ظل مزاج كريستين اسبوعا او اكثر كريها وقد تحملت ايف لذعاته بصمت .. ولكن ، لم يكن هناك من يشهد على تهجماتها الوحشية الغيورة ، فليست كريستين بغبية لتخاطر بان تدينها العائلة .. واستمرت الانتقادات المريرة سرا .. احيانا بوجود آنيتا واحيانا عندما يكونان على انفراد 0
وهما الان على انفراد فى غرفة آنيتا الجديدة ابدت كريستين مجددا استياءها وقالت ساخرة : هل تعتقدين اننى قد اسمح لها بالرسم ؟
-قد تدهشك ، فهى مرتبة 0غطت هينيها وكان منظر الجدران الاصفر يصيبها بالغثيان 0
-يا الله ! .. ما هذه الالوان !
-لقد اختارتها بنفسها 0
-وتركتها تختارها ! وماذا عنى ؟ الا علاقة لى ؟
-اهلا بك للمساعدة 0
-امر مضحك !
بدت كريستين يائسة تريد الصياح والصراخ على احد ، ولاول مرة استطاعت ايف رؤية التشابة بين الام وابنتها . قالت بهدوء ولطف : ارجوك صدقينى .. انا احاول تقديم المساعدة فقط 0
-نعم انت تساعدين انما تساعدين نفسك فقط .. تجعلين من وجودك ضرورة لا غنى عنها . ومن يعلم .. ربما فى نيتك القيام بلعبة على غارث 0
منتديات ليلاس
ردت ايف بخفة : لن يكون لى فرصة لهذا 0
-لا .. لن يكون لك فرصة .. شقراء صغيرة حمقاء لا يمكنها اسعاد غارث 0
-وهل انت قادرة على اسعاده ؟
انتفضت كريستين وكانها تلقت صفعة : ايتها الساقطة 0
-لا لست بلهاء ، اعرف ان النساء يقعن بسهولة فى هوى غارث . لا الومك على هذا .. بل الواقع اننى اتفهمك واتاسف على وضعك ولكنك اخترت ما قد يكون زواجا موفقا ان اردت ذلك . العم دايفد رجل رائع 0
-اكرهه !
-تزوجته لاجل ماله ؟
-اعتقدت ان ماله سيعطينى ما اريد .. فقد كان والداى خادمين عجوزين فقيرين 0
-اما زالا على قيد الحياة ؟
-لم اسمح للعائلة بمقابلتهما .. فقلت لدايفد انهما متوفيان 0
-آه !
-اهذا عمل شنيع ؟ لو شاهدت امى لما تصورتها تتناول الشاى مع الجدة 0
-ولماذا ؟
-لا تكونى سخيفة .. الجدة قادرة على معرفة المزيف فى اى انسان 0
-هذا ان طلب اليها ذلك 0

-امى كيس ثقيل عجوز .. كرهتها فى طفولتى . كانت رثة الملابس ، فيما الامهات الاخريات رائعات المظهر انيقات الثياب . اما جمالى فقد ورثته عن ابى .. والله وحده يعرف ماذا راى فى امى 0
-لاشك فى انه يرى فيها شيئا .. والا لما دام زواجهما 0
تاملت كريستين البساط تحت قدميها : من يدرى ما الذى يديم العلاقات بين الناس ! لهذا السبب تثير آنيتا حفيظتى .. انها تشبه امى كثيرا 0
-لكنها تشبهك ايضا 0
وقفت كريستين : مستحيل .. على فكرة .. هل سمعت الخبر ؟ العزيزة فيكى آتية مع عالم النبات 0
-ستان بارنبى ؟
هزت كريستين راسها : انها تحس بالراحة مع الرجال : تركب الخيل ، تطلق النار وتقود الطائرات وتطلق العنان لجوادها فى ادغال الشوك .. هى الان بدون شك يائسة لانها رغم ما تقوم به فى رمى نفسها على غارث عاجزة عن دفعه الى طلب يدها 0
-ربما تتمكن من هذا فى هذه الرحلة 0
قالت وكانها تشهق بالبكاء : لو كنت حرة لما تمكنت 0
وخرجت من الغرفة 0
فى الصباح التالى حطت فيكتوريا بطائرة والدها مع عالم النبات المشهور . كانت ماهرة فى الطيران وفى كل شئ ، ولكن غارث وحده من يحولها الى ضعيفة . عندما راتهما معا رق لها قلب ايف الرقيق . فمشاعر فيكتوريا ظاهرة ، واضحة بشكل يثير الشفقة : وجهها متورد ، فمها المكتنز مرتعش وعيناها لامعتان بتصورات داخلية ، ترى فيها نفسها مع غارث .. ستدهش عظيم الدهشة لو فشل كل شئ لان غارث لا يحتاج الى امرأة ، على الاقل ليس بهذه الطريقة ، فهو مكتف ذاتيا وسينتهى المطاف بفيكتوريا بان تحطم قلبها .. فمن ستخلف الجدة ستكون امرأة مختلفة كل الاختلاف عن فيكى 0
همس ستان بارنبى فى اذن ايف 0
منتديات ليلاس
-ما الذى يشغل تفكيرك الى هذا الحد ؟
كان رجلا طويلا غير معقد ، فى اواخر الاربعين .. بدت عيناه الزرقاوان شاخصتين الى غارث وفيكى 0
سالها ستان : هل سيتفقان فى النهاية على الزواج ؟
-لا ادرى .. كيف كانت الرحلة ؟
-رائعة .. ما اكفاها من امرأة ! انها جميلة وقديرة ولكننى اشعر بان غارث منيع امام سحرها 0
تابعت ايف سيرها .. فيكتوريا لم تهتم حتى الان بوجودها ..وهذا ما يقلقها كثيرا . فيكى تلعب الان دور العروس العتيدة التى ينوى غارث الارتباط بها 0

بدت فيكتوريا وقت العشاء جميلة خلابة . وبدت كريستين خطيرة جدا .. اما ستان بدا مهتما بالجميع ، انها زيارته الرابعة او الخامسة الى المزرعة .. ويا لها من مكان رائع ! بدا الجو فى المنزل هادئا مسالما فالسيدة ماسترز العجوز منتصبة بشكل رائع ، والصغيرات الا ايف ، كن فاتنات بشكل مؤثر .. وبعد مراقبتها وجد ستان انها اقرب انسان من بين البشر الى الزهرة ، فهى فاتنة فى براءتها . كان يكن لغارث الاحترام والاعجاب .. فارباب الماشية يفيضون قوة وسلطة ولكنهم ليسوا جميعا بارعين ومثقفين او كرماء بمالهم ووقتهم 0
اقترحت فيكتوريا ان يلقوا نظرة على احتفال تقليدى راقص يقيمه عمال المزرعة قرب البحيرة . السكان الاصليون راقصون ماهرون 0
سرت الكلمة كالنار فى الهشيم بان الرئيس وضيوفه سيكونون من المتفرجين ، وحالما وصلوا الى البحيرة حتى تعالى هتاف الترحيب 0
نظر ستان الى جمال الموقع الغريب : آه ! يا للروعة !
ابتسمت ايف له : انه يضاعف نبضات قلبك 0
-بالفعل 0
دنا رجل مهيب من غارث فمال ستان براسه الى الصغيرة ايف وقال لها : انه رجل مذهل 0
سمت ايف الرجل : ايزاى العجوز 0
-لا .. بل غارث .. انه رجل غير عادى 0
-لا ...
بدا غارث تحت ضوء النار مؤهلا ليكون ملكا على هؤلاء الناس .. والسبب الهالة التى تحيط به والقوة والسمو .. امن الغريب ان تقع كريستين بجنون فى حب من له هذه الصفات ؟ راحت ايف من فوق السنة اللهب البرتقالية الذهبية تمعن النظر بالمرأتين اللتين تحومان حول غارث الطويل القامة كخادمتين مطيعتين : فيكتوريا المرتدية فستانا واسعا من الجيرسى الابيض سعيدة وكريستين المرتدية ثوبا احمر بائسة 0
منتديات ليلاس
ربت ستان على ذراعها فانتفضت : هل ضايقتك ونحن فى السيارة ؟
-لا ابدا .. اظننا سنستمتع الليلة ، هذا هو ايزاك ، الراقص الرئيسى ، يرتدى ثيابا خيالية ...
كان غارث يضحك على ما قالته فيكتوريا وهو يفرش بساطا جاء به لحماية ثياب النساء الرقيقة . بعدما وضع البساط لكريستين وفيكى دنا من ايف الواقفة برفقة ستان ، وقال بلهجة آمرة : هذا البساط لك يا وجه الزهرة 0
واعطاها بساطا صوفيا ملونا ، فسالته : هنا ؟
-بل ابعديه قليلا 0
ونظر اليها نظره حادة ، ايظن انها تخطط لشئ مع ستان ؟ لكن لا .. صحيح ان ستان اعزب الا انه ينتمى الى جيل اخر 0
اخيرا جلس الجميع ، وبدا الاستعراض 0
همست ايف لستان : اليست رائحة الخشب المحترق لذيذة ؟