منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   257_ اسوار الذهب _ جين بورتر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t160563.html)

اماريج 07-06-11 05:03 PM

جيريمي حي، وبصحة جيدة. جيريمي في شقة قذرة قرب النهر، لكنها لا تريد ان تفكر فيه. لا تريد أن تتذكر الحزن الذي شملهما، لقد دمر جيريمي حياتها مرة، ولن تدعه يدمرها مرة أخرى.
- لا أريد أن أتحدث عنه.
- أنت مضطرة لذلك.
- لا أستطيع يا كريستوس، لا أستطيع أرجوك . . . . لقد أخبرتك بكل شئ.
- لا، ليس بكل شئ، لقد نسيت الحقائق يا أليسيا، لقد غيرتها.
شعرت بوخزة خفيفة :
(( ماذا تعني )).
سار نحوها وجلس جانبها، جاذبا من بين ذراعيها الملابس.
- لقد حان الوقت لكي نتحدث عما حدث حقيقة عصر ذلك اليوم في الشقة.
- لقد أخبرتك بما حدث.
- لكن ذلك ليس ما حدث، انظري إلي يا أليسيا، انظري إلى وجهي.
وانتظر حتى رفعت بصرها وتلاقت أعينهماز فقال بهدوء :
(( لقد غرق الطفل، لكن الذنب ليس ذنبك، فأنت لم تكوني موجودة حتى. لقد اختلطت الوقائع في ذهنك بشكل ما، الحزن والشعور بالذنب. عليك ان تتذكري كيف حدث الأمر حقيقة، وليس القصة التي أخبرتني بها )).
لم تستطع أن تتكلم وتصارع الذعر والأمل في نفسها، ولكن عندما جرؤت على الأمل، تذكرت الحقيقةن حقيقة أن أليكسي مات، أليكسي هو ميت، طفلها، كان طفلها، وكان ذلك ذنبها هي.
وتابع كريستوس يقول :
((كان جيريمي هو الذي يراقبه، وعندما غرق أليكسي لم تكوني في البيت، كنت ترسمين. . .))
حاولت أن تنهض لكن كريستوس امسك بها من خصرها، يعيدها إلى الجلوس، حيث احاطها بذراعيه يشدها إلى صدره:
- كنت تحبين طفلك، يا حلوتي أليسيا، أحببته أكثر مما يحب أي شخص طفلا، ولم تخطئي بحقه.
- كان يجب أن أكون هناك، لو كنت هناك لما غرق، ما كنت لأغفل عنه ولو برمشة عين، ما كنت أدير ظهري إليه لحظة، ولا بأي ثمن.
- أعرف، أعرف أي أم جيدة كنتها، لقد أخبرني أصدقاؤك بذلك، أخبرني جيرانك، وأخبرني رجال الشرطة. وهذا ما جعل هذا الأمر مأساة، لقد فعلت ما بوسعك. . .
- ولم يكن ذلك كافيا.
منتديات ليلاس
أخذ يمر بيده على ظهرها، مداعبا خصلات شعرها الحريرية:
- كان جيريمي يشرب، ادعى أنه نسى مرور الوقت.
- كان يشرب كثيرا.
همست بذلك بألم، كان فظيعا، فظيعا جدا أن تعود فتتذكر مرة بعد مرة.
- لم يكن سعيدا.

قالت هذا وقد تذكرت مرارته حين عرف أن أباها قاطعها، وأنه لن يحصل على نقود وافرة أو مساندة مالية. لقد تزوجها لأجل ثروتها فلم يجد شيئا.
- ولكن هل كنت أنت سعيدة؟
انقبض قلبها وشعرت بغصة:
-كان لدي طفلي، ولهذا لا أستطيع أن أنجب أطفالا، وأمك على صواب، زواجنا لن ينجح. يجب أن تعيد المال إلى أبي ، وتبحث لنفسك عن عروس حقيقية.
- أنت عروس حقيقية، أنت عروسي.
- لكن البائنة. . . .
- لم تكن هناك بائنة، لأن أباك أفلس.
- أفلس؟.
- ودفعت عنه ديونه، فتخلص من دائنيه، ومنحته عملا صغيرا في سويسرا ليعتاش منه.
فتحت فمها ذاهلة:
(( أتعني أن ليس لدي ميراث؟ ليس لدي شئ؟))
فلوى شفتيه: (( لا شئ سواي، أنا آسف، يا أليسيا، كنت أحاول أن أجد طريقة أخبرك بها بالأمر، لكنني لم أعرف كيف أخبرك)).
شعرت ببهجة بالغة، انها بشارة حقا. فقد كانت تكره أموال أبيها. . لم ترغب في أمواله قط. كانت تريد حبه فقط.
سألته متشككة:
(( لا أظن أن أبي سيعيد إليك مالك)).
-لا، ولا أريد أن أستعيدها، لأنني لن أتركك، لقد انتظرتك عشر سنوات. فقد رأيتك لأول مرة في أثينا منذ عشر سنوات، أثناء اجتماع لأصحاب السفنز يومذاك كنا مجتمعين في غرفة الاجتماع فقاطعت أنت الاجتماع لتلقي على أبيك سؤالا. . .
فسألته بصوت خافت:
(( هل كنت هناك؟))
فتوتر فكه :
(( نعم، وكرهت ما فعله بك، كرهت معاملته لك، لقد أقسمت عند ذلك، في نفس المكان، أن أبحث عنك وأتزوجك، وقمت بصفقة مع أبيك، ولكن كان ذلك لأجلك ولأجلي. كنت أعلم أن بإمكاني أن أجعلك سعيدة، وسأفعل)).



اماريج 07-06-11 05:09 PM

- كيف يمكنك أن تثق بي بعد أليكسي؟ وامك؟ إنها تكرهني.
- أنا لست بحاجة إلى موافقتها، ولا يهمني ما يظنه الآخرون، فأنا أحبك وأريد أن أعيش معك، هذا هو المهم فقط.
- كما أن ليس لدي أي ميراث.
- لا، أنت الآن أفقر من فأر الكنيسة.
- هذا شئ رائع للغاية.
واغرورقت عيناها بالدموع، دموع خالطها شئ من الضحك، فلأول مرة منذ سنوات تشعر وكان بإمكانها أخيرا أن تتنفس. . .لا ميراث، ولا مظاهر، ولا واجبات. . . هناك حب فقط، وأمل.
- هل تحبني حقا؟
نظر في أعماق عينيها، والمشاعر تفيض من عينيه:
(( من كل قلبي وروحي)).
- قلها مرة أخرى.
- من كل قلبي، وعقلي، وجسدي، وكل روحي. لقد خلقت لأجلك، لأحبك أنت، أنت فقط.
ثم قبلها، موقفا أي احتجاج، مسكتا أي نقاش أو تأمل، تاركا المشاعر وحدها تتكلم.
استيقظت في الصباح التالي وهي مستكينة إليه. كان الوقت ما يزال باكرا، إذ لم يبلغ السادسة بعد. وكان أول ما فكرت فيه هو أليكسي. ولكن بدلا من إنكار وخزة الألم التي شعرت بها، تنفست بعمق ثم أخذت تتلو صلاة لروحه.
كانت تحبه ودوما ستحبه، وعندما أنهت الصلاة، شعرت بموجة من سكينة النفس تغمرها. وغمرها السلام دافئا مشرقا جاعلا عينيها تفيضان بالدموع. . لكنها هذه المرة، كانت دموع السعادة والارتياح.
- أليسيا؟
تحرك كريستوس وأحاط خصرها بذراعه يشدها إليه :
(( ماذا حدث؟))
- كنت أصلي لأجل أليكسي، ولكن لا بأس فأنا أؤمن الآن أنه بين يدي الله الذي أدين له بجعل حياتي أفضل، واكثرأهمية، أدين له بجعلي قوية.
- ما دمت حية، أليكسي حي معك في قلبك وأفكارك.
- إذن يجب أن أعيش حياة طويلة جيدة ولا أنسى أبدا البركة التي منحنا إياها الله.
وشعرت بغصة، فدفنت وجهها في كتف كريستوس، نابذة الغضب والشعور بالذنب والعار.
بكت لأجل أولئك الذين أحبتهم وبكت لأجل أولئك الذين فقدتهم، وبكت ايضا للعلاقة التي لم تحصل بينها وبين أبيها قط.
احتضنها كريستوس، لكن الدموع جفت في النهاية، وشعرت بالإرهاق فرفعت وجهها المبلل إليه:
- آسفة. كان ذلك مخيفا نوعا ما.
مدت يدها إلى منديل ورقي تمسح وجهها، فقبل جبينها وطرف أنفها وفمها.
- هذا ما كنت بحاجة إليه، الحزنن الحب، الشعور، خصوصا الشعور، لا يمكنك أن تعيشي مغلقة المشاعر، فأنت لست إنسانا آليا، با أنت إمرأة حساسة رائعة الجمال وذكية.
وعاد يقبلها فارتجفت شفتيها بينما تابع يقول:
(( يمكنك أن تتحدثي معي عن أليكسي متى شئت، وإلى أي شخص آخر أيضا)).
ضغطت وجنتها على صدره، تستمع غلى خفقات قلبه.
- أنت تمنحني الأمل.
- صدقي إذن، يا أليسيا، صدقي أننا سنعيش معا حياة رائعة، حياة جديدة ستكون أفضل من حياتنا التي عشناها.
- هل هذا ممكن؟
- أنا أعرف أنه ممكن.
- وكيف تأكدت من ذلك؟
- أنا أعرف فقط، كما عرفت في ذلك اليوم في أثينا، أنني سأعثر عليك مرة أخرى وأجعلك زوجتي. لقد خلقت لأحبك، وسأفعل ذلك دوما.



اماريج 07-06-11 05:10 PM

الخاتمة

-حذار، انتبه.
نادت أليسيا وهي تقفز من المقعد الرخامي، مظللة عينيها متابعة بقلق طفلا كان يدرج نازلا على الممر الضيق نحو بركة صيد السمك.
-هيا.
وضحك كريستوس وهو يرفع الصبي الصغير ذا الكنزة البحرية على كتفيه:
- أنا أعرف إلى أين كنت ذاهبا.
- أصطاد السمك.
صاح بذلك ((نيكوس)) البالغ سنتين من العمر، وهو بنخس أباه على أذنه بإصبعه، مكررا بلهجته الطفولية: (( أريد صيد السمك)).
صعد كريستوس الممر عائدا مع الطفل إلى المقعد في الظل، حيث وقفت أليسيا ممدودة الذراعين لتأخذ الصبي العائد.
واستقر نيكوس بين ذراعيها سعيدا وأخذ يربت على وجهها ويقبل خدها:
- ماما.
فهفا قلبها: (( نعم، ماما تحبك)).
صاح الطفل بحماسة وهو يربت على وجه أمه: (( نيكوس يحب صيد السمك)).
- لا تضرب ماما.
قال كريستوس هذا بمثل لهجة الطفل ومد يده ليلمس يد نيكوس الصغيرة عابثا بالأصابع الرقيقة بلطف. فقال نيكوس مرة أخرى وهو يقبل خدها:
- ماما.
منتديات ليلاس
رفعت أليسيا رأسها فتقابلت نظراتها بنظرات كريستوس.
- أنا بخير.
همست بذلك حتى عندما تحرك الطفل في بطنها، بعد أسابيع فقط سيكون هناك عضو جديد في أسرة باتيراس في ذلك المنزل الريفي الجميل.
انحنى كريستوس يطبع قبلة على شفتيها المرتفعتين نحوه:
- ما أجملك، خصوصا الآن.
- أنت أعمي.
- لست أعمى وإنما غارق في الحب.
وقبلها مرة أخرى من فوق رأس نيكوس
((ماالذي جعلنا محظوظين بهذا الشكل؟)).
ابتسمت بينما اغرورقت عيناها بالدموع، وطفح قلبها سعادة وحبا لكريستوس. مازالت البهجة التى تجدها معه تذهلها:
- لا أدري، إنها معجزة.

النهاية





اماريج 07-06-11 05:16 PM

قراءة ممتعة للجميع
وكلي امل انو الرواية تنال رضاكم ياامورات
ودي وحبي لكم
:liilas:

زهرة منسية 08-06-11 01:24 AM

كل الشكر والامتنان ليكى يا أحلى أماريج مش لاقيه كلام يوفيكى حقك قمه المشاعر والاحاسيس والرقى يسلم ايديكى وبارك الله فيكى وربنا يسعدك
جديد ان يكون نصف البطله يونانيه ممتعه كتير يسلموا ايديكى


الساعة الآن 12:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية