منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t203221.html)

Rehana 21-12-16 11:47 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
 
ابتعدت روث كي لا يرى مدى العذاب الذي تملكها وظهر على وجهها , وكانت متأكدة تماماً انه واضح على مظهرها الخارجي , ومن الداخل كان ثائراً كنهر جارف, وتمنت مجالاً للتفكير لكن لم يكن هناك شيء منه.منتديات ليلاس
" سارافقك إلى بولنسا" قالت له من المطبخ وهي تحضر قهوة الصباح . لم تعط تفسيراً لذلك, فقط كان لا يزال يترنح في مشيته كي يستوعب ماقد تقوله, وماقد تقوله على اية حال سيكون كذبة. مستيحل ان تقول له السبب الحقيقي .
شعرت بأنها غير مخيرة في ذهابها هذا. سيكون ستيف في حاجة إليها ولكنه لا يدري على الاطلاق.
قال ستيف" سأستحم قبل طعام الافطار" وتنهدت روث بارتياح وهي تجلس على كرسي في المطبخ تنتظر الماء لتغلي ثم حضرت القهوة بسرعة وسكبت لنفسها فنجاناً حملته إلى الشرفة لتجلس وتتأمل. ما الذي سيحدث؟ هل سيمنع فرناندو زواج ستيف من ماريا لويزا ؟ هل سيحطمه مثلما تهدد وتوعد سابقاً ؟ او انه سيبارك خطواتهما ويرفض وصاية ماريا لويزا على الطفلة ؟ آه , نعم , في كل الاحوال ستكون هناك حرب من نوع رديء.
جرعت روث القهوة الساخنة . يالستيف المسكين , إنه لا يعلم شيئاً عن تلك الطفلة الرائعة. لقد كان فرناندو على حق . فستيف في حاجة إلى المساعدة من الصديقة الوحيدة حالياً وهي روث . سيتلقى بعض الصدمات , ولا واحدة منها تسر النفس.
حاولت روث اخفاء نشيجها واغمضت عينيها من اشعة الشمس الملتهبة من فوقها. ومن الذي سيكون الى جانبها في كازابينار حيث احبت حباً يائساً لا نفع فيه, وأضاعته بحسرة و ألم ؟ إنها وحيدة الآن في هذا العالم وعليها ان تداوي جروحاتها بنفسها وتتسلح بالقوة الكافية.
" أأنت متاكدة من انك تريدين الذهاب؟" سألها ستيف مرة اخرى وهما يخرجان من بالما, على الطريق التي عادت فيها روث إلى بالما , وهي الطريق الأسرع وصولاً " قلت .."
" اعرف ماقلته يا ستيف " قالت وهي تمط جسدها فوق المقعد إلى جانبه " ما من شيء أقوم به , وبالما في هذا الوقت حارة لا تطاق "
لم يكن لديها سبب وجيه تفسر به تحمسها لمرافقته . كان مستغرقاً في تأملاته لرؤية ماريا مرة ثانية حتى لم يسألها ان كانت ستؤلمها رؤية فرناندو مجدداً. لكن روث فهمت ذلك جيداً, فعندما كانت هي غارقة في الحب كان تفكيرها الوحيد في نفسها وحبها.
كان يثرثر على طول الطريق الريفية, مبتهجاً بالمناظر الرائعة التي سبق لروث مشاهدتها. واخذ يتحدث من غير ترابط في الكلام عن انشاء منزل يجمعه مع ماريا لويزا في هذه الجزيرة الرائعة . وازادا حماساً كلما اقتربا من بولنسا وغرقت روث في كآبة نفسية عميقة جداً. فهي لن تقوى على رؤية فرناندو ومجدداً لكنها مكرهة على ذلك مع علمها انها ستسبب لنفسها ألماً كبيراً.

Rehana 21-12-16 11:48 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
 
اشارت روث " اسلك ذلك المفترق " واخذ الطريق الخاص الذي يحيط صف من اشجار السر وتؤدي إلى كازا.منتديات ليلاس
اضطربت روث اكثر واكثر حتى انها كادت تقفز من السيارة عند البوابة , وتفر هاربة الى الغابات ولا تظهر ثانية. ولا تدري كيف انها استطاعت كبح جماح اضطرابها.
" يالهذا المكان الرائع!" تلاحقت انفاس ستيف بتأثر بالغ , وهما يتابعان قطع المسافة الأخيرة من الطريق الخاص وبعد ذلك سمعا صوت قرقعة البوابة الحديدية تقفل من ورائهما.
قالت روث " قصر ريفي" رماها ستيف بنظرة جانبية , وقلق فجأة عليها" لم تكن هذه فكرة صائبة , اعني مجيئك يا روث, تبدين وكأنك استنزفت تماماً قوتك وحيويتك " تابع وهو يربت على يدها " لقد كنت مرهقة , وتقومين بأعمالي في فترة غيابي عليّ ان ارد إليك هذا الجميل في يوم من الأيام"
فكرت روث بألم مروع وقالت في نفسها , إن عشت .
" لقد تركت فرناندو وأنت على علاقة طيبة معه على الأقل" تابع وهو يوقف السيارة امام السلالم الحجرية من القصر المهيب الذي هربت منه من نحو قرن على حد تفكير روث " سأدعوكم جميعاً هذه الليلة , إلى عشاء احتفالي , لعل هناك مطاعم جيدة في هذا المكان, مطاعم مشهورة ذات نوافذ ناتئة تمكنك من رؤية المناظر البديعة لمسافة اميال عدة وبالتالي نتناول العشاء على ضوء القمر"
لم تستطع روث ان تفكر بأسوأ من ذلك , وحدقت بعصبية بالمنزل بينما ستيف ترجل من السيارة مسرعاً. وشعرت بالذنب لأنها لم تطلعه على حجم الكارثة التي تنتظره. سيقال له ان الحبيبة التي وهبها حبه وحنانه لديها طفلة من رجل آخر وقد يهدده هذا الآخر ويحطم حياته . وعالمه الحالم سينهار كلياً.منتديات ليلاس
كانت روث تحدق برعب نحو احدى النوافذ وما رأته أزال عن محياها ماتبقى من لونها الطبيعي.
كانت ماريا لويزا تقف امام النافذة , تراقب وصولهما . لم تر روث في حياتها تغيراً في ملامح انسان مثلما رأته في ماريا لويزا. كانت شاحبة اللون , ووجهها متورم وكأنها امضت حياتها كلها تذرف الدموع . وشعرها الجميل الداكن المنسدل بإثارة و روعة في تلك الليلة التي امضتها مع فرناندو في اليخت , بدا الآن لا حياة فيه وهو يتدلى على جانبي وجهها الشاحب . بدت كمن تعرض لعذاب مرير, مقدم على الانتحار, وهذا ماجعل قلبها ينبض باضطراب شديد.
ما الذي فعله فرناندو لها ليصل بها الى هذه الحالة السيئة؟ هل رفض زواجها من ستيف؟ او هدد بالاحتفاظ بالطفلة؟
ترجلت روث من السيارة وهي ترتجف , وتناولت حقيبة يدها عن المقعد الخلفي . ونظرت مرة اخرى الى النافذة فرأت ماريا لويزا تبسط راحتي يديها بيأس فوق حافة النافذة وتطلب من روث المساعدة بصمت كئيب وبعينين ملؤهما الألم والعذاب حتى كادت اعصاب روث تنفجر بحدة .ريحانة
ابعدت روث نظرها بخوف ووجل لكنها عادت وشجعت نفسها إلى النظر مجدداً ولكن الوجه الهزيل الشاحب كان قد تلاشى. حولت نظرها نحو ستيف الذي كان واقفاً في الفناء وهو ينتظر بحماس دعوة الدخول إلى هذا المنزل المرعب.


Rehana 21-12-16 11:49 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
 
لم تستطع التحرك من اسفل درجات السلم , كان رأسها كمن اصابه دوار شديد , احست بالدبابير تطن في ذلك الجو الحار من النهار وتنشقت رائحة اشجار الصنوبر والياسمين, وقلبها كان يخفق بسرعة بين ضلوعها.
فتح الباب الخشبي , الضخم فجأة , وخرج فرناندو سيرا من ظلمة ذلك المنزل الى حيث الشمس المشرقة والساطعة .منتديات ليلاس
لم تستطع روث رؤيته بوضوح بسبب وقوف ستيف امامه . لكن الذي استطاعت رؤيته فقط, ذراعه الممتدة الى جانبه . اعتقدت في خلال هذه الدقائق المرعبة انه سيصعق ستيف لكنه رفع يده ببطء مرحباً.
اجتاحت روث عندئذ عاصفة غضب , فما كان عليها سوى ان تقبض على يديها الاثنتين لتوقف غضبها هذا, الذي كان سيؤدي بها الى ضرب صدر فرناندو ضربات متتالية وغرزتها اظافر اصابعها في راحتي يديها لكنها لم تشعر بأي ألم من شدة ثورتها , لأن الألم كان في قلبها.ريحانة
سمعت كلاماً على الرغم من الدوران الذي لف رأسها , فما كان ذلك سوى ترحيب رسمي, ثم رأت ستيف يسير نحو المنزل , بينما بقي فرناندو واقفاً عند مدخل الباب.
وضعت روث يدها فوق فمها بحركة عفوية , كي تخفي تنهدات ألمت بها من هول الصدمة. ركزت نظراتها على وجهه, ثم غشيت عيناها كأنها تعزف عن شيء لا تود رؤيته.
لقد صدمت اولاً بملامح ماريا لويزا المأساوية من خلف النافذة لكن الأمر الآن أسوأ بكثير. انها ترى رجلاً في وضع كهذا يتحرك بهدوء وبرودة اعصاب .
كان وجه فرناندو شاحباً بسبب حاجته للنوم, بدا فقط نظيفاً حليق الذقن. وكانت عيناه غائرتين. كان يبدو وكأن مآسي العالم كلها تكدست امام باب منزله , واعتقدت روث ذلك من شدة اضطراب اعصابها . بدا وكأنه يدفع ثمن خسارة حبه وطفلته لستيف وهذا شيء كثير عليه. تقدم ببطء نحو الفناء وحدق في وجه روث بعينين احاطهما ألم سحيق, بينما عينا روث كانتا تطفحان بخيبة امل كبيرة في حبها الضائع.ريحانة
رفع يده و أومأ إليها بالدخول إلى المنزل, لكنها احست في تلك اللحظة انها لن تتمكن من ذلك . القت عليه نظرة اخيرة وصرخت بألم ثم ابتعدت هاربة لكنها سمعت نداء ملؤه العاطفة الجياشة التي يكنها لها, بينما كانت تتوجه الى الممر عبر الحديقة الى حوض السباحة ومن ثم إلى غابة الصنوبر وبستان الزيتون.
"روث!"
تلاشى النداء المتواصل بين نبضات قلبها وهي تجري الى اعلى الهضبة.


نهاية الفصل التاسع

عازفه علي وتر حزين 22-12-16 08:34 AM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
 
:55::55::55::55::55::55::55::55::55:روايه حلوه كتير شكرا علي مجهودك وترجمتك المميزه:55::55::55::55:

عازفه علي وتر حزين 22-12-16 03:05 PM

رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل التاسع)
 
ذووووقك كتير رائع روايه رائعه اختيار موفق


الساعة الآن 07:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية