منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   358 - لو يتوقف الزمن - صوفي ويستون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t109578.html)

جين استين333 31-07-09 07:24 AM

8-فخ العسل

في الصباح التالي, استفاقت وقد عادت لطبيعتها. إنها عارضة الأزياء العالمية المشهورة, جيمينا دار! ما إن نهضت حتى اتصلت بعاملة الاستقبال لتطلب الفاتورة. وما إن بدأت شركة الطيران عملها حتى هاتفتها جيمينا. كان الموظف ودودا إنما بارد بعض الشيء فأخبرها أن ما من رحلة إلى لندن اليوم واقترح عليها فرحا تمضية عطلة الأسبوع في الجزيرة.
كانت جيمينا من الذكاء ما مكنها من التنبه للمؤامرة التي حيكت ضدها. فبادرته بنبرة عذبة:" اسمعني جيدا, سأرحل عن هذه الجزيرة اليوم ولن أتورع عن طلب طائرة من فنزويلا إذا ما دعت الحاجة".
-تسافرين بالدرجة الأولى, أليس كذلك؟
-نعم.
-لقد أتممت الحجز. أرجو أن نراك ثانية.
تمنت لو تحذف اسم بانتكوست من لا وعيها, لكنها أجابته بنبرة لبقة:" شكرا لك".
كانت وجبة الفطور قدلا فاتتها, إلا أن إدارة فندق القرصان متسامحة في ما يختص بمواعيد الأكل.
كان المقصف مقفلا إلا أن نادلة بشوشة ظهرت كما بسحر ساحر لتعرض عليها ما لذ وطاب من الأطعمة.
أجابتها جيمينا:" القهوة من فضلك".
سألها صوت مألوف:" مانغا؟ أناناس؟".
أحست جيمينا بجسمها يتصلب. اقترب منها نايل الذي لم يكلف نفسه عناء ارتداء قميص.
حيته بصوت أبح:" صباح الخير".
رد التحية وسحب الكرسي المقابل لها.
توجه نايل إلى النادلة:" اجلبي من فضلك بعض الفاكهة".
جلس فيما كانت المرأة تبتعد عنهما و ابتسامة متواطئة تنير محياها. لكن نايل لم يكن يبتسم بل راح يتفرس في وجهها لبعض الوقت قبل أن يسألها:" كيف حالك؟".
تبا له! كيف عساه يقلق عليها؟ و كأنه يكترث لأمرها؟
أجابته جيمينا تلقائيا:" بخير, شكرا لك. أشعر ببعض الرضوض فحسب".
لمس خدها كما فعل ليلة أمس فما كان منها إلا أن أشاحت بوجهها عنه وقد سرت قشعريرة في جسدها.
-الخدش في وجهي يبدو بشعا, ولدي جلسة تصوير مهمة الأسبوع المقبل.
كانت جيمينا ترمقه بنظرات تفضح أسفها لأنه وهب قلبه لامرأة واحدة ولم تكن هي هذه المرأة المحظوظة ولن تكون يوما.
علق نايل بصدق:" أنت تعملين في مجال خطر".
-أنت محق تماما, لكنها مهنة تخولني السفر حول العالم و تؤمن لي نمط حياة لم أكن لأحلم به.
وافقته الرأي بحرارة.
-وهل تكترثين لمثل هذه التفاصيل؟
أجابته بوقاحة:" إنها مهنة تبعدني عن المتاعب".
-جاي جاي..
-لا تنادني بهذا الإسم! اسمي جيمينا.
-حسن, إن كان هذا ما تريدين جيمينا.
كيف يعقل أن يكون لهذات الرجل غير الوسيم هذا الوقع المدمر فيث نفسها؟
ستتخطين هذه التجربة! لا بد لك من تخطي هذه التجربة!
عادت النادلة تحمل فطور نايل وقهوة عطرة لجيمينا.
-اتصل غوردي من مجلة المسنجر, إنه في طريقه إلى الفندق لمقابلتك.
-سيتعين عليه الإسراع. يجب أن أبلغ المطار عند الثانية.
بدت النادلة متعجبة:" لا داعي للعجلة في البانتكوست".
كيف تراها فقدت قلبها في أربع و عشرين ساعة؟ حتى قبل أن تمر أربع وعشرين ساعة. بين اللحظة التي غفوت فيها بين ذراعيه و اللحظة التي بلغت فيها المركب, مركبنا بالفعل. كانت اللحظة الأولى تمثل عالمي و عالمه فيما أصبحت اللحظة الثانية عالمنا معا. وهاهي هائمة في حبه!
اقشعر بدن جيمينا للفكرة هذه. يا إلهي, حبه يسري في عروقها!
بدا نايل بلاكثورن جذابا و قلقا حتى, لكنه لم يبد أبدا كرجل مغرم لأنه ليس كذلك.
لا بد لها من تغيير موقفها قبل ان تنهار أمامه وترجوه, فانتشلت نفسها من أحلام اليقظة وسمعته يقول:" إن انطلق الآن فسيصل إلى كوينز تاون قبل أن تبرد القهوة".
-حسن, لكنه لن يحصل منى إلا على صورة.
-أستطيع أن أخلصك منه إن شئت.
أحست جيمينا للحظة أنها محبوبة, فاستمتعت بها.!!http://www.liilas.com

جين استين333 04-08-09 10:07 PM

-هذا جزء من مقتضيات وظيفتي. إنى كان جمهوري يرغب في صورة, فسيحصل على واحدة. هذا جزء من الاتفاق.
-ألا تتمتعين بحياة خاصة؟
وراحت عيناه تبحثان عن الجواب اليقين.
-كلا, ما دمت أتربع على عرش الشهرة.
سألها وقد مال بجسمهى إلى الأمام:" هل تفعلين؟ أعني هل تتربعين على عرش الشهرة؟".
ما كان منها إلا أن أشاحت بوجهها عنه, وردت:" الشهرة لا تدوم لأحد. تبقى لي عام أو اثنين قبل أن تبحث الشركة عن وجه جديد. ساكون محظوظة إن حظيت بجلسة تصوير واحدة بعدئذ. هناك مئات النساء اللواتي كن في الماضي عارضات أزياء مشهورات".
سألها ممازحا:" هذا مصيرك بالضبط".
-نوعا ما.
اقترح عليها:" عيشي حياتك يوما بيوم".
ما كان من جيمينا إلا أن شعرت بألم يعتمل في صدرها.
سألها بعينين جديتين:" ألن تقبلي إذا بانتظار رجل تمضين معه حياتك؟".
عم يتحدث؟ لم يكن يريدها أن تنتظره, لم يكن يرغب فيها أبدا. وأن رغب فيها, فلن تنتظره أبدا.
أجابته بصوت أجش:" مستحيل".
غرق نايل في صمته.
-استفيدي من الفرصة طالما هي سانحة. فكل شيء فان, هذا شعاري.
سألها وقد تجهم وجهه:"أتعنين ذلك حقا؟".
أجابته وقد راح الألم يمتد إلى جسدها كلها:" أنظر إلى أحداث الأمس".
التوى فم نايل وقال بابتسامة متكلفة أخفت الكثير خلفها:" هذا مدهش بحق".
ما كان من جيمينا إلا أن أطلقت تنهيدة عميقة. وأحست فجأة بأنها لم تعد قادرة على التحمل, فهرعت إلى غرفتها. شعور بغيض مروع اكتسح قلبها, فأكبت توضب أمتعتها بيدين مرتعشتين.
حين أمسكت بثوب السباحة الذي اشتراه لها, أحست بقلبها يكاد يتوقف, فرمت به في سلة المهملات. أغلقت حقيبة السفر التي بدت صغيرة جدا. أمتعة بسيطة, وقت قصير... ومع هذا, انقلب عالمها كله رأسا على عقب. لكنها راحت تعزي نفسها: ألم تتخلص من باسيل للأبد؟ هل انفطر قلبها؟ ربما, لكنها لم تعد خائفة وسرعان ما سنحت لها الفرصة لتثبت لنفسها هذا التغيير الذي أصابها. فعندما قصدت الردهة لتسدد فاتورتها, وجدت نايل يتحدث إلى آل وقد أدار لها ظهره. وقفت بعيدا تستجمع قواها.
قال آل:" . . فرصة ثانية".
بدا نايل نافد الصبر:" ليس هذه المرة".
-أصبر, لعل حبيبتك تصبح يوما لك.
كان يقصد بكلامه تلك المرأة, تلك التي ترغب في تربية القطط و الكلاب والأحصنة وفطرت قلبه! وراحت تذكر نفسها بأن لا علاقة لها بهذه المشكلة.
لقد اختار نايل بلاكثورن طريقه ولم يدخلها في حساباته.
لم يكن في يدها حيلة. فيب نهاية المطاف, لا يسعها أن تطلب منه ألا يبكي على الأطلال ليختارها هي, أليس كذلك؟ لن تطلب ذلك من رجل منح قلبه لامرأة واحدة وحمل شعلة حبه البائس لسنوات طويلة. لم تكن تريده أن يحد خسارته ولم تشأ أن تحل في المرتبة الثانية. جل ما أرادته هو أن يعي هذا العاشق أنه يسعه التعرف على امرأة أخرى فيعيشان معا قصة حب عظيمة.
أرادته أن يقع في حبها هي.
يا لحظها العاثر هو لا يرى فيها الآن غير حثالة وصولية تسعى وراء المال! حسنا, كلما أسرعت في الخروج منى هذه المعمعة, كلما كان ذلك أفضل.
توجهت إليهما مرفوعة الرأس:" مرحبا".
استدار نحوها. انارت محيا آل ابتسامة في حين بدا وجه نايل مكفهرا.
-أريد الحساب من فضلك. هل يسعني أن أطلب سيارة أجرة لتقلني إلى المطار؟
اجابها نايل المتجهم و العاري الصدر:" ساقلك بنفسي".
أجابته بنبرة حادة:" لا أرغب في ازعاجك".
-هذا ليس بالأمر السهل, فأنت تزعجينني فعلا. لم تاتي جهدا لتزعجيني منذ أن وطأت قدماك هذه الجزيرة من دون أن يرف لك جفن.
راح آل ينظر إليهما وقد شلت الدهشة حركته.
استشاطت جيمينا غيظا, وردت:" هذا سبب إضافي لئلا يرى أحدنا الآخر".
أصر نايل:" قلت لك ساقلك".
راح شرر الغضب يتطاير من عينيها:" لن أذهب معك".
-أحقا؟.
تدخل آل قائلا:" إن سيارات الأجرة محجوزة إنما يسعك العودة مع غوردي إلى البلدة إن كنت لا تتحملين رفقة نايل".
أجابه نايل بوحشية:" إنها فكرة سديدة. استفيدي من بعض الدعاية طالما الفرصة متاحة أمامك".
-أنا لا أحتاج إلى دعاية. لما برأيك سيأتي إلى هنا أصلا؟
ما كان منه إلا أن أطلق ضحكة مدوية تنم عن هذا الغضب الذي يضيق به صدره. إلا أن جيمينا كانت مخطئة تماما فلم يعرها هذا المحرر أي اهتمام عندما وصل إلى الفندق. مر بها و بآل ليتوجه رأسا إلى نايل قائلا:" سعيد برؤيتك يا نايل".
-مرحبا غوردي, لقد رأيتني ليلة أمس.

جين استين333 04-08-09 11:56 PM

-وصلتني هذا الصباح رسالة الكترونية تفيد انك اصبحت دوق باوري و أطالبك الآن بمكافأتي.
سمعته جيمينا يزمجر.
صدمة؟ غضب؟ رعب؟ وتكشفت الحقيقة كلها. إنه ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية. كان يجدر بها معرفة هذه الحقيقة بنفسها عندما أخبرها أنه الابن الذي حرمه والده من الميراث. ألهذا لم يلق اللوم على حبيبته المثالية عندما أعطته لائحة بالأمور الأساسية التير لا تستغني عنها؟
أجالت النظر في الردهة و خامرها أغرب شعور على الإطلاق و كأن مجرة عظيمة تفصل بينهما, لا بل عالم. احست جيمينا انه بعيد و لن بعيد ولن يسمعها إن نادته مع أنه لم يبارح مكانه. تراجعت بضع خطوات لكن أحدا لم يعرها اهتماما حتى انسحبت بأقصى سرعة. كان النقاش قد احتدم بين غوردي و نايل فيما وقف آل حكما بينهما.
انتهزت هذه الفرصة المثالية و غادرت الردهة.
وجدت إيللي في المطبخ.
-احتاج إلى الخروج من هنا. لقد حافظت على ماء الوجه حتى بدأت تعوزني الكياسة. أنقذيني.
-أهو نايل.
اومأت جيمينا برأسها.
طغى التضامن الأنثوي على الموقف, فأخذت إيللي بطاقة الاعتماد و بدأت تحضر الفاتورة التي لم يتسن لآل تحضيرها, ثم سلمت زمام الأمور إلى مساعدتها و أخرجت سيارة العائلة لتوصل جيمينا إلى المطار.
-ماذا عساي أجيبه إن سألني عن رقم هاتفك او عنوانك؟.
-لن يسألك. وإن فعل؟.
لم تترك رحلة العودة أثرا في ذاكرة جيمينا. وخشيت أن ينجح أحد المصورين في التقاط صورة لها بشعرها غير المرتب و خدها المتورم و عينها المحمرة إلا أن احدا لم يتعرف عليها.
توجهت رأسا إلى شقتها, وسرت هذه المرة عندما لن تجد فيها بيبر أو إيزي.
لكن الحظ العاثر ما انفك يطاردها فما إن شاهد المسؤول في وكالة عرض الأزياء خدها المتورم حتى ذعر.
بادرته جيمينا بملل:" عش حياتك".
قصدت خبير التجميل ليخفي ما تبقى من الإصابة. وحين توجهت إلى جلسة التصوير, وجدت ان المصور اعتبر هذه المهمة تحديا.
عاودت السيدة الاتصال بها, فقصدت جيمينا مركز بليندا بعقلية مختلفة تماما. دخلت المكتب الفخم و بادرت السيدة التي لم تكن قد قطعت بعد نصف الغرفة لملاقاتها:" فلنكشف أوراقنا. سأمثل شركة بليندا في الحفلات والأمسيات والمقابلات, لكني لن أواعد أحدا لمجرد أنك تعتبرينه مفيدة لسيرتي المهنية. يسعنا ببساطة تمزيق العقد".
علا حاجبا السيدة السوداوان الرفيعان استغرابا واكتفت بالقول:" ممتاز".
ثم أكبت تصمم حملة جديدة وتحضر لها.

^^^^^^^

لم يعد نايل إلى لندن إلا في شهر حزيران. توجه إلى الباحة الرئيسية للمحطة الرابعة حاملا الكيس الخاص بالبذة على كتفه, فيما وضع ممتلكاته الأخرى في حقيبة رياضية.
لم تكن رحلته مريحة. لم يغلب التعب نايل لكنه لم يجد أحدا بانتظاره في المطار.
كان ليرمي حقائبة أرضا و يفتح ذراعيه ليلفها بهما و يعانقها بشغف لو انها قدمت لاستقباله.
ابتلع نايل بريقه وقد شعر فجأة بالحر. لعل هذه الرحلة المقيتة أثرت فيه أكثر مما تصور.
إنه محظوظ لأنه وحيد, فمن وحدته يستمد صلابته وقوة إرادته.
لم يكن من المجدي البحث عن جيمينا سيما و أنها تجهل أنه سيعود إلى لندن. لم يجد نايل أحدا ولا حتى المحامي الذي راح يراسله بيأس متعاظم, فلا أحد يعلم أنه سيعود إلى دياره على متن هذه الطائرة كما أنها ما كانت لتستقبله و إن علمت بموعد وصوله.
بطبيعة الحال, لم يستحسن إهمالها له. وهو نايل بلاكثورن الذي أبى أن يطارد امرأة في حياته, شن حملة ضخمة فراح يتصل بها و يبعث إليها بالرسائل الإلكترونية و الأزهار. حتى أنه أرسل إليها ثمرة مانغا.
لكن جيمينا لم تحرك ساكنا ولم ترد عليه مرة و كأنها تبخرت عن وجه الأرض. إلا أن الشائعات التي طالت جيمينا دار كثرت في الآونة الأخيرة.
مكنته شبكة الانترنت من مواكبة نشاطاتها كلها. لقد واعدت أحد المصورين... جيمينا دار تصرف الليل بطوله تتهادى في مؤسسة خيرية.
رأى سائقا يقف بمحاذاة السور و يحمل بطاقة كبيرة دون عليها" المسافر بلاكثورن".
تسمر نايل في مكانه. لم يكن أحد يعلم أنه قادم. توجه إلفى السائق قائلا:"بلاكثورن".

nightmare 05-08-09 12:15 PM

يسلمو جين
ماراح أقراها لما تخلصي
شكل أكشن هع:cool:
thankx

aghatha 05-08-09 10:26 PM

cant wait to see the end thank you sweetie for this excitin novel and thx for ur precious time


الساعة الآن 10:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية