منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146997.html)

اماريج 19-08-10 11:39 PM

بعد أن خرجا الى الطريق المحفوف بالغابات , وصلا الى ممر ضيق يفضي الى البيت القائم بين تلتين مشجرتين , ومثله باقي المزرعة ,كان بيتا رائع الجمال ذا نوافذ واسعة تلتمع تحت أشعة الشمس الساطعة
ولاحظت كيلي أن هندسة البيت تعمدت أن تطل مناظره الرئيسية ناحية الجبال الشاهقة , وتخيلت نيكولاس وهو يجلس كل يوم على الشرفة متأملا الجبال بعد عناء يوم العمل الطويل...
ثم أطلت صورة سيرينا , جالسة الى جانبه تستمع اليه يحدثها عن أحداث النهار , وشعرت كيلي بغصة خانقة رافقتها طعنات مألوفة في أعماق الصدر.

بعد لحظات كان نيكولاس يقودها عبر ممر طويل مغطى بسجاد فاخر , يؤدي الى سلالم توصل بدورها الى الشرفة ,كان ديكور البيت مخالفا لتصورات كيلي عما تكون عليه بيوت العازبين , فنيكولاس رجل لا يقبل الحلول الوسط
ومما لا شك فيه أنه فرش بيته بأفضل الموجود معتمدا على ذوقه المميز وطابعه الخاص.
منتديات ليلاس
أحست كيلي أن نيكولاس فخور ببيته ,وهو يحب أن يراه الناس وأن يبدوا أعجابهم به وبلمساته , والحقيقة أن كل الغرف تجعل من الصعب على المشاهد ألا يبدي دهشته للديكور المذهل الذي صممه وصنعه بنفسه
فقد كانت هناك سجادات عجمية فوق خشب البلوط المصقول , الى جانب تحف منوعة من كل حدب وصوب
وعلى نقيض ألوان الخشب الداكنة , كانت الستائر وأغطية المقاعد ذات لون فاتح , أختير خصيصا كي يعطي تناقضا محببا مع عتمة الخشب المصقول.

سألها وقد أستدارت عن النافذة المطلة على الوادي:
" ما رأيك؟".
قالت بصوت منخفض:
" كل شيء رائع الجمال".

كانت تود أن تسأله ما أذا كان أحد ما قد ساعده في أنتقاء المفروشات والديكور , ربما سيرينا؟ لكنها لم تستطع.
أجابها قائلا:
" أنا مسرور لأعجابك بالبيت".
ثم أضاف بعد تردد:
" هل تريدين رؤية الباقي؟".

لم يعد هناك غير غرفة النوم , وهي ترغب في رؤيتها قبل أي غرفة أخرى كي تعرف تماما كيف يرتب الرجل أكثر مكان حميمية للأنسان , وكانت تفكر بأن تقول لا
وهو الجواب المناسب في هذه الظروف... لكن قلبها وعواطفها تآمرت عليها لينطق لسانها بعبارة واحدة بسيطة:
" نعم!".

*****نهاية الفصل التاسع******


اماريج 19-08-10 11:40 PM

10_قبل الوداع
:dancingmonkeyff8:********والاخير********:dancingmonkeyff8:
كانت الغرفة كبيرة الحجم , مفروشة بأثاث بسيط وجميل يعكس ذوق صاحبها وشخصيته الرجولية الطاغية , ومع ذلك, فيمكن ببساطة تحويلها الى عش زوجية هانىء بمجرد أضافة لمسات نسائية خاصة.

ويبدو أن نيكولاس لاحظ تعابير وجهها وهي تفكر في طبيعة الغرفة فسألها بلطف:
" ألم تعجبك الغرفة يا كيلي؟".
" تعجبني؟".
ثم ألتفتت وكأنها فوجئت بالسؤال , وقالت:
" آه... طبعا".

في هذه الأثناء , كان نيكولاس قد أقترب منها خطوتين أو أكثر... ولم تذكر كيلي شيئا فيما بعد, ألا أنها ألتقته في منتصف الطريق, وضاعت بين ذراعيه في عناق حميم
المهم بالنسبة اليها الآن ليس المستقبل , وليس النتيجة التي ستؤدي اليها علاقتهما ... الأهم أنها مع الرجل الذي تحب أكثر من أي شيء آخر في الحياة.

وفجأة رن جرس الهاتف من غرفة مجاورة , فأبتعدا عن بعضهما وأنفاسهما تكاد تنقطع , لكن كيلي قالت بصوت متهدج:
" لا ترد.......".
منتديات ليلاس
أستمع نيكولاس لنصيحتها للحظات , لكن رنين الهاتف المستمر دفعه للقول:
" يجب أن أجيب, فلو لم تكن المسألة عاجلة لما حولوا المخابرة الى هنا!".

أنهى حديثه الهاتفي بسرعة , ثم ألتفت اليها قائلا:
" أنهم بحاجة الي يا كيلي".
أجابت بضيق:
" أنني......".
قاطعها بهدوء:
" ربما من الأفضل لنا أن نغادر البيت , فهم يريدونني في المزرعة , فهل ترغبين في مرافقتي أم تفضلين الأستراحة في الحديقة حتى موعد عودتي؟".

قالت بأبتسامة خفيفة:
" سأرافقك الى المزرعة , أليس ذلك جزءا من الرحلة الأستطلاعية؟".

وصلا معا الى مطحنة الخشب التي تصنع الورق في أحد أطراف المزرعة , وهناك أشرف نيكولاس على حل الأشكال العالق بسرعة وفعالية
ثم قادها في جولة سريعة على أرجاء المطحنة والمصنع الملحق بها, وعرفها على العمال الذين رحبوا بها بحرارة وكانوا سعداء لوجود رب عملهم معهم.

وأخيرا أنتهى النهار وعادا الى الفندق لمتابعة الأشراف على المسؤولية الملقاة على عاتقهما ,كانت كيلي سعيدة بالعودة , فالنهار لم ينته كما أشتهت ........

اماريج 19-08-10 11:41 PM

بل ملأها بالأسئلة التي لم تجد لها جوابا, هل أرتكبت خطأ في مرافقته؟ هل أساءا الى نفسها أمامه؟ أم أنها أساءت اليه بشكل أو بآخر؟ كانت تود أن تسأله , لكن لم تجد الجرأة اللازمة لذلك".

في تلك الليلة كانت سيرينا في الفندق لتناول العشاء مع نيكولاس ,ولم تدر كيلي ما أذا كان مجيئها صدفة أو تلبية لدعوة خاصة من نيكولاس , ومع ذلك
سواء بوجودها أو عدم وجودها , فأن العشاء تحول الى ساعة كاملة من العذاب والتوتر ... خاصة وأن الأهتمام كان بين اللذين على وشك الزواج قريبا.

وأخيرا أعتذرت كيلي لأضطرارها للأنسحاب بعد النهار المتعب الذي أمضته في مزرعة باينفيل , وعندما سمعت سيرينا ذكر المزرعة
أطلقت نحو نيكولاس نظرة لوم وعتاب لم تخف على كيلي , التي لم يخفف عنها هذا الأنتصار المؤقت مشاعر الغيرة القاتلة.

ظلت كيلي مستلقية لمدة طويلة على السرير المزدوج في الكوخ الغارق في الظلام , وهي تسرح بنظرها في السماء الصافية المطرزة بالنجوم , كانت تحاول جاهدة أن تخفف عن نفسها الضيق والتوتر
لكن صورة سيرينا ونيكولاس حول طاولة منفردة مضاءة بالشموع على بعد أمتار منها كانت تنغص عليها أسترخاءها , ماذا ستقول سيرينا أذا ما عرفت بتفاصيل ما حدث في المزرعة؟
هل ستعتبر الأمر مجرد نزوة , أم ستعاني من أحاسيس الغيرة التي تنخر في أعماق الصدر كما تحس كيلي الآن؟
السؤال غير مناسب أبدا , فنيكولاس لن يشير الى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد كي لا يدمر علاقته بعروس المستقبل من أجل مغامرة عابرة لا تعني له شيئا.

لم تستطع النسمات المنعشة عبر النافذة أن تخفف من حرارة غرفة النوم, وظلت كيلي لدقائق عديدة تتقلب على الفراش سعيا وراء ملاك النوم المستعصي عليها ,
فالنوم وحده ينقذها من أفكارها ومعاناتها مع مشاعرها , ويضع حدا لتفجر أحاسيسها المتضاربة منذ أن تركت غاري وأصدقاءها وعادت الى الفندق كي تدفع ثمن غلطتها في الأساس.
منتديات ليلاس
آه... كم كانت النتائج التي حصدتها مختلفة عما خططت له في الأساس , فالمساعدة التي جاءت تعرضها على جورج وماري تحولت الى شيء آخر تماما ...
وأن أستطاعت أن تتأقلم مع الجو بعد أيام قليلة ,لكن حبها لنيكولاس لم يكن في الحسبان , وهي ترفضه حتى الآن , والمشكلة الكبرى أنها غير قادرة على التأقلم مع هذه العاطفة التي قلبت حياتها رأسا على عقب
والسؤال الذي يقلقها : هل ستستطيع النسيان في يوم من الأيام؟

هربت كيلي من أفكارها والحر الى الخارج حيث الهواء المنعش والنسيم العليل , وبأستثناء هسهسات بعض حشرات الليل , كان كل شيء ساكنا مما أشعرها بزوال بعض التوتر من نفسها , وبهدوء
أخذت تتجول دون هدى بين الأشجار المتناثرة في الحديقة وقد أستغرقتها أفكارها , وعلى حين غرة وقع نظرها على نيكولاس في الطرف الآخر من الحديقة , وللحظات نسيت كل أفكارها ...

اماريج 19-08-10 11:42 PM

فماذا يهم لو أنه تناول العشاء مع سيرينا , طالما أنها قادرة على الأنضمام اليه وقضاء الليل بصحبته؟
وكادت أن تهرع نحوه بشوق لولا أن شاهدت ما جعلها تجمد في مكانها والأسى يملأ قلبها , لقد كانت سيرينا بصحبته
والسبب في أنها لم تظهر من قبل كونها كانت تسير خلفه مما حجبها عن الأنظار.

جمدت كيلي في مكانها وهي تستمع الى همسات الأثنين في ظل الأشجار الكثيفة الأغصان لم تكن تريد أن تعرف عما يتحدثان....
فيكفيها ما رأته منهما حتى الآن , أنها تريد الهرب من هذا المكان قبل أن يرياها , ولكن قبل أن تفعل
شاهدت ذلك الرجل الممشوق ينحني بهدوء على رفيقته الحسناء ليعانقها مطولا دون أن يشعرا بوجود غيرهما في هذا العالم.

كانت ما تزال مستيقظة عندما عاد نيكولاس الى الكوخ , وظلت متحفزة في السرير حتى فتح باب غرفة النوم ودخل عليها
وعندها تظاهرت بالنوم كي لا تدخل معه في نقاش قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه , لكنه وقف طويلا الى جانبها دون أن يتكلم
ويظهر أن أنتظام أنفاسها والعتمة المخيمة أقنعاه بأنها مستغرقة في النوم فعلا , وفجأة أقترب منها ,ومد يده الى رأسها يتحسس شعرها المبعثر بحنان ولطف....
ثم أستدار خارجا وقد أحست من وقع خطواته أنه غاضب ومتوتر!

وأستطاعت بعد ذلك أن تتجنبه , لأن ذلك هو الحل الوحيد في هذه الظروف , فأذا ما كانت تريد لجرح القلب أن يندمل , فأن الأحتكاك الأقل معه هو الدواء الشافي
لقد باتت تعرف مجريات العمل في الفندق , وهي ليست بحاجة الى أية نصائح منه , كما وأنها تعرف مواعيده وأرتباطاته ,وبالتالي قادرة على عدم الألتقاء به , المهم أن تعود ماري بأسرع وقت ممكن...
وعندما دعاها أندرو الى نزهة قصيرة , قبلت بأرتياح شديد... لأنها أنتهت قبل دقائق من عمل الفندق وبات أمامها ساعات من الملل والفراغ التي لا تريد أن تشغلها بالتفكير بنيكولاس.
منتديات ليلاس
سارا معا في الممر الذي يلتف حول الفندق , ثم يؤدي الى المنحدرات الجبلية التي تغطيها الغابات الكثيفة
أنها المرة الأولى التي يكونان فيها على أنفراد مع الطبيعة الساحرة التي تولد السكينة في القلوب المتعبة
وسرعان ما وجدت كيلي نفسها تستمتع بالنزهة بعد توترات الأيام القليلة الماضية , متناسية مشاعر أندرو التي أبداها في أكثر من مناسبة , فهي لا ترى فيه الا الصديق اللطيف.

وصلا بعد دقائق الى شلال مائي صغير , حيث الماء ينحدر من تلة صغيرة في طريقه الى جدول مائي يصب بدوره في نهر واسع في مكان ما من الوادي , ذهلت كيلي لهذا المنظر البديع , فقالت بلا وعي:
" يا له من منظر جميل جدا".

" بل أنت الجميلة يا كيلي".
أستدارت كيلي بهدوء وقد فاجأتها لهجة أندرو المليئة بالعواطف الحبيسة , وقالت:
"أندرو.....".
قاطعها وهو يمسك يدها بكلتا يديه:
" كيلي... يجب أن تعرفي طبيعة مشاعري نحوك".

اماريج 19-08-10 11:43 PM

حبست دموعا مفاجئة في عينيها , خائفة مما سيؤدي اليه هذا الموقف من تعقيدات , وقالت برجاء:
"أرجوك يا أندرو ألا تفعل".
" يجب أن أخبرك".
همست:
" لا... أرجوك".
"هل ما زلت متعلقة بغاري ؟".

لم تكن قادرة على الأجابة الواضحة , كما وأنها لا تستطيع أن تكذب عليه وهي ترى فيه الصديق اللطيف , لذلك هزت رأسها بالنفي
فتابع يقول:
" أنه نيكولاس أذن... لكن لا مستقبل لك مع هذا الرجل".
" أنني أعرف...".
" أنا أحبك يا كيلي , وأستطيع أن أقدم لك الكثير".
منتديات ليلاس
أبتلعت ريقها بصعوبة وردت بحزن:
" لكنني لا أستطيع أن أقدم لك شيئا بالمقابل".
قال بعد تردد:
" يجب أن تصبحي زوجتي".
ردت بهدوء:
" لا أعتقد أنك تريدني بدون حب... فأنت تستحق كل خير يا أندرو".

لم يعمد أندرو الى الألحاح , بل أخذها بيدها وسارا معا بصمت عائدين الى الفندق , وفي هذه الأثناء كانت كيلي قد حسمت مجموعة من الأمور العالقة بنفسها.

كانت تشعر بالأسف لأنها جرحت مشاعر أندورو, ولكنه رجل ناضج ويعرف كيف يتقبل الجروح وينتصر عليها ,ولا شك أنه سينسى كيلي عندما يعود الى المدينة , ويتعرف الى أخريات , وينهمك في أعماله الناجحة.

ثم هناك غاري , وقد بات من الواضح أن كيلي لا يمكن أن تتزوجه ,وليس من المناسب أبقاؤه منتظرا دون أمل
وعليها هي أن تبادر الى أنهاء الموضوع بأسرع وقت ممكن ,ومهما كانت ردود فعله , فأنه لا يلام
لكن كيلي وجدت نفسها تتساءل ما أذا كان غاري يحبها فعلا؟ أما أذا كانت مشاعره مجرد نزوة عابرة
فهو قادر على تجاوز المحنة بما يملك من حيوية ومقدرة على أجتذاب النساء.

ويبقى نيكولاس في النهاية , وهو مشكلة تبدو صعبة الحل خاصة فيما يتعلق بكيلي نفسها , بأعتبار أنه لم يظهر مشاعره الحقيقية أتجاهها حتى الآن , فمنذ أن شاهدته مع سيرينا في الحديقة
أستطاعت أن تتجنبه كلية دون أن تزول من نفسها تلك الغيرة اللعينة ... بل على العكس ,لقد حان وقت التفكير الجدي بمستقبلها بعد أن تجد مهنة خاصة تشغلها عن قضايا القلب والحب والزواج.

عادت الى ذاكرتها الأيام الطويلة التي أمضتها في المستشفيات مع الأطفال المرضى , فشعرت ببعض الرضى عن الذات المتعبة , لكن هذا العمل التطوعي في أوقات الفراغ لم يعد يكفي ,بل هي تريد عملا دائما فيه الكثير من التحدي لقدراتها ومواهبها
لعل الأهتمام بحضانة للأطفال هو نوع العمل الذي ترغب فيه... في كل حال , عدما تعود الى دوربان سوف تقلب كل الأحتمالات المتوافرة.
منتديات ليلاس
سألها أندرو وهما يقتربان من الفندق:
" هل تشاركينني في فنجان من الشاي على الشرفة؟".
ألتفتت اليه وأجابت بلطف:
" لا أظن ذلك , شكرا في أي حال , لكن أفضل لنا أن نفترق".

أجابها بأسى حقيقي:
" لربما كنت على حق , أنت فتاة رائعة يا كيلي , وأتمنى لك كل السعادة الممكنة في المستقبل".
ثم رفع يدها الى شفتيه وطبع عليها قبلة رقيقة , وفجأة جاء صوت مألوف:
" يا له من منظر عاطفي.

أستدارت كيلي بسرعة لتجد نيكولاس واقفا على بعد خطوات منهما , وقد تقلصت عضلات وجهه غضبا , وتابع يقول:
" أذن هكذا تمضين أوقات فراغك يا كيلي؟".
أجابته بغضب مماثل دون أن ترفع عينيها عن وجهه:
" أنني أنا التي تقرر الناس الذين أتعاطى معهم والأمكنة التي أذهب اليها".

أمسك ذراعها بقسوة صارخا:
" أريد أن أراك على أنفراد يا كيلي".
صرخت وهي تشد ذراعها من قبضته القاسية:
"لا....".


الساعة الآن 06:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية