منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t208765.html)

Rehana 04-02-23 08:41 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
أعادها صوته الى الواقع وقالت في نفسها إنه من الغباء ان تخبره انها عرضت الحقيقة. التقطت معطفه وأسرعت بالنزول عبر الدرج .
كان عقلها مشوشاً بأفكار عديدة . ماذا ستفعل ؟ فكرتها الأولى التي خطرت لها حثتها على الرحيل واليوم إذا أمكن . لكن إذا فعلت فلن يتسنى لها ان تنتقم منه كما خططت . لابد من وجود شيء عليها أن تفعله . عليها ان ترفض كل اختباراته , واحست انها جد غبية لما فعلته ليلة أمس .
في الحقيقة هي خدعت نفسها عندما احست بالأمان بين يديه . واعتقدت انهما الملاذ لها . عضت لوريل على شفتها واحست بألم شديد وشعرت بدموعها الحارة تكاد تحرق اجفانها ولكنها تماسكت وهي تدخل غرفة الجلوس , لا يجب ان يراها هكذا.
- لقد اطلنا الانتظار هنا.منتديات ليلاس
كانت حواسها متوقدة لكل حركة وكلمة قد يكون لها معنى ضمني في نفسه .
وكذبت قائلة :
- كنت أسرح شعري ...
وأدارت ظهرها له وهي تقول :
- هذا هو معطفك.
وعرفت انه يراقبها بدقة غير معتادة . لكن ربما كان يفعل هذا من قبل ولم تكن تلاحظه , إنها بالنسبة له نموذج للتجربة ليس إلا , إنه يعتبرها كشيءيستحق التحليل يستعمله في كتابه القيم.
إذاً ستريه , إذا كانت تكرهه في السابق فإن شعورها بالحقد عليه تضاعف الآن .
كانت الرياح تهب بعنف طوال الطريق إلى آرليز, إنها تشعر الآن بالانفعال والغضب لماحدث.
كانت آرليز تبدو جميلة ومتوهجة تحت اشغى الشمس وظهر اللون القرمزي من القرميد الأحمر على الرفوف الأسطح .
كان المشهد رائعاً وخلاباً. من حسن الحظ ان الوقت كان مبكراً من السنة على اكتظاظ السياح . وعندما اوقف اوليفر سيارته الفراري بجانب سيارة اخته اللاند روفر قررت لوريل السرعة في التحرك للهروب منه لأنها لا ترغب بمراقبته لها طوال اليوم.
اخذت ترتب افكارها كما فعل هو بها عندما ظنت انه يحبها . احمر وجهها , وهزأت من نفسها ( يحبها ) بل كان يطبق تجاربه عليها ويستغلها كما فعل سابقاً.
وباللحظة التي أوقف فيها السيارة فتحت لوريل بابا السيارة وانسلت خارجة دلالة على رغبتها ان تمضي الوقت بعيدة عنه , اوقفها بصوته الآمر :
- اين تظنين نفسك ذاهبة ؟
وأضاف بتهذيب :
- أنسيت أنك موظفة عندي, إذا كنت خططت ان تقضي الوقت بصحبة ابن اختي وصديقه فمن الأفضل ان تنسي هذا الموضوع , علينا اولاً ان نتزود بالطعام , ولن تمانع اختي ان يبقى احدهم مع آن للاعتناء بها .
انفجرت لوريل في وجهه قائلة :
- إذاً أنا الآن مدبرة منزل وجليسة أطفال كما أنني سكرتيرة , أليس كذلك؟

Rehana 04-02-23 08:41 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وأضافت :
- ألا تدرك انني منذ عملت لديك لم يكن لي أي وقت فراغ . وإذا كنت قد قد قررت ان امضي هذا الوقت في تسوق حاجياتي فلا أظنك تمانع .
كانت تريد ان تقول له إنها تريد ان تمضي الوقت وحدها لكن لم تقو على هذا ,
قال لها بوحشية :
- اذهبي إلى الجحيم .
رجعت لوريل خطوة إلى الخلف , وكما اخبرتها اليوابيث فإن مزاج اوليفر غريب. فهي للمرة الأولى ترى اوليفر يخرج عن طوره ويكون ثائراً بهذه الطريقة , لقد كان حقاً غاضباً . كان يبدو على لوريل ايضاً السخط فقد تذكرت ما قرأته في الأوراق . وقالت في نفسها عليها أن تكون حذرة من هذا الرجل المتسلط , وجاء صوت اليزابيث متسائلاً:
- اوليفر, ماذا يحدث هنا.
لم ينتبه الاثنان لوجودها وراءهم ونظرت بفضول:
- هل تتشاجران؟
اجاب اخته بلا مبالاة :
- المشاجرة تحتاج لأن يكون الاثنان على علاقة حميمة ببعض لكن أنا ولوريل لسنا كذلك , لذا لا نتشاجر .
والآن عليّ مهمة يجب أن افعلها فلنفترق لمدة ساعتين ثم نجتمع بعدها هنا في هذه الساحة .
قالت اليزابيث بخيبة أمل:
- لقد اعتقدت انه يمكننا الذهاب جميعاً للتعرف على آثار المدرج الروماني وشعرت لوريل بالخوف عندما أومأ أوليفر برأسه قائلاً:
- نعم , لكن لوريل تفضل التجوال بمفردها , فطبيعتها تختلف عن طبيعتنا , وأنا لدي ما أفعله أنا ايضاً لذا ...
اكتشفت لوريل بعد تفرقهم جميعاً ان تشاس بقي بقربها فقالت له عندما احست انه يريد ان يرافقها طوال الوقت :
- ظننت انك تود مرافقة ريتشارد.
هز كتفيه قائلاً :
- لا فضل ما يفضله ريتشارد فهو مازال غير ناضج , وبالإضافة لذلك فهو مازال صبياً ملتصقاً بخالة أوليفر , مما يجعلني متضايقاً احياناً , لابد انك سئمت كما أحس أنا ايضاً , لم لا نترافق سوية ؟, نأكل شيئاً ما ثم نذهب إلى نادٍ دعينا نشعر بحرية .
لم تسترح لوريل لطريقة تشاس في التحدث عن ريتشارد وعائلته , وكما فهمت فإن تشاس لم يكن يرغب بالقيام بهذه الرحلة لكن ريتشارد اقترح عليه هذا .
وعرفت لوريل ان اليزابيث ليست من النوع الذي يتوقع من شابين العناية بالأطفال لكنها جعلتها كحجة لتأخذهما للعمل في هذه الرحلة , وهي بالإضافة لذلك لا تعجبها طريقة تشاس في العمل.
على كل فصحبة تشاس لها أفضل من بقائها وحيدة وتعتقد أن أوليفر سيستاء إذا وجدهما سوية , ربما عندها يعرف انه باستطاعتها عمل تجارب هي ايضاً.

Rehana 04-02-23 08:43 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
سحبها تشاس قائلاً :
- ما رأيك في اقتراح , ألا وهو ان نمضي الأمسية لأننا لن نغادر إلا في الصباح .
ترددت لوريل وهي تقول :
- لست متأكدة , لندع هذا الأمر لوقته فلا احد يعلم ما قد يحدث.
ابتسمت ابتسامة عابثة وقالت :
- فربما تسأم مني حتى المساء .
- أشك في ذلك .
لم تكن متأكدة من أنها انزعجت أم لا من نظراته إليها , فنظراته تشبه نظرات زوج أمها وارتعدت لدى تذكرها هذا , فهل كل الرجال كذلك؟ جشعين وأنانيين , ولم يعد تشاس يذكر موضوع ذهابهما لعشاء, كانت لوريل تشعر بالملل بصحبته وقد كانت كلماته غير مهذبة احياناً. وكان بين الحين والآخر يطلق نكاته التي لم تضحكها أبداً. وعند عودتهما إلى الساحة كانت قد اكتشفت انها امضت كل الأمسية مع شاب وهذا ما لم تفعله في حياتها من قبل. واخذت تقارن بينه وبين أوليفر , تشاس لا يثيرها أبداً وارتعدت عندما تذكرت هذا , سألت نفسها لماذا هذه المقارنة ؟ فإن أوليفر سافج لا يعني لها شيئاً على الاطلاق, وهاهي تمضي امسيتها بصحبة شاب لا يثير فيها مشاعر الرعب والغضب.
كانا آخر من وصل إلى الساحة , وفجأة احاطها تشاس بذراعيه مما اثبت لها ان صحبته أفضل بكثير من صحبة أوليفر , ولم تعترض على فعل وشاهدها الجميع وهي محاطة بيد تشاس وهما يقتربان منهم .منتديات ليلاس
علق أوليفر ببرود:
- لقد تأخرتما , لقد انتظرتا طويلاً.
قاطعته اليزابيث بمرح:
- لم يتأخرا سوى خمس دقائق يا أوليفر فلا تجعل منها مشكلة , لقد اخبرتك انه لم يحصل شيء لهما.
وافق تشاس وهو يعانق لوريل قائلاً:
- هذا صحيح , فلوريل كانت في أمان بصحبتي ولذلك ستدعوني على الطعام والشراب هذا المساء , أليس كذلك يا لوريل؟
كانت على وشك ان ترفض عندما شاهدت الكتب النفسية المكدسة على مقعد سيارته , إنه يستعملها لينفذ إلى اعماقها , لقد اشتراها أوليفر الآن وأنفق مبلغاً كبيراً من اجل هذه الكتب ولكن لن تفيده في شيء فلقد أضاع ثمنها هباءً, فهي لن تدعه ينفذ ما يريد.
وسألها أوليفر وهو يكاد ينفجر غاضباً:
- أصحيح هذا ؟, هل تخططين لقضاء السهرة معه؟
قالت لوريل بمرح :
- نعم هذا صحيح.
ودهشت من نفسها وهي تنطق هذه الكلمات , فهي تعلم انه يرفض ذهابها . ولكن هذا أعطاها سعادة لا توصف لتهزمه خصوصاً عندما عرفت لم لا يريدها ان تذهب , لأنها بالنسبة له نموذج للتجارب ,لذا لا يريد ان يتدخل أحد في تجاربه ونتائجه التي يعمل من أجل كتابه , وكل ما قاله هو :
- أرجو فقط ان تعرفي ما الذي تفعلينه .

Rehana 04-02-23 08:44 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وأضاف بعد حين بصوت بالكاد سمعته :
- انتبهي لوريل , اذا أردت ان تطوى السنين وراء ظهرك فهذا ممكن ,ولكن لا تتخلصي من مشكلة فتقعي بغيرها , فأنت مازلت في الخطوة الأولى وأنت لم تتعلمي بعد ما يجب ان تفعلي في أمور الحب, وأنا أكره أن أراك تسقكين على وجهك.
اقتراحه المزعوم عن خوفه عليها جعلها تحس بالغيظ.
وردت بعذوبة لتستفزه :
- إذا حدث هذا فسيكون تشاس بجواري ليلتقطني أليس كذلك؟
ونظرت إليه فرأت في وجهه علامات قسوة لم ترها من قبل.
وقال :
- ربما لم يكن زوج أمك كاذباً بعد كل هذا.
ثم أضاف :
- ربما أنتِمن تطلبين هذا !
لقد كانت الساعة السادسة قبل ان يغادر الجميع متجهين لمنزل المزرعة , وقررت أخت اوليفر السفر باكراً فوعد تشاس انهما لن يتأخرا في الخارج .
وسألها تشاس بكآبة:
- آرليز ليست تماماً باريس أليس كذلك ؟ , فأنا أتوقع ان تغلق جميع المحلات في العاشرة.
إنها وحيدة مع تشاس , لم يكن يتوجب عليها ان تتحدى اوليفر عندما رفض هذه الفكرة وتغيرت ملامح وجه تشاس اقترب منها وأراح يده على كتفيها بتودد , لم تتوقع ما فعله ولم يعجبها ما فعل فابتعدت عنه كردة فعل فأمسك بها بقوة ورفع حاجبه قائلاً:
- لم اعتقد انك سيدة محافظة وأنت تعيشين مع رجل مثل سافج.
قالت له بانقباض :
- أعيش معه ؟ أنا فقط سكرتيرة وهذا كل شيء , اظن أنك تحمل فكرة خاطئة .
وقال لكسل :
- آه, لا اعتقد هذا , وأنا متأكد من هذا , على أي حال يمكنك أن تقولي ما تشائين , فقد كان من الواضح ان اوليفر لا يرغب بقدومك معي هذه الليلة , فلا يمكن لرجل ان يتصرف هكذا مع امرأة إذا لم يكن هناك شيء خاص بينهما .
واجابت بتصلب:
- اوليفر كان فقط ... يهتم بي.
هز رأسه قائلاً:
- بالتأكيد هو يهتم .
ضحك بخشونة وأضاف :
- نعم فهو خائف ان يصطاد احدهم بماء يعتبره ملكه , يجب ان يعلم ان الفتيات في وقتنا هذا لسن لرجل واحد, أليس هذا صحيحاً؟ وسأثبت هذا .

Rehana 04-02-23 08:45 AM

رد: 4 - لعنة الماضي - بيني جوردن - دار الكتاب العربي ( الفصل السابع )
 
وانفجرت قائلة :
- هذا ليس صحيحاً انت مخطئ تشاس , أنا سكرتيرة اوليفر ليس إلا .
- هل الأمر كذلك , فيماذا تفسرين اضاءة نور غرفة واحدة في البيت عند قدومنا ليلة أمس , لم يكن في البيت كله ضوء إلا في غرفة نومك, هل تعرفين هذا ؟
وفهمت لوريل ماذا يقصد وعلمت انه من غير المجدي محاولة افهام هذا الشخص ما قد حدث. وعلى كل هذا ليس من حقه .
واجابت بثبات :
- لا , ولا ان اشرح لك , تشاس اعتقد ان علينا ان نعود للبيت الآن .
قال بوحشية :
- وأدع العم اوليفر يعتقد انك فضلته عليّ؟ لا لن يحدث هذا يا صغيرتي , فأنا أتشوق ان اسمع ان الخال اوليفر الغالي متحرق. اظن انه قد فقد غروره الآن وبالاضافة لهذا فسنمضي وقتاً ممتعاً.
شعرت لوريل بالإعياء , فقد كان اوليفر على حق حين حذرها من تشاس .
وقالت بارتعاش:
- شكراً لا ارغب بهذا , فأنا افضل ان اذهب الى البيت .
ضاقت عيناه وهو ينظر إليها , وتشنج فمه واحست بغريزتها بالخطر من نظرته الملتهمة , وتحرك بسرعة متجهاً نحوها ووبخها قائلاً:
- ما الأمر أتخافين ان لا أكون كريماً مثل سافج .
من الواضح انه لن يرجعها إلى البيت وأخافها هذا التفكير . كان يجب ان يأكلا ويغادرا فوراً وكان عليها ان تمنعه من أن يشرب .
عندما غادرا المطعم كانت الساعة العاشرة , وكان تشاس لا يزال يرغب بالبحث عن نادٍ او حانة, لكن لوريل أصرت على العودة للبيت.
ووافقها وهو ينظر إليها شزراً قائلاً:
- لكن ستسمحي لي بالتوقف في طريق العودة .
وكانا في منتصف طريق العودة للبيت عندما أوقف السيارة بالقرب من طريق المدينة , وكان الجو مظلماً بشكل مرعب والمنطقة منعزلة . وبدأت لوريل ترتعد من الخوف عندما أوقف محرك السيارة والتفت نحوها , وقال لها عندما شاهد توترها :
- اهدئي .منتديات ليلاس
ومد يده ليحيط بها كتفيها وقال :
- لم كل هذا الخوف ؟
اعترضت قائلة :
- ستقلق اليزابيث علينا , فأنت تعلم انها قررت الرحيل غداً باكراً.
وقال بصراحة :
- ستقلق اليزابيث أم تقصدين سافج ؟ ما بالك تخرجين مع شخص وأنتِ تفكرين بآخر , لقد ظننت سنستمتع بوقتنا .
ذكرته لوريل قائلة :
- انت دعوتني على العشاء فقط.
- نعم لكن كلينا يفهم القصد منه .


الساعة الآن 11:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية