لايمكن ان ترغب امه له هذه الاشياء التى وصفتها اكثر مما يرغب هو فيها لنفسه ، كما اقر ليو وهو يقود سيارته بعد ساعتين نحو فراميتون فى طريقه الى لندن . وكان قد ترك امه تنسق الورود بعد ان رفضت ان تصغى الى اى اقتراح منه بانها بامكانها ان تعود الى ايطاليا 0 وفى القرية كان الاغراء بان يتحول الى بيت جودي من القوة بحيث اخذ يتمسك بعجلة القيادة بكل قوة لكى يكبحه . لن تكون حياته الان سعيدة ابدا ، كما اخذ يفكر باكتئاب ، من دون جودي وحب جودي ، وحضورها وحرارتها 0 ***** جلست جودي امام شاشة الكمبيوتر تقرا بعناية رسالة الاستقالة التى امضت فى كتابتها ثلاث ساعات . وقد انهتها الان ، ولن يمنعها شئ من طباعتها وارسالها بالبريد 0 لكنها ، لامر ما ، لم تستطع ان تحمل نفسها على القيام بهذا العمل ... نهضت ثم اخذت تسير فى انحاء الغرفة ، وفجاة ، التقطت مفاتيحها وسارت نحو الباب 0 كان نهارا صيفيا رائعا ، وحدائق الاكواخ فى القسم الذى تسكن فيه من شارع القرية تفيض بالازهار ، مشكّلة مشهدا رائعا 0 عادة ، كان هذا المشهد يرفع معنوياتها ويجعلها تفكر كم هى محظوظة فى العيش هنا ، وان تكون بشخصيتها هذه ، شخصية امرأة ذات عمل تحبه ، واسرة تحبها ، وحياة تحبها 0 ولكنها ليست مع رجل تحبه ... الرجل الذى تحبه . وقريبا ، لن تكون مع العمل الذى تحبه ايضا ... مع ان المدرسة والعمل كانا يهمانها جدا ، الا انهما لا يقارنان بعنف حبها لليو 0 انشغالها بالتفكير لى ليو ، جعلها تسير دون وعى نحو المدرسة وكان امامها ، خارج الكنيسة ، مقعد خشبى مستطيل جلست عليه ، واخذت تنظر فى انحاء المكان الذى كان يعنى الكثير لها ، والذى طالما جاهدت لاجله 0 لم تكن من الغرور بحيث تعتقد ان ليس لمعلمة اخرى مثل قدرتها فى التعليم ، ان لم يكن اكثر . ولكن هل هناك معلمة اخرى تحب مدرستها بقدر حبها هى لمدرستها ؟ وهل ستحب امرأة اخرى ليو بقدر حبها هى له ؟ اغرورقت عيناها بالدموع ، وعندما اسرعت بفتح حقيبة يدها لتخرج منديلا لتمسحها به ، انتبهت الى امرأة جاءت وجلست على نهاية المقعد الذى تجلس عليه 0 -هل انت بخير ؟ لم استطع الا ان الاحظ انك تبكين 0 تملك جودي الحذر . ذلك ان ليس من عادة الانسان الانكليزى ان يعلق على حزن شخص غريب ، مهما كان شعوره بالعطف او الفضول بالغا 0 رفعت جودي راسها بكبرياء ثم التفتت الى المرأة : انا باحسن حال ، شكرا 0 لكن الذعر تملكها عندما انفجرت من عينيها دموع جديدة سالت على خديها واخذ صوتها يرتجف . ادركت انها ستنفجر بالبكاء فى اية لحظة الان كاى طفلة صغيرة 0 |
وقالت المرأة بحنان : لا ، انت لست كذلك . بل انت متكدرة جدا كما انك غاضبة منى لقولى هذا ، ولكن احيانا ثمة فائدة من الحديث الى الغرباء . رايتك تنظرين الى المدرسة .... -نعم ، انا ... انا اعلم فيها ... كنت كذلك ... اما الان ... وعضت شفتيها 0 -الان قررت ترك العمل . ربما وقعت فى الغرام فانت مضطرة الى الانتقال الى مكان اخر ، وانت تبكين لانك ستفتقدين هذا المكان الرائع الجمال 0 احست جودي ان هذه المرأة ليست انكليزية رغم انكليزيتها الممتازة . ربما هى زائرة ... امرأة مارة فى المتطقة ... امرأة لن تراها ، هى جودي ، ابدا بعد الان 0 وفجاة ، لسبب متعذر تفسيره ، اكتشفت جودي انها تحب ان تتحدث الى هذه المرأة لكى تخفف عن نفسها ولتبحث ، ان لم يكن عن تفسير لما يحدث لها ، فعلى الاقل عن التفهم من انسان اخر . شئ ما حدثها بان هذه المرأة متفهمة . رات ذلك فى دفء عينيها وتشجيع ابتسامتها 0 -انا احب ، لكنه حب غير متبادل ... الرجل الذى احبه لا يحبنى 0 فقالت المرأة بحزم : لا يحبك ؟ انه مجنون اذن . كل رجل لا يحب المرأة التى تحبه هو مجنون 0 وابتسمت لجودي مرة اخرى ، فادركت هذه ان المرأة اكبر سنا مما خيل اليها فى البداية . ربما فى اواخر الخمسينات من عمرها 0 -لماذا لا يحبك ؟ هل اخبرك بالسبب ؟ وجدت جودي نفسها تبدا فى الابتسام : تقريبا ، لقد المح الى .... -لكنكما عشيقان ، اليس كذلك ؟ شعرت بوجهها يحمر وهى تعترف : لا ، لم يصل الامر الى هذا الحد ، مع اننى حاولت اغواءه مرة عن غير قصد .... وسكتت وعادت تعض شفتها . هناك اشياء لم تستطع التلفظ بها ، ولكن لم يبد على جليستها مثل هذا العائق : اغويته ؟ كيف ذلك ؟ بدت متسلية اكثر منها مصدومة ، وعندما نظرت اليها جودي رات ضحكا فى عينى المرأة السوداوين : حسنا ، كنت ... فاجاته تقريبا . فقد رقدت فى سريره ، ولم يكن هو يعلم باننى هناك . وعندما استيقظت ورايته و .... وسكتت . وجدت متنفسا فى ما تفعله وذلك بافضاء ما يثقل صدرها الى امرأة اخرى . وابتدات تقول بصوت منخفض : كنت رايته قبل ذلك فى ردهة الفندق ، لم اكن اعرفه حينذاك ، ولكننى .... وسكتت ، فقالت المرأة : هل انجذبت اليه ؟ فاومات جودي موافقة بحماسة : حرك مشاعرى بشكل لم يفعله رجل اخر ... واعتقد اننى احببته من اول نظرة وقد يبدو هذا جنونا ، واظننى عندما استيقظت ووجدت نفسى معه فى السرير ... لابد ان جسدى تذكر شعورى السابق نحوه ، و ... لكنه ، حسنا ظننى فى البداية ... تركنى وقد ظننى مومسا تحاول اغواءه لتحصل على المال . ما كان لى ان ادخل الى غرفة رجل مهما كان السبب . لقد شعرت ببالغ الخزى ! |
فسالتها المرأة وهى تهز كتفيها : هل لوقوعك فى الحب ؟ ولماذا يتملكك الخزى من ذلك ؟ هذا شئ طبيعى جدا 0 -ربما ليس لوقوعى فى الحب ، ولكن لسوء تصرفى ... كيف لامرأة مثلى ان تقضى ليلة فى غرفة رجل ... هل سيصدقنى احد لو اخبرته بان سخريه القدر ادت الى ذلك ؟ وهزت راسها وغصت بريقها واخذت تغالب دموعها . لكن المرأة عادت تسالها : وهكذا جتمعت بالرجل الذى احببته . انت تقولين انه لايحبك . ولكن هل انت واثقة ؟ -تماما 0 -وها انت ذى هنا تبكين لانك لا تطيقين العيش بدونه 0 -نعم ، ايضا لاسباب اخرى 0 -اسباب اخرى ؟ فسحبت نفسا مرتجفا : بعد ... بعد ان ادرك اننى لست كما ظننى فى البداية ... حسنا ، عندما ادرك حقيقتى ، لمح الى انه يخشى من تاثيرى فيه وانه لا يريد ان يرانى ثانية 0 -لمح ؟ اتقصدين انه لم يقل ذلك بالحرف ؟ -نعم ولكننى فهمت ... انه يخاف ان استغله 0 وعضت شفتها وحولت نظراتها وقد عادت عيناها تغرورقان بالدموع : حدثت نفسى بان من المستحيل ان احب رجلا مثله ، رجلا يسئ الظن بى بهذا الشكل ... انا امرأة شريفة ولايمكن ان استغله ابدا ... ولكن الاغنياء يظنون ان كل شئ هو المال 0 وهزت راسها بينما سالتها المرأة : ربما انت مخطئة بشانه ... لقد قلت انه لمح ولم تقولى انه قال . لعل عقلك اوحى لك بذلك ... عقل المرأة يفكر بغرابة احيانا 0 -اؤكد لك اننى فهمته جيدا 0 -ربما انت مخطئة بحقه 0 -انه رجل شهم بطبيعته وهذا ما دفعه الى حمايتى . كان على ان اواجه تحقيقا رسميا لان هناك من رانى اغادر غرفته فى الفندق واشياء اخرى . وبصفتى مديرة المدرسة ، من المتوقع طبعا ان اكون ... هذا هو السبب الذى جعله يقول اننا مخطوبان . لاجل الاقاويل وليحمينى 0 ورفعت جودي يدها اليسرى حيث كانت ماسة ليو تتالق كدموعها المنهمرة 0 قالت لها المرأة : ولكن كيف يقدم اليك الحماية وهو لا يريدك فى حياته ... بماذا تفكرين ؟ فجذبت جودي نفسا عميقا : قررت ان انتقل من هنا وابدا حياة جديدة فى مكان اخر 0 -دون ان تخبرى حبيبك بذلك ؟ تساءلت جودي كيف يبدو كل هذا الاستنكار على المرأة بعد كل ما اخبرتها به : ولماذا اتحدث الى رجل لا يريدنى ؟ لم يكن لديها فكرة كم مكثت هنا تفضى الى هذه المرأة الغريبة ، لكنها شعرت الان بالانهاك والتعب فارادت العودة الى البيت لترتاح 0 وقفت وهى تقول للمرأة بابتسامة متعبة : شكرا لاصغائك الى 0 |
فسالتها المرأة وهى تهز كتفيها : هل لوقوعك فى الحب ؟ ولماذا يتملكك الخزى من ذلك ؟ هذا شئ طبيعى جدا 0 -ربما ليس لوقوعى فى الحب ، ولكن لسوء تصرفى ... كيف لامرأة مثلى ان تقضى ليلة فى غرفة رجل ... هل سيصدقنى احد لو اخبرته بان سخريه القدر ادت الى ذلك ؟ وهزت راسها وغصت بريقها واخذت تغالب دموعها . لكن المرأة عادت تسالها : وهكذا جتمعت بالرجل الذى احببته . انت تقولين انه لايحبك . ولكن هل انت واثقة ؟ -تماما 0 -وها انت ذى هنا تبكين لانك لا تطيقين العيش بدونه 0 -نعم ، ايضا لاسباب اخرى 0 -اسباب اخرى ؟ فسحبت نفسا مرتجفا : بعد ... بعد ان ادرك اننى لست كما ظننى فى البداية ... حسنا ، عندما ادرك حقيقتى ، لمح الى انه يخشى من تاثيرى فيه وانه لا يريد ان يرانى ثانية 0 -لمح ؟ اتقصدين انه لم يقل ذلك بالحرف ؟ -نعم ولكننى فهمت ... انه يخاف ان استغله 0 وعضت شفتها وحولت نظراتها وقد عادت عيناها تغرورقان بالدموع : حدثت نفسى بان من المستحيل ان احب رجلا مثله ، رجلا يسئ الظن بى بهذا الشكل ... انا امرأة شريفة ولايمكن ان استغله ابدا ... ولكن الاغنياء يظنون ان كل شئ هو المال 0 وهزت راسها بينما سالتها المرأة : ربما انت مخطئة بشانه ... لقد قلت انه لمح ولم تقولى انه قال . لعل عقلك اوحى لك بذلك ... عقل المرأة يفكر بغرابة احيانا 0 -اؤكد لك اننى فهمته جيدا 0 -ربما انت مخطئة بحقه 0 -انه رجل شهم بطبيعته وهذا ما دفعه الى حمايتى . كان على ان اواجه تحقيقا رسميا لان هناك من رانى اغادر غرفته فى الفندق واشياء اخرى . وبصفتى مديرة المدرسة ، من المتوقع طبعا ان اكون ... هذا هو السبب الذى جعله يقول اننا مخطوبان . لاجل الاقاويل وليحمينى 0 ورفعت جودي يدها اليسرى حيث كانت ماسة ليو تتالق كدموعها المنهمرة 0 قالت لها المرأة : ولكن كيف يقدم اليك الحماية وهو لا يريدك فى حياته ... بماذا تفكرين ؟ فجذبت جودي نفسا عميقا : قررت ان انتقل من هنا وابدا حياة جديدة فى مكان اخر 0 -دون ان تخبرى حبيبك بذلك ؟ تساءلت جودي كيف يبدو كل هذا الاستنكار على المرأة بعد كل ما اخبرتها به : ولماذا اتحدث الى رجل لا يريدنى ؟ لم يكن لديها فكرة كم مكثت هنا تفضى الى هذه المرأة الغريبة ، لكنها شعرت الان بالانهاك والتعب فارادت العودة الى البيت لترتاح 0 وقفت وهى تقول للمرأة بابتسامة متعبة : شكرا لاصغائك الى 0 واستدارت لتذهب لكن المرأة وقفت بدورها ، وادهشت جودي حين عانقتها بحرارة وبكل حنان : تشجعى ، كل شئ سيصبح على ما يرام . انا واثقة من ذلك 0 وعندما ابتسمت لها ، ساور جودى شعور غريب بان هناك شيئا فى المرأة هذه مالوف بشكل ما . لكن ذلك شئ سخيف طبعا ، فهى تعلم انها لم ترها قط من قبل 0 ***** انتهى الفصل التاسع |
10- رجل فى سريرها 0 -ليوناردو ، عليك ان تعود الى فراميتون حالا 0 فاعترض قائلا : ماما 0 -الان ، على الفور يا ليوناردو . وقبل ذلك هل لك من فضلك ان تفسر لى كيف ان المسكينة جودي تعتقد انك لا تريدها بحياتك ؟ -ماذا ؟ انا لا اريدها ... من اين جاءتها هذه الفكرة ؟ ... -هى قالت لى ذلك ... وهذا يؤلمها كثيرا فهى تظن انك تخشى ان تستغلك بسبب ثاثيرها فيك . انها حقا تظنك لا تحبها ، وهى تتالم لانها تظن نفسها تحب رجلا لا يحبها 0 -لا ادرى كيف يمكنها ان تعتقد ذلك . اننى ابدا ... فقاطعته : اعرف هذا طبعا ، ولكن يبدو ان جودي لا تعرف 0 -ماذا ؟ ... نعم ... طبعا ، ما الذى جعلها تفسر كلامى باننى ... -عليك ان تتحدث اليها هى يا ليوناردو وليس الى . والافضل ان تسرع . انها مصممة على مغادرة المنطقة ، وعند ذلك ... -انا قادم . اذا جرؤت على ان تقولى شيئا لها قبل وصولى ، فانت محرومة من رؤيتى عامين 0 وعندما وضعت الام السماعة ، كانت تبتسم بانتصار 0 ثم عادت ترفعها وتطلب رقم بيتها فى ايطاليا . وعندما اجاب زوجها ، والد ليو ، قالت تحييه : مرحبا ، ربما قريبا تصبح جدا 0 ***** منتديات ليلاس -آه ، هيا جودي . اكاد اموت جوعا واكره الذهاب الى المطعم وحدى 0 -لكننى متعبة يا نايجل 0 قالت تعترض حين اتصل بها فجاة ، يطلب منها الخروج معه للعشاء : ويمكنك حتما ان تخرج مع احدى صديقاتك 0 لكنه اذعنت فى النهاية ، واستطاعت ان لاتعترض حتى بعد ان اصعدها الى سيارته ، واكتشفت فجاة انه اسقط محفظة نقوده عند عتبة بابها ، فعاد ليحضرها 0 ولكن الان ، والساعة تقريبا ، كانت مرهقة تتثاءب ، ولم تستطع ان تلوم نايجل وهو ينظر اليها خلسة الى ساعته . لكنه عندما قال : حسنا ، فلنذهب ، وذلك بعد ان نظر الى ساعته للمرة الثانية ، طرفت بجفنيها 0 وسالته : الا تريد ان تنهى قهوتك ؟ -ماذا ؟ آه ، كلا ... فانا اراك متعبة 0 كان طوال المساء فى مزاج غريب ، كما رات جودي ، فهو متوتر ويتجنب النظر اليها مباشرة . لكنها كانت من التعب بحيث لم تساله عن السبب . وبدلا من ذلك ، سمحت له بان يخرجها من المطعم بسرعه الى سيارته . وعندما وصلا الى بيتها ، دعته الى الدخول لكنه هز راسه معتذرا 0 |
الساعة الآن 05:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية