منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206935.html)

Rehana 22-07-19 10:32 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل العاشر )
 
لقد أرادها منذ البداية , وكان حبه شهوانياً , ولكن لو انها تزوجت منه لكان من الممكن جداً ان تتحول شهوته تلك إلى حب عميق.
او ربما بقي سنوات يتمنى لو كانت لمرأة مختلفة , وذلك ما كانت هي تهرب منه , هذا إلى ادراكها مبلغ العمق الذي تملكها هو به , لقد ظنت ان حياتها ستعود كما كانت قبل ان تلقاه وانها , في خلال شهر واحد , ستتمالك نفسها وقدرتها على الاستمتاع باسرتها وحياتها كما كانت قبل ان يخترق هو ذلك الحاجز القائم بين المتفرجين وخشبة المسرح.منتديات ليلاس
ولكنها كانت مخطئة . إنها لم تحلم بمقدار الألم الذي شعرت به . لم تدرك ان عشاقاً آخرين سيحيطونها بهذا الشكل, يذكرونها بمن طردته من حياتها . وعندما يذكر ميكيل اسم زوجته , تلمس ماريا في صوته شيئاً أكثر من مجرد المودة او العطف, تلمس ذلك الشيء الغامض المبهم الذي يجعل الرجل والمرأة يتحدان , مواجهين العالم اجمع . وإميليو يتحدث عن ابنة اخت السيد ديسكانسو بعينين شاردتين , وكأنما يستعيد باسمها صورتها في كيانه , ومنظر امها الحزين لأحلامها المنهارة . ولكن بالرغم من تخيلات واحلام الرقص, فان ماريا لم يعد عندها الشجاعة لكي تحلم بعد انطفاء الأضواء في المسرح ومغادرة المتفرجين إلى بيوتهم .
واحاط بها ميكيل واميليو وهي في طريقها إلى غرفة الملابس . وكانت الأم تتحدث عن الازهار . وشعرت ماريا بقلبها يتوقف عن الخفقان . ودخلت غرفة الملابس تبحث عن ازهار ريكاردو. الورود الحمراء التي اعتاد ارسالها.
ازهار الأوركيد على منضدة الزينة. وورود ايضاً. بيضاء و حمراء واندفعت ماريا مقتحمة اخويها إلى منضدة الزينة.ريحانة
ورود حمراء وبيضاء, كلها مجتمعة في باقة واحدة. وهمست " من أرسل هذه الأزهار ؟" ولم يسمعها احد. ومدت يدها إلى البطاقة داخل الأزهار ولكن الأمل تلاشى . إنها من السيد والسيدة ديسكانسو . إنها ليست من ريكاردو الغليظ.
مدينة مكسيكو . لقد سبق وتحدثا عنها بما فيه الكفاية . تحدثا عن مجيء ريكاردو إليها في تلك المدينة . لقد قال انه سيلحق بها إلى هناك مطالباً بما تعده عيناها حسب قوله . لقد وعد بذلك على الشاطئ قرب سان جوزيه ديل كابو , وكان يريد ان يتزوجها بعد الرحلة . ولكن , مع انه دعاها بحبيبته بالاسبانية فانه لم يقل قط انه يحبها , كما انه لم يطلب منها ان تعلن له حبها.منتديات ليلاس
لقد طالب بها . وكان هذا هو السبب في شعورها بكل ذلك الخوف من تسلطه عليها . لأنه كان متعدياً وظافراً ومتسلطاً. لقد منحها الرقة والصبر والعواطف المحمومة . ولكنها عندما طردته , مزق ذلك قلبها ولكنه لم يكد يشعره بالغضب.
واغتسلت لتنفض عن جسدها حرارة وعرق الرقص والغناء . وعادت إلى هدوئها عندما فتح الباب للزائرين ذوي الأهمية من المتفرجين , وكان ميكيل وإميليو يختلطان بهم , يراقبان ما قد يحدث من مشكلات, ثم يخرجانهم عندما تنتهي الربع ساعة المسموح بها للزيارة . واحضر ميكيل لماريا كأساً اخذت ترشف منه متمهلة . إنها مياه معدنية .
كانت ترشف المياه وتومئ برأسها دون ان ينتظر منها احد كلاماً او جواباً . وكان يكفيهم منها ابتسامة او ايماءة , او موافقة منها على اغنية تغنيها اثناء الاداء. واجابت بالموافقة على ذلك . رجلاً عبوساً كان يجلس امامها , دون ان تنتبه إلى ما كان يقوله لها.
واستدارت مبتسمة إلى الرجل التالي.ريحانة

