منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166500.html)

فتاة 86 01-09-11 09:21 PM

الفصل التاسع




لم يتوقف صوت الرنين .

بدهشة , ادركت جينا ان الصوت ليس من مخيلتها . بل من الهاتف.

نظرت الى تشايس , وعيناها واسعتان من التوتر والقلق . واجهت الحقيقة عندما سمعت صوت رعد قوي , ماذا كان سيحدث معها ؟ حاولت ان تستجمع أفكارها . بينما ابتعد تشايس عنها وهو يشعر انه غاضب ومظلم كالسماء التى تغيرت قبل وقت قليل . علم انه لن يتمكن من التقدم معها اية خطوة هذا المساء . وليس وهذه النظرة الخائفة فى عينيها .

أمسكت السماعة بسرعة وقالت : "الو ؟ "

كان صوتها مخنوقا وكانها ركضت فى سباق سريع .
منتديات ليلاس
سمعت صوت رجل , عال وواثق يقول : " انا بول , هل أعجبتك؟"

لم تفهم مطلقا الكلمات ولا السؤال . كل الذى تفكر به هو تشايس . قالت بصوت أوضح : "عفوا ؟ "

" اللازانيا . هل أعجبتك ؟ "

اتكأت جينا على المكتب وهى تشعر بالراحة . انه الطاهى . وهو يتصل بها ليجد ان احبت طعامه .

حاولت جينا ان تركز . فالرجل ينتظر جوابها . " نعم , كثيرا , لقد كانت ممتازة " سمعت ضحكة على الهاتف اخبرتها ان الطاهى لم يتوقع الا ذلك , قال : "قال صديقك انها الطعام المفضل لديك . وانا اجد ذلك تحد . لذلك اقوم به بالاضافة عليه ليكون الافضل , أليس كذلك ؟ "

فتاة 86 01-09-11 09:23 PM

تمتمت بحزن : "افضل ما تذوقت " لم تكن تفكر بالطعام .

قال بول : " لقد اعتقدت ذلك . اردت فقط التأكد هذا كل شئ . اسعدنى انها اعجبتك . عمت مساء "

وانتهت المكالمة .

ضغطت جينا على شفتها واسرعت بوضع السماعة مكانها .

جلس تشايس فى مكانها . يراقبها ويدرس كل ما تفعله . كانت متوترة بشكل واضح . هل هو سبب ذلك ؟ والان ؟ هو لا يدرى كيف , لكنه يعلم ان الامر يستحق اكثر مما كان يتوقع . انه يفضل ان يموت بدلا من ان يسبب لها الاذى مرة ثانية .

نهض , وابتسم لها برقة ونعومة وهو يقول : "اعتقد ان لا جدوى من السؤال ان كنا نستطيع العودة الى ما كنا عليه "

كان يعلم الاجابة قبل ان تفعل . لكنه يريد ان تكون هى من تقرر , فهو يدين لها بذلك .

شعرت جينا وكأنها تصحو من صدمة , فهى لم تدرى كم هى ضعيفة قبل الان .

قالت : " لا جدوى من ذلك "

شعر بتوتر شديد , وكأن لا شئ مناسب , حتى جلده . فهى تبدو بائسة , متعبة . وهو لا يدرى من أين يبدأ ليجعل الامور افضل . هذه كانت المشكلة الاساسية .

قال : " هل استطيع ان اساعدك بأى شئ ؟"

هزت رأسها وقالت : " لا , اعتقد انك ساعدت بما فيه الكفاية " استدارت ولم تنظر اليه . لقد كادت ان تخطئ . وعلمت انها ان بقيت بالقرب من تشايس , فوقعها بالخطأ , ليس بعيدا .

وهي لا تستطيع المجازفة ثانية , فهى ليست قوية . كما تدعى . وصل تشايس الى الباب . رأت خياله فى زجاج النافذة المظلم . كانت السماء مظلمة والامطار تتساقط بغزارة .

تمتمت جينا ما أن رأته يخرج من الباب : "شكرا على العشاء "

فتاة 86 01-09-11 09:24 PM

توقف قليلا , محدقا بها . منتظرا . لكن ليس هناك ما ينتظره . فلم تقل جينا المزيد .

قال لنفسه , انها بحاجة لمزيد من الوقت : " لا تذكرى ذلك "

تنهدت جينا بعمق ما أن أغلق تشايس الباب وراءه وبعدها اسرعت نحو الهاتف ثانية .

اخذت جينا تذرع الغرفة ذهابا وايابا . وهى تمسك بالهاتف . بينما عقدها الذهبى يتدلى من عنقها .

على الخط المقابل . كان رينيه بصوته البارد والهادئ يحاورها بمنطق قائلا : "لما لا تعطين الموضوع المزيد من التفكير ؟"
منتديات ليلاس
تجهمت جينا , فهى لا تشعر مطلقا بجدوى لأى منطق . فتحت حقيبتها على السرير , ووضعت ثيابها فى داخلها بدون اى ترتيب . لقد صعدت الى غرفتها ما ان انتهت من الحجز كي تسافر . عليها ان تغادر الان . قبل ان تضعف . قبل ان ترضى بإعادة ذلك التاريخ الحزين . " لا استطيع , رينيه . لا استطيع ان افكر مطلقا " شعرت بأن يدها ترتجف فأمسكت السماعة بين كتفها واذنها . المشكلة انها لا تستطيع التفكير . ليس بوضوح . وكل ما تستطيع القيام به هو محاولتها ان تهرب .

: كل شئ مختلط علي "

كان هناك صمت طويل على الطرف الاخر قبل أن يقول : " لم أعرفك يوما تهربين من المواجهة "

ليست بحاجة الى رفع معنوياتها فهى تعلم ماذا تفعل , او ماذا يبدو ان تفعل .

" اعتبر الامر كشئ جديد فى شخصيتى . ويؤسفنى انه لم يعجبك ذلك "

فتاة 86 01-09-11 09:25 PM

لم يكن يفكر فى نفسه , قال : "لا دخل لي فى الامر, السؤال هو , هل يعجبك ذلك ؟ "

انه يعرفها جيدا , رمت جينا بنفسها على السرير , وكاد الهاتف ان يسقط من يدها . " لا تبا "

كان صوته صبورا ولطيفا : " اذا لما لا تبقين فى الفندق فى موقعك . وتنتهين من كل هذه المشاكل ؟"

موقعها . يصور الامر وكانها جندى صغير . حسنا . انها ليست جندي . انها امراة . . امرأة متألمة . ولديها مخاوف كثيرة .

" لا استطيع , لا استطيع مطلقا " وغطت فمها بيدها . لن تبكى . ليس لوقت طويل . حتى ولا دقيقة . تنهدت بعمق , حاولت ان تبدو اكثر ثقة بالنفس : " رينيه , من فضلك لا تسأل المزيد من الاسئلة . فقط قل لى انك قادم وستكمل مكاني "

لم تنتظر حتى ان يجيبها فتابعت : " معظم التفاصيل قد انتهت . وكل شئ تحت الطلب . انها فقط مسألة الملاحقة لكل شخص حتى يتم ايصال الأشياء بمواعيدها . انك تلاحق الامور بشكل جيد "

لم يتأثر بمديحها . فلقد سمعته يتنهد قبل أن يقول : "اعتقد ان عملك خاطئ "

هنا هو من يخطئ , قالت : " لا , عملي هذا ينقذني من الخطأ "

لم تعطه اية تفاصيل وهو لم يسأل ابدا , لكنه سمع الكثير من صوتها . اشياء لم تقلها . " اذا كنت تشعرين بذلك بقوة ... "

عادت تسير بدون اى انتباه قالت : " أجل "

لقد حاول كثيرا . ربما هذا اكثر مما تستطيع تحمله , قال لها : " حسنا , ساحجز على اول طائرة عند الصباح "

تنهدت بقوة . اذا رفض رينيه الحلول مكانها . عليها البقاء فى عملها . فهى لا تستطيع ان تترك جيمس فى مركز حرج . احساسها بالراحة واضح عندما قالت : "اقدر لك عملك "

" عليك ان تفعلى ذلك " توقف عن الكلام للمرة الثانية , وكأنه يبحث عن الكلام المناسب . فلا مجال للعواطف فى حياته : " هل أنت بخير ؟ "

نظرت الى صورتها المعكوسة فى المرآة فوق المكتب . وجهها يبدو بوضوح انه مرهق وحزين فقالت : " لا

فتاة 86 01-09-11 09:34 PM

اسرع فى القول : " هل أساء إليك "

نعم , لقد جعلنى احبه من جديد , اللعين .

شعرت بالامتنان لاهتمامه وقالت : "لا شئ , يمكنك مقاضاته على ما قام به "

قال بصوت وكأنه قد فقد صبره : "وانا سأحضر تاركا اعمالى لاجمع الغبار . لا تتسرعى بأى شئ . ساكون هناك قبل الظهر "

" شكرا لك "
منتديات ليلاس
انفجر دوي كبير للرعد عندما انتهت المكالمة . فأعادت جينا السماعة الى مكانها . تنهدت بالم وهى تمسك بمفاتيح حقيبة ثيابها . حسنا , انها تهرب كالجبانة . لكن ليس هناك اى خيار مقبول اخر لديها . هذا اذا كانت تريد الخلاص لنفسها .

علمت انها لا تستطيع ان تتحداه فى كل الوقت المتبقى . فهى لا تملك هذه الشجاعة . وتكره معرفتها لذلك . لكن عليها مواجهة الحقيقة . انها لا تثق بعواطفها . . وبقدرة تشايس عليها .لم ينجح الامر ابدا بينهما . ألم تبذل أقصى جهدها لينجح زواجهما ؟ لقد أرادت ان تبقى زوجته طوال عمرها .

سارت نحو النافذة ونظرت الى الخارج . كانت المساء تمطر بشدة . اغمضت عينيها . لن تزيد الامر سوء بالبكاء . فما الغاية من ذلك ؟

دوي جديد من الرعد هز النافذة فتراجعت الى الوراء . بدا الطرق على الباب موازيا لصوت الرعد . قوى جدا .

استدارت خائفة وقالت : " نعم ؟ "

" افتحى الباب , جينا "

تشنجت جينا من التوتر , حدقت بالباب , متمنية ان تبقى مكانها : " افضل ان لا افعل "


الساعة الآن 05:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية