت ثم قال بهدوء( روحي عند جدتي..انا بروح اصلي..واول ما ارجع خليك جاهزة بنروح السوق)..وراح قلت له بعناد وهو طالع ( اي سوق..مابا اروح مكان معك ..تسمع) طرقات على الباب صحتني من نومي...رفعت جوالي شفت الساعة ست ونصف الصبح...!!!! اذا نهضت من الحين ويش راح اجلس اسوي..!! رجعت نمت ... بعد لحظات قمت مفزوعة ..!! ويش صاير فالعالم كنت احس اني راح اقتل اللي واقف على الباب ويطرق بهالشكل المزعج..!! قمت بسرعة وضيق وفتحت الباب ( نــــعـــم..) رجعت على الوراء لما شفت باسل واقف بجسمه العريض قدام الباب..!! قلت بدون استيعاب ( باسل)! قال ( ايوه باسل..رسلت الشغالة ودقت الباب لين ملت..حسبتك ميته مو راجده) في اغلب الأحيان ...من الممكن انه الشخص يستحمل هالنرفزة ظهر..عصر..اي وقت آخر لكن الصبح..!!!لا والف لا..!!!!! رفعت عيني وتوني مو فاهمه سبب وجوده وشفته لابس دشداشة سوداء..وكمه.! يارب..!!! وانا....لابسه بيجامه نوم.....اول ما اتضحت لي الصورة ..!! بسرعة سحبت الباب عشان اقفله ..!!! بس يد باسل كانت بالمرصاد قال ( شوفي تراني مشغول هالصباح..وامي غالية معها موعد بمستشفى السلطان قابوس وما اقدر اروح معها...روحي غيري هالملابس اللي لابستنها..وانزلي افطري..وخليك جاهزة) ثم ترك الباب وبعد لحظه رجع بسرعة..وقال ( لا اشوفك لابسه عباية الكتف اللي لابستنها امس) قلت له ( والله ما عندي غيرها...عبايتك اللي شارنها تكفي لعشر حريم من طولها..!! ... والعباية الجديدة اللي مفصلتنها والمفروض اجيبها بارحه من السوق ...ما جبتها بسببك) ابتسم بخفه وهز راسه ثم قال ( انتي ما تبا تنسي هالسوق من بارحة لَين( لحد) اليوم..!! الله يعينا عليك ) قهرني كلامه ..!!! صرت انا كني هالكتنه ومزعجتنه ..!!!! حضّرت في بالي كلام طويل وعريض..من نصيب هالباسل..!!!!! بس لما جيت ابا اتكلم كتم صوتي بيده.. قال بسرعة وهو يبتسم اكثر ( يا بنت الحلال خلي حركتك سريعه وروحي هاتي الفاتورة مالت العباية وخلصينا ) بالفعل انا بحاجة لعباية ساترة ..تتناسب مع لبسي للغشوة..بالإضافة الى اني ما حبيت اشوف عباية الكتف السابقة وزينتها وهي منسدله على جسمي..!!! رحت اطلع الفاتورة من شنطتي اللي كانت بالتسريحة..طلعت ورقة وكتبت فيها الرقم السري لبطاقة السحب..وطلعت البطاقة والفاتوره ..ورفعت راسي قدام الجامه !! وانا اقول ليش باسل يبتسم وايد اليوم ..!!!! شعري كان في حالة فوضى..!! كأني طالعه تو من اعصار...!!!!!!واكيد انه يضحك على منظري..ويش هالحظ ما يشوفني إلا وانا في اسوء حالاتي..اما كنت ازرع ولا ابكي وكملتها اليوم .!!! وصلني صوته المتملل( وينك يا عليا) سحبت شيلة من كرسي التسريحة وحطيتها على السريع فوق راسي وطلعت له.. خذ الفاتورة والبطاقة والورقة تأكد من الفاتورة ..ثم فاجئني برميه للبطاقة والورقة وسحب يدي وقربني منه وقال ( لو تتكرر هالحركة ..ما بيصير لك خير يا حلوه ..تمام) وطلع ....وتركني بحيره....وقلة فهم لنفسي..او له ..ما ادري..ما قدرت اقول الا ياارب نجيني..! |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الحادي عشر)) (غائمٌ رأسي هذا الصباح .... أحسبه رؤوساً كثيرة ... بعدد المارّة والنجوم ... تتدافع فيه الأفكار بالمناكب ... كجنائز يحملها الرجال ... إلى مأواها الأخير....) "للشاعر والكاتب: ســـيف الــرحبي " اجواء المستشفيات تمرض الصاحي ( المعافى)...مدري كيف كنت راح استحمل عمل الطب.... يمكن لأني كنت دايم اقنع نفسي ان التعود على الأمور يجعل من المستحيل عااادي..!! جدتي تدل الأقسام اكثر مني..اكيد لأنها متعوده على المواعيد هنا..تفاجأت بصراحه ما توقعت ان جدتي تعاني من انسداد الشرايين ..! صحيح ان علاج انسداد الشرايين صار ممكن وسهل جداً مقارنةً بالماضي....لكن الأكيد ان اهمال المريض عن طريق رفضة للقسطرة هو اللي يجعل الأمر خطير ...وهذا اللي فهمته من الطبيب العماني اللي يشرح المسألة لجدتي الرافضة للإستماع له ..ولمحاولاته لتحديد موعد لعملية القسطرة..! ومن ثم توجه لي ..بمحاوله منه حتى اقنع الوالده بحسب كلامه ...!! رديت عليه بهدوء طلباً لإيقاف الثرثرة ( ان شاء الله خير) جدتي لاذت بالصمت ..المعارض لكلامي اللي كان مشابه للوعد..!! لكن ليش...؟؟! ليش رافضة القسطره ..اكيد في سبب مقنع لهالرفض..! الموعد انتهى...لكن السيد باسل بعده ما شرّف..!!! الانتظار كان ممل بشكل كبيير ( هذي مو حالة ..متى بيوصل باسل..مليت من الانتظار) قالت جدتي بدفاع ( مسكين يراكض ورى حرمته هالمريضة) اكييد معها جلسة غسيل ..الله يلطف بها وبمرضى المسلمين قلت باستغراب ( باسل هنيه مع حرمته !!!) ثم اردفت بسرعة ( عيل ليش ما جات معنا ؟؟! الحين جابنا ..وبعدها جاب حرمته ..!!وبعدين بيرجعها ثم بيرجعنا احنا )..ثم اردفت بقهر ( عيل يباله ( يبيله) ساعتين ولا ثلاث لحد ما يجينا) جدتي استغلت الجلسة بالتسبيح وذكر الله ..وانا بعد..وبعد لحظات تذكرت جدتي وعملية القسطرة سألتها( جدتي..ليش ما تبا تسوي القسطره...انتي ماشاء الله عليك فاهمه وواعيه واكيد انك تعرفي انه ما يجوز للمسلم التساهل في صحته ... فليش ما تبي تتعالجي) ردت من دون وعي منها ( يا امي ..ما اقدر اسويها وهو بعيد عن عيني..اخاف اموت قبل لا اشوفه) انصهر قلبي لحديثها.....الأم..وقلبها...!!.تكوينات ما تعرف الكره حتى لو نطقت بها الالسن..! اكيد انها تقصد عمي الغايب...والأكيد انها ردت من دون وعي منها..!!!! قلت لها ( وليش كل هالتعقيد يا جدتي..خليه يجي ..اكيد ان اللي فقلبه مثل اللي فقلبك وازود) وصلني صوت شهقت جدتي اللي اخترقت قلبي..واسقطت الدمع من عيني سحبت يدها ودخلتها من تحت غشوتي وقبلتها باحترام صادق... ( سألتك بالله يا جدتي ..لا تبكي....انتي متألمه لأنه بعيد..خليه يجي..فرحي قلبك وقلبه برجوعه ) قالت بحزن ( يا عليا ..) ثم تنهدت..واردفت ( يا عليا هالحال قد صار عليه سنين ..مو مستوي هالنهار) سألتها وانا متأكده اني ماراح القى الجواب( ويش هو..ويش اللي صاير يا جدتي قوليلي..انا مو غريبة عنكم..انا بنتكم) قالت بألم ( يا امي خليني انسى..ما نبا نفطن ذكس الحال) قلت لها بهدوء ( ولا بتنسيه يا جدتي .. الا ان صلحتيه...ما يجوز اللي تسووه ما يجوز هالزعل ما يرضي الله يا جدتي ..) قالت ( اتركيه عنك يا عليا ..والله انه ما يستحق مدافعك (دفاعك ) عنه ) قلت لها بقهر ( ليش..ياجدتي ..ويش هو مسوي لي..) سكتت جدتي ...يعني ويش بالله انتظر جواب..اكيد ما راح تجاوب..!!! صدقت توقعاتي...!؟؟ ساعتين بعد الساعة والنصف الأوليات واحنا ننتظر في الاستراحه عودت السيد باسل..!!!!! .. لما ركبت السيارة ورى طبعاً..لأن جدتي قدام ..من شعوري بالقهر قفلت باب السيارة باقوى ما عندي...يعني ويش فيها لو قايل للسايق يجيبنا ...؟؟!! ويش الفايدة من وجوده..!! وصلني صوته المتذمر ( شوي شوي على باب السيارة ) ما تعبت نفسي بالرد عليه ..!!! رجع قال وهو يسوق ( هي ياللي ورى ويش فيك ..لا يكون احتجتي لتدخل جراحي باللسان ولا شي من هالقبيل) اوووففف الحين من اللي بادي يتسبب فالثاني..!!!سكتت رغم اني ودي اقول كل ما في قاموس الشتائم في وجه باسل..!!! بس الحقران احياناً مفعوله اكبر .!!! رجع يسأل جدتي الهادية ( امي ويش فيها هالبنت..لا تكوني نسيتي عليا فالمستشفى وجبتي وحده ثانيه بدالها) ردت عليه جدتي ( باسل خلي البنية في حالها..يكفيها متحمله جلسة الاستراحه طول النهار) بس هالمخلوق ما سكت ..!!! قال بصوت مستهزئ ( لا يكون دايخة وتعبانه ..بوقف عند هذيك اللفه ..وبتفقدها ) جدتي صدقته.!!!! وبسرعة التفتت لي قلت له بقهررررر( الحين من اللي يدور على الشر انا ولا انته... والله ان ما سكتت راح يكون لي تصرف ثاني معاك) ضحكته العاليه توزعت في ارجاء السيارة رفع عيونه للجامه اللي قدامه وقال ( اما عاد..حيرتيني ..ويش هالتصرف اللي راح تتصرفيه معي.. لا يكون تبا تذبحيني..) ثم اردف بضحكه ( شوفي ترى اقولك من الحين جدتك ما راح تتنازل عن القصاص كل شي ولا باسل ) والتفت لجدتي ( صح يا امي ) قالت جدتي بصوت ضاحك ( باسل خلي عليا فحالها.. مو كل نهار ابا اقولك.. وسكتوا واذكروا الله عن هالصدعة ( الازعاج ) ) ..... مفاجأة مزون قرّبت ... وبكره الخميس ... بس ما اسمع لها وجود علني وفعلي على ارض الواقع..!! عصر الأربعاء بعد ما ضقت من الانتظار..كان لازم اسأل جدتي واشوف..يا خوفي مزون تغرد بأحلامها وانا اللي فرحانه وانتظر..!!! قلت بتردد( جدتي ..مزون قايله لي اننا راح نطلع هذا الخميس...كشته ..! صحيح) قالت جدتي باشراق ( صح يا عليا..باسل من هذكس الأسبوع متفق مع عمك احمد وهاشم زوج عمتك عشان نروح للوديان والجبال) قلت بلهفه ( والبحر) قالت جدتي ..( البحر ما فيه شيً زين..)!!! قلت برجاء( يا الله جدتي قولي لباسل يودينا شاطئ المغسيل..والشواطي اللي جنبه دايم اسمع عنهن) ثم اردفت بسرعة ( بس لا تقولي عليا قالت )!! ( امي غاليه ما تعرف تكذب.... وبعدين ليش ما تبيها تقول) ويش جايبنه هالصالة !! ........قلت باستغراب ( ويش جايبنك هالصالة..!! روح الصالة الثانية..ولا قسمك فالطابق الثالث)!! جلس يتقهوى ..!! ولا كن احد كلمه.!! ثم بعد لحظات قال( ما ينفع نروح باكر البحر..البحر يباله يوم كامل نلف فيه الشواطي كلهن يوم ثاني ان ربي شاء) تغاضيت عن هالمواضيع ..وتذكرت مرض جدتي..هذي الفرصة المناسبة وحتى ان عصبت جدتي ..بس هالموضوع لصالحها.. رفعت عيوني لباسل عشان اكلمه...بس فاجئتني نظراته الثابته على وجهي..وزلزلت كياني..!! شبه متأكده ..!! ان الإحمرار غطى على ملامحي..!!! نسيت سالفتي....! وقررت اطلع من هالمكان..!!! نادتني جدتي منشان اتقهوى..بس اعتذرت منها.. دخلت غرفتي ..وايدي على قلبي..وكالعاده مالي الا اقول ..يارب نجيني...!!!! طرق الباب على الساعه ست ونصف مزعج الا انه يبقى امر من الممكن تمريره..!!! لكن طرق الباب الساعة اربع ونصف امر مستحيييييل...! ما قدرت افتح الباب..!! الوقت ما زال جداً مبكر..!! سألت من ورى الباب ( من ) سمعت العامله ( بابا باسل قول صحي عشان رحله) اي كشته ..والدنيا ظلاااام ..!!! حشااا كنا مهاجرين مو رايحين كشته... فتحت الباب بقهر وقلت لها ( قولي حق بابا باسل انته مجنووون!!! محد يروح كشته من الفجر..!!! ) شفتها تنظر لي باستغراب..قلت لها بضيق (مجنون..!!! يعني ...Nut,,,, ,,,crazy,,,fool) ( الناس يبدو يومهم بالكلام الطيب ..اللي يشرح الصدر..ويبعث التفاؤل في نفسية الشخص ونفسية غيره ..وانتي يا عليا تبدي يومك بالشتايم) ثم اردف ( الله يهديك) لا مو مره ثانيه ..!!! وانا بحالة فوضويه ....!!! بس بصراحه احرجني كلامه ما كنت فيوم من الأيام بهالصورة..لو خالتي هنا كان القت على مسامعي موسوعه عن آداب المحادثة..!!! لكن في الأيام الأخيره اعصابي ما صارت تتحمل اي شيء...!! اعتذرت بهدوء للعامله ..!! ثم اعتذرت بهدوء لباسل..من دون ما التفت له.. ( آسفه...تعبانه وما اكتفيت من النوم..) ثم اردفت بضيق ( الوقت مبكر عشان الطلعة ..ذلحين مصلين الصبح..) قال بجديه ( بلا كسل يالله قومي..لحد ما تتجهزي..راح تحصلي الساعة واصلة سبع) ثم نزل من الدرج..!!! انقهررت..يعني بنروح الساعة سبع ..!! وهو منهضني من ذلحين..!!! حاولت ارجع انام ..بس ماشي راح كل الرجاد من عيني..!!! لبست جاكيت طويل من الصوف الناعم فوق البيجامه..وخذيت شيلتي ونزلت.. فتحت الباب وشفت جدتي فارشة ( باسطه ) سجادتها ..وبإيدها مصحف وتقرأ قرآن.. صكيت الباب..وطلعت للمزرعة ..اغمضت عيوني من روعة المنظر....!! رغم الظلام الخفيف ..الا ان المنظر خيالي....حركة اشجار النارجيل...الشاهقة.. والأشجار الغنية بالإخضرار.......والروائح العطرية من زهور الأشجار... مع برودة الجو الخفيفة ......كانت شي اشبه بالحلم الجمييل..... اخذت نفس عميق مملوء بالطبيعة ..!!! ...وارتسمت ابتسامه صادقة على وجهي وبصوت خافت حمدت الله على كل شيء....! رغم الصعوبات اللي دايم اواجهها..توجد جوانب اخرى في حياتي تستحق اني اشكر الله عليها....!! لمحه من الضيق انتابتني..لما تذكرت اني كذلك امر بأزمات في حياتي. لكن مزاجي السعيد يرفض اي ذكرى حزينة.....فقط ابا اعيش هاللحظه الإيجابية بلا حدود.!!.. ( معجبة فالمزرعة ) اقترنت حواجبي باستغراب ..!! من متى وباسل واقف جنبي..!!! وكأنه فهمني من دون لا اتكلم ..لأنه قال بابتسامه ( من اول تغميضة..للإبتسامه ..لحركة شفايفك وانتي تحمدي الله..الى تكشيرتك ..)!! هل انا شفافة لهالدرجة....؟!!..لكن.... احس اني لا يمكن بيوم اقدر اخفي اي شعور او تصرف عن باسل...لأنه فاهمني ...فاهمني وكأننا عايشين مع بعض من طفولتي..!! بهدوء...فتحت السياج اللي جنبي ناحية ورودي ..وتفاجأت لما شفت بتلات الجلاديولس البيضاء ذابلة بشكل مؤلم...........وين الخطأ..؟؟!! وسط تفكيري..وصلني صوت باسل ( الجلاديولس او اللي نسميها احنا محلياً البيظاح هي زهرة الخريف..عشان كذا راح تزهر في موسم الخريف) استغربت من معرفته بالزهور سألته ( تعرف وايد عن الزهور) قال ( مو واجد...معرفتي اكثر حول الأنواع اللي تزهر في موسم الخريف) قلت ( ليش ما زرعت ورود هنيه بمزرعة البيت ..) قال بلامبالاه ( مو فاضي للورود ) الأجواء تتفتح ..وبدا الظلام يزول شوي ..شوي..وبدت الملامح الجماليه للمكان تتضح اكثر واكثر.... قال باسل ( حظك حلو اليوم الجو راح يكون غايم ..بحسب النشرة الجوية) ويش معنى انا ..!!! كلنا راح نروح للرحله..!! سألته باستغراب ( ويش معنى انا اللي حظي حلو..؟؟!! ترى كلنا رايحين) قال بابتسامه وعيونه النارية في عيوني ( لأن كشتة اليوم على شرفك انتي)!! ثم راح داخل...!!!! وانا مو مستوعبه ..كل يوم يمر ..وفهمي يفشل اكثر واكثر في مواكبة الأحداث..!!!!! احترت ويش البس ..!! اكيد ما راح البس الملابس الظفارية.!!! ابتسمت وانا اتخيل نفسي لابسه ثوب ظفاري ونظرات البنات عليه..!! كيف راح تسكت مزون من الضحك والتعليق ..!!! مالي الا ملابس المهمات الصعبة بلوزة باكمام وتنورة سكيني طويلة وبوت مناسب ... تجهزت واخذت جوالي وحقيبة يدي وانا انزل من الدرج جاني احباط وانا اشوف الساعة توها ما جات ست..!!!!!!! افطرت ..واتصلت اطمئن على خالتي...وبالأخير تمددت بكنب الصالة ومن الملل نمت...!! ( والله اني ما امزح ..جيك الماي راح اصبه فيك ) فتحت عيوني على آخر منظر ممكن يجي في بالي..!!!! باسل واقف فوق راسي وبيده جيك ماي..!!!!والأدهى والأمر كان تهديده..!!! بلا شعور قفزت لحد ما وصلت قدام الباب...انا ما صدقت اختار هالملابس..وبالأخير يصب فيهن الماي..لاااا!!!!! والله صار مني فايده في هالبيت وهي رسم البسمات على وجوه العاملات..!!! تنرفزت لما شفتهن يضحكن علي..!!! ورجعت نظراتي على باسل اللي ما لابس دشداشة عمانية اليوم..!! كان متأنق بلبس الرحلات وكان مبتسم وقال ( زين ما كسرتي رجولك وضيعتي علينا رحلتنا) ثم اردف ( ياالله روحي السيارة جدتي قد سبقتنا متحمسه اكثر عنا(مننا) كلنا) طلعوا العاملات ولما وصلت الباب شفت باسل ماسك بيده نظارته الشمسية وتذكرت نظارتي قلت بسرعة ( لحظة لحظة بجيب نظارتي نسيتها ..) رحت اركض ثم اردفت وانا بالدرج ( ما راح أتأخر ..الحين بجي ) الكل راكب الا باسل جا وقفل باب البيت من بعدي..تقدمت عشان اركب..لكن..!!! نعم نعم ..!!! لا يكون يبوني اركب ورى آخر شي..!!! مع الأغراض !! التفتت باستفسار مصحوب بغضب لباسل ( وين اركب..!!!!!!) قال بدون مبالاه ( خلصينا واركبي وين ما تبي) طرقت على دريشة ( نافذة ) السيارة بالمقاعد الثانية ..كانت جدتي جالسه بالوسط وعن يمينها وشمالها العاملتين ..!! فتحت لي العامله الدريشة قلت لجدتي ( جدتي ليش راكبة هنيه ..مو زين لظهرك ..وبتتعبي وانتي بهالحال..اركبي قدام ازين واريح لك ) قالت ( لا يا امي ما اتحمل اركب قدام فالكشتات ) قلت بعدم فهم ( يعني ويش..) قال باسل بضحكة ( جدتي تخوفها الطرق..وتحتمي بجلسة الوسط)!! لا والله ..!! يعني تجي فوق راسي انا..!! قلت بقهر لوحده من العاملات ( روحي انتي قدام وانا بجلس مكان انتي زين ) قال باسل ( هذا اللي ناقص..تركبي الشغالة وهي سافرة جنبي) ثم اردف بأمر ( اركبي قدام وخلصينا بسرعة ..الجماعة قد سبقونا وسروا) اتجهت لورى مكان الأغراض قال باسل بضجر ( هي انتي تحسبينا فشوارع مسقط..!!..الطرق هنيه حلزونية ومرتفعة..ونصعد جبال) ثم اضاف ( ما راح تحسي الا بهالأغراض طايحة فوق راسك ) امري لله ..!! ما بايدي شي..ركبت بعدم رضا.. وبديت اعدل الغشوة واضبطها ...... بعد ما عدلت غشوتي.... قال باسل ( توكلنا على الله )...بدت جدتي تردد دعاء السفر..!! يعني المكان صدق بعيد..!!! مباشرةً دعيت دعاء السفر..ودعاء الخروج تحركت السيارة ..وبعد عدة دقايق انعطف باسل بالسيارة لجهة سيارتين واقفات خارج الشارع... نزل دريشته وشفت عمي احمد ينزل من سيارته لجهته ( السلام عليكم ..) تصافحوا هو وباسل ثم قال ( صبحك الله بالخير يا امي..كيف صحتك عساك طيبة ) بعد ما ردت عليه جدتي....توجه لي بالسؤال ( هاه عليا كيفك....جاهزة للكشته..ترى بناتنا من بارحه ما سكتوا ) قلت له بابتسامه ( الحمدلله ..وهم صادقين ويش احلى من الكشتات والطبيعة) الهواء اللطيف اللي كان يدخل من الدريشة كان منعش مع الجو المغيم..مع الحان صافية خالية من الموسيقى لفنون تقليديه جنوبية ..تخرج من مشغل الصوت بالسيارة فن " النانا" المصحوب بترانيم من اللغة المهرية .. ......بعد فتره قال باسل ( ثبتي عليك حزام الأمان يا عليا ) ثبته ...وبعد وقت ..بدت تتضح لي سلسلة جبال ظفار والشواطي اللي على الجانب المحاذي لها!! مباشرة التفتت لباسل قال بابتسامه وهو مركز على السواقه ( على ما طلبتي)! فرحة عميييقة تسللت لقلبي..!!! كانت المتعة في الاستمتاع برؤية الشواطئ من بعيد ....مع انحناءات السيارة بدت تتضح اكثر معالم الشواطئ قال باسل ( وهذا المغسيل...) انعطف اقرب واتضح البحر اللي محتضنته الجبال بحب..! رن جوال باسل ( هلا .....لا لا بس بننزل شوي...ايوه ..ويش رايك شرق ولا غرب ..اهاا تمام ) نزل باسل وقال ( يالله عليا ..تعالي شوفي المنظر من قريب ..) ثم قال ( امي بتنزلي ولا ) رفضت جدتي..نزلت انا ..ونزلت جوالي..خلني اقتنص كم صورة دام ما جبت معي الكاميرا.. نزلنا عند السياج اللي كان يمكنا من رؤية البحر بصورة اقرب...كان في ناس غيرنا متواجدين بالمنطقة قريب من السياج الفاصل...والبعض مرتاح تحت المظلات المتفرقة بالمكان... القيت نظرة على العاملات ..مستمتعات برؤية البحر من بعيد.. كان ودي ننزل تحت سألت باسل ( نقدر ننزل اكثر) قال ( اكيد..تعالي ..اتبعيني) المنطقة منظمة ..ومسيجة..ومع اتباعنا للسياج نزلنا اقرب اكثر للنتوءات الصخرية اللي تضرب فيها امواج البحر لترسل الرذاذ البارد للشخص القريب.. التقطت كمً صورة للمنطقة الجميلة... بعد ما انطلقنا من جديد....بدينا نتجه لغرب المغسيل ...وكنت مركزة على لافتات التعريف بالمناطق... اتوقع اننا تعدينا من عشرة الى 15 كيلو متر..!! ويمكن اكثر...!! اشغلتني احدى المناظر عن رؤية لافتة المنطقة ..!! سألت باسل ( هذي ويش من المناطق ) قال بتوضيح ( قريب بنوصل شعت..نيابه في رخيوت ) سألت جدتي ( باسل تشوفهم عمامك قريب ولا ..) رد عليها ( هذولا هم قدامنا يا امي ) بدينا ندخل في الجد..كانت الشوارع متعرجة كثير لأننا ببساطة مرتفعين في الشوراع الممهده بالجبال..!! انا اشهد ان جدتي صادقة يوم انها خايفة.. لكن بصراحة المتعة اكبر..!! لما شفت المنحدرات الخطيرة في شعت رفعت رجليني للكرسي ... وتمسكت بقوة بجوانب المقعد... قال باسل ( شايفة هالجبال في موسم الخريف ما تشبه لشكلها الحين ابداً...لأنها تمتلي كلها بالإخضرار...) سألته بخوف لما شفته يوقف ( بننزل هنيه ) ضحك وقال ( لا المنحدرات اللي هنيه صعبه شوي..بس بلقي نظرة وبرجع) نزل باسل...بس ما قدرت اقاوم فضولي..!!! خذيت جوالي ولحقته ..!!! لما قربت منه صرخة رعب انطلقت مني تلقائياً المنحدر افضل خيار لمن اراد الخلود في جهنم..!!! لأنه مضمون بأعلى النسب للانتحار..!! انتبه باسل وقال بعصبيه ( ويش جايبنك ..ما قلت انزلي ..قلت بشوف المكان وبرجع ) انتبهت للسيجارة بايده ..!!!! يعني ما حصل غير هالمكان يدخن فيه.!!! تناسيت خوفي..ومن بعيد التقطت صور للمكان الجميل والخطير في نفس الوقت.. رمى باسل سيجارته بعد ما انتهى منها على الصخور ..!! وقال ( يالله اركبي ..ولا بنتأخر على الجماعة ) طلعنا من شعت...واتجهنا للحوطه ..في نفس الولاية.. كانت المسافات اللي تفصل بينهن كبيرة ..الا انها ممتعه لأنها بين الجبال...الجبال في الحوطة كانت الأكبر...مناظر الأشجار وهي فاقدة نضارتها في الجبال السابقة ..كان مزعج..الا انه في جبال الحوطة.. كانت ما تزال بعض الأشجار محتفظة بنضارتها اللي تضفي للجبال لمحة جمالية... بعد ما يقارب العشرة كيلو او اكثر ..بدينا ننزل..وبدا شاطئ الحوطه يتضح لنا اكثر... سبحان ربي اللي صور المكان بابهى حله... اتخذنا منطقتين متباعدات ..النساء في جهة والرجال في جهه... ولما جهزت القهوة..مع الحلويات العربية....والحلوى العمانية الصفراء ( المزعفره) والسوداء المفضلة عندي...!! كنت متأكده ان الكل راح يلتفت للحلوى ..! لأنه مذاقها الطيب مع القهوة بنكهة الهيل والزعفران وماي الورد الجبلي..كانت في غاية اللذة والأجواء كفيلة بفتح الشهية ...... بعد صلاة الظهر..تكفلوا الرجال بعمل المظبي العماني( شوي اللحم في صخور صغيرة بحجم الكف) ...وعمتي هاجر وزوجة عمي احمد انشغلوا بالسلطات ..واقتنصنا الوقت نتمشى فالمنطقة.. ما قدرنا نخلع العبايا ..لأنه كنا نقدر نشوف السيارات اللي فوق فالجبال ..وما كانت بعيده ... من الصبح وانا منتبهه انه لا عمي محمد لا وزوجته ولا عياله معنا ...!! سألت مزون لأني ادري انها من النوع اللي ممكن يجيب لا شعورياً ( مزون ..ليش عمي محمد وحرمته وعياله ما جو معانا) ردت بسرعة( لأنه بدرية حرمة باسل معهم. ..وزوجة عمي محمد ما تحب تطلع معنا دايم ) بدينا نتسلق احد الجبال من جهة ما كانت متصلة بالشارع ...رفعنا العبايا..وفكينا الغشوات توقفنا نلتقط صور للمنطقة بكل مرحله ..وكانت سارة تحمل في يدها كاميرا حديثة من كانون فكانت تلتقط الصور من زوايا اقرب بفضل التقريب اللي تتيحه لها الكاميرا.. استمتعنا بالمنظر والجو..وسط ضحكاتنا العالية من المواقف اللي كانت تسردهن لنا مزون...ومن سوء التفاهم اللي بينها هي وهنادي.... بعد اكثر من ساعة واحنا نصعد وننتقل من مكان لآخر ..حان وقت الرجوع..!!! نزلنا من قمة الجبل الاخير..... وتبادلنا نظرات غريبة الى ان سألت انا ( بنات .... احنا من اي جهه جايين )؟؟؟؟ بعد الصمت والنظرات الزايغة..!!! عرفت اننا تهنا بوسط هالجبال.......!!!!!!!! صرخت مزون ( يا ويلي ..والله ان امي قد تذبحني)..!!! صرخت فيها هنادي( يالمجنونة ابوك اللي راح يذبحك هالمره مو امك..!! هذا مو هبل فبيتكم احنا ضايعين بين الجبال) قالت امل ( بس خلاص سكتن..!!! خلّنا نمشي شوي ..ولما بنشوف الأماكن بنذكر الطريق يلله) لمدة ربع ساعة واحنا ندور في نفس المكان ...!! الى ان ذبحنا الخوف والعطش..!!! كنت اسمع البنات يتناقشوا حول طريقة لايجاد فرصة للرجوع...! وفجأة تنبهت لوجود رقم باسل...!! من اول ما تهنا وانا ما افكر الا في باسل..!! كل الحلول عنده...وكل شي صعب عند باسل يهون..!!! ليش... معقولة ان باسل صار مركز الأمان عندي.... رفعت جوالي...بس للأسف الشبكة كانت شبه معدووومه.. قلت للبنات وسط جدلهن ( بنات بنصعد فوق ..اذا حصلنا ارسال بتصل فباسل وبخبره باللي صار ) نظراً لأنه مافي حل ثاني..!! الكل رضا بهالحل على مضض...!! اتصلت المره الأولى بس ما رد...المره الثانيه وبعد ما رد ..!! رسلت له رساله على السريع توضح اني عليا فرد علي ضروري انتظرت فتره حتى وصول تقرير الاستلام..وقبل لا ارجع اتصل اتصل باسل بروحه..!!!!! قلت بتردد ( باسل) ما جاني صوت باسل..جاني زئير باسل..!!! ( انتن وين....صار لنا ساعة ما بقينا مكان ما دورنا فيه عنكن ...وين انتن............) بعدت الجوال عن اذني ..وانا اشوف البنات مبتسمات بخفه..!!! بعد ما هدا الصوت رجعت الجوال لاذني قلت له بهدوء ( اسمع ..احنا سرنا للجبل القريب..وصعدناه..وبعدها انتقلنا للي بعده..الى ان تهنا وما قدرنا نحدد موقعنا ) قال بغضب ( من الاستهتار اللي فيكن..بس ما علينا بعدين بنكمل كلامنا..الحين صعدن الجبل حتى تكونن واضحات ..ولا تقفلي الجوال..خليك معي زين..) بعد دقايق متعبه..قال ( خلاص خلاص نزلن حددت مكانكن..قفلي الجوال..ونزلن بخفه لا تتعثرن ترى الصخور حاده وخطيره ) لما قربنا نوصل ..التفتت للبنات وقلت بتوتر ( باسل هنيه قريب..يلله تغشن ) حاولن يكتمن ضحكاتهن بس ما قدرن ..لحد ما ظهرت اصوات ضحكهن قلت بنفرفزة ( ما قلت خطأ ..وبعدين ويش هالضحك ..تراه قريب الحين بيوصل بيسمعكن) قالت مزون وهي تمسح دموع نزلت من عينها من شدة الضحك ( يا بنت الحلال احنا مخطوبااات..فما لنا في زوجك اللي ما فيه شي من الزين ) نظرت لها بألم ( الحين صار زوجي ...يوم العزومه محد منكن تكلم ) مزون حست بغلطتها ..وبنات عمي احمد أوجعهن الموقف ككل..!! قالت سارة ( والله يا عليا مو بايدنا ..هلنا بيعصبوا لو تكلمنا) قلت في خاطري..الكل مو بايده هالموضوع..عيل بايد من..؟؟!! وصلنا صوت باسل ( هيا سيروا يا مستهترات ..وآخر التيهات ان شاء الله لأن كل وحده ابوها مجهز لها محاضرة معتبره بتحرم من بعدها تتخطى المكان) قالت مزون بخفة ( الحمدلله انه ابويه مو امي..!!) ضحكنا بخفة ..ثم اردفت هنادي ( ما حد بينجي الا انتي يا عليا..!! ) باسل سمعها لأنه رد بكلام اكد لي بشكل قاطع معرفته بأني عارفة عن زواجنا ( ما بتنجي من العقاب دام اني موجود) واصلنا المسير ..فوق الصخور وانا احس ان مشاعري انتكست..وين فرحة الصبح ووين حالي الحين..!! عدلت غشوتي وانا امشي...البنات كانوا كلهم متغشيات من قبل لا يجي باسل... وانا اضبط الغشوة وافكاري بعيييييد ..ما حسيت الا بسقوطي وارتطام عظم جنبي الأيمن باحد النتوءات الصخرية ...التفت باسل بسرعة وقرب ناحيتي ( ويش صار) قلت وانا اقوم بمساعدة يده الممدوده ( ماشي..بس تعثرت ) قال بضيق ( وين عيونك ..ما تشوفي..تعورتي ولا ) قلت له بنرفزة ( لا تعصب ..ومالك دخل تعورت ولا لا ) قال بعصبية ويده ماسكة يدي( عليا ...بروحي واصل حدي من سالفتكن..فلا تضايقيني اكثر) قلت له بضيق ودموعي مهدده بالنزول ( يعني ويش اسوي لك..انت اللي تعصب من كل شي تهنا ضعنا ..وبعدين ما صار شي..كل الناس ممكن يتيهوا ..خلاص) ثم قلت بصوت مهزوز وانا اشوف البنات اختفوا ..!! من متى راحوا..!!! ( اترك يدي ..لا تعورني ) قال بهدوء ( تعورتي من الطيحة..اذتك الصخور تراها حاده ) قلت بصوت مرتجف ( لا ..بس شوي ضربت عظم جنبي اليمين بس ما تعور ) سكت شوي ثم قال ( انزين خلاص ..خلينا نرجع ..المظبي بيبرد ) قلت له وانا ودي انه يروح عشان ابكي براحتي احس مشاعري مزحومه ( روح انته ..بعدل غشوتي وبرجع ) قال وهو ينظر لوجهي ( اتركك ..عشان تبكي بروحك ) قلت له بنرفزة ( لااااا ) قال بابتسامه ( لا تروحي تبكي قدام الجماعة ترى بيقولوا باسل بكاها زين) قلت له وضعفي تحول لقهر ( ومن هالباسل اللي يقدر يبكيني..!!! تراك وايد شايف نفسك يا مغرور) قال بابتسامه اكبر ( اووه خلاص دام الدموع غيرت رأيها ..خلينا نرجع ) المظبي..وما ادراك ما المظبي...!!! لذة تفوقت على سائر انواع طرق طبخ اللحم..! وحتى الشوا التقليدي اللي نعمله في مسقط ..ما مثل المظبي... على آخر العصر تمددنا بتعب ..وثقل...واحنا نتنفس الهواء الجاف النقي المشبع بالصوديوم.. في اجواء هادية الا من ارتطام الأمواج بالصخور.... |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء الثاني عشر)) ((((يا لأيامي ووحدتي اقولها صراحة،،،، من غير مواربة ولا كناية..!!! لان هذه الاسوار والكوابيس العاتية .... ستنجز، لا شك سهامها الضاربة في أعماقي..!!! ولأن كلب الطفولة ....... كف عن النباح....!! خلف تلك السهوب اللامعة من الحلفاء...)))) "المحطات موقد الغياب لـــ سيف الرحبي" رجعنا بعد المغرب وكان الكل داايخ من التعب...بعد حمام سااخن كنت احس بتعب والم غريب في جنبي اليمين ..تذكرت سقوطي على الصخور..كنت احس بالألم في تزايد مع كل دقيقة...بس حاولت ما اركز كثير حتى يتلاشى... بعد صلاة العشاء نزلت عند جدتي وباسل في الصالة..كنت اسمعه يقول ( لا يا امي غالية ..قالت ما تبا ترجع البيت دام عليا هنيه..وامها الله يهديها مشجعتنها) وسمعت صوت جدتي المتذمر ( تبانا نطرد بنت سلطان من بيتنا..حشا علينا ..بنت سلطان صارلنا سنين مشتهين شوفتها بيننا....وكان بنت محمد ما عاجبنها تجلس عند امها..ولا كان تبا تجلس هنيه قسمها لها ....ومحدً مقصر فيها) رد باسل بضيق ( يا امي انا هنيه موجود اهتم بعلاجها ومواعيدها و حالها كل يوم يزداد سوء.....وحتى كليتها ما صارت تستقبل الغسيل في الآونه الأخيره عشان كذا محتاجة عنايه اكثر) قالت جدتي بهدوء ( الله يشفيها..يا ابويه انت ما مقصر ..ولام الله من يلومك.. بس اذا جات منها خليها..يمكن مشتاقة لأهلها....ومحمد وعياله ما بيقصروا والمستشفى جنبهم) لما هدأ الحوار...فتحت الباب وحاولت ان ملامحي تكون عاديه..واتوقع انها كذا لأني تعبانه من الرحلة ومن الألم وعيوني مسكره..فما اعتقد انه باسل راح يقرأ ملامحي هالمره..!! قلت لجدتي ( جدتي انا برجد..لا حد يصحيني مابا عشا ..ثقلت على الغدا) اعترضت جدتي لكني كنت متألمه كثير ..وما اقدر اوقف كثير..اعتذرت وطلعت.. وصلت غرفتي بعد مجهود ..كنت احس ببرد قوي بسبب الألم..شغلت التدفئة المركزية وقفلت الستاير ..وطفيت كل الضو......وتغطيت زين..ونمت......... صحيت بعد ما حلمت اني اتقلب من الألم...جلست في سريري وسط الظلام لكن فاجئني الألم الشديد بأنه واقع مو حلم..!! رغم الدفا اللي من المفترض يكون موجود بالغرفة ..كنت احس بالبرد في داخلي وانتفض ما اعرف من الألم اللي بجنبي ولا الجو حقيقي بااارد... فتحت ضوء الأبجورة اللي جنب سريري...واحترت ويش اسوي لهالألم منشان يخف مالي غير المسكن هو اللي راح يخفف ألم الضربة... تأكدت من الساعة حصلتها تو جايه ثنتين...سحبت اقرب شيلة لي وكانت بيجامتي ثوب طويل وساتر..نزلت والألم ذابحني...توجهت للمطبخ ..بديت ابحث عن صيدليه بس ماشي بالمطبخ..بديت افتح الأدراج بعشوائية..بس ما حصلت شي.. رحت لغرفة جدتي واحترت ادخل ولا..اخاف ترتاع..( تخاف).!!! بس الألم اللي كان يزداد ما ترك لي اي فرصة.... فتحت الباب وناديت جدتي بخفة وسألتها عن دوا مسكن.. وشفت ملامح الهلع ماليه وجهها قاومت الألم وابتسمت..! قلت لها ( لا تخافي يا جدتي..بس صخرة ضربت عظم جنبي ..وشوي عورتني الحين ..) نهضت من سريرها وقالت ( خلي باسل يتأكد..بعض الضربات خطره ( خطيرة) ) قلت لها بنفي ( يتأكد من ويش يا جدتي ..كلها عثرة بسيطه..وتتعالج بالمسكن لين تخف) قالت ( الضربة ما يعالجها المسكن..بسوي لك دوا شعبي ) تعباااانه و ودي ابكي واصرخ من فظاعة الألم ..ولا اقدر ادخل في جدال قلت بنرفزة ( يا جدتي ما فيني شي ..بس ابا دوا مسكن ..وبروح انام ) ( ويش صاير ) عزالله كملت...رحمتك ياااارب...ما اقدر اتحمل هالحال وهالألم .... سردت جدتي الأحداث ...ثم فتح باسل الضوء ....كنت متأكده ان ملامح الألم بااينة بوضوح في وجهي... قال بهدوء( نفس طيحتك اللي طحتيها على الصخور..ولا غيرها) قلت له ( ايوه هي نفسها ..تراها ما تسوى..بس ابا اي نوع مسكن وانتهينا) قال وما زال بهدوءه ( لا ما انتهينا ..اذا كانت الطيحة بسيطة ما بتسوي كل هالألم ) قلت بانكار ( ماشي الم قوي ..بس خفيف) قال ( لا تنكري يا عليا..ترى الألم باين بعيونك وانا دكتور متعود على نظرة التألم بعيون المريض) الغثيان والبرد وكتلة الألم كانوا في ذروتهم..!!!! التفت له بغضب ( يا اخي عندك مسكن فكني واعطيني ..ما عندك خليني اروح ارجد) قال ( اوصفي لي الألم ...) هذا وين وانا وين........خلاص ما اقدر ..لازم اروح غرفتي شعوري بالغثيان تزايد.. والألم يزيد بسبب وقوفي.. تركت الغرفة ..وصعدت لغرفتي...وقفلت باب الغرفة وتوجهت لدورة المياه.. بعد ما هدت نوبة الغثيان..ارتحت شوي..لكن الألم ما زال موجود.. رشيت وجهي بالماي..وطلعت بعد ما سمعت طرقات على باب غرفتي فتحت الباب وكنت شبه متأكده انه باسل قال ( خذي هالمسكن ..واذا ما فاد خبريني ..رقمك موجود معي..وباب غرفتك لا تقفليه) ما اقدر اجاوب..ولا اقدر اوقف على رجليني والألم ماليني...خذيت المسكن بإيد مرتجفة قال باسل باستغراب ( فاتحه على التدفئة في هالجو الدافي)!! هزيت راسي من دون كلام ..وحمدت الله على انه فهم و راح ..اخذت الدوا المسكن وحاولت انام...كنت اغفو شوي ...وبعد لحظات استيقظ والألم في ازدياد.. مرت الساعات وانا بنفس الحال من الألم..اما المسكن ما كان له اي تأثير فعلي..!! نوبات الغثيان ما خلتني الا بعد ما سببت لي دوار..ورجفة بكامل جسمي.. .. اذن الفجر.....توضيت وصليت وجسمي منكمش من هول الألم..... وبالأخير تمددت على السجادة لأني ما قدرت اوصل للسرير من الألم .. ونمت لكن كوابيس الألم ما تركتني... بعد ما اتضح لي النور من الستارة ...حاولت اقوم ..وانا احس ان قوتي بدت تخور والدوار يهددني بالسقوط...بس قبل لا اوصل سريري سمعت طرق الباب.. كانت فرصتي الأخيرة ..لطلب المساعده..ولا راح اموت بمكاني من شدة الألم.. كنت اسير وعيوني بدت تزيغ ..وجسمي يرتجف بقوة...وقفت لما ضرب جسمي بالباب... فتحته ...ونزلت مباشرة في الأرضية الرخامية بوضعية الجلوس.... ما كنت اقدر اشوف من اللي كان على الباب.. بديت اصرخ من الألم الفظيع واردد ( بموت ..بموت من الألم ) حسيت بيدين باسل حولي تحاول ترفعني وسمعت صوته المنصدم ( بسم الله عليك..عليا ويش صار لك ..الألم باقي ما راح) رديت وانا ابكي ( لا ما راح... ..باسل ....بموت من الألم..والله بموت ....جنبي يعورني وايد) قال ( خلاص اهدي ..اهدي ذلحين....وحددي مكان الألم بالضبط ..مجرد سقوط ما يسوي كذا) قلت بضعف ( هنيه ) وانا أأشر على جنبي جهة اليمين.... حط يده وضغط بهدوء وقال ( ..زين من البداية بدأ من هنيه ولا بالأول كان بالوسط) قلت له والألم يضرب جنبي بقوة وانفاسي بدت تتقطع ( ما اعرف..كله ..بس يمكن هنيه يعور وايد..ما اقدر....ما اقدر اتنفس....) بدت الرؤية تضعف عندي..حتى ملامح باسل ما كنت قادرة اشوفها بوضوح.... بس ما زلت قادره على سماع الأصوات والاحساس بمن حولي... حسيت بيد باسل تضرب جانب وجهي بخفه وهو يقول ( لا تنامي الحين..مو زين..خليك معي...ما راح نتأخر الحين بوديك المستشفى) سندني على الجدار جنب الباب....وبعد لحظات حسيت بدفا العباية يلفني.... والشيلة فوق راسي......ومن بعدها رفعني بين يديه ....في مواجهة دفاه..اللي كنت محتاجتنه ..واللي كان يخفف الرجفة والبرد من جسمي.. فالمستشفى كنت اسمع جدال باسل مع الدكتور العربي باللغة الانجليزية وكنت افهم بوضوح كلامهم...كان باسل يستعجل الدكتور ويقوله بأن الزايده راح تنفجر ..فلازم عمليه فوراً....!!والدكتور يتعذر بأن مناوبته انتهت وان الدكتور المناوب على وصول....!! انتابني الهلع...اي زايده..واي عمليه ..حاولت اجلس في السرير بعد ما كنت ممدده بس ما قدرت ...رجعت غصت في الظلام من جديد.. بعد فتره كنت اسمع صوت الممرضة العمانية وهي تسأل باسل ( دكتور باسل ويش صلة قرابتك بالمريضة ) رد عليها ( زوجها..جيبي الأوراق بسرعة خليني اوقعها عشان العملية ) حاولت اقاوم هالألم المبرح اللي ما زال يسيطر علي وقلت بارهاق ( باسل.....ليش العملية ) كان يتكلم ..لكن الصوت كان متداخل مع بعض..فما قدرت افهم اي شيء.. استيقاظي الثاني كان على صوت الممرضات وحركتهن جنبي....لكن ما قدرت افتح عيوني..بعد فتره بصعوبة قدرت افتح عيوني الخدره... وانا اسمع اناتي وتمتماتي تخرج من دون شعور..... دارت عيوني في محاجرها على ارجاء الغرفة الشديدة البياض بصورة تجيب الكآبة..!!! حتى سقطت في العيون النارية اللي بها نظرة غريبة غير مفهومه.. ثبتت عيوني بعيون باسل ..ثم رجعت اغمض من جديد..والشعور بالخدر يغريني للعودة للنوم من جديد..بس صوت باسل ما كان رأيه كذا ( عليا ..تسمعيني..افتحي عيونك... ..) ثم رجع من جديد.. ( هيا ..يا كسوله قومي ..افتحي عيونك..) الازعاج المتكرر خلاني افتح عيوني من جديد.. لمقابلة وجه باسل المبتسم ( الحمدلله على سلامتك..بويش حاسه الحين) كان الألم مازال بجنبي لكن بصورة اخف بكثير عن قبل..واحس بحرقة في حلقي....لكن فهمي ما زال مشوش.....قلت ببحه ( ابا ماي) سكب كوب ماي ..وجلس جنبي وبايده كوب الماي..استغربت ..!! حاولت ارفع يدي..جسمي...راسي.....بس الخدر كان عام.. غمضت عيوني واستسلمت ليد باسل وهي ترفع راسي بخفة ويده الثانية وهو يقرب كوب الماي من فمي..قال ( اشربي بخفة..ايوه ..بس خلاص كذا كفايه) لما ابتعد سألته بتعب وهذيان ( ويش صار...ليش احس بخدر ) قال بهدوء وهو يرجع يجلس بالكرسي القريب من سريري.. ( ما صار لك الا العافية ..الألم اللي كنتي تحسي فيه ..ما كان بسبب الطيحه كان الزايده..وسوو لك عمليه واستأصلوا الزايده ...) وقع هالكلام علي كان قوي جداً...اول عمليه جراحية اخضع لها .. والألم اللي حسيته ..كان ممكن اني اموت بسببه..... حسيت بشفايفي ترتجف ..بس كنت تعبانه وما اقدر ابكي...والخدر ما زال ماليني... حسيت بيد باسل وهو يدخل شعري داخل الشيله ..وكفه تمسح على راسي من فوق الشيلة... وعلى جبيني بخفه.. وجسمي وشفايفي ما زالت ترتجف..ثم قال.. ( لا تبكي..لا تبكي يا عليا....اهم شي انتي بخير ذلحين...والعملية ناجحة ) وقتها ما قدرت اسيطر على دموعي الساخنة اللي بدت تشق طريقها لوجنتي وترافقت مع تنهداتي وشهقاتي ...بكيت بألم...! وصلني صوته ( خلااااص يا بنت ..ليش البكاء الحين..انتي بخير ..انتي بخير وهذا المهم) بس ما قدرت احس اني مخنوقه ..ومشتاقة لخالتي واباها جنبي الحين كان بكائي يزيد ..باسل ترك كرسية وجلس بجنبي وجمعني بخفه بين يديه بحيث كان وجهي ملتصق بكتفه اليسار ويده ملتفه حولي... وبكفه الثانية بدا يمسح على ظهري صعوداً ونزولاً بطريقة كانت تزيد دموعي..الا انها مريحه... كانت تنهداتي ما تزال ..ودموعي ما وقفت ... قلت له بين شهقاتي ووجهي ما زال بكتفه (باسل..وين خالتي...ابا خالتي..) رد بهدوء ( الحين انتي ارتاحي..ونامي..وبعدين يصير خير) قلت ببكاء وهذيان ( لا ....لا ...الحين...ابا خالتي...ابا خالتي...) يده لامست ذقني ..ورفع وجهي من كتفه وحط عينه بعيني بنظره دافيه ومطمئنة وقال ( ابا اقول لها.....بس انتي ارتاحي الحين..انتي بعدك تعبانه ..والمخدر ما راح..) قلت له بتعب ودموعي تجري ( خليها تجي...باسل...) مسح دموعي بيده...وقال ( اللي تبيه بيصير..بس اهدي الحين ونامي ..اتفقنا ) رجعت وجهي لكتفه بارهاق......وبدت عيوني تغمض من جديد..... استيقظت بعد فتره على اصوات بالغرفة ...وشفت عمامي موجودين.... تقدم عمي محمد ناحيتي وسلم علي ..وتحمد لي بالسلامه وبعده عمي احمد.. بعدها قال عمي احمد( الجماعة بالبيت يريدوا يجو يسلموا عليك..بس قوانين الزيارة ما تسمح بزيارة المريض ولا البنات كانن .........) ما كنت قادره اسمع بقية كلامهم لأن الخدر ما زال محتويني...وغمضت عيوني لفتره ولما نهضت محد كان بالغرفة غيري....! مباشرةً امتلى قلبي بالخوف...حاولت اهدي نفسي بس شعوري من الاساس مليء بالتوتر والخوف وعدم الاتزان....لما جلست .. الالم بجنبي ما كنت اشعر فيه مثل اول.. وشفت ابرة التغذية فوق كف يدي.. لكنها ما كانت موصوله بانبوب التغذية... اتجهت انظاري لجهة الباب ... وبديت انزل بس الدوار ما زال موجود.. وصلت لحد الباب واتكأت بتعب عليه.. وصلتني اصوات محادثه..حاولت اركز من اللي موجود ..اتضح لي صوت عمي محمد.. وبعد فتره صوت باسل حاولت اقرب اكثر لما سمعت اسمي بالمحادثه خفقات قلبي في تزايد من الحوار المنطرح مابين عمي محمد وباسل كانت الأصوات تجيني بضعف.. ( ما راضية ترجع ..لكن مو مشكلة دام السفر قريب خليها عندنا) ثم صوت باسل ( اخاف انها تتعب فجأة وانا مو موجود قربها يا عمي) قال عمي محمد ( وانا واخوانها وين رحنا يا باسل..اول ما تتعب بنسعفها للمستشفى.. والمستشفى اقرب لنا ..)ثم اردف (متى قلت لعليا عن زواجكم..سمعت احمد يقول انها عرفت ) حسيت في هاللحظة كل انفاسي توقفت ..نسيت تعبي..راح الخدر..! صارت كل حواسي متيقظة لسماع رد باسل.. رد عليه باسل ( ما قلت لها بنفسي.....خالتها نقضت اتفاقها معي..وبالتالي جاها ما تستحق من جهتي... اما انا قدرت اخمن معرفت عليا عن زواجنا من اول لحظة شفتها فيها وكنت متأكد من معرفتها.. والمواقف اللي صارت بعدين اكدت لي هالشي) وصلني رد عمي محمد المستغرب ( وليش ما تجلس معها..وتفهمها الأمور من البداية، ليش ما تبدا حياة جديدة معها كزوجة لك...يكفيك الحياة الصعبة والتعب اللي عايشنه كل هالسنين )! رد عليه باسل بضيق ( ويش اقول لها يا عمي...اقول لها ان جدي طلب المملك يملكني عليها قدام الناس حتى ما اقدر اعارض..!!! اقول لها انها انفرضت علي بحياتي...! ولا اقول لها انا زوجك غصباً عنك وانسي كل احلامك ودراستك لأني مسلم وغيور و لا يمكن اسمح لزوجتي بالسفور..!! ولا اقول لها بسببك....) قال له عمي (لا تكمل ..!!! ) ثم قال( كل اللي قلته ما ينفع كحوار مع زوجتك وبنت عمك اليتيمة..تبا تجرحها يا باسل ما يكفيها اللي شافته فحياتها..ما يكفي يتمها انت تشوفها ...تشوف نظرة الحزن اللي ساكنة عيونها...ما تحس انه من ألمها لفقدان اهلها ما تسولف عنهم لا يمكن تواصل الكلام معك لو ذكرت احد من اهلها ...ان ما رحمتها يا باسل وانت الريال العاقل من راح يرحمها غيرك.....) رد عليه باسل بسرعة( الله يهديك يا عمي..انا ما قلت هالكلام الا قدامك ..ولا عليا لا يمكن اتكلم معها بهالطريقة....لا يمكن اجرحها بسالفة زواجي منها ) رد عليه عمي ( زين...لكن يا باسل تذكر اني وعمك احمد وجدتك ما راح نسكت لو حاولت تأذي بنية سلطان ) قال له باسل ( يا عمي انا باسل....انا مو ابويه...لا تظن اني مثله ) مرض فوق مرض..!! الا ان الجرح اللي فقلبي اقوى من اللي فجنبي....!! كنت اعرف انه ما يبيني...لكن مجرد الاستماع لاعترافه يقتلني.. ليش ما يباني...حتى ما قدر يجامل قدام عمي...متمسك فيني بشفقه ... انا عاله عليه....!! لما جيت ابا ارجع سريري ما قدرت اوقف..وبعد محاولات ودموعي مشوشة علي الرؤية قدرت اوصل لقرب السرير واستندت عليه..بس ما قدرت اصعد..ارخيت راسي فيه وانا ابكي من الكلام اللي قهرني وآلمني...ليش ما يباني..ويش ينقصني لدرجة انه ما قدر يجامل قدام عمي محمد... انفتح الباب ..وسمعت خطواته السريعة قريبه مني وصلني صوته المتفاجئ ( عليا.!.! ويش اللي قومك من السرير..) ثم اردف لما اتضحت له شهقاتي( ليش تبكي ..حاسه بألم ...تكلمي يا بنت ..) لما مد يده يحاول يرفعني للسرير من جديد..دفعت يده ورجعت امسح دموعي وقلت له وانا اتألم ( مابا اتم هنيه....ابرجع البيت ..ما حبيت المكان..مو مرتاحه..) رجعت ايدينه تحاوطني في محاوله لارجاعي للسرير وهو يقول ( اي بيت الله يهديك...انتي تو قايمه من البنج..وعمليتك ما صار لها الا كمً ساعة) بعدت ايده بعنف وقلت له ( مو على كيفك ..والله اني ما اجلس هنيه ساعه.. واذا ما وديتني البيت بتصل فحد من عمامي يجي ياخذني..) ثم اردفت من بين شهقاتي ( والله ما اتم هنيه) ملامح الضيق ماليه وجه باسل وهو يسوق..بسبب الملاحظات اللي ازعجوه بها الطاقم الطبي لما جاء يوقع على خروجي تحت مسؤوليته..بس انا احس اني ما راح ارتاح الا في غرفتي....كنت احس بتعب متزايد....رجعت راسي للوراء وكنت منتبهه لنظرات باسل بين الفتره والثانية...وحديثه الخفيف حتى يتأكد اني واعيه... لما عبرنا البوابة ووقفت السيارة.. بديت اعدل جلستي..حتى اقدر انزل بنفسي.. لكن باسل ما ترك لي فرصة ..دار حول السيارة ووصل لجهتي وفتح الباب... ومد يده يساعدني على النزول...قلت له بنرفزة ( بروحي قادره انزل) قال بهدوء ( بس شوي....لأن السيارة مرتفعه ) بعد ما ساعدني بالنزول..سندني بايديه في طريقنا للدخول الى البيت.. قبل لا ندخل كانت جدتي بعيونها المحمره وملامحها الباكية قدام الباب وصلني نحيبها المحمل بكلام حول امكانية فقداني مثل ما سبق و فقدت اهلي... ..والم سنين......وموت وخوف....ما كنت متأكده ان الكلام هو اللي كان كئيب.....ولا حالتي اللي زادته جرعه من الكآبه...!! .. غمضت عيوني بألم وتعب...لما قربت جدتي ومسكت وجهي بين ايديها وهي تنتحب وتقبل جبيني ووجنتي....ما كنت قادره اتحمل اي شي...بس ابا اروح غرفتي وانام... باسل تقدم وبدا يهدي جدتي..ويطمنها بأني بخير...وانه موجود وما راح يتركني.. وعوده سببت لي الغثيان اكيد انه راح يقول كذا قدامها ..لكن اللي فقلبه شي مختلف اللي في قلبه ما يتعدى الشفقة ..والاحساس بالمسؤولية من منطلقات انسانية بحت...! تنهبت لما حسيت بضربه خفيفة على خدي..وسمعت صوت باسل ( عليا ..ويش فيك...؟؟قادره تسمعيني ..) قلت بارهاق ( ابا اروح غرفتي) صرخت جدتي برفض..وكذلك باسل...لأن غرفتي في الطابق الثاني..وفي غرف فاضية في الطابق الأول.......لكن اليوم رغم التعب الا ان مزاجي العاصف ما يرضى ....الا لما يصير اللي في بالي... تذمرت بتعب لما رفعني باسل بين ايديه من دون ما يترك لي مجال للصعود بنفسي.. وصلني صوته (انتي اليوم حالتك حاله مع هالعناد ..ويش صاير لك هااه) لما تمددت على سريري حسيت براحه اكثر..فرق شاسع بين التواجد في سرير المستشفى البارد وبين سرير البيت الدافي... تذكرت فجأه اني ما صليت الظهر...ورغم اني كنت بالخارج بس ما قدرت احدد ويش الوقت قلت لباسل وعيوني نصف مغلقة ( كم الساعة ....انا ما صليت الظهر..؟؟) قال بهدوء ( ما بعد اذن الظهر..الساعة تو 11 ...انتي اللي كنتي مستعجله على طلعتك من المستشفى) تفاجأت ما توقعت ان كل اللي صار والألم اللي حسيته ما كمل 24ساعة..!!! وانا اقول ليش الخدر ماليني...!! كنت ابا اقوم اخلع العباية..والبس لبس قطني خفيف بس ما قدرت... رجعت راسي بالمخده ونمت....... فتحت عيوني بتعب لما حسيت بحركه جنبي ...وشفت باسل يفك الشيلة ..حاولت ارفع يدي ..بس ما قدرت ...ورجعت انام من جديد نهضت على ايد باسل تمسح جبيني بخفه...وصوته وهو يناديني..كان باسل جالس جنبي بالسرير... قال بهدوء ( كيف حالك الحين...حاسه بألم..) اخذت وقت وانا استذكر الأحداث....لحد ما استوعبت...لما جيت ابا اجلس قال بسرعة ( شوي شوي..حركتك هذي بتتعبك ترى )ثم قال (خذي هالقميص القطني والبسيه...تقدري تقومي تتوضي ولا انادي الشغاله تساعدك..) اقترنت حواجبي باستغراب ..وسألت ببحه وتعب ( انت ليش جالسه هنيه...؟؟ومن سمح لك تفتح درج ملابسي )..؟؟ قال بهدوء ( خلي عنك هالسوالف ..واذا تقدري قومي توضي وبدلي ملابسك عشان اعطيك مسكن..لأن الألم بيزداد اذا ما خذتي المسكنات...)ثم اردف (انادي الشغالة..).؟؟ قلت له بهدوء ( لا ما يحتاج ..بس انت اطلع من هنيه) ..وبديت اتحرك بخفه ورجعت القميص القطني...واخذت ثوب قطني طويل واسع باكمام طويله.. لما طلعت ما كنت مستقيمه بوقوفي..لأن الألم كان يزعجني شوي... بعد ما نشفت وجهي...حطيت الفوطة على كرسي التسريحة وشفت باسل ما زال موجود بالغرفة..!!!! ومستند على سريري وايده مغطيه وجهه..!!! سحبت ساعتي من التسريحة وشفت الساعة 2 ...جوالي مطفي من امس ولا اذكر وين حطيته سحبت شيلة الصلاة وصليت الظهر...لما خلصت كنت مجهده...ومنقهره من وجود باسل بالغرفة رغم الأمان اللي احسه من وجوده واللي متناقض تماماً مع الواقع ..بس كان لازم يطلع من غرفتي..وينهي تمثيلياته ... قلت له ( باسل ..اطلع من غرفتي..وحط المسكنات بالطاولة ...بروحي اعرف اخذ دوايه ) سحب يده من وجهه ..شكله كان نايم ..!!! قال ( عليا لا تزعجيني..!! ما بتحملك دوم)!! رديت عليه بعضب ( انت اللي تزعجني ويش مجلسنك في غرفتي ..اطلع ما لك دخل وما لك حق تجلس فيها وانا ما سامحه لك..اطلع الحين ..اطلع ) قام من السرير..وقال ( تعالي ارتاحي بسريرك..انتي عمليتك راح تفتح اذا ضليتي بهالحال.. وراح نضطر نرجع للمستشفى ..وبعدها شوفي من يطلعك..)!! قبل لا اتكلم ..سحب يدي بخفه ..وجلسني بالسرير..وجلس جنبي ..واعطاني اقراص المسكنات..! ركزت نظراتي على عيونه ...لكن ما مديت يدي اخذ منه الأقراص..! ثم بعد صمت خفيف..قلت له ( انا قايله لك اطلع من هنيه ...وترى اقدر اقرأ يعني اعرف اخذ الأقراص )!! وصلني صوته اللي يدل على نفاذ صبره ( علــــــيـــا) هزتني صرخته....بس ما زلت ما قادره اتحمل وجوده..رفعت عيني بعيونه النارية بتحدي بس تخدرت كل مشاعر الضيق..بشعور غريب عني اول مره احسه في حياتي ... لدرجة اني ما حسيت الا بيد باسل وهي ترفع كوب الماي قريب من فمي..!! متى حط الأقراص..!!!!! قال بأمر ( اشربي)... بعدت ايده بعنف......بروحي قادره امسك كوب الماي.. قال بقوة وبحده ( عليــــا عن العناد..اشربي من يدي) هو ما يعرف ان صوته مؤذي...ما يعرف ان حدته ما تتناسب مع اي انثى..كالعاده صوته جمع الدموع بعيني..بس كنت مقاومه ..مابا ابكي ..رغم ارتجافتي..شربت الماي من يده لكن شرقت بسبب شهقه مكتومه .. بعد باسل الكوب وقال بضيق ( لا اله الا الله ..الحين ويش يبكي فالموضوع ..ويش هالحاله ما تقدري تتحملي ليش تعاندي من البدايه ..) وانا ابكي بصوت مكتوم رجعت اتمدد ....ووجهي متغطي بالمخده.. وصلني صوته المنزعج ( انا قايل ان هالعمليه مصيرها الفشل..عدلي تمددك ..تمددي على ظهرك ) ثم ما انتظر ..قلبني على ظهري..وايدي مغطيه وجهي والدموع اللي مالتنه..! بعد ايدي عن وجهي..وانا احارب ايده..بس ما قدرت ... قال ( يا بنت الحلال والله بتتعبي من البكاء..بس خلاص اهدي...انا اسحب كل شي قلته.. رغم اني ما قلت الا اللي فيه مصلحتك...بس انتي اهدي الحين ووقفي هالبكا.. ..) العصر صحيت على صوت عمتي هاجر...وزوجة عمي احمد..وزوجة عمي محمد اللي استغربت تواجدها..لكني قدرته كثير..وبالطبع البنات كلهم جنبي فالسرير.. الكل كان يلومني على خروجي المبكر من المستشفى..! لكن بالنسبة لي مرتاحه بالبيت اكثر....! وصلني صوت مزون الخافت وهي تقول ( لو انا بدالك يا علووويه كان تميت شهر فالمستشفى )!! قلت لها باستغراب ( ليش )..!! بس استغربت لما شفت وجهها محمر..!!! خجلانه ..!! غرييبه ويش اللي فالدنيا يسكت ويخجل مزون.!!! قالت هنادي بضحكة ( يا حلوه ترى سمعت ابويه يقول ان عزام مسافر مسقط معه مؤتمر هالشهر ) قالت ساره بضحكة عاليه ( يعني كنتي راح تعفني فالمستشفى من دون ما تشوفي ظله ) ضحكت وانا تو افهم ان عزام خطيب مزون..! سألت البنات ( عزام ولد من ..من عمامي..؟؟) قالت هنادي بتأثر ( هالعزام يصير ولد اخو عمي هاشم زوج عمتي..يعني ولد عم مزون بس احنا كلنا نقول ولد عمنا كذا متعودين.....خريج كلية الصيدلة...واهله متوفيين.. والأمر من كذا..!! انه يصير خطيب هالمجنونة ) بعدت عن البنات لما شفت بوادر حرب قايمة بين مزون وهنادي كالعادة..!! بس ما استمرت هالحرب بعد صرخة عمتي وزوجة عمي عليهن ..!! سألت باستغراب وانا اشوف مزون وهنادي كل وحده مستلمه علبه من الككاو الفاخر ( الحين انتن جايبات هالككاو ..عشان ترجعن تقضن عليه ..؟!) قالت مزون بضحكة ( يا بنت الحلال خلينا نساعدك فيه....انتي احمدي ربك ان خلاك الدكتور باسل تشربي كوب حليب..!!) ثم اردفت وهي تهز راسها ومنغمسه في اكل الككاو ( عاد كله كوم ..وباسل وحصل من يتسلط عليه كوم ثاني..!! )!! قلت في قرارة نفسي....انتي صادقة يا مزون.....!!! ما حسيت لما جات الفرصة بعد صلاة العشاء حتى انام براحة دون استيقاظ.. عدلت فراشي..وطفيت الأضواء...ونمت ...... لما استيقظت على الضوء القوي قفلت عيوني بضيق...ولما فتحتهم مره ثانية عشان اشوف باسل واقف جنب سريري....وبايده حقيبة ..!!!رحمتك ياارب ( اصحي بس شوي.اتأكد من ضغط دمك ..والنبض...واشيك على العمليه وبعطيك علاجك ..ثم نامي ...).. حركت راسي بعدم فهم..!! رغم اني فهمت النصف من كلامه .!! لكن يشيك على العملية يعني ويش..؟؟؟!! من دون ما ينتظر رد جلس جنبي فالسرير وفتح حقيبته الطبيه واخرج منها السماعة وصوبها باتجاه نبضات قلبي ....!! رجعت راسي لأدنى درجه في المخده وانا احاول ابعد من هالوضع المحرج الغريب... بعد لحظات رفع كتفي ولفه على جنب وحط السماعة اعلي ظهري..! تنفست الصعداء لكن مو لفترة طويله..رجع وطلع جهاز قياس الضغط..! ومن بعدها رجع عينه لشنطته وقال ( ارفعي الثوب خليني اشوف مكان العمليه اذا محتاج تغيير اللصقه اليوم ولا باكر الصبح )!! قلت له بغضب من بين اسناني ( في احــــلامــك) قال ببرود ( بشوف العملية غصباً عنك...ولو انك في المستشفى كان راح يصير لك نفس الشي ) رديت عليه بنرفزه ( في المستشفى غير...!! ) ثم اردفت ( عادي كنت راح اسمح لهم منشان انهم ..مو انت..) ثم اكملت ونظراتي تجاهه( لذلك تحلم تطبق طبك فيني لأني ما اسمح لك ...والحين اطلع من غرفتي لأني وصلت حدي منك..ولا ابا اشوفك) شفت العيون النارية تستعر بغضب لكنه سيطر عليه بسرعه وقال بهدوء ( ما راح استغرب عصبيتك...لأن ضغط دمك مو معتدل..والأكيد انك تحسي بألم..) ثم سكت...وقال ( تراني تعبان وابا انام ..وانتي بعد تعبانه خليني اخلص شغلي واعطيك مسكن ....بيخفف عنك الألم ....وبتنامي بسهولة...) سحبت الفراش حولي وقلت له ( ما يحتاج مسكن ولا منوم ولا غيار للعمليه) وغطيت وجهي ثم اردفت من تحت اللحاف ( لا تنسى وانت طالع قفل الضوء)! استغربت السكون والهدوء اللي دام لحظات..!!! ومن بعدها سمعت صوت كأن باسل يدخل اغراضه فحقيبته الطبيه ..!! الحمدلله انه ما لزّم علي كالعاده....!! وكنت اقنع نفسي بأن الألم اللي حاستنه مصيره بيزول لما بنام..!!! استغربت لما حسيت بالبروده في ذراع يدي اللي كان خارج الفراش..ومثبتنه فوق راسي..!!!!!!ويش هذا.....؟؟!! قبل لا اسحب الفراشي بايدي الثانيه صرخت لما حسيت بالألم في ذراعي..!!! سحبت الفراش بسرعة وشفت الابره مغروزة في يدي ومن دون استيعاب راقبت باسل وهو يسحبها من يدي.!!!! قلت له بصدمة ( انت كيف تسمح لنفسك....كيف قدرت تحقني من دون علمي.. من الاساس انا ما محتاجتنها ..) قال ببرود ولا كنه مسوي شي( مورفين بيخفف الألم اللي تنكري وجوده قدامي..وبيسهل نومك حتى اقدر اتأكد من عمليتك من دون ازعاج)!!! رجعت راسي للوراء وانا احس عيوني ثقلت وقلت ( يا ويلك ..يا ويلك لو تلمسني بدون اذني يا باسل...ترى والله اني ........) وكان اخر عهدي باليقظة...!!!! |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء الثالث عشر)) لأول مره يطلع هذا الصباح بسفنه الجانحة في الضباب روح نسيم يطوّق جسدي والعذوبة تلفح أعماقي بمطرٍ قديم..... ((أستطيع الآن أن أتبينك وسط حشودي وعزلتي،،،،)) " سيـــف الــرحبي" ..... الهواء البارد كان يتسلل لجسمي بالكامل...حاولت اسحب الفراش اكثر.. لكن الهواء كان يوصلني.......وصوت غريب متداخل مع رائحة ..محببه عندي ..!! فتحت عيني ونظراتي اتجهت لباب البلكونه المفتوح قفزت لا شعورياً وصحت بفرحة : ( مطر) ! وصلت البلكونه باتجاه الريح البارده المحمله بقطرات المطر المنعشة ... كان باسل مستند على الباب الزجاجي ونظراته المستنكره تجاهي..! اكيد لأني قفزت من سريري....لكن ما يهم لا باسل ولا استنكاره..! الجو كان مظلم ..ومن الصعب تحديد الوقت ..وانا ما صليت الفجر..! وصلني صوته الهادئ : ( كيف صحتك اليوم ) قلت بصدق : ( الحمدلله ..ما احس بتعب..) رجع نظراته باتجاه المطر اللي يهطل بقوه وله صوت مميز مختلط بالرياح اللي تستثير الأشجار والاخضرار الداكن اللي طلا الأشجار..وكان واضح رغم الظلام... قال بعد لحظات: ( الساعة خمس...من فتره مأذن ..قومي صلي) بعد الصلاة ..غيرت ثوب النوم لفستان صباحي طويل من الصوف الناعم .. لأن الأجواء تميل للبروده.... وقفت اسرح شعري قدام جامة دورة المياه ..وانا اتذكر نظرات باسل هالصباح... والحزن المرتسم على عيونه ... رغم هدوءه الظاهر الا ان حالته الحقيقية كانت معاكسة تماماً ... انسان غامض او متناقض هذا هو باسل..من الصعب فهمه وفهم تفكيره !! ثم بعد استغراق في التفكير ..حسيت اني اصبحت بصوره ما ..مشابهه له متناقضه ......!! في لحظة اقتنع اني لا يمكن احس بالأمان اللي فاقدتنه طول حياتي الا مع باسل........ وفي لحظات اخرى احس ان باسل اكبر عدو لي في حياتي..!!!! بتنهيده مثقله ...... طلعت واحساس من الانتعاش يغمرني.....!! المرأه بشكل عام .......لا يمكن انها تشعر بزهو العالم من حولها الا اذا كانت بقمة تأنقها ....! غزاني الجوع لما شفت صينية الفطور على التسريحه....وشفت العاملات واقفات..! ما راحن الا لما تحمدن لي بالسلامه ...شعور طيب...ان التواصل الحسي بين سكان البيت الواحد ممتد مهما كانت الأبعاد بين الأشخاص...! بعد ما راحن العاملات ..اتجهت للصينية وجلست على الكرسي وانا ابحث باستغراب عن كوب القهوه اللي اشمه بس ما اشوفه ..!!!! التفتت للورى لما سمعت حركه حولي..!!!!! هذا ويش عنده قاعد هنيه ..!!! بس كله كوم ولما شفت الدخان المتصاعد من الكوب اللي بيده كوم ثاني..!! قهوتي كانت في يده..!! قلت له بقهر : ( جلستك بارحه فغرفتي وهضمناها......الابره اللي غافلتني وعطيتني اياها قلت لمصلحتي وبكيفي سامحتك و صرفت النظر عن المسأله ...../ لكن جلستك هالصباح في غرفتي بتملك تقول الغرفة غرفتك..!!! وفوق كل هذا سارق كوب قهوتي)!! ثم اردفت: ( رجعه...ما اسمح لك تاخذه...بروحي اباه ومشتاقه القهوه..ما اقدر افطر من دونها) بحركة مستهزئة رفع كوب القهوة وشرب منه ثم قال : ( هااااه .... ...تبيه الحين..؟؟) من دون شعور تحركت ايدي تبحث عن ان اي اداه موجوده بالتسريحه التفتت للمشط الطويل اللي بيدي وبكل قهر وقوه رميته بتجاه باسل ضرب المشط بقوه في كتفه..ثم سقط في الأرض....!! رفعه باسل من الأرض وبحركه سريعه تقدم ناحيتي..!!!! حسيت قلبي راح يتوقف لما شفت باسل يتقدم ناحيتي...ابتلعت ريقي بخوف..!!! غمضت عيوني لما شفت يده مرفوعه ...لما فتحت عيوني شفته حط المشط بهدوء ...على احد رفوف التسريحه..!! وقبل لا يطلع قال : (هالتصرفات الصبيانيه مابا اشوفها مره ثانيه... .)! ثم رفع حواجبه وقال ( صحيح اني كنت متزوج طفله...لكن اللي اعرفه ان الطفله الحين كبرت).... طلع بعد ما القى علي جملته اللي افقدتني شهيتي للفطور...من المفترض انه ما يلقي بجمله عرضيه فجائية لما يجي يتكلم عن امر مهم مثل زواجنا.!! خذيت كوب الحليب الدافي ووقفت قدام باب البلكونه المغلق وحبات المطر مرتسمه بفن على جنباته....! كآبة باسل هذا الصباح كانت بسببي...بسبب زواجنا..بسبب تواجدي بالبيت.. كان يحاول يكتم لكنه ما قدر......! واكيد انه ما يملك القدره في قول اي كلام قوي ممكن يأذيني.. ما يقدر يعبر عن مشاعره..ولا يقوى على الاعتراف...لأنه واعد الكل بهالشي..! ... الحوار اللي دار بالأمس بين عمي محمد وبين باسل كان ينساق بتسلسل لذاكرتي ... معقوله ان حرمة باسل ما قالت له..!! بس ليش يتهم خالتي بانها هي اللي قايله.....وليش قال بنبره غامضة جاها ما تستحق..!!! حسيت بالصداع من تشابك الأمور......احس في امور انا مو فاهمتنها....وخلااص كافي مفآجآت ........تعب حالي من هالة الغموض اللي محاوطتني.....ويش اللي بيكون مخفي عني بعد كل هذا.....!!! خالتي..!!! من يوم الرحله ما كلمتها.....!!! جوالي كان مقفل ....والأكيد انها ما تعرف عن اللي صاير لي.....!! بضيق بحثت عن جوالي وحطيته بالشاحن ....وانا انتظر ..وافكر ... هل باسل اتصل بها وقال لها عن عمليتي..!؟؟ وطلب منها تجي ؟؟! بس لو كان قايل لها ..كانت بتجي مباشرة...او انها بتطلب تكلمني وتتطمئن علي...؟ لكن تختفي كذا...لا ....هذا مو من عوايد خالتي.....لا يكون صاير لها شي..؟؟!! ارتعبت لما بدت الوساوس تااخذني لبعيد ....وانا انتظر جوالي يشحن حتى اقدر افتحه واكلم خالتي..... لا يمكن الوصول للرقم المطلوب..!!!! طول النهار وهالجمله تتكرر على اسماعي..!! وينها ..!!؟؟؟ عقلي ما قادر يفكر صح...؟؟؟؟ رااااااح اجن...!! خالتي لا ترد على خط حياك ولا خط النورس ...مو من عوايدها ابد..؟؟ معقوله انها سافرت ..الامارات..؟!! ...او امريكا...او رجعت لاستراليا....؟؟؟ لكن خالتي لا يمكن تسافر وهي ما قالت لي...! حسيت دمي يفوور ...كيف ابا اعرف انها بخير...يااااارب..!! مالي غير اتصل فالبداله واخذ ارقام الفنادق اللي بمسندم واتأكد منهم....!! بعد ساعه كنت مقهوره من قلة التجاوب اللي حصلته.... كانوا متكتمين...كثييير... وانا احس اني مقيده.....وقلبي يحترق...! مر يومي بصورة كئيبة وكل الصور السيئة تجي في بالي......اتعوذ من ابليس اللي يزيد الأمور تهويل......وادعي الله ان يسلم ...ثم ارجع انتكس من جديد...!! قبل لا تنام جدتي نزلت الدرج بخفه..والألم كان مختفي من اول اليوم.... سألتها عن باسل...بس لسوء الحظ باسل مسافر الشرقيه معه عمل في ولاية صور .... ما قدرت انام طول الليل....كنت اراقب البوابة من بلكونة غرفتي عشان اشوف سيارة باسل في حال رجع...... لكن مستحيل ان باسل يرجع الليله وهو رايح الشرقيه اكيد انه راح يبات هناك.. من اول الصباح نزلت تحت عشان اسأل جدتي عن موعد رجوعه لكنها القت علي الجواب اللي ما كنت اتمناه..!! ان باسل ما راح يرجع لا الليله ولا بكره....!!!! لما جيت ابا اتصل فيه تذكرت كلامه لما قال ( وجاها ما تستحق).... تكررت كلماته فبالي بتكرار مؤلم مرييييييع.......امتليت بالخوف ..!!! يقدر باسل يأذي خالتي...........ولا ويش قصده بهالكلام..!!!! لما عدّت ساعات الصباح الأولى كنت مكتفيه بالأحدااث...ومن دون ادنى تحكيم للعقل حركتني مشاعري.....ورحت لبست العباية والشيلة والغشوة واخذت حقيبة يدي.. اتجهت للسواق .....طلبته مفاتيح السيارة بس رفض..!!! اكيد ان باسل مهددنه..!! زين انها جات منه ..لأني ما ادل ( اعرف ) مكاتب حجز الطيران قلت له ( زين ..وديني اقرب مكتب مال طيران ) اقرب حجز للطيران الداخلي كان صلاله_ مسقط قرب الساعة سبع مساءً رجعت اجهز شنطة عمليه فيها الضروريات فقط وملابس خفيفه... لأن عمليتي ما تسمح لي اشيل شي ثقيل... الاجراءات كانت سهله لأن المطار داخلي والرحله ما تأخرت كثير...مدتها حوالي ساعة وعشرين دقيقه.... بعد الهبوط الى اراضي العاصمه مسقط.....تأكدت من حجوزات الطيران الموجوده على امل احصل رحله قريبه الى مسندم.....لكن اقرب رحله من مسقط الى مطار خصب مركز محافظة مسندم اليوم الثاني الساعة 12...!! الوقت متأخر ..والطريق من السيب حيث ارضية المطار..انتقالاً الى العامرات لبيت خالتي .. طويل جداً.......لكن ويش اسوي..!! وقفت سيارة اجره ..ودخلت شنطتي..وقلت للسايق يتجه للعامرات... لما تحرك سايق السيارة ...كانت انظاري تتجه لشوارع السيب وبناياتها... هنا بالسيب معظم ذكرياتي....هنا كنت عايشة مع اهلي...هنا الشقة اللي ما دخلتها طول السنين الماضية موجوده في هالمنطقة....تساءلت في صمت ويش حالتها الحين؟؟ بعد هالسنين........؟؟!! مفاتيح الشقة ما فارقتني...لكني ما يوم امتلكت القوة او المقدره لدخولها من جديد...! ..... لما وقف السايق فالرصيف المقابل للبيت في العامرات...ماتت احلامي بوجود خالتي في البيت.... لأن الظلام عاااام ...يعني بعدها ما رجعت من مسندم..!!! طلعت المفاتيح من حقيبة يدي ...وانتقيت مفتاح البيت لكن ..!!! حاولت افتح الباب بس الباب ما يفتح ..!! فتحت مصباح جوالي وتأكدت من المفاتيح ..انا متأكده منهن بدليل ميداليتي ...!! بعد دقائق من المحاولة ..ضربت الباب بقهر ..ليش ما راضي يفتح ..يمكن خالتي غيرت قفل الباب...بس كيف تغيره وهي تعرف اني امتلك نسخة من المفاتيح وفي اي وقت راح اجي واحاول ادخل..ولا انها فاقدة الأمل في جيتي...!!! قفزت برعب لما جاني صوت من الخلف (من انتي .؟؟؟؟ ويش عندش واقفة هنيه ..) استدرت وشفت رجال مو غريب..؟؟! هذا جارنا اللي اشترينا منه البيت ؟؟! قلت له ( بو مهند ..هذا انا عليا ..خالتي اسماء غيرت قفل الباب ..ولا قادرة ادخل) شفته مستغرب ..لأنه ما متعود على شوفتي بالغشوة وبهالعباية..ثم قال ( وليش تدخلي...ترى خالتش اسماء باعت البيت علي ) حسيت بصدمه ..رجعت للورى وانا مو مصدقة قلت له بتكذيب ( مستحيل...متى باعته ؟؟؟ هي ما قالت لي) وصلني صوت كريه لشخص كريه بسببه كنت اطلب من خالتي نعاود لاستراليا .! ( ابويه ..من هاذي ..مو عندها..مو باغيه..) رد عليه ابوه ( هذي عليا يا مهند ..بنت اخت اسماء اللي كانت ساكنه هنيه ) قال بصوت كريه ( عليا ..مو حالش.....ما معقوله ..ويش اللي قلب حالش كذاك ..مو تبي بهالغطا على وجهش كنش من عجايز زمان... ) طنشت كلام مهند ....لأن اللي كان يسمعني من كلام فالسابق اسوء من كذا بوااايد..!! وقد سبق وخطبتني امه من خالتي اكثر من مره ..وما كنت احب اطلع لوحدي بسببه ..!! وبسبب ازعاجه لي برسايله وهداياه..!! حتى خالتي بالبداية كانت تضحك من افعاله....لكنها بالأخير صارت تخاف..لما شافته جاد و متعلق فيني بزياده...!! سألت ابو مهند ( انت صادق ان خالتي باعت البيت ) قال مهند بتطفل ( ايوه باعتُه ..انتي ما تعرفي خالتش ما خبرتش..شايف يا ابويه انا خبرتكم انته وامي ان عليا لا يمكن تسمح ببيع البيت لأنها تحبه وتحب جيرانها ..صحيح عليا) اعوذبالله من ابليس...ويش هالقرف اللي ابلشت ( حطيت ) نفسي فيه ... لا سيارة ولا بيت في هالليل...ولا بقدر احصل سيارة اجره في هالوقت ... ويش السواة ياربي..!!! اروح احجز في فندق..!! بس ما اطيق الفنادق...والله العالم احصل حجز ولا لا..؟؟!!! ويش الورطة اللي حطيت نفسي فيها..!!!! جيتي خطأ والحين اكتشفه...اتبعت مشاعري وما فكرت بعقل..! ابو مهند انسان قريب من الخمسين وكان محترم طوال فترة مجيرتنا له بعد تفكير ....قلت له (بو مهند تقدر توصلني للسيب الحين ) قال بسرعة ولا اهتم بالمسافه الطويله.. ( ولا يهمش يا عليا ..بجيب سيارتي وبجي) قلت له قبل لا يروح ( خلي ام مهند تجي معك ..لأني مشتاقه لها ) صديت بقهر لما شفت مهند واقف ما راح ...ويتأملني..ثم قال ( شيلي الغشوة يا عليا ..مشتاق اشوفش)!! قلت له بحده ( مهند اسكت ولا ارجع بيتكم...ترى دوريات الشرطة في كل مكان متوزعه وانا جايه لهنيه شايفتنها واقفه مع اول السكه )!! قال بهيام ( والله صدق انا مشتاق لش ولشوفت وجهش..) ثم اردف : ( تصدقين مرضت لما رحتي...وكل يوم كنت اوقف انتظرش وأسأل خالتش عنش بس اللي كان يخفف عني شوفتش فأحلامي..) مهند كان عمره سته وعشرين سنه عاطل عن العمل و انسان اتكالي وفيه بلاده غير طبيعيه ....!! كان ممكن اني اقول له اني متزوجه ..لكن بصراحه ما اضمن اي عمل مجنون ممكن يقوم به..لأني مو متأكده من سلامته العقليه ..!!!! ارتحت لما شفت اهل مهند بالسيارة ..اكيد ام مهند راح تجي لأنها لا يمكن تخلي ابو مهند يطلع بروحه..كانت تغار عليه واايد..وهذا لمصلحتي اليوم.. رفعت شنطتي وحقيبة يدي بتعب واتجهت صوب السيارة الواقفة بالشارع ... لما قربت نزلت ام مهند وسلمت علي .....وشفت مهند فتح الباب بالجهه الثانية وجلس!! وينتظرني اجلس جنبه...لا حول ولا قوة الا بالله ..الله يعدي هالليله على خير!!! امه لما شافته عصبت ثم قالت له : (مهند انزل ...كان بتروح معنا تعال قدام عند ابوك لا تجلس ورى)!! والنعم!!! وانا اللي حسبتها بتقوله ارجع البيت..!!! بالطريق قال مهند بكراهه ( عليا مو احسن لش لو تباتي معنا بالبيت..) هه هذا اللي ناقص بس..!!!! قلت بهدوء احتراماً لأهله..! ( لا ما عليه ..برتاح فشقتي ) قال وهو ملتف بالكامل لجهتي ( وبتقدري تنامي لوحدش...؟؟ اذا تبي بنام قدام الباب عشان اذا احتجتي حاجه اكون جنبش) قال ابوه بغضب ( مهنــــد ..لو ما تسكت ما يصير لك خير) بعد فتره طوييله ..رفعت راسي بألم اكثر من سبع سنين ما جيت لهالمكان..ولا توقعت اني راح ارجع له....لكن .....للأقدار كلمه اخرى ..! شكرت ابو مهند و زوجته على عناء توصيلي.. وصلني صوت مهند ( عليا رقمي عندش اتصلي فيني اذا احتجتي لشي ..زين ) عشان افتك منه قلت ( زين..زين ) مسكين ما يدري ان رقمه اقطعه مليون قطعه لما كان يسجله في ورقه مع كل هدية ورساله..! دخلت للعمارة السكنية الراقية ....وبإيد مرتجفه ادرت المصعد للطابق الثالث.... بنفس الميداليه اللي ما تفارقني سحبت منها مفتاح وفتحت الباب ..دخلت بخوف وألم ...الظلام عاام بالشقة ...!!!! اعتمدت على مصباح الجوال...فتحت الأضواء بس الكهربه طافيه تماماً من الشقة .... اتجهت للمطبخ وانا اعيد قراءة اذكاري من جديد.. واقرأ المعوذات بصوت عالي...... كل شي بمكانه .....ما كأنه مرت سنين محد دخل هالشقه..! بحثت عن شموع بين الأدراج اللي مغلفنها غزل العنكبوت والغبار ... واخذت معها ولاعه ......وزعت الشموع عند طاولة المدخل..والطاولة اللي بمنتصف الصالة .... وطاولة الطعام اللي بين الصالة والمطبخ...لحد ما بهى المكان وخفت حدت الظلام... رجعت المطبخ وفتحت صنبور الماي كان له صوت مزعج .....لكن ما نزلت منه ولا قطره ..لأن الأنابيب كانت متسدده ..!!!! قفزت برعب لما سمعت صوت...ودقات قلبي في تسااارع.....والصوت كان مستمررر... لحد ما تنبهت ان مصدر الصوت هو جوالي .....طلعته بسرعه........هذا باسل متصل ..!!! حسيت بحنين غريب...وجزء مني يتمنى لو انه كان هنا جنبي...حتى تزول رهبتي من المكان في حال تواجده...... لكن اللي انا متأكده منه ....ان توفير الأمان لي آخر امر ممكن يفكر فيه باسل حالياً لأنه اكيد ان غضبه وااصل للقمه.....فقررت اطنش اتصاله... عقلي اليوم مشوش لأبعد حدود ..احس اني اتصرف من دون وعي ولا مسؤوليه......تعبانه ..لا اكل ولا نوم ..متألمه ولا حتى جبت المسكنات معي...! رن جوالي من جديد..واعرف انه ما راح يتوقف الا لما ارد عليه .. استقبلت المكالمه من دون لا انطق... وصلني صوته ( عليــا ..عليـــا... انتي معي تسمعيني ) صحيح اني حسياً منتهية ....لكني اقدر احلف ان صوته فيه هلع ، خوف ، اهتمام..! لكن الاهتمام من باسل لايمكن يكون الا من اجل شي واحد وهو الظهور كالرجل الحامي امام افراد العايلة...!! قلت له بغضب وقهر..... ( وين خالتي يا باسل) رد بحده وغضب مماثل : ( وينك انتي بالأول ..؟؟؟ وين رحتي..بعدك بمسقط ولا طلعتي للشمال ) قلت له ببرود : ( ما لك دخل يا باسل ..وين ما اكون ..اكون ...! جاوبني وين خالتي ) غمضت عيني لما سمعته يقول بغضب ومن دون وزن للكلام : ( انتي تعرفي ان جدتي بسببك تعبت ...مرضت ..نقلها عمي أحمد للمستشفى ..من خوفها عليك ..مسافرة وانتي تو طالعة من عمليه ..ولا عطيتينا خبر ..ومسافرة من دون محرم ..لا دين ولا اخلاق ..كأنك من بنات الشوارع .. لا خوف من الله ولا عندك حس ولا تقدير باللي حولك) ثم قال بتهديد ( قولي انتي وينك...ترى ابا اعرف في كلا الحالتين ..فالأفضل تنطقي بروحك) بهدوء قفلت جوالي بالكامل...!! خذيت شيله من شنطتي وفرشتها على الأرض وجلست..وانا منصدمه من نفسي ويش سويت انا...اصابعي منغرزة بقوة بوسط شعري تجذبه بقهر وندم وجنون... ..ويش هالجنون اللي خلاني اقدم على السفر... حبي لخالتي ..وخوفي من فقدانها مثل ما فقدت اهلي سلب عقلي ..ولا انا ما زلت تحت تأثير تخدير عمليتي..!!! دموع القهر والألم والندم ساحت بحرها ونارها فوق خدي.... مرت فتره...وانا ازداد تعب وخوف ورعب من المكان والوحده والظلام والألم مكان العمليه يألمني بس ما اقدر اسوي شي.....رفعت العباية ..وفستاني وانصدمت لما شفت الدم في احد اطراف اللصقة اللي فوق العملية...! احساس الانسان بالعجز وعدم القدرة على تغيير الأمور من حوله هو اكبر دليل على انه في بداية مشوارة ما فكر بعقل ..لكن سيطرت عليه مشااعرة..وبالتالي مشاعرة هي اللي خانته ووقفت في طريقة لما يحاول يصحح الموقف...!! وهذا اللي حصل معي..ما حكمت عقلي من البداية ...وبالتالي الحين ما قادرة احرك اي شي من حولي...! لمدة ساعات ظليت جالسه وراسي بين رجلي وايدي محاوطة جسدي بخوف .. لحد ما سمعت طرقات عنيييفه على الباب....................... |
رد: يا صلاله خبرينا عن قلوباً تهتوينا
((الجزء الرابـــع عشر )) [\] ..... صوتك في الأثير ..... [\] ... _هو ما تبقى لي _ ....من أبديّة عابرة ]__] "مثل سفينة جانحةٍ / / بين جبال من جليد" ' سيــف الرحــبي ' تنبهت على صوت الطرقات العنيفة ..بخوف ارتجفت في مكاني ..؟؟ من اللي جاي الحين...؟؟!! من اللي يعرف اساساً اني موجوده هنيه ..؟؟ معقوله مهند رجع.؟؟؟؟ ولا حد من السكارى ..!!!! بدت دموعي تنزل من جديد بخوف شديد وايدي على فمي حتى ما تخرج صرخاتي.. الباب كان يطرق بقوة.....اما انا كنت احس اني راح اموت فمكاني .. خووف شديد ووحده ...ابتهلت وتضرعت لله ان يحفظني من كل مكروه... .. وفجأة...............! وصلني صوت مألوف : ( عليـــا ..عليـــا ..ارجوك افتحي الباب اذا تسمعيني.......هذا انا باسل ) ارتجفت بخووف ....ما كنت مصدقه .......باسل هنيه .......؟؟ كيف عرف اني بهالشقه... ...مستحيل ..!! اكيد يتخيل لي...!! لو باسل ..كيف وصل وما في طيران من صلاله الى مسقط بهالليله...!! وباسل كان رايح الشرقيه..!! لكن كيف...!!! يمكن ما رجع صلاله....مباشرة اتجه من صور الى مسقط..! رجع يطرق الباب من جديد.........: ( عليا افتحي الباب ..افتحي ) صوت باسل يتكرر من جديد.....! وقفت قدام الباب وقلت برعب ودموع : ( باسل ) بس ما سمعني لأنه ما رد .........وقتها خفت انه يكون صدق باسل ..وراح..! لااااااا ..رجعت ابكي بقووه لما تخيلته رااح...... ثم بصوت اعلى ناديته ........: ( باااااااسل ..... ..هذا انته ) قال بقوة........: ( ايوه يا عليا ..انا باسل ..افتحي افتحي الباب بسرعة ) توجهت لمقبض الباب بسرررعه....وفتحت الباب بخوف ودموعي تزيدني تشويش... صرخت برعب لما حسيت بايد صلبه تسحب ايدي لكن صوت باسل طمأني ...: ( هذا انا باسل ......لا تخافي ) التصقت فيه بتعب وبارهاق.... قلت ببكاء حاد...... ( باسل ...المكان مظلم ما اقدر ارجع ..ويخوف ..وخالتي ما ترد وباعت البيت ..وعمليتي تنزف ..بمووت انا باسل مقدر..كل شي خطأ ...كل شي خطأ ...ما قدرت استوعب ولا افهم اي شي من حولي......) جمعني بين ايديه مقابل صدره الصلب الدافي...وهمس باذني كلمات مطمأنه ملت قلبي بالطمأنينه.....وخففت من خوفي......لكنها ما ازالت تعبي والمي...!! حاوطني بيده ودخلنا الشقه .....وطفى الشموع ...وشال الشنط ..سحب مفاتيحي وقفل الشقة وطلعنا بصمت تخلله صوت شهقاتي بين فترة واخرى.. فالمصعد كان كل ثقلي مرتكز على باسل......بارهاق جسدي ونفسي... بصمت اتجهنا للرصيف.....واتجه بي باسل الى سيارة واقفة وقبل لا نوصل.. همس لي ..... ( انا ما جاي بسيارتي....هذي سيارة خالد ولد عمي محمد خليكِ هادية ..وحاولي تسيطري على شهقاتك..خلاص الأمور كلها تمام وانتي بأمان) هزيت راسي بموافقة وانا اخذ نفس عميق ولا اعرف وين رايحين...! الصمت كان سائد طول الطريق واحنا نمر وسط شوارع مسقط اللي ما تنام.. والوقت كان اول الفجر..... لما طال الطريق قواي كانت خايرة........ اكثر من 36 ساعه ما نايمه... وذابحني العطش والدوار هالكني...اسندت راسي على المقعد ونمت ... لما نهضت على صوت باسل الخافت الضجر..: ( يا بنت الحلال قومي ) لما حاولت انزل من السيارة كان الدوار يعصف بي بقوه....... استندت على باسل وبدينا نمشي...بسبب تشوش رؤيتي بالبداية ما قدرت اعرف وين نازلين..! بيت ......شقه......فندق......مطار........!! لحد ما اتضح لي بيت متوسط...من طابقين..مشابه لتصاميم البيوت اللي على شوارع مسقط..! وقف باسل قدام الباب ......وطلع المفاتيح وفتح الباب..... اما انا جلست باعياء على الأرض...قلت بتعب: ( ما اقدر امشي زياده) رد ( خلاص وصلنا..بس ابا افتح باب البيت..) بيت..؟!!! بيت من هذا ...؟؟!! بس ما قادره اسأل....! رجع شال الشنطة بيد..ورفعني باليد الثانية..وقدرت اواصل خطواتي بتعب.. لما دخلنا الصالة ..في اول اريكه طويله قابلتني رميت نفسي بإعياء.... ولا معي اي قدرة او نيه .....على الحركه من جديد..!. انيت بتعب...لما حسيت بيد تحرك جسمي...... وما كنت اقدر احرك اي عضو من جسدي...حتى عيني ما اقدر افتحها.... ( اشربي كوب الحليب.....ولا ابا اضطر انقلك المستشفى) ما قدرت ارد عليه........رفع باسل كتفي وثبت راسي على صدره .. وحسيت بطرف الكوب على فمي.. ما قدرت الا افتح فمي امام اصراره.. انقرفت من السكر الكثير بالحليب قلت بتعب وغثيان ( فيه سكر وايد..ماباه..) قال ( معليش اشربي انتي ذلحين..السكر بينشطك شوي) فتحت عيني بتعب ..انحرجت وضقت من قربه مني .. قلت له بارهاق وهذيان ( وين خالتي .. هي ..ماتت...انته اذيتها ..ويش سويت لها ) حسيت بجسمه المحتضني يجمد...وتنفسه يوقف للحظات...! بعد فتره صمت قال ..........: ( انتي كيف تفكري .......خالتك بخير ......وهي اللي قالت لي وين ممكن احصلك ) قلت له بألم ودموعي تجري....... ( لا تكذب ......لا تكذب يا باسل.......خالتي ما ترد على اتصالاتي كيف انته اتصلت فيها وهي مقفله جوالاتها ) قال بهدوء ....... ( عليا..خالتك بخير..وهي ما ترد لأنها كانت مسافره..) قلت له بتعب....... ( واذا مسافره..!! ويش اللي يخليها تقفل جوالاتها.....وينها قول لي وينها) رجع قال...... ( مثل ما قلت لك ..خالتك مسافرة..ولما خبرتها عن عمليتك وتعبك..قالت انها راح ترجع قريب..فارتاحي الحين ونامي..وخالتك قريب تشوفينها..) حسيت بيده تمسح على ظهري بخفه..والارهاق كان كفيل بارجاعي للنوم من جديد.. لما استيقظت ..اخذت فتره وانا انظر للغرفة اللي نايمه فيها..!! لحد ما رجعت لي ذكريات البارحه مثل الخيال.....كان يوم فظييع للآخر.....! الجو في مسقط ابرد عن اجواء صلاله......بعدت الفراش ونهضت وانا اشوف ثوب النوم القطني اللي لابستنه بقهر...!! كيف يسمح لنفسه يتصرف بهالجراءة معي..! شفت الشمس من بين الستاير...صلاتي..!!! بسرعة تحركت وانا ابحث عن دورة المياه.. بعد الصلاة ....فتحت جوالي عشان اتصل فخالتي لكن تعذر الحصول من جديد..!! شفت الساعة وانصدمت ..!! عشر ونصف..!! باسل وين..؟؟؟ وليش ما صحاني..!؟! اخذت شيلتي وفتحت الباب ...وواجهتني الصاله....وباسل كان هناك متمدد بالكنب... ناااايم..!! ابتسمت اول مره اشوف باسل نايم بهالعمق....!! ليتني اقدر انتقم منه......واوقف فوق راسه بجيك مااي مثللج.....واسكبه فيه مثل ما سبق وسوى فيني..!! بس راح يكون تصرف صبياني وغير عقلاني..!! يكفي جنوني امس..!! تحركت بدون صوت في رحلة بحث عن المطبخ..!! الجوع كان مهاجمني بقوووه...! الخبز كان دافي..والحاجيات الأساسية متوفره في المطبخ....! شكله باسل راح السوبرماركت من الصبح....كنت مشتاقه للشاهي..وللقهوه..ولكل شي.!! جهزت كوب قهوه .....وانا استمتع بريحته وبطعمه......وبعدها اكملت فطوري.. باسل كان بعده نايم..!!! رجع نشاطي الحركي من جديد بعد الفطور..... وبديت اتجول فالبيت الساكن بملل ........ وانا افكر بالغموض اللي يلف خالتي ......! .مليت منه ومليت من الجهل اللي انا عايشتنه...ويش بين خالتي وباسل..بويش يهددها....!! طلعت من باب الصالة للبلكونه اللي قدام المدخل..ضمن حوش البيت..وجلست بسرحان وتفكير...!! بعد دقايق قليله سمعت صوت الباب الخارجي يفتح..وشفت اشخاص داخلين.. قمت بسرعة عشان ادخل ..لأني ما لابسه عبايتي وما ادري بالأساس هذا بيت من..؟!! لكن تجمدت في مكاني لما شفت خالتي....!! من هذا اللي معاها...........؟؟؟ من الريال اللي محاوطنها بيده......! خالتي..........!!! معقوله.........!! الأفكار السيئة كانت تدور في بالي..من الوضع الغريب....! نسيت العباية والغشوة..والشيلة اللي ما كانت مغطيه الا نصف شعري..!!! اقتربوا ..........وانا ما زلت واقفة بمكاني........ اتضحت لي ملامح مو غريبة لهالشخص........! سبق وشفته وانا صغيرة مع ابويه........سبق وجانا في الشقه.....! هذا عمي عبدالله واحد من اصدقاء ابويه......!! ويش اللي جابه عند خالتي اسماء..؟؟!... لما اقتربوا مني نزلت خالتي اسماء ايدينه من على كتفها ...... وقالت وعيونها تنطق بالشوق..: ( عليــــا ....حبيبتي.......) اقترنت حواجبي باستنكار ورفض ......! قلت لها قبل لا تقرب مني : ( خالتي.......! وين كنتي طول الفتره الماضيه......؟) اطرقت ثم قالت : ( كنت فالشرقيه....في صور...) رجعت أسألها من جديد..... : ( صور..!!...........من البدايه..؟؟ يعني انتي ابد ... ابداً ما رحتي للشمال...؟؟؟ ) هزت رأسها بنفي............!!! يعني....! كانت تكذب علي طوال الفتره الماضيه....! سألتها : ( من هذا..) وايدي ارتفعت للاشارة للشخص اللي واقف جنبها قالت بهدوء.......: ( هذا عمك عبدالله) قلت لها بتشويش ....: ( اعرف... انه عمي عبدالله ..صديق ابويه اللي كان يزورنا بالبيت زمان.. لكن ويش يسوي معك...) قالت وهي تتقدم نحوي....: ( لا ..عمك عبدالله اخو ابوك الله يرحمه...عمك عبدالله هو ابو باسل) نبضات قلبي كانت في تسارع ......والرجفه ماليه جسمي..... والشحوب اقدر الاحظه بايديني قلت لها : ( يعني كنتي تكذبي عليه .. لما قلتي زمان انه صديق ابويه...؟؟) ثم اردفت باستنكار ( وليش انتي معه..ليش كنتي قريبة منه..وانتي وينك ..ليش ما تردي على اتصالاتي بالأيام الماضية....وليش بعتي البيت بالعامرات وما عطيتيني خبر ) جات قربي...... ..لكني رجعت للورى ووقفت مسيرها باشارة من يدي....!! قالت بارتجافه..... ( عليا لا تسوي كذا..) رديت عليها بقهر واستفزاز......: ( اسوي ويش..؟؟؟؟... شايفتني اسير وريال غريب ضامني بين ايديه..) قالت بألم.......: ( عبدالله مو غريب...) ضحكت بقهر وقلت لها.....: ( ويش ..؟؟؟؟ اكتشفتي انه اخوك بين يوم وليله..) نطق اللي بجنبها بحده...: ( بــــنت ..عن الغلط ) قال خالتي بتوتر......: ( عبدالله خليها.........انا بقول لها......عليا ..) ابتلعت ريقها ثم قالت : ( عليا........ عبدالله يصير........ زوجي )!! رجعت راسي بقوه للجدار اللي خلفي.......وابتسامه ألم مرتسمه على شفاهي..! كل اللي قلته لها من البداية كان من اجل انها ما تنطق بهالجمله..!! لأن الأمور ......اتضحت لي من اول صورة لهم......!!!.. الشعور بالنبذ شعور مقهر لأبعد حدود.......تعيش مع ناس تحبهم.... يتدخلوا في كل صغيرة وكبيره في حياتك....لكن انت لا ..!! لا يمكن ان تاخذ موقعهم..... لا بمشاورة...ولا خبر....ولا اقتراح ..ولا تصرف....! حسيت بيدها على كتفي......نزلتها باشمئزاز سيطر علي بالكامل...! قالت بدموع والم .....ما كان لهم اي تأثير علي : (ما بتسلمي علي ..ما تبيني احضنك وسط صدري ...تبي تبعديني عنك) قلت لها بقرف : ( مالي حاجه في سلامك....وانتي اللي بديتي مسلسل الابعاد والابتعاد ) ثم اردفت وانا ابتعد عنها: ( ولا لي فيك حاجة من اليوم .....انسي انه لك بنت اخت..مثل ما انا من الآن محيت لك اي وجود بقلبي......) سمعت شهقتها الحارة .......ودمدمة عمي عبدالله الساخطة.....!!.. اتجهت للداخل........وارتطمت في باسل اللي كان واقف يتفرج على المشهد...!! مسك يدي قبل لا امر من جنبه....... ركز عيونه في ملامح وجهي الصارمة القاسية اللي تشابه مشاعري في هاللحظه.... ثم افلت يدي بهدوء.....!!. بسرعة جمعت اغراضي اللي ناثرنهن باسل جنب الشنطة... ولبست عبايتي وشيلتي ورفعت شنطة ملابسي بإيد ... وشنطة يدي وغشوتي بايد ثانيه واتجهت للخارج..... صوت نحيب خالتي كان مالي الصالة .....والمسمى زوجها حاضنها بين ايديه يخفف عنها.. تعديت الصالة بسرعه......باتجاه الباب الخارج قبل لا تديرني ايد باسل ..!! نطق بغضب ( وين رايحه..) قلت له من بين اسناني ( نزل ايدك ..وابعد عن طريقي)! قال بحده ( علـــيا ..لا تحديني على الشر ) قلت له بابتسامه تحدي ( اللي هو ..؟؟؟) شفته يضم ايده بقهر...قلت له (ودك تضربني باسل...تبا تضربني ..ما عندي مانع ..اضرب) ثم اكملت باستفزاز وتحدي ( عاد انته تعرف ويش عقوبة ضرب الزوجة في عمان صح..! مشتهي تعفن فالسجن سنين..؟؟!!) ثم اردفت بابتسامه ( او.....تعرف أحلى مافي الموضوع ..اني راح احصل الطلاق خلال ايام بسيطه...!!! لذلك ماشي احب على قلبي ذلحين من انك تضربني يا باسل..) |
الساعة الآن 12:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية