منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 03-01-09 12:41 PM

تنهدت بيني؟، ثم قررت التحدث بصراحة.
ـ سيدة تايمر..أنت تعرفين كونك والدة تشارلز أنه سيفعل بالضبط ما يرغب فيه هو. إنه رجل قوي الشكيمة، ذكي. لن أنسى أبداً كيف وصل إلى منزلنا وكيف طالبني بمرافته إلى" بليارز" لمساعدته..ولم يكن ذلك طلباً.. بل أمراً.
اعترفت الأم بمحبة:" طالما كان عنيداً في صغره..كان يصر حتى يحصل على ما يريد.. ولم تغيره السنين".
ابتسمت بيني:" ألا يوحي لك هذا بشيء؟"
نظرت إليها بحدة:" ماذا تحاولين قوله".
ـ حسناً، لو أراد أن تكون شينا زوجته، أو لو كان يحبها حقاً، لتزوجها منذ زمن طويل.
نظرت إليها كيري ببرود:"أتشيرين إلى أنني كنت أعيش في عالم من الخيال الأحمق؟"
لم تفارق الابتسامة وجه بيني وإن كانت تفرضها على نفسها فرضاً، فلم يكن لديها النية في مجادلة كيري تايمر..
قالت بهدؤء: " إنها كلماتك سيدة تايمر، لا كلماتي.. على أي حال من الممكن.."
قاطعتها المرأة ببرود:" ألديك المزيد من التعليقات بشأن خصوصيات هذا المنزل؟"
ارتشفت بيني قهوتها، ثم قالت: لا..وضعي لا يسمح لي بهذا.
أرادت أن تقول لها إن تشارلز لو تزوج شينا لما بقيت كيري هنا بل لانتقلت إلى ماسترتون، فالفتاة تطمع أن تكون هي وحدها سيدة بليازر. لذا لن توافق على أن تحل في المرتبة الثانية. ولكن السيدة تايمر لا تدرك ذلك حتى الآن. نظرت إليها كيري عن كثب، تسأل: ماذا يدور في رأسك هذا؟ أرجوا أن تفهمي أنني لست مغلقة التفكير بحيث لا أقبل الاستماع إلى آراء الآخرين.
هزت بيني رأسها وهي تشعر بأن من الحكمة أن تغير دفة الموضوع: هل أصب لك فنجاناً آخر؟
بعدما ملأت الفنجان قدمته لها ثم قالت: مازالت القهوة ساخنة..أتظنين أنه يجب أن أحمل القهوة لتشارلز؟ تنهدت كيري:" أجل.. لاشك أنه غارق بعمل بحيث نسي أمر القهوة..أتمنى لو أعرف لماذا لم ترافقه شينا هذا المساء".
حملت بيني القهوة و سارت ببطء تجنباً لانسكابها على الصحن. لم تصدر قدماها وقعاً فوق السجادة السميكة.. وما إن اقتربت من باب المكتب حتى وقفت جامدة وراعها ما نراه..كان تشارلز جالساً على المنضدة يكتب بسرعة..في تلك اللحظة أدركت أنه" أيسر".
دخلت إلى الغرفة ووضعت القهوة قربه: أرى أنك قادر على الكتابة..لم أكن أعرف أنك أيسر".
وقف يواجهها:" حسناً! لم نأت على ذكر هذا الموضوع..صحيح؟"
فضحت نبرة صوتها شعورها بالظلم: لماذا لم تخبرني؟
ـ بل لماذا أخبرك؟ و ما الفرق إن كنت أيسر أم أيمن؟
ـ الفرق أنني أحس بأنني مخدوعة.
ـ أترين أنني أخفيت شيئاً عنك؟ أرجو أن تتذكري أنني وإن استطعت الكتابة لن أستطيع الطباعة.. وهذا هو العمل الأساسي الذي يجب أن يتم.. على أي حال من الجيد أن يكون للمرء ذراع يسرى قوية.
امتدت ذراعه اليسرى لتحيط بخصرها، ولتجذبها إليه، معانقاً عناقاً شديداً أرسل الدم حاراً في عروقها. تاقت للبقاء مستندة إليه، و للشعور بضغط ذراعه حولها.. ولكن لأي هدف؟ إنها مجرد مداعبات اصطناعية ستحطم قلبها إن أخذتها على محمل الجد..



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 03-01-09 12:52 PM

ثم تصاعدت صورة كيري تايمر أمامها فأرعبتها: تشارلز..قد ترانا أمك.
قال بلا مبالاة:" وإن يكن؟"
ـ تعرف ما قد نواجه إن رأتنا. هي محبطة بمافيه الكفاية اليوم، فإن رأتني معك في عناق لوجدت العذر المناسب لرميي من منزلها.
ضحك أتقولين إنها سترمي " سكرتيرتي" من " منزلي"؟ لاشك أنك تمزحين.
ـ أنا واثقة أنها ستحاول جاهدة. تشارلز، أنا جادة. إنها تظن.. حسناً..لا أستطيع إخبارك بما تظن.
وصمتت إحراجاً.. فقال ساخراً: أترينني أبله كبيراً..أعرف ما تظنه..ولكن ماذا عن إحباطها؟
ارتدت عنه مبتعدة حتى وقفت أمام النافذة.
قال:" هيا.. إن كنت تعرفين أنها محبطة، فلاشك تعرفين سببه؟"
عرفت أنه يتوقع رداً من نوعاً ما، فقالت مترددة: أظنها توقعت منك ومن شينا قيامكما بزيارة محل الجواهري اليوم. التقى حاجباه: صحيح؟ حسناً..زرت اليوم أهم جواهري في ماسترتون.
جاء الاعتراف تقريباً، على مضض. التفتت تواجهه و عيناها مغشيتان بألم مفاجئ: أفعلت؟ وعدت إلى البيت بعدما عقدت الخطوبة على شينا؟
هز رأسه:" بالتأكيد لا.. أهذا ما توقعته أمي؟"
ـ أجل..ولأن شينا لم ترافقك تشعر هي الآن بالخوف من أن تكونا على خصام.
ضحك:" أعترف أن شينا غير راضية عني الآن".
نظرت إليه مترقبة:" آه؟ لماذا؟ هل تشاجرتما؟"
لكنه لم يجب، بل استدار إلى الأوراق المطبوعة.
ـ لقد بدأت بتنظيم هذه الأوراق وجمعها في أقسام.. من الجيد أن يكون للمرء هذا الكم من النوادر الموثوق بها عن كلاب مساعدة العميان..
أدركت بيني أنه يتعمد الابتعاد عن موضوع شينا، لذلك أذعنت قائلة: لقد أحببت قصة الكلب لاكي، وقصة الكلب الإسبانيولي الصغير المهووس بالسرقة، الذي كان يسرق كل ما يستطيع حمله إلى و جاره.
تباحثا بعد ذلك طريقة العمل في الأسبوع المقبل، ثم نسيا موضوع شينا..
مضت الأيام التالية بشكل رتيب هادئ كانا فيها يعملان جنباً إلى جنب في المكتب .. سألته مرة: لاأستطيع إلا التساؤل لماذا طبعت الفصول قبل جمع كل المواد.
ـ لأننا لا نعرف متى تكون المواد الثمينة مجموعة، ولا نستطيع الانتظار إلى الأبد، لذلك نباشر العمل بما لدينا.
فكرت في المواد التي استخرجتها مؤخراً من التسجيلات..لكن لم يكن لما لم تفهمه علاقة بالكتب بل بشينا التي أصبحت بارزة في غيابها..ولما مرت عدة أيام ولا دليل على وجودها، أصبحت بيني أكثر حيرة.
صباح الجمعة، لم تعد قادرة على مقاومة التعليق بشأن هذا الواقع أمام تشارلز: أتلاحظ أن شينا لم تحضر إلى هنا من منذ أيام؟
هز كتفيه" ألم تأت؟ لم ألحظ هذا. ستأتي..فهي تفعل ذلك دوماً".
أقفل الموضوع بمتابعة الكتاب بسرعة..فقالت بيني متوترة عوضاً عن شينا: أنت متأكد منها بكل تأكيد.
تجاهل ملاحظتها.
بعد وقت قصير، وصلت قهوة الصباح التي تجلبها سامنثا عادة، ولكن كيري هي من جلبتها هذه المرة. كانت ترتدي بذلة حريرية أنيقة.
قالت:" أنا ذاهبة اليوم إلى ماسترتون لأتسوق من أجل الميلاد. سألتقي شينا للغداء.. فربما تشرح لي سبب ابتعادها عنا جميعاً هذا الأسبوع".
رد بلا اكتراث :" ربما".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 03-01-09 01:01 PM


أرسلت عينا كيري نظرة اتهام إلى بيني، ثم استقرتا على تشارلز: أخبرني تشارلز..هل تشاجرت مع شينا؟
ضحك:" بعض الناس قد يسمون هذا مشاحنة أحبة أمي ، وقد يقول آخرون إنه صدام إرادات".
نظرت إليه للحظات عديدة بصمت، ممزقة بين الانحياز إلى ابنها الوحيد وبين الإشفاق على شينا.
ـ فهمت .. يالفتاة المسكينة..لاشك أنها متكدرة.. أود لو أعرف السبب.
ـ ليس عليك إلا استخراج السبب منها.. ولن يكون ذلك صعباً.
لكنها أصرت :" لا أذكر أنها ابتعدت مثل هذه المدة".
ـ يا إلهي أمي.. الواقع أنها تعيش هنا.
حاولت بيني التدخل بكلمة مرحة: واثقة أنها عائدة قريباً سيدة تايمر، خاصة وأنت ستتناولين الغداء معها..على أي حال لم تغب غير خمسة أيام.
حدقت كيري إليها: خمسة أيام؟ كان على تشارلز و شينا أن يتزوجا منذ خمس سنوات.
تنهد تشارلز تنهيدة عميقة دليلاً على نفاد صبره ثم نهض ليمسك بذراع أمه و يقودها إلى الخارج: أرجوك اهدئي أمي..عزيزتي. ستتعبين نفسك فبل أن تخرجي. تعرفين أن أمامك يوماً شاقاً تتسوقين فيه..و الآن، هل تحملين دفتر الشيكات وكل بطاقات الاعتماد؟
ـ أرجوك.. لا تعاملني و كأنني امرأة خرقاء.
وخرجت من الغرفة. بعد لحظات، سمعا التويوتا الحمراء تهدر وهي تمر بباب الشرفة. انتظرت بيني أن يقول تشارلز شيئاً عن سبب توتر أمه، ولكنه لم يعلق.. كان تطاير قلمه على الورق دليلاً على أنه ينوي إغراق نفسه بالعمل بنشاط متطرف. تذكرت بيني بحزن أن الأيام الماضية لم تحمل علاقة حميمة بينهما كذلك.. فهل لهذا علاقة بشينا؟ أيشعر بالأسى بصمت عليها، ولذلك.. يغرق نفسه بالعمل.
مر اليوم بسرعة تخلله غداء وفيما كانا متوجهين لاحتساء القهوة توقف لينظر إليها: أجزم أنك ترينني مستبداً.
ردت عليه نظرته بثبات: ظننت أن أهم هدف لديك هو إنهاء العمل.
رفع لها ذقنها لينظر إلى وجهها.. تصورت في لحظة هذيان أنه يوشك أن يعانقها مجدداً. لكنه لم يفعل، بل قال:
عندما يحين الوقت ستسرعين إلى سيارتك و تسابقين الريح لتقفلي راجعة إلى ويلنغتون ولاشك أنك ستطلقين الزمور ابتهاجاً، طوال الطريق..
ردت بدون أن تعي الاكتئاب في صوتها: هذا ما تظنه..
كيف أن تقول له إنها تكره مجرد التفكير في الرحيل عن بليارز.. وإنها تتحمل عداء أمه من أجل البقاء قربه؟ كان الوقت متأخراً بعد الظهر، عندما مرت التويوتا الحمراء، تتبعها مباشرة سيارة شينا الميني الصفراء.. وفيما كانت السيارتان تتجهان إلى فناء المنزل ضحك تشارلز، لكنه لم يقل شيئاً. رنت إليه بطرف عينيها فعرفت أنه يقول في سره: هذا ما أظننته!
دخلت كيري بعد دقائق و مزاجها أكثر إشراقاً مماكان قبل مغادرة المنزل.
قالت بمرح:" احزر من هنا؟"
رد بلهجة ساخرة:" يستحيل علي أن أحزر".
ـ أقنعت شينا بأن تأتي معي للعشاء.. وهذا ليس كل شيء.. لقد قررنا ترتيبات للغد.
نظر إلى أمه بحدة: وهل فعلتما؟ هل لي أن أسأل أي نوع من الترتيبات؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 03-01-09 01:17 PM


ردت أمه، وكأنها عازمة على إبقاء الشك في نفسه: سنناقش هذا بعدما تصب لنا الشاي.
ابتسمت لبيني بإشراق، ثم إلى تشارلز، و غادرت الغرفة. امتلأت نفس بيني بالفضول و أنبأها حدسها بأن لمزاج كيري تايمر المرح، علاقة بها..عندما راقبت تشارلز وهو يتابع الكتابة أدركت أنه غير مستعجل لترك المكتب.. وغير ملهوف لمعرفة طبيعة الترتيبات التي ذكرتها أمه.. على أي حال، جاء الوقت الذي رمى فيه قلمه، ووقف ليتمطى قبل أن يتوجه بكسل نحو غرفة الجلوس.
كانت شينا هناك، أنيقة كالعادة، وكانت بيني أكثر من مستغربة عندما أظهرت لها تلك الفتاة الود. لاحظت كذلك أنها عاملت تشارلز ببرودة ولكنه تجاهلها وهو يقدم فناجين الشاي.
أخيراً قال: " حسناً يا أمي .. ما سبب هذا الانفعال الذي يكاد يثب وثباً منك؟"
مرت نظرة بين شينا و كيري، و قالت الأخيرة: سنصحب بيني في نزهة غداً.
ـ آه! وهل أنت واثقة أنها قد ترغب في مرافقتكما؟
كان صوته كحد السكين.
رن صوت شينا بالثقة بالنفس: ستأتي على أي حال.. سنصحبها لتشاهد منزل أبويها القديم.
انتفضت بيني، وجلست مستقيمة الظهر، عيناها الزوقاوان متستعان من فرط الدهشة ولكنها لا ترغب في زيارة منزلها القديم بصحبة هاتين المرأتين.. كانت تتوق الذهاب إلى هناك بمفردها لتستطيع السير في أرجاء المكان علها تتذكر.. لكن هذا على ما يبدو أمر صعب، لأن المالك الحالي هناك.
رن صوت شينا بالرضى و قالت لتشارلز: كان سهلاًإجراء الترتيبات.. وكأنما كل شيء كان مهيئاً.. كنا جالستين نتغدى عندما وصل جورج كوردا، فجالسنا. كنت قد نسيت مدى وسامته. لقد نضج و أصبح رجلاً، رجلاً بحيث يستطيع أن يجذب إليه أية فتاة أرادها.
نظرت بيني إلى شينا بصمت.. كان بإمكانها القول إن قلبها خفق و انتهى أمره، وإن كل الأشياء بالنسبة لها لن تعود إلى ما كانت عليه.
أضافت شينا وهي تصيح بقوة: لاأفهم لماذا لم يتزوج.. فأنا أجده فاتناً!
ابتسمت كيري و نظرت إلى بيني وهي تقول: ربما ينتظر الفتاة المناسبة.. سنذهب إلى هناك غداً بعد الغداء.
رد تشارلز ساخراً: هذا ما تظنينه أنت..لدي أنا و بيني عمل نقوم به و نحن غارقان فيه حتى آذاننا.
قالت أمه:" لكن الغد يوم سبت. لقد دفعتها إلى العمل طوال الأسبوع.. وهي بحاجة إلى الراحة".
تدخلت شينا:" أنا متشوقة لرؤية منزل جورج..سمعت أنه يهتم بالتحف الأثرية. أما جورج نفسه فأؤكد لك أنه أشبه بنجم سينمائي.. نظراً لوسامته الفائقة".
أرادت بيني أن تضحك..فهي ترى بوضوح ما ترمي شينا إليه. فكل هذا الكلام المعسول حول جورج كوردا يهدف إلى دفع تشارلز إلى الغيرة.. لكن هل تنجح ؟ أخبرتها نظرة سريعة نحو تشارلز أنه لا يشعر بالتسلية فقد انعقد حاجباه الأسودان في عبوس، و قست ملامحه.. أجل.. الواضح أن كلمات شينا بدأت تؤثر فيه. غاص قلب بيني فهي تشك أنه تأثر باهتمام شينا غير المتوقع بجورج.
أما هي نفسها فتجد صعوبة في التصديق بأنها سترى منزلها القديم غداً. عندما انتهى العشاء تسللت هاربة إلى الحديقة وراحت تسير على طول الممر ولكن رائحة الورود جذبتها نحو مقدمة المنزل.. ربما ذكرى عناق تشارلز لها تحت القنطرة المغطاة بالورد هي ما قادها في ذلك الاتجاه.. ولكن عندما سمعت فجأة أصواتاً تسمرت في مكانها.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif

يتبــــــــــــع

golya 04-01-09 02:47 PM

يسلمووووو قموووره بليز كمليها بسرعه مافيني اتحمل >>> متحمسه ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يسلمو على الجزء عارفين انا نتعبك معانا ,,


الساعة الآن 09:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية