منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   وأطفئــــت قلبها للـــ ماضي [ قلوب بلا مضاجع ] (https://www.liilas.com/vb3/t141342.html)

إماراتية نصراوية 22-05-10 12:34 PM

لي إن شاء الله عودة لــــرد على الرود مروكم مسك


إماراتية نصراوية 22-05-10 12:46 PM

- الجزء الثالث..
 
بعد قضاء ليلة متعبة من التفكير، لا تريد أن تحسب للغد أي حساب، فالنوم أصبح ضيف غير مرغوب لعينيها كأن سهاد الليل يعشق مقلتيها
ولا يريد مفارقتها لم تتمكن من النوم حتى أخذت تحلم باطلالة جديدة لبناء حياتها هي وأخوتها..


كانت تتسآءل في كل ليلة عن سر هذه الحياة المتعبة الغريبة ولماذا الكل
يرغب في اختراق الأمور الزائلة وارتشاف من ماديات الدنيا فقط.. أين الروح والتلاحم والمحبة... وأغمضت عينيها على أمل أن تجد يوماً
ما الخلاص مما هي فيه من الوحدة النفسية


كان اسبوع بدون أحداث تذكر . إلا عندما جاء عبدالعزيز واستدعى
الكل حتى غاية أجلسها على حجره وأخبرهم بما دار بينه وبين ميّاسه .
وانتظر سماع أخوته وغاية معهم، لا تستوعب ما يدور من النقاش..
هل الكل متفق على مغادرة هذا البيت والبدء بصفحة جديدة..
لم يصدر من الصغار أي صوت ، لم يستوعبوا بحكم صغر سنهم؛
ماعدا هادي وقف واجم الوجه.. وحاولت ميّاسه أن تطرق
بــ رأسها على الارض تجنباً لنظرات أخوتها فهي أيضاً لا تريد المغادرة.. وتفضل البقاء وتحمل معاناة العوز والشقاء والجهد على أن تترك رائحة نسمات أمها الحنونة...
كانت تشعر بأنها طفلة صغيرة تحتاج إلى حنان الأم كل يوم.. كتمت ميّاسه أنفاسها.. كان يجب أن تدرك أن كل شيء له نهاية


- ميّاسه ! قولي شيئاً فأنتِ أختنا وكلمتكِ هي الأولى.. نطق عبدالعزيز بعد أن وجد ميّاسه واجمه ..
ولا تنسي يا ميّاسه أن اجازة الربيع على وشك البدء وقد أعددت العدة في أن ننتقل هناك جميعا حتى لو لم تجدي وظيفة في الوقت الحاضر نريد أن نبدأ بداية جديدة ولا ندري ماهي البداية أن لم نبدأ حالاً..


- اضطرت ميّاسه إلى النطق على مضض كانت تحاول أن تصمم على الرفض ولكن نظرت إلى تلك العيون الصغيرة
وهى تترقب كلماتها الأولى.. و يكتمون أنفاسهم وهي معهم.. فمصيرهم متعلق بكلمة منها.. بما أنها هي الكفيلة بهم.. اضطرب صوتها واختلجت بمشاعر مطحونة محرومه من العون



- ميّاسه: كلنا نعلم أن ذهابنا لـــ ابوظبي يعني مغادرة البيت الذي تربينا فيه..
وتعلمنا وضحكنا وشاركنا حلوها ومرها... وربما لن نستطيع العودة كل اسبوع إلى هنا كما يفعل عبدالعزيز..
ولا نستطيع ترك البيت بدون أن نؤجره و أبانا وأختينا سيطالبون بالاجار..وِأنا من رأي أن نترك الموضوع قليلاً
حتى نعرف كيف نتصرف حيال بيتنا ومنبع أمننا..كان قلبها يخفق بشدة..فهي لا تريد أن تفكر مجرد تفكير في الخروج من هذا البيت



فابتسمت وخرجت من الصاله تحاول أن تستجمع أفكارها وعاطفتها المضطربه..
فلا تريد أن تنهار أمام اخوتها ويرونها كم هي هشة.. وتتغير مفاهيمهم فهي بالنسبة لهم الحامي ودرع الأمان ، بعد ابتعاد كل من الأب والأختين..
ووفاة والدتهم. وحده عبدالعزيز شعر بما يختلج في قلبها من الألم...
فسكت وأخذ يداعب اخوته بقفشاته لينسيهم ما جرى ...حتى تعالت ضحكاتهم



بعد مضي عشرة أيام شعرت ميّاسه بقلق شديد ولاتدري ما سبب خفقان قلبها كل حين كأنه يسرلها بأن هناك أمور غريبه
ستحدث عما قريب..واندمجت في عملها بالرغم من عدم شغفها لهذا العمل ولكن يعتبر رزقها وعليها ان تبريء ذمتها وتحلل مالها فهو عمل مضن
ويتطلب ساعات طويله من التركيز.. وتريد أن ترضي مديرها ربما يرقيها.. أو تحصل على تزكية وبعض من العلاوة..


كان مكان العمل يسود فيه صمت صاخب..فالكل مشغول بخلجات نفسه.. ويتكلم بصوت عالي مع نفسه دون أن يسمعه الآخرون..
وكانت ميّاسه تشعر بهذا الصمت..فالأمور المكتبية الروتينيه دائماً
تبعث على الملل.. تضايقت من هذا الأمر وحاولت الخروج ولو لجزء بسيط من هذا الصمت الخانق.. حتى قادها قدميها إلى مكاتب زميلاتها اللآتي لا يعرفن شيئاً عن حياتها.. وينظرن على أنها من نوع هادمة اللذات..لأنها لا تتبع طريقتهن..


- صباح الخير يا بنات..حاولت أن يكون صوتها هاديء ومريح ولا تدري لماذا جفلت من سماع صوتها..
ربما بسبب الصمت الصاخب


- صباح الخير .. كن يردن عليها التحيه بامتعاض شديد..وتعمدن اظهار امتعاضهن..
سيطرت ميّاسه بصعوبة على الارتباك فالجو معهن مكهرب..
و لا تعرف كيف تستهل بالحديث عندما ترى منهن مظاهر التأفف لها..
فدخلت عليا وهي تحمل معاها كوباً أبيضاً كبيراً فيه نكسافيه منعشه ولـــتطرد جو الرتابه أخذت تثرثر بابتسامتها الجذابة وهي تنقل بصرها لميّاسه ولــزميلاتها
صحيح هي من نوع المظهري..إلا أن قلبها مازال يحمل بعض الود لـــ ميّاسه..وأسرارها فقط عند ميّاسه..
وأما زميلاتها فهي تشاركهن ولعهن بالموضه والبهجه.. وتتحذر من أن تفشي بأسرارها لهن..


- صباح الخير ميّاسه.. بتكاسل شديد جلست عليا معهن..
فهى تريد ميّاسه لشيء ما .. ولا تريد أن تعلم واحده منهن بصداقتها لــ ميّاسه...ولوت شفتيها فهذه اشاره بينها وبين ميّاسه..


- صباح الخير عليا.. كانت تنظر إليها وعلى شفتيها ابتسامة دافئة.. فهى تعرف أن هناك أمــر ما في خاطر عليا ..
يله بنات أستأذن.. أحببتُ فقط أن أسلم عليكن..فرصة ثانيه.. مع السلامة..خرجت مسرعه فقد أحست بالضغط النفسي من معاملتهن لها..
وبعد ثواني لحقت عليا بها تكلمها وتدردش معها..


- ميّاسه! بصوت خافت وحزين
أكملت عليا : إن سمح لكِ الوقت أن تسمعيني لبضع دقائق.. فهناك خطب حل بي.. ولا أدري ماذا أفعل وكيف أتصرف..


عليا تتمتع بجمال صاخب وزادها المساحيق التجميليه صخباُ.. فلا يستطيع أي انسان أن يحيد ببصره عنها...
مما زادها غروراً ونشوة..ولكن لا تتمتع بثقة في نفسها
دائماً ما تشعر بضآلة حجمها..لذا مشاعرها مضطربة


- كانت الافكار تتسارع في ذهن ميّاسه ترى ما الخطب الذي حلّ بــ عليا فهى فتاة مرحة قادرة على تحقيق ما تحلم به..


جلست عليا ودموع الأسى تبحر بدون خجل بعد أن حطمها قارب الحب حيث قالت: ميّاسه أنقذيني فكري بدلاً عني..أنا أحب انسان وهذا الانسان ملك كل كياني..لا أدري ما السبب نعم أعرف أن عندي خبرة عن تفكيرهم..ولكن هذا غير..غير عن أي شاب أعرفه..فهو ملتزم ،خلوق، مرح ..


ميّاسه بتعجب :كيف تعرفتي عليه.؟


- عليا بخجل شديد :تعرفت عليه عن طريق المحادثة الالكترونية


- ميّاسه باستهجان :هكذا ببساطة معقولة..عليا أنتِ تعرفين أن معظهم غير جادين والأمر تسلية بالنسبة لهم


- نعم نعم ولكن كنت أمر بظروف صدقيني الوحدة قاسية ،والفراغ قاتل..وليس هناك من يخفف عني هذه الوحدة.. ميّاسه لا تلوميني
ووضعت يدها على وجهها وقد كساها العجز والألم


- آسفة عليا! بحنانها الطبيعي وضعت يدها على يد عليا
ثم ابتسمت فقالت: هيا قولي حكايتكِ وما الذي سببه لكِ لتكوني بهذا الحزن المخيف؟!


- زفرت بألم وقد اختلط صوتها بالدموع:صراحة كنت في البداية أتسلى ولم أكن مهتمة به وكان هو يهتم بي
ولم أكن أعيره الاهتمام المطلوب..وكان أسلوبه يدل على
أنه متعلم خلوق..فشدني أسلوبه وحسن معاملته لي..
وكنتُ أخادع نفسي وأقول فضفضي ولمدة يومين، ثم اتركيه ولا شأن لي به..كنتُ أعترف له أني لا أهتم بالحب والعاطفة فقط أريد أن أفضفض عن ضيقي والوحدة الفارغة..
حتى وصل الأمر إلى أن تبادلنا الأرقام..وتتطور إلى
حب عميق ولكن من طرفي أنا..فقلت له يوماً بخجل: هل تفكر فيني كزوجة..فرد أنه متطور وطبيعي في يوم من الأيام
أن يطرق باب بيتي..فاستحييت أن أطلب منه أن يأتي ليخطبني..وكرامتي لا تسمح غباء أليس كذلك..!


- سكتت ميّاسه وطلبت منها أن تكمل : وماذا بعد؟


- استمرت علاقتي به ستة أشهر وكان هو الذي يسأل عني
في البداية ويهتم بي..فتعلقت به بــشدة حتى أصابتني
غيرة شديدة ولم أتوانى في الاتصال به بشكل يومي ومبالغ فيه..وأرسل له رسائل قصيرة كلها حب و لم يعر الاهتمام برسائلي ووضعت له ألف عذر..وحصلت بيننا مشادة كلامية..وكالعادة قمت بمراضاته والتأسف له..حتى عادت المياه لمجاريها..إلا أنه في يوم من الأيام طلب مني أمراً وكنت أرفض طلبه..


- بفضولها الحذر: ماذا طلب؟


- رأت علامة الدهشة على وجه ميّاسه وهذا ما جعلها تتردد في البوح بما طلب، فحثتها ميّاسه أن تقول لها الحقيقة
حتى تساعدها فقالت :صورتي الـــ شخصية!! وخاصة بي أنا وحدى وبشتى الأوضاع..صدقيني رفضت طلبه..
ولكن للأسف لم يتردد في أن يغلق هاتفه في وجهي..فقمتُ بارسال رساله قصيرة له وجرحتُ كرامته..
ومنذ ذلك اليوم هاتفه مغلق إلى هذا اليوم..أشعر أني مخنوقه، مرهقة حالتي بين خوف عليه وسخط ، بين الحب والكره ، أشعر أنه الوحيد الذي ملك قلبي وأن جاء غيره
ليخطبني حتماً سأرفض الغير..بالله عليك أرشديني فأنا لم أذق طعم النوم والراحة منذ اسبوع..ماذا أفعل؟ وكيف السبيل لاسترجاعه.. أنا خائفة عليه جداً بسبب الرساله القصيرة ما باليد حيله لقد تنازلت له كثيراً، ولا أعرف كيف أنساه وأطرده من قلبي وعقلي وأتمنى أن أتكلم معه عن الزواج وأطلب منه أن يتزوجني إن اتصل بي في يوم ما.. وأخذت تجهش بالبكاء ...

ترى هل عملت عليا بـ نصيحتي..الله أعلم أنا الآن في أبوظبي العاصمة

إماراتية نصراوية 22-05-10 12:56 PM

الجزء الرابع
 
لقد سلبت العاصمة عقلها مدينة رائعة الجمال أخذت تحدق في الأبنية والأبراج .
لم تأخذ اجازة منذ مدة طويلة وها هي الأيام تذكرها بأنها قد تعدت الثلاثين.. بعد ثلث ساعه شعرت بانتعاش، وارتشفت كوب من الشاي ..
كانت العاصمة تذكرها بذلك الرجل، الذي لم ينفك يراود أحلامها، ولا تتذكر من ملامحه سوى أصابع يده، وهو يشير إلى سيارتها..فأخذت تبتسم بحياء.. وشعرت بنبض قلبها يدق سريعاً


وأوحت لها الشقه بالرغم من بساطتها بالسلام والطمانينة، ولكن جاء
محله شعور بالكآبة و الهم من حيث لا تشعر،فأطلقت العنان لخيالها لم تكن تراودها أحلام كثيره في بناء العش الزوجي لا تدري
لماذا أحست عندما جاءت إلى العاصمة أنها نزلت إلى كوكب آخر لا يشبه ما هى معتادة عليه



كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً، فقد رتبت الأوضاع ووجدت
مدارس قريبة لأخوتها، وبالذات لـ سيف وغاية ، اللذان يحتاجان الرعاية الخاصة من الحنان والعطف والحب، وهادي سيكون
في مرحلة أولى ثانوي، فقد حثته على أن يدرس صباحاً ويعمل مساءً
حتى لا يكون عرضة للانحراف، فالفراغ القاتل الرئيسي للشباب، نظرت إليه وقالت في سرها بعد ثلاث سنوات ستكون في سن الزواج،
حتى عبدالعزيز بإمكانه الآن أن يتزوج، فالرجل قادر أن يتزوج من أي عمر وجنسية، أما نحن الفتيات فـ صعب جداً الزواج إلا من نفس البيئة أو من نفس الجنسية، كان الأمر متعب لـ قلب ميّاسه



- ألو من؟ كانت تتكلم مقطبة الجبين بنرفزة شديدة


- حصة ! ههه هل نسيتني يا ميّاسه؟!!


- شعرت ميّاسه بعدم رغبتها أن تتواصل مع حصة،
فـ حصة نزعت ميّاسه من مكان صباها وطفولتها: أهلاً حصة سامحيني أنا مشغولة جداً البيت في حالة فوضى


- أوووه آسفة ولكن أردتُ الاطمئنان عليكِ فأنتِ لم تتصلي منذ ثلاثة أشهر


- ميّاسه تحاول أن تكتم غضبها وتصر على أسنانها :هذا لأننا كنا نبحث عن الشقة وننقل أوراق أخوتي لمنطقة التعليمية فاعذريني


- عذركِ مقبول..وإن شاء الله خير وبركة عليكم


- ردت ميّاسه بمرارة: إن شاء الله اعذريني يجب أن أغلق الهاتف الآن..
لأن ما أن اتصلت بها حصة؛ حتى تأجج قلبها ؛ فهى تشعر أن حصة تبطن أكثر مما تظهر، وحاولت أن تتناسى..


- من كان؟!


- أهلاً عبد العزيز هاه بشر ماذا فعلت بأوراقي؟!!


- اطمئني لقد وعدني صديقي بأن تعملي في شركة أدنوك فهم يحتاجونكِ


- اللهم آمين..هل أنت جائع وضعت يدها على كتفه تربت عليه بكل محبة


- ههه الآن الساعة قاربت العاشرة.. الأفضل أن نطلب الغداء من المطعم على فكرة أين أخوتي ثم نهض يبحث عنهم في الغرفة وقد حولها للعب خاص بهم


- في الغرفة الآخرى يلعبون وأكملت ترتيب باقي الشقة


- ماذا بشأن هادي فقد كبر ؟!


- ابتسمت له : أعلم لذا فكرتُ أن أجعله بعد العصر يعمل في شيء يحبه لنبعد عنه رفقاء السوء ، ولا أجعله يتسكع معهم


- تعلمين هذه المرحله خطرة كلنا نحتاج لرفقة


- أعلم لذا كل اسبوع سنتناقش معه ونصاحبه بالخير والحكمة


- إن شاء الله خير..على فكرة


- هههه لا أدري ما سر كلمتك " على فكرة"


- ههههه ليقال عني متطور


- الحمدالله أنت أفضل عن كثيرين من الشباب ثم ردت بتردد وقلبها يعصر ألماً : وربي يرزقك ببنت الحلال


- هههه أنتِ أولاً ثم أنا هكذا العُرف


- يا عبدالعزيز لا تقل ذلك الزواج قسمة ونصيب..كانت تتوق للزواج فخافت أن تفرط دمعه منها بدون قصد فهربت وغادرت الصالة للمطبخ



شعرت حصة بألم من ميّاسه و طريقة انهاء المكالمة، كانت تريد اخبار ميّاسه بحملها، وأخذت تتأمل سماعة الهاتف وتقلبها بين يدها حتى
دخل زوجها وهى واجمة المحيا..فاستعجب من أمرها ..


- ابراهيم : السلام عليكم..حصة مابكِ هل جاءتكِ مكالمة من أحدٍ ما؟!


- وهى تغالب دموعها: وعليكم السلام ..لا فقط اتصلت بميّاسه..ولم تمهلني لأخبرها بحملي


- اشمئز عندما سمع اسمها: أحسن.


- حصة بصدمة : أحسن!


- ابراهيم وابتسامة طفيفة : نعم أحسن ..لا أدري سر اهتمامكِ بها


- حصة بغضب : هى صديقتي !


- ابراهيم : يفضل أن تصادقي متزوجات مثلكِ ذلك أفضل ولاكتساب الخبرات


- حصة وهى تجرجر: الأفضل أن لا أتناقش معك في هذا الموضوع بالذات


ولا أعلم ما سبب عدم ارتياحك لها..وهى نعم الصديقة..ومن غبائي سمعتُ نصيحتك في أن أحثها بالذهاب إلى أبوظبي لتعمل هناك .. فقدتها وبيدي لا بيد عمرو


- ابراهيم : حصة ليس هناك داع لهذا اللوم والعتاب ..ذلك أفضل لكِ ولها


- حصة : ههههه أفضل!!.. سامحك الله ..ويارب تسامحني ميّاسه


- وضع يده على رقبته يكتم تهوره : تسامحكِ!! وماذا فعلتِ بها؟!!..بل يجب أن تشكركِ ستجد الحياة أفضل عن هنا..


- حصة : لن أتناقش معك سأنصرف هل تريد شيئاً..؟!


- ابراهيم: نعم أن لا تتصلي بها مرة أخرى


- حصة وهى تكظم غيظها: إن شاء الله!




أبوظبي ... في منتصف الليل .. على الشرفة شقة


كانت تتأمل ما حولها من الألوان الساطعة ببهجة وسرور والناس تمشي الهوينى..كل واحد في فلكه وسربه..
صحيح أن السيارات تسبب لها بعض من الضيق وعدم الإحساس بالهدوء.. ألا أنها كانت تشعر أن الفرج قريب..وأن الشعور بالألم سينتهي قريباً..وضعت يدها اليسرى على طرف الشرفة
وهى تحمل كوبها الأبيض المخطط بلون أسود بيد اليمنى، وترتشف من الكاكاو الدافئ واخوتها نيام..لا تدري كم فاتها من الوقت
وهى تتأمل هذه الألوان وتبتسم..كانت تظن أن لا أحد يراقبها فهى في الطابق الثالث..حتى شعرت بعيون سوداء ترتفع تجاهها..
كان يمشي ببطء وهو ممسك بـ يد أثنى أجنبية ذات ملامح طفولية ..
لم تكن شقراء بل ذات جمال ناعم جذاب متوسطة الطول وبعيدة عن النحافة المفرطة شعرها الناعم الفاحم
ينسدل حتى ظهرها باغراء يثير الإعجاب..وثوبها القصير فوق الركبة تتراقص حولها بفعل رياح ..
صدى ضحكاتها وصلت إلى ميّاسه لذا أطلت بدون وعي منها ، كانت تنظر تحت دون أن تنتبه إلى عيونه السوداء الفاحصة..ولم تعي أنها لم تضع خمارها..فتطاريت بضع من خصلات شعرها الطويل البني خارج الشرفة..فاندفعت إلى الوراء بخوف حتى كادت أن تصطدم بطاولة صغيرة.. فنطقت بأول كلمة


- حمقاء حمقاء هل نسيتِ أنكِ تعيشين في شقة بها طوابق متعددة كيف غاب عن بالكِ..
يا لوقاحة هؤلاء الشباب الذين يتباهون بفتيات الليل ..اللهم اهدهم واهدنا


حاولت أن تطل مرة ثانية فقد أصابها الفضول، تريد أن تنظر بشكل مستفيض، أين رأيت هذا الشخص، لا داعي أن أتذكر مستحيل
أن أتذكر ملامحه في الظلام..الأفضل أن أذهب إلى الفراش غداً يوم آخر..


حاولت ميّاسه أن تحث اخوتها على الإسراع فلم يتبق على بداية العام الدراسي إلا اسبوعاً واحداً،فقد وعدت سيف بأن يقضوا ما تبقى
من الإجازة في جزيرة من جزر أبوظبي الجميلة، رحلة استجمام واستعداد، لها ولاخوتها، فهى ستبدأ عملها بعد اسبوع وهذا ما جعلها تحس بالراحة والحيوية،
وقد رتبت كل شيء حتى تستطيع أن توازن بين حياتها الخاصة وحياة اخوتها الصغار..لا تدري كم مر على استقالتها

- امممم أعتقد مر على استقالتي ثلاثة أشهر اوووه كثير،
كل شيء يهون لأجل اخوتي فقد كنت أرتب الشقة وأبحث
عن من يستأجر البيت ومن غير أن لا يوجد موظفات
فالمتدربة تحتاج مني شهر حتى تفهم العمل ..
وسامح الله أبي وأختّيّ كان جل همهم أن يستولوا على الإجار، دون مراعاة لنا، ولذكريات أمنا الغائبة والحاضرة في القلب، والحمدالله أنني كنت قوية بعض الشيء واتفقت
أن يكون هناك محامي يرتب لنا الوضع، ومال الصغار في حسابهم الخاص حتى اشعار آخر..
ابتسمت ميّاسه في خفاء فهى لأول مرة تشعر بأنها قوية ولم تذرف دمعة واحدة عندما رأت أنانية الأب والأختيين..
وأختي ندى حتى الآن لم تتصل بنا وكل اتصالاتها السابقة تشتكي من خيانة زوجها لها، فهى في الخارج وتظن أن همومها أكبر من همومنا،
حتى أنها لم تتنازل عن مال الإجار بالرغم من ثراء زوجها الفاحش.ولكن لا تهمني مهما كان وضعها فهى ليست صغيرة.

كانت المياة قد بدأت تبرد وهى تغطس رجليها في البحر وتداعب أختها الصغيرة فجففت أختها وأخيها سيف ، وبعد ذلك جلست تتأمل غروب الشمس الوادعة بألونها البهية، حتى قال لها عبدالعزيز أنه سيأخذ اخوته لمكان اللعب وبعد أذان العشاء سنبدأ رحلة العودة ، فابتسمت له دون أن تنطق..واستأنفت في تأملها وهى تصرخ في داخلها


- ما أجمل الاسترخاء في هذا المكان ، ما أحوجني لذلك ليت كل اسبوع آتي إلى هنا، لعلي أطرد بعض من الكآبة الجاثمة على صدري، غريب أن لا صديقات لي سوى حصة، ولكنها تغيرت علي بعد الزواج، عليا لا أعلم من أخبارها شيئاً، أشعر بالوحدة القاتلة بالرغم أن حولي أخوتي وجل وقتي لهم،فما هذا الشعور بالوحدة إذن؟


كانت مستغرقة في تأملها حتى توارى لها من قريب صدى ضحكات أنثى، هى نفس الضحكات التي سمعتها تحت العمارة، فخافت أن تلتفت إلى الوراء تتبع صدى هذه الضحكة المجلجلة فقالت في سرها


- ليتني أضحك هكذا! هذه ضحكات من هى خالية البال والكآبة المغرقة ، وازدادت صدى الضحكات قرباً من ميّاسه،
حتى سمعت صوت رجل يشارك ضحكة تلك الفتاة المغناج، وهنا إلتفتت وجلة تحاول أن تبتعد عن هذا المكان الجميل والذي انقلب فجأة إلى مغص وتوتر حاد لأنها
لم تتوقع أن يكون هناك رجال على الجزيرة ظنت أنها لوحدها، ما أن استدارات حتى إلتقت العينان ببعضهما البعض دون قصد منها


- يا إلهي كأنه هو صاحب السيارة الزرقاء،فطأطأت برأسها على الأرض ثم أخذت تحث خطاها على الإسراع،
وهو لا يلقي لها بالاً ، معقولة سيلقي بالاً وعنده من تشغل لبه ووقته!!، نعم فتاة في آية الجمال ، ولأول مرة تراها ميّاسه عن قرب بالفعل إنها جميلة جداً، ويا للصدف الذي جمعها بهما، وخاصة هو! هكذا إذن هذا هو سبب كآبتي بالفعل كان يشغل حيزاً من أفكاري منذ شهور ، ولا أدري هل هو ساكن في نفس العمارة، أم هى فقط، ثم هزت كتفها بخفة تطرد الخواطر التي بدأت تتقاذف عليها، لا تريد أن تناقش ما رأته،
هذه هى المدنية يا معشر الشباب أن تتخذ لنفسك خليلة جهاراً نهاراً،
أشك أنها زوجته، أوووه يا نفسي اتركي عنكِ هذا الأمر ودعيني أفكر في المستقبل وكيف أستطيع أن أؤدي الأمانة الملقاة على عاتقي،
وليس هناك داع لهذه الدموع السخينة، فـلنفكر في الغد، ما إن اقترب اخوتها من الشالية حتى مسحت عن وجهها الدموع ورسمت ابتسامة شبه مشرقة ...وتعالت الأصوات ضاحكة مبتهجه بهذا اليوم الخاص

إماراتية نصراوية 22-05-10 01:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 2312263)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اماراتية ... مرحبا ...
مبارك عليكي مولودتك الثانية .....

ماشاء الله ... تطور رهيب في صياغة ( اللغة الفصحى ) ... تحكم عالي بالكلمة ..... اسلوب رائع ...احداث مميزة .... وموضوع شيق ....

منتظرينك يالغلا لنرى القادم من الاحداث ونعرف مصير مياسة ....( اعتقد انها ستذهب الى ابوظبي ..... لتهرب من زوج اختها ... ثانيا لتحافظ على اخوتها وتلم شملهم .... واملا في معيشة افضل ..) ( اعطها عنواني في ابوظبي علشان نكون وهي صحبة ايه رأيك .... ونقلب عليكي .... ونكتب الرواية على مزاجنا ......)


منتظرينك لا تطولين .........

هلا وغلا....الرواية مولودة الأولى الثانيه هي " فتاة بلاملامح" ولكن أجلتها بسبب قلة خبرتي
في الفصحى...

ولا يهمج بعطيج العنوان ولكن بشرط لا تتفقون علي خلوني شريكة معاكن

مرورج عطر صفحتي وزادني بهاء زادكِ الله بهاءً وسروراً وربي ما يحرمني من طلتج

تحيتي القلبيه

إماراتية نصراوية 22-05-10 01:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doctor_makhno2 (المشاركة 2313393)
"يعملن في وظائف متواضعه و راتبهن لا يتعدى ستة الاف درهماً" سيدتي ان راتبا كهذا هو حلم لرب أسرة في مصر ...

كنت أظن نفسي موهوبا لكنني أرى الان كاتبة محترفة...تعرف الوصف بكل معانيه..تحترم انوثة المرأة كما احترمت وصفها .. جعلت من كل شخصية رواية فتحيا في داخلها و تشتاق لرؤيتها في ثنايا الاحداث..قرأت الجزء الاول و أعجبت به بشدة و فور انتهاء الامتحان سأتفرغ لاستكمالها..

قلمك هنا صراحه مفاجأة لــي خاصة أني أعتبرك استاذ قائم بذاته في هذا المنتدى

وبالفعل انت موهوب وإن شاء الله نرى اسمك في سماء الروايات البوليسيه عن قريب

ولكن أنا أحبو ولم أبلغ الاحتراف..وهدفي أن أصل كما وصلت ووصل الآخرون

وشاكره لك تشجيعك واطراءك الرقيق

تحيتي


الساعة الآن 01:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية