برزت ابتسامة على أطراف فمها . . غنه صعب المراس . وأية لعبة يلعبها الآن هي نوع من العذاب الذيذ بالنسبة لها . .
كانت متكدرة المزاج حين أدار السيارة بعد عشرين دقيقة من انطلاقهما إلي طريق داخلية خاصة لمنزل ضخم في إحدي ضواحي أوكلاند الفخمة على شاطئ البحر . سألت : - حفلة خاصة ؟ منتديات ليلاس - أصدقاءٌ لي . . سيعجبك باتريك وباولين . أطفأ المحرك ، ونظر إلي وجهها المتوتر : - استرخي ناتالي . . لن يأكلك أحد . لا. . لا أحد يفعل هذا . . كما أنها أحبت باولين انغرام ، وزوجها الوسيم الذكي . . لكنها أدركت بسرعة خلال خمس دقائق أنهما من طبقة أجتماعية أكثر فطنة وثقافة من أي طبقة تصورتها من قبل . . باترك أوسترالي الأصل ، رجلٌ أسمرٌ وسيم إيجابي ، يشارك تشاد الثقة المكتملة بالنفس . . اما زوجته الفاتنة فكانت عارضة أزياء ، هذا ما قاله تشاد لناتالي ، وكان من السهل أن تري أنهما يحبان بعضهما كثيراً . ووجدت نفسها تقاوم اندفاعاً خبيثاً للحسدِ. همس تشاد في أذنها بهدوء: - تبدين غاضبة . . ظننت بأنني الوحيد الذي يسبب لك هذا . . فما الأمر؟ |
لم تكن تدري ما إذا كان قد أتي بها إلي هنا كنوع من التجربة ليري مقدارتها على التعامل في مناسبة اجتماعية كهذه ، أم أنه يتباهى ويزهو بها كصديقة جديدة .
رفعت رأسها مبتسمة له بإثارة متعمدةٍ: أترغب في أن يتكلم عنا نصف المدعوون هنا ؟ لمع شيء بشع تحت رموش عينيه : - لا يقلقني كلام الناس . . أما الموجودين هنا . . منتديات ليلاس ودارت عيناه في الغرفة : - . . باتريك وباولين هما الوحيدان اللذان يستحقان المعرفة هنا . . وقد فكرت في أنك ستجدين أشياء كثيرة مشتركة مع باولين . . نظرت إليه بحيرة : - لماذا ؟ - تملكين عقدة نقصٍ مماثلة لها . . وعليك أن تدركي أنكِ بعيدة جداً عن البساطة أو القبح . . فعيناك بحيرتان جبليتان ، وفمك نديّ كالورودة. . ! ضحك في وجهها الحائر : - . . أصارحك القول أن سبب ظني أنك ستتمتعين بصحبة باولين ، هو أنكما من الريف . . فهي آتية من براري الشمال النائية. رفع صوته متعمداً بحيث أن مضيفتهما المقتربة منهما ، لم يكن أمامها سوى أن تسمع ، فضحكت . . كانت دون أدني شك أطول امرأة في المكان ، لكنها لم تكن تهتم بطولها . . مع ذلك ، وحتى مع كعبي الحذاء |
الطويلين ، كانت أقصر من تشاد وزوجها . . وأحست ناتالي بأنها كالقزم أمامها . . سألت باولين بدلالٍ:
- أليس ممازحاً رهيباً ؟ وليس عجيباً أن يتفق مع باترك تماماً . . إنهما شيطانان . . تركت الشمال النائي وأنا طفلة ، وأمضيت معظم حياتي في مدن أوستراليا الكبيرة . قال زوجها وهو يدس ذراعه حول خصرها النحيل :منتديات ليلاس - آه . . لكن الشمال موطنك الروحي. التفت إلي ناتالي مبتسماً ، وأحست فجأة أنها وسط دائرة ساحرة وقال : - نحن هنا لعرض ابنتنا على جدّيها . منتديات ليلاس ضحكت زوجته : - وقليل من العمل . مضت بعد السهرة بلطف ، وزاد من لطفها أن ناتالي وجدت نفسها معجبة بشدة بالزوجين " إنغرام". . كانت باولين مضيفة فاتنة ، وكانت تجد الوقت الكافي للحديث مع ناتالي ، ولسحرها بدفئها . انتهت الحفلة بعد منتصف الليل بقليل . . وبقي تشاد وناتالي بعد أن غادر الجميع لتناول القهوة ، وجرى حديث سائغ لطيف. . وعرفت ناتالي أن باولين وزوجها الديناميكي كانا يقيّمانها ، لكنهما كانا يخفيان هذا الواقع بذكاء دفعها إلي الارتياح ، وشاهدا قبل ذهابهما إلي المنزل الصغيرة ناني ، البالغة ثلاثة أشهر فقط ، التي بدا واضحاً أنها فرح والديها . |
كأنما كانت هذه الحفلة إشارة ما ، فقد وجدت ناتالي نفسها مدعوة إلي حفلات أخري ودائماً مع تشاد . . أخافها في البداية هذا الاختلاط الرائع مع الناس ، لكنه كان يصرّ على ذهابها ، عندما زال قلقها بدأت تتعرف إلي الناس الذين يؤلفون دائرته الاجتماعية . . كانوا من الأغنياء الجذابين ، ومعظمهم من الأذكياء . . وتمتعت بصحبتهم ، لكنها بقيت قلقة ، تعي تماماً أنها موجودة بينهم بتسامح منهم . . واكتشفت أن أونا دراير موجودة في أمريكا لكن من المتوقع عودتها قريباً . . كانت تسمع أحياناً همسات الناس حول علاقتهما ، وبدا لها عموماً أنها مقبولة كآخر حبٍ له .
مرت أسابيع وناتالي المسكينة تسبح بالارتباك والحيرة ، وتخرج معه غصباً عنها . . كانت تقنع نفسها أن هذا بسبب سهولة الأمر عليها . لكنها سرعان ما أدركت بأن إحساسها هذا أكثر من تجاذب جسدي . . همست لنفسها : لقد وقعت في حبه ! كانت تلك الليلة هائة ، تخفي خوفها بتحفظٍ لم تستطع أبداً التغلب عليه . . كانا في حفلة أخرى . . وكانت أونا قد عادت ، تتقاذفها أمواج الغيظ، لكنها كانت تخافه أكثر من أن تفعل شيئاً . لكن ناتالي لم تكن مرتاحة لهذا ، تعي النظرات الحادة الكبيرة كانوا يراقبون الثلاثي بأعين تواقة شرهةٍ للقيل والقال. تعامل تشاد مع الموقف بشكل متفوقٍ ولم يكن أبداً أقل لطافة واحتراماً لأونا ، لكنه أبقي ناتالي ملتصقة إلي جانبه يبتسم لها بسحره الكسول ، وفي أعماق عينيه تحذير شرس . دخل إلي المنزل كعادته لآحتساء فنجان من القهوة بعد أن عادا . . |
وقالت له ناتالي وهما يحتسيانها ، إنهما يجب أن يفترقا . . فنظر إليها بعينين نصف مغمضتين ، وسأل : لماذا ؟
- ما من داعي لأن نري بعضنا. أعني لقد عادت أونا . - وما دخلها بهذا ؟ - حسناً . . هذا هو سبب مرافقتك لي . . أليس كذلك ؟ - لا. . كنت أرافقك لأنك ستتزوجينني . . وأردتك أن تعرفي كيف ستكون الحياة وأنت زوجتي. قالت بهدوء بالرغم من سماعها لدقات قلبها : - إذن هذا هو السبب . . مؤامرة لتدفعني إلي الزواج منك . منتديات ليلاس - أؤكد لك ما من مؤامرة . . فأنا أتودّد إليك لأن هذا من حقك . . بما أنك ودانيال لم تثقا بي ولم تجرؤا على قول الحقيقة ، فقد كانت بدايتنا معاً خاطئة ، و لا داعي إطلاقاً لأن تفوتك سعادة تودّدي إليك. نظرت إليه وعيناها قاتمتان : - يبدو هذا أمراً مكتوباً في دليل العشاق بالقرن الماضي . . أكنت تتحدث إلي أمك عني ؟ لم يدعها حتي الآن للقاء أمه السيدة غرايزر . . وهذا إهمال جعلها تتساءل عدة مرات عما يجول في خاطر تشاد بالنسبة لها . - لقد تجاوزت السن الذي أعتمد فيه على أمي لتسدي لي النصيحة حول كيفية معاملة امرأة . ناقش إذن الأمر مع أمه . . صحيح أنه لا يحتاج لهذا ليكوِّن قناعة شريفة حمقاء . . فهو يعاملها معاملة خاصة وسيتزوجها ليعيشا بعد ذلك " بتعاسة" إلي الأبد . |
الساعة الآن 11:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية