منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي (https://www.liilas.com/vb3/f186/)
-   -   اجاثا كريستي , الجرائم الابجدية او القاتل الخفي (https://www.liilas.com/vb3/t55407.html)

المرآة 11-12-07 02:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qur3an (المشاركة 1117479)
الله يرضى عنك أختي المرأة ..

لم يبق إلا القليل .. و لعلي أتعلم الصبر وأنا أنتظر إكمالك للروايات ..

ألف مليون شكراً

ههههههههههههههه
والله ردك ظريف يا اخي ...وهاي تكملة الرواية....
واكيد الصبر مفتاح الفرج.

المرآة 11-12-07 02:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوسى كات 2000 (المشاركة 1118039)
هااااااى المرأة كيفك اين التكملة؟ انا منتظرة

اهلا ..اختي الكريمة هاي التكملة...انشاء الله تعجبك النهاية.

بوسى كات 2000 11-12-07 02:44 PM

اختى المرأة الجميلة هاااى انا معاكى و منتظرة الجزء الاخير على نااااااااااااار

المرآة 11-12-07 04:58 PM

كنا جالسين في اهتمام وترقب ونحن ننصت الى بوارو وهو يكشف لنا عن جميع الحقائق في جرائم "ا.ب.س" قال :
- كان اهم ما يشغل فكري هو لماذا ارتكبت هذه الجرائم ..نعم لماذا ارتكب المجرم هذه الجرائم ؟ ولماذا اختارني انا بالذات للتحدي ؟ ولهذا يشهد صديقي هاستنغز انني كنت مهتما ومضطربا عندما استلمت الرسالة الأولى لأني احسست ان حقيقة الأمر اخطر مما يبدو في ظتهره
وهنا قال فرانكلين كلارك في جفاف :
- وثبت انك كنت على حق في هذا الشعور يا مسيو بوارو
- نعم ولكنني اخطات حين اهملت هذا الشعور القوي ونظرت اليه على انه نوع من الإلهام او الإسراف في الخيال او التخمين وكلنا يخمن طبعا والتخمين قد يكون صحيحا او خاطئا فاذا كان صحيحا سمي الهاما واذا كان خاطئا اهمل امره ولكن ما نسميه الإلهام ليس في الواقع الا شعورا باطنيا قائما على اساس من الخبرة والإستنتاج المنطقي فعندما يشعر احد الخبراء بان ثمة خطأ ما في لوحة تاريخية او قطعة اثرية او توقيع على شيك فان الشعور بالخطأ ياتي نتيجة مجموعة كبيرة من التفاصيل ..انه في غير حاجة لأن يفحص هذه التفاصيل بدقة كل منها في حدة ولكن خبرته تجمع هذه التفاصيل وتجعله يحس بالنتيجة
وصمت بوارو برهة قبل ان يستطرد قائلا :
- وعلى هذا الأساس احسست ان شيئا ما خطيرا يكمن وراء تلك الرسالة الأولى ولكن ادارة اسكوتلانديار سخرت منها وقالت انها مجرد دعابة ثقيلة من احد الفارغين التافهين ولم يلبث حادث اندوفر ان اثبت اني كنت على حق في ذلك الشعور الخفي ولم اعرف بطبيعة الحال المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة ...وهكذا اوجب علي ان احاول التعرف عليه من دلالات الرسالة وطريقة ارتكاب الجريمة وشخصية المجني عليها
ولكن اهم من هذا كله هو ان اعرف لماذا ارتكب هذه الجريمة و لماذا اختارني المجرم بالذات ليبعث الي برسائله
فقال فرانكلين كلارك
- رغبته في الشهرة والظهور
وقالت تورا جراي
- لاشك ان الشعور بمركب النقص هو المبرر لهذه الجرائم
- هذا هو التبرير الواضح ولكن لماذا ارسل الي انا هيركيول بوارو ؟
اذا كانت الشهرة بغيته فلماذا لم يبعث برسائله الى اسكوتلانديار او الى احدى الصحف ؟ انه لو فعل هذا لظفر بالمزيد من الشهرة ان كانت الشهرة بغيته حقا فلماذا اذن اختارني انا بالذات ؟ هل اختارني لأسباب شخضية ؟ هذا ما لم اعرفه في حينه
وصلت الرسالة الثانية التي اعقبها حادث مقتل بيتي بارنارد في بكسهيل وقد اثبتت الحروف الهجائية في اسماء عديدة ولكنني مرة اخرى اقول ان السؤال المهم جدا ظل بلا جواب وهو لماذا يرتكب المجرم هذه الجرائم ؟
وهنا تململت ميجان بارنارد في جلستها وقالت :
- الا يوجد شيء اسمه شهوة القتل ؟
- اجل يا آنسة ..يوجد شيء اسمه شهوة القتل فعلا ولكن هذه الشهوة اذا استبدلت برجل ما والعادة ان يكون مجنونا فانها تدفعه الى القتل بالجملة الى قتل اكبر عدد من الناس واهم ما يشغل بال مثل هذا القاتل هو تغطية كل اثر ينم عليه لا ان يعلن مع كل جثة دليل "ا.ب.س" للسكة الحديدية ؟ لقد كان في مقدوره ان يرتكب هذه الجرائم الخفية تاركا عبئها يقع على اشخاص يمكن الإشتباه فيهم مثل المستر آسكر زوج الضحية الأولى والمستر دونالد فريزر خطيب الضحية الثانية
وهكذا..
اذن لماذا حرص على ان يركز الإتهام على شخصه بالذات ؟ هل هو الدافع لأن يكون شهما كريما ؟ وهل يمكن ان تعرف الشهامة طريقها الى قلب قاتل كهذا ؟
وصمت بوارو برهة ثم استطرد يقول :
- على ان هناك معالم استطعت بها ان اعرف شيئا عن عقلية المجرم ونفسيته فقال فريزر :
- مثل ماذا ؟
- اولا ادركت ان له عقلية جدولية ..لقد راى ان من الأهمية بمكان ان يرتكب جرائمه حسب الحروف الهجائية لأسماء الضحايا فلو لم تكن له عمليه جدولية لما اهتم للأمر كهذا كل الإهتمام ومن ناحية
اخرى لم يكن له احساس خاص نحو الضحايا فان المسز آسكر وبيتيت بارنارد والسير سيرميكال يختلفون بعضهم عن بعض اشد الإختلاف اي لم يكن في الموضوع عقدة جنس ولا عقدة سن معينة وهذا من الأسباب التي حيرتني كثيرا
فالمجرم حين يعمد الى ارتكاب جريمة ما ولا سيما اذا كانت جريمة محكمة اشد الإحكام فانما يهدف بذلك الى ازاحة شخص ما يضايقه من الطريق ولكن الحرص على ارتكاب هذه السلسلة من الجرائم حسب الترتيب الهجائي لأسماء الضحايا لا يتفق مع هذه النظرية ولكن هذه عقلية جدولية قد تدل من جهة اخرى على كراهية متأصلة للحروف الهجائية
وشيء آخر اسمح به لنفسي في ميدان الإستنتاج وهو ان اختيار دليل للسكة الحديدية ينم عن طبيعة ذكرية لأن الأطفال الذكور هم الذين يحبون اللعب بادوات السكك الحديدية كالقطارات والقضبان وما دمنا دخلنا في ميدان اللعب يمكن ان نقول ان للمجرم المجهول عقلية صبيانية
والطريقة التي ماتت بها بيتي بارنارد قد اوحت الي باستدلال آخر ومعذرة يا مستر فريزر فان استعمال حزامها هي في قتلها دليل على ان القاتل كان على علاقة مودة ومداعبة معها واستطيع ان اتصور انه فك حزامها مداعبا ثم لفه حول عنقها مداعبا وهو يضحك قائلا " هل اخنقك" وبينما هي تشاركه الضحك يكون هو قد بدأ في حنقها فعلا
ونحن نعرف الآن ان بيتي كانت فتاة تحب الغزل وتميل الى الرجل الوسيم الذي يعرف كيف يجذبها
بشخصيته اللطيفة وفي هذه الحالة ينبغي ان يكون القاتل شخصا جذابا للنساء بصفة عامة
وهنا حاول دونالد فريزر ان يحتج ولكن بوارو اسرع وقال :
- انتهينا من هذه النقطة يا مستر فريزر ولننتقل الى الجريمة التالية ..الى مصرع السير سيرميكال كلارك وهنا نجد المجرم يعود الى طريقه الأولى ..الضرب على الراس وهنا ايضا نجد عقدة الأحرف الهجائية واضحة ولكن جريمة سيرستون هذه لم تزودني الا بالقليل جدا من المعالم لأن الرسالة التي ارسلت الي اخطأت طريقها في العنوان مرتين حتى وصلت متأخرة اي بعد وقوع الجريمة
ولكن عندما اعلن المجرم جريمة "د" اتخذ رجال المباحث اجراءات ضخمة وظهر واضحا ان المجرم لن يستطيع الإفلات هذه المرة من العدالة وفي الوقت نفسه كنا قد علمنا ان القاتل يبيع الجوارب النسائية لحساب مصنع ما ولكنني في الحقيقة لم اكن اتوقع ان يكون على ذلك الشكل الذي وصفته به المس جراي لأ، هذا الشكل لم يكن يتفق مع الصورة التي تخيلتها عنه ليكون قاتل بيتي بارناد وننتقل الى المراحل التالية بسرعة ....لقد ارتكبت جريمة رابعة وكان المجني عليه في هذه المرة رجلا يدعى جورج ايرسفيلد وقد افترضنا ان القاتل حسبه رجلا يدعى داونز على نفس الشكل والحجم وكان يجلس بجانب المجني عليه في السينما
وهنا تدور اخيرا عجلة الحظ ضد القاتل وتعتبر القضية _ كما قال هاستنغز_ منتهية، واعتقد انها بالنسبة للراي العام وللجميع منتهية ايضا لأن القاتل في السجن ينتظر صدور الحكم عليه ولكن في هذه القضية تظهر ثغرة بسيطة مزعجة وهي شهاذة المدعو سترانج عن ليلة وقوع الجريمة الثانية
في بكسهيل وقال فرانكلين كلارك عندئذ :
- نعم...هذه ثغرة واضحة تحتاج الى تفكير عميق
فأومأ بوارو براسه وقال
- تماما يا مستر كلارك وهذا التفكير العميق يجعلنا نفترض مثلا ان قاتل بيتي بارنارد ليس المستر سوست وانما شخص آخر انتهز فرصة هذه الضجة ليرتكب هذه الجريمة وهو مطمئن الى انها ستضيع بين سلسلة الجرائم الأخرى التي يرتكبها مجرم "ا.ب.س" هذه نظرية معقولة وتؤيدها السوابق التي حدثت في جرائم " جاك السفاح"
ذلك ان كثيرا من المجرمين انتهزوا الفرصة وراحوا يقتلون بطريقة " جاك السفاح" ليلقوا تبعة الجرائم عليه
ويزيد من تاييد هذه النظرية ان الرجل الذي استطاع ان يجتذب بيتي بارنارد اليه ثم يقتلها لابد ان يكون رجلا جذابا له طريقته الخاصة مع النساء وهذه الصفات غير متوفرة في المستر سوست
ولكن يمكن ان نهدم هذه النظرية من اساسها بقولنا ان جريمة اندوفر كانت تبدو للراي العام جريمة عادية لا تدل على انها الأولى في سلسلة من الجرائم لأننا لم ندكر للصحف ايه تفاصيل عن رسائل القاتل الي او عن وجود دليل السكة الحديدية بجانب الجثة ومعنى هذا ان قاتل بيتي بارنارد لم يكن يعلم ان هناك سلسلة من الجرائم في طريقها الى الحدوث
وهنا وجدت نفسي امام عقدة لا اعرف لها حلا ولكنني في الوقت نفسه كنت اشعر ان هناك شيئا خطيرا في الرسائل التي كانت تصلني كنت اشعر نحوها بشعور الخبير الفني امام لوحة مزيفة انه يشعر بخبرته وعقله الباطن انها مزيفة ولكنه لا يدري لماذا ؟ ومن ثم عدت افحص هذه الرسائل واعيد قرائتها حتى ادركت اخيرا سر شعوري الغامض نحوها
وهنا قال فرانكلين كلارك باهتمام :
- وما هو هذا السر يا مسيو بوارو ؟
- شعرت ان هذه الرسائل لم يكتبها رجل مجنون كما ظننا جميعا وانما كتبها رجل عاقل يتمتع بذكاء خارق للعاذة
فهتفت انا قائلا في دهشة :
- ماذا ؟
- نعم يا عزيزي هاستنغز ان كاتب هذه الرسائل اراد ان يجعلها تبدو كانما هي مكتوبة بيد رجل مجنون بينما الأمر في الحقيقة غير هذا
فقال فرانكلين كلارك :
- ان هذا غير معقول يا مسيو بوارو
- حسنا لنفكر مليا في الأمر ماهو الهدف من كتابة هذه الرسائل ؟ الهدف هو تركيز الإنتباه على
كاتبها لتركيز الأنظار على الجرائم وبدا لي ان تركيز الإنتباه على المجرم والجرائم لا معنى له وفجأة وضح الأمر امامي وضح لي ان العرض هو تركيز الإنتباه على عدد من الجرائم على مجموعة من الجرائم
الم يكن شكسبير هو القائل " انك لا تستطيع ان ترى شجرة في وسط غابة اشجار" وهذا يعني ان الإنسان لايرى دبوسا معينا بين مجموعة دبابيس ولكنه يراد اذا كان مفردا
وهذا ايضا يعني ان الجريمة الواحدة تكون مكشوفة والدافع اليها يبدو واضحا اما اذا كانت بين مجموعة من الجرائم التي لايعرف احد لها حافزا او باعثا فانها تتوه او تضيع بينها
ووجدت نفسي اواجه مجرما خارق الذكاء مجرما داهية قاسيا جريئا له طبيعة المغامر المحترف وهذه الصفات كلها لاتنطبق على المستر سوست باية حال من الأحوال ..انه ببساطة ليس الرجل الذي يرتكب كل هذه الجرائم بمثل هذه الأحكام
اما المجرم الحقيقي فهو رجل مختلف تماما رجل له مزاح صبياني يدل عليه الترتيب الهجائي ودليل السكة الحديدية رجل جذاب للنساء ولا يهتم كثيرا بالنفس الإنسانية وله مصلحة خاصة اكيدة في جريمة من هذه الجرائم
اذا وقعت جريمة ما فماذا يخطر ببال المحققين لأول وهلة ؟ انه البحث عن الدافع على القتل ومعرفة اين كان الذين يدور حولهم الإشتباه ومن هم الذين سينتفعون من وراء ارتكاب هذه الجريمة
فاذا كان الدافع الى القتل واضحا جدا فان المشتبه في امره عندئذ _اي المجرم الحقيقي_ يبذل قصارى جهده ليقيم الدليل على انه كان بعيدا عن مسرح الجريمة عند وقوعها ولكن هذا الجهد كثيرا ما ينكشف امره وكثيرا ما يكشف التحقيق بطلان الأدلة التي يمكن ان يسوقها المجرم لإثبات براءته ولهذا كله راى مجرمنا ان يحصن نفسه بسد منيع من الأدلة ففكر في هذه السلسلة من
الجرائم التي تبدو في انظار الجميع انها جرائم مجنون تطغي عليه شهوة القتل
وما علي الآن الا ان استعرض هذه الجرائم المختلفة لأهتدي من ورائها الى الأشخاص الذين يمكن ان يدور الإشتباه حولهم ثم احاول ان اركز الإتهام كله في شخص واحد بينهم يكون هو صاحب مصلحة اساسية في ارتكاب جريمة منها ثم ارتكب الجرائم الباقية لتضيع الجريمة الأصلية بينها
ولنبدأ بجريمة اندوفر ان اول شخص يمكن ان نشتبه فيه هو فرانز آسكر زوج المجني عليها ولكن شخصية آسكر لا تدل اطلاقا على ان في مقدوره تدبير وتنفيذ هذه السلسلة من الجرائم
فلننتقل اذن الى جريمة بكسهيل والإشتباه فيها يدور حول المستر دونالد فريزر ...انه شاب ذكي له عقلية رصينة مدبرة يمكن ان تضع خطة محكمة لمثل هذه السلسلة من الجرائم
ولكنني عرفت انه نال اجازته السنوية في الأسبوعين الأولين من شهر اغسطس وهذا لا يتيح له اطلاقا ان يرتكب الجريمة الأولى او الجريمة الثالثة في سيرستون ثم لماذا يرتكب جريمة بكسهيل بدافع الغيرة ؟ انه مبرر ضعيف لأسباب كثيرة اذ لم يثبت بصفة قاطعة ان بيتي امعنت في خيانته
امعانا يدفعه الى قتلها ثم انها لم تكن زوجته ..وحتى لو كانت كذلك لما ارتكب هذه السلسلة من الجرائم للإنتقام من فتاة يمكن ان يفترق عنها ببساطة كما يفترق اي خطيب عن خطيبته لا ان الغيرة في هذه الحالة لا تبرر اطلاقا ارتكاب هذه السلسلة من الجرائم
ومن ثم ننتقل الى الجريمة الثالثة ...وهنا نجد انفسنا واقفين على ارض من الحقائق الواضحة والمبررات القوية فقد كان السير سيرميكال كلارك رجلا واسع الثراء فمن الذي سوف يرثه بعد وفاته ؟ زوجته التي من حقها ان تستمتع بالثروة اثناء حياتها ثم تنتقل بعد ذلك الى اخيه فرانكلين كلارك ؟
كلنا نعرف ان الزوجة في حالة احتضار بطيء الآن
واستدار بوارو ببطء حتى تلاقت نظراته بنظرات فرانكلين كلارك ثم استطرد قئلا
- كنت واثقا عندئذ ان ذلك الشخص الذي طالما فكرت فيه على انه صاحب الرسائل"ا.ب.س" ليس احدا سوى فرانكلين كلارك ..انه الشخصية المغامرة التي طافت كثيرا خارج البلاد والذي يتمتع بجاذبية خاصة للنساء تجعل في مقدوره ان يتعرف ببساطة على اية فتاة جميلة في مقهى جنجركات وان يتواعد على اللقاء سرا انه الشخصية ذات العقلية الصبيانية كما قالت الليدي كلارك الذي يميل الى قراءة كتب المغامرات مثل كتاب "اطفال السكة الحديدية" للكاتب نيسيت كما ذكر لي بنفسه انه كان يقرؤ ه للمرة الثانية...نعم ان كل الصفات المتوفرة في كاتب تلك الرسائل كانت تنطبق تماما على فرانكلين كلارك
وضحك فرانكلين كلارك عاليا وقال :
- حقا انك نابغة يا مسيو بوارو وماذا عن صاحبنا سوست الذي فبض عليه ودماء المجني عليه في الجريمة الرابعة على كم معطفه وعن السكين التي وجدت في مسكنه ؟ انه ينكر الجرائم الثلاث الأولى ولكن...
- انك مخطىء في هذا يا مستر كلارك ..لقد اعترف بارتكابه للجرائم كلها
- ماذا ؟ اعترف ؟ أتقول اعترف ؟
- نعم..انني ما ان فرغت حديثي معه حتى اصبح يعتقد مجرد اعتقاد انه هو الجاني
- ومع ذلك فانت غير مطمئن ؟
- نعم لأني ما ان رايته حتى ايقنت تماما ان هذا الرجل لا يمكن ان يكون الجاني باي شكل ليست له الجرأة ولا الأعصاب ولا التفكير الآزم لتدبير وتنفيذ هذه السلسلة من الجرائم ولكنني ادركت حين رايته انه الشخصية التي اتخذها القاتل الحقيقي ليختفي وراءها ثم يقدمها للعدالة في النهاية باعتبارها المجرم الحقيقي وكانما لم يكفك يا مستر كلارك ان ترتكب هذه الجرائم كلها وانما ابيت الا ان تقدم عن نفسك كبش فداء
واعتقد ان الفكرة نبتت في ذهنك عندما التقيت مصادفة بالمستر سوست في احد المقاهي ولعل اسمه العجيب لفت انتباهك ثم ازداد اهتمامك به حين رايت شخصيته الواهنة الضعيفة المسالمة
وكنت في ذلك الحين تستعرض في ذهنك مختلف الوسائل لقتل اخيك
- احقا ؟ لماذا ؟
- لأنك كنت شديد القلق على المستقبل كنت تخشى ان يتزوج اخوك بسكرتيرته تورا جراي بعد وفاة زوجته الليدي كلارك وينجب منها وريثا لثروته لاسيما وقد كان اخوك محتفظا بقوته وحيويته
وفي هذه الحالة تظل انت طيلة حياتك شريدا مفلسا وان خبرتك التي اكتسبتها من رحلاتك في الخارج ومن علاقاتك مع النساء جعلتك تدرك ان تورا جراي من النوع الصياد الذي يجري وراء الرجل الثري وهكذا قررت ان تبادر وتؤمن مستقبلك بالقضاء على اخيك قبل ان تموت زوجته وقبل ان تسنح له فرصة الزواج بتورا جراي
ولما التقيت بالمستر سوست وعرفت اسمه الكامل بدأت فكرة جرائم ا.ب.س تتبلور في ذهنك لاسيما حين علمت انه مصاب بالصرع ايضا وبنوبات من الصداع المؤلم الذي يجعله كما قال لك لايكاد يشعر بما يقول او يفعل واختمرت الفكرة في ذهنك وتبينت كل معالمها وقررت ات ترتكب سلسلة من الجرائم تضيع بينها جريمة سيرستون على ان تكون اسماء الضحايا مطابقة للتسلسل الأبجدي وهو التسلسل الذي اوحى به اليك الكسندر بونابرت سوست اي ا.ب.س تجعل منه كبش فداء وكان تدبيرك عجيب محكم اذ كتبت باسم ا.ب.س رسالة على آلة كاتبة عندك تطلب فيها من احد المصانع كمية من الجوارب والملابس النسائية الذاخلية واعدت كمية من كتب دليل ا.ب.س للسكة الحديدية في لفافة تبدو كأنها لفافة تحتوي على علب جوارب نسائية وملابس ذاخلية وكتبت له هو رسالة على الآلة الكاتبة باسم مصنع تعرض عليه البيع مقابل مرتبا مجزيا وعمولة ثم كتبت على نفس الآلة مجموعة الرسائل التي نويت ان ترسلها الي باسم ا.ب.س ثم ارسلت الآلة الكاتبة نفسها الى سوست على اعتبار انها هدية من مصنع الجوارب اليه وشرعت بعد ذلك تبحث عن ضحايا تبدأ اسماؤهم بالأحرف ا.ب.س على ان يكون كل منهم مقيما في بلدة يطابق الحرف الأول من اسمها الحرف الأول من اسمه
وبدات ببلدة اندوفر ووقع اختيارك على المسز آسكر حين قرأت اسمها بوضوح على اللافتة وحين رايت انها امرأة عجوزا وحيدة يمكن قتلها بسهولة اما الحرف "ب" فقد استلزم منك مناورة غرامية بارعة لكي توقع بيتي بارنارد في حبائلك ولكي تخرج معها للنزهة في اماكن بعيدة زاعما لها انك رجل متزوج ولا تحب ان ينتشر امر علاقتك بها
ولما تمت جميع تدابراتك الأولية ارسلت الي رسائل التحدي وارسلت الى سوست قبل كل جريمة باسم المصنع تعليمات تأمره فيها بالذهاب الى مسرح الجريمة في نفس يوم وقوعها بحجة بيع جوارب لسيدات معينات دكرت له اسماءههن فمثلا جعلته في صباح يوم ارتكاب جريمة اندوفر يذهب الى اندوفر ويبيع او يعرض الجوارب على المسز آسكر والمسز فاولر جارتها وبعض السكان الآخرين وكذلك فعلت في كل من جريمة بكسهيل وسيرستون طبعا كان المسكين يذهب وهو خالي الذهن تماما من الجرائم التي ترتكب باسمه من وراء ظهره وهكذا نحجت في ارتكاب جريمة اندوفر وفي ارتكاب جريمة بكسهيل ..ولكنني واثق تماما انك قتلت بيتي بارنارد قبل منتصف اليل الرابع و العشرين من يوليو على سبيل ضمان النجاح
وننتقل الآن الى الجريمة الثالثة ...الجريمة الهامة في نظري الأساسية التي اردت ان تجعلها تضيع بين هذه السلسلة من الجرائم وهنا اشكر صديقي هاستنغز الذي كان اول من لفت نظري الى عنواني الذي كتب خطأ عن عمد على مظروف الرسالة لكي يصلني متأخرا اي بعد وقوع الجريمة نعم لقد تعمدت ان تكتب العنوان خطأ حتى تضمن ارتكاب جريمة سيرستون الأساسية قبل ان يتذخل رجال المباحث في الأمر وهذا ايضا يفسر اختيارك لي بالذات لكي تبعث لي بالرسائل ...لقد اخترتني بالذات لأن في مقدورك ان تكتب عنواني خطأ ..اما لو اخترت اسكوتلانديار او احدى الصحف لما امكنك ان تكتب العنوان الخطأ وحتى لو كتبته فان ادارة البريد كانت سترسله فورا الى العنوان الصحيح والواقع ان هذا التفكير يدل على عقلية جبارة خارقة للذكاء
وبعد نجاحك في ارتكاب الجريمة الثالثة التي اقامت الدنيا واقعدتها رايت ان تختم سلسلة الجرائم بجريمة رابعة تبعد بها كل اشتباه في امرك وتجعلها واضحة المعالم كثيرة الأخطاء بحيث تنتهي بالقبض على الفداء وهكذا اخترت دونكاستر مسرحا لها وحددت يوم الإحتفال بعيد سانت ليجير واخترت رجلا اي رجل كان في طريقه الى السينما بعد ان رايت سوست يدخلها وكنت تسير وراءه تتعقبه لتنتز اول فرصة سانحة ترتكب فيها جريمة وتلقي بعبئها عليه
وساعدك الحظ ودخلت وجلست على مقربة من سوست ونهضت قبل نهاية العرض وسرت في طريق الخروج ثم تضاهرت بانك تعثرت وبان قبعتك وقعت على مقعد امامي واثناء استردادك لها طعنت الرجل الجالس بجوارها بالسكين في القلب تماما ولم يهمك اسمه يبدأ بالحرف "د" ام لا لأنك كنت تعتقد انه لابد ان يكون بين المتفرجين رجل يبدأ اسمه بهذا الحرف فيظن الناس انه كان هو المقصود ولكن المجرم أخطأه وايا كان الأمر فقد كان هدفك الأساسي هو ان ينكشف امر الجريمة الرابعة وان تثبت على المستر سوست ولهذا تعمدت ان تصطدم به عند الخروج من السينما حين انتهزت فرصة عدم الإضاءة الكاملة والزحام والإصطدام به من الخلف فمسحت نصل السكين او جانب منها في كم معطفه ثم اسقطتها في جيب المعطف
ويمكننا ان نتصور حالة المسكين سوست حين يعود الى غرفته بالفندق فيجد الدماء على كمه والسكين في جيبه ثم حين يربط بين هذا كله وبين ما يقرؤه عن سلسلة الجرائم التي يرتكبها رجل يدعى ا.ب.س وحين يتذكر انه كان موجودا في مسرح كل الجريمة في نفس يوم وقوعها
لاشك ان الأمور اختلطت في عقله وخامره الشك في نفسه وفي انه ربما يكون قد ارتكب هذه الجرائم على غير شعور منه
ولكن ..ماذا عن الرسائل ؟ ان المسكين يخرج من غرفته من مسكن المسز ماربري في لحظة ياس ويمضي شاردا بلا مال او هدف ولكن الى اين ؟ ان قدميه تقودانه الى اندوفر وهناك وقف يتامل دكان المسز آسكر الضحية الأولى ثم انصرف عنها حث فاجأته نوبة الصرع وهو يذخل مركز الشرطة ولما اعترف لي لحظة ياس واستسلام للمصير بانه ارتكب هذه الجرائم ازددت يقينا من نظريتي
وهنا قال فرانكلين كلارك :
- ان نظريتك هذه غريبة شادة
- لا يا مستر كلارك لقد كنت آمنا على نفسك لعدم وجود ادلة اما الآن فقد توافرت الأدلة على اتهامك
- أدلة ؟
- نعم لقد عثرنا على العصا التي استعملت في جريمة اندوفر وسيرستون وهي عصا عادية الشكل ولكن طرفها الأعلى مفرغ ومصبوب فيه رصاص عثرنا هليها في خزانة قديمة بقصر اخيك في بلدة سيرستون وتعرف على صورتك ثلاثة من الذين كانوا في السينما وقالول انك كنت احد الخارجين منها بعد انتهاء العرض الذي وقعت اثناءه الجريمة الرابعة وتعرفت على صورتك ميللي هيجلي وفتاة اخرى تدعى سكارليت رانز في مشرت رودهاوس الذي جلست فيه مع بيتي بارنارد في ليلة وقوع الجريمة
واخيرا وهذا هو الأهم عثرنا على بصمة من بصمات اصابعك على الآلة الكاتبة التي وجدناها في غرفة المستر سوست فلو انك كنت بريئا لما كان لك اي شان بها.

المرآة 11-12-07 05:09 PM

الفصل التاسع عشر

الخاتمة


وساد الصمت برهة وفجأة قال فرانكلين كلارك :
- انني لست آسفا على ما فعلت ..لقد كنت اريد ان اضمن مستقبلي ثم دس يده في جيبه واخرج مسدسا صغيرا وضعه على جانب راسه ولكن بوارو كان له بالمرصاد فضربه على يده والقى المسدس بعيدا
ودخل في تلك اللحظة اثنان من رجال اسكوتلانديار كانا في الغرفة المجاورة والقيا القبض على فرانكلين كلارك
والتفت بوارو نحوي باسما وقال :
- لقد خانه الذكاء اخيرا ..لأن الحقيقة لم نجد آثار بصمات لأصابعه على الآلة الكاتبة ولكنها حيلة قديمة اوقعته بها في فخ الإعتراف
ونهضت تورا جراي شاحبة الوجه اتنصرف فقال لها بوارو :
- انني آسف يا مس جراي لقد طار العصفوران من يدك
واندفعت الى باب الخروج دون ان تجيب من فرط الغضب
- اما انت يا مس ماري دراور فارجو ان تتأكدي من ان صاحبك يبادلك الحب قبل ان تتمادي في علاقتك به
ثم ابتسم واردف قئلا للشاب دونالد فريزر حين رآه ينهض ممسكا بيد ميجان بارنارد :
- لاتخجل يا مستر فريزر من مصارحة ميجان بحقيقة مشاعرك فالواقع انها تبادلك الحب ولكن مأساة بيتي تقف عقبة في سبيلكما اذكر دائما ان الحياة اقوى من الموت وان الحب اجمل ما في الحياة
ثم قال بعد انصراف الجميع :
- اما المستر سوست المسكين فيجب ان اعرضه على طبيب عيون لكي يصنع له نظارة جديدة لأنني اعتقد ان صداعه المؤلم ناشيء من سوء حالة نظارته الطبية.


الساعة الآن 05:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية