منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أغداً ألقاك ؟ / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203429.html)

نغم الغروب 22-10-17 11:15 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لا يدري كم جلس يتفحص تلك الأشياء التي أرسلت له.
صورة للرجل الإيطالي ، معلومات عنه ، تحليل جيني بين رجل و امرأة لإثبات البُنُوّة.
لا يمكن أن تكون تلك الفتاة بهذا التعقيد لتؤلف قصة مثل هذه و تدعمها بوثائق بهذه السرعة.
كلا ، لا يمكن.
من المفترض أن يشعر بالارتياح الآن بعد أن زالت جميع شكوكه.
لماذا يلازمه هذا الانقباض إذا ، لماذا ؟
مرة أخرى حطت عيناه على صورة زوجته .
أتعلمين يا كاميليا معنى أن تخفي عني أنا ، أنا زوجك
معناه أنك لم تثقي بي أبدا ، معناه أن سنوات زواجنا لم تعن لك شيئا على الإطلاق.

أخيرا ارتفعت عيناه يتأمل المرأة الأخرى.
كانت صامتة ، صامتة جدا في الواقع كأنها تخشى أن تتكلم فيهاجمها مرة أخرى.
لا شك أنها تنتظر بفارغ الصبر أن تخرج من هنا و تعود لحياتها.
رفعت عينيها في تلك اللحظة فوجدته ينظر لها تلك النظرة التي هي ندم بدون ندم ، قال بهدوء :
- أتوقع أنك ستتوجهين إلى عملك الآن

هزت رأسها في صمت كأن حروفها خسارة فيه.
- تعالي ، سأوصلك

تبعته بنفس الصمت. لم تشعر بنفسها كيف جلست بجانبه ، لم تسمع محرك السيارة و هي تنطلق.
لم تسمع سؤاله لها لأنها كانت تسأل نفسها : فيم أخطأَت بالضبط ؟
كل ما فعلته هو أنها أرادت أن تحفظ سِرّ امرأة أخرى.
لكن بالطبع ، في عالم يُكافأ فيه الناس على فضح بعضهم البعض ، يجب أن يعاقب من كان مثلها .

- أعطني عنوان مقر عملك ، طلب منها للمرة الثانية

و عندما لم تجبه هذه المرة التفت إليها.
و للمرّة الثانية منذ أن عرفها يراها تبكي.
دون كلام هدّأ من سرعة السيارة و ركنها في أقرب مكان ممكن.
أراد أن يشيح بوجهه مثل تلك المرة الماضية ، لكن هذه المرة أبت عيناه أن تطيعاه و هما تتأملان جانب وجهها بدقة ، تتابعان الدموع و هي تغادر عينيها الشاردتين ، تجري على خدها الناعم تتوقف قليلا عند زاوية فمها ثم تهوي إلى الفراغ.
رغما عنه تباطأت نظراته أكثر من مرة على شفتيها المرتجفتين.

- آسفة ، قاطعت تأمله لها بصوت خافت لا يكاد يسمع.

أدار وجهه أخيرا ينظر أمامه و يسألها بهدوء :
- إلى أين أوصلك الآن ؟

إلى القبر ، أرادت أن تجيبه ،لأن هذا هو المكان الذي تتمنى أن تكون فيه في هذه اللحظة.

- لوكنت تكلمت منذ البداية لما اضطررت لفعل أي شيء من هذا ، قال بهدوء عندما أعطته العنوان.

ثم مد يده لها بقطعة ورق صغيرة و هو يكمل بنفس النبرة :
- شيك أبيض اكتبي فيه ما شئت

أخذت منه الشيك دون تفكير، تأملته قليلا و هي تتمنى لو كان بمقدورها أن تكتب تلك الكلمة ...... بخط كبير ، عريض و تعيده له .
لكنها بدل ذلك و دون كلام بدأت في طيه و تمزيقه في منتهى الهدوء و بكل بطء ، و أخيرا حين تجمعت في حجرها كومة من المربعات الصغيرة المنظمة فتحت النافذة ثم ألقت الوُريْقات الصغيرة إلى الخارج ، راقبتها قليلا و هي تتطاير بخفة ثم عادت و أسندت رأسها إلى الكرسي.
دون أن تنظر إليه عرفت بإحساسها أنه يراقبها لكنها لم تبالِ فليفكر بما يشاء و كما يشاء.
جذب نفسا عميقا و فتح فمه ليقول شيئا ما ثم زفر و أدار المفتاح و انطلق ثانية.

سامحك الله يا كاميليا قالها للمرة اللا يذكر كم.

bluemay 22-10-17 12:05 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

راااائع ومؤثر ، لدرجة أن أدمعتِ عيني .

هل ستنتهي القصة عند هذه النقطة ؟؟!

ام ان اللقاء قد يستمر ؟!

سلمت يداكِ

تقبلي خالص ودي

نغم الغروب 22-10-17 12:35 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته عزيزتي
دائما سبّاقة و لمّاحة كما عهدناك جميعا
أعجبني أن الفصل أعجبك و لكني غضبت من نفسي لأني تسببت في دموعك
بالنسبة للقصة فهي مازالت تخبيء عدة فصول أخرى
بالنسبة لإكمالها من عدمه فذلك يعتمد على الحياة و ضغوطاتها
لكني أعدك بالمحاولة
شكرا لك و دمت بخير

inay 24-10-17 09:31 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اختي نغم سلام الله عليك
فصلا بعد اخر يزداد اعجابي بروايتك و بشخصياتك خصوصا كاترين المكافحة
و لعل اكثر ما يعجبني بها عقلانيتها و تحكمها في مشاعرها لو كانت امراة اخرى لكشفت لزوجها تحت وطئة الصدمة حقيقة نسبها الغير معروف و هذا برايي خطئ كبير فحتى بين الزوجين او المتحابين لابد من الاحتفاظ ببعض الاسرار خصوصا تلك التي لا نجنى من افشاءها سوى الانتقاص و الالم

ليلي لم تكشر عن انيابها بعد او هكذا اتمنى تراجعها في ضل تهديد ماهر منطقي لكنني وددت لو صمدت اكثر ,, تمزيقها للشيك هو ما حفظ ماء وجهها برايي ,, اتحرق لاكتشاف جوانب شخصيتها التي لم تفصحي عنها بعد

شكرا نغم مبدعة انتي فواصلي تميزك

نغم الغروب 29-10-17 09:14 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
عزيزتي Inay شكرا على متابعتك و حماسك
أشكرك أيضا على ثقتك بما أقدمه
مسرورة لأن شخصية ليلى بدأت تدخل لقلبك
في انتظار الفصول القادمة لنرى هل ستحفظ على هذه المكانة أم لا
إذن إلى لقاء قريب إن شاء الله في الفصل التاسع


الساعة الآن 05:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية