منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   132 - كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - عبير القديمه ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166582.html)

فداني الكون0 23-09-11 08:28 PM

التفتت لين الى الغرفة التي ستعيش فيها ايامها القليلة المقبلة. اثاثها من الطراز الحديث والانارة في كل مكان: فوق السرير وطاولة الزينة والمغسلة. وهناك مرآة كبيرة مثبتة فوق الحائط تستطيع ان ترى فيها طولها كاملاً. وهناك راديو صغير قرب السرير ذي الفراش الناعم الوثير. استلقت لين فوقه وراقها اتساعه. تحركت فوقه يمنة ويسرى وسرت لتجربتها وقالت في نفسها: كيفما كانت نتيجة المؤتمر... ناجحة ام فاشلة... فالغرفة مريحة جداً وافضل بكثير مما توقعت.
اخرجت لين ثيابها واغراضها من حقيبتها. ثم وضعت ملابسها ورتبت نفسها ونزلت لتتناول الغداء.
حين وصلت لين الى نهاية السلالم وجدت الشاب الذي حمل لها حقيبتها يقف بانتظارها. قال وهو يصافحها بحرارة:
-اريد ان اعرفك بنفسي. اسمي جون هلويك. ما اسمك؟
-لين هيوليت.

فداني الكون0 23-09-11 08:29 PM



دعاها لتشاركه الطعام.
-شكراً يا جون. انا لا اعرف احداً هنا والحقيقة انني احضر اول مؤتمر في حياتي ولا اعرف صراحة ماذا افعل.
ضحكا سوية ثم قال:
-هذا هو ثاني مؤتمر احضره وعليك ان تلازمني واعدك بالمساعدة.
ثرثرا كثيراً وهما يتناولان طعامهما. ثم دخلا قاعة الاجتماعات لأن المؤتمر سيفتتح بعد قليل.
سرت برفقة جون كثيراً. لقد ابعد عنها الشعور بالوحدة بعد غياب كريس. تذكرت انها ستنتظر الساعات الطويلة قبل ان تراه من جديد. وقد وجود ساعد جون معها وثرثرته في ابعاد خواطرها المضطربة ولو لبعض الوقت عن كريس.
سر جون برفقة الحسناء الجميلة لين. وظنها حرة من اي ارتباط عاطفي مثله، فأخذ يبني بعض الآمال الوردية في خياله.
منتديات ليلاس
جلسا متقاربين في قاعة المحاضرات واستمعا الى المناقشات التي دارت، ثم تناولا طعام العشاء وقاما بنزهة بعد ذلك حول المركز استعرضا خلالها احداث المؤتمر، ما تقدم منه وما تأخر.
اخبرته لين عن همومها في مدرستها. وشرحت له محاولتها في استعمال وسائل تربوية حديثة في تعليمها، وكيف انها فشلت واجبرت على التخلي عنها بفضل العقلية الرجعية المتغلغلة في عقول زملائها الاساتذة وبعض اهالي الطلاب. ثم اخبرته بالنهاية المؤسفة حين تدخل مفتش اللغة الانكليزية (اغفلت ان تذكر له انها حضرت برفقته الى المؤتمر) وتآزر مع مدير المدرسة في حياكة مؤامرة ضدها فأجبرها على التخلي عن حلمها وحماسها.
شعرت لين انها ضخمت الحقائق اكثر مما يجب. ولكنها اسكتت ضميرها واقتنعت نفسها بانها الحقيقة...
علق جون على حديثها قائلاً:

فداني الكون0 23-09-11 08:31 PM


-افكارك الجديدة ممتازة. ولكنني اعتقد انك جريئة جداً في هذه المحاولة الجديدة. انت شجاعة جداً واعترف لك انه ليس باستطاعتي ان افعل مثلك...
اشفقت لين عليه، فبالرغم من كونه اكبر سناً منها الا انه قليل النضوج في اعماله وتفكيره، اذا ما قورن بكريس (وجدت لين ان كريس اصبح مثالها وهي تقارن به كل رجل تلتقيه). ان جون برأيها فتى غرير... وربما لن ينضج ابداً.
كان يوم السبت يوم محاضرات ومناقشات. وفي المساء ستقام حفلة راقصة للمشتركين. وابتهجت لين حين دعاها جون لمرافقته وقالت:
-سيساعدنا الرقص في التخلص من بعض الضجر والجمود. سننفس عن انفسنا...
-ربما ستتعجبين اذا عرفت انني احب الرقص مع انني ابدو جاداً في حياتي. لقد تعلمت الرقص لأن اصحابي الشباب يحبون الرقص وانا مسرور الآن لأنني فعلت ذلك.
رقصا سوية طوال الحفلة الساهرة. ولحظ الجميع انسجامهما وتقاربهما. كانت لين تدور في حلبة الرقص كالفراشة الطائرة وهي تفكر بيوم الغد... يوم اللقاء مع كريس من جديد...
نظر اليها جون باعجاب وقال:
-دعينا نسترح قليلاً يا لين.
امسك بيدها وقادها الى مقعد بالقرب من النافذة. وجلسا يرقبان الحديقة الجميلة حولهما. شد جون بلطف على يدها وشعرت لين برعشة وتساءلت في نفسها مذعورة: يا آلهي! كيف اخرج الآن من هذه الورطة. ربما يسيء فهم تصرفاتي وينجرف وراء احاسيس مضللة....
التفتت لين تفتش عن مخرج لائق ورأت السكرتيرة الشابة تتجه نحوها وهي تقول لها:
-لديك مكالمة هاتفية يا آنسة هيوليت. إذهبي الى المكتب.
سحبت لين يدها بلطف من بين يدي جون واعتذرت بسرعة. ركضت وقلبها يخفق بشدة. وعرفت المتكلم قبل ان تسمع صوته.
-انا لين هيوليت.
-هاللو لين. مرحباً يا لين. هل تذكرينني؟ انا الشاب الذي تكرم واحضرك الى المؤتمر بسيارته.

فداني الكون0 23-09-11 08:34 PM

ضحكت لين كثيراً. واكمل كريس حديثه قائلاً:
-رأيت ان اتصل بك واذكرك بموعدنا في الغد. كيف حالك يا حبيبتي؟ استساغت اسلوبه في التقرب منها ولكنها ارتبكت كثيراً وقالت:
-شكراً.
-هل تمضين وقتاً طيباً في المؤتمر؟
-نعم ولكن المؤتمر متعب للغاية ومضجر كذلك. ننتظر محاضرتك يوم الثلاثاء لتزيل عنا الضجر...
-ولكنك لا تبدين ضجرة؟
-صحيح. هذا بفضل صديق جديد تعرفت اليه وهو يساعدني في قتل الضجر والترفيه عني وقت الفراغ.
-وكيف ذلك؟ ومن هو؟
-انه الشاب الذي حمل حقيبتي يوم وصولي.
-اذكره جيداً. لقد انقض عليك كما تنقض الهرة على كرة الصوف.
ضحكت لين لدعابته ثم قالت:
-اسمه جون هلويك. انه شاب لطيف للغاية وكنا نتناقش سوية في مواضيع المحاضرات وهو رفيقي الليلة في الحفلة الراقصة....
صمت كريس قليلاً ثم عاود الحديث بانفعال وقال:
-لين... هل ترتدين لهذه الحفلة الفستان الابيض الخلاب الذي صنعته لك امك؟
-لا.
-الحمدلله...
-كريس. هل انت وحدك في المنزل؟
-نعم. والدتي خارج البيت ووالدي مسافر في رحلة عمل وانا اشعر بوحدة قاتلة يا لين.
تألمت من اجله وتمنت ان تقول له: وانا ايضاً وحيدة واشتاق اليك وافضل ان اكون قربك اكثر من اي شيء آخر. ولكنها قالت له:
-هل قابلت الآنسة كاستللا؟
-انجيلا؟ للأسف لا. انها في رحلة عمل خارج المنزل. ولقد اخبرتني والدتي انها ستعود في الغد وانا انتظر عودتها. منتديات ليلاس
-علي ان اقفل الخط يا كريس. لقد حضر جون يفتش عني.
-افهم (بدا غاضباً جداً) سأمر عليك غداً في الثانية والربع بعد الظهر. طبت مساء.
قطع كريس الخط بسرعة وقبل ان يسمع تكملة حديثها نظرت لين الى الهاتف وقالت في نفسها: لو استطيع ان اتصل به من جديد لأقول له ولو مرة واحدة انني احبه واحبه كثيراً...
مشت دون هدف وافكارها مضطربة... مشت تفتش عن رفيقها الجديد، لأنه لم يحضر ليفتش عنها كما ادعت.

فداني الكون0 23-09-11 08:39 PM


انتهت جلسة المؤتمر لصباح يوم الأحد. وبعد الغداء ارتدت لين بنطلوناً ازرق مع بلوزة بيضاء ولبست فوقهما سترة واقية من المطر لونها ازرق ايضاً. وانتعلت جزمة مريحة للمشي في الطرقات الجبلية.
نزلت تنتظر وصول كريس في المدخل الرئيسي للبناية وقد حملت معها حقيبة صغيرة تضم بعض الثياب التي تحتاجها. وفي تمام الثانية والربع حضر كريس وقفز السلالم في اتجاه المدخل الرئيسي. دخل فجأة ووضع يديه فوق خصرها وجذبها اليه بقوة وابتسم وهو يقول بصوت مرتفع:
-اهلاً يا حبيبتي. (نظر خلفها وكأنه مع شخص آخر)... مع السلامة.
ثم التفتت الى لين ونظر اليها قائلاً:
-هل انت جاهزة يا حبيبتي؟
حمل حقيبتها وامسك بيدها ليقودها. واستدارت لين خلفها فرأت جون هلويك يقف حزيناً محطماً كأنه لا يصدق ما يرى او يسمع.
تنهدت لين بعمق وقالت مذعورة:
-يا الهي! لقد اخبرته انك لست صديقاً.
-اعرف ذلك (كان لا يزال يبتسم مرتاحاً) لقد سمعتك.
-ولكنها الحقيقة.
-الحقيقة؟ (رماها بنظرة ساخرة ثم عاود ابتسامته التي تنم عن الرضى).
سحبت لين يدها من بين يديه وقد امتلأت مآقيها بالدموع. دخلت السيارة ونظرت خلقها من جديد تبحث عن جون كان لا يزال على حاله: حزيناً وكئيباً.
قالت:
-مسكين جون. لقد تركته محطماً.
قال كريس متهكماً:
-سيكتشف قريباً ان هناك اسماكاً كثيرة في البحر. هناك حل واحد لمشكلتك هذه: عند عودتك عليك ان تخبريه انني لست صديقك بل زوجك.
بان الغضب عليها واستدارت قائلة:
-لو لم تكن تقود السيارة لضربتك.
ضحك كريس بصوت مرتفع طويلاً وقال:
-هذا مثير. تخامرني الرغبة في ان اتوقف لأرى ماذا ستفعلين.
صرخت لين وقد انزعجت من سخريته ومزاحه. هل من المعقول ان تصبح زوجته؟ ران صمت بينهما ثم قال:
-لين؟


الساعة الآن 01:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية