كان المشهد مؤثر وحزين الى الدرجة القصوى ام محموله وهى تنتحب وتبكى بكاء حاار على ولدها ومن وراءها النساء يبكين بحرقة ولوعة على موت جابر ,, وهى تحاول جاهده ان تصل الى جثمان ولدها المسجى على الارض ومن حوله ضباط المباحث ووكيل النيابة وبعض كبار البلده وكانت الاسئلة أعتيادية .. هل علي المجنى عليه أي خصومات ثأرة او اعداء .؟ الاجابه لا ,, وكان التحقيق يكتنفه الغموض .. والاسئلة بلا أجابة مفهومة لتكون خيط دال على جريمة قتل .. وتم حمل الجثة التى تغيرت معالمه الى سيارة الاسعاف لمعرفة رأى الطبيب الشرعى وكان التقرير ما يلى ,,ان الموت كان نتيجة الخنق الناتج عن الغرق وان الموت كان فى تمام الساعة الثانية والربع صباحاً ولا توجد أى أثار اعتداء واضح على الجثة ,,وكان هذا لغز امام الرائد أشرف ولكن لو افترضنا ان السقوط ناتج عن زلة قدم من جراء الامطار والوحل فلا لغز هنا ودوّن ما جال بفكرة فى مذكرة واغلق القضية او بالمعنى الاصح تم الحفظ ,, ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكان يوم حزين على القرية وعلى الأم الثكلى ,, تم الدفن وسط نياح النساء وبكاء الرجال واصاب الناس الترقب والخوف فمع اى حالة موت تستيقظ النفوس وتلهج الألسن بذكر الله دوماً من ناحية ومن ناحية أخرى تكثر الزيارات الى قبور المجاذيب تبتغى الحماية للأولاد والرجال من اى خطر او مصيبة ولا مانع من ذكر أسم المزورة ,, ,,وانتهت تلك الذكرى بعد شهران ورجع الناس لحالهم القديم ,, ولكن تلك المرة ستكون المواجهة صريحه مع المزورة ,,وسيكون الموت قريب من الأذقان \,,الموت الذى يصحبه الرعب .. ــــــــــــــ يقطن خليفة حفار القبور فى بقعة مرتفعه تسمى التل ,, يعيش بمفردة وليس له ولد ولا زوجة ولا يذكر ما هى سمات وجه أمه وابوه مات منذ سنين حيث كان يعمل حفار للقبور وورث خليفة المهنه عن والده وحيث أنه ليس لديه أرض ولا عزوة كانت تلك هى مهنته الوحيدة ومنها يأتى الدخل القليل الذى جعله يعيش على العمل فى الافراح كمقدم للطعام والشراب وفى آخر الليل يأكل ويشرب ولا مانع أذا أخذ بعض كسيرات الخبز الباقية كان ذلك الشاب منبوذ من القرية وليس له أصحاب الا القليل وكأن هذا الشاب يعمل لدى ملك الموت حيث أن سيرته تاتى بذكر الموت ,الموت الذى يفر منه الكثير ويشأم البعض من ذكره ,! ولكن خليفة يسرّ ويسعد أذا سمع بالموت ,,فالموت معناه انه سيطعم بطنه الجائعة وسيدخل المال الى جيبه الخاوي عاش وسيموت فى تلك القرية ولن تكون له ذكرى غير انه كان هنا رجل مقيت يدفن الموت جعله ذلك الفكر المتازم يفضل العزلة والخلوة بنفسه وكثيراً ما كان يحدث نفسه بصوت مسموع وافاق من تفكيره أثر طرقات على بيته المكون من غرفة واحده طرقات من اصدقائة ,,اصدقاء السوء بالنسبة للكثير أما بالنسبة له فهم مصدر رزق يتخذون من بيته وكر لتعاطى الحشيش ويناله فى آخر السهر بعض القروش لكى يغلق فهم عن تلك الجلسات ونظير خدمته فى أشعال الفحم وتنظيف النارجلية وفى اخر الليل لا مانع من توصيل البعض الى الديار حتى لا يناموا فى الطريق من جراء شرب الحشيش ,, يتبع ,, |
ارتفعت الشمس الى كبد السماء وارسلت اشعتها الحارة الى الارض وكان يوماً قائظاً من شهر يوليه وخلت الشوارع والطرقات من المارة والكل متأزم من الحرارة التى لم تشهدها البلاد من قبل ,, وفى نفس الوقت كانت الحرارة تعجل من استواء المحاصيل وإيناعها ولجأ الاطفال الصغار الى المصرف لكى ليطفؤوا حرارة الشمس غير مبالين من التحذيرات من الغرق والاصابة بدودة البهارسيا الفتاكة فى ذلك الوقت ,,,ولكن لا حياة لمن تنادى فـ أهم شىء ازاحة الحرارة بأي وسيلة ,, ,,ولا مانع من صيد الاسماك ايضاً كوسيلة للعب وكلما مر رجل أو سيدة تطلق التحذيرات ومن ثم تنصرف ,, غير سيدة ظلت واقفة تنظر الى الأطفال فى ترقب ولفترة طويلة ..واصاب الاطفال الخوف من تلك السيدة التى تقف جامده كجمود الصخر ,,ولا حراك لها .. وعندما تحركت راحنت تمسك بالطوب وتقذف به الاطفال فى برود مما جعل الأطفال يسبحون الى الجانب الآخر فى خوف وهلع وقد أصاب بعضهم الطوب وسالت دماء البعض ,, يتبع ,, |
بعد ما ارتفع بكاء الاطفال اتجهت المزورة الى وسط الحقول تاركةً خلفها علامات الفزع على وجوه الاطفال وراح كلاً منهم الى بيته يبكى لأمه وخرجت النساء لرؤية تلك السيدة ولصب عليها جام الغضب ولكن لا آثر لها وهنا تخوفت بعض النساء ان تكون تلك السيدة هى المزورة ولكن غريب ان تظهر تلك المزورة فى عزّ النهار وكان اغلب الظن ان احدى النساء قد اصباها جنون وراحت تقذف الطوب على الاطفال ..بلا ذنب ..........ـــــــــــــــــ .......... كانت سعاد تسكن فى درب مسدود ..أى ليس له الا مخرج واحد ,,, ذلك الدرب ليس فيه احد من السكان غير سعاد لأن سكانه تركوا البيوت ورحلوا الى القاهرة العامرة وباتت بيوتهم يسكنها الجن والحيات وعش للعقارب ,,وايضاً سكن للمزورة ,,, حيث انها كانت تصعد كل يوم فى الفجر الى سطح المنزل لأطعام الحمام والدواجن وكانت ترى ازيز لأحد ابواب تلك البيوت ومن ثم ترى أمرأة تتوشح السواد تنطلق او تدخل الى البيت ...وقد رأت ذلك أكثر من مرة وكانت سعاد تملك قلب قوى ولا تهاب الخوف ..وتستطيع كتمان مثل تلك الامور ,, وكانت ايضا ذات شخصية قوية حتى ان اهل البلدة يقولوا انها هى الرجل وزوجها المراة ,,وكانت تتحدث مع الرجل وتناقش كل الأمور التى تخص الأرض ..بل وتعمل فى الارض أيضاً ..! وذات مرة استدعتها احدى النساء لحالة ولادة فى احد البيوت المجاورة وكان هذا فى منتصف الليل,, وفى أثناء عودتها رأت أمرأة تتوشح السواد تقف فى متنتصف الطريق ,,فقالت لها ,:روحي الله يسهلنا ويسهلك ..لا تأذينا ولا نأذيكى ,,! ومشت الى دارها فى ثقة .. ,, ــــــــــــ يتبع ,,, |
أصحى يا نايم وحد الرزاق ,,, رمضآن كريم ... أصحى ياأبو غاندى أصى يا أبو رجب وحدوا الله ,, كأن هذا صوت خليفة حفار القبور يعمل مسحراتى فى شهر رمضان من باب زيادة دخله الضعيف كم تمنى ان تحدث المصائب فى البلدة لأن مصائب قوماً عند قوماً فوائد ,,1 ولكن فى ذلك الشهر الحار لا أحد ينام الا فى الصباح ...الكل فى الحقول لأن هذا موسم حصاد القمح ولا أحد يقوى على العمل فى ذلك النهار الشديد الحرّ ,,والعمل فى الحصاد يبدأ بعد آذان العشاء الى وقت الفجر ومن ثم ينام الكل فى النهار ,, .. وكانت النساء تتسلى بالجلوس مع بعضهن والزيارت المتبادلة فى اثناء غياب الرجال فى العمل بل وبعضهن يدخن النارجلية مثل سعاد ..وكانت تلك المراة قوية كما ذكرت وتتخدذ من بيتها مجلس للصلح بين النساء وذلك لقوة شخصيتها , \ـــــــــــ حليمة ,,أمراة طيبة القلب ودودة تعشق الزيارات الى بيوت الجيران ولا مانع من نقل بعض الأخبار من باب المزاح ولكن يحدث هذا بطيب قلب حتى تجد مجال للحديث بين النساء ولو على شىء باطل مثل النميمة وذات ليلة همس فى نفسها ان تزور سعاد وذلك من باب التودد فالكل يود ان تكون سعاد صاحبة لها وحينما دلفت الى الدرب وجدت أمرأة واقفة فى آخر الدرب وعلى ابواب احد البيوت المهجورة وقالت لها المرأة : حليمة تعالى وكان الصوت صوت سعاد ولكن الوجه يختفى تحت ستار اسود من الجلباب فردت حلمية وهى تقول : انت بتعملى ايه عندك يا سعاد ومين اللى فتح باب ذلك البيت المهجور ؟ فقالت المراة : تعالى يا حليمة أنا عاوزاكى ضرورى .. فأقتربت حليمة من المرأة بخطوات واثقة ..ولما دنت منها لمسافة قريبه .أحست بقبضة على كتفها جعلتها تطلق صرخه مكتومة ,,, يتبع ,,,, |
تعالى هنا ,,رايحة فين مين سعاد ..! أمال مين الست دي .. انتى مش عارفة دى مين ,,؟! دي المزورة ,,! شهقت حليمة فى رعب وعادت للألتفات الى السيدة التى انصرفت فى هدوء الى داخل الدار واغلقت الباب خلفها ويتبعها أزيز وطنين مثل طنين النحل ,,, ووقفت حليمة فى وجوم وهى فاغرة فاهها ولفت سعاد يديها حولها وأخذتها الى البيت وهى تهدأ من روعها ولكن حليمة ظلت على حالتها وكأنها ممسوسه ,,وحملت نفسها وذهبت الى بيتها وهى تشعر برجفة فى أوصالها وعند وصولها لازمت السرير واصاب جسدها المرض والهزآل ,,واحتار البعض فى حالتها وانتشر فى القرية الخبر بسرعة البرق وكانت حليمة هى خير دليل .. ولم يستطع الاطباء معرفة الداء وازدادت حالتها سوء بعد كل يوم يمر حتى أصابها العمّى ,, وكان للمزورة ما أرادت يتبع . |
الساعة الآن 02:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية