اطلق فازيلى زفرة تعجب وقال : انت لاتعرفين ماذا تقولين . على الرجل ان ينجب الصبيان ، وفى اليونان ، لاتكتمل المرأة دورها وواجبها اذا لم تنجب الاولاد . انه تقليد قديم ، تقليد بلد فقير الابن المثقف له حظ فى النجاح فى الحياة ، وفى ان يكون له مهنة محترمة تجعله قادرا على ان يكسب الشرف والرفاهية لعائلته 0 اما الفتاة فانها عبء ، لذلك اصبح من المالوف ان يعطى للفتاة مهر ، لكن . فى العائلة الفقيرة ، ولادة ابنة هى بمثابة بدء الصعوبات فى المستقبل . -لكن هذا كله بدائى للغاية ! -نحن فى بلد بدائى . وحتى الناس المتحضرين مازالوا يحتفظون بهذه القيم البدائية ، وانا لا اختلف ابدا عن اى مزارع فقير ، عندما اريد ان ينجب ابنى البنين ليحملوا اسم عائلة كرفيليس من اجل ان يعملوا فى هذه الشركة البحرية الكبيرة التى اوجدتها بنفسى . انت امرأة محظوظة ، يا ستاسى ، لانك انجبت ابنا . هل تتذكرين قصة تلك المرأة الرومانية القديمة التى لم تكن تلبس الحلى ، بل تظهر دائما يرافقها اولادها ؟ وعندما يسالها البعض اين مجوهراتها ، كانت تجيب " هذه مجوهراتى !" وهى تدل على اولادها . ان نيكوس لؤلؤتك الثمينة وستنجبين غيره ، من بول 0 -متى عرفت بحالة ليدا ؟ -منذ شهرين او ثلاثة . لكن هذا لايهم . ثلاثة اشهر ! اى فى فترة تسلمى الرسالة التى دعانا فيها فازيلى لزيارة ميلاينوس 0 اذن ، اراد فازيلى ان يتعرف الى نيكوس ، ليس لانه يرغب فى ذلك ، بل ليتاكد ان فى امكانه الاشراف على حماية حفيده الوحيد . والان ، وقع بول فى غرامى وهذا يفرح والوالد .الامور اصبحت افضل بكثير مما كانت عليه ، في ما يختص بفازيلى ! |
هاى يا بنات اية رايكم فى فازيلى وفى قسوته وجبروته منتظرا ارائكم وانتظروا مفاجئة فازيلى للجميع 0 |
انتابنى شك رهيب ، ربما دبر وشجع ما حصل بينى وبين بول تذكرت عودة بول غير المنتظرة عندما ذهب الى اثينا قبل ايام قليلة . وتذكرت ايضا لقاءنا فى حديقة برسفونى ، ماذا لو ان فازيلى هو الذى طلب من بول اغرائى ؟ لكن بول يحبنى فعلا وانا احبه وهو لايعرف شيئا عن حالة ليدا ..... وعن هذه الحاجة الاساسية لانجاب وتربية الاولاد ! كنت اراقب فازيلى وهو يدخن سيكارة . هذا الرجل الذى فى امكانه ان يصبح عمى ، مرة ثانية ، هذا المخادع المحتال ! شئ مرعب حقا . ان اكون جزءا من مخططاته وحيله ومكائده ، وان اخضع له واتحمله كل حياتى ! لايمكننى ان اتحمل التفكير فى ذلك فكيف اذا مارسته يجب التهرب منه ، انى احب بول ، ولكن هل احبه بما فيه الكفاية كى اضحى بحريتى ؟ وكانه قرا ما يجول فى خاطرى ، فاستطرد يقول : يبدو لى اننا اتخذنا قرارنا فى ما يتعلق برحيلك او ببقائك الدائم فى ميلاينوس وستسكنين معنا فى فيلا مارمارا 0 ازحت نظرى عنه وقلت : انت سريع فى اتخاذ القرارات . لاشئ مؤكد حتى الان ، وهناك ليدا كما قلت لك . -بول وليدا ، ليسا مخطوبين . توقفت فجاة عن الكلام ، لدى سماعه خطوات تقترب على سطح الباخرة 0 -انى اسف يا ستاسى لانى جعلتك تنتظرينى ، طرا على عمل على انجازه 0 آه هذا ابى ، لم اكن على علم بوجودك هنا . ابتسم فازيلى وقال : جئت اعلم ستاسى بتاخرك . والان سالتحق بالاخرين الذين ينتظروننى لنلعب البريدج 0 انحنى ثم قال : تصبحين على خير ، يا عزيزتى . فى الظلام كانت عيناه تلمعان بمرارة ، وما ان اختفى عن الانظار حتى اقترب منى بول واخذنى بين ذراعيه وقال : حبيبتى ، سامحيننى ، لقد انتظرت طويلا هذا اللقاء 0 عانقنى فى حنان وكدت استسلم له . لاشئ اخر يهم ، فقد اختفى خوفى وشكوكى بتاثير عنف هذا الحب . قال بول وهو يطبع قبلة ناعمة على عينى وعلى شعرى : ياالهى كم احبك ، لو كنا الان فى المغارة ، بدلا من ان نكون فى هذا اليخت الخالى من اى مكان منعزل ، عندما نتزوج ، يا حبيبتى ، سانتزعك من هذا العالم . سنذهب الى جزيرة ، الى فيلا احد الاصدقاء وسنكون وحيدين تماما 0 سالته فى هدوء : ونيكوس ؟ اين سيكون ؟ |
تردد لحظة ثم قال : مع والدى ، او مع ماريا . ان والدى يحبه كثيرا ، لكنه لن يكون معنا يا حبيبتى ، حتى ولو كنت اعتبره مثل ابنى ، لن ياتى معنا فى شهر العسل 0 -طبعا ، لكنه لن يفهم السبب ، ما سبق ان تركته ليلة واحدة بعيدا عنى ، منذ وفاة الكسيس . جذبنى نحوه وقال : يا ستاسى ، ايتها المرأة المسكينة الصغيرة . لقد قضيت اياما تعيسة وقاسية واريد ان اجعلك تنسين هذا العذاب ، انت ونيكوس . اصبح يتكلم فى جدية ، اذ قال : ساحب نيكوس مثل ابنى وسافعل كل ما فى وسعى لان اجعله سعيدا 0 كلماته وخاصة عندما يقول ابنى كانت تذكرنى بليدا ، ان وضعها الماساوى . لن يكون فى استطاعتها الانجاب ، واذا كانت تحب بول ، فسيخسره هو ايضا . احسست بالذنب ، لم اكن قادرة على ان ابحث مع بول فى مشاريع المستقبل ، وليدا فى ذاكرتى 0 ابعدت بول عنى وقلت : يجب الا نبقى هنا طويلا ، سيبحث عنا الاخرون . ان والدك على علم بكل شئ وهو موافق على زواجنا 0 -هل انت مستغربة ؟ لاشك ان الجميع لاحظوا سعادتنا . ووالدى موافق ، طبعا 0 -وهو قال لى ذلك منذ برهة ، لكنى اعتقد انه يامل هكذا فى المحافظة على نيكوس فى قربه 0 -حبيبتى ، ليس هذا ما يريده فقط انه يحبك انت ايضا وهو معجب بك كثيرا لا يمكن لاحد ان يمتنع من الوقوع فى حبك والاعجاب بك 0 ابتسمت وقلت : انت تحكم مسبقا على الامور . -ربما ، فى راسى فكرة وهى انك اجمل امرأة فى العالم 0 -آه ، يا بول ! وضعت وجهى على كتفه لاحتمى به وقلت : اريد ان اجعل منك رجلا سعيدا ، لكن .... وضع خده على شعرى وقال : ليدا ؟ -نعم .... ووالدك ، ان حبنا هذا جزء من مخططاته . امسك بول ذقنى وقال : دعك من هذه الافكار ، كان والدى يريدنى ان اتزوج من ليدا 0 فتحت فمى لاقول : لم يعد يريد ذلك بعد الان . |
لكن الكلمات لم تخرج ، يجب الا ابوح بسر ليدا ولا حتى لبول بالذات 0 -ارجوك ان تعلم ليدا بالامر ، معبرا بذلك عن صدقك . -حسنا . ساحاول ان اخبرها بالامر غدا عندما نصل الى رودوس . والان ، ما رايك فى ان تذهبى الى غرفتك ؟ -سافعل حتى وان كنت ساحزن لفراقك ، يا بول 0 -اود البقاء معك فى كل لحظة من النهار ... ومن الليل . عانقنى مطولا وكدت اذوب بين ذراعيه 0 مرت الايام فى زيارة جزيرة رودوس . لم ابق فى قرب بول الا لحظات معدودة ، وصباح وصولنا ، بعد ان تناولنا الفطور ، جاءت ليدا على متن سفينة راوول ، الراسية قرب سفينة فازيلى ، فى المرفا الكبير 0 وعندما رايت الفتاة ووجهها المضئ بابتسامة واسعة شعرت بالكابة . وضعت يديها على كتفى بول لتقبله ، ورايته يرد بابتسامة مماثلة . ماذا افعل هنا ، بين هذين الشخصين ؟ كانت ليدا تشع بثوبها الابيض المخرم باليد برسوم خضراء ، شعرها الطويل يغطى كتفيها ويتدلى حلق من الزمرد من اذنيها . بعدما حيت فازيلى وماريا ، توجهت نحوى ووضعت خدها المنعش على خدى وقالت : صباح الخير يا ستاسى ، تبدين فى احسن حال . الرحلة اعجبتك ، على ما اظن 0 -انها رائعة . اقترب نيكوس منا ، ولمدة غير قصيرة ، كانت الفتاة تحدق فيه وعلى وجهها تعبير غريب . ثم وضعت يدها على شعره وقالت : لوحت الشمس بشرتك ، يا نيكوس . كم تبدو جميلا ! ابتعدت وحيانا راوول بدوره ، ثم سمعت ليدا تهمس قائلة لفازيلى : اتيان وهيلين فى انتظارنا فى فندق الورد ، حيث سنتناول طعام الغداء معهما 0 قال فازيلى : هل اشرفت على حجز السيارات لهذا الغرض ؟ -نعم ، كل شئ منظم . للمرة الاولى لاحظت ان نظرات ليدا حزينة جدا برغم ملابسها وزينتها الرائعتين . واحسست تجاهها بشعور بالذنب ، ماذا لو كانت تحب بول .... بقيت معه اكبر وقت ممكن ، تتحدث اليه واضعة يدها على ذراعه ، وجهها قريب جدا من وجهه ، كانها تريد ان تذب فيه 0 قبل الانضمام الى هيلين واتيان ، قمنا بزيارة المدينة ثم ذهبنا الى ليندوس ، على الشاطئ الشرقى من الجزيرة قبل ان تعود الى اليخت لنتناول طعام العشاء 0 كانت هناك سيارتان ، صعد فازيلى وماريا وديمترى وهرميون فى احداها ، وليدا وراوول وبول ونيكوس وانا فى الثانية ، وقمنا بزيارة المتحف الذى كان فى الماضى مستشفى الفرسان ، واجتزنا مدينة رودوس القديمة وحيها التركى وشوارعها الصغيرة المبنية بالقناطر واسواقها الصغيرة وجوامعها وسبل الماء الرنانة والمنعشة فى هذا الحر الشديد . |
الساعة الآن 08:52 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية