الجزء الرابع و العشرون ....
ضلت تترقب تلك الإجابة التي سوف تخمد نار الشك التي تنهش بها ... لكن الانتظار طال ... و الصبر بدأ ينفذ ... فكل خلية بداخلها تحترق ... فلجأت لإعادة السؤال ... لعله ينهي عذابها ... - حسن ... هل لازلت تحبني ؟ أخذ يحدق بها لثواني ... مرت عليها كدهر ... ومن ثم قال ... بصوت خالي من أية مشاعر : - بطبع ... أغمضت عينيها ... وأدخلت شفتيها إلى داخل فمها ... وهي تحاول تكتم ذلك الدمع .. ومن ثم قالت بصوت مهزوز : - بطبع ... هذا واضح ... واضح ... ومن ثم أولته ظهرها ... وتوجهت بخطى مهزوزة ناحية الباب ... لتوقفها صرخته ...وهو يناديها : - قمر ... ماذا بك ... ماذا تقصدين بكلامك ؟ أخذت نفسا .. ومن ثم أخرجته من صدرها المكبل بالحزن ... وقالت : - لقد اتضحت الصورة لي... طوال هذان الأسبوعان وأن أفكر... ما الذي جرى لك ... ما الذي غير حالك... الآن وجدة الإجابة ... وجدتها .... بأنك... بأنك لم تعد تحبني... ... وخرجت قبل أن تخونها دموعها ... ركض ورائها ... ليمسك بذراعها قبل أن تخطو أول خطوت ناحية الدرج ... ليستوقفها ... ويجبرها على الالتفات ناحيته ... - قمر ... أنت ... أنت لا تفهمين شيئاً ... أنا ... - أنت ماذا يا حسن ؟ ! حرر ذراعها ... ووضع كفه على جبينه ... ومن ثم قال .. بعد أن زفر زفرة قوية : - أنا نفسي .. لا أعلم ما الذي يجري .. لي ... - لا داعي لكي تتعب رأسك بالتفكر ... أنت لم تعد تحبني ... .. لم ( خنقتها العبرة وهي تكررها ... وقد بدأت الفكرة تستوعبها في خلدها ) لم تعد ت...تحبني ... - كلا ... أوووووووه ... أستند بظهره على الجدار ... وهو يحاول أن يرتب أفكاره المشتتة في عقله .... - حسن ... قاطعها بقوله: - قمر ... في الفترة الأخيرة ... كان هناك سؤال يضل يدور في رأسي ... يبحث عن جواب ... كان مطأطئا رأسه .. قبل أن يرفعه ... ويوجه بصره ناحيتها وهو يكمل قائلا: - هل تسرعت بزواجي بك ... فأنا .. فأنا لم أرك سوى مرة واحدة ...وأنت ...وأنت لم تريني سوى مرة واحدة ... ربما ... ربما الذي نحن نعتقد بأنه حب ... ليس حبا ... ربما هو أي شيء آخر سوى الحب ... أخذت تحدق به وهي غير مصدقة لما تسمعه ... لتستغل الفرصة دمعة ... وتهرب من مقلتها ... لتنساب على خدها .... ومن ثم قالت ... بعد أن جاهدة في سبيل أن تخرج تلك الكلمات من حنجرتها ...: - أنا متأكدة بأن ما أكونه لك هو الحب... يبقى أنت ... أن تجيب على هذا السؤال ... هل ما تكنه لي هو الحب ؟ ... لحين أن تجاوب على هذا السؤال ... سوف أكون في بيت أهلي .... .................................... قرعت الباب لكن ما من مجيب ... انتظرت ... فلم يقبل انتظارها بصوت يجيبه ... فتحت الباب ببطء ... لتجدها جالسة على حافت السرير ومولية ظهرها ناحية الباب ... خطت ناحيتها ببطء ... لتجدها مصوبة عينيها ناحية الجدار ... و دمعة محتارة أتنزل .. أم تبقى على عينيها ... جلست بجانبها ... وضعت يدها على يدها التي كانت ممسكة بحافة السرير ... وقالت: - رنا .. حبيبتي ... انتفضت هي ... فاهو حاجز الصمت يكسر .. التفتت ناحيتها ... وقالت ... وعينيها مفتوحتان على مصراعيهما..: - أمي ... متى دخلتي ...؟!!! - منذ قليل ... لقد قرعت الباب .. لكنك لم تردي ... - لم أسمعه ..... صحيح ... كيف نجوى ؟! - إنها بخير .. قال الطبيب بأنه إرهاق .. ويجب بأن ترتاح ... لقد أحظرنها ... هي الآن في غرفتها نائمة .... طأطأت رأسها ومن ثم قالت: - الحمد لله بأنها بخير... شدت قبضت يدها على يد رنا وهي تقول: - حبيبتي رنا .. هل أنت بخير؟ أغمضت عينيها لثانية ... لتندفع تلك الدمعة من مقلتها أخيراً ... ومن ثم هزت رأسها وقالت: - نعم أنا بخير ... وضعت يدها تحت ذقن رنا ... وأجبرته على التفات ناحيتها ..ومن ثم قالت : - كلا أنت لست بخير ... إنه موقف صعب .. أنا أعلم ذلك ... ففضفضي لي يا رنا ... ولا تكبتيه في قلبك ... أخذت تحدق بأمها لثواني ... ومن ثم مسحت دمعتها بيده الحرة ... ورسمت ابتسامة واسعة على شفاهها ..وقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً : - أتعلمين يا أمي ... أنا سعيدة بأني عرفة هذا الأمر الآن ... أتعلمين لماذا ... لأني منذ البداية لم أكن مرتاحة لهذه الزيجة ... والذي حصل ... ساعدني على حسمي أمري .... هذا أمر جيد ... وليس سيئا كما يبدو ... أنا بخير ... بخير .... فلا تقلقي عليه أمي ... ( وضعت يدها على يد أمها التي غلفت يدها الأخرى وأكملت قائلة ) ... فذهبي يا أمي ونالي قسطا من الراحة ... فأنت تبدين متعبة جدا ... ولا تقلقي عليه ... أنا حقا بخير...( وعادت لترسم تلك الابتسامة الواسعة من جديد ) رفعت يدها الأخرى ... ووضعتها على خدها ... ومن ثم قبلت جبين رنا ...ومن ثم قالت : - تعلمين بأنك يمكنك أن تأتني في أي وقت .... وتفضفضي لي ... هزت رأسها بالإيجاب وأردفت قائلة: - أعلم ذلك ... لكن ليس هناك داعي لذلك ... قامت بعد أن حررت يد رنا ... وذهبت لتترك رنا تعود لعالم الصمت من جديد ... لكن حديث النفس لم يتركها وحالها : ( لماذا أنا متضايقة هكذا ...؟ يجب أن أفرح ... لقد تحررت من زيجة منذ البداية لم أردها ... وأصبحت الفرصة سامحة ... لكي أفكر بك يا حسن ... بدون خوف .. ولا قلق ... لا أعلم لماذا أشعر بهذه الحرقة في صدري ... بهذا الوجع ..... أهذا لأن عادل الذي كان لي ... لم يكن في الحقيقة لي ...... كما حصل لي مع حسن ... كان لي ... كنا سوف نصبح زوج وزوجه ... لكنه في الواقع .. كان ل... لتلك ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ( وضعت كلتا يديها على رأسها وهي تكمل ) يكاد رأسي ينفجر ... ما الذي يحصل لي ؟) ............................................. أوقف السيارة ... كان يريد أن يقتل الصمت الذي رافقهم طول الطريق .. بشيء يهدأ النفوس ... نظر إليها لبرهة .. كانت تمسك بحقيبة يدها .. تشرع بالخروج ... وضعت يدها على مقبض الباب .. لكنه أخيرا نطق ...قائلا : - قمر ... لحظة .... كانت ملينته ظهرها .... تهلل وجهها بالفرح ... أخيرا نطق ... كانت طوال الطريق تنتظر منه كلمة تردعها عما هي سوف تفعله .... ردت عليه و النشوة في داخلها تتقد: - نعم ... ولازالت هي على وضعيتها ... - ماذا .. ماذا سوف أقول لوالديه .. ؟ كيف .. كيف سوف أبرر لهم سبب غيابك ؟ خيبة الأمل كانت جلية على ملامح وجهها .. وهي تقول .. بصوت خنقته العبرة : - قل لهم أي شيء ... فأنا لم أعد أهتم ... مدام سبب بقاء في منزلهم ... لا يهتم بي ... صدمته كلماتها الأخيرة ... فحاول أن يخفف عليها .. لكن بعد فوات الأوان .. كانت قد ابتعدت ... ........................................ فتحت عينيها ببطء.... لتجد نفسها في غرفتها التي جمعته بها لعشر سنوات .... أخذت تنظر بتفحص للمكان .. كان مرتباً .. كما كان تماماً .... خطت ابتسامة واسعة على شفتيها .... التفتت إلى خلفها ... لتصدم بأنه ليس هناك .... قامت جالسة ... وأخذت تقفز بعينيها فيما تبقى من أرجاء الغرفة ... بحثا عنه ... لم تجده ... قامت من على السرير ..... وبخطى صغيرة اقتربت من الحمام ... فتحته ... لتجده خاوي من أي إنسي .... ومن ثم نظرت إلى خلفها ... لتقع عينيها على الدولاب ... ركضت ناحيته ... أمسكت بمقبضه .. أخذت نفساً عميقاً ... وما إن أخرجته.. حتى فتحته ... لتجده خاوي - لقد رحل ... لم يكن حلما ً ... لم يكن حلماً ... ( أخذت تقولها و الدمع وجد طريقه إلى وجنتيها ) تامر ... تامر ... ... ......................................... كان جالساً في سيارته ... مسمراً بصره في العدم .... حين باغته صوت شيء يقرع... التفت ناحية يمينه .... ليجد حسن واقف خلف شباك سيارته ...أنزل الشباك وقال ...وهو رافع أحد حاجبيه إلى أعلى : - ما الذي تفعله في مثل هذا الوقت المتأخر؟!! - أنا الذي يجب أن يسألك لماذا أنت جالس لوحدك في السيارة في مثل هذا الوقت المتأخر ... ؟!!! حول بصره ناحية مقود السيارة .... وأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول: - لأني لا أستطيع أن أدخل المنزل الآن ؟ قوس حسن حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - لماذا ؟!!! - لأني أحمق .. غبي ... أفسدت كل شيء ... زادت حيرة حسن عندما سمع كلام أخيه : - ما الذي جرى لك يا عادل؟! أخذ يمسح بيديه على وجهه ... قبل أن يقول: - لقد عرف الجميع بأني أحب نجوى .... صرخ حسن المذهول قائلاً: - ماذا .... أأنت تحب نجوى ..؟ وماذا عن رنا ؟ - أشششششششششش ... سوف توقظ والديه بصوتك... رفع حسن رأسه لبرهة ... لكي يتفقد منزلهم ... ومن ثم ركض ناحية الباب الآخر لسيارة .. وركبها .. وهو يكرر قائلا: - ما الذي قلته .... أنا لم أعد أفهم شيئا... ظننتك تريد أن تتزوج رنا لأنك تحبها ... ما الذي يجري ؟َََ!!!! - كلا ... أنا لم أحب رنا في حياتي ... كان قلبي لنجوى ... نجوى فقط .... كنت أريد أن أتزوج رنا ... لأني فقدت الأمل بحصول على نجوى .... وأردت بأن أتزوج رنا.... لعلها تساعدني على نسيان نجوى ...وأيضاً لإصرار والديه عليه بأن أتزوج .... وفوق كل ذلك ... كنت أعلم بأني لن أحصل عليها ... لكن بزواجي برنا ... فهي لن تبتعد عن ناظريه .... لكن كل هذا انتهى .. انتهى ... وضع حسن يده على جبينه .... وأسند رأسه على كرسي السيارة .. وهو يحاول أن يستوعب الذي يجري ... - لا أصدق الذي أسمعه ... لماذا .. لماذا لم تخبرني بأنك تحب نجوى .. لماذا ؟!!! - كنت أريدها أن تكون هي أول شخص يسمعها مني ... لكن لم يقدر لي بأن أعترف لها بحبي ... فقد أخدها عني تامر الخسيس ... ( وهوى بقبضة يده ناحية مقود السيارة ... وقد قطب حاجبيه ) ................................ نزلت من على السلالم .. وفي نيتها التوجه للمطبخ ... كانت الظلمة تحيط بها من كل مكان ... لكنها فوجئت ... بضوء يتسلل من المطبخ ... بدأت تخطو بحذر ناحية المطبخ ... وجدت باب المطبخ مفتوحاً ... انحنت .. وهي تحاول بأن ترى من في المطبخ ... لتجد نجوى جالسة لوحدها .... حركت قدمها ...التطمت بالباب .. الذي تحرك ليصدر صوتاً ... ويكشف عن وجودها وراءه ... التفتت نجوى إلى ناحية الباب ... لتجدها ..واقفة هناك ... ومن ثم قالت ... وعلامة استفهام مرسومة على محياها : - رنا .. ما الذي أيقضك في مثل هذا الوقت المتأخر..؟!!! رفعت كتفيها للأعلى وهي تقول : - لم أنم حتى استيقظ ... - لماذا لم تنامي ؟! أخذت تحدق بنجوى لثواني ... قبل أن تقول: - لا يوجد سبب ... فقط .. لم أستطع النوم ... ابتسمت نجوى ..ومن ثم قالت لها ..و هي تضع يدها على الكرسي القابع بجوارها ...: - مادام هكذا ... فتعالي وانضمي لي ... خطت رنا ناحية الثلاجة .. فتحتها .. وانتشلت قارورة ماء .... أغلقت الثلاجة ... ومن ثم توجهت ناحية نجوى .. وجلست بجوارها بعد أن سحبت كأسا من على الطاولة ... ومن ثم قالت نجوى: - أتردين أن أسخن لك حليبا ً مثلي....؟ - لا شكراً .... لقد جئت لأشرب الماء... سكبت الماء على الكوب ... وقبل أن تشربه .. قالت: - ما الذي أيقضك أنت في مثل هذا الوقت ؟ كانت ممسكة بالكوب الذي كان الدخان يتطاير منه ... شدت الخناق عليه لعله يمتص الألم الذي في داخلها ...وقالت: - كيف أنام بعد الذي جرى ... وضعت رنا كأس الماء الذي لم يزر شفتيها على الطاولة... ولم تنبس بكلمة ... فضلت الصمت ... لتسترسل نجوى بالحديث ... و إخراج جزء مما في داخلها..من ألم ... - أتعلمين .... عندما استيقظت... ووجدت نفسي في الغرفة ... ضننت بأن كل الذي جرى ... مجرد حلم .. بل كابوس ... ( خطت ابتسامة عابرة ... لم تدم على شفتيها ... المكبلتان بالأحزان وأكملت قائلة ) .. ليصفعني الواقع المر .. بقوه .. وتعود تلك الذكرى الأليمة ... تمر ( ومررت كفها الأيمن أمام ناظريها وهي تقول ) يمر أمام ناظريه... أنه .. أنه يحبها... يحبها ... ولا يكن لي أية مشاعر ..... ومن ثم أنزلت يدها على الطاولة .. رفعت يدها المترددة ... أتكمل طريقها .. أم تعود ... لكنها في نهاية الأمر شقت طريقها... لتهوي على يد نجوى .. وتتبعها كلماتها : - صحيح بأن تامر لم يحبك ... لكن هناك ... هناك....( رضخت لصمت لبرهة ... قبل أن تكمل قائلة ) هناك أحد آخر يحبك... نظرت ناحية رنا..... ومن ثم قالت: - ماذا تقصدين ؟!!! - ألم ... ( ثم صمتت .... وهي تفكر: أمعقول بأنها لم تسمع شيئا ؟!! ) .... الذي.. الذي أقصده بأنه لا بد بأن هناك شخص آخر في هذا العالم يحبك.... مررت يدها من خلال شعرها .. وهي تقول: - لكنني ... لم أحب إلا تامر ... ولا أعتقد بأني.. بأني سوف أحب غيره... - إنه لم يعد لك ... أغمضت عينيها ... وأدخلت شفتيها إلى فمها .... وهي تهز رأسها قائلة...: - أعلم ... أتضنن بأني لا أعلم ذلك... لتنسل دمعة من مقلتها ... ضحكت ضحكة لم تطل ...ومن ثم أردفت قائلة: - أتعلمين ما المضحك في الأمر ... بأني دائما كنت أقول لك بأنك يجب أن تنسي حب حسن... لأنه أصبح لغيرك ... والآن...و الآن أنا أعيش نفس الشيء... وكما كنت تقولين لي.. بأن الأمر ليس بالسهل... نعم هو ليس بالسهل يا رنا... ليس سهلا ... شدت رنا قبضت يدها على نجوى... ومن ثم قالت ... بعد أن أخرجت ما في رئتيها من هواء: - ليتنا لم نحب يوما ... ليتنا لم نحب يوما ... - هذا صحيح .. لكان الأمر أكثر سهولة.. ...................................... كان كلاهما مسندا رأسه على كرسي السيارة ... مصوبا بصره ناحية الزجاج الأمامي لسيارة ... يفكر فيما وضع نفسه فيه ... ليقول عادل بعد طول صمت : - أتعلم يا حسن ... أنت محضوض ... حصلت على المرأة التي تحبها .. كم أحسدك ... تبسم ضاحكاً حسن .. من ثم قال: - لا يا أخي ... لا أضنك تحسدني في هذه اللحظة ... قوس عادل حاجبيه للأعلى .. قبل أن يقول : - لماذا..!!! - لأني لم أجبها ... زادت حيرة عادل من الطلاسم التي يسمعها من أخيه ... ومن ثم قال .. بعد أن التفت ناحيته: - ما الذي تقوله .. لم أفهم ...؟!!! هز حسن رأسها يمنتا ويسارا .. قبل أن يقول ..وهو يمد شفته السفلى ...: - ولا أنا ... لا أفهم شيئاً ... ضننتن أحبها ... والآن ... أسأل نفسي هل أحبها ؟!! .. لا أعلم ما الذي جرى لي... لا أعلم .... أبعد عادل رأسه من مقعد السيارة ... ومن ثم قال وهو لازال مصوبا عينيه ناحية أخيه والاستغراب يكسي وجهه : - أأخبرتها بما أخبرتني البارحة ؟ أخذ حسن نفساً عميقاً .. ومن ثم أخرجه مصحوبا بكلماته: - نعم .. لكنها كانت تعلم ... كانت تحسن بأن هناك شيئا يحصل... ( وضع كلتا يديه على رأسه ..ومن ثم هوى بهما على وجهه ... ومن ثم قال) ما هذا الشيء الذي في داخلي ... جعلني أِعر بأني تسرعت.. وأثار سؤال هل أنا أحبها.. هل أنا أحب قمر...؟ ..................................... كانت معطيته ظهرها ... وهي مستلقية على السرير ... تستجدي النوم ... لكن بلا جدوى ... لأن الشخص النائم بجوارها ... لم يركد ... يتحرك بلا توقف ... يبدو بأنه لم يستطع النوم .... قالت: - تامر... - نعم ... - لماذا لم تنم ؟ أخرج زفرة قوية ... ومن ثم قال: - لا أعلم ... صمتت لبرهة ... ومن ثم قالت: - أأنت نادم ...؟ تعجب من سؤالها ... - من ماذا ؟!! - لأن عائلتك باتت تعلم بزواجنا... رد عليه من فوره : - كلا ... ضغطت على زر الأبجورة .. لتقتل الظلمة التي تحيط بالغرفة ... ومن ثم استوت ..وجلست ... ونظرت ناحيته ... وهو لا يزال على حاله.. مولنها ظهره... : - أنا أعلم بأنك نادم .. لا داعي لكي تخفي عليه هذا ... هذا أمر طبيعي ... قام هو الآخر... نظر ناحيتها ..ومن ثم قال: - بكلامك هذا كأنك تقولين بأني نادم على زواج بك ... وأنا يا هدى لست نادم على ذلك ... بالعكس... هذا القرار الوحيد الذي فعلته في حياتي ..وأنا سعيد به ... رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ... ووضعت رأسها على صدره ... ومن ثم قالت ونبرة الفرحة تقتر من صوتها: - لا تعلم كم أنا سعيدة بسماع هذا الكلام ... ابتسم هو الآخر ... أحطها بكلتا يديه ... ومن ثم قبلها على رأسها .... أما هي لم تلبث تلك الابتسامة وقد رحلت عن شفتيها ... ومن ثم قالت: - ماذا سوف تفعل الآن ... و قد علم أهلك بزواجنا ... غرسها أكثر إلى حضنه وهو يقول: - سوف أتمسك بك وبكريم ولا أترككما أبدا ً... .................................... دخل المطبخ .. ليجد أمه منهمكة في تحضير طعام الإفطار ... خطى خطوتين .. ومن ثم توقف ... التفت إلى ورائه ليعود أدراجه .. لكن قلبه أمره بالعودة .... فأغمض عينيه .. وحزم أمره بأن يخبرها ... التفت ناحيتها ... وبخطى صغيرة أقبل ناحيتها ... باغتها بقبلة على رأسها ... لتلتفت على فورها إلى خلفها مذعورة .. وتقول ...: - عمر ... لقد أخفتني .... ابتسم ومن ثم قال: - أنا آسف يا أمي ... صباح الخير... - خير .. .. ( ومن ثم ابتسمت ضاحكة وهي تكمل قائلة) ومن أين الخير.... و المشاكل تنهل على رؤوسنا ... - لا تتعبي نفسك أمي بتفكير ... بإذن الله كل شيء سوف يصطلح ... رفعت عينيها إلى أعلى وهي تقول: - إن شاء الله ... وعادت تكمل تقلب ما في القدر ... عم الصمت لثواني .... قبل أن يجمع قواه .. ويتشجع لكي يخبر أمه : - أمي ... - همممم... أزدرد ريقه بصعوبة قبل أن يقول: - أمي ... أنا ... أنا أربد الزواج ... توقفت عما كانت تفعله ..و لتفتت ناحية عمر ...و ذهول مرسوم على وجهها ...: - ماذا ...ماذا قلت؟!!! - قلت بأني أريد أن أتزوج ... - أأنت جاد فيما تقوله يا عمر..؟! خط ابتسامة واسعة ... وهو يقول: - نعم ... لقد وجدة الفتاة التي تصلح بأن تكون زوجتي... سوف تحبينها ... أنا متأكد من ذلك ... - عمر ... حبيبي... أترى الوقت مناسب لهذا الأمر... - أنا لم أقل بأني سوف أتزوجها اليوم... فقط سوف نطلب يدها ... - أسمع يا عمر ... وأرجوك ألا تفهمني خطئاً ... أنا حقا سعيدة بأنك أخيرا قررت بأن تتزوج... لكن كما قلت لك لا الظروف ولا وضعك يساعدان... رفع حاجبيه إلى أعلى وهو يقول.. بنبرة صوت مغلفة بالتعجب: - ماذا به وضعي ...؟!! زفرت زفرة قوية .. قبل أن تجيبه قائلة: - بني ... من سوف يرضى بأن يزوج أبنته من رجل لا يعمل... قل لي من ؟ - أمي.. بخصوص العمل .. فأن سوف أجد عملا... وضعت يدها على كتف ابنها ...ومن ثم قالت: - عندما تحصل على عمل .. وتنحل الأمور .. سوف نطلب يدها ... أما الآن فهذا الأمر مستحيل ... ومن ثم عادت لتقليب ما في القدر ... - لكن أمي .. لماذا ... - أرجوك يا عمر... تراني مشغولة ... وفي رأسي ما يكفي من المشاكل.. ولست مستعدة لمناقشتك أكثر في هذا الموضوع .. هذا كل ما لدي ... إذا لم يعجبك .. فذهب لأبيك .. ربما هو يرضى بأن يطلبها لك ... مني أشك بأنه عنده وقت لأحد... وعادت تحرك ما في القدر... لتجتاح عمر خيبة أمل كبيرة ... وهو يجد حاجزا كبيرا يبنى بينه وبين جنان.... ..................................... خرجت من الحمام وقطرات من الماء على وجهها .. لتجدها قد استيقظت من النوم ... .. فبادرت بالكلام..: - صباح الخير نجوى ... التفتت ناحيتها وقالت.. بعد أن رسمت ابتسامة خاطفة ... لم تدم: - صباح الخير.. مدت يديها ...ومن ثم قامت من على السرير ... وأمسكت بالغطاء ..وهي في نيتها بأن ترتبه ... لتوقفها رنا بقولها : - ماذا تفعلين ... دعيه عنك .. أنا سوف أقوم بهذا ... عادت لتنظر إليها ...: يكفي بأنك استضفتني ليلة البارحة في غرفتك ... هذا أقل شيء أفعله لك ... ابتسمت وهي تقول: ما هذا الكلام يا نجوى ... لا يوجد بيننا رسميات ... ومن ثم غرفتي هي غرفتك ... لا يوجد فرق... وقدمت ناحيتها .. وأمسكت بالغطاء .. وسحبته من يدي نجوى ...وهي تقول ..والابتسامة على محياها ...لم تغب : - اذهب وغسلي وجهك ... وصحصحي ... لكي ننزل لنتناول الفطور ... أنزلت نجوى رأسها لثانية ... ومن ثم أطلقت زفرة قوية .. قبل أن ترفعه ... وتنظر إلى رنا ... وتقول: - أنا لن أتناول طعام الإفطار .. لأني سوف أذهب ... وجدت الاستغراب طريقه على قسمات وجهه رنا وهي تقول: - لماذا سوف تذهب ... ومن ثم إلى أين سوف تذهبين ...؟!! - سوف أذهب إلى بيت والديه ... بيتي ... هذا لم يعد بيتي ... رنا .. أنا لا أستطيع أن أعيش في مكان كنت أنا وتامر نعيش فيه .... أنت تفهمين أليس كذلك .... قبل أن ترد عليها رنا ...دخلت عليهم أم تامر .. لتقاطعهما ... و التي من فورها قالت: - أنت هنا يا نجوى ..وأنا كنت أبحث عنك ... قالت نجوى : - خيرا عمتي ...ماذا هناك ..؟ - لا شيء ...فقط أردت لأقول لك بأن الإفطار جاهز ... - أعذرين عمتي أنا لن أستطيع تناول الإفطار معكم ... فأنا .... فأنا ذاهبة إلى بيت أهلي ... أجتاح أم تامر الذهول مما سمعت ...وقالت بصوت يغلفه الاستغراب : - ولماذا سوف تذهبين يا ابنتي ...؟!! وجهة نجوى عينيها ناحية رنا .. لتتشابك عينيهما للحظة ...ومن ثم أعادتهما ناحية أم تامر وقالت : - لأن هذا البيت لم يعد بيتي ... أنا ... أنا لم أعد زوجة ....( كانت الكلمة ترفض الخروج من حنجرتها ... فجاهدت بكل قواها لكي تقولها .. لتخرج بعد عناء للعلن ) ... تامر ... خطت ناحيتها أم تامر ... أمسكت بيد نجوى.... ووضعت يدها الأخرى على رأس نجوى...ومن ثم قالت .. وقد صوبت عينيها ناحية عيني نجوى الغارقتان بالحزن: - بنيتي.. لا تحزني .. سوف نحل الموضوع... تامر سوف يعود لك ... فلا تخفي ... بتأكيد هذه المرأة غسلت عقله ... أن تامر لك وأنت له ...وهذا أمر مفروغ منه ... فلا تخافي سوف أحل الموضوع.. وأعيد تامر إلى رشده ... هزت رأسها بنفي ... وهي تكبت دموعها المتربصة لها ...ومن ثم قالت بصوت مهزوز بالكاد يسمع: - كلا عمتي ... الذي بيني وبين تامر انتهى ... ومنذ زمن بعيد... إنه لم يحبني .. لقد قالها .... وأنا لا أريد أن أعيش مع شخص لا يحبني ولا يرغب بي... حتى أنت لا ترضينها لي ... - أمي اتركيها .. لربما هذا هو الأحسن لها... نظرت إلى رنا... وما إن أنهت رنا كلامها.. عادت لتنظر لنجوى بدون أن تبس بشيء.. لثواني.. من ثم قالت: - ما دمت تريدين هذا فلن أمنعك... على الرغم بأني أشعر بأن تامر يحبك ... لكنه الآن مشوش التفكير لا غير... شقت ابتسامة صفراء طريقها على شفتي نجوى .. قبل أن ترحل... لتتبعها كلماتها : - لا أضن ذلك ... تامر لم يحببني قد .. لكن لا بأس... لا بأس... الحمد لله بأني عرفة بهذا الأمر ...ولم أستمر في السير في الظلام ... طبعت أم تامر قبلة على جبين نجوى .. وردت عليها بابتسامة باهتة ... ومن ثم حررتها من كلى يديها ... لتذهب نجوى ناحية الحمام .. وتترك أم تامر ورنا لوحدهما في الغرفة... نظرت أم تامر ناحية رنا ...ومن ثم قالت: - تبدو بأنها حزينة ... نظرت رنا إليها هي الأخرى وقالت: - المسكينة هذه صدمة كبيرة ... بأن تكتشف بأن الشخص الذي تحبه ... و الذي عشت معه 10 سنوات لا يبادلك نفس المشاعر ... وأيضا متزوج عليها وبسر ... كانت تعيش في كذبة .. كذبة كبيرة .... - نعم ... وما الذي زاد الطين بلة ... الذي حصل لليلة البارحة ... و أن عادل يحب... ( لتبتر جملتها .. فقد أدركت بأنها ذهبت إلى مكان .. يجب ألا تذهب إليه ... ) لتنظر إلى رنا بتوجس وخوف .. من ردت فعلها ... ابتسمت رنا ضاحكة ..ومن ثم قالت وهي تنظر إلى أمها ..: - لماذا توقفت عن الكلام ... ؟ أمي لقد قلت لك ... بأني لست متضايقة بأن عادل يحي نجوى ... أنا حقا سعيدة ..لأني عرفة هذا قبل أن نتمادى و نتزوج... ولكلنا لا يحب الآخر... ومن ثم ( ألقت نظرة ناحية باب الحمام.. قبل أن تكمل قائلة ) نجوى لا تعلم بهذا الأمر.. يبدو بأنها قد فقدت وعيها حينها ... ........................................... التهم الهواء التهاما ...وهو ينظر إلى ذلك الباب المغلق أمامه... ضل ساكنا لا يتحرك مثل ذلك الباب .... تسلل إلى مسمعه صوته وهو يقول: - هيا أضغط على الجرس ... نظر إلى صاحب الصوت ومن ثم قال: - لا أعلم كيف سوف أقابلهم بعد الذي جرى لليلة البارحة... بتأكيد الجميع يكرهني ... ولا سيم رنا ... - أنا هنا ... أليس هذا السبب لحضور معك لكي أساندك ... ومن ثم ما الذي سوف يفعلونه بك... هل سوف يأكلونك مثلا ... ( وخط ابتسامة على شفتيه ) ليبادله هو بابتسامة لم تلبث إلا وقد غابت ... - أسمع أنا سوف أساعدك .... ومن ثم ضغط على الجرس ... ثم استسلما للانتظار ... الذي لم يطل .. فقد بدأ الباب يتحرك ... ليكشف من خلفه عن عمر ... الذي تغيرت تعابير وجهه إلى الضيق عندما وقعت عينيه عليه ... لاحظ حسن الجو المشحون .. فأراد بأن يخفف من حدته .. بقول: - السلام عليك يا عمر.. كيف حالك ...؟ كانت عينيه معلقة على عادل .. المطأطأ رأسه .. فلم يقوى على النظر إلي عمر أكثر من ذلك... فقال: - بخير... كيف حالك أنت ؟ - بخير الحمد لله ... أيمكننا الدخول ... - تفضلا... تقدمهم عمر وهو يوجههم ناحية الصالة ... فستغل حسن الفرصة وهمس قائلا : - ماذا بك يا عادل .. ؟ لماذا لم تقل شيئاً ...؟ رد عليه عادل بنفس درجة الصوت: - أرئيت نظرته إليه .... أو طريقة كلامه... أنه غاضب مني ... - أسمع أنت أتيت اليوم لكي تكلم رنا و توضح الأمر.. فلا تكترث لعمر ... قاطعهما عمر وهو يقول بنفس طبقة الصوت التي تدل على الغضب العارم الذي بداخله ..: - تفضلا .. - شكرا لك يا عمر .. قال حسن ... أما عادل فقد اكتفى بهز رأسه ... جلس كليهما ... أما عمر فقد ظل واقفا ً ..ولم يعتق عادل من نظراته .... التي خنقت عادل ... ولم تجعله قادرا على قول شيء... دخلت في تلك اللحظة رنا.. وفي يدها طبق محمل بكوب .. يتطاير منه دخان ... في البدء لم ترى عادل وحسن .. لأنها كانت تنظر إلى الأسفل... : - عمر .. ها هو كوب الشاي ... لترفع رأسها ... وتقع عينيها على الكائنان الذين رمياها... وجرحاها ... جالسين... أصابها الذهول ....فتسعة حدقت عينيها وهي تنظر إليهما... قام حسن ... ومن ثم تبعه عادل ... الذي خجله .. لم يجعله يقوى على النظر إليها أكثر .. فهرب بعينيه بعيدا عنها ... بادر حسن بالكلام وابتسامة على شفاهه ... لينبض قلبها بسرعة كالبرق ... وصوته ينساب إلى أذنيها ..: - السلام عليكم رنا ... كيف حالك ..؟ توقفت الكلمات في حنجرتها .. وأبت أن تخرج... قاطعهم عمر بسؤاله : - أيمكنني أن أعلم ما سبب هذه الزيارة المفاجئة..؟ نقل بصره ناحية عمر ... ليحررها من عينيه التي غرقت فيهما... ومن ثم قال: - أن عادل يريد أن يتكلم مع رنا .. إذا أمكن ... - لا أضن أن هناك بينهما كلام بعد الذي جرى البارحة ... فتح فمه وهو في نيته بأن يرد على عمر .. لكن عادل قاطعه قائلا ... : - كلا ... فهناك كلام كثير يجب أن أقوله لرنا ... ( رفع رأسه وصوب عينيه ناحية رنا ... لينظر إليها لبرهة .... ومن ثم ينقلهما إلى عمر .. ليكمل قائلا ) .. لهذا أرجوك أن تسمح لنا بأن نتكلم لوحدنا إذا أمكن ... - لن أسمح لك ... فأختي يكفيها الذي جرى لها منكما أنتم الاثنان ... فالأفضل لكما بان تخرجا قبل أن يحصل لكم ... بترت رنا كلامه وهي تقول بصوت أقرب منه إلى الهمس : - عمر ... دعنا نتكلم على انفراد .... ألتفت عمر ناحيتها وقال والدهشة على محياه : - لكن ... قاطعته من جديد وهي تقول ... بصوت بدأ يخرج من قوقعة الخفوت : - أرجوك يا أخي.... فما قال عادل ... ( وحولت حينها عينيها ناحية عادل وهي تقول ) فهناك الكثير لنتكلم عنه ... لتجبر عيني عادل على الخضوع و الاستسلام لشكر عينيها ... ولتعم لحظة صمت أرجاء المكان ... ................................ كانت جالسة ... وهي تتسلح بسلاح القوة .. لم ترد بأن تريه ألمها ..وحزنها ... حتى ترضي غروره ... أرادت بأن تبين له بأنها لا تكترث له .. وبأنها تستطيع العيش بدونه .. لقد باعها ... ببساطة.... وحان الوقت لتبيعه هو أيضاً ...و تنساه ... أما هي فقد كانت جالسة على الطرف الآخر من السرير ... لم تكن مرتاحة للبقاء معهما في نفس الغرفة .. فهي تعلم جيدا بأنها لا تريدها بأن تكون هنا ... وهذا جلي من نظراتها لها ... لكن ماذا تفعل .. عندما أردت الخروج ... منعها سجانها من ذلك ... كالعادة ... - أنت هنا منذ ربع ساعة .. ولم تبسي بشيء .. يا منى ... خيرا ...ما سبب هذه الزيارة ..؟ نظرت إليه بطرف عينيها ..ومن ثم قالت: - أريد بأن أخبرك بشيء ... ( ومن ثم التفتت ناحيتها وهي تقول) لكن على انفراد ... قامت هند ...وفي نيتها الخروج ... لكن يده التي أحاطت بذراعها .. استوقفتها ... ومن ثم قال: - إذا كان هناك شيء تريدين قوله لي .. فقوليه ...وهند هنا ... فهي زوجتي ..وأنا لا أخفي عنها شيئاً... كم أجج كلامه هذا نار الغضب في صدرها ... لكنها تمالكت أعصابها وبصعوبة... وقالت بصوت جاهد بأن لا يعكس ما في داخله من غضب عارم: - حسناً ... جئت لأخبرك بأن تامر متزوج بالسر .... صرخ قائلا ..و الدهشة تصبغ وجهه : - ماذا قلت ...؟!!! - - مثل ما سمعت ... أنه متزوج بامرأة أخرى غير نجوى و بالسر ... وهو يرفض أن يتكلم معي ... لهذا يجب أن تتكلم أنت معه .. وتعيد له رشده ...فهو أبنك إذا لم تنسى ... ..................................... كان جالساً ...يفرك يديه من كثرة التوتر الذي تملكه .. لا يعلم كيف يبدأ .. بال أنه لا يعلم ماذا يقول... رفع رأسه ليجدها أمامه .. جالسة وهي مطأطأت رأسها ناحية الأرض ... هي لم تكن أحسن حالاً منه ... كانت تشعر بحيرة ... وضياع .... فهناك ألاف المشاعر المتضاربة في داخلها ... شوشت تفكيرها... ( يجب أن أقول شيئاً ... فهذا أقل شيء أفعله لأجلها .. فقد خدعتها ... وجرحتها ... يجب .. يجب أن أعتذر منها .. يجب ) فتح فمه ...وكان يريد بأن ينطقها ... لكنها هي سبقته بقولها وهي على حالها : - أعلم ما سبب مجيئك اليوم... أنت جئت لكي تعتذر ... لا داعي لذلك .. لا داعي لكي تعتذر مني ... حدق به مذهولا ...ومن ثم قال: - لماذا ...؟!!! - لأني أنا لم أكن مرتاحة لهذه الزيجة ... زادت حيرته مما يسمع منها فقال: - لم أفهم يا رنا ...ماذا تقصدين ؟!! التفتت إلى خلفها حيث ذلك الباب الذي يفصلها عنه ...تبعها هو الآخر بأنظاره ناحية الباب ..ومن ثم قال: - ماذا هناك يا رنا ..؟ - رفعت رأسها ناحيته ...ومن ثم قالت: - أتذكر بأنك سألتني .. إذا كنت أريد الزواج بك حقاً ؟ - نعم ... - لقد قلت لك حينها ... نعم .. لكن في الحقيقة كذبة عليك ... فتح عينيه على مصراعيهما وهو يقول: - ماذا ...؟!! لماذا كذبت عليه ... هل ضغط عليك أحد ... ردت على لفور نافية ...: - لا ... ولكن .. ( وعادت لتنظر إلى الأرض ..) ولكن ... أنا ... يتبع... |
اهلين يعطيك العافيه على البارت
رنا ليتها ما تقوله انها تحب حسن مع انه حسن ما يستاهلها ولا يستاهل حبها لانه تخلى عنها وتزوج غيرها نجوى ما اتوقع تاخذ عادل لانها ما تحبه وانا شاكه انها بترجع لتامر بس مو الحين وتامر الحين يوم فقدها بداء يحس بغلطه وانه تسرع نستناك يالغاليه |
اقتباس:
سعدة برؤيت ردودك من جديد تنور صفحتي... الأجزاء القادمة ... سوف تكشف لك إذا توقعاتك في محلها و ألا لا :) مشكوره على ردك ... وأترقب إطلالتك في الجزء القادم ... دمتي بود... |
عــــــــــــــذرا على التأخير ...
وشكرا لك من سأل ... ان شاء الله يكون الجزء عند حسن الضن ... ::::::::::::::::::::::::: الجزء الخامس و العشرون.... فتح عينيه على مصراعيهما وهو يقول: - ماذا ...؟!! لماذا كذبت عليه ... هل ضغط عليك أحد ...؟ ردت على ا لفور نافية ...: لا ... ولكن .. ( وعادت لتنظر إلى الأرض ..) ولكن ... أنا ... أنا ... ( أخذت نفسا عميقا ... ومن ثم رفعت رأسها ... وجلست بثقة ... وصوبت عينيها ناحيته وهي تقول ) أنا لا أحبك ... لهذا هذا الزواج لن ينجح ... لا أنت و لا أنا نتبادل مشاعر الحب .... أليس كذلك ... أخذ يبحلق بها لثواني ... ومن ثم تشكلت ابتسامة أطمأنان على شفتيه وهو يقول: - نعم .. هذا صحيح ... هي الأخرى رسمت ابتسامة ... أما هو أكمل قائلا والابتسامة لم ترحل عن شفتيه...: - ليتك تعلمين كم كلامك هذا قد أراحني ... فأنا كنت أشعر بالذنب .. لأني أقحمتك في هذا الموضوع ... - لا عليك ... الحمد لله بأن الأمور اتضحت قبل أن نقدم على أمر قد نندم عليه لاحقاً ... هز رأسه مؤيدا وأردف قائلا : - هذا صحيح ... تسلل الصمت في أرجاء الغرفة ... وسكن السكون شفتيهما .... لكن عينيهما ... تحررت ... وأخذت تنظر بكل حرية ناحية الشخص المقابل لهما .... فقيود الذنب قد انكسرت ... ولم يعد هناك شيء يثقل الصدور ... كسر الصمت بقوله : - يجب أن أذهب الآن ... بما أن الأمور الآن قد اتضحت ... وقام من على الكرسي ... لتقول هي : - لحظة ... رد هو عليها من فوره ..: - نعم ... ماذا هناك ..؟! - ماذا عن أهلنا ... ؟ وقامت هي الأخرى من على المقعد ... ضرب براحة يده على جبينه وهو يقول: - هذا صحيح .. لقد نسيتهم تماما ... - أسمع يا عادل ... أنا يمكنني ... رفع يده وأشار لها بتوقف عن الحديث ..ومن ثم قال: - كلا ... أنت فعلت بما فيه الكفاية ... الآن دوري... أنا سوف أتدبر الأمر ... - لكن ... بتر جملتها قائلا : - لا يوجد لكن ... أنا سوف أتصرف ... لا تقلقي ... وخط ابتسامة على شفاهه ... وهي الأخرى رسمت ابتسامة ...ومن ثم قالت: - حسنا ... لكن على شرط بأن إذا احتجت لي بأن تخبرني ... - حسنا ... إذا مع السلامة .... - مع السلامة .. وتوجه ناحية الباب ... لكن قبل أن يمسك بالمقبض ... استدار وقال: - شكرا يا رنا ... - على ماذا ..؟!!! - على كل شيء ... طأطأت رأسها لثواني ومن ثم رفعته لتكون البسمة على شفتيها ... وقالت: - لا شكر على واجب ... ثم خرج ليتركها لوحدها في الغرفة ... تنظر من بعيد على حبها الذي أصبح بنسبة لها ممنوع ... بل محظور ... ...................................... أخذ يقول له ببرود : - ألهذا طلبت مني المجيء...؟ أثاره وجهه أكثر بروده ... فصرخ به قائلا: - نعم ... لهذا ... أتضن الذي فعلته بسيطاً...؟ رد عليه بنفس النبرة ... لكن بعينين تحملان إصرارا وعزيمة ... ممزوجا بتحدي : - نعم ... أنه بسيط ... تزوجت ممن أحب ... وممن أنجبت لي الابن الذي طالما انتظرته ... - يا ل وقاحتك ... لو كانت عندي القدرة لضربتك ... تسخر منا ... وتخدعنا طول هذه المدة .... قالها وشرر يقدح من عينيه ... - أبي ... حتى لا تتعب نفسك و تتعبني معك ... سوف أقول لك من الآخر ... أنا لن أطلقها ... هي زوجتي وأم ابني ... زادت حدة صوته وهو يصرخ به ...مقطبا حاجبيه : - تامر ... لا تتحداني ... فأنت تعلم جدا بأنك لا تستطيع عليه ... - أنا لا أتحداك يا أبي ... بل أقول لك أن هذا اختيار ... وأعتقد أنه من حقي بأن أختار كيف سوف أعيش حياتي ...كما فعلت أنت .... ووجهه بصره ناحية هند الجالسة بدون حراك .... ومن ثم أردف قائلا: - مع السلامة أبي ... وأولاه ظهره وتحرك مبتعداً ... في حين أن أبو تامر ... أخذ يصرخ ويتوعد .. لكنه لم يعره بالا وأكمل طريقه ... ..................................... كان على وشك أن يتخطى عتبت الباب عندما أستوقفه ندائها له باسمه : - عادل .. لحظة ... التفت إلى ورائه .. وكذالك حسن الذي كان واقف ورائه ... لتنزل عينيها بسرعة البرق عندما تلاقت عينيها بعيني حسن ... تجاوز عادل حسن وهو يقول لها: - ماذا هناك يا رنا ؟ قالت بكلمات مبعثرة : - لقد .. لقد نسيت .. بأن ... بأن أخبرك بشيء ... قوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - تخبرين بشيء ... ما هو هذا الشيء ... نظرت إلى عمر الواقف بجوارها نظرة خاطفة ومن ثم اقتربت ناحية عادل.. لتتوقف عنه بسنتي مترات قليلة ومن ثم قالت بصوت هامس : - نجوى لم تعلم بعد بأنك تحبها ... اتسعت عينيه وهو يتلقى هذا الخبر .... ليرد عليها بصوت جهوري : - أأنت متأكدة من ذلك ؟ لتعود لتنظر إلى أخيها الذي اجتاحته علامات التعجب على معالم وجهه ... ومن ثم تعاود لتوجهه نظرها ناحية عادل.. وتهز رأسها بالإيجاب ... لتتحرك شفتيه.. وتخط ابتسامة واسعة .... ويقول بنبرة صوت مشبعة بالفرح : - آآآآآآآآآه يا رنا ... لا تعلمين كم أسعدني سماع هذا الخبر ... شكرا لك .. شكرا ... رفعت رأسها لتجد تلك الابتسامة تشع من عادل ... ولتجد نفسها هي الأخرى بدون مقدمات تبتسم .... ........................... - إنه هنا أليس كذلك ؟ رمقته بنظرة خاطفة ... ومن ثم نظرت ناحيتها وقالت: - والآن أصبحت تحسين به ؟ - كلا ... لكن رائحته... بترت جملتها قائلة ..: - وأصبحت تميزين رائحته أيضاً ... ما الذي فعله بك ؟ - أرجوك .. ليس من جديد ... - حسنا ... أنا فعلت الذي أقدر عليه ... حاولت أن أنبهك ... إذا حصل لك شيء بسببه فأنت المسئولة ... - حسنا ... حسنا ... هل يمكنك الآن أن تتركينا لوحدنا للحظة ... أخذت نفسا عميقا ومن ثم أخرجته مصحوبا بقولها : حسنا ... لكن لا تطلي فأنا منهكة وأريد أن أذهب وأرتاح ... خطت على شفتيها ابتسامة وقالت والفرحة على محياها : - حسنا ... حررت يدها ... ومن ثم توجهت ناحيته ... وهمست له قائلة: - إذا أذيتها فسوف تندم ... - ومن ثم ابتعدت ... لتجعل الساحة لهما ... أقترب منها ... ومن ثم توقف أمامها .. وقال بعد أن زين شفتيه بابتسامة : - السلام عليكم ... ردت عليه وهي مطأطأت رأسها قائلة: - وعليكم السلام ... - كيف حالك ؟ - بخير ..وأنت؟ - بخير الحمد لله ... لماذا أنت منكسة رأسك هكذا ... ؟ لماذا تحرميني من النظر إليك ..؟ تبسمت ضاحكة وهي لا تزال مطأطأت الرأس ...ومن ثم قالت: - ماذا تريد ...؟ - ما هذا السؤال..؟ ... أنت تعلمين بأني قادم لرؤيتك .... - زادت سعة ابتسامتها ... التي لم تلبث إلا وقد رحلت ... ليليها كلماتها التي خرجت من حنجرتها .. بصوت فيه وجع: - أحقا ...أم أنك ..؟ ومن ثم توقفت ... لتجد الحيرة و التعجب مكانهما على تعابير وجهه ... ليليها قوله : - أم أنني ماذا يا جنان؟!!! ساد الصمت لبرهة .. لتليها قائلة بصوت به نبرة تردد : - الجميع ... الجميع يقول بأنك .. بأنك تتلاعب بي .... بتر كلامها بصراخه : - مـــــــــــــــــــــــاذا ..؟!!!!!!!!!! زادت من تنكس رأسها ... ليكمل هو قائلا: - وأنت .. ماذا تقولين؟ ... بأني أتلاعب بك .. - جنان ... أنطقي .. قولي شيئاً.. هنا رفعت رأسها ... أغمضت عينيها .. ومن ثم قالت: - هناك شيء ي داخلي يقول لا... ( ومن ثم فتحت عينيها وأكملت قائلة ) ... وأرجو بأن يكون صحيحا ً ... أخذ يلتهمها بعينيها .. وهو يقول : - ما يقوله صحيح .. فلا تخافي .... أنا أريدك ... ولن أتخلى عنك .... أنا أريد أن أتزوج منك .. سرت ابتسامة وساعة على شفتيها وتسللت الفرحة في عينيها وهي تسمع كلمت الزواج ... - لقد كلمة أمي ... بهذا الموضوع ... لكن ... لكننا حاليا نمر بظروف صعبة ... لهذا لا نستطيع بأن نأتي لطلب يدك ( وبحماس أخذ يكمل ) ... لكن ... لكن أعدك .. عندما تنصلح الأمور .. سوف نذهب فورا لطلب يدك ... فأنا في شوق لكي أتمكن من ضمك .. إلى صدري .... ( قالها وهو يرفع كلتا يديها ناحيتها وأكمل والابتسامة قد اعتلت شفتيه ) وأصرخ لناس أجمع قائلا ... هذه زوجتي ... هذه التي سرقت قلبي مني ... ..................................... هجم بعينيه التين ترسمان الغضب ناحيتها ... وصب جام غضبه فيها ... بصوت يهز الغرفة بمن فيها قال: - أرئيت وسمعتي يا هند ... ها ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ... لا يأتي منهم إلا التعب و المشاكل .... نتعب ونربيهم ونرعاهم .... ومن ثم ماذا يجازوننا به .... ها ... بدل أن يريحوننا ويعتنون بنا في كبرنا ...يقومون بتطاول علينا ... وعدم الاكتراث بنا ..ولا بكلامنا ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ها ... .. ها هم .... كانت تريد أن تنفجر عليه حينها ... وتخرج له كل الذي تراكم في صدرها ..... لكنها في آخر لحظة تراجعت ... فهي تعلم بأن كلامها لم يعد مسموعا ... سوف يكسرها كالعادة ... لم يعد لها وسيلة لتواصل معه .. سوى الصمت و ودفنه في صدرها ... فلا من معين .... أبعدت نظرها بعيدا عنه ... فهي لم تعد تطيق النظر إليه أكثر من ذلك ... ومن ثم قالت : - لقد نفذ الماء ... سوف أذهب لأملأه ... كانت بحاجة لتخرج من تلك الغرفة ... لكي تصرخ .... وتخرج الحرقة التي في صدرها... ..................................... فتح عينيه وصدى ذالك السؤال لا يزال يتردد في خلده : (( آآآآآآآآآآآآآههههههههه ماذا أفعل الآن ....؟ أنها لم تعد تريدني .... قلتها ....أأعتذر من مريم وأكمل حياتي معها ... لا لا لا .. لا أستطيع ... فأنا أحبها.. أحبها ... لقد حاولت العيش مع مريم ونسيانها .. لكن لم أستطع .. لم أقدر .... ( وضع يده على رأسه .. ليهوي بها رويدا رويدا .. ليغطي بها وجهه ) يا الله .. ما الحل ... ماذا أفعل ...؟ ماذا ..؟ ................................ دخلت المنزل .. الذي اكتسى بالظلمة ... خطت خطوتان ... ومن ثم توقفت لتخرج من فمها تنهيدة طويلة ....ومن ثم تهوي بالحقيبة أرضا... وتغمس وجهها بكلى يديها.... لتستمر على هذا الحال لبضع دقائق ... ومن ثم حررت وجهها .... وأكملت طريقها ... لتصبح بالقرب من أحد الكراسي ... وتهوي بجسدها عليه .... وتلقي نظرت خاطفة على المكان الذي لم تهجره الظلمة .... ومن ثم قالت بصوت بالكاد يسمع .. ذو بحت : - لقد عدة إليك ... ولن أرحل عنك .. فقد ... فقد ( لياهتز فكها السفلي ..منذر بفوج الدمع . وتكمل قائلة ) فقد انتهى كل شيء ... كل شيء ... ومن ثم استسلمت لدموعها ... التي كانت سخية ... تعالى صوت رنين هاتفها النقال ... وضعت يدها في جيبها وأخرجته ... تعينت الرقم .. ومن ثم أخذت نفسا ً عميقاً ... لعلها تكبت دمعها ... ومن ثم ضغطت على زر الاستقبال ... وقالت بنبرة صوت ... حاولت أن تجعها طبيعية .. ببقايا قواها ...: - ألو .... - أهلا بك أمي ... كيف حالك وحال أبي وأمجد ...؟ - الحمد لله ... - وأبي هل يشكو من شيء ؟ شقت الفرح طريقه على قسمات وجهها.. وهي تقول : - أحقاً ... قال بأنه بخير ويمكنه العودة... ؟ .... - حسنا متى سوف تعودون ؟ - غداً ... هذا خبر رائع ... الحمد لله الحمد لله ... لكن سرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن سكن تعابير وجهها ... وهي تقول ... بعد صمت دام لبضع ثواني : - أنه بخير .... اتسعت حدقة عينيها وهي تقول: - ها تريدين أن تسلمي عليه ...؟ ابتلعت ريقها ومن ثم قالت: - أنه غير موجود الآن ... خرج لمقابلة صديق له ... - حسنا أمي ... سوف أخبره... وأنت أيضا سلمي على أبي كثيرا وأيضا أمجد... لتغلق الخط من جهة وتغمض عينيها من جهة أخرى ... وتقول بأسى : - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي لو تعلمين الذي جرى بيني وبين تامر ... آآآآآآآآآآآه... .............................. - ها لم تقل لي ماذا همست به لك رنا ... لتجعل الابتسامة لا تفارقك ..؟ ببطء اتكأ برأسه على الكرسي .... و أغمض عينيه ... والابتسامة ترفض بأن تهجره ... ومن ثم تنهد وهو يقول: - أنها لا تعلم يا حسن .. لم تسمع شيئاً ... لم تسمع شيئاً ... تملكه الاستغراب من كلام أخيه .. فسأل مستفسرا ...: من التي لا تعلم شيئا .. وما هذا الشيء الذي لا تعلمه ... ؟!!! فتح عينيه ...ولتفت ناحية أخيه وقال: - نجوى .. لا تزال لم تعلم بحبي لها ....آآآآآآآآآآآه كم أنا سعيد بذلك .. لا تزال الفرصة سانحة لكي تسمع بأنني أحبها مني ... مني .... ................................... وضعت قدمها على أول درج ... ومن ثم الثاني ... لكنها عندما أرادت أن تضع قدمها على السلم الثالث ... أستوقفها عمر بقوله : - ما الذي دار بينكما يا رنا ...؟ أعادت قدمها إلى الدرج الثاني ... والتفتت ناحية عمر وقالت: - لقد انتهى الموضوع ... خطى خطوتين ناحيتها وفي وجهه علامات التعجب : - ماذا تقصدين بقد انتهى الموضوع؟!!! - أقصد بأن كل واحد سوف يذهب في طرقه ... - خطى خطوت أخرى وقال ولازال التعجب يكسي وجهه : - بهذه البساطة ... سوف تجعلينه يتركك بهذه البساطة ... لماذا ... لماذا .... يفعلون هكذا ... لماذا يتلاعبون بك ... في البدء حسن والآن عادل ... ( وسرعان ما تحول التعجب إلى غضب جارف ) أهي لعبة حتى يفعلوا هكذا... - ماذا تريد مني بأن أفعل؟ - لا أعلم لكن ليس هكذا .. تجعلينه يذهب بهدوء... أرأيت نفس الشيء فعلتيه عند حسن ... وها هو أخيه يكرر نفس الفعلة ... لأنك كانت ردت فعلك هكذا .. تسامحينهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً ... - إذا أتردني بأن أذهب إليهم وأترجاهم بأن يتزوجوني ... أترضها لي ... ها ... ( ليتحول هدوئها .. إلى عاصفة هوجاء ) ليتراجع غضبه أمام عصفها ..ويقول: - لم أقصد ذلك .. لكن ... لتختصر رنا الدرجين بخطوة واحدة ... وتقف أمام أخيها مباشرة ... وتجعل عينيه يقعان في شباك عينيها مجبرتان ... وتقول بصوت هز البيت بمن فيه : - عمر ... كفى ... كفى ... لا أريد أن أسمع هذا الموضوع مرة أخرى ... ولا حسن ... لقد أصبح عادل وحسن من الماضي .. فكفى ... لقد تعبت ... تعبت ... كل مرة تفتحون نفس الموضوع ...ألا تعلمون كم هذا يؤلمني ويتعبني ... لقد انتهى ما بيني وبين عادل وكذلك حسن .. ونحن الآن مجرد أبناء عمومه ... مفهوم ... مفهوم ... لم تجرءا لكمات على الخروج من فمه ... فهز رأسه بالإيجاب .... لتلتفت إلى ورائها وتكمل طريقها ناحية غرفتها .. لكن هذه المرة ركضا ... فهي تخسا بأن تفقد رباطة جأشها ... ................................... نظر إليه نظرة خاطفة .. ومن ثم قال وهو يعيد نظره إلى الطريق ..: - ماذا الآن ؟ صوب هو الآخر بصره ناحيته ... وقد قوس أحد حاجبيه إلى الأعلى : - ماذا تقصد ؟!! أخذ نفسا ولم يلبث وإلا أخرجه من صدره ومن ثم قال: - ماذا سوف تفعل الآن ... أسوف تخبر والديه بأنك تركت رنا ؟ زالت تلك الابتسامة التي رافقته منذ ترك بيت عمه ومن ثم قال : - آآآآآآآآآآآآه ... ( ومن ثم أعاد بصره ناحية الطريق وأكمل قائلا ) ... نعم ... من الأفضل أن يسمعا الخبر مني ... عاد لينظر إليه وهو يقول : - لكنه ليس بالأمر السهل ... أقصد سوف تكون ردت فعلهم ... بتر جملته وهو يهز رأسه للأعلى و الأسفل وهو يقول : - أعلم ذلك يا حسن ... أعلم ذلك ... في كلى الحالتين سوف يعلمنا ... ومن ثم هي في صفي .. أقصد بأن رنا تعلم بأن هذه الزيجة فاشلة ... هذا سوف يساعدني ... - قال وهو يعيد عينيه على الطريق: - لا أعلم ... لكن هذا الأمر لن يكون من السهل بأن يمر مرور الكرام ... - ماذا بك يا حسن بدل أن تآزرن ... تسد الأبواب في وجهي .... - لا يا عادل لم أقصد فعل هذا .. لكن تعلم أنت جيدا ً ما الذي جرى عندما حصل معي نفس الموقف ... كم غضب أبي عليه .. ولمدة أسبوع لم يكلمني ... أتذكر ... - أذكر ... أذكر ... على العموم لا تجعلنا نستبق الأحداث ... بأذن الله سوف يمر هذا الموقف على خير بإذن الله ... ............................... كانا جالسين و الصمت يرافقهما ... أجبرت الصمت على الرحيل بقولها : - ما الذي يريده أباك من عادل .. و الذي جعله يقول له إياه على انفراد ...؟ أرتبك ... لم يعلم ماذا يقول ... وكان هذا جليا على محياه وهو يقول بكلمات مهزوزة: - لا ... لا ... أعلم حقا .... رمقته بنظرة تفحص .. ومن ثم نظرت ناحية الباب المغلق الذي يقبع ورائه ... وقالت: - على العموم سوف أعرف عاجلا أم آجلا .... ( ومن ثم أعادت توجيه عينيها ناحيته وقالت) ... صحيح ... ما أخبار حماتك ... أتحسنت أم بعد ..؟ هنا زاد ارتباكه ... وباتت الكلمات مبعثرة على طرف لسانه ... لتخرج للمسامع العلن مشتت ... غير مترابطة : - أم قمر ... هي .. نعم ... لا ... هي أحسن .. أفضل... أخذت تنظر إليه بتعجب ... ولكنها رغم ذلك قالت: - لا بد من أن أزورها وأطمأن عليها ... فهذا واجب ... قام حسن فجأت من على الكرسي وفي نفس الوقت صرخ قائلا : - لاااااااااا .. لا داعي لذلك أمي ... زادت تصرفه من استغرابها ... وقبل أن تفتح فمها لتستفسر عما يحيرها .. دو صوت عالي أرجاء المكان ..... ................................ واقفة أمام الباب .. محتارة أتدخل أم لا ... في داخلها لا تريد بأن تدخل ... فهناك سوف تكون مجرد قطعة أثاث ... وفي نفس الوقت لا تستطيع بأن ترحل .. تهرب .. فقد كبلها بأغلال ... تكبحها عن الهرب للحرية ...شدت قبضة يدها على الإناء .. واستدارت .. وأولت الباب ظهرها ... وأرخت جسدها المشدود ... وانهارت به على الباب ... لتتكئ عليه ... ورفعت رأسها ناحية الأفق ... وقالت بصوت راجي : - يا الله ألهمني الصبر ... أرجوك يا الله ... ليقطع لحظت رجائها صوت أمها : - هند ... ماذا تفعلين هنا ..؟ حركت رأسها ناحيتها ... ونظرت إليها بنصف عين ... لتكمل أمها قائلة .. وبوادر من الهلع قد بدأت تتفشى على قسمات وجهها : - أجرى لأبى تامر شيء .....؟ حركت رأسها ... وجعلت بصرها بخط مستقيم .. ومن ثم أبعدت جسدها عن الباب ... أعادت نظرها ناحية أمها المترقبة لجواب ... لكنها بدل من أن تعطيها الجواب .. مدت يدها المحملة بإناء الماء .... لتمسك به أمها والتعجب لها عنوان ..... وتدير ظهرها ... وتبتعد بخطى واسعة عن أمها ... التي تنظر إليها بتعجب واستغراب ..... وهي تخطو بعيدا عنها في ذلك الممر المكتظ بالمرضى و الأطباء و الممرضات ... ............................. أخذت تنقل عينيها من أبو عادل الذي صبغ وجهه باللون الأحمر ... و الغضب يرسم خطوطه على قسمات وجهه ... إلى عادل المرتبك .... و الذي فتح عينيه على مصراعيهما وهو يحدق بأبيه ... لتسأل بصوت به نبرة استغراب : - ما الذي جرى ..؟ .. لماذا أصواتك مرتفعة ...؟! كان أول من أجابها هو أبو عادل .. الذي ألتفت ناحيتها و الغضب لا يزال لم يفارقه : - أبنك المصون يريد بأن يلغي زواجه من رنا ... أتسعت حدقت عينيها وهي تتلقى الخبر .. و تصوب عينيها ناحية عادل وهي تسأله: - أصحيح الذي قاله أباك يا عادل ...؟ أبتلع ريقه بصعوبة .. قبل أن يقول : - نعم ..أمي ... فأنا ورنا لا نصلح لبعض ... ليعود أبو عادل يصرخ قائلا : - ما هذا الهراء ... ومتى .. اكتشفتما بأنكما لا تصلحان لبعضكما .. ها ... أخذ نفسا وهو يوجه عينيه ناحية أخيه الواقف على عتبت الباب ... ومن ثم أخرجه ... وبنفس الوقت وجه بصره ناحية الأرض .. ومن ثم قال: - اليوم .. فقد كلمتها ... وتضح كل شيء ... فقط قلت لها . بأني ... بأني لا أكن لها أي مشاعر ... ومن ثم هي قالت لي نفس الشيء .. بأنها لا تبادليني بأية مشاعر ... ما إن أنهى جملته ... حتى دوى صوت يد أحدهم وهي تلتطم بشيء ... ليرفع رأسه قليلا .. لتقع عينيه على أبيه الثائر ,, و يده التي سكنت سطح المكتب ... ليدوي صراخ أبيه من جديد وهو يقول : - غبي .. غبي ... وماذا تتوقع منها بأن تقول لك ... بأن تقول لك بأني أحبك وبأن تترجاك بألا تتركها .. بعد أن قلت لها بلسانك بأنك لا تحبها ... - أبي .. أنت لم تفهم ... ليبتر جملت عادل بقوله ... وهو يرفع سبابتها قائلا : - اسمع هذا الزواج سوف يتم .. و هذا الكلام لا أريد بأن أسمعه مرة أخر ... كيف سوف انظر إلى أخي .. أو أم تامر .. أو حتى رنا ... إذا فسخت هذه الزيجة ... ألا يكفي الذي فعله أخيك بها .... اسمع لن أكرر كلامي .. سوف تتزوج برنا ..و بأسرع وقت ممكن .... مفهوم .... ليخرج من الغرفة .. تاركا عادل في الصدمة يغرق .... لينظر ناحية أبيه مستنجدا ...وهو يقول : - أمي أرجوك كلميه .. أقنعيه بأن هذه الزواج لن تجلب إلا المصائب ... - حتى إذا لم يتم هذا الزواج فسوف يجلب المصائب ... ألم تفكر بذلك ... ماذا سوف تكون ردت فعل عمك وأم تامر .... و الناس ماذا سوف يقولون عن رنا المسكينة ... مرتان يتقدم لها أبناء عمومتها وكلاهما يتركونها ... ماذا سوف يقولون عنها .. لن تتضرر أنت .. بل هي التي سوف تنظر ... هي التي سوف تخسر .... لتخرج هي الأخرى .. ليصبح فقط هو حسن في الغرفة ... أخذ ينظر إلى أخيه المذهول بأسى ...ومن ثم قال: - عادل ... ليقاطعه عادل بصراخه : - أنت أصمت ولا تتقل شيئا .. هذا كله بسببك .. بسببك ... ( قالها وعينيه تكادان تحرقان حسن من نار الغضب المتأججة فيهما ) ليلجم الذهول لسانه ... ويكتفي بالوقوف ... في حين عادل خرج هو الآخر .. و الغضب المخلوط بالحزن قد تملكانه ... يتبع ...... |
متوقفه من 2009
تنقل للارشيف لحين عوده الكاتبه |
الساعة الآن 01:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية