.
. ابتسمت موزة بحنان وهي توزع الماسك على ويه امها اللي كانت يالسة وياها في غرفتها ومستسلمة للمسات بنتها التجميلية.. سلامة كانت في أواخر الثلاثينات، وللحين ملامحها الجميلة تغطي العيوب البسيطة والتجاعيد اللي ابتدت تتسلل تحت عيونها .. موزة كانت تغطي ويهها بالماسك الطبيعي وتتأمل ملامحها الحلوة وهي تتمنى لو كانت بس بنص جمال أمها.. بشرتها كانت نقية وخالية من العيوب تماما وخشمها طويل ويضفي على ملامحها الهادية بعض الحدة اللي خلت جمالها متوازن ومميز في نفس الوقت.. موزة (وهي تطالع أمها عقب ما خلصت من توزيع الماسك على ويهها): " ليتني كنت حلوة جي شراتج" ابتسمت سلامة لبنتها وقالت: " إنتي احلى عني بعشر مرات فديتج.. لا تقارنين عمرج فيني انا العيوز" شهقت موزة وقالت وهي محرجة: "امايا انتي مب عيوز!!" سلامة: " هههههه .. بناتي ما شالله أطول عني وتقولين مب عيوز؟ وين تبين؟" موزة:" تزوجتي وانتي صغيرة.. ويبتينا وانتي كم عمرج ؟ 14؟ ولا 15؟ " ابتسمت سلامة وهي تتذكر هاذيج الايام وقالت: "15.. كان عمري 15 سنة يوم ابوج خذاني.. وعقبها بسنة يبتج.. وعقبج بسنة يبت توأم بنات بس ماتن وهن بعدهن ما كملن حتى سنة.. وعقب ثلاث سنين يبت لطوف.." يلست موزة حذال امها وسألتها: " امايه انتي تحبين ابويه؟" ضحكت سلامة بخجل وقالت: " شو هالسؤال مواز؟؟" موزة: " صدق يعني قبل لا ياخذج كنتي تشوفينه؟" سلامة: " أكيد كنت اشوفه.. كان ولد خالة امايه وكان دوم يزورنا.." موزة (وهي تبتسم بخبث): " وعاد ابويه فديته غاوي.. أكيد انعجبتي فيه.." ظربتها سلامة على ايدها وهي تضحك وقالت: " موزوه استحي على ويهج شو هالرمسة الماصخة.. لا انعجبت فيه ولا شي.. وما حبيته الا عقب ما خذاني وعقب ما عاشرته.." موزة:" عيل ليش فسختي خطوبتج من ولد عمج عشانه؟؟" اطالعتها سلامة وهي مصدومة وسألتها: " وانتي من وين سمعتي هالسالفة؟" موزة: "هههههههه ابويه خبرني.." سلامة: " سهيل خبرج؟؟" موزة: "هيه.. وليش ما يخبرني؟؟ من حقي اعرف قصة حبكم.. ياللا عاد امايه خبريني .. كنتي تحبينه؟" سلامة: " أبوج شو قال لج؟" موزة: " ما بقول لج .. أبا اعرف السالفة كلها منج انتي.. ياللا خبريني.." ضحكت سلامة وهي تصد بويهها الصوب الثاني ورفضت انها تخبر سلامة أي شي عن هالسالفة.. وسلامة يوم يأست منها قامت تطالع عمرها في المنظرة وابتدت توزع الماسك على ويهها.. سلامة: " موزوه حبيبتي لا تنسين تسيرين درس التحفيظ باجر.. أم عبدالله اتصلت بي وقالت لي انج ما سرتي يوم الاثنين" موزة: "امايه ما كنت مخلصة الجزء اللي لازم احفظه واستحيت اسير وانا مب حافظة.. " سلامة: " مرة ثانية لا اطوفين ولا درس.. وحاولي تحفظين انتي ما وراج شي.. لا دراسة ولا شغل.." موزة: " والله امايه احاول اني احفظ بس المشكلة اني كل ما احفظ آيه أنسى اللي قبلها.." سلامة: " خلي عندج ثقة بقدراتج ولا تحبطين عمرج.. ترى هذا الشيطان يقص عليج ويحاول يقنعج انج مب رايمة تحفظين شي.. " موزة: "ان شالله امايه.. باجر الاربعا وبسير الدرس وانا حافظة.. " سلامة: " الله يعطيج العافية حبيبتي.." موزة (وهي تبتسم لامها): " الله يعافيج يا أغلى ام في الدنيا.." سلامة: " اممم موزة؟" موزة: " هلا امايه.." سلامة: " اختج لطيفة شو بلاها؟؟ اليوم الصبح كانت متظايجة وما تريقت ولا حتى رمست.. وامس بعد ما تعشت.. حد مزعلنها؟؟ " عقدت موزة حياتها وهي تفكر وقالت: "ما اعرف والله.. حتى انا ما رمستني امس مع انها متعودة تسولف ويايه قبل لا ترقد.." سلامة: " توقعت تكون خبرتج باللي مظايجنها.." موزة: " لا .. ما خبرتني..بس بسألها اليوم.." سلامة: " هيه اسإليها.. وإذا كانت متظايجة عشان درجاتها نازلة حاولي اطمنينها وخليها تشد حيلها اكثر في امتحانات اخر السنة.." موزة: "إن شالله امايه.. ياللا امايه قومي الحين اغسلي ويهج.." سلامة: " زين.. يعني الحين اول ما اشله عن ويهي برد شباب؟" موزة (بنبرة حادة): " امايه شو تردين شباب؟؟ ليش حد قال لج انج عيوز؟؟ هالماسك اصلا ما بيسوي لج شي لأنه بشرتج من اروع ما يكون.." سلامة: " ههههه عيل شله معذبتني وحاطتنه على ويهي من الصبح..؟" موزة: "زيادة الخير خيرين.." ابتسمت سلامة ونشت وسارت تغسل ويهها.. وتمت موزة تطالعها بحب كبير وهي تفكر ترد ترسمها مرة ثانية.. كانت تحب ترسمها وخصوصا عيونها .. كانت موزة تتخبل عليهن وعلى النظرة الهادية اللي تنبعث منهن.. ورغم انها رسمتها ثلاث مرات الا انها ولا مرة احتفظت بالصورة لنفسها.. اللوحة الأولى خذاها عنها يدها ابو سلامة واللوحة الثانية سهيل معلقنها في غرفتهم.. واللوحة الثالثة أول ما شافتها خالوتها اصرت انها تاخذها.. هالمرة موزة بترسم امها للمرة الاخيرة .. وبتكون هاي اللوحة أحلى لوحة وبتعلقها موزة هني في غرفتها هي .. عشا ن دوم تشوف امها جدامها.. . . كانت ألحان اغنية Alanis "Excuses" تتردد بأعلى صوت ممكن في أرجاء غرفة ياسمين، كانت متعمدة تعلي صوت الستيريو على الآخر عشان ما تسمع أي صوت من الممر وحتى لو حد دق عليها الغرفة أو حاول يرمسها من برى الباب ما كانت تبا تسمعه.. كل اللي تباه انها اتم بروحها ومحد يرمسها أو أيي صوبها.. للمرة الأولى في حياتها كانت ترتب غرفتها بروحها.. طلعت ثيابها كلها من الكبت وردت ترتبهم مرة ثانية.. رتبت مجموعة السيديهات اللي عندها ويلست تقرا مذكرات مراهقتها قبل لا تجمعهم كلهم في صندوق ايكيا البنفسجي وتحطه حذال طاولة الكمبيوتر.. كانت تبا تشغل نفسها بأي شي.. أي شي عشان ما تردها أفكارها لعبدالله وللقائها وياه أمس.. ما تبا ترد تحس بالمهانة والذل مرة ثانية.. ما تبا تستعيد إحساسها بالفقد والخسارة والفراغ من دونه.. والأهم من هذا كله، كانت تبا تشغل عمرها عشان ما تصيح من كثر شوقها له.. عقب ما خلصت شغلها كله وسط الالحان الصاخبة اللي تسمعها وقفت في نص الغرفة بتعب.. تطالع كل الزوايا بيأس وهي ادور شي ثاني تشغل به نفسها.. وفجأها صوت الباب وهو يندق بقوة وبصوت أعلى من صوت الستيريو.. وتأففت ياسمين بظيج وهي تمشي للباب عشان تبطله.. وأول ما بطلته دخل أبوها الغرفة وهو محرج وسار صوب الستيريو وبنده وصد صوبها عشان يهزبها.. بس ياسمين اطالعته ببرود وسارت توقف عند الدريشة وهي عاطتنه ظهرها.. انقهر علي من تجاهلها له.. من يوم ردت من العين أمس وهي متجاهلتنه ومتجاهله كل حد في البيت.. ما خبرتهم شو سوت ولا شو قال لها ريلها.. وكان شكلها تعبان لدرجة انه علي تحرى عبدالله مات.. واتصل المستشفى يسأل عنه وقالوا له انه بخير وبيطلع عقب يومين.. وترياها علي فليل يمكن تنزل تحت وتخبره شو استوى بس ما نزلت.. والحين يوم يا يسألها ردت تتجاهله.. علي : " شعندج جي معلية على صوت الأغاني؟؟ عنبووه بينقع راسج !!" تنهدت ياسمين بظيج وقالت: " كيفي!!" علي: " لا مب على كيفج انتي مب بروحج هني في البيت.." رفعت ياسمين حاجبها اليمين وعلى ويهها نظرة احتقار .. كانت تطالع حديقة بيتهم وغصبن عنها ردت لها ذكرى اليوم اللي كان فيه عبدالله هني .. كان ياينها لين هني.. يناديها .. يباها ترد له.. عبدالله حبها بكل قوته وهي جازته ببرود وكره ونكران.. ااه كم كثر تتمنى لو انها هذاك اليوم لبست عباتها وردت وياه العين.. شو اللي منعها؟ هالسؤال بيتم بدون اجابه حتى بالنسبة لها هي.. حست بتعب وهي تسمع صوت ابوها يتحرطم عليها وهو واقف وراها.. كانت تباه يطلع من الغرفة ويخليها بروحها .. وتندمت انها فتحت له الباب.. والتفتت له وهي تتنهد وقالت: " إنزين ابويه ما بعلي صوت الستيريو ولا حتى بسمعه مرة ثانية.. خلاص؟" علي: " لا مب خلاص.. خبريني شو استوى بينج وبين ريلج امس يوم سرتي له؟؟" ياسمين:" وليش تبا تعرف؟" علي (وهو يحاول يكتم غيظه): " يا سلام!!.. وان شالله مب ناوية تخبريني؟؟" ياسمين: " اممم .. لا عادي بخبرك.. عبدالله خلاص طلقني واوراق الطلاق بتوصلني باجر إذا مب اليوم.." اطالعها علي برعب وسألها: " كيف؟؟ ليييييش؟؟ ليش خليتيه يطلقج!!" ياسمين: " عجيب أمرك أبويه!!.. انته اللي كنت تباني اتطلق.. وانته اللي حرضتني على هالشي من البداية.." علي: " انتي ما تفهمين؟؟؟ عبدالله خلاص صحته راحت ويمكن يموت في أي لحظة.. صدق انج بقرة وما تفتهمين.. عيزت وانا افهم فيج.." اطالعته ياسمين بإحباط كبير.. شي في داخلها انكسر وهي تسمع الكلمات اللي رددها على مسامعها.. حبها له وبقايا الاحترام اللي كانت تحمله في قلبها له .. هذا اللي انكسر.. وكأن ياسمين حست بهالشي وحطت إيدها على قلبها وهي تيلس على الشبرية وتطالع الفراغ اللي جدام عيونها بذهول.. علي: " أنا شو بيطلعني الحين من هالورطة اللي انا فيها.. انا ما بخليج تحطمين كل اللي بنيته.. أنا برفع قضية على عبدالله وبقول انه حالتج العقلية انتكست من عقب الطلاق.. وبطالبه بتعويض.. ووالله يا ياسمين ان ما وقفتي ويايه في هالقضية بتندمين... تسمعيني؟؟ بتندمين!!" رفعت ياسمين عيونها اللي كانن حمر من الدموع اللي تجمعت فيها وما وعت بعمرها الا وهي تزاعج: " تبا ترفع قضية ارفعها بروحك... انا خلاص ما يخصني في عبدالله.. واذا تبا بيزاته تراه بيعطيني الفلتين وخذهن ماباهن بس خلني في حالي...!! " رد علي خطوتين على ورا وهو منصدم من ردة فعلها العنيفة.. واللي خوفه اكثر انها اقتربت منه وهي بعدها تزاعج ياسمين: " من اليوم وطالع لا ترمسني أبد!!.. حتى لو شفتني اذبح روحي ما يخصك فيه.. أنا اكرهك!! أكرهك .. انته حطمتني وحطمت آخر احساس فيني.. اطلع برى وخلني في حالي.. خلوني في حالي كلكم... أكرهك.. أكرهك!!" طلع علي من الغرفة وصك الباب وراه بقوة وانهارت ياسمين وهي اطيح على الرخام البارد وتصيح بقوة ما عرفتها من قبل.. في هاللحظة عرفت انها وحيدة في هالعالم وانه حتى اقرب الناس تخلوا عنها.. احساس رهيب بالألم كان يقطعها من الداخل وكانت تحس مع كل دمعة تذرفها عيونها بكره كبير لأبوها.. الانسان الوحيد اللي كانت تحبه ياسمين اكثر حتى من عمرها . . |
.
. في بوظبي، وبالتحديد في منطقة المشرف.. كانت عليا توها نازلة من الموتر وهي رادة من المدرسة.. كانت تسحب الشنطة ع الارض من التعب وتمشي صوب باب البيت وهي تحس الشمس تحرق ويهها.. وفوق هذا كانت يوعانة وكل اللي تفكر به في هاللحظة هو انها تتسبح وتتغدى وترقد.. بس يوم دخلت داخل شافت أمها شريفة واقفة في الصالة وهي متلبسة ونقابها في إيدها.. وكانت ترمس في التيلفون وتطالع ساعتها.. استغربت عليا .. وين بتسير امها الحين الظهر؟ وفرت شنطتها عند الباب وسارت توقف جدامها وهي تترياها تخلص المكالمة.. ويوم بندت حبتها عليا على خدها وقالت: "السلام عليكم.." شريفة: "وعليكم السلام والرحمة.. شو بلاه ويهج جي احمر؟" عليا وهي تفصخ الشيلة: " من الشمس والأرف والتعب.. امايه وين بتسيرين؟؟ " شريفة: "بسير العين حبيبتي .. وابوج عنده شغل ما بيرد يتغدى.. تغدي بروحج قلت للطباخ يسوي لج مالح" عليا ما سمعت باجي الرمسة كل اللي سمعته انه امها بتسير العين وبطلت عيونها ع الاخر من الاثارة وقالت وهي تنسى التعب واليوع والحر.. : "بتسيرين العين؟؟" شريفة: " هيه.. فواغي تعبانة وشكلها بتربي وانتي تعرفينها تتعب وايد حليلها كم مرة عقت .. وابا ايلس وياها.." عليا: "امايه خذيني وياج الله يخليج!!.." شريفة: "توج اتقولين تعبانة ..!!" عليا: "لا لا مب تعبانة ولا يوعانة حتى والله تولهت على يدوه وايد ابا اسير اشوفها.. الله يخليج امايه!!" شريفة: " انزين ياللا عيل بسرعة سيري تلبسي انا قايلة للدريول يمر عليه عقب نص ساعة.. " عليا: " لا لا ما بتأخر.. دقايق وبرد لج" ركضت عليا بسرعة لغرفتها وتسبحت بسرعة وتلبست وشلت مكياجها وياها بتحطه في السيارة.. ولبست عباتها وشيلتها وطارت تحت بسرعة قبل لا تسير عنها امها.. كانت بتموت من الفرحة.. شو هالحظ الحلو.. أخيرا بتشوف ميود.. تولهت عليه وايد .. واخيرا بتشوفه!! . . في بيت صالحة ، كانت فواغي يالسة في الصالة وإيدها على بطنها.. وويهها شاحب من التعب.. والهالات السودة واضحة بشكل فظيع.. الحمل دوم يتعبها.. ومن عقب ما يابت مزنة عقت ثلاث مرات.. عشان جي تمت فترة طويلة ما حملت فيها.. والحين كانت وايد خايفة انها تفقد الجنين.. وهالخوف وايد مأثر على نفسيتها.. صالحة كانت يالسة حذالها وترمس في التيلفون صالحة: " هلا ام احمد.. سمعي يا خويّوه.. تراني ما اروم ارد الدختر العصر.. اسمحيلي " أم أحمد: " مسمووحة فديتج انتي ما قصرتي ويايه.. وترى الحين الزيارات خفت مب شرات قبل ولا جان ع الحرمات بجابلهن بروحي.." صالحة: " الله يعطيج العافية فديتج.. إنزين عاد ما تخبرتيني ليش ما اروم آي الدختر.." أم أحمد: " ليش؟ عسى ما شر بس؟" صالحة: " فوااغي فديتها هلكااانة مهلكنها الحمال.. وانتي تعرفين هذا وقتها الحين وحليلها مب رايمة تتحرك من مكانها.." أم أحمد: " وييه فديت روحها.. لا تخلينها يام فهد.. وديها الدختر.." صالحة: "بوديها الحين اتريا الدريول بس.. وجان نوموها بمر عليج وانتي بعد مري علينا.." أم أحمد: " هيه ان شالله بمر أشوفها.. ياللا ما تشوف شر ان شالله.. " صالحة : الشر ما اييج فديتج.. ياللا ببند عنج الحين.. وبرد اتصل بج خلاف.." أم أحمد: "الله وياج غناتي.. ودعتج اللي ما تخون ودايعه.." صالحة: "فمان الله.." بندت صالحة التيلفون وصدت صوب بنتها اللي كانت شوي وبتصيح من الألم اللي تحس به.. وتمت تقرا عليها وتحاول تهديها.. صالحة: " يعني ريلج ما لقى وقت يسافر فيه الا الحين يوم شافج بتربين؟؟" فواغي (بألم): " مب بإيده امايا.. اتصلوا به وقالوا له يسافر.. حتى حليله ما كان مزهب أغراضه.. " صالحة: " يروم يقول لهم انه عنده ظروف الا هو بروحه خديه.." سكتت فواغي عنها لأنها كانت وايد تعبانة .. وردت صالحة تقرا عليها.. مزنة اللي يابها الدريول من المدرسة لبيت يدوتها على طول كانت توها داشة البيت ومستانسة لأنه امها بتم في المستشفى وهي بتلعب وبتسهر على كيف كيفها هني في بيت يدوتها.. أول ما دخلت الصالة وشافت يدوتها وأمها ركضت وهي تقول: " يدوه هاذا دريولكم فنشووه.." صالحة (وهي تطالع فواغي) : " بنتج هاي عيزت منها.. كم مرة قلت لج يوم بدشين مكان سلمي وعقب ارمسي.." تأففت مزنة وردت تركض للباب وردت تدخل مرة ثانية وقالت بنقمة: " السلام علييييييكم ورحمة الله وبركاته.. استانستي الحين؟" ضحكت فواغي بتعب وردت عليها صالحة: "وعليج السلام والرحمة.. تعالي الحين تشكي.. بلاه كريم..؟؟ شو سوى بج؟" مزنة: " أول شي كنت بوصل ربيعتي ويايه ويوم شافها ياية صوب الموتر راغها!!.. قال لها انا مب دريول مال انته..!!" صالحة: " صدقه ..!! وانتي ليش تعزمين بنات الناس ؟ نحن مب مكلفين بهم..!!" نزلت مزنة شنطتها عن ظهرها وقالت وهي تيلس حذال امها: " ويوم قلت له وقف شوي عند الدكان ما طاع!!.. ولا حتى رد عليه.. كريه ما ادانيه!!" صالحة: "وانتي حرمة شوفي شكبرج.. شو يوديج الدكان؟؟ " مزنة: " شو هاا؟ كله توقفين وياه؟؟ انتي يدوتي انا مب يدوته هو!!" صالحة: " أنا اوقف ويا الحق..!!.. كريم هذا محد شراته.. دريوليه من عشر سنين.. بنفشه عشانج انتي يالزعطوطة!" اطالعت مزنة امها وقالت: "وانتو ليش ما تحطون لي دريول؟؟ ما نبا دريولها كله تدافع عنه.." فواغي (وهي تبتسم لها بتعب): " بس مزون حبيبي صخي .. عيب جي ترمسين يدوتج" مسحت مزنة على بطن امها وهي تقول: "انا من الحين اقول لج.. لو طلعت بنية ماباها.." فواغي: " ليش عاد؟ تخافين احبها اكثر عنج؟" مزنة: " لا بس ما اداني البنات.. ابا ولد بعلمه يلعب كورة ويزود السياكل ويايه.." فواغي: " لين ما هو يكبر انتي خلاص بتكونين ودرتي الكورة وودرتي السياكل.." شهقت مزنة وقالت: "منوو ؟؟ أنا؟؟ لا لا لا سلامتج.. !! انا ما بودر العابي.. بتم جي على طول.." صالحة: " واابويه عليج.. أنا يوم كبرج كنت حرمة بيت وعندي درزن عيال.. وانتي بعدج الا تلعبين بالكورة والسياكل.. يوم اقول لج يا فواغي بنتج هاي بتخبل بي.." فواغي: " هههههههه.." سكتوا كلهم يوم سمعوا صوت الباب يتبطل بقوة والتفتوا على يمينهم وشافوا فهد داخل عليهم وهو معصب.. اطالعهم بنظرة وتنهد وهو يقول: " طلقتها!!" شهقت فواغي وتمت صالحة ساكتة .. ومزنة وقفت وهي بتموت من الفضول وسألته: " منووو؟" طنشها فهد وقال لأمه واخته: "اتصلوا باهلها وخبروهم.." ويوم خلص كلمته ركب فوق بسرعة لأنه جبده كانت لايعة ومتظايج من الخاطر وما يبا يسمع أي كلمة بخصوص هالموضوع.. يوم شافته مزنة سار فوق التفتت على امها وقالت لها: "منو؟ طلق منو؟" صالحة: " منو بعد؟ كم حرمة عنده؟" مزنة: " شدراني ولدج انتي مب ولدي.." فواغي: " مزنووه عن الحشرة صخي.. امايه الحين شو بتسوين؟" صالحة: "انا ما بتصل بهم.. بروحي مستهمة عليج وما فيه على صدعتهم.. اليوم ولا باجر بتوصلهم ورقة الطلاق.. وبيعرفون.." غمضت فواغي عيونها بألم وقالت: " حليله اخويه.." صالحة: "دواه.. هذا اللي ما يسمع كلام امه.. عمره ما يتوفق في اللي يسويه. وجان ع الحرمة بنحصل له غيرها.. ومحد احسن عن ليلى بنت خالوتج.." فواغي: " هيه والله فديتها ليلى .. وين بيحصل احسن عنها؟" بطلت مزنة عيونها وهي تتسمع.. وايد اشيا استوت اليوم، كانت مب قادرة توقف دقات قلبها من الاثارة اللي تحس بها.. وتبا تيمع الاخبار كلها عشان تسير وتخبر قوم ميود وسارونه يوم بتسير عندهم العصر.. . . الساعة أربع العصر، نزلت روان من سيارتها الكامري البيضا الصغيرة، ومشت بخطوات متثاقلة لباب البناية.. كانت تكره دوامها المسائي في الشركة.. وتشوف انه يلستها في المكتب من الساعة اربع للساعة سبع من دون فايدة، والحين عقب ما تغيب عبدالله عن الشغل هالفترة الطويلة، استوت تكره الدوام المسائي أكثر وأكثر.. مب كل الموظفين يدوامون المسا.. بس روان والمحاسبين وقسم العلاقات العامة، بس لازم تعترف روان انه راتبها كبير ويستحق الجهد اللي تبذله، عبدالله كان مب مقصر وياهم بالمرة.. ركبت روان المصعد وهي تفكر بعبدالله .. هي سمعت الاشاعات اللي طلعت انه غيبوبته سببها مرته وانه طلقهاعقب ما طلع من الغيبوبة.. وفي داخلها كانت روان مستانسة لأنه طلقها.. عبدالله وايد يعيبها ووايد تحترمه وتتمنى له كل خير، ومع انها ما عرفت مرته بس من المرات القليلة اللي كانت تتصل فيها على الشركة يوم عبدالله يكون في اجتماع وغالق موبايله، حست روان انه ياسمين انسانة متكبرة ومتسلطة لأبعد الحدود.. وعبدالله يستاهل وحدة احسن عنها بألف مرة.. طلعت روان من المصعد ومشت لمكتبها ، وما تفاجئت أبدا يوم شافت باب المكتب مبطل ومبارك يالسة على مكتب عبدالله ومندمج في كتابة شي على الكمبيوتر.. ابتسمت روان وهي تطالعه، كانت تعرف انه تغدى ورد الشركة على طول.. وتعرف انه يحاول يخلص الشغل كله قبل لا يرد عبدالله الشركة، بس عشان لا يتعب عبدالله او يبذل أي مجهود وهو يراجع الاوراق.. مبارك في داخله كان انسان جدا رائع، بس روان متأكده انه ما يباهم يعرفون الجانب الحنون اللي فيه.. عشان جي كانت تتعامل وياه بتحفظ ، مثل ما هو يباها تتعامل وياه.. دقت روان على الباب بأطراف اصابعها وقالت: " مساء الخير.." التفت لها مبارك وقال: " مساء النور.. روان لو سمحتي اطلبي لي قهوة.. " روان: " ان شالله.. عاوز حاجة تانية ؟" مبارك: " لا .. شكرا.." يلست روان على مكتبها واتصلت للفراش عشان اييبلهم قهوة.. ويلست تجلب في الملفات اللي عندها لين ما ياب الفراش القهوة وشلتها بروحها ودخلتها على مبارك.. مبارك (وهو ياخذ عنها القهوة): " مشكورة روان.. " روان: "العفو.. اممم.. حضرتك زرت الاستاز عبدالله في المستشفى؟" مبارك: " هيه اليوم الصبح سرت له.." روان: " طب ممكن حضرتك تطمني عليه.. ؟" ابتسم لها مبارك وقال: " لا تحاتين يا روان.. عبدالله بخير وما فيه الا العافية.. وصدقيني رغم انه الدكتور موصنه يرتاح ع الاقل 3 اسابيع، بس انا متأكد انج بتشوفينه في الشركة من الاسبوع الياي.." ابتسمت روان وقالت بعفوية: " يا ريت والله .. دا حتى الشغل مالهوش أي طعم من دونه.." مبارك (وهو يبتسم بخبث): " اهااا.." حست روان انها غلطت واحمر ويهها وهي تنزل عيونها بارتباك.. وقالت وهي تطلع من المكتب بسرعة: " طيب خلاص انا حروح أشوف شغلي.. لو احتجت أي حاجة تانية إبأى انده لي.." ضحك مبارك على روان اول ما طلعت من المكتب ويلس يشرب قهوته وهو يتذكر اليوم اللي دخل فيه هني بالصدفة وشاف ليلى يالسة على نفس الكرسي اللي يالس عليه هو الحين.. تذكر ملامحها وعصبيتها هذاك اليوم.. وفي نفس الوقت تذكر خجلها وابتسامتها الحلوة يوم شافها في المستشفى.. كان يحس انه في شي مشترك من بينهم.. يمكن الالم اللي خلفه فقدانهم لأغلى الناس عندهم.. ولأول مرة في حياته يحس مبارك انه محتاج لشخص يعطيه حبه وحنانه.. وهالشخص هو ليلى.. بس في نفس الوقت.. كان يعرف انه هالشي صعب، إذا ما كان مستحيل.. بطريقة غير مباشرة مبارك كان السبب في موت امها وابوها.. وليلى مستحيل تغفر له هالشي.. بس شو السبب اللي خلاها تبتسم له وتتقبل انها ترمسه في المستشفى اذا كانت تلومه على موت اهلها..؟؟ تنهد مبارك ورد يشتغل على الكمبيوتر.. بعض الاشياء من الافصل انه الواحد ما يفكر فيها.. ومن بينها ليلى.. لأنه في كل مرة يفكر فيها يحس بعمره يضعف أكثر وأكثر.. ومبارك يكره الاحساس بالضعف.. . . نزلت عليا من سيارتهم في بيت يدوتها الساعة أربع ونص.. وتأففت وهي تمشي للباب وتتحرطم على حظها الخايس.. أول شي اضطرت انها تسير المستشفى وتتحمل سوالف يدوتها وخالوتها المملة.. وعقب ما افتكت اخيرا وقالت لهم انها بتسير عند ليلى، فاجئتها يدوتها باعتراضها وقالت: " مزنة في بيتنا ومحد عندها.. سيري انتي ايلسي وياها بارك الله فيج.." بطلت عليا الباب ودخلت وهي تتحرطم.. : " وينها هالسخيفة الغبية؟ دوم تخرب عليه مخططاتي..!! .. أنا ما صدقت آي العين عشان اسير هناك والحين بنحبس بسبتها هي!!.. مزنووووه.. مزنوووووووووه.. وينج يالعلة!!" تمت عليا واقفة في الصالة تتريا حد يرد عليها بس محد رد.. وفصخت عباتها وشيلتها وحطتهن ع الكرسي.. وتمددت ع القنفة وهي تشغل التلفزيون.. وحست بتعب فظيع.. لأنها ما رقدت الظهر شرات ما كانت متعودة كل يوم.. بس قررت انها تقاوم التعب وطلعت موبايلها وابتسمت للشاشة وهي تقول:" فدييته اليوم ما سمعت صوته.." دقت عليا على رقم مايد اللي رغم انه مخزن عندها في الموبايل بس تحب ادق الارقام بروحها كل مرة.. وحطت الموبايل على اذنها وهي متمددة ع القنفة وتمت تترياه يرد عليها.. وعقب ما كانت خلاص بتيأس من انه يرد.. مايد (بدون نفس): " الوو!" ابتسمت عليا وقالت بهمس: "ألوو؟" مايد: " ارمسي زين لوعتي لي بجبدي تراج..!" عليا (بهمس): " أفااا.. الحين انا الوع الجبد؟؟" مايد: " شو تبين انتي ؟؟ ليش متصلة؟؟" عليا: " امممم.. ما احب يمر عليه يوم وما اسمع صوتك.." مايد: " لا والله؟؟ عيل ابشرج.. هاي اخر مرة ارد عليج فيها.. واخر مرة تسمعين فيها صوتي.. ولا تحاولين ادقين من أرقام ثانية لأني ما برد على أي رقم غريب." عليا: "أهون عليك؟؟" مايد: "ومنو انتي عشان ما تهونين عليه؟؟" عليا: " في يوم من الايام بتعرف.." مايد: " ساعتها ممكن افكر.. بس الحين باي.." عليا: " لحظة لحظة.. خل نتفاهم.." مايد: " نعم.؟؟ على شو انتفاهم؟؟ انتي مأذتني استوى لج اسبوع.. واخرتها يوم اسألج ليش تقولين لي بس احب اسمع صوتك كل يوم؟؟ .. انا هالحركات ما احبها .. بتقولين لي منو انتي ولا لاء؟" تنهدت عليا وتمت تفكر .. شو تقول له الحين؟ كيف تقنعه يتريا شوي.. وكيف تفهمه انها بتخبره هي منو عقب.. يوم بيبدا يحبها.. ويلست ع القنفة وهي خايفة يبند في ويهها في أي لحظة.. بس قبل لا تتخذ أي قرار.. فاجئتها مزنة اللي كانت واقفة وراها من أول ما ابتدت المكالمة وقالت بصوتها العالي المميز: " انتي إيييه متى ييتي هني ؟ ومنو ترمسين؟؟ وليش مرققة صوتج؟؟" شهقت عليا من الخوف والصدمة وطاح الموبايل من إيدها .. وانفجرت مزنة من الضحك وهي تشوف عليا تشل الموبايل برعب وتبنده في ويه مايد.. عليا (وهي تطالع مزنة بحقد): " يا حيوانة!!.. زين لو انكسر الموبايل " مزنة كانت بتموت من الضحك.. وعقت عمرها ع القنفة وهي تضحك.. وهالشي خلا عليا تنقهر أكثر.. بس سكتت عنها لأنه بالها كان مشغول بشي ثاني.. مايد.. يا ترى عرف صوت مزنة ولا لاء؟ وإذا دقت له الحين بيرد عليها ولا بينفذ تهديده وخلاص ما بيرد عليها ولا على أي رقم غريب..؟ كانت عليا شوي وبتصيح ومزنة عقب ما خلصت موجة الضحك اللي مرت عليها رد لها الفضول وسألت عليا: "منو كنتي ترمسين؟" عليا : "وانتي شلج!!.." ابتسمت مزنة بخبث وهي تتذكر من فترة يوم كانت عليا عندهم وتكلم ربيعتها انها قالت لها عن مايد انه يعيبها.. معقولة تكون ترمسه هو في التيلفون؟؟ وما حبت مزنة تخلي هالشي في خاطرها عشان جي قالت لعليا: " اعرف منووو ترمسين ومرققة صوتج بعد!!" عليا: "لا والله؟؟ منو؟؟ جان فيج خير قولي منو كنت ارمس!!" مزنة:" ما بقول.." عليا: "لأنج ما تعرفين!" مزنة: "والله العظيم اعرف!" عليا: " والله انج ما تعرفين.." مزنة: "لا تحلفين انزين؟؟" عليا: "وانتي بعد لا تحلفين..!!" تمن اثنيناتهن ساكتات لمدة ثواني .. عليا تطالع مزنة بحقد.. ومزنه تطالع التلفزيون وعلى ويهها ابتسامة عابثة.. وعقب تردد قالت عليا: " مزنوه بتسيرين عند قوم سارونا اليوم..؟" مزنة: " هيه اكيد بسير .. عندي واجبات وما اعرف احلهن بروحي.." عليا (بسعادة): " ومتى بتسيرين..؟" مزنة:" الحين كريم بيي يشلني.. انا اترياه ما تشوفيني متلبسة؟" عليا (باحتقار): " انتي جي متلبسة بتظهرين؟؟" مزنة: "هيه .. ليش شو فيه لبسي؟؟" عليا: " ما فيه شي.. بس شعرج كشة..!!" مزنة: "والله امايه في المستشفى.. منو بيسحي لي شعري؟؟ انتي؟؟" قررت عليا تقردنها عشان اذا كانت شاكة في أي شي ما تخبر عليها.. وقالت بحنان مصطنع: " هيه حبيبتي تعالي انا بعدل لج شعرج وبخلي حتى سارونه تغار منج.." ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة ونشت هي وعليا وسارن غرفة مزنة عشان يعدلن شعرها.. طول هالوقت كان مايد يالس في الصالة يفكر وين سمع هالصوت من قبل؟؟ كان متأكد انه الصوت اللي دخل ع المكالمة في نهايتها سامعنه ويعرفه.. بس للأسف مب قادر يتذكر وين.. و ع العموم هالمكالمات المزعجة وايد مظايجتنه ومنو ما كانت هالبنية مايد خلاص قرر انه ما يرد عليها.. . . كان يالس في مكتبه في البيت ويحاول يفكر بهدوء بالمشكله اللي بين يديه حاليا.. على طاولة المكتب نوعين مختلفين من الاوراق وكلهن يخصن الشخص نفسه.. عبدالله.. المجموعة الأولى من الأوراق هي أوراق طلاقه من ياسمين.. والمجموعة الثانية عي أوراق تحويل ملكية الفلتين من اسم عبدالله لإسم ياسمين.. سهيل ما ينكر انه وايد مستانس لأنه عبدالله افتك من ياسمين وشرها.. بس في نفس الوقت متظايج وايد لأنه عبدالله كان يحبها ويمكن للحين بعده يحبها.. سهيل يعرف عبدالله من زمان وايد ويعرف انه يستاهل كل خير.. بس للأسف مصيره انه يكبر بروحه بدون زوجه.. ابتسم سهيل وهو يفكر بشمسة بنت عبدالله.. وقال في خاطره " ما عليه.. الله عوضه بشمسه.. وبعيال اخوه اللي يحبونه شرات ابوهم.." اطالع سهيل أوراق الملكية وجلبهن من كثر ما كان مقهور منهن.. في رايه ياسمين ما تستحق حتى فلس واحد من عبدالله.. وانها استغلت كرمه وقلبه لكبير لأقصى درجة.. بس ما يروم يقول هالشي لعبدالله مراعاة لمشاعره.. التفت سهيل صوب دريشة المكتب وهو يلمح بناته الثنتين يتمشن برى في الحديقة.. وابتسم وعيونه تشع بالحب والحنان.. هالبنتين أغلى ما يملك في هالدنيا.. ويوم يشوفهن ينسى همومه كلها.. وما يتم حد يشغل تفكيره غيرهن.. في هاللحظة ، انتبهت لطيفة من برى انه ابوها يطالعهن وركضت للدريشة ولصقت شفايفها على الزجاج وهي تطبع له بوسه .. وعقب سوت حركة بويهها ولوحت له بإيدها وردت تتمشى ويا موزة اللي كانت تضحك على خبالها.. ضحك سهيل من خاطره على بنته.. وكان يعرف انه عبدالله يحس تجاه شمسه بنفس الحب اللي يحس به سهيل لبناته.. ويعرف انه مهما كان وحيد ومهما قست عليه الايام، مجرد انه يشوف ابتسامة شمسة وهي تكبر جدام عيونه، هالشي بيكون كفيل بإنه يمحي كل الحزن من حياته.. |
في الحديقة برى، كانت موزة تتمشى ويا اختها وتاكل الايس كريم اللي في ايدها.. كانت مستانسة لأنه لطيفة اليوم وايد يلست وياها.. من يوم ردت من المدرسة وهي وياها.. حتى يوم كانت تحل واجباتها كانت يالسة في غرفة موزة اختها.. والحين كانن يتمشن ويرمسن عن كل شي .. وأي شي.. في داخلها كانت موزة حاسة انه هالتغيير اللي طرى على اختها له سبب.. مب معقولة لطيفة اللي كانت مدمنة انترنت تودر ادمانها مرة وحدة وبهالسهولة.. بس ما كانت تبا تضغط عليها ولا تبا تسألها عن أي شي.. كانت مستانسة انها يالسة وياها وهذا هو المهم.. لطيفة (وهي تيلس على كرسي الحديقة ): " أوكى تعالي بنلعب لعبة ثانية.." يلست موزة حذالها وأصابعها متجمدة من الايس كريم اللي في ايدها.. وقالت: " شو؟" لطيفة: " أنا بعطيج إسم اغنية وانتي تخيلي لها فيديو كليب.." موزة: " ماينفع انا من زمان ودرت الاغاني.." لطيفة: "ما عليه بختار اغنية جديمة.. " موزة: " اممم.. اوكيه.. ياللا اختاري.." لطيفة: " اغنية أصيل ابو بكر.. بذمتك.." موزة: "أويييه وايد كنت احب هالاغنية..!! ذكريات ثالث ثانوي.." لطيفة: " هههههه انزين يا راعية الذكريات.. خبريني كيف تتخيلين فيديو كليبها لأنهم ما سووا لها فيديو كليب.." موزة: " أحسن والله.. الأغاني الحلوة دوم يخربونها بفيديو كليباتهم السخيفة.. انزين خليني اعصر مخي وابدع.." اطالعتها لطيفة وهي تاكل الايس كريم وابتسمت.. من زمان ما يلست ويا اختها.. عالم النت جرفها بعيد عن الناس اللي تحبهم ويحبونها.. لطيفة بعدها مراهقة وهاي اجمل فترة من فترات حياتها.. هاي هي الفترة اللي المفروض تستمتع فيها وتعيشها لحظة بلحظة وهي ظيعت هذا كله على الانترنت وعلى اصدقائها الوهميين.. كانت تعرف انه مستواها الدراسي نزل بسبب النت ويلستها اربعة وعشرين ساعة عليه بدون لا تهتم لا بدراسة ولا امتحانات.. وكانت تعرف انه الصدمة الاخيرة اللي تعرضت لها هي الشي اللي كانت تحتاجه عشان تطلع من الدوامة اللي كانت عايشة فيها.. والحمدلله انه كل شي عدى على خير.. موزة: " أوكى.. أول شي.. المكان اللي يتصور فيه الفيديو كليب يكون ع البحر وقت الشروق .. الامواج تكون هادية والجو بارد.. والشاطئ مهجور.. وعلى هالشاطئ بيت خشبي كبير.. كل درايشه مبطلة وستايرهن البيض يرفرفن في الهوا البارد.. " لطيفة: "يا ويلي يا ويلي.. انزين كملي.." موزة: " بعدين مشهد ثاني من داخل البيت.. وحرمة جميلة يالسة على كرسي هزاز مجابل الدريشة وتطالع امواج البحر وهي تفكر بحزن.. ويطلع ويه اصيل في السما وهو يغني..بس صورته تكون شوي باهتة وكأنه سحابة أو مجرد طيف.. " لطيفة (باهتمام) : "إنزين؟؟" موزة: " بعدين يقترب من الحرمة ياهل صغير ويمد ايده لها.. وتبتسم له هي .. وتسير تمشي وياه برى ع البحر.. وتجمع وياه الاصداف.. وكل شوي ترد بها الذكريات لحياتها هي وريلها وبداية زواجهم والحب اللي كانوا عايشينه.. وترد الكاميرا للبحر ومشهد ثاني لها وهي تلعب ويا ولدها ويبنون بيت من الرمل.. وفي هاللحظة تي موجة وتهدم البيت.. ويبين الألم على ملامح الحرمة وهي تتذكر المشاكل اللي ابتدت تدخل بينها وبين ريلها.. " لطيفة: " والله تنفعين تكونين مخرجة فيديو كليب.. انزين كملي.." موزة:" هههههه.. انزين لا تخربين عليه.. عقب ما نحط كم مشهد لمشاكلهم ويا بعض.. يكون اخر مشهد انه يشل اغراضه ويطلع عنها.. وتيلس عاد هي حزينة.. وتفكر.. وتمر الايام وتكون هني بروحها هي وولدها.. وتنزل دموعها بس تمسحهن بسرعة قبل لا يشوفهن ولدها .. " لطيفة: "وأصيل بعده طاير في السما ويغني.." موزة (بنظرة حالمة) : " هييييه.. وبعدين يوم ترد الحرمة البيت.. تشوف حد واقف عند الباب يترياها.. ويوم تقترب اكثر.. تشوف انه ريلها وتبتسم بسعادة وولدها يركض له عشان يحظنه.. وريلها يطالعها بنظرة حب.. وهني يخلص الفيديو كليب.." صفقت لها لطيفة بإعجاب وقالت: " ما فيج حيييييييلة يا بنت سهيل.. طلعتي مبدعة وانا ما اعرف.." موزة: " شكرا شكرا.. شو تتحريني؟ انا اصلا انسانة عندي مخيلة صورية فظيعة.. ولا جان ما استويت رسامة.." لطيفة: " هاههاااي.. وهالخرابيط تسمينهن رسم؟؟ " موزة: "هذا فن سريالي انتي شو دراج؟؟ كل لون وكل خط له ألف معنى ومعنى.. " لطيفة: إنزين يا السريالية.. خبريني.. شو اخبار ليلى؟ من زمان ما سرتي عندها.." موزة: " آخر مرة سرت عندها كانت يوم وديت لها لوحة شمسة.. وعقب هي انشغلت وايد بصور الآثار اللي صورتهن للجريدة.. " لطيفة: "بس ترمسينها في التيلفون؟" موزة: " هيه اكيد كل يوم ارمسها.." لطيفة: "هيه اتحرى بعد.." موزة : " شو اتحرين؟" لطيفة: " ماشي.. كنت اتحراج بعدج ويا افكارج السخيفة اياها.." موزة: " محد سخيف غيرج اوكى.؟؟.. اممم.. شو رايج باجر انسير عندهم؟؟" لطيفة: "وانا شلي اسير وياج؟" موزة: "ما اعرف.. مابا اسير هناك بروحي.. وبعدين انتي ما شفتي مرت محمد للحين.." لطيفة حاولت انها ما تستانس لأنها بتشوف مايد بس غصبن عنها كان قلبها يدق بسرعة وقالت لاختها: "اففف انزين خلاص بسير وياج.. بس لازم تردين لي الخدمة.." موزة: "أكيد برد لج اياها فديتج.. لا تحاتين.." ابتسمت لطيفة وهي تاكل الايس كريم.. حتى لو ما شافته باجر.. المهم تكون موجودة في نفس البيت اللي هو موجود فيه.. . . ________________________________________ في الكويت، وبالتحديد في بيتها وفي غرفة نومها، كانت فاطمة يالسة على شبريتها تقرا التقارير اللي سلمولها اياهن الطلبة.. وتحاول تقيمهن بموضوعية وبدون تحيز.. خلاص الكورس ما بقى له شي وبيخلص واشغالها المكتبية زادت.. كانت تكره نهاية الكورس ، لأنها تضطر تقيم الطلبة وتضطر انها ترسب فئة معينة من التلاميذ اللي أكيد بيكرهونها وبيدعون عليها أول ما يشوفون النتيجة.. ما كانت تبا تظلم حد وتعرف انها بتتحاسب على كل درجة تنقصها او تزيدها لواحد من الطلاب.. تنهدت وهي تقرا خط إيد الطالب في التقرير.. كم مرة قالت لهم من الافضل انكم تطبعون التقارير على الكمبيوتر.. بس بعد للحين في طلبة مهملين ويسلمون لها تقارير مكتوبة بخط إيدهم.. وفاطمة تستحي أو ما يهونون عليها انها ترد لهم تقاريرهم وتقول لهم يردون يكتبونها مرة ثانية.. وبينما هي مندمجة في تصحيح الأوراق، بطلت ربيعتها لميا الباب بقوة ودخلت وهي تبتسم ابتسامة عريضة لميا: " مرررررحباااا.." ابتسمت فاطمة وهي تفصخ نظارتها وقالت: "مرحبتييين.. متى رديتي من الاستوديو؟؟" لميا: " توني الحين رادة.. وعندي لج اخبار حلووة.. فطووم والله مب قادرة اتحمل.. والله وااايد واااااايد مستانسة..!!" تأثرت فاطمة بفرح اربيعتها وانتقلت لها عدوى الوناسة وقالت: " شو عندج لمووي بسرعة خبريني!!" لميا: " أول شي باركيلي خلصت شغلي كله في الكويت وباجر برد قطر.." فاطمة:" ويييه حظج لمووي.. أنا باجيلي ثلاث اسابيع وعقب جان بفكر اني ارد!!" لميا: " إييه عاد هذا شغلج ما ترومين تتهربين منه.." فاطمة: " سويتي المقابلات ويا الممثلين؟" لميا: " إييه.. كل الشخصيات تناسب الممثلين. إلا شخصية هند وايد تعذبت وانا ادور لها ممثلة تقدر تتقنها.. وفي الاخير ياب لي المنتج ممثلة مبتدئة بس ما شالله عليها جميلة وموهوبة.. وايد حبيتها وقلت لهم هاذي هي هند.. محد يقدر يمثل الدور الا هي.." فاطمة: " ما تظايجن باجي الممثلات انه هالمبتدئة بتاخذ عنهن دور البطولة؟" لميا: "ما اعتقد لأنه ادوارهن وايد مميزة.. والمخرج هذا كل حد يتمنى يشتغل وياه.." فاطمة: "وانتي بعد كل حد يتمنى يمثل رواياتج.. فكرتي بإسم المسلسل؟" لميا: "والله وايد كنت محتارة في الاسم.. وبعدين قررت اسميه "ٌقليل من الحب".. شو رايج بالاسم حلو؟" فاطمة: " وااااااو.. وايد حلو.. ياللا ننتظر رمضان الياي وبنشوف كيف بيطلع المسلسل.." لميا: "إنزين خلينا من هالموضوع الحين.. واستعدي للقنبلة اللي بفرها عليج.." فاطمة : "شوو؟؟ قولي قولي..!!" لميا: " اممم.. المنتج بشار حسين.. " فاطمة: "إيييه.. شو فيه؟؟" تنفست لميا بعمق وقالت وهي تضحك: " عرض عليه الزواج وانا وافقت وبيكلم ابويه في الموضوع الاسبوع الياي!!!" بطلت فاطمة عيونها وحلجها ع الاخر من الصدمة وصرخت من الوناسة وهي تحظن ربيعتها اللي ما رامت تتحمل ونزلت دموع الفرح من عيونها.. فاطمة (وعيونها تدمع من الوناسة): "ألف ألف مبرووك.. فدييييتج والله انج تستاهلين كل خير.. ألف مبرووك.." لميا (بصوت مخنوق): " انا للحين مب مصدقة.. يعني بشار فعلا انسان راقي ومحترم.. وأي وحدة تتمناه وانا اعترف اني كنت معجبة فيه.. بس أبدا ما توقعت انه يفكر فيني كزوجة..!! فطووم بتزوج!!.. أخيرا بلبس فستان العرس وبتزوج!!" فاطمة : "حبيبتي والله.. والله اني فرحت لج من قلبي.. تستاهلين كل خير فديتج" ردت فاطمة تحظن ربيعتها اللي كانت طول هالسنوات تحلم بالزواج وتحقق لها هالشي ولو انه متأخر.. وغصبن عنها حست فاطمة بحزن وهي تفكر بنفسها وبعبدالله.. وأول ما يتها هالفكرة اجبرتها تبتعد عن بالها وردت تفكر بربيعتها وتحاول انها تشاركها فرحتها بهالخبر الرائع اللي زفت لها اياه.. . . " خلّوود.. خلوود.. والله ان ما طلعت بتشوف!!.. خلووووووود!!" مايد كان معصب من الخاطر وهو يدور خالد من مكان لمكان.. كان يبا يوديه الحلاق لأنه شعره وايد طويل ودوم يعطونه ورقة في الروضة عشان يخبر اهله ويقصونه له.. بس المشكلة انه خالد يخاف من الحلاق وكل ما يودونه تستوي مناحة وحشرة هناك ويضطر مايد انه ايلسه غصب ع الكرسي عشان الهندي يحلق شعره.. والحين من نص ساعة ومايد يدور اخوه ومب محصلنه.. وخالد اللي كان يسمع صوت اخوه وهو يزقره، كان متكور في مكانه ويالس تحت الطاولة الصغيرة اللي في الصالة وهو يتحرى عمره انه مختفي ومحد يروم يشوفه.. أكره شي عنده في هالدنيا انه يسير الحلاق.. كان متأكد اميه بالامية انه الهندي الغبي بيغلط وبيقص اذنه بدل لا يقص شعره.. وكل ما يفكر خالد بالألم اللي بيتعرض له والمقص يقص شي من جسمه يرتجف بكبره ويتكور أكثر في مكانه مايد كان مصر انه يحصله، مستحيل اليوم هذا يعدي بدون ما يوديه الحلاق.. دوره في كل مكان.. وفي كل زاوية.. كان بيموت وهو يبا يعرف وين انخش عنه..!! هو متأكد انه بعده داخل لأنه سارونه وأمل كانن يدورنه في الحديقة.. والبشاكير بعد.. والمشكله انه خالد وايد كتكوت ويروم ينخش في أي مكان.. تنهد مايد وهو يحرك عيونه في أرجاء الصالة بيأس وفي هاللحظة شافه ..! ضحك مايد بخبث وهو يقترب من الطاولة ويقول: "اخيييج.. هذا وين سار؟؟ اوهووو.. خلاص انا بطلع من الصالة وبسير الحلاق بروحي.." مشى مايد صوب باب الصالة وبطله وصكه بدون ما يطلع وعلى طول يوم سمع خالد صوت الباب يتبند طلع من تحت الطاولة وعلى ويهه ابتسامة انتصار.. بس ابتسامته اختفت تماما يوم شاف مايد يطلع له فجأة من وراه ويشله وهو يضحك .. خالد تم يصارخ ويرافس ومايد ما طاع ينزله.. وأصر يوديه الحلاق.. وشله برى وركبه السيارة غصب.. ويوم حس خالد انه خلاص ماشي فايدة من الصياح والصريخ.. يلس بهدوء وهو زعلان وماد بوزه وتحرك الدريول بالموتر وخالد يحس انه هاي اخر لحظات حياته!! في اللحظة اللي طلع فيها موتر قوم مايد من البيت، دخل الموتر اللي فيه عليا ومزنة.. ويوم التفتت عليا وشافت مايد في الموتر الثاني، كانت بتموت من الغصة..!! وين ساير هذا الحين وانا اللي ياية من بوظبي عشانه؟ اففف.. شو هالنحاسة يا ربييه!!.. نزلت عليا من الموتر ونزلت وراها مزنة وهي تسحب الكيس اللي فيه ألعابها ودفاتر المدرسة .. ودشن اثنيناتهن داخل، مزنة على ويهها ابتسامة حلوة وعليا من كثر ما هي مقهورة مب رايمة حتى تتصنع الابتسامة.. ويوم دخلن الصالة شافن ليلى توها نازلة من فوق ووياها مريم.. وعلى طول ركضت لهن مزنة تسلم عليهن .. مزنة : " السلام عليكم وين سارونه وأمل؟" ابتسمت ليلى وقالت لها: "وعليكم السلام .. ربيعاتج في الحديقة.. " مزنة: "زين بسير لهم .. هاي علايه ياية ويايه.." مشت مزنة لباب الحديقة وابتسمت عليا وهي تشوف ليلى ومريم يايات صوبها يسلمن عليها.. كانت هاي أول مرة تشوف فيها مريم من عقب العرس ولاحظت انها وايد حلوة بس شوي صفرة.. وتذكرت امها يوم خبرتها انه مريم مريضة.. وما تعرف ليش لاعت جبدها منها.. حتى وهي تحبها على خدها كانت تحاول تبعد قد ما تقدر.. ومريم لاحظت ارتباكها وفسرته على انه خجل لا غير.. ليلى (وهي تبتسم لعليا) : " تعالي حبيبتي .. بنيلس في الصالة الثانية.. امج شحالها؟" عليا: " الحمدلله بخير.. خالوه فواغي في المستشفى عشان جي يينا العين لأنه امايه تبا تيلس وياها.." شهقت ليلى وقالت باهتمام: " فواغي في المستشفى؟ ليش؟ عسى ما شر؟" عليا: " لا الحمدلله ما فيها الا الخير بس خلاص بتربي وامايه تقول انها وايد تتعب عشان جي.." مريم: " حليلها .. الله يسهل عليها.." اطالعتها عليا بارتباك وقالت: " ان شالله.." تمت عليا يالسة وياهن وتحاول انها تسولف وتضحك .. ولو انه افكارها كانت عند مايد اللي طلع من البيت في اللحظة اللي دخلت هي فيها.. وقامت مريم وسارت فوق عشان تيلس عند شمسة اللي كانت راقدة في غرفة ليلى، وتمت عليا تسولف ويا ليلى وتخبرها عن دراستها وامتحاناتها اللي خايفة منها.. في الحديقة، دورت مزنة ربيعاتها في كل مكان .. وفي الاخير لقتهن يالسات في الخيمة اللي على شكل نحلة واللي اشتروها من إيكيا يوم كانوا سايرين دبي.. استانست مزنة لأنها وايد تحب هالخيمة.. ودخلت عليهن وهي تقول: " أنا ييت!!" أمل: " وشو يبتي وياج؟" مزنة: " العابي وواجباتي .. " أمل: "وايد عليج.. وين الحلاوة.." مزنة: " ماشي.. انا االلي ياية بيتكم.. انتو لازم تعطوني.." سارة اللي كانت تتريا مزنة تي عشان يحلون واجباتهم ويا بعض، قامت وطلعت من الخيمة وهي تقول: " بسير اخبر تاميني ونجمة عشان يحطون لنا كيك وعصير.." مزنة: "زين .. لا تبطين.." سارة: "اوكيه.." عقب ما سارت سارة تمددت مزنة في الخيمة الصغيرة وقالت لأمل: " خلاص بتستوين مذيعة؟" أمل (وعيونها على المجلة اللي في إيدها): " هيه.." مزنة: " ومتى بتطلعين في التلفزيون؟" أمل: " عقب باجر بسير انا وميود التلفزيون عشان يجربوني.." يلست مزنة وقالت: " بسير وياكم!!" أمل (برعب) : " شووو؟؟ وليش تسيرين ويانا؟؟ " مزنة: "أبا اشوف التلفزيون .. وبعدين انتي مب على كيفج.." أمل: " لا تستوين رزة انزين؟؟ ميودي قال محد بيسير الا انا وسارة وهو بس!!" مزنة: " أنا برمسه اليوم وبخليه ياخذني.." أمل: " امج ما بطيع!" مزنة: "امايه في المستشفى.." أمل (باهتمام): "والله؟" اطالعتها مزنة بحزن وقالت: " هيه.. " استمر الصمت بين أمل ومزنة لفترة بسيطة وعقبها قالت أمل: " خلاص انزين تعالي ويانا.." ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: " غصبن عنج اصلا مب على كيفج.." أمل: " جاااب.. " دخلت سارة الخيمة وهي شالة صينية الكيك في إيدها وعطتها لمزنة اللي نزلتها تحت وطلعت تييب العصير من عند نجمة اللي كانت واقفة برى الخيمة.. ويوم دخلت سارة ويلسن هن الثلاثة ياكلن ويشربن العصير قالت مزنة: " خالي فهد طلق شيخوه.." أمل: " طلقها؟؟" مزنة: " هيه.." أمل (بارتباك): " شو يعني!!" تنهدت مزنة بملل وقالت: " ما اداني اليهال اللي ما يعرفون شي!!.. طلقها يعني ظربها.. امم كيف افهمج.. هيه!!.. نحن نقول لعن بوخامسها والكبار يقولون طلقها.." أمل (وهي مستانسة ع الكلمة اليديدة) : " أوييييه .. طلقها جدامج؟" مزنة: " اممم.. مب الحين.. من زمان فليل.. بس ما اروم ارمس عن هالسالفة لأنها سر.." سارة: "حرام ليش ظربها؟ شو سوت؟؟" مزنة: "لأنها تطلع فليل.. اففف.. ليش خليتوني اقول؟؟ قلت لكم هذا سر!!.. خلاص ما بقول شي" أمل: "وصاحت؟؟" مزنة: "هييه وايد تمت تصيح.. حتى عيونها استون حمر.. وصغااااار.." سارة: " ما احبه خالج فهد.. ما احب يوم الريال يضرب مرته.. نفس المسلسل اللي شفناه امس..كله يظربها وهي تصيح " مزنة: " أنا يوم بكبر وبعرس.. أول ما يطلقني ريلي برد بيتنا وبخبر عليه امايه.." أمل: " أنا اصلا ما بخليه يطلقني.. لأني انا اللي بطلقه وبصفعه تصفيع.." مزنة:" هههههههه.. عيل وين خلود الدب؟؟" سارة: " مايد وداه الحلاق.." شهقت مزنة وشربت عصيرها بسرعة وقالت: "هييه هييه.. ما خبرتكم..!!" أمل: "شو بسرعة قولي!!" مزنة: "عليوه الدبة تحب ميوود.. وترمسه في التيلفون..!!" بطلت سارة عيونها ع الاخر وهي تطالع مزنة ، أما أمل فكان هالشي عندها عادي وما شافته خبر مثير بالمرة.. واستغربت من نظرات الدهشة اللي وجهتها سارة لمزنة.. سارة: "إحلفي!!" مزنة: "والله العظيم.. انا سمعتها ترمسه وترقق صوتها بعد.. " سارة: " يعني بيتزوجها؟؟" ألحين انصدمت أمل.. وقالت بخوف: "هاااااااااااه؟ ميودي بيعرس؟؟؟ متى؟" مزنة: " ما اعرف.. مب الحين لأنه بعده في المدرسة .. بس ع الاقل عرفنا منو بياخذ عقب ما يخلص من المدرسة ويكبر.." سارة كانت مظايجة وايد وقالت لمزنة: " انا ما اباه ياخذ عليا.. وايد خقاقة.." أمل: " يعني هاذي بتسكن ويانا؟؟ اخييج!!. مول ما ترمسنا. . مادانيها..!!" مزنة: "ولا انا ادانيها.. ما عليه لا تحاتون .. بعده وايد باجي عن تخلص المدرسة.. يمكن يغير رايه.." ابتسمت سارة بارتياح ونست مزنة السوالف شوي وابتدت تحل واجباتها ويا بنت خالوتها.. وأمل يلست تلون وتكمل واجباتها وياهم.. |
في الصالة، كانت عليا خلاص متمللة ومب متحملة سوالف ليلى اللي كانت ما تهمها مول.. كانت تطالعها وتبتسم بس أفكارها في مكان ثاني.. وكل شوي تضحك على اللي تقوله ليلى او ترد عليها بكلمات بسيطة مثل: "اهاا.. هييه.. هممم.." او اتم ساكتة وهي تلعن الساعة اللي فكرت تي فيها العين.. لو تامة في بيتنا وراقدة مب احسن لي؟؟ شو اللي خلاني آي هني..؟؟
في هاللحظة رن موبايل ليلى وأنقذ عليا من سوالفها.. وابتسمت ليلى يوم شافت انه اللي متصلة هي موزة وقالت لعليا.. : " ثواني بس؟" عليا (وهي تقوم من مكانها ): " لا لا .. خذي راحتج حبيبتي انا بتمشى شوي في الحديقة.." ليلى (وهي ترد ع التيلفون): "أوكييه... ألووو؟ هلا مواز.." نشت عليا من مكانها وسارت صوب باب الحديقة الزجاجي وبطلته وطلعت برى.. وتمت ليلى تطالعها وهي حاسة انه هالبنية مب هينة ووراها سر كبير.. بس استغفرت ربها وردت تركز على رمسة ربيعتها.. موزة: "شحالج غناتي؟؟ " ليلى: "الحمدلله حبيبتي انتي شحالج؟" موزة:" بخير ربي يعافيج.. امممم... تولهتي عليه؟؟" ابتسمت ليلى وقالت: " شو هالسؤال؟؟ المفروض تعرفين اني دوم اتوله عليج.. ما يحتاي تسأليني" موزة (بدلع):" هيه بس بعد احب اسمعها منج.. ياللا قولي لي تولهتي عليه؟؟" ليلى: " تولهت عليج وااااااااااااااايد.. فديت روحج والله انج دوم على بالي.." موزة: " حبيبتي والله!!. انتي انشغلتي عني وايد في هالفترة ولازم تعوضيني.." ليلى: "امممم.. اوكيه ما عندي مانع.. شو التعويض اللي تبينه.." موزة: " شو رايج نسير الحديقة يوم الاربعا الياي؟" ليلى: "أوكيه ما عندي مانع.. " موزة:" بس تعالي بروحج.. خلي اليهال عند مريم.. " ليلى:" اوييه لا ما اروم اعبل عليها.." موزة: "لا بتعبلين عليها ولا شي.. بالعكس احس بها تموت في اليهال ووايد تحب اخوانج.." ليلى: " هيه فديتها مول مب مقصرة وياهم.." موزة: " اممم.. انزين.. وشو بعد؟" ليلى: " هييه نسيت اخبرج.. راويت عمي اللوحة مالت شمووس.. اسميه استانس!!.. والله وايد وايد استانس عليها وقال بيعلقها في مكتبه في الشركة عشان كل حد يشوفها.." احمرن خدود موزة من الوناسة وقالت:" صدق؟؟ يااااي استانست!!.. بصراحة بصراحة.. عمج ذوقه راقي.. وما الومه يوم عيبته اللوحة .. تراني انا راسمتنها.." ليلى: "هههههههه.. بس بس .. لا تصدقين عمرج وايد.." موزة: " هههههه تدرين؟ من عقب ما نجح المعرض اللي سويته افكر اسوي معرض ثاني.." ليلى: " وااااااو.. ياللا سوي معرض ثاني بس هالمرة لازم ترسمين لوحة وتسمينها ليلى.." موزة: " وانتي ما بتشاركيني في المعرض؟" ليلى: "أنا؟؟ بس فديتج انا ما صورت شي يديد.." موزة: " عيل ياللا شو تتريين.. فكري ب theme معين وصوري .. انا ما عندي الا سبع لوحات ويوم برسم 15 لوحة بسوي المعرض.. لين هذاك الوقت بتكونين فكرتي بشي وبيكون عندج مجموعة حلوة من الصور.. شو رايج؟" ليلى: " خلاص حبيبتي.. ما عندي مانع.. ومشكورة انج فكرتي فيه.." موزة: "عن السخافة انزين؟ نحن ما امبينا هالرمسة.." ليلى: " موازي والله تولهت عليج.. أحس انه عندي وايد اشيا ابا اقول لج اياها.." موزة: " اممم خلاص اسمعي.. أنا ولطوف بني بيتكم باجر.. وبنيلس وبنسولف على كيف كيفنا.. شو رايج؟؟" استانست ليلى من الخاطر وقالت: " يا ريت والله.. متى بتون؟" موزة: " العصر جي.. اوكى؟" ليلى: " أوكيه غناتي.. " موزة:" ياللا حبيبتي بخليج الحين بسير اشوف فرندز.." ليلى: " اوكيه وانا بعد بسير اشوفه.. ياللا فمان الله.." موزة: " مع السلامة.." بندت ليلى عن موزة وسارت فوق عشان تشوف التلفزيون في غرفتها وبالمرة تيلس ويا مريم اللي كانت ويا شمسة.. ويوم دخلت غرفتها شافت مريم طايحة ع الشبرية وتلاعب شمسة اللي كانت واعية .. مريم كانت ترمسها بحنان وتسوي لها حركات بويهها وإيدها وشمسة تطالعها بانبهار.. وعيونها الحلوة تتحرك بنفس الاتجاه اللي تتحرك فيه اصابع مريم.. ابتسمت لهن ليلى وهي تيلس على طرف الشبرية وقالت لمريم: " ماشالله تعرفين تتعاملين ويا اليهال مع انه ما عندج خبرة في هالمجال.." مريم (وعيونها على شمسة): " ما احس انه هالشي يباله خبرة.. اليهال ما يبالهم الا انج تحبينهم.. وانا مب بس احب شمسة.. والله اني اموت فيها.." ليلى: " فديت روحج.. وهي بعد احس بها تعلقت فيج وايد.. مجرد انها تشوفج على طول تسكت.." مريم: " بعدها صغيرة ما تميز بين الاشخاص .." ردت مريم تلاعب شمسة وتمت ليلى تطالعها بحزن وهي تفكر انها بتعيش طول عمرها بدون يهال.. يا ترى محمد بيروم يتحمل انه يتم جي بدون عيال؟ طبعا لاء.. ومن حقه انه ياخذ له حرمة ثانية تييب له الولد اللي بيحمل اسمه.. بس مجرد انها تشوف مريم جدامها تحس ليلى بالذنب من مجرد تفكيرها بهالافكار.. مريم تستاهل كل خير.. يكفي انها من يوم دخلت حياتهم وهي تنشر البسمة والحب في كل ركن من أركان البيت.. في هاللحظة، سوت شمسة حركة بشفايفها وكأنها ابتسمت.. وتخبلن ليلى ومريم عليها وهن يبوسنها ويتفدنها ونست ليلى أفكارها عن مريم ومستقبلها وما شغل بالها الا هالملاك اللي كانت في حظنها الحين.. كانت عليا تمشي في الحديقة بحزن وهي تحس انه قلبها يتفتت مع كل خطوة تمشيها.. الجو كان ربيعي ورائع .. والشمس ابتدت حرارتها تخف وريحة شجيرات الياسمين والريحان والجوري كانت تنتقل مع النسيم الهادي وتترس قلب عليا بحزن ما تعرف شو مصدره بالضبط.. كانت تحب مايد، مهما حاولت تنكر هالشي ومهما حاولت انها تقول لنفسها انه مجرد اعجاب .. بس في النهاية كانت تعرف انه شي اكبر من الاعجاب والميول العادي.. مشاعرها تجاهه كانت مشاعر حب.. بس ليته يحس فيها ولو شوي.. المرة اللي طافت يوم كانت هني في بيتهم، بين لها انه هو بعد معجب بها.. بس عقب رد ولبسها.. عليا تعرف انه هاي كلها حركات عشان ما يبين لها انه ميت عليها.. وتعرف انه في داخله يحبها.. بس لو يودر كبريائه شوي ويعترف لها.. كل شي بيكون بخير.. تنهدت وهي تبتسم للمنظر الرائع اللي شافته جدامها.. أوراق شجرة اللوز الكبيرة كانت طايحة في النافورة الدائرية اللي في نص الحديقة وشكلهن ويا السمجات الذهبيات اللي يسبحن في النافورة كان يطير العقل.. يلست عليا على طرف النافورة وشيلتها على جتفها .. كانت فاصخة عباتها داخل وتامة بالتنورة التركواز والقميص الابيض .. وشعرها اللي ردت تصبغه باللون الأسود الفاحم كان نازل من المشبك على شكل خصلات غطت اطراف ويهها ورقبتها وجتفها.. وهذا هو المنظر اللي شافه مايد جدامه وهو ياي من صوب الكراج ويا خالد.. خالد كان يمشي وهو مستانس انه الحلاق ما قص شي من راسه.. وفي ايده كانت حلاوة دائرية متوسطة الحجم وشكلها مثل الكورة.. وفي ايده الثانية جيس متروس حلويات من chocolate factory .. ويوم وقف مايد يطالع عليا.. كمل خالد دربه للطرف الثاني من الحديقة في المكان اللي يعرف انه خواته يالسات فيه.. ويوم انتبهت عليا لخالد، رفعت راسها وشافت مايد يطالعها وهو يبتسم وللحظة.. حست انه الدنيا والعالم كله توقف ويا دقات قلبها.. ليش هالانسان الوحيد اللي كل ما تشوفه تحس انه يزداد وسامة ورجولة أكثر عن المرة اللي قبلها؟؟ شو هالشي المميز اللي فيه واللي تحس به يشدها صوبه اكثر واكثر.. استمرت هالثانية اللي التقت فيها عيونه بعيونها لفترة طويلة كسر فيها مايد الصمت وقال وهو يبتسم ويقترب منها: " علايه؟؟ هلا والله .. عاش من شافج!!" استحت عليا وارتبكت وهي مب عارفة تغطي شعرها ولا لاء.. وفي النهاية قررت تحط الشيلة على راسها من باب الذوق والأدب.. وقالت: "أهليين.. شحالك مايد؟" مايد وهو يطالع شعرها الاسود ويبتسم: " أنا بخير ربي يعافيج.. انتي شحالج؟" عليا (وهي بتموت من المستحى): " بخير الحمدلله.." ابتسم مايد بخبث وقال: " من متى انتي هني؟" عليا: "امممم.. من ساعة الا ربع تقريبا.. وبروح عقب المغرب.." مايد : "بتروحين بوظبي ولا بيت يدوتج؟" رفعت عليا راسها واطالعته وهي تتمنى لو ييلس حذالها بدل لا هو واقف فوق راسها جي.. وقالت: "لا بروح بوظبي.." مايد: "أفاااا.. جيه عاد؟؟ ما شبعنا منج..! " استانست عليا وقالت بجرأة: " والله ودي اتم حتى انا ما شبعت من شوفتكم بس شو اسوي ورايه مدرسة باجر.." مايد: " هيه والله.. اممم اقول علاية..؟" عليا: "لبيه..؟ " مايد : " لبيتي حايه.. اممم المرة اللي طافت شعرج كان احمر.. شو جلبه جي مرة وحدة واستوى اسود؟" انصدمت عليا وحست انه ويهها يحترق من القفطة.. ومايد ابتسم لها ابتسامة بريئة وهو يتريا ردها .. كان يعرف انه المفروض ما يسألها هالسؤال بس ما قدر يقاوم .. تعيبه وايد وهي قافطة ومستحية جي.. وما يبا يفوت على عمره فرصة انه يحرجها.. عليا (بإحراج): " تراني.. صبغته!!!" مايد: "أهااا... يعني ها مب لونه الطبيعي.." عليا (وهي تتنهد بظيج): "لا مب لونه الطبيعي.." مايد: "وشو لونه الطبيعي؟" اطالعته عليا بنظرة حادة وقالت: " شعري بني غامج .." مايد: " وليش صابغتنه عيل.. احس لونه كان عجيب.." عليا: " اممم بس جي.. أحب التغيير.." ابتسم لها مايد وهو يمشي عنها وقال: " بس كل شي يكون احلى على طبيعته.. انا ببدل ثيابي وبرد لج .. اوكى؟" عليا: " اوكى.." راح مايد غرفته وتمت عليا تطالعه لين ما اختفى عن عيونها وتنهدت وهي بعدها حاسة بالاحراج.. صدق انه الشباب موول ما يخصهم بالرومانسية..!! يعني استوى له ثلاث اسابيع مب جايفنها والحين يوم تعنت ويت لين هني يرمسها بهالدفاشة؟؟ بس بعدها تحبه وبعدها تتخبل عليه .. نشت عليا من مكانها وقررت تسير عند اليهال وتتسلى وياهم لين ما يرد مايد من فوق.. ومشت والابتسامة مرتسمة على شفايفها وشافتهم كلهم متيمعين داخل الخيمة اللي على شكل نحلة.. وسارت لهم ووايجت عليهم داخل وهي تقول: " شو تسوون؟" التفتوا لها هم الاربعة وانصدمت عليا يوم شافت نظرات الاحتقار اللي اطالعتها بها سارة وأمل.. بس طنشت وقالت لخالد: "الله!!.. هالحلاوة كلها من وين؟؟ ميود اشترالك اياها؟؟" أمل (وهي تطالعها بنظرة حادة): " هيييه.. أخويييه ميووودي حبيبي اشتراها.. ومحد بياكلها غيرنا!!" عليا: " انزين يالدبة.. كليها كلها بروحج انا ما قلت ابا.." مزنة: "انتي الحين شو تبين؟؟" عليا: " ياية ايلس وياكم.. عندج مانع؟" اطالعتها سارة بنظرة خالية من المشاعر وقالت لها بجدية : "إنتي بتتزوجين مايد؟؟" انصدمت عليا من سؤالها وعلى طول اطالعت مزنة اللي انشغلت فجأة وقامت تشخبط شي في دفترها.. كانت عليا صدق مقهورة منها.. مزنة حلج وعادي تخبر أي حد بكل اللي سمعته اليوم.. عشان جي لازم تكون عليا حذرة.. ومن كثر ما كانت خايفة.. طلعت موبايلها عشان تمسح كل المكالمات اللي فيه وتمسح بالمرة رقم مايد.. بس وهي ميودة الموبايل تفاجئت بصرخة قوية حذالها وطاح الموبايل من إيدها وهي تبطل عيونها ع الاخر وتشهق من الصدمة.. الحلاوة الدائرية اللي كان خالد يمصها دخلت له في بلعومه وتمت واقفة هناك.. وكان مب رايم يتنفس وعيونه طالعة على برى ومبطل حلجه ع الاخر وهو يحاول يصرخ او يتنفس بس مب قادر.. وبيأس شديد تيود في قميص اخته سارة اللي كانت تصرخ بأعلى صوتها وهي تشوف ويه اخوها يحمر بكبره... عليا تمت متيبسة مكانها وهي مب عارفة شو تسوي وأمل عفدت على خالد وتمت تضربه على ظهره عشان اطلع الحلاوة بس من دون أي فايدة لأنها علقت في القصبة الهوائية.. في هاللحظة، شافت مزنة موبايل عليا طايح جدامها ومن كثر ما هي خايفة شلته واتصلت بالرقم الوحيد اللي كانت حافظتنه.. رقم مايد.. وعليا اللي ردت لها الحاسية في هاللحظة ما انتبهت لمزنة وسارت صوب خالد وشلته بسرعة وطلعته من الخيمة.. وهي تحاول قد ما تقدر انها اطلع الحلاوة من بلعومه.. مايد عقب ما سار عن عليا، تم يضحك وهو يتذكر ملامح ويهها.. عليا فنانة ويستانس عليها بس يحس بها شوي مغرورة وهو ما يعيبه ابد هالشي.. يحس انه الغرور مرض ويشفق على الشخص المصاب بمرض الغرور.. هذا اللي كان يحس به تجاه عليا.. التعاطف والشفقة.. بس بعد لازم يعترف انه البنية وايد وايد حلوة وانها عايبتنه.. فر مايد موبايله ع الشبرية وسار بيتسبح لأنه خالد ما طاع ييلس أبد في الحلاق واضطر مايد انه ايلسه ع ريوله والحلاق المسكين تعذب وهو يحلق له لأنه كان وايد يتحرك.. وطبعا شعره كله طاح على ثياب مايد عشان جي كان لازم يغير الكندوره.. بس قبل لا يدخل مايد الحمام، رن موبايله.. وتردد مايد قبل لا يسير يشوف منو متصل.. ويوم شاف رقم البنية اللي مأذتنه تأفف وشل الموبايل في ايده وهو يفكر يرد عليها ولا لاء.. قبل ساعتين متصلة فيها وقال لها انه خلاص ما بيرد عليها.. شله متصلة الحين بعد؟؟ تم مايد يطالع الرقم بحيره.. وعقب قرر انه يرد عليها وقبل لا يقول ألو او حتى يتنفس ياه صوت مزنة الحاد وهي تزاعج وتقول: "ميووووووووود إلحق بسرعة خالد بيمووت.. تعال بسرعة... " انصدم مايد وسمع صوت الصريخ والحشرة وما افتكر في الرقم ولا يا على باله انه مزنة داقة له من نفس رقم البنية اللي تأذيه.. على طول طلع من غرفته وركض بسرعة فظيعة وهو ينزل عن الدري ويطلع للحديقة.. ومريم وليلى يوم سمعن صوت الركض طلعن من الغرفة ومن الخوف ، نزلن بسرعة تحت يشوفن شو اللي مستوي.. يوم وصل مايد الحديقة، خالد كان خلاص ويهه أزرق.. وعيونه حمر.. وكان يطالع عليا بنظرة توسل وتعب وهي تصيح ومب عارفة شو تسوي.. مايد شل أخوه وهو يسمع مزنة تقول له انه الحلاوة عالقة في بلعومه .. وبدون تفكير.. وقف مايد ورا اخوه الصغير وتم يضغط على بطنه تحت منطقة الرئتين بالضبط ويضغط ويضغط بقوة ، وخالد ويهه استوى خليط من الالوان وهو يشهق بصوت عالي .. ليلى وصلت في هاللحظة ويا مريم وتمت تطالع الموقف كله برعب فظيع.. وهي مب مصدقة انها تشوف اخوها خالد بين الحياة والموت للمرة الثالثة .. حست بدوخة وتساندت على مريم اللي ويهها استوى ابيض من الخوف.. وتمت تدعي ربها انه يساعده ويرحمه ويلطف به وفعلا طلعت الحلاوة من حلج خالد عقب ما استمر مايد يضغط على بطنه .. وطاح خالد في حظن اخوه وهو يتنفس بعمق ويحس انه روحه ردت له.. وتيمعوا كلهم عليه وهم يصيحون وخصوصا ليلى اللي شلته وتمت تبوسه وهي حاظنتنه وهو حط راسه على جتفها بتعب وتم يصيح من الخوف.. مهما وصفت ليلى غلاة هالطفل عندها ما بتقدر انه توفيه حقه.. كانت تحبه اكثر من أي واحد ثاني من اخوانها .. ومجرد فكرة انها تخسره كانت وايد صعبة بالنسبة لها.. عشان جي كانت تصيح بعنف وهي حاظنتنه .. وشلته وياها للصالة عقب ما اطالعت مايد بنظرة امتنان ردها مايد بابتسامة متعبة.. وعقب ما ساروا كلهم داخل كانت عليا بتتبعهم بس تذكرت موبايلها وتمت ادوره وتتلفت يمين ويسار وهي مب محصلتنه.. وتفاجئت يوم مد لها مايد ايده وكان الموبايل فيها..وخذته عنه بأصابع ترتجف وهي تهمس بكلمة " شكرا" اطالعها مايد بنظرة جليدية وقال: "العفو.. " ارتبكت عليا وايد وكانت حاسة انه فيه شي غلط .. وقبل لا تمشي عنه تنفس مايد بعمق وقال: " علايه ممكن ارمسج شوي؟" عليا (بخوف): " هيه أكيد.." مايد: " انزين تعالي .." مشى مايد جدامها وتبعته عليا وهي تحس انه اطرافها تخدرت من الخوف.. بس كانت تحاول اطمن عمرها وتقول انه اكيد يبا يرمسها في شي ثاني.. رغم هذا كانت في داخلها حاسة انه كشفها وكارهة عمرها عشان هالشي.. مشى مايد للكرسي الخشبي العريض اللي كان بعيد وايد عن البيت.. لأنه كان متاكد انه محد بيزعجهم هني.. ويلس وهو يأشر لعليا عشان تيلس حذاله.. ويوم يلست تمت منزلة عيونها وويهها أحمر من الصياح على خالد ومن التوتر والخوف اللي كانت تحس به.. ما عرف مايد كيف يبدا الموضوع .. بروحه كان مقهور منها ومرتبك من الموقف كله.. بس في الاخير تشجع وقال : " عليا؟ ممكن تخبريني هالمكالمات شو تفسيرها؟؟" التفتت له عليا بحدة واطالعته بعيون كلها دهشة وهي تسأله: "أي مكالمات؟؟" تنهد مايد ونزل عيونه وهو يقول: " انتي تعرفين أنا شو أقصد.." عليا: " لا والله.. " مايد (بنبرة حادة): "لا تحلفين!!" عليا: "بس.." مايد: " مزنة دقت لي من موبايلج.. علايه خلاص كل شي انكشف.." انترسن عيون عليا من الدموع وتأفف مايد وهو يشوفهن ينزلن من عيونها وقال: "الحين ليش تصيحين؟؟ شو قلت انا؟؟ بعدني ما قلت شي!!" سكتت عليا وتمت منزلة راسها بخجل.. ما كانت عارفة شو تقول له .. الموقف كله كان صعب جدا عليها.. ومحرج.. شو يباها تقول يعني؟ ليش يحرجها بهالطريقة؟؟ قرب مايد ويهه منها وقال بهدوء : "عليا.. اطالعيني.. " اطالعته عليا من ورا دموعها وشافت نفس الارتباك اللي تحس به منعكس على ملامحه.. وما عرفت شو تقول.. بس تمت مركزة على عيونه وتريته يقول اللي عنده.. مايد: " اسمعيني علايه.. اللي تسوينه غلط.. وأكبر غلط بعد.. امج تعرف انج ادقين لي ؟؟" عليا (بصوت مخنوق): " طبعا لاء.." مايد: " ولو عرفت؟؟ شو بيستوي؟ بتحطيني وبتحطين عمرج في موقف بايخ.. وعشان شو؟؟ عشان حركات مالها أي داعي.." انجرحت عليا وايد من أسلوبه.. معقولة ما يعرف انه يالس يجرحها؟؟ ليش يرمسها بهالقسوة وهالبرود؟ ما يعرف انها سوت هذا كله عشانه هو؟؟ عشانها تحبه؟؟ اطالعته عليا وعيونها تبين مقدار الجرح اللي حست به وقالت : " حركات مالها داعي؟؟" مايد: " هيه.. علايه ممكن تخبريني ليش كنتي تتصلين وما ترمسين؟؟ لا وعقب قمتي ترمسين وتغيرين صوتج.. ليش هذا كله؟؟ لا تقولين مقلب !!" عصبت عليا ووقفت وهي تقول له بصوت عالي: " معقولة؟؟ معقولة ما فهمت اني اسوي هذا كله عشان اكون قريبة منك؟؟؟ شو من قلب عندك انته!! ليش ما تحس فيه؟؟ يالس تجرحني من أول ما يلست وياك وانا ساكتة عنك.. كل هذا عشاني حبيتك؟؟ " انصعق مايد من كلامها.. وتم يطالعها بعبط وهو مب مستوعب اللي قالته.. تحبه؟؟ كيف يعني؟؟ ومتى؟؟ تحبه؟؟ حس مايد بالدم اللي في ويهه كله يتسرب وحس انه دايخ وانه اللي قاله كان مجرد تخيلات مالها أي اساس من الصحة.. ويوم حس انه مرتبك ومب عارف شو يقول .. مد إيده وسحبها عشان ترد تيلس وقال: " لا تعلين صوتج..!! ما فيه حد يسمعنا.." يلست عليا وهي تنتفض من القهر.. وتم مايد يالس وياها فترة طويلة وهو ساكت .. ويجلب الافكار في باله مب عارف شو يقول لها !! عليا كانت تباه يرمس.. يقول أي شي غير انه يتم ساكت.. هالصمت كان معذبنها .. لأول مرة في حياتها تعترف لشخص انها تحبه.. لأول مرة تضعف لهالدرجة.. وهاذي هي ردت فعله؟؟ يتم ساكت؟؟ وين المشاهد اللي تخيلتها في بالها؟؟؟ انه بيستانس وبيقول لها انه هو بعد يحبها؟؟ وين الأحلام الورديه؟ كله هذا تحطم جدام الواقع اللي يالسة تعيش لحظاته الحين.. غمض مايد عيونه وهو متألم صدق من اللي بيقوله .. بس في رايه كان لازم ينهي هالوضع الحين.. حتى لو كانت عليا تفكر انها تحبه.. لازم يوضح لها انه هالحب مستحيل يكون من الطرفين لأنه مايد بكل بساطة ما يحبها..وما يعتقد انه في يوم من الايام ممكن يحبها.. مايد: " علايه.. اسمعيني.. علايه انتي ما ... ما تحبيني.. انتي بس تحسين بهالشي لأنه..." قاطعته عليا بعصبيه وقالت: "شو دراك انته بمشاعري وقلبي عشان تقول اني ما احبك!!" مايد: " صحيح ما اعرف..!! بس أي حب هذا وانتي ما يلستي ويايه الا مرة او مرتين؟؟" عليا: "ومنو قال لك انه الحب له شروط؟؟ وانه ما يسكن القلب الا عقب فترة معينة من الزمن؟؟ الحب ما يعرف زمن ولا يعرف مكان ولا يعرف يختار الشخص المناسب.. الحب يفاجئنا وحبك انته سكن قلبي بدون أي مقدمات.. " كسرت الدموع نبرة صوتها واطالعته عليا بألم وحس مايد بقلبه يتقطع .. كان حاس بالذنب ومتلوم وايد فيها.. وكاره عمره لأنه انحط في هالموقف.. كلامها صح واذا هي فعلا تحبه فهي مالها ذنب في هالحب.. بس بعد مايد ما يروم يشجعها أو يبين لها انه ممكن في يوم يشاركها هالاحساس.. ما يقدر يخدعها .. عليا ما تهون عليه.. حتى لو كان هالشي عشان يطمنها ويهديها.. ما يقدر.. يعرف انه اذا سايرها الحين بيجرحها اكثر عقب يوم بتكتشف انه ما يحبها.. عشان جذي قرر انه يدوس على مشاعر التعاطف اللي في داخله وقال لها بنبرة جاده: " عليا.. حتى انا احبج.. واحبج وايد بعد فوق ما تتصورين.. بس كأخت.. انتي بتمين دوم وحدة من خواتي وهالشي ما بيتغير ابد.." نشت عليا عشان تسير عنه ونش مايد وراها ويود ايدها وهو يقول: " علايه..!" غمضت عليا عيونها وتمت تهتز بكبرها وهي تصيح بقوة.. وتقول له : " إنته ذبحتني.. ذبحتني يا مايد عمري ما تخيلتك بهالقسوة والله انك ذبحتني.. " وسبحت ايدها من ايده بقوة ومشت خطوتين وعقبها ما رامت تتحرك واستندت على شجرة اللوز وحطت ايدها على ويهها وهي تصيح.. تم مايد واقف يطالعها بألم وهو يحس بعمره انه فعلا مجرم.. بس كان يعرف انه هذا هو التصرف الصحيح وعشان جي نزل راسه وسار عنها وخلاها تصيح بروحها في الحديقة.. كانت الشمس بادية تغرب ومنظر الغروب الرائع زاد الحزن اللي في قلبه.. ودخل مايد البيت وصك الباب الزجاجي وراه .. وتمت عليا في الحديقة تصيح الحب اللي عمره ما بيكون من نصيبها.. وعقب ما قدرت تسيطر على نفسها شوي.. اتصلت بدريولهم عشان يردها البيت هي ومزنة.. . . |
.
في شارع خليفة، وفي مكتبه في الفرع الرئيسي لمحلات المجوهرات اللي يملكهن، كان محمد يالس ويا نسيبه منصور يسولفون عقب ما ردوا من صلاة المغرب.. كان صوت الحريم اللي يايات المحل ينسمع من المكتب ووحدة منهن كان صوتها وايد عالي ويالسة تهزب الهندي اللي يراويها الاطقم.. ومنصور ومحمد يسمعونها ويضحكون.. محمد: "اممم.. منصور شو رايك ؟ افتح الفرع اليديد في دبي ولا ماله داعي؟" منصور: " وليش ماله داعي؟ بالعكس انته بتستفيد وايد لأنه السوق ماشي في دبي.." محمد: " صح انه السوق ماشي بس المنافسة كبيرة.." منصور: " ما عليك.. محلاتك انته معروفه في كل مكان.. وتصاميمكم هالسنة فازت بجوائز عالمية.. يعني المفروض آخر شي تخاف منه هو المنافسة.." محمد: " ياللا بتوكل على ربي وبفتح هالفرع اليديد.. " منصور: " شو رايك ادخل وياك شريك؟" اطالعه محمد وابتسم: " صدق؟ ترمس جد؟" منصور: " هيه والله.. اتمنى هالشي.. ها.. شو قلت؟" محمد: " والله انا اللي اتمنى هالشي.. أكيد موافق.. بعد هاي يبالها سؤال ؟" منصور: " زين عيل تراني يديد في هالمجال وما اعرف له.. يعني لازم اتعلمني.." قبل لا يرد عليه محمد رن موبايل منصور.. وعقب ما شاف الرقم ابتسم وقال لمحمد انه بيطلع يرمس في الموتر وبيرد له عقب.. ابتسم له محمد ورد يراجع الفواتير اللي على طاولة المكتب.. وفي هاللحظة رن موبايله هو بعد وكانت مريم هي اللي متصلة.. رد عليها محمد وهو يبتسم بسعادة وقال: " هلا والله بالغلا كله.." مريم (بصوتها الموسيقي): " هلا حبيبي.. شحالك؟" محمد: " متوله عليج.." ضحكت مريم بخجل وقالت: " أمممم.. مب أكثر عني.. ياللا تعال البيت بسك من الشغل اليوم.." محمد: " ما يستوي فديتج.. لازم اخلص اللي عندي هني عشان يوم ارد البيت ما اشغل بالي بشي غيرج.." مريم: " لووتي..!" محمد: " بس بعد تحبيني!" مريم: "يا ويلي ع الثقة..!!" محمد : " ههههه.. شو كنتي تسوين قبل لا ادقين لي ؟" شلت مريم تيلفون الغرفة في ايدها ومشت للدريشة وهي تقول: " كنت اطالع السما.. وافكر.." محمد (وهو يبتسم ويتخيلها وهي واقفة عند الدريشة): " تفكرين بشو؟" مريم: " منظر السما وايد حلو والنجوم متناثرة في كل مكان.. هالشي خلاني افكر.. ليش دايماً الاشيا الحلوة تحسسنا بالحزن؟؟" اختفت الابتسامة عن ويه محمد وهو يقول : " تعرفين ليش؟" مريم: " ليش؟" محمد: " لأننا ما نروم نحتفظ بها للأبد.. عشان جي بعض الناس يحسون بالحزن في صباح يوم العيد.. لأنهم يعرفون انه الضحكات واللمة الحلوة اللي تكون في هاليوم بتختفي في الايام الباجية.. " ابتسمت مريم وقالت: " معاك حق.. اللحظات الحلوة عمرها ما تدوم.." محمد: " مريم.. ؟" مريم: " هممم؟" محمد: "أحبج.." مريم: " وانا بعد احبك.. ولو حاولت تتخيل مقدار حبي لك ما بتقدر.. لأنه شي فوق الخيال" استانس محمد وقال لها بهمس: " غيرت رايي.." مريم: " في شو؟" محمد: " الحين برد البيت.. والشغل يروم يتريا لباجر.." ضحكت مريم وقالت له: " حبيييييبي !!!.. ياللا اترياك لا تتأخر.." محمد: "مسافة الدرب بس.." ابتسمت مريم بسعادة وهي ترد السماعة مكانها.. ووقفت عند الدريشة تطالع انعكاس صورتها على الزجاج.. واختفت الابتسامة عن شفايفها وهي تفكر باللي ناوية تسويه.. حتى لو كان الثمن موتها.. مريم كانت مصرة تهدي ريلها الطفل اللي كان يتمناه.. على الأقل انها تكون ميتة أهون بالنسبة لها بألف مرة من انها في يوم من الايام تضطر تشارك وحدة ثانية في الانسان اللي تحبه اكثر من نفسها.. . . ترقرقت الدموع في عيون صالحة غصبن عنها، وتمتمت كلمات الشكر والحمد لله سبحانه وتعالى وهي تحس بإحساس رائع يسري في دمها.. رغم قوة شخصيتها وقسوتها وبرودها المعروفة فيه، إلا انه صالحة تضعف تماما في موقف واحد وفي أيام محددة، هي الأيام اللي تكون واقفة فيها حذال وحدة من بناتها وهي تولد ويبشرونها الممرضات انه الياهل انولد سليم ومعافى.. في هالمواقف ما تقدر صالحة تيود دموعها.. وهي تفكر بدورة الحياة وبحكمة الله سبحانه وتعالى.. هاذي هي.. في اخر سنوات حياتها.. والموت يهددها في أي لحظة.. وتشهد جدامها معجزة الخلق العظيمة.. يا سبحان الله.. تنتهي حياة وفي نفس اللحظة تبدا حياة يديدة.. وتستمر الحياة.. ابتسمت صالحة وهي تطالع بنتها اللي كانت راقدة من التعب عقب العملية القيصرية اللي احتاجتها ولادتها المتعسرة.. وحمدت ربها على كل حال.. وفي هاللحظة وصل حمدان اللي كان توه راد من السفر ودخل عليهم وهو شكله هلكان من التعب.. ويوم شاف عموته صالحة وخى وحبها على الراس وهو ينشدها عن فواغي.. وعقب ما اطمن عليها وعلى ولده .. قرر ييلس عند مرته لين ما تنش ويطمن عليها اكثر.. خلته صالحة وياها بروحهم وطلعت وهي ما تعرف شو اللي ياها فجأة.. كانت تحس بحزن وهي تذكر ريلها بو فهد.. واختها كلثم وريلها احمد.. وامها وابوها .. وكل اهلها وربايعها اللي ماتوا من سنين طويلة.. في يوم من الايام كانت تعتقد انه ألم فراقهم عمره ما بيروح.. والحين تذكرهم وابتسامة حزينة مرسومة على شفايفها.. صالحة شهدت وفاة أهلها كلهم وتمت وحيدة ما عندها حد في هالدنيا الا عيالها وعيال اختها .. وهي واقفة برى عند غرفة بنتها فواغي.. فكرت بولد بنتها اللي وصل للدنيا من ثواني معدودة.. وفكرت بالحياة الطويلة اللي تترياه.. والاحداث اللي بيعيشها والناس اللي بيعرفهم .. الناس اللي بيحبونه والناس اللي بيكرهونه.. وبيي اليوم اللي بيكبر فيه وبيكون له عايلة خاصة فيه.. وبتستمر الحياة.. سواء بوجودها وياه او بدونها بتستمر الحياة.. تنهدت صالحة وهي تحس بتعب السنين وثقلها كله يتيمع في صدرها.. ومشت في ممرات المستشفى الباردة باتجاه غرفة عبدالله بن خليفة عشان تبشرهم بالمولود اليديد.. كانت تروم تتصل بهم، بس صالحة حست بوحدة فظيعة في هاللحظة وكانت محتاجة تكون ويا الاشخاص اللي تحبهم ويحبونها.. . . مسحت ليلى على شعره بحنان وهي تحس بأنفاسه وتحمد ربها للمرة المليون لأنه وهبه نعمة الحياة للمرة الثالثة من عقب ما كانت تعتقد انها خلاص بتفقده للأبد.. كان خالد راقد في حظنها رقاد عميق من عقب الاثارة والتعب اللي تعبه في هاليوم.. وليلى كانت مب قادرة تبتعد عنه أو تشل عيونها عن ويهه البريء.. وحذالها كانت سارة يالسة وعلامات الارتباك والخوف باينة على ويهها.. قبل هاليوم، كانت سارة تعتقد انه كل اللي يحبونها وتحبهم بيبتعدون عنها في يوم من الايام.. مثل ما ابتعدت امها وابتعد ابوها.. ومثل ما اختفى عمها عبدالله عن حياتهم في الفترة الاخيرة.. كانت تخاف تقترب من الناس اللي حواليها وتخاف توثق علاقتها فيهم عشان لا ايي اليوم اللي بيودرونها فيه بروحها وبيبتعدون عنها.. واليوم، وهي تشوف خالد يصارع الموت جدامها .. كانت متاكدة تماما انه بيموت وبيبتعد عنها هو الثاني.. بس كانت صدمتها كبيرة يوم انقذه مايد وكل شي عدا على خير.. والحين وهي تطالعه ، وتشوف انه بخير وراقد بكل هدوء في حظن اختها العودة.. راجعت سارة معتقداتها ومبادئها اللي تناسب سنوات عمرها القليلة.. وحست بوميض من الأمل يشع في داخلها.. بالنسبة لها، خالد تمسك بالحياة وتمسك بها هي بعد.. اختار انه يتم وياها وما يخليها بروحها .. وسارة من هاللحظة اختارت انها تتقرب منه اكثر وتحبه اكثر وكأنها تكافئه لأنه بعده على قيد الحياة.. اطالعتها ليلى وقالت: " ما بتسيرين ترقدين؟" سارة: " عادي ارقد هني؟؟" ليلى: " لا حبيبي ماشي مكان هني.. أنا وشمسة وخالد كلنا نرقد على هالشبرية.." سارة: "هممم.. انزين.. خلاص بسير انا.." ليلى: " اوكيه.. بندي الليت قبل لا تظهرين.." طلعت سارة من غرفة اختها عقب ما بندت الليت وعلى طول رجع لها الصوت اللي ابتدا يسكن في داخلها في كل الاوقات.. ومشت سارة بسرعة في الممر المظلم وهي تسمع امها تسألها بصوت اختلط بمزيج من الاصوات الاخرى: " بترقدين؟؟ تو الناس !! .. بترقدين؟؟" ما تعرف سارة شو اللي خلاها ترد على هالصوت بس ما حست بعمرها الا وهي تقول بصوت عالي: " هيه برقد.. برقد!!" مايد: " سارونا انتي منو ترمسين؟؟" التفتت سارونا وراها وهي تشهق بخوف وشافت مايد يوايج عليها من ورا باب غرفته وفي عيونه نظرة استغراب.. وقالت له وهي تمشي بسرعة صوب غرفتها: " محد.. ما رمست حد.." بس مايد تم واقف يطالعها وهو يفكر باستغراب.. اخته تصرفاتها مب طبيعية أبدا.. الكوابيس والعزلة اللي معيشة عمرها فيها.. نظرةالخوف والارتباك اللي يشوفها في عيونها دوم.. الحزن اللي ساكن ملامحها.. الاصوات اللي قالت له انها تسمعها .. هالاصوات.. معقولة تكون صدق تسمعها.؟؟ توه جدامه شافها وهي ترمس عمرها.. وقال في خاطره قبل لا يرد يدخل غرفته " هممم .. لازم ارمس ليلى في هالموضوع باجر.." بند مايد الابجورة وانخش تحت اللحاف عشان يرقد.. بس باله كان مشغول بعليا وبالموقف اللي استوى وياها اليوم.. للحين مايد يحس انه قلبه يعوره من اللي استوى. .عليا انجرحت وايد وهو يعرف انها بتكرهه ومستحيل ترد تدخل بيتهم او تتواجد وياه في أي مكان مرة ثانية.. بس ما كان بإيده أي شي ثاني يسويه وقبل لا يرقد ، كانت اخر فكرة في باله هي انه عليا بتتألم اليوم وباجر بتعرف انه هذا كله كان مجرد خرابيط .. بس عقب نص ساعة رد يبطل عيونه مرة ثانية وهو يحس بالذنب.. أول مرة في حياته يحس انه السبب في ألم شخص ثاني وهالشي وايد كان معذبنه.. فعلا كان يتمنى انها تنساه .. عشان ترتاح ويرتاح هو وياها.. . . |
الساعة الآن 01:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية