منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166500.html)

فتاة 86 02-09-11 07:53 PM

" كبرت ولا ينقصنى شيئا . تشايس . بل اكثر مما اريد من كل شئ ما عدا الحب " حتى وهى تقول ذلك , كان احساس بألم عميق يسيطر عليها . " كان ذلك الشئ الوحيد الذى لا تستطيع شراءه ابدا من اى مكان . كان ابي متهمكا دائما فى ملاحقة الهدف الجديد , والمركز الجديد والعلامة الجديدة التى سيعلقها على صدره حتى انه لم يتذكر يوما متى تاريخ ميلادي " مرارة غلفت صوتها وهي تتابع : "ولم يكن الامر وكأنه لديه دزينة من الاولاد . لم يكن هناك غيرى "

قال تشايس بنعومة : "الثانى من أبريل "

ظهرت ابتسامة على وجهها . بدل المرارة . " حسنا , يبدو انه لم يكن يتذكر ذلك " التقت عيناهما ربما اخيرا سيتمكنا من الوصول الى نقطة التقاء . هذا ما فكر به وهو يقول : " انا لست والدك "

" كنت تتصرف مثله . وانا لم اكن اريد ان اصبح زوجة محاسب مشهور . اردت فقط ان اكون زوجتك , وصديقتك " نظرت اليه وكأنها تتهمه : "لقد ابعدتنى عنك عاطفيا فلم ادري كيف اتصرف , لذلك كنت اصرخ واتشاجر معك "

شد بيده على يدها باعتذار صامت , اغمضت عينيها كي لا تبكي . " هل تساءلت يوما لما كنت أطلق الاسماء على الاشياء ؟"

تذكر حادثة واحدة فى وجه التحديد انه نادم الان وبقوة . قال : " تصورت انها عادة رافقتك منذ الصغر"

لم يكن هناك مجال لانكار ذلك . " انها كذلك . لانه لم يكن لدي اصدقاء , لأننى كنت دائما وحيدة . دائما لا اقامة لي , دائما بحركة تنقل من مكان الى اخر تزوجت منك واعتقدت اننى اخيرا لن ابقى بمفردى " نظرت الى عينيه للحظة , لم يكن هناك اتهام فى نظرتها , فقط الحزن وهي تقول : "لكن لم يحصل هذا " ضم يديها الى يديه بدون الشجار والاصوات العالية والصراخ ,. تتوضح الامور بشكل أفضل . قال : " اذا لذلك قلت اننى تخليت عنك عاطفيا ؟ "

" نعم "

هز برأسه , راضـيا القاء اللوم عليه .
" ما رأيك بالوجه المعاكس لذلك ؟ "

قالت : " ما الذى تقصده ؟ "

فتاة 86 02-09-11 07:55 PM

" انت ايضا تخليت عنى عاطفيا " رأها تعقد حاجبيها . ليس لأنها منزعجة , بل لأنها تحاول ان تفهم فتابع : "اردتك ان تكونى فخورة بي . لم اكن اتوقع تصرفات المرأة العادية كما تعملين , وراء كل رجل عظيم , كما يقال امرأة .. "

لأول مرة فى هذه السهرة , ابتسمت وقالت : "اه ؟ عظيم "
منتديات ليلاس
امسك بيدها وشدها اليه قليلا وهو يقول : "انت لا تصغين , لم اكن ارغب فى بقائك بالبيت عارية القدمين تطبخين وتربين الاطفال . لكننى لم اتوقع ان ترمى على وعاء الرستو والبطاطا . ايضا "

تذكرت ولم تستطع ان تخفى ضحكتها مهما حاولت , قالت : " كانت قطع البطاطا صغيرة "

" كانت قاسية جدا "
" كنت محترقة بانتظار عودتك الى المنزل "

ضمها اليه وقال : "اسف اننى لم احضر ذكرى زواجنا "

لم يعتذر على سبب كهذا من قبل شعرت بأنه مختلف عليها . وشعرت بأنها متأثرة جدا ولا تستطيع ان تنكر ذلك , قالت : "اسفة اننى ضربتك بها "

انه يريدها , يريد بداية جديدة بينهما : "جينا , انا حقا اريد ان نبدا من جديد "

قالت وعيناها تشعان بالمرح : " حسنا , مرحبا , اسمى جينا ديلمونكو "

ابعد يدها واقترب منها اكثر : " ليس من هناك "

ضمها الى صدره وشعرت براحة لم تشعر بها من قبل لكنها قالت : "انك تتسرع ثانية "

قال : " وانت تتقدمين ببطء شديد "

فتاة 86 02-09-11 07:57 PM

قالت وكأنها تحاول ان توقف بينهما : "حسنا دعنا نقسم الفرق "

قال : "حسنا. ما رأيك لو ذهبنا للنوم قرب النار معا ؟ " انه يفتقد النوم بقربها , فقط الاحساس بوجودها .

ابتسمت جينا , هي ايضا ترغب بذلك , قالت : " يبدو الامر جيدا بالنسبة لي "

اتكأت بقربه على الصوفا , نظر الى وجهها وقال : "اه , هناك شئ اخر "

" ماذا ؟ "

همس بنعومة : "انا احبك "

تمسكت بالكلمتين وكأنها تحمل شيئا ماديا نفيسا . " لديك القدرة دائما على القيام بنقاش جيد "

اغمض عينيه , فبعد كل شئ لقد كان يوما طويلا : " انه ليس جزء من نقاش , انه جزء من حل "

" هل تعتقد ذلك ؟ "

فتح عينيه ثانية , غير قادرعلى التصديق ان الامور تسير بخير . " اعتقد ذلك "

فكرت , انها لا تزال خائفة , لكنها قالت : "اذا دعنى أنام على ما توصلنا اليه "

توقف المطر فى الخارج كما ان الطبيعة عادت تستعيد هدوءها .


نهاية الفصل العاشر

فتاة 86 02-09-11 08:10 PM

الفصل الحادي عشر




حلمت جينا فى تلك الليلة , حلما طويلا متصلا وكانها تعيش حفلة كبرى فى ذكري زواجهما الخمسين .

حلمت بالاطفال طفلان بالتحديد , صبي وفتاة لدي الفتاة عينين زرقاوين ضاحكتين والصبي شعره اشقر. طفليها وطفلي تشايس . لقد بدا لها انها فى المكان المناسب بين ضحكهم . احساس قوى بالرضي غمرها وهي تراقب اطفالها يلعبون معا مع تشايس . وهم يمسكون بها لتنضم اليهم .
منتديات ليلاس
كان قلبها ينبض بالحب . رفضت ان تنهض فهى تشعر بالفرح والرضى اكثر من ذلك العالم الجميل فى مخيلتها . محاولة ان تمسك به لأطول فترة ممكنة. وبطريقة لا شعورية تذمرت عندما شعرت بأشعة النور على وجهها لتعيدها الى الواقع .

حركت جفنيها متمنية لو تستطيع ان تربح دقائق اخرى من الوحدة والراحة. لكنها استيقظت وليس هناك من مجال للعودة الى حلمها .

هذا كل ما فى الامر , حلم جميل رائع بدون اى امل فى تحقيقه . لقد طرده الفجر بعيدا . ها هي تستعيد معنى اسمه ثانية تشايس , المطاردة , ففتحت عينيها , تشايس .

كان يتكئ على كوعه. ويستلقى على جزء من جانبه , بينما يلصق ظهره بالصوف , كانت ترى بوضوح ان لامجال فى المطلق ان يكون مرتاحا . لكنه يبدو راضـيا فى ذلك الوضع فقط لينظر اليها .

شعرت على الفور انها غير مرتاحة فهي تبدو عند الصباح وكأنها تعرضت لعاصفة .

قالت : " انت تحدق بي "

ابتسم وتابع النظر اليها : " اسف , استعيد الاوقات الماضية "

تمنت لو يتوقف عن التحديق بها.. قالت وهي تجلس : "اذا كنت تفتقدها , سأرمى عليك وعاء من الروستو "

ضحك وهو يمرر بأصبعه على ذراعها ويقول : "احب ان أدقق بما كنت أفعله "

نظرت جينا اليه باهتمام بالرغم منها.. ادركت ان هناك الكثير الذى لم تكن تعرفه . ليلة البارحة اثبتت لها ذلك . " فعلت ذلك من قبل ؟"

اجاب : " نمت بقربك ؟ مئات المرات "

فتاة 86 02-09-11 08:11 PM

انه يعتمد التهرب قالت : "لا , جلست تراقبنى وانا نائمة "

" نعم "

انه يبدو عاطفيا جدا ولا يشبه تشايس مطلقا , قالت : " لماذا ؟ "

" انه الوقت الوحيد الذى لا يتحرك فيه فمك "

كان عليها ان تعرف , قالت : "فهمت "

انها بحاجة للوقت لتفكر , لتستجمع قوتها. انها لا تريد الاسراع بالقيام فى غلطة اخرى , كما فعلت فى المرة الماضية .

نظرت الى يده التى تمسك يدها . وعندما رفع يده نهضت وهي تقول : " على القيام باتصال هاتفى "

كان تشايس بقربها. محاولا ان يفهم ما الذى تريد القيام به : " تلغين الحجز ؟ "

" الغى قدوم رينيه " كانت تريد القول انها ستقدم على حجز جديد طالما ان الحجز ألغى بسبب اضطرابات الطبيعة . لكن شئ ما منعها من قول ذلك. يبدو ان الكلام يخرج من فمها بدون تفكير , وكأن قلبها يتكلم وليس عقلها .

هل ستصاب بالجنون ؟

بدت فجأة غير مصدقة فقال تشايس : "ما الامر ؟ "

لم تجبه على الفور . بالكاد هزت رأسها.. كل شئ يبدو لها غير واقعى . العاصفة الحقيقة كيف رمت الظروف بها مع تشايس فى وقت واحد . كل شئ الشئ الوحيد الذى لا يبدو غير واقعى هو عواطفها . انها حقيقية جدا جدا لكن ان كانت حقيقة ام لا . لن تسمح لتلك العاصفة ان تجرفها , مما لا شك فيه ان ليلة البارحة كانت نهاية فترة حزينة لكليهما .

لكنها تعلم من التجربة انهما كمثل من يشارك فى سباق طويل . انها لن تشارك فى مأساة جديدة . ولن تخاطر فى التعرض للألم والعذاب مرة ثانية. علمت جينا ان عليها ان تعتبر ليلة الأمس كذكرى سعيدة فى حياتها . سارت نحو المكتب لتمسك بالهاتف .اذا , ما دامت تشعر هكذا , لما لا تغادر ؟


الساعة الآن 07:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية