منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t167018.html)

Rehana 29-03-15 04:48 PM

رد: 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( الفصل العاشر و الخاتمة )
 
سمعها تهمس له كلمة احبك عندما تعانقا في الفناء. وكما فكر انها قالت ذلك لانها لم تتمالك اعصابها فهذا النوع من الحب لا يريده فلقد كان صواب عندما ابتعد في الوقت المناسب يومين , فالفراغ في قلبه يضاهيه الفراغ في روحه.
بينما اسرع رايان ليجد ماكس خلعت تيسا معطفها ورأت قصاصة ورق على طاولة المطبخ " اتصل فانديمير و سيكون موجوداً هنا الليلة "
هل علم ماكس عن الوظيفة؟ هل تكلم فانديمير مع ماكس او ترك رسالة على آلة الرد؟ لو ماكس عرف.. طلبت رقم فانديمير لتعرف كيف ستواجه ماكس.منتديات ليلاس
"فانديمير هنا"
" سيد فانديمير, انا تيسا كاهيل , لقد استلمت رسالة انك اتصلت"
" كان في امكاني قول ذلك على آلة الرد , فلدي بعض الاشياء ربما تودين الاطلاع عليها قبل ان تعطيني جوابك , في امكانك تسلمها في اي وقت ولقد اضفت اسماء بعض الاشخاص الذين اريد ان اتعامل معهم لباقي الاقسام ومجموعة المساعدين"
منتديات ليلاس
" ولكن ماذا ان لم اقبل بالوظيفة؟"
" قد اريد الاستفادة من خبرتك , هل هناك اي مشكلة في ذلك؟"
" كلا, لا اعتقد ذلك, انظر سأقوم ببعض المهمات غداً وقد امر وآخذها معي"
"حسناً , تيسا, اعتقد ان هناك امراً آخر يشغلك , ولكن كلما انخرطت في العمل , آمل ان تقنعي انه مناسب لك"
" شكراً للطفك , اراك غداً"
اقفلت تيسا الخط, فكما شكت في الامر , لقد ترك فانديمير رسالة على آلة الرد , وهذا يعني ان ماكس لم يتكلم معه ابداً, اذاً لا يعرف بموضوع العرض المقدم لها, فماذا لو اعلمته بالأمر الآن...قد يفكر انها تحاول تغيير منحى عملها, وهذا سيشكل فارقاً في العلاقة.ريحانة
سمعت تيسا صوت رايان ولحقت به الى غرفة ماكس . فوجدت رايان مستلقياً قرب والده وكان ما يزال يرتدي المعطف. كان متجهاً نحو شيء عند ركبتيه , وقد استطاعت من الردهة ان تعرف انه البوم صور.
اشار ماكس الى صورة وقال لريان " هذه امك تطهو كعكة ميلادك الاول"
اقترب وجه رايان الى الصورة لعله يتذكر شيئاً عن ليسلي . رجعت تيسا الى الخلف, ممتعضة وخائفة انها قد قاطعت شيئاً خاصاً بين الاب وابنه. فالواضح ان ماكس كان يقلب صور الألبوم عندما دخل رايان الغرفة.
كان ماكس يتألم , فمازال يحب ليسلي اكثر من اي امرأة اخرى. ولهذا السبب لم يدعوها للبقاء. فما زال عالقاً في الماضي . ولم تعني تيسا شيئاً له ليقنعها لتمضية بقية حياته معها.

Rehana 29-03-15 04:49 PM

رد: 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( الفصل العاشر و الخاتمة )
 
ربما يحاول الانتقام منها لمغادرته منذ تسع سنوات. ولعلها إشارة ان حلم البيت والجذور لن يتحقق ابداً, بدا هذا الألم المتنامي في قلبها مألوفاً. ولكن هذه المرة , بالاختلاف مع المرات التي سبقت , تركت دموعها تتساقط , فركضت الى غرفة الزوار لتجمع اوراقها عن مؤتمر القصة . كانت هذه الاوراق كل ما بقي لديها.منتديات ليلاس
الاحد صباحاً كانت الحقيبة لا تزال مفتوحة على سرير تيسا. لم يبد ان لديها كثيراً من الاشياء لتوضيبها , بينما كانت توضب قميصاً لها, سمعت دقة خفيفة على الباب.
اجابت " ادخل"
فتح رايان الباب , وبدا كأنه يعلم انها سوف تذهب الى الابد, كانت تتمنى لو تستطيع تغيير الاشياء لمصلحتهما , فقفز فوق السرير وبيده سيارة الفيراري الحمراء.
" اريدك ان تأخذي السيارة معك حتى لا تنسينني "
فقد ارجعت هذه السيارة له بعدما عادت من رحلتها في كاليفورنيا " لن انساك كعكتي , ولكن سوف اخذها ان اردتني ان افعل" فوافق , ولكنها تمنت لو تستطيع وضعه في الحقيبة واخذه معها.
" لن تعودي للعيش هنا اليس كذلك؟"
" لا, ولكن اعدك بأنني سأزورك كما فعلت دائماً"
ولكن رد فعله لم تكن توحي انه مطمئنا , ربما يريد شيئاً ملموساً اكثر , سحبت سلسلتها من تحت قميصها , السلسلة التي لم تمسها منذ ان وضعها ماكس حول عنقها , سحبت الخاتم منها ووضعت السلسلة من جديد حول رقبتها.ريحانة
طبعا كانت تفعل الشيء الصحيح . اشارت الى رايان بأصبعها وجلست على السرير فتوجه رايان وبعينيه البنيتين اسئلة كثيرة . ففتحت يده الصغيرة ووضعت الخاتم الذهبي في كفه.
" كان هذا الخاتم لأمي , هو الشيء الوحيد الذي املكه منها , وهو مهم جداً لي , اريدك ان تخبئه في مكان آمن , هكذا ستتأكد انني سوف ارجع, لن انساك ابداً. واذا احتجت إلي او احتاجني والدك..."
لقد انزلقت هذه الجملة من فمها ولكنها كانت تعنيها من كل قلبها.
" ليس عليك سوى الاتصال بي"
" اتصل بك عبر المحيط؟"
" اذا كان شيئاً مهماً يمكنك الاتصال عبر المحيط"
فعانقها رايان بشدة وهو يمسك الخاتم " احبك تيسا"
" احبك ايضا حبيبي" حاولت ان تخفي دموعها, فهي لا تريد رايان ان يراها تبكي , فغداً في هذا الوقت بالذات سوف تكون على متن طائرة عائدة الى نورواي وماكس ورايان قد استعادا حياتهما الطبيعية , ربما هذا افضل لرايان.منتديات ليلاس
وقف رايان عند نافذة المطبخ, بينما ماكس حمل حقيبتها وفي الوقت الذي كانت تقف فيه عند الرصيف وبينما كان ماكس يضع اغراضها في صندوق السيارة ويقفله , شعرت انه الوقت الملائم لتخطو خطوة نحو الامام او ليكون لها مستقبل معه.

Rehana 29-03-15 04:50 PM

رد: 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( الفصل العاشر و الخاتمة )
 
سألته " هل تريدني ان اعود في العيد؟"
لوهلة ظهر وكأن شيئاً عميقاً وحاراً في عينيه ولكنه عاد واختفى " هذا يعود لك"
كان جواياً بسيطاً بالنسبة لآخر فرصة " سوف اعلمك بالأمر " همست له , ولكنها كانت تفكر فيما اذا كان جوابه مؤلماً في الوقت الراهن ام لا.
فمغادرتها لماكس كان اكثر شيء مؤلم فعلته في حياتها, ولكنها فعلته . فتحت الباب بجانب السائق وودعتهما قائلة " اهتما بأنفسكما ماكس ورايان"
لم تبق لسماع الجواب لان دموعها كانت تنهمر على وجنتيها بغزارة.ريحانة
يوم الاثنين توجه ماكس الى غرفة رايان ليوضب ثيابه النظيفة. فوجد ابنه جالساً على الارض قرب السرير و بين رجليه علبة حذاء. فعلم ماكس ان ابنه كان يخبئ اغراضه في هذه العلبة الصغيرة التي وجدها في الحديقة. كانت تحوي الحجارة من كل الانواع والاشكال, ولكن مالفت انتباهه بطاقات بايسبول عدة , وعين هرة زجاجية كان ماكس يملكها.
ولكن في يديه الصغيرتين الآن شيئاً دائرياً ذهبياً, فبينما كان يوضب جواربه في الجارور سأله " ما هذا الشيء؟"
فأغلق رايان يده بسرعة حول الشيء , مذكراً ماكس بحركة تيسا الدفاعية , بينما كان متجهاً نحوه ببطء.
كانت تيسا في عقله دائماً, حتى عندما كان في حصة التعليم, لم يستطع النوم بشكل جيد ولم يبد اهتماماً ان لم يأكل . لو لم يكن هذا من اجل رايان ...
منتديات ليلاس
جلس ماكس قرب ابنه وسأله " هل استطيع رؤيته ؟"
ففتح رايان يده " تيسا اعطتني اياه"
فأسرعت نبضات قلبه " متى؟"
" قبل ان ترحل"
وضع ماكس ابهامه بلطف على الحجر الكريم " انه غالي جداً على قلبها "
" قالت لي انه يعود الى امها. لكنها اعطتني اياه , هكذا اعلم انها سوف تعود"
همس ماكس " لكن ليس قريباً جداً"
" ابي , هل سألت تيسا ان تبقى"
شعر ماكس بألم عميق في صدره .منتديات ليلاس
" لم تستطع ان تبقى رايان , لديها عمل تقوم به "
لقد شاهد الاخبار الليلة الماضية من اوسلو, والمراسلون يتحلقون حول الدبلوماسيين محاولين ان يعلموا شيئاً حول المفاوضات .
" ولكن هل سألتها ؟" اصرّ رايان على السؤال.
ادار ماكس الخاتم بين يديه وقال " لا, لم افعل"
" ولكن ابي كانت لتبقى لو سألتها , كان يمكن ان تعيش معنا لو سألتها , اعرف انها ستفعل"
" رايان..."
" لقد قالت لي ان احتجنا شيئاً سوف تأتي , لقد قالت هذا , ونحن بحاجة اليها , اليس كذلك؟"

Rehana 29-03-15 04:51 PM

رد: 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( الفصل العاشر و الخاتمة )
 
هل كانت المسألة بهذه البساطة التي طرحها رايان؟ لو سألها هل كانت بقيت؟
" اليس كذلك ابي؟"
وبوضوح تام, عرف ماكس ان ابنه على حق. فهما بحاجة اليها " نعم نحن بحاجة اليها "
" لقد قالت لي ان كانت هناك شيء مهم , فلنتصل بها عبر المحيط صدقاً" وشيك رايان اصابعه حول قلبه.منتديات ليلاس
" انني اصدقك , ولكن يجب ان افكر بعدة اشياء قبل ذلك, هل ترى مانعاً ان احمل خاتم تيسا معي الليلة ؟ اعدك انني سأهتم به وجيداً وسوف اعيده لك غداً"
" هل سيساعدك على التفكير؟"
" ربما"
مضت ساعات كان ماكس يحدق بالخاتم بقرب الضوء الذي جعله مشعاً.
الاضطراب الذي شعر به سابقاً لا يضاهي الذي يشعر به الآن , لقد احب تيسا , لقد احبها جدا , جعلها ترحل من حياته , لقد كان مغفلاً.منتديات ليلاس
لقد كان متمسكاً بطالبه واحتياجاته ولم يعط اهمية لاحتياجاتها , فحياة الطفولة التي عاشتها تيسا كانت بحاجة الى الطمأنينة والى يد تضمها , ولكن قبل ان تضحي بنفسها كانت تريد ان تتأكد انه يحبها . لقد عاتب نفسه مجدداً لانه كان مغفلاً واعمى عن كل هذه الاشارات.
لقد برهنت عن حبها كل يوم كانت فيه معه. لقد استطاع رؤية حبها لرايان ايضاً, ولكنه كان خائفاً ان يراه لنفسه . حتى انها قالت انها تحبه , ولكنه اغفل الامر واعتبره حماسة عابرة , ورفضه, فتيسا لم تقل يوماً شيئاً لم تعنيه , لكنه كان خائفاً من سماعه كما كان خائفاً من قوله , لانه خائف انه لم يكن كافياً لانه كان خائفاً ان تتركه مجدداً كمافعلت منذ تسع سنوات.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
تيسا كانت خائفة من ان تكون وحيدة , ان تكون مرفوضة مرة اخرى كما كان هو خائفاً من ان يكون مرفوضاً خصوصاً بعد موت ليسلى وبعد مغادرة تيسا .
ولكنه الوقت لنسيان الغضب ومتابعة الحياة , لعل افعاله في الاسابيع الماضية اقنع تيسا انه لا يحبها . لقد حلف ماكس مجدداً , مشمئزاً من نفسه , ولكن ماذا يستطيع ان يفعل الآن؟
شيء واحد اعطاه الامل, سؤالها قبل ان ترحل" هل تريدني ان اعود في العيد؟" طبعا يريد . لو قال لها انه يحبها لكانت اعادت التفكير في العمل في نيوهافن او في نيويورك او في اي مكان في البلد نفسه حتى يستطيعيان ان يشاهدا بعضهما البعض.منتديات ليلاس
لقد خافت كثيراً من تركها ترحل من جديد , لقد حول عملها الى شيء غير محتمل , ولكنه لم يكن عليه فعل ذلك, فلقد كان يمكنهما ان يتعايشا مع الوضع.
الليونة لم تكن يوماً من شيمه , ولكن في بعض الاوقات يجب ان يتغير فقد يفعل اي شيء ليكون مع تيسا.
نظر ماكس الى الساعة بجانبه كانت حوالي الخامسة صباحاً في اوسلو , لن يبقى المؤتمر ليوم آخر , ماذا لو اتصل الآن .. قبل ان يفقد صوابه , بحث عن الرقم الذي اعطته اياه تيسا وطلبه .

Rehana 29-03-15 04:52 PM

رد: 1142- الهاربة - كاري سوذرلاند - دار النحاس ( الفصل العاشر و الخاتمة )
 
رن جرس الهاتف في الفندق , وحبس انفاسه.
" ألو؟" ردت بصوت ناعس.
" تيسا انا ماكس"
" ماكس! هل هناك مشكلة ؟ هل حدث شيء لرايان؟"
" كلا" طمأنها بسرعة"رايان بخير "
فسمع صوتها قد ارتاحت " اذا لا افهم.."
ادار الخاتم على ابهامه وسألها " اردت ان اعلم ان كان لديك اية مشاريع بعد مؤتمر القمة؟"
عذبه ترددها وكان يأمل ان لا يكون لديها مشاريع. ولكن جوابها اراح قلبها" لا ليس لدي مشاريع"
اكملت تيسا الحديث" لقد حددت البارحة حجزي لبضعة ايام اخرى, كنت اريد البقاء لاقوم ببعض الابحاث"
لقد حان وقت الاستجابة لطلب قلبه الذي كان يخفق بقوة فسألها " هل تؤدين المجئ وتمضية العيد معنا؟"
السكوت الذي قابل سؤاله جعله يفقد الامل لحين سمع صوتها يقول " هل تريد مني ان اعود من اجل رايان؟"
وضع يده على قلبه واجاب " لا , اريدك ان تعودي الى المنزل من اجلي " وعندما لم تجب قال " تيسا ؟"
كان صوتها اجش ولكنه واضح عندما اجابت " سمعتك ماكس , وسأصل نهار العيد"
حاولت تيسا ان تقود على مهل ووصلت المنزل و اوقفت السيارة في الموقف. منذ مكالمة ماكس لم يكن في امكانها التفكير ولا العمل. ارادت ان تترك كل شيء كانت تعمل عليه و العودة سريعاً الى المنزل . ولكن التاريخ وحذرها اجبراها على انهاء مهمتها في اوسلو قبل الهروع الى ... لم تكن متأكدة حتى الآن . ولكن كان قلبها مليئاً بالامل اكثر مما كانت تتحمل.ريحانة
كانت الشمس تغيب وراء اشجار القبقب عندما وصلت وحملت حقيبتها وركضت الى باب ماكس. فتحه قبل ان يقرع ورأت الحب على وجهه وابتسامته المترددة و الهيام في عينيه البنيتين.
رفعت حقيبتها عن الارض وقالت له بنعومة " لقد عدت"
ضمها ماكس بين ذراعيه وقبلته الحارة جعلتها تحس بالدفء و الأمان .
اغلق الباب برجله وحملها الى غرفة الجلوس واجلسها قرب المدفأة . كانت الغرفة مضاءة وتوحي بالرومانسية والدفء. لكن لمسة ماكس هي التي اشعرتها بالحرارة .
" احبك تيسا , لم ارد ان اقول ذلك لاول مرة على الهاتف . كان يجب ان اقول ذلك منذ وقت طويل ولكن ان سمحت لي سأقولها الآن واريك كم اعنيها لبقية حياتنا ؟"
كلماته اشعرتها بالضعف ولم تعد قادرة على الوقوف فتعلقت به " احبك انا ايضاً, ولكن ماكس لا يمكنني ابداً اخذ مكان ليسلي..."


الساعة الآن 02:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية