منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   184 - الوهم الأسير ـ جسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t143981.html)

شاذن 18-07-10 07:39 AM

وانطلق صوتها من عقال الخوف :
- لقد تطلب هذا مني بعض الجهد . . لكن . . أجل لقد تمكنت من هذا .
ولأنها عرفت أنه تقبل ما كان يريد ڤيك أن يؤمن به ، تهللت أساريرها بابتسامة عريضة ، وأحست نفسها تنجرّ إلي عناق هو مزيج من الراحة الصادقة والسعادة .
منتدى ليلاس
لم يبقيا أكثر من ساعة . . ولأن ڤيك يعرف متى يكون والده متعباً سارع يقول إنهما سيتركانه ليستريح ووعده بزيارة في اليوم التالي . أحست أن ڤيك غارق في أفكار خاصة . . فبقيت صامتة طوال طريق العودة ووصلا إلي الفندق و ڤيك ما يزال رازحاً تحت صمته .
- إذن ، لقد نجحت في تثبيت مرساتي . . هه ؟
نظرت إليه بسرعة ، تتساءل عما إذا كانت موافقتها على كلام والده أغضبه . ثم لاحظت أنه يبتسم لها . . ابتسامة نقلت العدوى إليها ولم تستطع مقاومتها ، فردت له الابتسامة . . وقالت بحبور:
- كلما كبرتم في السن ، كلما كان سقوطكم أقسى .
هذا لم يكن يعني شيئاً فكلاهما يعرف أن ليس هناك أدني فرصة لوقوع ڤيك في حبها . . لكنها أحست بالسعادة ليلاس ، مع أنها اضطرت إلي النظر بعيداً عنه ، لئلا تري ابتسامته تتحول عبوساً .
وبما أن الصمت بينهما انكسرت حدته ، وجدت دفقاً من الأسئلة تريد أن تطرحها :
- ما رأيك بما بدا عليه والدك ؟
- بدا لي كما كان في آخر مرة رأيته فيها تقريباً . . رؤيتك شدت من عزيمته ، ورفعت معنوياته .

شاذن 18-07-10 07:41 AM

- أتعتقد هذا ؟
- أنا واثق من هذا فأنت لم تستطيعي رؤية وجهه وهو يحتضنك . لا. أستطيع القول إنك كنت أفضل علاج تلقاه منذ زمن بعيد .
ارتفعت روحها المعنوية كثيراً . . كانت تعرف أن شخصيتها لم تكن الترياق الذي يحتاجه دايڤد سبنسر ، بل وجودها كزوجة لڤيك . . وهذا ما جعلها تشعر أن زواجها ، وكما قال ڤيك ، لم يكن لفائدة كمن جانب واحد . فكرت زاندرا وهي مستلقية في فراشها تلك الليلة بأن يومها كان جيداً . . ففي هذا اليوم لم تر النظرة الفظة على وجه ڤيك . وبعد عشاء تناولاه في وقت مبكر أمضيا أكثر من ساعة يسيران في أنحاء " داڤوس" التي لم تكن بلدة كبيرة ، بل منطقة رائعة الجمال . ثم عادا إلي الفندق ، ولكنها رفضت أن تتناول أي شراب ساخن وفضلت الصعود إلي الغرفة تاركة إياه يحتسي فنجاناً من القهوة . سمعت يتحرك في غرفته . . ولا شك أنه شاهد النور في غرفتها ، فقد فتح الباب بهدوء ، فوجدها مندسة بين شاذن الأغطية مستيقظة . . تسارعت دقات قلبها ، فقال :
- ظننت أنك غفوت ونسيت إطفاء النور. . هل من مشاكل ؟
هزت رأسها نفياً لأنها تعرف أن صوتها سيخرج أجش متعباً . .
أردف :" ليلة سعيدة".
ظلت مستيقظة لبعض الوقت منتظرة أن يعود قلبها إلي هدوئه الطبيعي . . تنعم بالدفء الذي أشاعه فيها قوله " ليلة سعيدة". . لكن ذلك الدفء تلاشي لأن فكرة مرعبة خطرت ببالها . . ستكره أن تكون

شاذن 18-07-10 07:42 AM

مشاعره نحوها مشاعر أبوية . . أية مشاعر ؟ ڤيك لا يشعر نحوها بأية مشاعر . . لا مشاعر أبوية ولا غيرها .
لم تغف حتى الثالثة لذا كانت منزعجة عندما دخل ڤيك إلي غرفتها فأقلق منامها .
- هيا استيقظي . . أريد أن آخذك إلي " تشازالب" هذا الصباح .
منتدى ليلاس
أيجب أن يكون نشيطاً إلي هذه الدرجة ؟ خمس دقائق فقط . . هذا كل ما تريده . . فقالت وهي تدفن رأسها تحت الوسادة هرباً من النور الشمس الساطع المتدفق من النوافذ :
- اذهب عني .
فجأة أحست بالبرد . . البرد والسخط معاً . . فهو لم يفعل أكثر من أن أبعد الأغطية عن جسدها الكسول . وسرعان ما استيقظت زاندرا ممتقعة الخدين فقد أدركت أنه ينظر إليها متأملاً فستان نومها الجميل الذي انحسر عن ساقين طويلتين مديدتين ، غير أنه أسرع يعيد الأغطية عليها قبل أن تمد يدها لتشدها . . لكن هذا لم يجعلها تحس أفضل حالاً .
كان الأول في استعادة رباطة جأشه ن بعد أن أدارت وجهها عنه فاقدة النطق :
- آه . . زاندرا . . أنا آسف . . لا تتكدري حبيبتي .
لكن صوته القلق اللطيف لم يفعل شيئاً لمواساتها . ثم ، ودون توقع ، عاد صوته مجدداً :
- يا إلهي . . كيف لي أن أعرف ؟ ظننتك من النوع الذي يحب البيجاما.

شاذن 18-07-10 07:43 AM

- شكراً كثيراً لك .
كان ردها لاذعاً . . ومع ذلك قال :
- على أي حال ، أنا زوجك . . إذا كنت لا أستطيع أن أنظر إلي . . مفاتنك . . فمن يستطيع ؟
سمعته يتنهد مستسلماً قبل أن يردف :
- حسناً ، هل تنهضين . . أم أفعل هذا لك بنفسي ؟
- لا . . لن أفعل .
منتدى ليلاس
لكن قولها تغير بسرعة :
- بل . . سأفعل .
وفتحت عينيها المغمضتين بعناد ، وقالت بصوت مرتفع :
- أتسمح أن تخرج ؟
ولم يساعدها أن تسمع ضحكته وهو يطيع أوامرها ن إذ لم تستطع منع نفسها من التفكير في جمال هذا الصوت . بعد الحمام ارتدت ملابسها وهي تشعر بالخجل من طباعها السيئة . . لكنها كانت مستاءة لأنه قال لها " إنه كان يظنها من النوع الذي يحب البيجاما". . وعليها أن تكون ممتنة لأنها لم تعد كذلك ، بفضل عمتها أليس .
جلست معه إلي مائدة الفطور وبدأت باحتساء فنجان القهوة . . في هذا الوقت عرفت أنها لن تستطيع الاستمرار في تصرفها غير الودود أكثر من هذا . . بعد نظرة أخرى طويلة متفرسة من ڤيك ، عرفت أن عليها أن تفعل شيئاً . . قالت بهدوء ، وهي لا تزال متملكة لشجاعتها :
- أنا آسفة لأنني كنت فظة هكذا هذا الصباح. . لم أنم جيداً ليلة أمس .
- وهل لهذا سبب محدد ؟

شاذن 18-07-10 07:45 AM

- السرير الغريب كما أعتقد .
ولم يكن سبباً مقنعاً . . خاصة وأنهما في مجال عملهما لا يقضيان وقتاً طويلاً في فراش واحد ، أو في منزليهما . . لكن ڤيك لم يضغط عليها . . على أي حال ، حققت ما تريد وكسرت شاذن الجليد الذي كان بينهما .
أحست وهما يتسلقان الطريق الملتوي نحو شازالب أنها منسجمة كل الانسجام معه . خاصة بعدما تعثرت في صعودها ، وأمسك يدها ليضعها في ذراعه قائلاً :
منتدى ليلاس
- هاك. . تعلقي بي .
وتركت زاندرا يدها إلي أن وصلا إلي جزء من الجبل يحتوي على مطعم .
وقفا معاً يتفرجان على الوادي تحتهما . . واستطاعت بوضوح أن تري برج كنيسة يقبع بين الأبنية . . وظنت أنها لن تنسي أبداً صورة الجبل المكلل بالثلج قبالتها ، وأشجار السرو العملاقة تنعكس أمام خلفية فضية مع تسلل أشعة الشمس من بين أغصانها . . وكرهت أن تتحرك ، وبدا لها ڤيك قانعاً مثلها تماماً . . وعرفت أنه يشاركها نفس السحر الذي لهذه الدقائق ، وأرادت أن تتمسك بها أطول مدة ممكنة . . أحست أنه أخذ يدها وسرت فيها خيوط سحرليلاس متشابكة ، لكنها خائفة أن تنظر إليه في حال لم يكن يشعر بنفس السحر . . ثم اشتدت قبضته على يدها ، فاضطرت للنظر إليه . . وأحست بأن ابتسامة سعادة صرفة أخذت تشق طريقها إلي وجهها لرؤيتها تعابير وجهه اللطيفة . لكن لحظات السحر انتزعت منها ، مع سماع صوت ، سمعته من قبل ، يناديها :


الساعة الآن 05:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية