كانت لوارا متوترة الاعصاب قطعا ، وهى تدخل مبنى دارموند فى الصباح التالى .. ما الذى تملكها لتقبل روب ؟ اوه .. انه عرفانها بجميله لما سيفعله ليونى ، لكن ، الا يمكنها السيطرة على نفسها ، حتى انها حين تجتمع معه فى غرفة واحدة لا يعود كل ما تؤمن به مهما ؟ عرفت ان عليها ان تكبح نبضات قلبها ، وصممت انها من اليوم ، وصاعدا ، لن تقول او تفعل ، ولو مرة واحدة شيئا يبعد علاقتهما عن المستوى العملى .. ودفعت باب مكتبها تفتحه 0 -صباح الخير لوارا 0 روب ، وكعادته غالبا ، كان هناك قبلها .. واحست على الفور ، ان كل تعليماتها المتشددة لنفسها ليلة امس حول كيفية التصرف معه ، قد تلاشت فصوته لم يكن يحمل العدائية التى توقعتها 0 ردت ببرودة لم تستطع منع نفسها من الفخر بها : صباح الخير روب 0 لو انها تستطيع التمسك بهذه البرودة ، فمن يعلم ، قد تتمكن اخيرا من الحصول على ليلة من النوم المعقول .. اذ يبدو انها كلما تركت نفسها تتمادى معه ، تمضى ليلة تعيسة ، فى تفسير كل كلمة ، كل نظرة ، مرت بينهما 0 باحساس مبتهج ، لانه لم يبدا نهاره معها بالصراخ ، انحنت لتضع حقيبة يدها تحت الطاولة . ثم استقامت لترى انه ترك مكتبه ، ودخل يقف قرب طاولتها ، وشاهدت يده تتجه الى يدها الخالية من الخاتم .. ثم ضاع كل ما كان يود قوله لها ، مع كل اللطف الذى سبق وحياها به 0 -اين الخاتم ؟ -فى حقيبتى 0 كانت تنوى اعادته له هذا الصباح .. فانحنت تستعيد الحقيبة لتفعل .. وسمعته يامرها : البسيه 0 -البسه ؟ .. ظننت ... -البسيه الان . انا لم اربط نفسى بك لمجرد التسلية 0 تطاير الشرر من عينيها ، بسبب انه يظنها غنيمة بلهاء ابتلى بها .. لكن قبل ان ترد عليه ، وترمى بكل حذرها ادراج الرياح ، كان يعلمها ، فى حال نسيت ، ان خطوبتهما ليست لمصلحتها فقط 0 -اتوقع وصول نيكولاس ماكداف فى اية لحظة الان . فضعى ذلك الخاتم .. وبسرعة . ولاجل الله ، توقفى عن النظر الى وكانك تودين اللعب براسى كالكرة ! اعطى اوامره ، ودون انتظار رؤيتها تطيع ، عاد الى غرفته ، واقفل الباب بينهما ، دون ادب ، كما لاحظت من صوت الباب الصاعق 0 بعد لحظات انفتح الباب الخارجى ، وكانت لوارا على الرغم من غضبها ، قد استعادت هدوءها ، لترد على تحية نيكولاس ماكداف : صباح الخير 0 كانت مشغولة حين رافق روب خاله عبر مكتبها ، لكنها توقفت عن العمل حين تقدم روب ليضع ذراعه حول كتفيها . وقال لها : كنت اخبر نيكولاس لتوى اخبارنا السارة حبيبتى 0 |
براحتك يا عسل
|
بغضب داخلى ، اعطته علامات كاملة لتمثيله الرائع ، ليبدو كلامه وكانه يعتقد بان السماء حيته بحظ رائع .. ومع ذلك فلمسة ذراعه على كتفيها كانت تميت غضبها . وقال نيكولاس : انا واثق انكما ستكونان سعيدين . من المؤسف انك مضطر للسفر فى هذه اللحظات السعيدة روب .. لكن .. هذه هى الحياة تمكنت لوارا من اخفاء الانفعال عن وجهها لخبر سفر روب ، وتساءلت عما اذا كان هذا هو ما كان سيقوله لها حين دخل ولاحظ خلو يدها من الخاتم . ولم يبق خاله كثيرا ، ما ان خرج حتى ابعد روب ذراعه عن كتفيها ، فسالته بهدوء : امسافر انت ؟ -برزت ازمة فى فرعنا الاوروبى . وصل ممثلنا هناك ليلة امس ، وبعد قراءتى للوثائق التى جاء بها معه ، لم اجد بديلا عن السفر بنفسى 0 اذا ، كان يعمل ليلة امس ! لم يتركها بسبب جوانا بيريجيه وامثالها واحست بسعادة غير عادية لهذا 0 -متى ... ستسافر ؟ لكنها كانت تريد ان تسال متى ستعود فهى تحس بالحرمان مع انه لم يسافر بعد .. وهى من فكرت بالتفتيش عن عمل اخر ! كيف ستتحمل عدم رؤيته ثانية ، مع ذلك فهذا المركز مؤقت الى ان تعود السيدة شارب .. وعليها ان تتذكر هذا 0 -ساسافر فى الغد .. ايمكنك ان تتاخرى فى العمل الليلة ؟ تمكنت لوارا من ابقاء حاجبيها على المستوى نفسه ، دون كشف دهشتها لطلبه ، دون امر .. واكمل : لدى عمل كثير يجب ان اتممه .. ومساعدتك لى لن تقدر بثمن 0 ابتسم لها بسحر هدد عظامها بالذوبان . فردت : طبعا ... ابتسامة اخرى كهذه ، وستجثو امامه ! مرت الساعات التالية ، ولوارا تسجل ملاحظات سريعة لتعليمات روب عما ستفعله فى غيابه الذى سيدوم ثلاثة اسابيع .. ثم دخلت مكتبها تفتش عن ملف ضائع يحتاجه ، الا انها رفعت راسها لتجده يتقدم نحوها ، والملف بيده .. وقاطع رنين الهاتف اى شئ كان سيقوله اى منهما ، وابتسمت له والكثير من الدفء يغمر جسدها لانهما يعملان معا بتناغم .ثم ، تلاشى كل الدفء منها ، واحست مرة اخرى انها تقف على الشوك . لان من كان يتصل هو جوناس ، وبوجود روب على بعد يارد منها لم تكن لتامل ان تخفى هوية المتكلم .. ثم ، من تراه غير جوناس يتصل بها الى هنا ظ -اتصلت بى ايلين لتوها .. وقالت لى انك خطبت لروب 0 كان صوته وهو يسالها ، يبدو وكانه غير مصدق هذا القول .. نيكولاس ماكداف لم يضع وقته كثيرا ... اليس كذلك ؟ -اوه ... اجل 0 وتمنت لو ان روب يعود الى مكتبه ويقفل الباب وراءه ، لكن النظرة التى رمقها بها ، ووجهه غير المبتسم ، قالا لها انه لاينوى ان يتحرك . فعادت للاهتمام بجوناس ، تحاول اضفاء الفرح على صوتها .. لكنه عمل صعب .. واكدت بخفة : انا وروب مخطوبان 0 |
لكن جوناس لم يرحب بفرحها الظاهر فى صوتها ، وبدا عليه الالم لانها لم ترغب فى ان يكون اول من يعرف . وعرفت ساعتها انه يمر فى احدى نوباته السوداوية .. ولكن هل ان ايلين هى التى استغلت الفرصة لتنتقم منه ؟ مهما كان سبب تكدره فانها لن تستطيع شيئا لاخراجه منه ، مع استماع روب لكل كلمة ، وتابع جوناس : لم اكن اعلم انك مهتمة به .. مع اننى كان يجب ان اشعر بهذا حين اخبرتنى انه كان فى شقتك ليلة اتصلت بك 0 ثم تحول صوته الى الاكتئاب اكثر وهو يسال : ايعنى هذا انك لن تخرجى معى بعد الان ؟ احست بان عينى روب تحرقانها ، وعلمت ان الرجلين ينتظران الرد الذى سيحدد صداقتها بجوناس .. وحضرت نفسها لما ستسمعه فى صوته من رنة الوحدة 0 -حسنا .. هذا ما اخشاه جوناس ... كان كلامها له رقيقا ، فقد تجاوزت عقدة ان يسمعها روب .. فهو يعرف مع من تتكلم على اى حال 0 سمعت تنهيدة استسلام من الناحية الاخرى للهاتف تبعها قول جوناس : ساحس بالوحشة من دونك لوارا .. لكن ، روب ليس بالرجل الذى يتحمل ان تكونى صديقة لرجل اخر ، حتى ولو كانت هذه الصداقة بريئة ، كونى سعيدة لوارا .. فانت تستحقين الافضل 0 كانت عيناها مبللتان حين وضعت السماعة من يدها . الرنة فى صوت جوناس وهو يحاول اخفاء اكتئابه ، جعلتها تذكر بقوة اكتئاب ابيها حين تركتهما امها ، واحست انها خذلته .. ثم سمعت حركة متوترة وراءها ، ثم شتيمة مكبوتة ، تبعها : لاجل الله ! رفعت وجهها الحزين واجفلتها نظرة روب ، التى قالت لها ان غضبه قد اصبح على شفير الانفجار .ثم ، وكانه لم يعد يثق بان يكلمها ، دفع لها بالملف وخرج 0 الكبرياء وحدها ممزوجة بالعناد ، جعلتها تكمل يومها ، كان روب قد عاد بعد وقت قصير من خروجه لكنه كان فى مزاج لايطاق 0 وما ان حلت الساعة السابعة ، حتى كادت معنوياتها تتحطم . عدة مرات خلال ما تبقى من اليوم كانت على وشك ان تكشف لروب كل ما يريد ان يعرفه عن صداقتها مع جوناس ، وخوفها على صحة عقله ، والوحشة التى يحملها دائما معه .. لكن ، فى كل مرة كان ياتيها فيها التهور ، كانت نظرة واحدة من روب تكفى لابعاد تهورها 0 مع اخر ملاحظة ، غطت لوارا التها الطابعة ، وتحضرت للخروج .. روحها المعنوية الهابطة ، لم تكن لتساعدها ، وفكرة انها لاتعرف متى سترى روب مرة اخرى ستقلقها .. كما انه لم يعرض عليها تناول الطعام كما فعل المرة الماضية ، وكانت سترفض على اى حال ، فلا فائدة من التواصل بينهما ، قالت تحاول ان تبدو غير مهتمة : من المحتمل جدا ان لا اراك حين تعود 0 -ساوصلك الى البيت 0 -لا حاجة لهذا 0 قالت بلهجة انهت الجدال : احضرى معطفك 0 |
الرحلة الى شقتها تمت بصمت ، تصارعت خلالها لوارا مع مشاعرها ، تفكر بكلمات فراق مناسبة حين تتوقف السيارة .. ادب فطرى متاصل فى نفس روب ، جعله يخرج من السيارة ليقف على الرصيف خارج شقتها 0 لكنه لم يحاول الذهاب اكثر من هذا .. وقالت لوارا : ليكن سفرك موفقا 0 استدارت لتذهب ، لكنها وجدت ان ذراعها شدت ليديرها ثانية اليه ، اصابعه تحفر لحمها ، تعابير وجهه كالصخر صلابة . وقال لها دون مواربة : تذكرى انك مخطوبة لى .. وتذكرى بالضبط لماذا انت مخطوبة لى .. وتذكرى اكثر ، خصوصا حين تتملكك عاطفتك نحو زوج ابنة خالى ، انك لو قابلته مرة واحدة ، فان المستقبل الذى تريدينه لاخيك لن يتحقق 0 منتديات ليلاس رمى ذراعها عنه ، وعاد الى سيارته .. وكان محركها يرعد مبتعدا ، قبل ان تقفل باب المدخل 0 حين اصبحت داخل الشقة ، انهارت كل اعصابها المتوترة الضاغطة على مشاعرها المكبوتة .. وجلست تبكى .. واستمرت بالبكاء الى ان اصبحت غير قادرة على المزيد .. حين لم يعد لديها دموع ، دخلت الحمام ، لتغسل وجهها ... متمنية لو تستطيع ان تكره روب ماكفرسون ... ووجدت ان لديها المزيد من احتياطى الدموع لتذرفه بعد 0 ***** انتهى الفصل الثامن وباقى فصل وتنتهى الرواية |
الساعة الآن 12:02 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية