المستقل
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

يَــدرجُ النَّـمـلُ إلــى iiالشُّـغْـلِ

بِــخُــطْــواتٍ دؤوبَــــــهْ

مُــخــلــصَ الــنِّــيـــةِ

لا يَـعـمــلُ درءاً iiلـعــقــابٍ

أو لـتـحـصـيـلِ iiمَـثــوبَــهْ

جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ ii.

وَهْـوَ يَبنـي بَيتَـهُ شِبـراً iiفَشِبـراً

فـــإذا لاحَ لَــــهُ iiنَــقــصٌ

مضى يُصِلحُ فـي الحـالِ عُيوبَـهْ ii.

وَبـصـبـرٍ يَـجـمـعُ iiالــــزّادَ

ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ .

وَهْـوَ مَفـطـورٌ عـلـى iiالسَّـلْـمِ

ولــــــــكـــــــــنْ

عِـنـدمـا يَـدهَـمُـهُ iiالـعُــدوانُ

لا يُـوكِـلُ لِلـغـيـرِ حُـروبَــهْ ii.

بــعــنـــادِ iiالــنَّــمـــلِ

يكتَـظُّ فــؤادُ الـيـأسِ iiبالـيـأسِ

وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ

***

أيُّـهـا النَّـمـلُ لَــكَ iiالـمَـجْـدُ

ودامَـــــتْ لَــــــكَ iiرُوحٌ

لم تَصِلْها أبـداً عَـدْوى العُروبَـهْ ii!

المرهم العجيب
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

أيُّها النـاس قفـا نضحـك علـى هـذا iiالمـآل

رأسًـنــا ضـــاع فـلــم نـحــزن ii..

ولـكـنّـا غـرقـنـا فــــي iiالــجــدال

عــنـــد فــقـــدان iiالــنــعــال!

لا iiتـــــــلـــــــومـــــــوا

" نصـف شبـر" عـن صـراط الصـف iiمـال

فعـلـى آثــاره يلـهـث أقــزام iiطـــوال

كلهم فـي ساعـة الشـدّة .. ( آبـاءُ ر iiغـال!

لا تـــــــلـــــــومـــــــوه

فكـل الـصـف أمـسـى خــارج iiالـصـف

وكـل العنتـريـات قـصـور مــن iiرمــال.

لا تـــــــلـــــــومـــــــوه

فمـا كـان فدائـيـاً .. بـإحـراج الإذاعــات

ومـا بـاع الخيـال .. فـي دكاكيـن iiالنضـال

هـو منـذ البـدء ألقـى نجمـة فـوق الهـلال

ومـــــن الـخــيــر iiاســتــقــال

هـــو إبـلـيـس فــــلا تـنـدهـشـوا

لـو أن إبلـيـس تـمـادى فــي الـضـلال

نـحـن بالدهـشـة أولــى مــن سـوانـا

فـــــــدمــــــــانــــــــا

صـبــغــت رايـــــة iiفــرعـــون

وموسـى فلـق البـحـر بـأشـلاء iiالعـيـال

ولــدى فـرعـون قــد حــط iiالـرحــال

ثـــم ألــقــى الآيــــة iiالـكـبــرى

يــداً بـيـضـاء.. مـــن ذُلِّ الـســؤالْ!

أفــــلـــــح iiالـــســـحــــر

فـهـا نـحـن بيـافـا نــزرع "الـقــات"

ومــن صـنـعـاء نـجـنـي iiالبـرتـقـال!

* * ii*

أيـــــهـــــا iiالـــــنـــــاس

لمـاذا نهـدر الأنفـاس فـي قـيـلٍ وقــالْ؟

نحن فـي أوطاننـا أسـرى علـى أيـة iiحـال

يسـتـوي الـكـبـش لـديـنـا iiوالـغــزال

فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هـذا لا iiتـزال

تــحـــت نــيـــر iiالاحـــتـــلال

من حدود المسجد الأقصى .. إلى )البيت الحلال(!

* * ii*

لا تنـادوا رجــلاً فالـكـل أشـبـاه iiرجــال

وحواةٌ أتقنـوا الرقـص علـى شتـى iiالحبـالْ.

و يميـنـيـون .. أصــحــاب iiشــمــالْ

يـتـبــارون بــفـــنِّ iiالاحـتــيــالْ

كلـهـم ســوف يقـولـون لــه : iiبـعـداً

ولكـن .. بعـد أن يـبـرد فيـنـا iiالانفـعـال

ســيــقــولــون: iiتــــعـــــال

وكـفــى الله "الـسـلاطـيـن" الـقـتــال!

إنّــنـــي لا أعــلـــم iiالــغــيــب

ولـــكــــن .. صــدّقـــونـــي ii:

ذلــك الطـربـوش .. مــن ذاك iiالعـقـال!

المتكتم
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

ألقيت خطاباً فـي iiالنـادي،

و تلوت قصائد في المقهـى،

و نقدت السلطة في iiالمطعم.

هل تحسب أنّـا لا نعلـم ؟!

……… ii!

فــي يـــوم كـــذا…

حـاورت مذيعـاً iiغربـيـاً

و عرضت بتصريـح iiمبهـم

لغبـاوة قائدنـا iiالملـهـم.

هل تحسب أنـا لا نعلـم ؟!

- ……… !

فــي يـــوم كـــذا…

جــــارك iiســلّـــم.

فصرخـت بـه: أيّ سـلام

و كلانا، يـا هـذا، iiنعـش

يتنقـل فـي بلـدٍ مـأتـم ؟

هل تحسب أنـا لا نعلـم ؟!

هذي أمثلةٌ… و الخافي أعظم

إنّ ملفـك هـذا متـخـم !

هل عندك أقـوال أخـرى ii؟

- ……… !

لا iiتــتــكـــتّـــم.

دافع عن نفسك… أو تعدم ii!

- ……… !

لا تــتــكـــلّـــم ii؟

إ فعل ما تهوى… iiلجهنـم.

* * ii*

شـنــق الأبــكــم ii!!!

القرابين
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

هَطَلَتْ مِـن كُـلِّ صَـوْبٍ عَيـنُ iiبـاكٍ

وَهَـوَتْ مِـن كُـلِّ فَـجٍّ كَـفُّ iiلاطِـمْ

وَتَداعـى كُـلُّ أصحـابِ iiالمـواويـلِ

وَوافَـى كُــلُّ أربــابِ iiالتّراتـيـلِ

لِتَرديـدِ التّواشيـحِ وتَعليـقِ iiالتّمائِـمْ

وأقـامـوا، فَـجـأةً، مِــن iiحَوْلِـنـا

سُـــــــورَ مـــآتِــــمْ ii.

إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ii..

وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِـمْ ii!

ويخافُونَ اغتصـابَ النَّسْـرِ لِلـدّارِ ii..

كـأنَّ النَّسْـرَ لَـمْ يَبسُـطْ iiجَناحَـيْـهِ

عـلــى كُــــلِّ الـعَـواصِــمْ ii!

أيُّ دارٍ ii؟!

أرضُنـا مُحتـلَّـةٌ مُـنـذُ iiاستقـلَّـتْ

كُلَّمـا زادَتْ بهـا البُلـدانُ.. قَـلَّـتْ ii!

وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيريـنَ iiغَنائِـمْ

والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِـمْ ii.

أيُّ نِـــــــفــــــــطٍ ii؟!

صاحِـبُ الآبـارِ، طُــولَ iiالعُـمْـرِ،

عُـريــانٌ وَمَـقــرورٌ وصـائِــمْ

وَهْــوَ فَــوقَ النّـفـطِ عـائِــمْ !

أيُّ شَـــــــعْـــــــبٍ ii؟!

شَـعـبُـنـا مُــنــذُ iiزَمــــانٍ

بَينَ أشـداقِ الـرَّدى والخـوفِ iiهائِـمْ

مُـسـتـنـيــرٌ iiبـــظــــلامٍ

مُـسـتـجـيــرٌ بِـمـظــالِــمْ !

هُــــوَ أجــيــالُ iiيَـتـامــى

تَـــــتَــــــرامــــــى

مُنذُ مـا يَقـرُبُ مِـن خَمسيـنَ iiعامـا

كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" ii.

كُلُّ جيـلٍ يُنتَضـى مِـن أُمِّـهِ iiقَسْـراً

لِكَـيْ يُهـدى إلــى (أُمِّ iiالهَـزائِـمْ)

وَهْــــــيَ تَــلــقــاهُ iiوُروداً

ثُــــمَّ تُـلـقـيـهِ iiجَـمــاجِــمْ

وَبُـــروحِ الـنَّـصـرِ تَـطـويــهِ

ولا تَقَبلُ في مَصْرعِـهِ لَوْمـةَ لائِـمْ ii.

فَـهُـوَ المقـتـولُ ظُلْـمـاً iiبيدَيْـهـا

وَهُوَ المَسؤولُ عـن دَفْـعِ المَغَـارِمْ ii!

فَــــــــإذا iiفَـــــــــرَّ

تَفـرّى تَـحـتَ رِجْلَـيْـهِ iiالطّـريـقْ

فَهْـوَ إمّـا ظامِـئٌ وَسْـطَ iiالصّحـارى

أو بأعـمـاقِ المُحيـطـاتِ iiغَـرِيـقْ

أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتـري بِلَّـةَ iiريـقٍ

مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !

فَلماذا صَمَتُـوا صَمْـتَ أبـي iiالهَـوْلِ

لَـــدَى مَـــوْتِ iiالـضّـحـايـا..

واستـعـاروا سُـنَّــةَ iiالخَـنـسـاءِ

لَـمّـا زَحَـفَـتْ كَــفُّ iiالمَـنـايـا

نَـحْــوَ أعـنــاقِ الـجَـرائِـمْ ii؟!

* ii*

يــا شُعـوبـاً مِـــن iiسَـــرابٍ

فــي بــلادٍ مِـــن iiخَـــرابْ..

أيُّ فَـــرْقِ فـــي الـسَّـجـايـا

بَـيــنَ نَـسْــرٍ وَعُــقــابْ ؟!

كُـلُّـهــا نَــفْــسُ iiالـبـهـائِـمْ

كُلُّهـا تَنـزِلُ فـي نَـفْـسِ iiالـرّزايـا

كُلُّهـا تأكُـلُ مِـن نَـفـسِ iiالـولائِـم

إنّـمـا لِلـجُـرْمِ رَحْـــمٌ iiواحِـــدٌ

فـــــــي كُـــــــلِّ iiأرضٍ

وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَـتْ iiأوطانُهـمْ

كُـــــــلٌّ تــــوائِــــمْ ii!

* ii*

عَـصَــفَ الـعـالَـمُ iiبالصَـفَّـيـنِ

حَــقْــنـــاً iiلِــدِمـــانـــا

وانـقَـسَـمْـنــا iiبِــهَــوانــا

مِثْلَمـا اعتَـدْنـا.. إلــى iiنِصفَـيـنِ

ما بَينَ الخَطيئـاتِ ومـا بيـنَ iiالمآثِـمْ

وَتـقـاسَـمْـنـا الـشّـتــائِــمْ ii.

داؤنــــا مِــنّــا iiوَفـيــنــا

وَتَـشـافـيـنــا تَــفــاقُــمْ ii!

لــــو صَـفَـقْـنـا iiالــبــابَ

فـي وَجْـهِ خَطايـا العَـرَبِ الأقحـاحِ

لَــمْ تَـدخُــلْ عَلَـيْـنـا مِـنْــهُ

آثــــــامُ الأعـــاجِــــمْ ii!

الغريب
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

كُــلُّ مـــا فـــي iiبَـلْـدَتـي

يَـمــلأُ قـلـبـي بـالـكَـمَـدْ ii.

بَلْـدَتـي غُـربـةُ روحٍ iiوَجَـسَــدْ

غُـربَـةٌ مِــن غَـيــرِ حَـــدْ

غُـربَــةٌ فـيـهـا الـمـلايـيـنُ

ومــــا فـيـهــا أحَــــدْ ii.

غُـــربَـــةٌ iiمَــوْصــولَــةٌ

تــبــدأُ فــــي الـمَــهْــدِ

ولا عَــوْدَةَ منـهـا .. لـلأبَـدْ ii!

**

شِـئـتُ أنْ أغـتــالَ iiمَـوتــي

فَـتَـسـلّـحـتُ بِـصــوتــي ii:

أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طــالَ iiالأَمَــدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يـا أيُّهـا iiالشِّعـرُ،

فـكُــنْ أنــــتَ الـبَـلَــدْ ii.

نَجِّني من بَلْـدَةٍ لا صـوتَ iiيغشاهـا

سِــوى صــوتِ الـسّـكـوتْ ii!

أهلُهـا موتـى يَخـافـونَ iiالمَنـايـا

والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

مـــاتَ حــتّــى iiالــمــوتُ

.. والحـاكِـمُ فيـهـا لا يـمـوتْ ii!

ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعـرُ، بُـر و iiقـاً

فـــي مـفــا زاتِ الـرّمَــدْ ii.

صُبَّـهُ رَعْــداً عـلـى iiالصّـمـتِ

ونـاراً فـي شرايـيـنِ الـبَـرَدْ ii.

ألْـــقِــــهِ iiأفــــعــــى

إلــى أفـئِـدَةِ الحُـكّـامِ iiتسـعـى

وافـــلِـــقِ iiالــبَــحْـــرَ

وأطبِقْـهُ علـى نَـحْـرِ الأساطـيـلِ

وأعــنـــاقِ iiالـمَـسـاطـيـلِ

وطَهِّرْ مِن بقاياهُمْ قَـذ اراتِ الزَّبَـدْ ii.

إنَّ فِرعَونَ طغى، يـا أيُّهـا iiالشّعـرُ،

فـأيـقِـظْ مَــــنْ رَقَــــدْ ii.

قُــل هـــوَ الـلّــهُ iiأحَـــدْ.

قُــل هـــوَ الّـلــهُ iiأحَـــدْ.

قُــل هـــوَ الّـلــهُ iiأحَـــدْ.

**

قــالَــهـــا iiالــشِّــعـــرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ iiنَـفَـدْ

وأتــى مِـــنْ بَـعْــدِ iiبَـعــدْ

واهِـنَ الـرّوحِ مُحاطـاً iiبالـرّصَـدْ

فَـــوقَ أشـــداقِ iiدراويـــشٍ

يَمُدّونَ صدى صوتي علـى iiنحْـريَ

حــبــلاً مِــــن iiمَــسَــدْ

وَيَـصـيْـحـونَ " مَـــــدَدْ " ii!