Rehana 22-07-19 10:33 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل العاشر )
 
كان ثمة امرأة شقراء رائعة الجمال تجلس بجانب رجل وضع ذراعه حولها . كانا جوان كورسيكا وزوجته كاتي . وحاولت ماريا ان تبتسم بشكل ما . لقد كان ريكاردو يناديها بأسم كاتي , كانت عيناها متألقتين وكان حملها واضحاً حتى في الثوب الفضفاض الذي كانت ترتديه.
استطاعت ماريا ان تقول " ظننتك قد غادرت مكسيكو ؟"
ابتسمت كاتي وتبادلت نظرة مع زوجها تألمت منها ماريا. وقالت كاتي " لقد حجزنا تذكرتين لهذه الحفلة عندما ادركنا اننا سنتوقف في مدينة مكسيكو في نفس الوقت الذي تكونين انت موجودة فيه . ذلك انني لم استطع مقاومة ذلك بعد ان رأيتك في ماريدا "
واضاف جوان كورسيكا بابتسامة دمثة " نريد منك زيارة اخرى إلى ماريدا قبل ان تتوقف كاتالينا عن الاسفار " وادركت ماريا ان كاتي وزوجها الذي كان يدعوها كاتالينا , لم يكونا يوافقان على اسفارها . وربما لم تكن هادئة او باردة كما كان يبدو عليها .
هل توصل ريكاردو إلى معرفة ذلك ؟ وقال جوان وهو ينحني لماريا " لقد كانت حفلتك رائعة "
فقالت ماريا " اشكرك هل ... هل ريكاردو بصحبتكما ؟"
وضاقت عينا كاتي , وادركت ماريا انها ما كان لها ان تلقي هذا السؤال , وحاولت ان تجعل السؤال عفوياً , ولكن لابد ان صوتها قد نم على شيء ما .
وقالت كاتي " آخر ما علمت به انه منغمس في قسم الآثار في جامعة لوس انجلوس"
فقالت ماريا بضعف " ظننت انه لن يعود إلى هناك "
وقال جوان فجأة "لقد ارسل إلى كاتالينا عشرين الف بيزوس"
فأومأت ماريا برأسها بارتباك وعدم اهتمام . لقد عاد إلى الجامعة . إنها عاطفته المحمومة نحو الغموض ولكن غموض لاجيتانا قد تلاشى الآن ونسي هو كل شيء عنها .
قالت كاتي لزوجها " جوان إنني لا اظن ..."
فهز زوجها رأسه قائلاً " إنك مخطئة , انت تعلمين "
ولمس كتف زوجته وكأنه يطمئنها , وتابع " لقد تدخل ريكاردو مرة بيننا " وابتسم لهذه الذكرى , ولكن يبدو ان ثمة شيئاً آخر بينهم لم يظهر في ابتسامة جوان وعبوس زوجته القلق. وأشاحت ماريا بوجهها. لم تعد تستطيع احتمال المزيد من هذا .
ووضعت المرأة الشقراء يدها على كتف ماريا قائلة " اظنني يجب ان اخبرك عن هذا الرهان . إنه كان في ذلك المطعم حيث سمعك ريكاردو تغنين , لأول مرة , لقد ذهبنا إلى هناك لأن البروفيسور تالامتس رأى انك تؤدين حفلاتك هنا, وأراد ريكاردو ان يكرمه بدعوته إليها "

Rehana 22-07-19 10:33 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل العاشر )
 
وهزت ماريا رأسها وهي تهمس " كلا, لا اريد ان اسمع " هل كل هذا لم يكن سوى مزحة رهيبة ؟ حب ريكاردو لها , لم يكن سوى رهان على مائدة شراب في مطعم لاكازا ديل فينيتو ؟
توقفت الفوضى في قاعة المحاضرات لحظة دخول ريكاردو الذي وضع رزمة صغيرة من الكتب على منضدة , ثم صعد إلى المنبر . وتطلعت انظار الطلاب نحوه منتظرين . كانوا تلامذته ولكنه لم ير سوى القليل منهم هذا المرة .منتديات ليلاس
كان جيري قد تلقى محاضراته عندما كان ريكاردو في ماريدا , ومنذ عدة اسابيع فقط, كان ريكاردو في ماريدا , ومنذ عدة اسابيع فقط, كان ريكاردو غير واثق من امكانية عودته, إلا لإلقاء عدد قليل من المحاضرات للتأكد من عدم تركه للدائرة التي كان هو رئيسها , في الفوضى.
وبسط أوراقه وابتدأ يتكلم عن الهاب , وهو التقويم الشمسي للسنة الغامضة لشعب المايان . ما الذي جعله يتجه هذا الاتجاه ؟ لقد عرف منذ اللحظة التي استلم فيها مناجم ابيه, ان هذا العمل لم يكن يميل اليه . وكان ابوه رجلاً طموحاً يكره الخسارة . كون حياته بطموحه ورغبته العنيفة في ان لا يخسر ممتلكاته . وكانت والدة ريكاردو في عداد تلك الممتلكات . وقد علم ريكاردو منذ حداثته ان والدته قد سقطت في شرك زواج ندمت عليه.
مزيج من الحضارات . فوالدته نشأت في الاكوادور بين التقاليد الاسبانية , ووالده من مجاهل شمال كندا, كانت امه غنية بالوراثة بينما كان ابوه رجلاً عصامياً طموحاً. ولم يكن بينهما اي تفاهم وهذا ما جعل ريكاردو يأخذ درساً عن ظهر قلبه منذ صباه , إلى حد انه منذ سنة , وكان في التاسعة والثلاثين لم يكن يعتزم الزواج. وكان دوماً يحدث نفسه بأنه إذا ما تزوج فستكون زوجته من بيئته التي يختارها .
اميريكية او كندية . امرأة تهتم بالأشياء التي يهتم هو بها , وتتوقع من الزواج نفس الاشياء التي يتوقعها هو منه.منتديات ليلاس
وبدت له الدكتورة كاترين جينان مثالية في هذا الشأن . كان قد رآها في البداية , في برنامج تلفاز. فأعجب بهدوئها , وأثار فضوله ان تجمع فتاة نحيلة تبدو حديثة السن , كل هذه الدرجات الجامعية . وعندما صمم ان يطلبها لتصوير حفريات الياكاتان كان يريد ان يجتمع بها . وعندما التقاها , كان يأمل في ان يكونا أكثر من مجرد صديقين وزميلين.
كانت هي المرأة المثالية في نظره. فقد كانت تشاركه اهتمامه بالآثار , كما انها نشأت في بلاد , شعبها ذو حضارة هادئة عقلانية , وقد أحب فيها صداقتها الصريحة , مما جعله يشعر نحوها بمودة فائقة .منتديات ليلاس
وقد شعرت هي نحوه بالمودة , كذلك , لكن لم يبد من ناحيتها اي دليل على شيء غير هذا . وادرك هو ذلك منذ البداية تقريباً . ولكنه مع هذا حاول اقناعها , ظاناً ان المودة يمكن ان تتطور إلى شيء أكثر ... إلى ان ادرك انها سبق ووقعت في حب رجل آخر , وعندما وجد ان كاتي مغرمة, ادرك انها لم تكن المرأة الهادئة العقلانية التي ظنها . ربما يغير الحب من طبائع بعض الاشخاص فيحولهم إلى اشخاص وحشين غير عقلانيين .

Rehana 22-07-19 10:34 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل العاشر )
 
وقد كان لريكاردو دور في زواج كاتي وجوان, الذي احاطهما هما الاثنان بهالة من السعادة لا تخطئها العين. فقد كان سبباً في جمعهما معاً. ولكن , مع سروره برؤية سعادتهما, فقد احس بشيء من الراحة لأنه لم يكن هو الزوج وانه احتفظ بتوازن حياته . وان ليس لامرأة ان تفعل به ما فعلت كاتي بزوجها جوان دي كورسيكا.منتديات ليلاس
وسألته طالبة في الصف الثاني " ولكن لماذا دعيت بالسنة الغامضة؟"
وللحظة , اخذ ريكاردو يتساءل عما كانت الفتاة تتحدث عنه . لقد كان يتحدث بشكل تلقائي متابعاً ملاحظاته المدونة, ولكن الوقت قد حان لأن يركز عقله في مايفعل , إذ لم يكن من العدل بالنسبة للطلاب ان يشرد عقل استاذهم مع امرأة تبعد عنهم آلاف الأميال , عالم بعيد.
لم يكن مشاهدة الحفلات الموسيقية التي تعرض على شاشة التلفاز من عادته ولم يدرك انها ستظهر على شاشة التلفاز إلى ان دخلت كاتي مكتبه منذ اسبوع .
وقالت مشرقة الوجه " إنني وجوان سنسافر إلى ماريدا لقضاء عطلة الأسبوع "
فقال باسماً وهو يراها متضرجة الوجه " شهر عسل آخر ؟"
فهزت كتفيها باسمة " حسناً , إننا نحب ماريدا "
وكان يفترض ذلك, فقد كانت ماريدا هي المدينة التي صمما فيها على الكف عن تعذيب الواحد منهما الآخر , ليرتبطا بحبل الزوجية , وفي مطار ماريدا نظرت كاتي إلى وجه ريكاردو قائلة " إنني سأتزوج " وبعد ذلك كان ثمة احتفال بسيط ولم يكن ريكاردو بين الحضور ولكنه رآهما معاً في المطار وعلم بارتباطهما .منتديات ليلاس
وماريا ...
لقد قال لكاتي في الأسبوع الماضي " إستمتعي بوقتك . إن الطفل سيولد في الشهر القادم أليس كذلك ؟" فأجابت " نعم , وهذا آخر سفر لي , سنذهب إلى ماريدا ونعود عن طريق مدينة مكسيكو , لقد ابتعنا تذكرتين لحضور حفلة لاجيتانا هناك, كنت سأراقب الحفلة من منزلي في سان فرنسيسكو حيث ستعرض على التلفاز بواسطة القمر الصناعي , ولكنني تذكرت اننا سنمر بمدينة مكسيكو في أول ليلة تعرض فيها حفلاتها "
ماريا ... الرقص , وشعر بالألم في اعماقه , مدركاً بأن هذا الألم لن يتلاشى في وقت قريب . كان ذلك حين أخرج من جيبه محفظة نقوده , كان ما يزال محتفظاً فيها بورقة نقد مكسيكية دون تبديل وكأنه يعتزم العودة, ولكن لم يعد ثمة سبب لذلك الآن , فقد سلمت حفريات التنقيب عن الآثار هناك إلى جامعة ماريدا , وبالنسبة إلى ماريا , لقد كان معتوهاً إذ ظن ان ذلك كان عملاً صائباً , فقد كانت نشأتهما مختلفة , وكذلك ثقافتهما.
واخرج ورقة وناولها لكاتي . نظرت إليها مرتبكة . وسألته " أظنك تريدني ان استبدلها لك. سأعطيك دولارات بدلاً منها , وسأصرفها ..."
فقاطعها " كلا , بل انا مدين لك بها "
وهزت هي رأسها مستفهمة , وتابع هو " هل دفع لك البروفيسور تالامتس ذلك الرهان ؟"

Rehana 22-07-19 10:34 PM

رد: 509 – رقصة الغجرية - فانيسا غرانت - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل العاشر )
 
ابتسمت قائلة " حسناً , لقد فعل"
فقال " اعيديها له , فقد كان الحق معه " ووضع الورقة النقدية في كفها .
واتسعت عيناها دهشة وهي تقول " لاجيتانا ؟"
فقال " ماريا , نعم "
فسألته " هل ستتزوج ...؟"
اجاب " كلا , ولن يكون ذلك , ولكن الحق كان معه , إذا اعيديها إليه عندما ترينه"
وعادت الطالبة , في قاعة المحاضرات , تسأل باصرار " ولكن لماذا ؟ لماذا لم يستنتج شعب المايان وهم ذوو الحساب الدقيق للحركات الشمسية, بأن ثمة ربع يوم زائداً في سنتهم الشمسية ؟"
وسمع نفسه يشرح لهم الأمر . وكان قد شرحه من قبل , لقد كان يستمتع دوماً بمراقبة فضول الطلاب بالنسبة للتاريخ وللشعوب التي عاشت قبل ان تظهر سفن الفضاء والبناء الخرساني.منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
ولكنه كان يشعر بالتعب الآن من ذلك. كان متعباً من كل شيء . بدا له كل ذلك باهتاً لا لون له.
لكنه افترض انه كان دوماً باهتاً دون لون هكذا ما عدا انه لم يكن يدرك ذلك, حتى رآها ترقص , وحتى سار معها في الكرنفال ورآها تضحك , ورأى وجهها يتألق اعجاباً بحقائب مجدولة رائعة الجمال معلقة في كشك . كانت ترى العالم مليئاً بالألوان والجمال والمشاعر . وعندما وقف بجانبها , أمكنه هو ايضاً ان يرى الألوان ويشعر بجمالها. لو انه ذهب إلى مدينة مكسيكو لكان أرسل إليها وروداً, فتراها في غرفة الملابس في المسرح بعد العرض, ثم ...
ثم ماذا ؟ يلاحقها مرة اخرى ؟ واهتز جسده وخشن صوته لدرجة توقف معها الطلاب عن القاء الأسئلة . وقلب صفحة من أوراقه متصنعاً التركيز . ما الفائدة من ملاحقتها مرة اخرى ؟ ربما باستطاعته إيقاعها مرة اخرى بشراكه فيوقظ خيالاتها وتصوراتها . وهذا كل ماحدث . وعندما يشرق الصباح, تنطلق هي هاربة بعد ان تتذكر كل مالا تريده .
متى اصبح هو رجلاً يسعى ليمتلك امرأة يشتهيها ؟ لماذا اصبح كونها عشيقة له غير كافٍ, متى كان واقعاً في سحرها إلى حد جعله يقضي اربع ساعات في مخابرة معارفه ليستعير صحن قمر صناعي لكي يمكنه رؤية حفلتها من مدينة مكسيكو على شاشة التلفاز , وذلك منذ اربع ليال؟
لاجيتانا , ولكن وهو ينظر إليها , رأى فيها فتاته ماريا .. المرأة التي وقفت على الشاطئ تحدق في نافذته .. الفتاة التي سبحت هاربة منه , وقد تملكتها العصبية رغم وقوعها في الفتنة .. الفتاة على الشرفة التي تجاوبت مع قبلته ليجمدها الذعر بعد ذلك لذكريات لم يخطر له على بال انها كامنة في اعماقها .. الفتاة التي امسكت بيده على الشاطئ في شمال ماريدا , وكانت تضحك عندما يبتسم هو . الفتاة التي نظرت إليه من فوق رأس الفتاة الصغيرة نيتا لتجعله يتوق إلى طفل منهما هما الا ثنان يقف بينهما.
وفي نهاية قاعة الموسيقى غنت هي أغنية الحب التي جعلته لأول مرة يؤمن بأنها ستكون له . لقد كان أحمق إذ يراقب صورتها على شاشة التلفاز فيعذب نفسه بالذكريات والرغبات التي لم تسنح لها فرصة التحقق.


الساعة الآن 12:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية