منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   7 - المليونيرة المدللة - روبرتا لي - المركز الدولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t112039.html)

sandy88 31-05-09 02:08 AM

رواية رائعة جداا

:0041::0041:

رسائل الدهر 03-06-09 12:50 AM

يووووووووووووووو اشبك طولتي يله حبيبتي بسررررررررررررررررررررررعه مرررررررر متحمسه والف الف شكر ليكي عالروايه

زونار 03-06-09 03:57 PM

الفصل الرابع :


دهشت ( شارلوت) من الطريقة التي تصرف بها (راينر)
مع أصدقائها في هذا المساء .
وبسبب أنها منحته راحة في الليل فقد ارتدى ملابسه الخاصة المكونة
من قميص حريري رمادي وبنطلون .
وكان من الممكن بسهولة أن يعتبر أحد ضيوفها .
وعلى أية حال فقد ظل في الخلف محافظاً على الأصول .
ومع ذلك فقد أخذت صديقاتها الفتيات في الحال يحمن حوله تجذبهن
نظراته السوداء العميقة كما يجذب العسل النحل ولكنه صدهن بدبلوماسية
محاولا أن يعطي انطباعاً بأنه يفعل ذلك رغم أنفه.
ضايقها أن ( باري دافينبورت) لك يظهر وحدثها تليفونياً قبل تقديم العشاء قائلاً:
إن شقيقته وصلت دون سابق إنذار من نيويورك وأنه مضطر أن يقضي
الأمسية معها في اليخت ، أرسل لها قبلة عبر الهاتف وهو يقول:
- سأراك في الصباح يا حلوتي وفي الوقت نفسه أرجو ألا تندفعي مع أحد
منافسي ..هل تفعلين؟
سألها ( راينر) عندما عادت للشرفة حيث مدت المائدة :
- أهناك أنباء سيئة ؟
أجابت باختصار وهي تبتعد عنه بسرعة كي تأخذ مكانها على رأس المائدة:
ليس هناك ما تشغل به بالك .
انتهت الحفلة بعد منتصف الليل . وعندما ودعت آخر أصدقائها عند مدخل الطريق
نظرت حولها بحثاً عن السائق كي تشكره على سلوكه الممتاز،
وعلى كل حال فهي تؤنبه عندما يضايقها ، وتمدحه عندما يسرها ،
ولكنها لم تره في أيه جهه لأنه عندما قرر أنها في أمان بانسبة لبقية الليل فقد
توجه إلى السرير لينام وفعلت مثلة حيث نامت في الحال
كالقتيلة ما إن لمست رأسها الوسادة .
أيقظتها رائحة القهوة الشهية وفتحت عينيها بكسل عندما وضعت ( ماريا)
صينية من الفضة عليها القهوة والكرواسان على الكومودينو بجوار السرير ،
توجهت نظرات (شارلوت) في الحال إلى الساعة الذهبية بجانب السرير ،
ثم رمشت في دهشة عندما وجدت الساعة العاشرة لأنها نادرا ما كانت تنام إلى وقت متأخر
تثاءبت وقالت :
- لا بد أنني تناولت الكثير من النبيذ ، أجابتها (ماريا) بألفه من عمل
عندها أكثر من خمس سنوات :
- أو رقصت طويلاً ؟ .. لقد راقبتك من نافذة غرفتي ورأيت أنك لم تجلسي ولو لدقيقة واحدة .
من ياترى كنت تحاولين التأثير عليه ؟
- أجابت (شارلوت) بضيق :
- لا أحد .


لم يكن من المفيد أن تعترف بأنها كانت تحاول التأثير على سائقها .
كان من غير المجدي أن تعترف بذلك حتى لنفسها عندما جاء ضوء الصباح .
واصلت الحديث :
- لم يستطع السيد ( دافينبورت) الحضور وبقية الرجال كانوا مجرد أصدقاء سألتها
( ماريا ) بصراحة الفرنسيين :
- لماذا إذن دعوتهم ؟
- لأنهم أفضل الشلة المملة .
امتعضت المرأة غير موافقة وخرجت .
عندما نزلت (شارلوت) أخيراً إلى حمام السباحة كان ( باري) هناك ،
كان في الثامنة والعشرين من عمره متوسط الطول جذاباً جاذبية الرجل الأمريكي .
وكان رياضي البنية حاد التقاطيع أشقر الشعر مموج الخصلات .
كان وريثاً لثروة من صناعة الصلب مظهره أكثر من عقله وإن استغرقت وقتاً طويلاً
حتى تكتشف ذلك لأنه كان يخفي افتقاره إلى الذكاء خلف استعداده لتذكر
وتلاوة ما يقوله الأخرون ، ولو لم يكن هناك علاقة بين عملي والدها ووالده
لكفت عن لقائه من وقت طويل .
قالت له بعد أن حياها بقبلة :
- لماذا لم تحضر شقيقتك معك . أم أنها ما زالت متعبة بعد رحلة الطيران؟
- إن (لوسي) لا تشعر أبداً بالتعب من السفر بالنفاثات .
لقد خرجت للتسوق في (نيس) حيق إن هذا هو شغلها الشاغل .
لمحت (شارلوت) بطرف عينها (مارك راينر) يجلس خلف مجموعة من الأشجار
على الجانب المغطى بالعشب لمنطقة حمام السباحة .
لوحت له كي تخبره أنها اكتشفت مخبأة ، ثم بعد أن أحست بالرضا عن نفسها ركزت انتباهها
على ( باري) .
كان (مارك) مدركاً لسبب الذي من أجله لوحت له وقد سره ذلك .
لو كان يريد حقاً أن يظل مختبئاً لاستطاع أن يفعل ذلك بسهولة
ولكنه أراد أن تكون على علم بوجوده ، ورغم أنه كان يشك في قيام محاولة لخطفها
سواء من منزلها أو من الضيعة فقد رغب أن يظل بالقرب منها .
أعد نفسه للمكوث مدة طويلة .
لقد مضى وقت طويل منذ أن عمل في أعمال الحراسة . ومن الواجب عليه أن يتذكر
الأخطار التي ينطوي عليها هذا النوع من العمل . وكبار العاملين في المخابرات
أحياناً ما ينسون هذا العمل وما ينطوي عليه من أخطار .
لقد كان السير (إلريك) مغرماً بتكرار القول :
- قد تكون مشاهد الميكروفونات الدقيقية المخبأة في ساعات اليد أو كاميرات التليفزيون
أسفل السرير كلها صالحة لمشاهدة السينما .
ولكن نجاح العملية غالباً ما ينبع من المكوث في المواقع أربعا وعشرين ساعة يومياً
والبحث في أدق التفاصيل كفحص أسنان مشقط دقيقة وعدم ترك أي شيء للمصادفة .
فكر ( مارك) حسنا لا شك أنني أتبع التعليمات وبمرور الوقت ستنتهي هذه المهمة .
سأعد كل شعره فوق رأس (شارلوت بوفيل) ، أخذ يدقق النظر إلى أسفل
( ياله من شعر جميل !) راقبه (راينر) ومع ذلك فمن المستحيل ألا يدرك المرء مدى
جمالها وهي تتقلب فوق المرتبة الزرقاء وياله من أمر سهل أن يتخيل
نفسه يجمعهما بيت واحد ، كان يشك في أنها مازالت عذراء ،
ولقد مضت سنوات عدة منذ أن قابل واحدة كذلك .
ومع ذلك أحس أنها تبدو وكأنها لم يمسسها أحد .
وكأنها لم تعرف عاطفة ممارسة الحب . ياللتعاسة وسوء الحظ ،
إنهما لم يلتقيا في ظروف مخالفه التوى فمه الحاد وهو يفكر ( كم سيكون الأمر مسلياً لو ..)
حذر نفسه ثانية بأن يقف التفكير في الامر .
لأنه كان يعلم أن من المهم أن يبقى ذهنه صافياً ، وهذا يعني
أن تظل عواطفه وأحاسيسه تحت سيطرته ،
وألا يحلم بطرق إثاره تلك الفتاة ذات النهدين المثيرين والجسد الملفوف .
لقد كانت (شارلوت) بمثابة مأمورية مكلف بها ويجب ألا ينسى ذلك .
عند طرف حمام السباحة نشط كل من (شارلوت) و ( باري) ثم هبطا الحمام
وأخذ كل منهما يسبح ويلعب ويمرح ، تعبا بعد مدة واستلقيا على المراتب حتى موعد
تقديم الغداء كانت الموسيقى صاخبة ولكنهما لم يعيراها انتباها وأخذا يثرثران
بحيوية ليس هناك ما يعادل ما يجري أمام عيني ( مارك) الذي نظر إليهما بحسد .
كان اليوم بالنسبة له طويلاً مملاً ، وأحس بالسرور عندما أخذ الشابان يجمعان أشياءهما وغادرا حوض السباحة .
كانت ( شارلوت) مدركة ياستمرار مراقبة ( مارك راينر) لها وعندما مرت بمجموعة
الأشجار التي كان يختفي خلفها نادت عليه .
- يمكنك الحضور الآن يا (راينر) إنك بحق مثال لتحمل الصعاب وأنت جالس هناك لساعات طويلة في هذه الحرارة .
إن السيد ( دافينبورت) قادر تماماً على حمايتي .
ظهر (راينر) وهو يقول :
- إنني معتاد على الحرارة يا آنسة .
- قد تكون كذلك .. ولكن الأمر ليس ضرورياً ثم أستدارت ناحية ( دافينبورت) وقالت :
- هذا هو ( مارك راينر) ، سائقي الجديد ، قال (باري) :
- هاي : لقد أخبرتني الآنسة (بوفيل ) بأنك غطاس ماهر ، مارأيك في عرض ؟

قالت (شارلوت) بسرعة :
- لقد ذكرت ذلك فقط عندما ناقشنا طريقة قفزك للماء ،
ليس (راينر) في مهارة الدرفيل الأستعراضي ولا هذا بحر المغامرات تدخل ( باري) في الحديث :
- بالتأكيد ..إنما هو بحر المستقبل ، لقد استغرقت عشر دقائق حتى استطعت الوصول
إلى البوابات الأمامية لقد كان الكمبيوتر الخاص بكم عاجزا
عن التعرف علي ، أعتذر السائق :
- أعتقد أن الغلطة غلطتي ، لقد ضغطت على الزر الخطأ ، وقد أختلط
الأمر على أجهزة الأمن .
سألته (شارلوت) :
- من أعطاك الإذن بالدخول في حجرة الكمبيوتر ؟
- لقد أراد والدك أن أتعرف على كل مظاهر الأمن وأجهزته بالمنزل وفي الضيعة .
- لم يذكر ذلك لي أبداًُ .
- لقد قرر ذلك عندما اتصل بي هذا الصباح ؟
- رددت قوله وهي دهشة هل أنتصل هذا الصباح ؟
- نعم ، كي يخبرنا بأنه سيترك روما متجهاً إلى نيويورك حيث من
المتوقع أن يظل هناك لمدة أسبوع .
سألته (شارلوت) :
- لماذا لم يكلمني ؟
- لقد كنت نائمة ولم يرد إزعاجك .
تدخل (باري) بنفاد صبر قائلاً :
- هيا يا عزيزتي (شارلي ) ..أين المشروب الذي وعدتني به ؟
هزت (شارلوت) كتفيها واتجهت ناحية الفيلا بينما عاد (راينر)
إلى خلف الشجيرات استمر (باري) في حديثه قائلاً:
- لقد ظننت أننا سنتناول العشاء هذا المساء في مطعم ( فلامنجو) هناك فرقة
جديدة من المفروض أنها ستلعب هناك ويقولون إنها مثيرة .
نظرت (شارلوت) ناحية السائق وهي تقول :
..يبدو أن هذا أمر رائع هل لي أن أحصل على إذن منك للذهاب؟
قالت هذه العبارة الأخيرة وهي تنظر إلى السائق الذي رد :
- دون شك يا آنسة (بوفيل) سأقود سيارتك إلى هناك .
- ليس هناك كا يدعو لذلك فالسيد ( دافينبورت) سيقوم بذلك .
- إن أوامر والدك هي التي تلزمني بضرورة الذهاب معك إلى أي مكان
تذهبين إليه.
تدخل (باري) قائلاً :
- لا تجعل من الحبة قبة ، أنني أعلم تماماً كيف يشعر والدك ..
إذا حصلت على ماسة وجب عليك حراستها.
قاطعتة (شارلوت) :
- لست مجرد شيء ، أنا إنسانة تذكر هذا ؟
- كيف لي أن أنسى ؟
وضع (باري) ذراعه حول وسطها ، وعاد (باري ) للخلف مما جعل (شارلوت)
تحس بخشونة يد( باري) على جلدها .
- لا تفعل يا ( باري) قالتها وهي تحرر نفسها منه وتسرع في السير .
- ألا ترى أنك تحرج (راينر)؟
- من الأفضل له أن يتعود على هذا إذا كان سيتبعنا أينما ذهبنا.

لم يقل ( راينر) شيئاً ، ولكن ( شارلوت) كانت مدركة أنه سيبقى في الشرفة عند
دخولها حجرة المعيشة . أحست رغما عنها بالأسف تجاهه .
إن القيام بدور العجلة الثالثة في يوم حار ليس من المهن المسلية سألت : ( باري ):
- صب كأساً كبيرة من أجل ( راينر) .
- بحق السماء يا ( شارلي) لا نبدئي في معاملته كصديق .
- سأعاملة بالطريقة التي أختارها .
غمغم (باري):
أتعنين معاملة مرتجلة كصديق عابر .. إنك حقاً أكثر الفتيات
تناقضاً في العالم .
كان من الممكن لو علم بإفكارها أن يعتبرها أكثر مما ظن خاصة عندما ذهبت
لتغيير ملابسها من أجل العشاء .
لم تكن لتغادر الضيعة لو لم يصر (راينر) على مصاحبتها ،
إن قضاء يوم كامل مع ( باري) أكثر من اللازم حتى بدون قضاء
الليل معه ، ولكن هذا السائق ورطها في الأمر ..
جاءت (ماريا) إلى الحجرة بثوبين تم كيهما ونظرت إليهما ( شارلوت) نظرة نقد :
- لا أفضل أي واحد منهما ، وأريد شيئاً أكثر جذباً للإنتباه .
عندما شاهدت نفسها في المرأة بعد ذلك عرفت أن ثوب الحرير
بلون الشمبانيا الذي اختارته إنما هو أفضل الأختيارات .
التصق قماش الثوب بكل خط من جسدها وأبرز كامل صدرها .
وكان اللون مشابها تماما للون بشرتها حتى ليصعب على المرء تحديد ما هو الثوب وماهو جسدها .
مشطت شعرها بالفرشاة طويلا حتى أخذ يتوهج كاللهب ثم أسدلته على أحد جوانب
وجهها وأظهرت إحدى أذنيها جميلة التكوين يتدلى منها حلق مرصع بالزمرد .
أخرجت لسانها لنفسها في دلال وابتسمت عيناها الخضراوان بلون
أشجار الغابة تحيطهما رموش شديدة السواد .
كان الخادم الماليزي (كاي) يتمشى أمام الباب الأمامي عندما نزلت السلم
وابتسمت له وسألته :
- هل سيارتي منتظرة .
أومأ لها بالإيجاب ثم خطأ للخارج ، كن (مارك راينر) يقف بجوار السيارة
الفيراري السوداء المحصنة ضد الرصاص ، وقد أمسك الباب الخلفي المفتوح
من أجلها ، أدهشها أنه كان يرتدي زي السائق الرسمي إنها لا تستطيع أن
تفكر فيه كموظف ، دخلت وجلست على المقعد الأمامي بجواره .
أخذ مكانه بجانبها في صمت وقام بقيادة السيارة .
كان طريق السيارات أمام الفيلا مضاء إضاءه مبهرة وكانت الأشجار تنعكس
على الطريق وتختفي أمام كشافات السيارة حيث كان ( مارك) قد أضاء الكشافات
الكبيرة العالية .
كان يقود السيارة بسرعة وكفاءة كما كان يفعل (روبرتس)
وهذا هو التشابة الوحيد بين الرجلين فعلى الرغم من خدمة (روبرتس) التي تزيد على الثلاثين
عاما، لم يخرج مرة واحدة عن حدوده ، كان صديقاً ولكن باحترام .
ووفياً لا يشكو أبداً ، كان يمثل التابع الأسري المثالي ،
لقد كان (راينر) في الحقيقة أكثر قرباً من جيل ( شارلوت) ولكن هذا
لم يغفر له مسلكه كرئيس ونقص الفرق الإجتماعي بينهما ولا مظهر التعالي الذي لا يمكن إخفاءه .
استدارت نصف استدارة كي تفحصه ، كان وجهه في الوضع الجانبي أكثر وضوحاً من حيث
القوة نتيجة خط الفك وتشكيل فمه الحاد ،
كان رأسه جميل التشكيل أيضاً وكان شعره الكثيف الداكن قد أحسن قصة وحتى وهو في الزي
الرسمي بدا عليه مظهر الأناقة ، سألته وقد لاحظت أنه فك الزر العلوي :
- هل سترتك غير مريحه ؟
- قليلاً .
- أطلب بنفسك نمكاً آخر إذن ، ماذا تفضل ؟
- أفضل سترة أقل ضيقاً .
- في الصيف لم يكن ( روبرتس ) يلبس السترة في أثناء النهار ويسعدني أن
تفعل مثله ، شكراً يا آنسة .
أنبئته قائله :
- مازلت تناديني يا آنسة ؟
قال بصوت ناعم :
- لم تتح لي أية فرصة ؟
كتمت ( شارلوت) ابتسامة .

لا أستطيع أن أمنع نفسي من التهكم يا (راينر) ، أما بالنسبة لزيك
الرسمي فيمكنك في المساء ارتداء سترة من التيل بشرط ألا تكون بيضاء.
لا أريد أن يخطى الناس فيعتبرونك ضمن حرس الشرف .
- بالتأكيد .
استقرت على ألا تزيد من إغوائة فقالت وهي تدردش :
- هل لك حبيبة يا (راينر).
- ليس الآن.
- ولكنك ستحتاج إلى وقت راحة وعليك أن تخبرني بذلك
عندما تحتاج إليه إنني لم أقصد عندما قلت لك إنك حر حسب راحتي .
- لقد فهمت هذا يا آنسة (بوفيل) إنك ووالدك تتمتعان بسمعة طيبة
وعاملة العاملين عندكم بإحترام .
- شكراً .
ذلك ثم أسندت ظهرها للخلف وأخذ يقود السيارة من (الانتيب) حتى من دون تبادل أي حديث بعد أن ذكرته:
سنأخذ السيد ( دافينبورت) من يخته من ميناء (انتيب).
اسمحي لي أن أغير هذه الترتيبات يا آنسة (بوفيل) وأعتقد أنه من الأسلم
لك أن تقابلية في المطعم فإن الميناء منطقة مزدحمة للغاية .
قالت بسخرية :
-هل تعتقد أن الخاطف سيقبض عليّ ويحملني بعيداً في قارب سباق؟
-هذا محتمل .
- لا بد أنك شاهدت الكثير من أفلام (جيمس بوند).
- لو قرأت الصحف لعلمت أنه في هذه الأيام لا فرق بين الحقيقة والخيال .
فلا تغضبي مني ، إنني أفكر في سلامتك .
- هل عادة تخلص في عملك لهذه الدرجة ؟
- نعم .
ضغط دواسة البنزين بعنف .
فصرخت :
- ليس بهذه السرعة العاليه .
- هل يشغلك الأمر .
- ليس بالضبط ، ولكن سيؤدي الأمر إلى اضطرار (باري) لإنتظاري .
ثم حملقت في (راينر) وقالت :
- أعتقد أنك تظنني سيئة الخلق ؟
- هذا الأمر لا يهمني .
- ولكنك لا توافق على سلوكي أليس كذلك ؟ إنك لا توافق عليّ نفسي ؟
- إنني أراك واضحة ومسلية يا آنسة ( بوفيل ..) سخرت منه
- لقد نسيت أنني جميلة .
- هذا أمر لا يحتاج إلى القول ، إنك واحدة من أجمل وأحب الفتيات اللاتي قابلتهن .
غير عصا السرعة ودون قصد مست يده قميصها .
أحست بذلك تماما وحاولت أن تجعل صوتها غير مهتم :
- لو أننا تقابلنا كندين يا (راينر) هل كنت تطلب مني موعداً ؟
كادت تضحك وهي تسمع صوتها ، هي الفتاة التي كان بإمكانها أن تختار
أي رجل تريده فوصل بها الأمر إلى أن تسأل هذا السؤال لهذا الرجل وتهتم بالإجابة عنه .
- إنه عذاب ، إذا لم أجب عن السؤال بالإيجاب .

لا أعتقد أنك رجل يحب أن يلعب لعباً أمناً .
- لا ، ولكني أيضاً لا أحب اللعب بالنار .
سألته :
- هل يعني هذا أنك سبق أن أحترقت ؟
صحح لها :
- لسعتني النار .
- هل كان هذا من امرأة كنت تعمل لديها ؟
- لا ، لقد سبق أن أخبرتك أنني ألتصق بنفس نوعي ،وإذا غفرت
لي صراحتي فعليك أن تحذي حذوي ، إذا كنت قد مللت السيد ( دافينبورت)
فإنني واثق أن هناك العديد من البدلاء المناسبين يحومون حولك .
عرفت ( شارلوت) أنها صدت ، ولكن لمعرفتها إنها تستحق هذا لم تقل شيئاً
أخذت تفكر في البديل المناسب الذي أشار إليه (راينر) وأطلقت آهه حارة .
كان أغلب أصدقائها من نفس نوعية (باري) .
وكانت قد أصيب باليأس من مقابلة الرجل الذي يحقق أحلامها التي كانت تداعبها .
لم توثق صلتها أبداً بأي شخص ، قالت بصوت عال :
- أخشى أن تكون قد أسأت فهم سؤالي يا (راينر) إنه مجرد فضول .
أما بالنسبة لك كرجل فإن أنجذابي نحوك لا يزيد عن انجذابي لغوريلا .
رأت فمه المزموم بحدة على ضوء كشافات سيارة قادمة في الإتجاة العكسي .
إنها أغضبته ، ولكنه عندما تكلم كانت لهجته عادية .
الأمر لطيف أن أعرف مكانتي عندك يا آنسة (بوفيل) .
زاد السرعة وانحراف إلى طريق يقود إلى ممر رملي لمطعم فاخر .
عندما أوقف السيارة :
ذراعة تتحرك تحت سترته عندما قفز خارج السيارة واستدار كي يفتح لها الباب ،
أخذ يحملق في اليمين واليسار حيث فحص بمهارة المنطقة وقام
بحمايتها بجسمه حتى خطت الخطوة الوحيدة التي قادتها إلى الداخل .
أستطيع أن أرى ما تفعله يا ( راينر) إنك حارس حقيقي ..ألست كذلك ؟
لست سائقاً على الإطلاق !
أخذت تحملق في عينيه ، رأت أنهما كبحيرة عميقة من اللون الرمادي
الغامق ثم بإقتناع مفاجئ أنه رجل كثير الأسرار .
فاجأته بالسؤال :
تحاول أن تخترع كذبه ..لست غبيه .
أنني مدرك لذلك ياآنسة (بوفيل) انخفضت رموشة للحظة .
إطلبيني إذا احتجت إلي ، لن أكون بعيداً عنك .
همست : لن تكون ، ثم سارت ناحية (باري) الذي رحب بها مبتسماً .
منتديات ليلاس






نهاية الفصل الرابع ،،

زونار 03-06-09 04:03 PM

الفصل الخامس :

راقبت (شارلوت) (باري) عبر المائدة وكتمت رغبتها في التثاؤب .
لم يكن قد مضى من الأمسية سوى نصفها إلا وأصبحت مثالاً للملل .
نظرت بتلصص في ساعتها وتساءلت عن أقرب موعد تستأذن منه بالرحيل
دون أن تثير الضيق .
فكرت ماذا يفعل (راينر) ؟ لقد كانت غاضبة منه عندما تركته ولم تتمكن
من أن تخبره أنه عندما تتعارض واجباته مع وقت تناول الطعام
فله حرية الحصول على ما يأكله وأن يضيف الحساب عليها .
ابتسمت لنفسها فقد يكون من الأفضل أنها لم تقل له ذلك وإلا لحجز
لنفسه مائدة بجوار مائدتها . منتديات ليلاس


نظرت في ساعتها مرة ثانية ثم نظرت لـ ( باري) وغمغمت :
- إن الوقت متأخر وأريد أن أعود إلى المنزل .
- لا تكوني بلهاء يا(شارلي) إن الليل مازال في أوله لقد فكرت أن تذهب
إلى مكان ما ونرقص ، هناك ناد جديد في (سانت توباز) .
- متأسفة يا(باري) ، أفضل ألا نفعل . إنني متعبة للغاية
ولا يمكن أن تذهب كل تلك المسافة .
- لن تقودي السيارة ياحبيبة القلب بل أنا ، ذكرته قائلة :
- لدي سيارتي وسائقي هنا.
- إرسليه إلى المنزل ، وأنا قادر على القيادة .
- لا لست بقادر ، لأنك سكران .
ظهر الألم على (باري) وقال :
- لم أشرب سوى زجاجة نبيذ فقط ، وأستطيع أن أتناول ضعف هذه
الكمية ولا أتأثر ، لقد تعودت على ذلك .
قالت له بجفاء :
- هل أنت فخور بذلك ؟
أشار بإصبعه نحوها :
- حسناً ، لست خجلان .. وعلى أية حال ماذا عنك ؟
إنك تتصرفين كزوجة مشاكسة ..يالها من فكرة عظيمة ،
لماذا لا تجعل الأمر حقيقة ؟
ستجعلينني أسعد فتى في العالم إذا قلت نعم .
اغتصبت ابتسامة لتهدئته .
- أخشى ألا أوافق ، أنني مغرمة بك يا(باري) ولكن ليس لدرجة
أن أتزوجك .
- هل تفكرين أنني أجري وراء مالك؟
ثم أخذ صوته في الإرتفاع حتى أن رئيس السقاة أخذ يقترب بهدوء .
- قد لا أمتلك الكثير مثلك . . ومن لديه مثلك ؟
ولكن لدي ما يكفيني كي لا أحتاج إليك .
أخذت تسترضيه :
- أعلم ذلك ، وليس لهذا السبب رفضت ولكن لأنني أحبك .
سألها بعدوانية بسبب الكحول :
- لم لا ؟ العديد من الفتيات يفعلن ذلك ولكنك أنت فقط التي تصعبين الأمور للفوز بها .
- لست أناور .. إنه من الصعب الفوز بي ، بل من المستحيل إذا كان الامر يخصك .
دفعت مقعدها للخلف ونهضت ثم استدارت وأومأت بلا أهتمام
لكبير السقاة الذي خطأ ليفصل بينها وبين (باري) عندما حاول تتبعها وقال به بهدوء :
- إنك لم تدفع الحساب يا سيدي !
- أنت تعرف من أنا . أرسل الحساب إلى اليخت .
- أسف يا سيدي .
هربت (شارلوت) دون أن تنتظر لتسمع المزيد .
وخرجت من المطعم ولم تفكر فيما ستفعله إذا لم تجد سيارتها بالخارج .
ولكن في هذه اللحظة كان (راينر) بجوارها .
- هل هناك خطأ يا آنسة (بوفيل) ؟
- نعم ..لا .. أريد فقط أن أرحل . أحاط بها لحمايتها كما سبق وأن فعل ثم
اصطحبها حتى السيارة الفيراري دون أن يسألها فتح الباب الأمامي
وانتظر حتى دخلت وجلست على المقعد المجاور له .
استغرقت في أفكارها وكلها مركزة على (باري) وعما إذا كانت قاسية وحادة معه .
لم تتكلم (شارلوت) إلى أن أحسا بأنهما يغليان من الحر على طول طريق الشاطئ :
- شكراً لله أنك كنت في إنتظاري يا (راينر) ، كنت سأواجه مأزقاً كبيراُ فيما لو خرج (باري) ولحق بي .
- لقد منت بالخارج طوال الأمسية .
- وماذا عن طعامك ؟
- لقد تعودت أن أظل ساعات طويلة دون طعام .
- ستسبب لنفسك زائدة دودية كما يقول لي والدي دوماً .
دعنا نتوقف ونأخذ لك سندوتشا .
- لا داعي لذلك ، إنني متأكد أنني أسطيع أن أستمر حتى المنزل دون أن أنهار.
ضايقتها رنة السرور في صوته ، لقد كانت في هذه اللحظة للظروف
وها هو ذا يلهو بها ثانية .
- حسناً ! إذا لم تكن أنت جوعان فأنا جوعانة ، بدت عليه الدهشة .
- ألم تتناولي عشاءك وتتمتعي به ؟
- ليس كثيراً لقد شرب السيد ( دافينبورت) كثيراً وشعرت بالملل وفقدت شهيتي .
- فهمت .
ساد الصمت وأحسن (شارلوت) أنه يصارع نفسه كي يقول ما يريد قوله .
- هيا يا (راينر) ، ماذا يدور في ذهنك ؟
تجهم في وجهها وقال :
- مادمت قادرة على قراءة أفكاري . فأخبريني ما هي ؟
ابتسمت وقالت :
- إن قوة استنتاجي تذهب فقط إلى بعيد ..هيا ..بح بها .
-إنني أتعجب وأتساءل هل أنت دائماً تحسين الملل في كل مواعيدك ؟
اعترفت قائلة :
- غالباً .
- هل فكرت في توسيع دائرة أصدقائك ؟
- كثيراً . ولكن الأمر ليس ببسيط إذا ما ولدت وترتبيت وسط زمرة فريدة
مالت إلى الخلف في مقعدها وأسندت رأسها على جلد المقعد الناعم الطري الأبيض اللون .
- كيف للمرء أن يكسر تلك الدائرة ؟
- ألم تفكري في القيام بوظيفة ؟ إنك حاصلة على درجة جامعية في الفن .
-تعودت تماما على إصدار الأوامر لا تلقيها .
-أفكر في أن تفتحي معرضك الخاص وتحولي هوايتك إلى عمل .
-فكرة جيدة من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية فإن الناس الذين
أشرف عليهم وأتعامل معهم هم الناس الذين أود التخلص منهم .
لا يستطيع المرء أن يهرب من عائلته ، وعائلتي هي أموال (بوفيل) .
إنني ملتصقه بهم .
مستندة برأسها على مسند المقعد وأخذت تتفحص الرجل أمام عجلة القيادة ،
كان قد خلع سترته وقد بدت عضلاته البارزة قوية تحت قميصه .
ومن أنها أدركت تماما قوته الجسمية أكثر مما رأته عندما كان نصف عار في حمام السباحة .
استمرت في الكلام :
هكذا كان والدي قلقاً بشأن الرجل الذي أواعده .
كان يأمل أن أتزوج رجلاً قادراً على متابعة خطواته .
- من الصعب تحقيق ذلك .
- أنت على حق . .لا يوجد أحد منهم يساوي عشر مقدرته .
-أنك مازلت في الثانية والثلاثين يا (آنسة بوفيل) وأمامك وقت طويل لمقابلة الرجل المناسب .
- المشكلة أنه قد يقيم حريته مثلك يا (راينر) ألم تقل لنفسك يوماً إنك لن تتزوج أبداً امرأة من أجل مالها ؟
- الرجل الصحيح لن يتزوجك من أجل مالك بل بعيدا عن مالك.
اعادت قوله :
- آه ، الرجل الصحيح ..ولكن أين هو ؟
حرك (راينر) ذراعه :
في مكان ما خارج هذه المنطقة ..استمري في البحث عنه .
تلآلآت أنوار (الانتيب) أمامها واعتدلت (شارلوت) في جلستها .
- دعنا نتوقف في المدينة لتناول أكلة خفيفة ، إن ميدان (ديجول ) يكون
غير مزدحم في هذا الوقت ويمكننا أن نركن السيارة ونتمشى .
كانت إجابة (راينر) أن زاد من السرعة ولم يهدئ منها إلا بعد
تجاوزا ميدان (ديجول ) بمسافة كبيرة ، جلست (شارلوت) مستقيمة ..
(اللعنة على هذا الرجل أعطيه بوصة فيأخذ مني ميلا).
ً قالت :
- قف يا (راينر)
- سأكون أكثر سعادة لو ذهبنا إلى مكان آخر يا آنسة بوفيل.
- لماذا ؟
- إن (الانتيب) هادئ جداً بالليل وأفضل (جوان ليبان) .
فكرت في كازينو (جوان( وصخبه وهياجه ليس هذا ما تحبه .
وساءها أن يكون هذا ما يحبه . شرح لها الأمر :
- إنه أكثر أمناً أن نجد أنفسنا بين الناس .
- لقد قلت العكس عندما كان علينا أن نلتقي بـ( باري) بعيداً عن الميناء.
ماهو الفرق؟
- وجود الطرق البديلة للهرب .
لقد أصبحت موسوساً مثل أبي ، هناك العديد من المراقبات خلفي .
وهذا الأمتداد من شاطئ البحر مزدحم بالأميرتا العربيات ونجوم السينما والمليونيرات .
لماذا بحق السماء يرغبون في إختطافي؟
- لأنه من المعروف والمنشور أن والدك يعبدك وأنه على استعداد لدفع
أي مبلغ لاستعادتك .
- هو ليس فريدا في هذا ، فأي أب أو زوج في هذا الموقف يمكن أن يفعل
نفس الشيء .
وضعت يدها على عصا السرعة .
عد ثانية إلى (الانتيب) يا (راينر) إن (جوان) فظيعة في موسم التصييف .
- هل (جوان) أم الفيلا؟
صرخت :
- إذن الفيلا .. وأكثر من هذا يمكنك أن تحزم أمتعتك وترحل في الصباح .
هدأت السيارة من سرعتها وحملق راينر فيها :
-إنني مهتم فقط بسلامتك يا(آنسة بوفيل) وسيسعدني لو اعتبرت سلوكي بعيداً عن الحفلة .
- هل أنت تعتذر ؟
رأت أصابعه تضغط بشدة على عجلة القيادة . أخذت تنتظر وهي تتوقع إجابته .
- نعم .
- إذن سنذهب إلى (جوان ) ، هناك مكان مسل عند الركن بالقرب من الكازينو
حيث يصنعون سندوتشات رائعه .
تنهد بارتياح :
- لم أقابل في حياتي شخصاً يغير مزاجه بسرعه مثلك .
- إنها خصلة ورثتها من أمي لأنها أيرلندية .
- هذا يفسر الكثير .
- ماذا تعني ؟
- إنك تضايقين وتؤلمين . وحتى تثيري الغضب . ولكنك
أبداً لا تثيرين في النفس الملل .
أحست (شارلوت) بالدفء من السرور . من الغريب أن نصف مدح
من رجلها يعيطها رضاً كاملاً أكثر مما يمنحها الأخرون .
- يبدو أنك تمتدحي يا (راينر) .
- هل يدهشك ذلك ؟
- حسناً . إنك لا تتصدق بهذا عليّ .
- وهذا ليس مكاني .
- وليس مكانك أن تعارض أوامري وع ذلك لا تكف .
ولديّ إحساس أنك تستخدم المجاملة عندما تناسبك .
- كلنا نفعل ما يناسبك .
قال هذا عن قصد . عندما اقتربا من مفترق ، نظر في المرآة المعاكسة
كما تعود أن يفعل طوال الطريق ، نظرت (شارلوت) أيضاً حولها
ولكن لم تكن هناك سيارة على مدى البصر .
لم يستمر هذا طويلاً حيث ظهر (جوان) مزدحما .
كان ركن السيارة مستحيلا . وأخيراً استطاعا أن يجدا مكانا للسيارة عندما
منحت منادي السيارة (حلوانا كبيراً) فضلاً عن أنه كان يعرفها .
قالت بسرعة :
- ليس هناك حاجة لأن ترتدي الكاب والسترة .
- أخشى أن السترة ضرورية .
قال هذا وهو يخرج من السيارة ولمست يده جراب المسدس الذي لا يكاد يظهر .
كانت تعلم أنه يحمل مسدساً حاولت ألا تفكر في الأمر .
وأستمرت في السير بجواره إلى المقهى الواسع المضاء إضاء ساطعة في وسط المدينة الصغيرة.
كان الشارع مزدحما بالسائحين من جميع الجنسيات ورغم أن الساعة تجاوزت العاشرة
إلا أن الأرصفه أمام المطاعم كانت تحتشد بالقادمين لتناول وجبات أخر الليل من المحار.
وسلاطة الثوم ، وحساء السمك وبلح البحر ، والجمبري ، إلى جانب الأطباق المصنوعة
من الخشب والممتلئة بالسلاطة الخضراء .
استنشقت (شارلوت) رائحة الطعام وتمتعت بالجو المرح الذي
يظهر جو الحرية في أن تصبح مثل أي شخص هناك .
لم تكن تماما مثل أي شخص عادي طالما كان (راينر) بجوارها
يقظا مشدود الأعصاب ويحاول أن يسرع بها إلى المقهى .
وصلا إلى المقهى ساطع الضوء حيث كانت كل مائدة بالداخل أو بالخارج
تبدو مشغولة وبعد تبادل قليل من الكلمات مع أحد السقاه حيث درس(راينر)
في يده ورقة من فئة الخمسين فرنكا عاد إليها وقال:

علينا أن ننتظر بضع ثوان .
- لست على عجل ولم يكن من الضروري ضياع نقودك كبقشيش للساقي.
قال لها ببرود :
- لا تشغلي بالك بالأمر ..يمنحني أبوك حساباً إضافياً للمصروفات.
كتمت أنفاسها . ياله من خنزير مغرور . ألقت عليه من تحت أهدابها نظرة متفحصة
طويلة كم كان جذاباً . الملعون أصبح بالتدريج من الصعب التفكير فيه
كمجرد حارس ، ومع ذلك عليهاأن تفعل ذلك ، إن إرتباطها بعلاقة معه
قد يكون عملا غبيا وخطيرا .
قطعت لمسة يده بلطف على كوعها أفكارها وقال لها :
- لقد أصبحت مائدتها معدة ألقت شعرها إلى الخلف وتبعت الساقي
إلى إحدى الموائد بجوار النافذة وعندما جلست أحست بانزلاق وشاحها الكشمير عن كتفيها .
غمغم (راينر) وهو يجلس على المقعد المواجه لها ويشير إلى المروحه الكهربائية الموضوعة فوقهما:
- قد تصابين بالبرد .
- شكراً .ثم أخذت تفحص قائمة الطعام وقالت :
- ماذا تود أن تتناول ؟
- قدح قهوة كبير . وفطيرة (كروك موسسه) صحح (مارك) الطلب عندما سجل الساقي .
- اجعله اثنين . إنني جوعان أكثر مما كنت أظن . وماذا عنك يا آنسة (بوفيل)؟
ثم لمعت عيناه متفكهاً وأضاف :
- سأقدم لك عشاء كاملاً .
- ياله من أمر كريم منك . هل أنت متأكد من قدرتك على الدفع؟
- بشرط ألا تطلبي (كافيار).
- لا تخش شيئاً . سأطلب مثل ما طلبت .
كانت ابتسامته لها دافئة بدرجة غير متوقعه وأنتظرا الطعام في صمت تسوده
الصداقة والألفه وهما يحملقان في الأرصفة المزدحمة عبر النافذة .
وينصتان لأطراف الأحاديث حولهما .
وعندما وصل طلبهما أخيراً أخذا يلتهمان سندوتشات الجبن والمربى بنهم واستمتاع .
سألها بين قضمتين :
- لماذا حتى هذه الأشياء البسيطة طعمها أفضل عندما يضنعها الفرنسيون ؟
عندما استعدت (شارلوت) للإجابة أخذت سيارة رياضية حمراء تقف في الخارج.
وقد انطلقت منها ضحكان صاخبة ، سقط قلبها في قدميها عندما لوحت لها فتاة
سوداء الشعر ثم أخذت تمر بصعوبة بين الموائد متجهة ناحيتهما
وأخذت عيناها البنيتان اللامعتان تنتقل بينهما :
- هاي (شارلي) . لقد ظننت أنك تتناولين طعام العشاء مع (باري).
- لقد فعلت .
كانت لهجو (شارلوت) مقتضبة ، أنهت الموضوع وأخذت نظرات الفتاة تتركز
لحظات على (راينر) .
- ألن تقدميني إلى صديقك؟
تملكت (شارلوت) الرغبة في الأذى . ولكن ماذا تقول عن صديقها الجديد ؟
فكبتت تعبيرها البارد وقالت :
- هذا (راينر) سائقي الجديد .
قالت الفتاة بصوت خرج من زورها :
-أرجو أن تخبريني عندما يصبح غير صالح لك..
إنني أبحث عن سائق لي أيضاً .
نظرت (شارلوت) إلى (راينر) نظرة جانبية لترى ما إذا كان قد
شعر بالضيق لحديثهما عنه وهما متجاهلتان لوجوده ولكن تعبيره كان عادياً .
مدت الفتاة يدها قائلة :
- من الأفضل أن أقدم نفسي بنفسي مادامت (شارلوت) تبدو مترددة ،
أنا (ليلا برجدورف)!
- كيف حالك يا آنسة ؟
لم يكن (راينر) يرتدي الكاب كي يرفعه تحية لها .
ولكن الفتاة أحست بالضيق من محاولته أن يبدو عبدا .
تدخلت (شارلوت) في الحديث وقالت ببرود :
- لقد ظننت أنك أتيت لرؤيتي ولم أفكر أن سائقي هو الذي
يهمك أمره.
تجاهلت (ليلا) التعلق ووجهت ابتسامة واسعة له .
- من أين أنت ؟
- انجلترا .
- إنها البلد المفضل عندي بعد الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد عشت في لندن عندما كان والدي يعمل بالسفارة .
تدخلت (شارلوت) قائلة :
- أن أصدقاءك في إنتظارك .
- أتحاولين التخلص مني؟
- يالك من ذكية أن فهمت !
- لم أفهم أن هذا لقاء خاص . انجنت الفتاة عن عمد ناحية السائق وتعمدت
أن تلامسه ولكنه نهض بإحترام وانتظر رحيلها .
لم تشعر الفتاة بأي حرج وفردت جسدها وقالت بمكر :
- سأراك فيما بعد .
كانت الكلمات موجهة مباشرة إليه ومع ذلك كانت الفتاة
تنظر إلى (شارلوت) التي انتظرت - بنفاد صبر- عودة الفتاة
ذات الشعر الأسود إلى أصدقائها .
جلس (راينر) وقال :
- قدح آخر من القهوة يا آنسة .
- لا ، شكراً.
لقد ذهب عنها كل السرور الذي كانت تحسه بداية السهرة التي رغبت بعدها
(شارلوت) أن تنتهي ، لقد أحست بعدم الراحة لإكتشاف مكنها هنا مع (راينر) .
كانت (ليلا) امرأة شائعات فظيعة .
وستقول لكل الناس تليفونياُ عن الأمر في الصباح .
دفعت شعرها إلى الخلف بحركة غريبة وسقط وشاحها إلى الأرض
وعندما انحنيا لإلتقاطه تلامست أصابعهما .
أحست فس ثوان أن تياراً كهربائياً سرى في ذراعها فسحبته بحدة
وأسرعت خارج المقهى .
لم تتكلم إلا بعد أن أخذا الطريق إلى الفيلا .
- إن الأنسة (برجدورف) من أكلة لحوم البشر يا (راينر) ،
وأعتقد أنه من العدل أن أحذرك منها .
- أشكرك يا آنسة ، لقد لاحظت ذلك .
- من المحتمل أن تطلب الخروج معك . إذا قبلت فلك مطلق الحرية في أن تفعل .
- لماذا هذا التغيير . في الليلة الماضية حذرتني من مطاردة
الفتيات صديقاتك ؟
- لأنهم في منزلي ولكن ليس يعنيني أن أقرر كيف ومع من تمضي وقتك الحر .
فغر الرجل فمه وقال :
- ليست لدي النية أن أقضي وقت فراغي مع الأنسة (برجدورف).
لدي أمور أفضل من مطاردة فتيات صغيرات وغنيات ومملات .
- هل تفعل ذلك معي ؟
- أنت سبب رزقي . فأغفري لي وقاحتي .
لوت رأسها بحدة :
- هأنت قد أصبحت مستحيلا مرة ثانية ما إن أعاملك كصديق إلا وتصبح وقحاً .
- ألا تعنين أنه ما إن أقول شيئاً لا تحبينه . ترغبين أن أعرف حدودي .
قال هذا . ثم رفع قدمه عن دواسة البنزين حتى كادت السيارة أن تقف.
- أنت تريدين الأمور على وجهين.
- إنني مدركة كذلك ولكن .
كيف لها أن تشرح الواطف التي أثارها لديها بدرجة محيرة وهي
نفسها لا تستطيع فهمها ؟
قالت بحدة :
- نعم ، دعنا ننسى الأمر .
- لا أظن باستطاعتنا ذلك يا آنسة (بوفيل) فقد يحدث الأمر ثانية .
- إذن سيكون من الأفضل لو تركت العمل ، عند هذا الحد .
وقف السيارة كلية ، ثم جذب فرملة اليد ووقف موتور السيارة وقال لها بحدة :
- لقد انجذبت إلي ، ولهذا تريدين مني أن أرحل .
- كيف تجرؤ؟
- أجرؤ لأن وظيفتي تتعرض للخطر وهي وظيفة عالية الأجر لا أرغب في فقدها .
قذفت الكلمات في وجهه :
- سأدفع لك تعويضاً .
- لا أقبل مالاً عن عمل لم أؤده .
صمت فترة ثم أكمل :
- ولم أقم علاقة حب مع صاحبة العمل ..ولكن إذا كنت تصرين فسأفعل ذلك
كاستثناء في حالتك.
افترضت أنه كان يتفكه إلى أن أحست بالاستهزاء يبدو على وجهه .
إنه يعني ما يقول ، أحست للحظة ماذا يمكن أن تفعل فيما لو قبلها وداعبها وجرى بكفيه فوق جسدها .
ومع ذلك لو سمحت له بذلك فإنها ستحتقر نفسها في اليوم التالي .
كانت في قرارة نفسها تعتقد تماماً أن أي علاقة جسدية بحتة قد ترضيها .
- إذا لم تستقري على رأي يا آنسة (بوفيل) فقد يساعدك هذا .
ثم انزلق عبر المقعد وضغط بشفتيه على شفتيها بوحشية .
لم يكن هناك أي حنان في حركته وإنما فقط نية السيطرة عليها .
أخذت تضربة ولكنه كان قوياًُ للغاية عنها . ودفعها عند باب السيارة مما جعل من المستحيل عليها أن تتحرك.
أخذت تقاومة بشدة ولكنه كان أقوى منها .
حاول العديد من الرجال أن يقبلوها بنفس الطريقة ولكنها لم تحس مع أحدهم
نفس ما أحست به مع (مارك) الذي كان يرتجف وهمس وهو يبحث عن شفتيها :
- كم أنت لطيفة للغاية.
انتابتها أحاسيس متضاربة وكادا ينزلقان إلى ما لاتحمد عقباه.
عندما فكرت في هذه المعلومة تجمدت كل أحاسيسها وحل محلها شعور بالخزي .
لأنها سمحت له أن يتمادى إلى هذا الحد.
صاحت وهي تضربه بعنف :
- دعني أذهب .
تركها في الحال وهو يقول :
- لا تخافي فليس لدي نية أن أفرض نفسي عليك بالقوة.
أذهلها ثبات نبرة صوته.
كيف له أن يتحكم في نفسه إلى هذه الدرجة .
بينما كان من لحظات يريد أن يغتصبها ؟
آه لو كان باستطاعتها أن تتحكم في عواطفها بسهولة مثله ؟كان لا تزال ترتعد من لماساته .
وجلدها أصابه التنميل من إحساسها بفمه وكفيه .
عدلت من ثوبها بغضب وأحست ببرودة ظهرها الدافئ وصاحت :
- كيف تجرؤ على أن تلمسني ؟ هل تظن أنه لا يمكن مقاومتك .
وأن أنسى من تكون؟
أحست بالوهن من القوة التي مارسها ضدها وأرادت أن تذله :
- أنت لا شيء ..أنت بلا قيمة . لو كانت قد طمعت في رد فعل على إهانتها له
لكانت مخطئة حيث بدت عيناه ذواتا اللون الرمادي الفضي غامضتين غموض
ضباب الجبال . علق بجفاء :
- بدا أنك أعطيت الأمر تفكيرا جدياً .
- لم أستطع أن أهرب منك .
- لم تحاولي بجدية إلى لحظة مضت .
هيا انسي الأمر يا عزيزتي (شارلي).
- لماذا ..أنت ..
هجمت عليه ولكنه أمسك يديها بقبضة من حديد ووضعهما بسهولة
إلى جانبها .
صرخ :
- ألا تهتمين بالحقيقة ؟ من اللحظة الأولى وأنت تحاولين اصطيادي ..
ماذا إذن تتوقعين مني أن أفعل ؟
أن أخضع لك في الوقت الذي يجب عليك أن تخضعي لي ؟
كان على حق دون شك ولكنها تفضل أن تموت قبل أن تعترف بذلك .
- ألا تعرف متى يمكن خداعك يا (راينر) ؟ أين روح الدعابة عندك ؟
- أنت خداعه بالفعل يا آنسة (بوفيل) أما بالنسبة لروح الدعابة فهي تهرب
مني عندما تتعرض وظيفتي للخطر ، أم أنك تتمتعين بأن تمتلكي
رجلاً يتسول من أجل معيشته ؟
قاطعته :
- إن هذا ضرب تحت الحزام ؟
- هذا تشبيه مضبوط إنه الجزء الوحيد مني الذي يهمك .
ضحك عندما لاحظ عدم ارتياحها .
- آسف بالنسبة لمضايقتي الثقيلة الفجه .
ولكن الأمر يتطلب منك مجهوداً مضنيناً لترديها إليّ .
- إنك مغرور وواثق للغاية لا يستطيع أي شخص أن يخدعك.
قالت ذلك وهي في قمة الثورة وأضافت :
- إنك تظن أنك تعرف كل شيء عني .
جاء صوته كالسوط :
- نعم ، وبصراحة ليس لديك الكثير مما أحبه .
أدار المحرك بحركة مفاجئة وضغطت قدمه بقوة على بدال السرعة حتى قفزت السيارة للأمام
وأحدثت الإطارات أزيزاً عالياً واتجه ناحية الكاب .

زونار 03-06-09 04:07 PM

الفصل السادس :


تقلبت (شارلوت) في نومها لشعورها بعدم الراحة ، وقد أزعجتها أحلامها .
وطوحت ذراعها فاصطدمت أساورها بالمائدة بجوار السرير ،
استيقظت قافزة ثم ظلت برهة ملقاة بلا حراك .
بعد أن أصبحت مستيقظة تماما تمطت وتثاءبت .
كان جسدها لينا كجسد القط . أدارت يدها على الوسادة وحملقت في النافذة .
كانت الستائر الحريرية الخفيفة قد خفضت من الشوء الساطع للشمس.
هذا يوم جميل آخر . ولكنها لم تكن تتطلع إليه بشوق بصفة خاصة .
بعد الليلة الماضية كانت فكرة رؤية (راينر) تجعلها غير مسترخية بدرجة ظاهر.
لم يظهر عندما نزلت السلالم الحلزونية بعد نصف ساعة لا عندما خرجت إلى الشرفة.
كانت الحديقة مشمسة وهادئة . والهواء منعشاً معطراً . بينما أخذ
بستانيان في تهذيب أحواض الزهور.
وقفت برهة وهي تتمتع بالمنظر الهادئ ثم ذهبت إلى حوض السباحة
عندما اقتربت رأت (راينر) يسبح فيه بضربات هادئة توقفت وأخذت تراقبة عندما
انقلب على ظهره عائماً ، بينما أغلق عينيه في وهج الشمس .
جلست تستريح تحت إحدى الشمسيات ولكنه رأها فانقلب على بطنه وسبح
إلى جانب الحوض في ضربات سريعة ، ثم رفع نفسة خارج الماء .
أخذت قطرات الماء تلمع على جلده مما يزيد من بريقة الطبيعي .
بينما ارتدى مايوها صغيرا أسود غطى عورته فقط .
جاء ثم وقف أمامها وقال :
- صباح الخير يا آنسة (بوفيل ) أجابته وقد غطت عينيها بنظارة ذهبية داكنة :
- صباح الخير .
لم يبد عليه أي تأثير ففهمت أن الإحباط الجنسي الذي لاقاه
لم يكن له سوى تأثير خفيف عليه .
إما هذا وإما أنه أشبع رغبته في مكان ما .
وأن صدى واحدا لم يؤثر عليه . لعنة الله على هذا الرجل !
إنه يتصرف كما لو لم يحدث شيء بينهما الليلة لماضية ، سألته ببرود وهي تلعب نفس لعبته :
- لماذا لم تكن في الشرفة عندما نزلت إليها ؟
- إنك في مأمن تام داخل جدران المنزل حيث إنها جيدة الحراسة .
حملقت في السماء وقالت :
- قد تهبط طائرة هليوكوبتر وتختطفني .
- مستحيل فالضجيج سينبهنا ونستطيع أن نضعك في أمان في الوقت الملائم .
سألته بنعومة ودلال :
- سيسليني أن أضع مهارتك موضع الأختبار.
- في المناسبات المزعجة .
- مثل ؟
قال بعدم اكتراث :
- ليست كثيرة ، كنت أقود السيارة عبر طريق ريفي وكان ثلاثة من رجال البوليس
المزيفين قد وضعوا سدودا على الطريق الأمامي لحسن الحظ تعرفت
على أحدهم الذي سبق أن قابلته كمهرب مخدرات .
- ماذا فعلت ؟
- أومأت كما لو أنني سأقف ثم زدت السرعة فجأة كالشيطان واخترقت الحصار .
- هل كان ذلك عندما كنت مع السير (إلريك )؟
مالت (شارلوت) مفتربه منه كي ترى التعبير على وجهه .
ضاقت عينا (راينر) الرماديتان وقال :
- هيا يا آنسة (بوفيل) لا تتوقعي مني أن أجيب عليك .
فالسرية هي جزء من عملي .
- إنني سعيدة لأنك مخلص لهذه الدرجة ، ثم فتحت الراديو واستلقت على
ظهرها كان وقت نشرة الأخبار . لم يكن هناك أي خبر سار وكان معظمها يدور حول
الثورة في (تليجواي) أطفأت الراديو بعصبية ، سألها ( راينر) :
- ألست مهتمه بما يجري في (تليجواي)؟
اندهشت لأنه يسألها فاعتدلت في جلستها وقالت:
- ولماذ أهتم ؟
- إن والدك يمتلك مصالح تعدينيه كبيرة هناك .
- إذا فقدناها كلها فلا يزال لدينا ثروة مثل ثروة قارون ثم مطت شفتيها وسألت :
- هل تظن أن المتمردين سينتصرون ؟
- الأمر متروك للحظ وهو حتى الأن منتصرون ..هل ذهبت هناك؟
- مرتين ولكن لفترة وجيزة لذلك لا أعرفها جيداً ..
ولكن الثروة يمتكلها 1% من السكان فقط ، وأعتقد أنني سأعطي صوتي للمتمردين .
قال بجفاء :
- غي أنهم لن يطلبوا أصوات أحد ، فإن كلمة صناديق الأنتخاب هي كلمة قذرة
عند الدكتاتوريات .
ارتاحت على جانبها مستندة على ذراع .
- هل تهتم بالسياسة يا (راينر) ؟
- بقدر أهتمام أي رجل في الشارع .
- لكنك لست أي رجل أليس كذلك ؟
أنت أكثر بريقاً وذكاء عن الرجل المتوسط .
ويمكنك أن تكون رجل مخابرات لأن لديك كل مؤهلات الجاسوس .
تجهم وجهه وقال :
وماهي هذه الؤهلات ؟
- السيطرة والتوقع وسرعة الملاحظة والجرأة ..هل تريد مني أن أستمر ؟
- إذا كان هذا يسليك ؟
كانت (شارلوت) تمتع نفسها بالفعل .
- أوه ، إنها تسليني جداً ، أخبرني هل لديك جهاز إرسال لاسكلي في إذنك
أو كاميرا دقيقة مركبة في الساعة ؟
- هذا ذكاء منك أن تخمني هذا ، ثم رفع معصمه ليريها ساعته ( الرولكس)
وقال وهو يطرق بإصبعه بلطف على زجاجها :
- إذا رأيتني أفعل هكذا فهذا يعني أنني أرسل إشارة لتفجير قنبلة غاز أعصاب !
ولدي ألاعيب أخرى أيضاً ، ولكني لن أفصح عنها .
- كان من الواجب عليك أن تستخدم غاز الأعصاب الليلة الماضية .
أفلتت منها الجملة رغماً عنها ولعنت لسانها الذي أفلت منها .
قال (راينر) ببرود :
- أفضل أن تكون المرأة ملتهبة العاطفة وليست بلا شعور .
- على المرأة أن تكون بلا شعور حتى تستسلم لك .
- كل بمزاجه .
- هذا أصدق ما قلته يا ( راينر) وعليك أن تتذكر هذا جيداً .
جز على فكيه ، وسرها أن هجومها جاء في محله وإن كانت في قرارة نفسها
أحست بمدى حذلفة ملاحظتها ، في هذا العصر وهذه الأيام من المهم أن تصدم نفسك
أكثر من أن تعتمد على وضعك الأجتماعي .
وبحق السماء لقد كان جداها لوالدتها فلاحين ولوالدها بقالين ،
حذرها (راينر) قائلاً :
- لديك زائر .
ثم نظر وراء كتفيها بينما استدارت برأسها لترى (ليلا) تقترب فقالت:
- لست أنا المقصودة وإنما أنت الذي من أجله جاءت لتراه .
- إذن فهي تضيع وقتها .
- هذا ما أوضحته أمس ، أما اليوم فمختلف . والعديد من الرجال لا يستطيعون أن يقاوموا
الهجوم المباشر لـ (ليلا).
- وحتى لو كان هجوماً شاملاً فلن تستطيع إغوائي .
ورغم أنها سرت لرده إلا أن (شِارلوت) كانت متشككه في حقيقته.
- ستستمر في الهجوم عليك .
- أفترض أنه لا بد أن لها ميزة ما دامت صديقة لك.
أجابت (شارلوت) :
-إنها ليست صديقتي ، لدينا العديد من الأصدقاء المشتركين
وكثيراً ما نلتقي لقاء عابر .
أخذت تراقب (ليلا) وهي تقترب ، كان جمالها الصارخ الذي برز أمس بطريقة
دعائية عن طريق ثوبها القصير أصبح أكثر ظهوراً في ضوء النهار.
كانت ترتدي قطعتين من القماش الأبيض تغطيان -فقط- صدرها واستدارة عظمة الحوض.
وعندما توقفت عند (راينر) احتكت به بإهمال ضغطت صدرها في ذراعه
ولكنه لم يوضح لا بالكلمة ولا بالحرمة أنه أحس بذلك.
ابتسمت وهي تحملق في الرجل والمرأة وقالت :
- هاي !أتعشم ألا أكون قد قطعت شيئاً .
- نعم ، كما هي عادتك .
عبست (شارلوت) ما جعل عينيها تتحولان إلى الأخضر الغامق كذبت عندما
قالت :
- كان (راينر) يستعرض أراءه عن الجنس وعن الفتاة غير المتزوجة .
ارتفع حاجبا (ليلا) عاليين :
- حقاً ! وما تلك الأراء ؟
قالت (شارلوت) متعمدة .
- كلها أراء عتيقه حقاً !
ولكن التهكم غاب عن (ليلا) .
- ربما أستطيع تغييرها .
سلطت عليه كل سحر عينيها .
- أستطيع أن أكون ملحة للغاية ومغرية .
تكلم (راينر) لأول مرة :
- أنا متأكد من أنك تستطيعين ذلك يا آنسة (بيرجدورف) صححت قوله بشبه
ابتسامة : ..ليلا من فضلك ولكني لا أعرف أسمك الأول .
و (راينر) أسم رسمي جداً .
قال متعمداً :
- ليس بالنسبة للآنسة (بوفيل) .
- ولكني لست الآنسة (بوفيل) إذن ماهو ؟
قالت هذا ثم لمست صدره القوي بأصابعها المطلية باللون البنفسجي .
- مارك الكسندر .
هم ! جميل .
قالت (شارلوت) :
- لنأمل ألا يفعل مثل الإكسندر لقد أنتهى نهاية مفجعه .
وفي مثل عمر (مارك) .
- ولكنه ترك علامة ..هل ستفعل ؟
قالت ذلك (ليلا) بنعومة بينما عيناها تكلمه عن أفكارها الأخرى .
- سأحاول أن أقدم خدمات ممتازة يا آنسة (بيرجدورف) ..
حملقت في حوض السباحة وقالت :
- أراهن أنك ستفعل . هل أنت سباح ماهر؟
- ليس لي أن أقول هذا يا آنسة .
- تدخلت (شارلوت) في الحديث :
- (راينر) يتفوق في كل الرياضات.
ابتسمت (ليلا):
- يا لحسن الحظ .
- كفي عن التلميحات يا (ليلا) .
تساءلت الفتاة :
- هل أنا أسبب حرجاً لك يا (راينر) ؟
- لا يا آنسة . لقد تعودت على التعامل مع كل الأنواع الغريبة من المواقف .
ساد الصمت فترة وجيزة قبل أن تضحك (ليلا) .
- دعنا نأخذ حمام سباحة يا (مارك) سأسابقك.
- علي أن أنظف السيارة يا آنسة ( بيرجدورف) .
- أنا متأكد أن النظافة يمكن أن تنتظر وأعتقد أننا اتفقنا على أن تناديني
(ليلا) صحح قولها بأدب :
- أنت اتفقت ومسألة أن أوافق أم لا .
يرجع للأنسة (بوفيل) سخرت منه (ليلا) قائلة :
- لا شك أنك لن تمانعي يا (شيرلي) .
شعرت (شارلوت ) بالضيق لأن (راينر) وضعها في موقف محرج فهزت كتفيها :
- أنا لا أملك سائقي .. أنا فقط أوظفه .
استلقت على ظهرها وأغمضت عينيها في إنتظار (مارك) كم من السهل
التفكير فيه بهذه الطريقة : تكرار الهروب بدعوى أن عليه أن ينظف السيارة.
بدلاً من ذلك سمعت صوت الماء ففتحت عينيها ورفعت رأسها فرأت الجسدين
يسبحان في الماء إلا أن عينيها تركزت على جسد واحد .
الجسد القوي للرجل ، لا غرابة إذن أن تطاردة (ليلا) .
بالنسبة للمال لدى (ليلا) الكثير منه .
لديه كل شيء يمكن للفتاة أن تشتهيه : النظرات والذكاء وعدم الأهتمام الذي يزيد من الأنجذاب الحسي .
الكل يدرك بسهولة التحكم البارد الذي يتحكمه في نفسه وتشك أن هناك
امرأة واحدة لا ترغب في إذابة هذا الثلج وأن تكتشف الرجل البدائي العاطفي
تحت هذا الثلج كما فعلت هي أمس . نادت (ليلا) :
- حقاً إنك تخسرين الكثير فالحرارة ممتازة .
قالت في نفسها (إن الحرارة أكثر من حرارتي ، فهي ترتفع كل مرة
كلما اقترب مني (راينر) ردت عليها :
- لا أشعر بالنشاط الكافي للسباحة ، وأعتقد أنني سأتناول القهوة .
هل تودين قدحاً ؟
- نعم يا عزيزتي ، وبعض الفاكهة أيضاً لم أتناول فطوري وأنا جوعانة قالت (شارلوت) :
- هل تريد شيئاً يا (راينر) ؟
- عصير الأناناس من فضلك .
التقطت (شارلوت ) التيلفون الداخلي وأصدرت أوامرها بإحضار المطلوب .
وهي مستمرة في مراقبة (راينر) بركن عينيها وهو يخرج من الحمام .
وقف على الحافة وجلده البني يلمع وشعره يكاد يصبح أسود وهو مبتل
ثم مد يده لمساعدة (ليلا) على الصعود .
وهي في الحقيقة ليست في حاجه إليها .
كان الجسدان قد اصطبغا باللون البرونزي الرائع .
وكأنهما صبغا في برميل واحد . وتساءلت (شارلوت)
هل هو محصن ضد سحر (ليلا) كما يدعي ، أم لا ؟
جلست الفتاة على مسند بجواره ثم مدت يدها إلى حقيبتها واستخرجت
زجاجه زيت الشمس وقالت له :
- كن ملاكاً وادهن بعض الزيت على جسدي .
قالت ذلك وهي تمد زجاجة الزيت إلى ( مارك ) وأضافت !
منتديات ليلاس


إنني أعاني شداً عضلياً ، تدخلت (شارلوت) في الحديث بلطف :
- وهل استطعت أن تعومي ؟
- غريب أليس كذلك ؟
لم تقع (ليلا) في الفخ واستدارت (شارلوت) متظاهرة بالبحث عن قطعة قماش
وفي الحقيقة كانت تكره رؤية يدي (مارك) على جسد (ليلا) .
سأل (مارك) (ليلا) :
- هل تعلمين يا آنسة (بيرج) ؟
كان يحاول الدردشة ، بينما أخذت هي تمص شريحة ليمون.
- أتعني مثل (شارلي) ؟
رأت (ليلا) (مارك) وهو يرفع حاجبيه .
- ألا تعلم أنها رئيسة مؤسسة (بوفيل) ؟
- ليس لدي أية فكرة .
واجهت (ليلا) (شارلوت) :
- لماذا السرية يا عزيزتي ؟
- ليس هذا بالأمر السري ولكن لم تسنح فرصة الحديث عنه .
- يالك من متوضعة للغاية .
مسحت (ليلا) بأصابعها في الملاءة ثم أعطت انتباهها لـ(مارك) .
- إن الأنسة (بوفيل) تسافر إلى أبعد الأماكن وأفقرها للتفتيش عن طريقة
أستخدام أموالها ، وهي تشبة إلى حدما أميرتك ( آن) أعترضت (شارلوت) :
- لا تبالغي .
- أنا لا أبالغ فأنت تعلمين عملاً جاداً .
- كلام فارغ .. إنني أحصل على معاملة خاصة أينما ذهبت ..
وبالتالي لا أشعر بالتعب .
- معاملةخاصة في الصحراء والغابات ؟
لماذا يا عزيزتي ؟ إنني أشك حتى في أنهم يساعدونك .
إنك تقومين بعمل كبير ويجب أن تحصلي على شهادة بذلك .
- لا أريد أية شهادة أو دعاية . وعلى أية حال كيف تأتي لك أن تسمعي بذلك ؟
- من أحد رجال الأمن الذي صاحبك في رحلة العام الماضي .
لقد باح بذلك في لحظة راحة .
كانت تعرف شغف (ليلا) بالرجال الأشداء وليس هناك صعوبة في معرفة ما الذي كان يرتاح منه .
أضافت (ليلا) :
- أسفة لأنني تحدثت في الأمر وكنت أظن أن (مارك) كان يعرف بالفعل لأنه يعمل عندك.
سأل (مارك راينر) عندما اختفت (ليلا) كي تضع البودرة على أنفها
بعد لحظات .
- هل هناك أي سبب دعاك لعدم ذكر الأمر يا آنسة (بوفيل) ؟
لماذا تنكرين أنك تعيشين حياة شاقة ؟
أجابت بصدق :
- لأن الحديث عن أغمالي يقلل من قيمتها .
- فهمت .
أوضحت نبرة صوته أنه فهم بالفعل وأنه فهم أيضاً من أشياء
أخرى لم تفعلها .
كان من المستحيل معرفة وظيفته وهو بلباس السباحة وعندما ارتدى ملابسه
أصبح سائقاً بكل المعاني ويمكن أن يكون طبيباً أو جندياً حسب
مايرتديه أو حسب الدور الذي يطلب منه أن يؤديه .
فقط عند خلع ملابس العمل يستطيع المرء أن يرى (مارك راينر) .
الحقيقي : كان رجلاً طويلاً له وجه نحيف متماسك لا يعبر عنه أيه أفكار.
كان وحيداً يهب حياته من أجل المال . كي ينقذ حياة الأخرين .
شاهدته دون توقع يرقد كالميت عند أقدامها على الأرض .
صدمها القلق عليه كم ستكون خسارة جسيمة لو كان قد مات.
رمشت بعينيها بسرعة ثم تخيلته منحنياً عليها . وقد بذل حياته في محاولة إنقاذها .
- هل تشعرين بالمرض ؟ إنك تبدين شاحبة .

إنني بخير ، إنني ..
تخيلت أنها تهمس في أذنه .
صاحت (ليلا) وهي تجري للخلف وق ارتدت سترة فضفاضة
من القطن أظهرت ساقيها ، ووجهت أنظارها نحو (مارك) .
- هل يريد أحد أن يلعب التنس ؟
التقت عيناه بعيني (شارلوت) عبر رأس (ليلا) وقال :
- هل ستلعبين يا آنسة (بوفيل) .
- وأحرمك من مبادراتك ؟ لا (راينر) . إنني سعيدة ببالبقاء مكاني .
قطعت ضربات كرة التنس حبل السكون وأخذت ضحكات (ليلا)
ترن من وقت لأخر .
تناولت (شارلوت) الراديو وفتحته ورفضت أن تعترف أنها تحاول
التغطية على الأصوات ولا أن تعترف أنها تزعجها .





نهاية الفصل السادس ..


الساعة الآن 01:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية