منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 20 - موعدنا الابد - كارول مورتيمر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152655.html)

dede77 29-12-10 10:13 PM

-سيد ابليس 0

***************************

كان الوقت ظهرا عندما استيقظت جاكلين من نوم غرقت فيه حالما وضعت راسها على وسادتها بسبب ارهاق اليوم السابق 0

عندما حاولت تحريك جسمها بدا لها انه كله يؤلمها ... فى اماكن لم تتوقع ان تصاب فيها بالم . انها دون شك فى حالة صحية غير صحيحة اذ كيف تتعبها نزهة بسيطة فوق دراجة هوائية ... لكن النزهة فى الواقع دامت عدة اميال كانت اكثر مما اعتادت قطعها منذ سنوات .....

فكرة ركوب دراجة على شواطئ خليج سانت لورانس ، بدت لها وهى فى مونتريال فكرة جيدة . لكنها الان لم تعد واثقة من هذا ، فلقد مضت سنوات منذ ان قادت دراجة هوائية 0

والدها اصيب بالهلع عندما سمعها تقول انها تنوى قضاء بضعة ايام فى اجازة ، مدعيا انها لاتستطيع مغادرة مونتريال وموعد عرسها بعد ثمانية اسابيع ... انه موعد زفافها من رالف وست . شريك والدها فى مؤسسة الاستثمارات العامة 0

رالف وست ، من جيل والدها . فى الخامسة والاربعين . تزوج مرتين سابقا ... وقد تعجبت جاكلين دوما بسبب تركها الامور تصل الى هذا الحد .... اربعة اشهر من الخطوبة ، وبضعة اسابيع حتى الزواج . هى لا تنكر اعجابها برالف ، لكنها ليست واثقة من رغبتها فى الزواج منه 0
ن
عم هو جذاب ، طويل ، نحيل ، اسمر ، ذو عينين زرقاوين قاتمتين ، ولكنها لم تمنع نفسها من التساؤل عما فعل حتى طلبت منه زوجته الثانية الطلاق 0

انتشلت جاكلين نفسها من هذه الافكار المكدرة فنظرت فيما حولها تمتع البصر بالمنظر الخلاب ... لقد تركت الخط الساحلى الان وها هى تتسلق مرتفعا يوصلها الى نهر سانت لورنس . قريبا ستصل لتطل على اروع منظر اسطورى للمدينة ، كوبيك ، المعلقة فوق النهر على ارتفاع لا يقل عن المئة متر .... ففى اعلى الجبل قلعة وقصر "فرونتناك" . انها الان تتمتع بحريتها الكاملة التى لم تتمتع بمثلها منذ سنوات 0

النهر الضخم بدا وكانه امتداد للمحيط الاطلسى ، والاتوستراد العريض الضخم الذى اقيم على ضفة هذا النهر كان يقسم المدينة الى قسمين 0

ولانها خرجت اصلا متاخرة ، وصلت متاخرة الى حيث تقصد اعلى قلعة شامبلين ، التى تطل على سهول ابراهام من جهة ، وعلى تراس دوفين وكنيسة نوتردام نعم ، هى تحمل خيمة ومعدات التخييم الضرورية الا ان المنطقة مليئة بالفنادق فقررت النزول فى احدها تلك الليلة على ان تكسب المعلومات التى تريدها عن القلعة فى الصباح 0

هاهى الان قد صحت والساعة تجاوزت الحادية عشرة . فلم يبد لها ان لهذا اليوم جمال ودفء اليوم السابق ، فهناك هواء بارد يهب وقليل من الضباب يرتفع من النهر مانعا عنها المنظر الجميل الذى اجهدت نفسها لتراه 0
منتديات ليلاس
قال لها الرجل المتوسط العمر ، وهو يتناول منها مفتاحها : هل ستذهبين بعيدا اليوم ؟

فابتسمت جاكلين : كنت افكر فى الوصول الى قلعة شامبلين 0

-لا انصحك بالذهاب الى اى مكان فى هذا الطقس 0
-لايبدو لى سيئا جدا 0

-لا يظهر الطقس سوءه عادة . لكن الضباب قد يزداد بسرعة . والرحلة الى هناك طويلة ، وهذا قد يجعلك تضيعين 0

-اليس الطريق عريضا مستقيما ؟

-اجل ... انه مستقيم ... لكن هناك طرقات تتفرع منه تقود الى القرى ، وقد تخطئين فى سلك احداها 0

-ساكون حذرة .... لا تخف 0

قلعة فرنتناك تقع على قمة تشرف على النهر كله . كتاب دليل السائح الذى تحمله معها ، يقول لها ان بناء القلعة يعود الى القرن السابع عشر ، وكان القائد الانكليزى الجنرال وولف واتباعه قد حسنوا فيها عندما احتلوها اواسط القرن الثامن عشر 0
القلعة المشرفة على المنطقة كانت فيما مضى حصنا يحمى المنطقة التى كان يحتلها الفرنسيون من غزو التاج البريطانى 0
حاليا قررت جاكلين ان لاتلتقط صورا للقلعة ... ربما فيما بعد وذلك لتجنب ظهور المطر المنهمر بشدة فى الصورة ... فقررت العودة الى الفندق لتناول القهوة فى الصالون ، حتى يتوقف المطر 0

dede77 29-12-10 10:19 PM

لكنها فى الواقع لم تستطع فعل هذا ، الا اذا شاءت قطع المسافة سيرا ... فاطار دراجتها الامامى ثقب فجاة ... ولم تعده اية كمية من الهواء الى الانتفاخ . الضباب اختار تلك اللحظة بالذات ليشتد ، فاستحال عليها ان ترى اكثر من بضع خطوات . ل

لكن ... عليها ان تسير ... وبما انها واثقة انها الان اقرب الى قلعة شامبلين منها الى قلعة فرونتناك قررت ان تتجه الى الاولى بدل الرجوع الى حيث كانت 0

لكن ... ما هو الخاطئ الذى اجتازته ، انها لا تدرى . كل ما تعرفته ، ان سطح الطريق لم يعد ناعما . فجثت على ركبتيها تكتشفه فاذا به ليس طريقا ، بل ممرا ترابيا وعرا لاتعرف مطلقا الى اين يقود 0

حسنا ... لن يجديها نفعا الوقوف هنا توبخ نفسها على ما فعلت ... هل تتابع سيرها ام تعود ؟ الشئ الوحيد البارز فى ذلك الممر يشير الى ان اثار الحوافر عليه تقود الى الامام ، لا الى الوراء .... لكن ... اين سيقودها هذا الممر ؟ لا تذكر انها شاهدت قرية فى هذه الناحية 0

متابعة الممر الوعر لم يكن صعبا . فعلى كلا جانبيه اشجار مرتفعة ، تجعل من الصعب عليها الانحراف . ومع ذلك فقد احست عندما شاهدت نورا اصفر انه سيغمى عليها من الراحة فبعد ساعة من التخبط على غير هدى ، كادت تشك فى انها سترى بشرا مرة ثانية 0

قرع حاد على الباب لم يعط نتيجة . فقرعت مرة اخرى .... لا رد ... لكن يجب ان يكون هنا شخص ما . اتجهت الى جانب الكوخ حيث يندفع من النافذة النور ، فحاولت استراق النظر عبر الفتحة البسيطة فى الستائر . احست بالذعر لان الستائر تحركت قليلا واطلت منها عينان خضراوان حقودتان جعلتاها تصرخ صرخة مرعبة مدوية 0

سمعت صوتا باردا من ورائها يقول ببرود : ابليس ليس اكثر حماسا منى بشان الجواسيس 0

استدارت جاكلين لتواجه صاحب الصوت غير المرحب كان يقف امامها والضباب يدور بشكل مخيف حوله . رجل طويل اسمر ثيابه سوداء وشعره ايضا يبدو كجناح الغراب ، انه طويل اشعث . متوحش المنظر ، الا ان فى توحشه وسامة لم تشاهدها فى رجل قط 0

-و .... من انت ؟

dede77 29-12-10 10:23 PM

فالتوى فمه : انا سيد ابليس ... ومن غيره ؟ استيقظت جاكلين فوجدت نفسها ملقاه على اريكة ، لم يحدث ان جلست على ما هو اقسى منها ، ولم يحدث يوما ان اغمى عليها . يا الهى ! .... ذلك الرجل .... سيد ابليس .... ! انزلت قدميها الى الارض لتجلس ... فوجدت نفسها وجها لوجه معه 0

انتشل بصره من التفرس العميق فى النار ... رجل فى اواخر الثلاثين من عمره ... لم تتغير ملامحه عند رؤية عينيها المذعورتين 0

-اذن ... قررت الاستيقاظ ؟

وضع القط الاسود الذى ارعبها عند النافذة عن حجره ووقف يسال : من انت ؟ وماذا تفعلين هنا ؟

احست جاكلين بجفاف فمها . فقالت : اوه ... انا منم سالتك اولا 0

رد بحدة ، بصوت عميق اجش : قلت لك 0

فضحكت باضطراب : بالطبع لم تفعل 0

لقد تصرفت بغباء منذ قليل ، فهذا الرجل رغم اسمراره المخيف ليس له صلة بالشيطان 0
منتديات ليلاس
-هذا القط اسمه ابليس ... اليس كذلك ؟
-صحيح 0
-وانت مالكه ؟

اسنانه البيضاء لمعت فى ابتسامة : لا احد يملك ابليس انه دائما موجود فى الكوخ ... المحليون يؤمنون ان مالكته الاصلية المدعوة السيدة كرفتر ، كانت ساحرة 0

-هذا سخف !
-صحيح ؟

فابتلعت جاكلين لعابها 0
-انت تعلم انه سخيف !

-حقا ؟
-طبعا ! فما من بشرى عاقل ......

فارتفع حاجباه السوداوان ، وقاطعها بصوت ناعم : من قال لك اننى شخص عاقل .... ؟ بل من قال لك اننى بشرى ؟
-توقف عن هذا المزاح المزعج ! هل تمانع لو خلعت ثيابى المبللة ؟

بدا يحدق النظر بوقاحة فى حنايا جسدها : اخلعى ما شئت ... فصحبة النساء نادرة هنا 0

احمر وجه جاكلين تحت نظراته . فتركت ثيابها حيث هى ، راغبة فى لف يديها حولها كى تحمى نفسها 0

-لماذا تعيش فى هذا المكان ؟

فاحتدت نظراته : اعيش فيه لانه يناسبنى ... والان اعيد سؤالى ، من انت ؟

-جاكلين ... جاكلين برايس 0

لم تستطع التوقف عن امعان النظر فيه .... فثمة ما هو مالوف فيه كانها تعرف شخصا يشبهه ، انه دون هذه اللحية النامية منذ يومين او ثلاثة قد يكون ......

رفس بعنف احدى الحطبات الى المدفاة : الام تحدقين ... حسنا ! اجيبى !

-انا .... انت ....
-حسنا ؟
-تذكرت شخصا ما 0

تقدم منها ، فامسك ذراعها بقوة دفعت الالم اليها ثم شدها لتقف ، فاصبح وجهه على بعد سنتيمترات من وجهها : من ؟ .... بمن اذكرك ؟

-لست ادرى ....

بدات تحس بانها ستعود الى الاغماء ثانية . فصرخت 0

-لست ادرى ... اى نوع من الرجال انت كى تعاملنى هكذا ؟ اتركنى ... اتركنى !

صر اسنانه بعنف وقال بصوت كانه الفحيح : لن اتركك قبل ان تردى على . بمن اذكرك ؟

dede77 29-12-10 10:27 PM

فى هذه اللحظة ذكرها بابليس .... بشرته الملتصقة بعظام وجهه ، الظلال تحت عينيه الخضراوين . لكن هذا الشعر النامى على وجهه انسانى لا شيطانى .....

ارتدت جاكلين خطوة الى الوراء ، فداست دون قصد على قائمة القط ... التى امتدت منها مخالب غرزت بوحشية فى كاحلها ، يرافقها صياح القط ساخطا قبل ان يبتعد هاربا الى السلم الخشبى الموصل الى الطابق العلوى 0

فصاحت متاوهة من الالم : قطك يشاركك كرهك لى 0

بدا كاحلها يؤلمها ، واحست بتدفق الدم الى قدمها : هل لى ان اهتم بكاحلى ؟

فابعدها عنه : لم لا ؟ وانت محقة ، فابليس يعبر عن رايه ورايى . لا اريدك هنا انسة برايس ، لاى سبب كان 0

جلست جاكلين ثانية على الاريكة القاسية .... السجادة تحت قدميها رثة كسائر اثاث الكوخ . لكن ثياب الرجل فاخرة ... انه لغز غامض ... رجل غريب الاطوار يريدها ان تخرج من حياته باسرع مما دخلتها 0

اصبح الخدش فى كاحلها احمر ومتورما يتدفق منه الدم ... فاخرجت منديلا لايقاف النزف . فتحرر شعرها الاشقر الطويل من ياقة " الانوراك " وانسدل فوق وجهها 0 -هل انجلى الضباب ؟
منتديات ليلاس
نظر اليها بعينين متفرستين ضيقتين : لا 0
-كيف تتوقع ان اخرج ثانية 0
ردت شعرها خلف اذنيها . فقال : لم اقل هذا بالضبط ... بل قلت اننى لا اريدك هنا 0

-لن اجد طريق العودة 0

-لقد وجدتها فوصلت الى كوخى وهذا يعنى انك قادرة على العودة على الطريق ذاتها 0

واستدار لينظر الى النار بكابة . فاخذت جاكلين تقدح زناد فكرها لتتذكر اين رات هذا الوجه من قبل ... ربما ليس هذا الوجه تماما .... فهذا الغريب نحيل جدا ، تقاسيم وجهه خشنة ، شعره طويل غير مسرح ......

اجفلت بحدة عندما عادت العينان الخضراوان للتحديق فيها : حسنا 0

-انا لم اجد طريقى الى كوخك . لقد ضعت ... هل لديك بعض المطهرات لانظف هذا ؟ فقطك جرحنى 0

-وهذا ما سافعله ان بقيت هنا ... فابقى اذا اردت وتحملى النتائج 0

فارتجفت : النتائج ؟
-لدى هنا غرفة نوم واحدة 0

-وماذا فى هذا ؟ استطيع النوم هنا على الاريكة . ولن ازعجك .... سيد ... حقا لن افعل ... لو سمحت لى بالبقاء حتى زوال الضباب ....

dede77 29-12-10 10:29 PM

المعانى الظاهرة فى عينيه ذادت اعصابها توترا 0
ذلك قد يستغرق اياما فى بعض الاحيان 0

-اياما ؟
-صحيح .... هل يعجبك البقاء معى اياما حيث لن تجدى من يساعدك ؟

رمت جاكلين راسها الى الوراء متحدية : وهل ساحتاج الى مساعدة ؟

ركز عينيه على شعرها الاشقر وهو يرد : قد تحتاجينها 0

فاحست بانقطاع انفاسها بشكل غريب : لحماية نفسى منك ؟

-اجل .... منى .... قلت ان النساء نادرات هنا ... فمنذ سنة لم تصل امرأة الى حدود منزلى فاذا كنت تشكين فى رجولتى .....

وتقدم نحوها ليجذبها دون رحمة لتقف ثم أحنى راسه لينقض عليها 0

بعد مقاومتها الاولية ، احست بانها تضعف ، واحست بيديه تمتدان تحت الانوراك ، فاجفلت مذعورة ، وارتدت عنه متراجعة بعنف ، فغدا وجهه اسود شرير : ما الامر انسة برايس ؟ ظننت امرأة مثلك تفعل اى شئ للحصول على قصة 0
منتديات ليلاس
ردت مذهولة : امرأة مثلى ؟ واية قصة ؟

-اوه .... هيا .... انسة برايس ! تعرفين تماما ما اعنى !
-لماذا تكرر اسمى هكذا وكانك توجه لى اتهاما ؟

-لاننى فعلا اتهمك .... تبا لك 0
بدا عليه الغضب الاعمى الان ، واصبحت عيناه كقطعتى جليد 0

-انا اتهمك بالمجئ الى هنا .... للتجسس على .... مستخدمة كل وسائل الخداع ، لتجعلينى اتكلم ... عن ....

رفعت يدها بهدوء قائلة : ارجوك . لا تقل المزيد . انت مخطئ . انا لا اعرفك حتى . فكيف اعرف ما تخفيه 0

-انا لا اخفى شيئا ! لقد سئمت مراسلى الصحف حتى الموت .... مزعجون ، يتجسسون ، يستمرون فى محاولة قلب الحقائق فى كل ما حدث 0

بدا الحزن على وجهه ، فهزت جاكلين راسها : لكننى لست مراسلة ! ما الذى اعطاك هذا الانطباع ؟

-تمثيلك الردئ . كان بامكانك محاولة استخدام اسم مبتكر اكثر 0
-لكن هذا هو اسمى واستطيع اثبات هذا لك !


الساعة الآن 09:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية