![]() |
الفصل التاسع لم يتوقف صوت الرنين . بدهشة , ادركت جينا ان الصوت ليس من مخيلتها . بل من الهاتف. نظرت الى تشايس , وعيناها واسعتان من التوتر والقلق . واجهت الحقيقة عندما سمعت صوت رعد قوي , ماذا كان سيحدث معها ؟ حاولت ان تستجمع أفكارها . بينما ابتعد تشايس عنها وهو يشعر انه غاضب ومظلم كالسماء التى تغيرت قبل وقت قليل . علم انه لن يتمكن من التقدم معها اية خطوة هذا المساء . وليس وهذه النظرة الخائفة فى عينيها . أمسكت السماعة بسرعة وقالت : "الو ؟ " كان صوتها مخنوقا وكانها ركضت فى سباق سريع . منتديات ليلاس سمعت صوت رجل , عال وواثق يقول : " انا بول , هل أعجبتك؟" لم تفهم مطلقا الكلمات ولا السؤال . كل الذى تفكر به هو تشايس . قالت بصوت أوضح : "عفوا ؟ " " اللازانيا . هل أعجبتك ؟ " اتكأت جينا على المكتب وهى تشعر بالراحة . انه الطاهى . وهو يتصل بها ليجد ان احبت طعامه . حاولت جينا ان تركز . فالرجل ينتظر جوابها . " نعم , كثيرا , لقد كانت ممتازة " سمعت ضحكة على الهاتف اخبرتها ان الطاهى لم يتوقع الا ذلك , قال : "قال صديقك انها الطعام المفضل لديك . وانا اجد ذلك تحد . لذلك اقوم به بالاضافة عليه ليكون الافضل , أليس كذلك ؟ " |
تمتمت بحزن : "افضل ما تذوقت " لم تكن تفكر بالطعام . قال بول : " لقد اعتقدت ذلك . اردت فقط التأكد هذا كل شئ . اسعدنى انها اعجبتك . عمت مساء " وانتهت المكالمة . ضغطت جينا على شفتها واسرعت بوضع السماعة مكانها . جلس تشايس فى مكانها . يراقبها ويدرس كل ما تفعله . كانت متوترة بشكل واضح . هل هو سبب ذلك ؟ والان ؟ هو لا يدرى كيف , لكنه يعلم ان الامر يستحق اكثر مما كان يتوقع . انه يفضل ان يموت بدلا من ان يسبب لها الاذى مرة ثانية . نهض , وابتسم لها برقة ونعومة وهو يقول : "اعتقد ان لا جدوى من السؤال ان كنا نستطيع العودة الى ما كنا عليه " كان يعلم الاجابة قبل ان تفعل . لكنه يريد ان تكون هى من تقرر , فهو يدين لها بذلك . شعرت جينا وكأنها تصحو من صدمة , فهى لم تدرى كم هى ضعيفة قبل الان . قالت : " لا جدوى من ذلك " شعر بتوتر شديد , وكأن لا شئ مناسب , حتى جلده . فهى تبدو بائسة , متعبة . وهو لا يدرى من أين يبدأ ليجعل الامور افضل . هذه كانت المشكلة الاساسية . قال : " هل استطيع ان اساعدك بأى شئ ؟" هزت رأسها وقالت : " لا , اعتقد انك ساعدت بما فيه الكفاية " استدارت ولم تنظر اليه . لقد كادت ان تخطئ . وعلمت انها ان بقيت بالقرب من تشايس , فوقعها بالخطأ , ليس بعيدا . وهي لا تستطيع المجازفة ثانية , فهى ليست قوية . كما تدعى . وصل تشايس الى الباب . رأت خياله فى زجاج النافذة المظلم . كانت السماء مظلمة والامطار تتساقط بغزارة . تمتمت جينا ما أن رأته يخرج من الباب : "شكرا على العشاء " |
توقف قليلا , محدقا بها . منتظرا . لكن ليس هناك ما ينتظره . فلم تقل جينا المزيد . قال لنفسه , انها بحاجة لمزيد من الوقت : " لا تذكرى ذلك " تنهدت جينا بعمق ما أن أغلق تشايس الباب وراءه وبعدها اسرعت نحو الهاتف ثانية . اخذت جينا تذرع الغرفة ذهابا وايابا . وهى تمسك بالهاتف . بينما عقدها الذهبى يتدلى من عنقها . على الخط المقابل . كان رينيه بصوته البارد والهادئ يحاورها بمنطق قائلا : "لما لا تعطين الموضوع المزيد من التفكير ؟" منتديات ليلاس تجهمت جينا , فهى لا تشعر مطلقا بجدوى لأى منطق . فتحت حقيبتها على السرير , ووضعت ثيابها فى داخلها بدون اى ترتيب . لقد صعدت الى غرفتها ما ان انتهت من الحجز كي تسافر . عليها ان تغادر الان . قبل ان تضعف . قبل ان ترضى بإعادة ذلك التاريخ الحزين . " لا استطيع , رينيه . لا استطيع ان افكر مطلقا " شعرت بأن يدها ترتجف فأمسكت السماعة بين كتفها واذنها . المشكلة انها لا تستطيع التفكير . ليس بوضوح . وكل ما تستطيع القيام به هو محاولتها ان تهرب . : كل شئ مختلط علي " كان هناك صمت طويل على الطرف الاخر قبل أن يقول : " لم أعرفك يوما تهربين من المواجهة " ليست بحاجة الى رفع معنوياتها فهى تعلم ماذا تفعل , او ماذا يبدو ان تفعل . " اعتبر الامر كشئ جديد فى شخصيتى . ويؤسفنى انه لم يعجبك ذلك " |
لم يكن يفكر فى نفسه , قال : "لا دخل لي فى الامر, السؤال هو , هل يعجبك ذلك ؟ " انه يعرفها جيدا , رمت جينا بنفسها على السرير , وكاد الهاتف ان يسقط من يدها . " لا تبا " كان صوته صبورا ولطيفا : " اذا لما لا تبقين فى الفندق فى موقعك . وتنتهين من كل هذه المشاكل ؟" موقعها . يصور الامر وكانها جندى صغير . حسنا . انها ليست جندي . انها امراة . . امرأة متألمة . ولديها مخاوف كثيرة . " لا استطيع , لا استطيع مطلقا " وغطت فمها بيدها . لن تبكى . ليس لوقت طويل . حتى ولا دقيقة . تنهدت بعمق , حاولت ان تبدو اكثر ثقة بالنفس : " رينيه , من فضلك لا تسأل المزيد من الاسئلة . فقط قل لى انك قادم وستكمل مكاني " لم تنتظر حتى ان يجيبها فتابعت : " معظم التفاصيل قد انتهت . وكل شئ تحت الطلب . انها فقط مسألة الملاحقة لكل شخص حتى يتم ايصال الأشياء بمواعيدها . انك تلاحق الامور بشكل جيد " لم يتأثر بمديحها . فلقد سمعته يتنهد قبل أن يقول : "اعتقد ان عملك خاطئ " هنا هو من يخطئ , قالت : " لا , عملي هذا ينقذني من الخطأ " لم تعطه اية تفاصيل وهو لم يسأل ابدا , لكنه سمع الكثير من صوتها . اشياء لم تقلها . " اذا كنت تشعرين بذلك بقوة ... " عادت تسير بدون اى انتباه قالت : " أجل " لقد حاول كثيرا . ربما هذا اكثر مما تستطيع تحمله , قال لها : " حسنا , ساحجز على اول طائرة عند الصباح " تنهدت بقوة . اذا رفض رينيه الحلول مكانها . عليها البقاء فى عملها . فهى لا تستطيع ان تترك جيمس فى مركز حرج . احساسها بالراحة واضح عندما قالت : "اقدر لك عملك " " عليك ان تفعلى ذلك " توقف عن الكلام للمرة الثانية , وكأنه يبحث عن الكلام المناسب . فلا مجال للعواطف فى حياته : " هل أنت بخير ؟ " نظرت الى صورتها المعكوسة فى المرآة فوق المكتب . وجهها يبدو بوضوح انه مرهق وحزين فقالت : " لا |
اسرع فى القول : " هل أساء إليك " نعم , لقد جعلنى احبه من جديد , اللعين . شعرت بالامتنان لاهتمامه وقالت : "لا شئ , يمكنك مقاضاته على ما قام به " قال بصوت وكأنه قد فقد صبره : "وانا سأحضر تاركا اعمالى لاجمع الغبار . لا تتسرعى بأى شئ . ساكون هناك قبل الظهر " " شكرا لك " منتديات ليلاس انفجر دوي كبير للرعد عندما انتهت المكالمة . فأعادت جينا السماعة الى مكانها . تنهدت بالم وهى تمسك بمفاتيح حقيبة ثيابها . حسنا , انها تهرب كالجبانة . لكن ليس هناك اى خيار مقبول اخر لديها . هذا اذا كانت تريد الخلاص لنفسها . علمت انها لا تستطيع ان تتحداه فى كل الوقت المتبقى . فهى لا تملك هذه الشجاعة . وتكره معرفتها لذلك . لكن عليها مواجهة الحقيقة . انها لا تثق بعواطفها . . وبقدرة تشايس عليها .لم ينجح الامر ابدا بينهما . ألم تبذل أقصى جهدها لينجح زواجهما ؟ لقد أرادت ان تبقى زوجته طوال عمرها . سارت نحو النافذة ونظرت الى الخارج . كانت المساء تمطر بشدة . اغمضت عينيها . لن تزيد الامر سوء بالبكاء . فما الغاية من ذلك ؟ دوي جديد من الرعد هز النافذة فتراجعت الى الوراء . بدا الطرق على الباب موازيا لصوت الرعد . قوى جدا . استدارت خائفة وقالت : " نعم ؟ " " افتحى الباب , جينا " تشنجت جينا من التوتر , حدقت بالباب , متمنية ان تبقى مكانها : " افضل ان لا افعل " |
الساعة الآن 05:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية