منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   74 - السرّّ الدفِين ـ ماري ويبرلي ـ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t135344.html)

dede77 13-02-10 09:54 PM

لقد انتهت الرحلة تقريبا الى الفشل الذريع . وحيدة ؟ صحيح ان لديها العديد من الاصدقاء من الجنسين , لكن هؤلاء كلهم لا يحلون المشكلة . فهى سئمت من الاستقلالية المطلقة وباتت بحاجة الى من تعتمد عليه . خيمت الوحدة على عينيها ووجهها وهى تحدق فى الظلام اللامتناهى . وفى هذه الاثناء بدات نجوم متفرقة تلمع فى السماء الصافية وقد ازدادت برودة الهواء . لم تشعر فانيسا , مرة فى حياتها ، بالوحدة والضياع كما تشعر الان . داهمتها موجة مفاجئة من البكاء والياس فدفنت وجهها بين راحتيها واخذت تنتحب بصمت 0
كانت على هذه الحال عندما عثر عليها كال بعد عدة دقائق . لم تره فى بادىء الامر , بل لم تر شيئا لان عينيها كانتا غائبتين خلف راحتيها المتماسكتين . وعندما شاهدته , رات على وجهه تعابير جدها نفسها عندما عثر عليها وهى تنتحب فى غرفتها . تهدلت كتفاها باعياء حتى بدت وكانها ستنهار تحت وطاة الهم والتعب , فى حين وقف كال غرين قبالتها براقبها بصمت واهتمام بدون ان يبدى وجهه اية تعابير اخرى , وكانه يرتدى قناعا 0
واخيرا تقدم منها ولمس كتفها بلطف : فانيسا ؟
نظرت اليه فزعة وقالت : ارحل عنى !
خرجت العبارة من فمها دون ادنى تفكير , انها لا تريده الان , بل لا تريد اى انسان فى هذه اللحظات . لكنه موجود الى جانبها سواء ارادت او لم ترد 0
- لن ارحل . لقد تاخر الوقت وخيم الظلام , وربما ضعت فى الحدائق !
تضيع ؟ يا له من تعبير طريف ! لو انه يعرف فقط كم هى ضائعة فعلا 0
- لا اريد الذهاب . انا اعرف طريق العودة وحدى . فدعنى على انفراد ارجوك 0
نظرت اليه مباشرة غير مبالية بما يمكن ان يلمحه فى وجهها . لا شئ يهم الان , فقط تريد ان ترحل بعيدا ... بعيدا0
- هيا بنا , فالبرودة اصبحت قاسية وقد بدات ترتجفين 0
كانت ترتجف بالفعل مع انها لم تحس بذلك . مررت راحتيها على ذراعيها فشعرت بقشعريرة البرد , وبينما هى كذلك سمعت حفيف قطعة ثياب . ثم شعرت بدفء سترته السميكة على كتفيها . مدت يدها تلامس السترة الجلدية وهى تقول : لكنك0
- اجل . ويمكن ان اظل الليل كله فى هذا المكان مرتديا قميصى فقط . فهلا اتيتى معي ؟
وجدت فانيسا نفسها واقفة على قدميها بدون ان تدرى ما اذا كان قد ساعدها على النهوض ام انها استطاعت ذلك بمفردها . سارا باتجاه البيت وقد عاد الدفء يسرى فى جسدها وقد شدت السترة بيديها الاثنين 0
قالت بعد لحظات من الصمت الثقيل : شكرا لك لانك اعرتنى السترة 0
نظرت اليه وهو يسير الى جانبها فى حين ظهر قميصه الابيض واضحا فى ذلك الظلام الحالك : لكن هل انت متاكد...؟
قاطعها قائلا : انا لا اتاثر بالبرد 0
ومد يده ملامسا يدها واضاف: هل تشعرين ؟

dede77 13-02-10 09:56 PM

كانت يده دافئة . لم تستمر اللمسة الا لحظات قليلة , لكن فانيسا ظلت تحس بدفئها حتى بعد ان سحب يده ... ثم انتقل هذا الدفء بسرعة بحيث شعرت ان جسمها كله يشتعل0
وقالت بسرعة فى محاولة لاخفاء اضطرابها : لم اعتقد انك ستعود باكرا 0
- كلا . نحن اجمالا لا نعود باكرا . لكن السيدة ماكرى لم تكن على ما يرام لذلك….
ثم توقف . وفكرت فانيسا بسرعة :من الاكيد ان هيثر لم تكن مسرورة لذلك 0
- لم يكن النور مضاء فى غرفتك , وقد ابلغتنا السيدة بانكس انها سمعتك تغادرين البيت منذ مدة طويلة 0
هل صحيح انها امضت زمنا طويلا فى الخارج ؟ لقد بدا لها الوقت مجرد لحظات فقط..
-لذلك فكرت ان القى نظرة لارى ما اذا كنت قد ذهبت بسيارتك , ولما وجدت السيارة فى مكانها تاكدت من انك فى نزهة ليلية ... وهكذا وجدتك 0
لم يكن هذا هو كال الذى تعرفه . شئ ما غير عادى موجود فى تصرفاته , لكن فانيسا لم تستطع ان تحدد باى شكل هو مختلف . لقد احست بالتغيير , وظلت حائرة حتى اوت الى فراشها فبدات تعيد رسم الصورة بوضوح 0
بعد ساعة كانت تجلس فى فراشها تتناول فنجانا من الشوكولاتة الساخنة , استعادت رحلة العودة مع كال من البحيرة , وفكرت فيها بهدوء وروية . لم تكن قادرة ان تفعل ذلك عند وصولها لان جدها كان بانتظارها قلقا ، وفور رؤيتها قال : ها انت قد رجعت . هيا ادخلى يا عزيزتى ... هيا ادخلى.. واحتضنها بين ذراعيه وادخلها الى الصالة . ولسوء حظ فانيسا زاد التصرف الابوى من حدة افكارها المتناقضة فيما يتعلق بالموقف من جدها كما هو فى الواقع وكما رسمه لها والدها من قبل 0
تمكنت من الانسحاب بعد قليل مدعية بانها متعبة , وطلبت منهما الاذن بالانصراف , فاذنا لها . لكن تعابير كال ظلت مسيطرة عليها حتى وهى مستلقية فى فراشها الان تشرب فنجان الشوكولاتة اللذيذة التى اعدتها السيدة بانكس 0
انها تدرك مغزى التغيير الذى حصل , لقد كان يتصرف بطريقة مختلفة تماما , بل انه ينظر اليها باسلوب مختلف عن تلك الطريقة الباردة التى كانت تشعرها بعدم الارتياح . كان كمن اكتشف شيئا جديدا . لكن ما هو هذا الاكتشاف ؟ وظل السؤال يحير فانيسا لفترة من الوقت . ثم جاءها الجواب ومعه الشعور بالانزعاج : لا شك انه عرف من هى فى الواقع ! وضعت الفنجان من يدها خوفا من ان تسكبه على نفسها بفعل الاضطراب . آه يا ربى نطقت هذه العبارة بصوت عال رغما عنها . انه يعرف . لم تكن تعلم كيفية اكتشافه للحقيقة , لكنها متاكدة من الامر . ولهذا السبب عليها ان ترحل فى اسرع فرصة , عليها ان تغادر دينستون هاوس الى الابد 0

انتهى الفصل السابع 0
هانت باقى فصل اوعدكم اخلصه بسرعة

الجبل الاخضر 14-02-10 01:09 AM

روعه وننتظررررررررررررر الباقي

dede77 14-02-10 10:48 PM

8 - جاء زمن الحب !
استعادت فانيسا هدوءها فى صباح اليوم التالى , وتوجهت لتناول فطورها وهى على اتم الاستعداد لكل الاحتمالات . لو اراد كال ان يثير موضوع شخصيتها مجددا لكان فعل ذلك مساء امس عندما كانت ضعيفة ومنهارة وقابلة للهزيمة . لكنه لم يفعل . هل يعنى ذلك انه يخبئ المعركة الى وقت لاحق ؟ لم تجد فانيسا جوابا , الشئ الاكيد انها يجب ان ترحل بسرعة . لذلك ستغادر دينستون هاوس غدا السبت , بعد ان تضع الرسالة بشكل تستطيع السيدة بانكس ان تعثر عليها فورا 0
وخلال النهار , راقبت فانيسا لورى وهو يعمل فى المكتبة فهى تريد ان تتاكد من انه قادر على اتمام العمل على الوجه الاكمل قبل مغادرتها . لن تخبره بموعد رحيلها , لكن وداع الغداء هذا سيكون الوداع الاخير دون ان يدرى . كان مرحا كعادته واكثر , وكانه اراد ان يبعد عن فكره حقيقة كونها راحلة . وعند الساعة الحادية عشرة تناولا القهوة معا . وقد كان من الواضح ان لورى يتمتع بعمله , اذ انه مضى فى حديث لا ينتهى عن الكتب ومحتوياتها وسجلاتها . ارتاحت فانيسا لهذا الجو , لانها لن تضيف عقدة ذنب جديدة بسبب المكتبة الى العقد العديدة التى تشعر بها حاليا 0
عند الساعة الواحدة نظر الى ساعته وانتصب واقفا وهو يقول : حسنا ساذهب الان , فعلى انجاز بعض الاعمال فى الحديقة . اننى احب هذه الحياة :المكتبة... وانت عند الصباح , والحدائق بعد الظهر0
ابتسمت فانيسا:انا مسرورة لذلك . فقط استغرب كيف انك لم تكتشف قدرتك فى هذا العمل قبل الان وتتقدم له ... فانت قادر عليه افضل منى0
هز راسه قائلا : مستحيل . فما كنت لاقبل العمل فى المكتبة اساسا لو لم التقِ بك فى الممر ذلك اليوم 0
ابتسمت: شكرا لك يا لورى ، وداعا 0
وكانت تريد ان تضيف شاكرة اياه على المساعدة التى قدمها , لكنها خشيت ان يشك فيها . لذلك اكتفت بالصمت وراقبته وهو يتجه نحو الباب 0
قال : ساراك اذن يوم الاثنين ...
واغلق الباب قبل ان تهمس:لا ... لن ترانى بعد اليوم 0
انتظرت فى المكتبة للحظات كى تتاكد من مغادرته البيت , ثم خرجت بدورها 0
كان كال بمفرده فى غرفة الطعام , فاخذت فانيسا نفسا عميقا واتجهت الى مقعدها : ارجوك . لا تزعج نفسك بالوقوف 0
نطقت بهذه العبارة عندما حاول الوقوف ليرحب بها . جلست وهى تنظر اليه ببرود , اذ ان شيئا ما تغير فى علاقتهما بعد احداث الليلة الماضية قرب البحيرة . كانت تتوقع ان تشعر بالخوف من الحقائق التى يعرفها . ولكن لاستغرابها الشديد لم تخف , ولم تعرف السبب فى ذلك . فكرت وهى تتناول الحساء : لعل السبب يكمن فى انها ستغادر المكان قريبا ولن تراه بعد ذلك ابدا . وقفت يدها بملعقة الحساء قريبا من فمها . لن تراه ابدا ... ابدا ! ثم نظرت الى اعلى وتساءلت بصمت : هذا اغرب وقت ممكن ان يكتشف الانسان انه يحب الشخص الذى اعتقد انه يكرهه 0

dede77 14-02-10 10:51 PM

اعادت الملعقة الى طبق الحساء , فنظر كال اليها قائلا : ما الامر؟ هل الحساء سئ؟
- كلا , كلا .. فقط….
كم سيبدو الامر مضحكا اذا ابلغته الحقيقة وقالت لقد ادركت لتوى اننى لا اكرهك ابدا , بل اعتقد اننى احبك كثيرا .وتخيلت الضحكة المجلجلة التى سيطلقها عند سماعه كلامها .. لذلك قالت :لا اريد هذا الحساء !
اما هو فقد رفع حاجبيه استغرابا0
- لكنك منذ مدة لا تاكلين اى شئ . هل انت مريضة ؟
- لا .. لست مريضة 0
واضافت لنفسها بابتهال: ارجوك دعنى لوحدى ... ارجوك دعنى لوحدى الان فقط عرفت سر حفظها لتفاصيل وجهه الكاملة منذ اللحظة الاولى التى طالب فيها بمعرفة اسمها . لم يعد فى اليد حيلة , عليها ان تعيد النظر الى ذلك الوجه ذى الملامح الداكنة , الملئ الان بالقلق . كال قلق ؟ من الصعب ان تصدق , لذلك قررت مغادرة الغرفة 0
وقفت فجاة:اريد ان اعود الى غرفتى , ارجوك ان تعذرنى وتبلغ السيد ماكلين….
وكادت ان تقول جدى دون وعى : بلغه اننى متعبة قليلا 0
وخطت باتجاه الباب بدون ان يحاول كال ايقافها او حتى النطق بكلمة واحدة. وشكرت فانيسا ربها لان كال لم يحاول منعها , فلو فعل لكانت انفجرت باكية 0
انتظرت حتى سمعت جدها يدخل الى غرفة الطعام , فتسللت من غرفتها وغادرت البيت . سارت بدون هدف , فقط تريد الابتعاد عن المنزل لفترة قصيرة . اسرعت الى موقف السيارات فوجدت الباب مفتوحا وسيارتها تنتظر 0
عبثت اصابعها فى حقيبة يدها حتى عثرت على مفاتيح السيارة , ثم عبرت بسرعة الى الموقف , لم يدر محرك السيارة فى بادئ الامر، الا انه زمجر اخيرا بعد محاولات عدة . انها بحاجة الى نزهة قصيرة تعيد الوضوح الى ذهنها والطمانينة الى نفسها , هى تعرف الى اين تقصد . فالطريق يمتد متعرجا بين التلال باتجاه ما كان فى الماضى قرية صغيرة منعزلة . اما الان فلم يعد هناك الا جدران شبه مهدمة صارت ماوى للقطعان عندما تهب الرياح العاصفة . صحيح ان المنطقة خالية جدا الا انها تبعث الطمانينة فى النفس 0
قادت سيارتها باتجاه الباب الرئيسى فاتقت بلورى الذى لوح لها بيده . ربما من الافضل ان تكتب له كلمة قصيرة , فهذا حق الصحبة عليها 0
سار الطريق متعرجا فى ذلك المساء البارد المنعش ، فانزلت فانيسا شباك سيارتها تاركة الهواء ينساب ناعما على وجهها وشعرها . حان وقت تامل الطبيعة لاختزان بعض جمالها للايام الاتية . ان قلة من الناس يقصدون هذه الناحية . الى اليسار منها تناثرت مستنقعات وبحيرات لا حصر لها , اما الى اليمين فقد كانت التلال موزعة بدون ترتيب . اعجبت فانيسا بعزلة هذه المنطقة عن العالم وتساءلت عن كيفية العيش بعيدا عن كل الناس , وسط الاشجار والنباتات والمياه والتلال التى تغطيها الثلوج فى معظم اشهر السنة 0


الساعة الآن 12:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية