منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1007 - الاستاذ الهادئ - بتي نيلز - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t167450.html)

ليتني اعود طفلة 10-10-11 04:45 PM

شربت ميغان القهوة وهي تجهل الحديث الذي دار بين الاستاذ ووالدتها, وبعد هنيهة قالت له انها جاهزة اذا كان يود الرحيل, احضرت ميريدث ثم حيتهم جميعا ووقفت صامتة وهو يصافح الجميع, ثم قال شيئا لميلاني جعلها تضحك قبل ان يصعدا الى السيارة.
بدا يتحدث بمواضيع مختلفة فلم يعطها فرصة للحديث. انتظرت ميغان ان يتطرق للميتم ولكنه لم يفعل فقالت عندما وصلا الشقة: "ساذهب, ساذهب الى ميتمك فالجميع يعتقد انها فكرة جيدة."
"وانت يا ميغان؟ ألا تعتقدين انهاا فكرة جيدة؟"
"بلى انا آسفة لانني كنت عنيدة. لم اعن ذلك لقد كنت لطيفا جدا لتعاليك على كل المتاعب."
"كنت فعلت الشيء نفسه لاي احد."
عندما وصلا الشقة فتح الباب كعاادته واشعل النور, ثم تفحص المطبخ والنافذة, الا انه لم يقل شيئا. قال لها قبل ان يخرج: "ميغان دعيني ارى المديرة عنك قبل ان تقابليها, لا داعي لان تقدمي اعذارا لرحيلك. طبعا هي تعرف انك فسخت خطوبتك مع اوسكار, ولكن ليس هناك ضرورة لذكر ذلك."
فتح الباب واضاف: "لا اريدك ان تتالمي اكثر, فقد اصابك ما فيه الكفاية." وضع يده على كتفها وقال:"ساراك في وقت ما خلال الاسبوع."
منتديات ليلاس
ولسبب مجهول انفجرت ميغان بعد رحيله بالبكاء.
لم تحدد ميغان موعدا مع رئيسة الممرضات اذ ان الاخيرة بعثت بطلبها. كان الجناح هادئا والطاقم كله مناوبا. لذلك ارتدت زيها الازرق الداكن واسرعت الى المكتب. كانت المقابلة قصيرة ومفاجئة, وبدت رئيسة الممرضات لطيفة وهي تتمنى لها التوفيق.

"ليس هناك افضل من التغيير. انه لامر جيد ان يوسع الانسان افاق عمله. وعندما تعودين ايتها الاخت يمكن ان اوصي بك الى عدد من المستشفيات خارج لندن. لقد كان عملك ممتازا عندنا وتاكدي انك ستحصلين على احسن التوصيات مني شخصيا ومن الطاقم الطبي كله."
وبعد هذا الكلام اللطيف صافحت ميغان التي لم تقل شيئا عدا تحية مساء مهذبة, وحين همت بمغادرة المكتب شكرتها وودعتها ثم خرجت من المكتب. كانت ميغان ستغادر بعد اسبوع اذ كان واضحا ان الاستاذ دبر ذلك. على الرغم من ان رئيسة الممرضات لم تذكر شيئا عن هذا الموضوع. عادت الى الجناح لتجد رسالة لها على المكتب توصي بالاتصال باسرع وقت ممكن بالاستاذ فان بلفيلد.
"فان بلفيلد نعم؟"
"هذه انا, انت تركت رسالة؟"
"ساتي لرؤيتك هذا المساء حوالي السابعة. لا داعي لاعداد العشاء, ساحضر بعض الطعام معي وسنتحدث ونحن ناكل."
لم يفسح لها المجال لتقول حسنا قبل ان يقفل الخط.

انتهى عملها في الساعة الخامسة, ولكنها لم تغادر الجناح مباشرة فلا يزال امامها عمل تقوم به وهو تنظيم جدول الدوام والتاكد من حالات العمليات لليوم التالي. لذلك لم تترك المستشفى الا في السادسة. اسرعت الى الشقة قبل ان يصل الاستاذ فاطعمت ميريدث وحضرت القهوة ثم سرحت شعرها ووضعت مكياجها. وفكرت في تغيير فستانها فقد كانت ترتدي فستان كريب قطنيا بلون العسل, لكنها تذكرت ان الاستاذ لا يلاحظ ما ترتدي ابدا, كما انه قد يصل في اية لحظة.
قالت لميريدث: "في الحقيقة هذه اصبحت عادة, فهل من المفروض ان اطهو العشاء الذي سيحضره معه؟"
قرع الباب بعد دقائق فدخل الاستاذ فان بلفيلد وقال: "مرحبا." ووضع كيس بلاستيك على الطاولة واضاف: "هلا تركت الباب مفتوحا, ساحضر الباقي."
عاد يحمل صندوقا وضعه على الطاولة واغلق الباب بقدمه وحمل الصندوق الى المطبخ.
"وضعت الزجاجات في هذا الكيس خوفا من الجيران, هل تتسع لها الثلاجة؟"
"كل شيء بارد, جلبتها باردة, لقد طلبت من السيدة ثرامبل ان تعد وجبة خفيفة."
وقفت ميغان قرب الباب لضيق المطبخ وقالت: "هذا لطف منها."
"ارتاحي انت وانا افرغ الصندوق."
وضع المشروب في الثلاجة ثم جل ووضع ميريدث على ركبتيه, وراحت تفرغ الصندوق.
"يا الهي هذا كـ... كـ..."
منتديات ليلاس
"كثير جيد, فقد اخبرت السيدة ثرامبل اننا سنكون جائعين."
افرغت ميغان الطعام ووضعته في صحون.
"متى تريد ان تتناول العشاء؟"
"حالما يوضع على الطاولة, هل ناخذ مشروبا في البداية؟"
دخل الى المطبخ واخذ زجاجة من الثلاجة: "ربما لم تكن باردة كفاية على الرغم من ان السيدة ثرامبل بردتها جيدا."
"هذا الشراب يقدم خصيصا في اعياد الميلاد."
"وللاحتفالات ايضا, احضري كاسين ايتها الفتاة العزيزة." لم يكن لديها كؤوس خاصة بهذا الشراب بل كؤوس شراب عادي, كانت قد احضرتها من مخازن ولوورث.
"احتفالات؟"
"عمل جديد وبداية جديدة في الريف, لنا كل الحق في شرب نخب ذلك." ملا الكاسين وناولها واحدا وشربت منه قائلة: "لا اعرف الكثير عن الشراب ولكن هذا طعمه لذيذ جدا."
وافقها الراي, اذ ان ولنر 1985 هو شراب ممتاز, ولكنه لم يكن ينوي ان يقول لها ذلك يكفي انه اعجبها. اخذ الكاسين ووضعهما على الطاولة فذهبت لاعداد الحساء.
سال االاستاذ وهما يتناولان فطيرة ودجاجا: "هل كانت الرئيسة لطيفة معك؟"
"اجل جدا, قالت انه نظرا للظروف يمكنني ان ارحل بعد اسبوع, ماذا قلت لها؟"

"القليل جدا, سالتها اذا كان بامكانك الرحيل باسرع وقت ممكن, لانه مناسب لك ان تسافري معي الى هولندة."
سكب المزيد من الشراب واضاف: "الان دعينا نناقش بعض التفاصيل."
انهيا العشاء فاحضرت ميغان القهوة ووضعتها على الطاولة. لم يعد عليها سوى حزم حقائبها واحضار جواز سفرها وتوديع الجميع: "كل شيء يبدو سهلا, ظننت ان مغادرة الريجنت ستكون معقدة اكثر من ذلك بكثير."
واففقها الاستاذ على ذلك فقد امضى وقتا طويلا وبذل مجهودا ليجعل الامر سهلا.
وقف الان استعدادا للذهاب ووضع العلب الفاارغة في السلة ونشف الفناجين التي غسلتها ثم تمنى لها ليلة سعيدة وغادر. بدت الغرفة بعد رحيله خاوية اذ انه كان رجلا ضخما يشغل حيزا واسعا من شقتها الضيقة.
كانت تود ان تساله اذا كانت ستراه بعد ان تستقر بهولندة. ولكنها امتنعت لمعرفتها بعادته بتجاهل الاسئلة التي لا يرغب بالاجابة عليها. استعدت للنوم وهي تفكرر به. فبعد بداية مزعزعة اصبحا صديقين, على الاقل من ناحيتها, في الواقع كانت لا تود ان تخسر هذه الصداقة.
لم يكن لديها مناوبة حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي, مما منحها الوقت لتتصل بوالدتها: "لقد قررت اذاً." بدا صوت والدتها مرتاحا, فتذكرت فجاة ان ذهابها قد يسهل الامور على ميلاني واوسكار, ربما ماا يزالان يشعران بالذنب: "لا بد ان الاستاذ سيكون سعيدا لذهابه الى االبيت, فمهما كان مشغولا بالعمل فلا بد انه يشتاق لعائلته."

وافقت ميغان وبعد عدة دقائق اقفلت الخط, كانت حتى ذلك الوقت لا تزال تعتبر الاستاذ كشخص اعتاد على الظهور عندما تكون في امس الحاجة اليه ويبقى في الوقت نفسه محايدا. اما الان فبدات تعتبره اكثر من ذلك, وقد ذكرتها امها بذلك, ادركت انها اصبحت الان تهتم به وتريد ان تعرف المزيد عنه, فما هو مهم بالموضوع هو انها ترتاح معه, ولكن هذا لا يكفي, لذلك قررت ان تتجنبه قدر الامكان, وحالما تصل الى هولندة ستشكره على مساعدته ولطفه, ولن تراه ثانية. ولكن الفكرة احزنتها.
اخبرت جيني وهما تتناولان فنجان شاي بعد العشاء انها ستغادر, كان الجناح مملوءا بالزوار, ونقلت حالات العمليات الى غرفة العناية المركزة. بعد قليل ستقوم ميغان بجولة في الجناح مما يسمح لاي كان ان يطرح الاسئلة عليها. وذهبت الان لتتفحص حالات العمليات, كانت السيدات الثلاثة نائمات, ففحصت ضغطهن وتاكدت من ملابسهن ثم عادت الى الجناح حيث كانت تتوقف احيانا لتجيب على اسئلة احدهم, امضت عشرين دقيقة او اكثر في الجناح قبل ان تعود الى مكتبها حيث كانت جيني قد عدت لها ابريق شاي طازجا.
جلست ميغان على الكرسي فيما سالت جيني: "من سيحل مكانك ايتها الاخت؟"
"لقد اوصيت بك يا جيني, انت تعملين هنا منذ سنتين ويمكنك ان تديري الجناح مثلي تماما. لقد طلبت السيدة جيف زان تعمل بدوام كامل فابنها سيدخل مدرسة داخلية. انت تحبينها أليس كذلك؟ ثم انك تتفقين معها. لدي موعد بعد الظهر لمناقشة هذا اللموضوع ولكنني اقول لك الان لتعلميني اذا كنت لا تريدين الوظيفة."
منتديات ليلاس
كانت جيني تريد الوظيفة الا انها قالت: "هل عليك الرحيل ايتها الاخت؟ اعرف ان الريجنت يقع في مكان معزول ولكن مع الوقت سنتعرف على المتاجر والمسارح, ألن تفتقدي كل هذا؟ والجناح؟"
"حسنا ساشتاق الى اصدقائي والجناح, فقد امضيت وقتا طويلا هنا. ولكنني اتوق الى شيء مختلف."
"اتعجب لماذا اختارك الاستاذ بان بلفيلد بالذات؟ لا بد انه يعرف الكثير من الممرضات في هولندة. انه..." توقفت مرتبكة: "انا اسفة اظن اانني افهم الان."
"اريد ان ابتعد عن اختي واوسكار يا جيني. ليس لانني مستاءة من خطوبتهما ولكن لانني اعتقد اذا رحلت سيرتاحان. على كل حال لقد آن الاوان لاغير حياتي."
نظرت الى ساعتها قائلة: "حانن موعد انصراف الزوار. ارجوك هلا قرعت الجرس؟ فساقوم بجولة اخرى."
كانت ميغان في الايام التالية مشغولة جدا فلم تر الاستاذ ابدا. لقد طلب منها ان تترك كل شيء له. وهكذا فعلت. ذهبت في يوم عطلتها بسيارتها الضغيرة الى منزلها وامضت اليوم في حزم ثيابها التي ستاخذها معها الى هولندة, كان الصيف في اوائله والطقس حارا فاخذت معها تنانير جيرسي طويلة وعددا من البلوزات.
قالت امها محذرة : "اخبرني احدهم انها تمطر في هولندة, لذلك وضعت في الحقيبة معطفا للمطر وحذاءين منابين.ط ساعدتها ميلاني في ذلك, او على الاقل جلست على السرير وتحدثت فيما كانت ميغان المرتبة جدا تضع ملابسها بين طيات الورق.

"ستعودين في عيد الميلاد أليس كذلك ميغ؟"
"اظن ذلك ربما ساكون في عمل اخر عندئذ." نظرت ميغان الى فستان اخضر وبرتقالي قائلة: "هل تعتقدين انه ستسنح لي الفرصة لارتداء هذا؟"
"لم لا؟ سيكون لديك اصدقاء تخرجين معهم, ستكتبين وتخبريننا بكل شيء أليس كذلك؟ يقول اوسكار انك لا تزالين متحفظة ولكنك ستقابلين بالتاكيد كثيرا من الناس. هل ستشاهدين غالبا الاستاذ؟"
"ربما لا. لا اعرف اين يقطن في هولندة, على كل حال سكون منشغلا بزوجته وعائلته."
عبست ميلاني قائلة: "ما زلت اعتقد انه لا يبدو كرجل متزوج."
تجهمت ميغان ايضا, فقد انقبض قلبها من كلمات اختها لكنها لم تجبها, بل تساءلت عن افضل طريقة لايصال ميريدث الى البيت قبل ان تغادر: "اظن انه من الافضل ان ارجع في المساء الذي يسبق رحيلي الى هنا فاودعكم حينها."
مرت الايام الاخيرة بسرعة البرق اقام لها زملاؤها في بيت الممرضات حفلة وداع, فعادت محملة بالهدايا. وفي اليوم الاخير قدمت لها الممرضات ساعة يد, بعد ذلك ودعت ميغان المرضى ثم جيني التي بكت قليلا: "ساشتاق لك ايتها الاخت... اتمنى ان اكون قديرة في عملي مثلك تماما وان تكوني سعيدة. ستزوريننا عندما تعودين أليس كذلك؟"

"عزيزتي جيني ستكونين رائعة في العمل, وسازوركم طبعا عندما ارجع, وسارسل بطاقة ايضا..."
كانت تغادر الجناحح حين دق جرس الهاتف فطلب منها ان تذهب للمختبر قبل ان تغادر المستشفى.
ذهبت في الحال وهي تفكر بتشاؤم ان كل شيء انتهى في اللحظة الاخيرة. بانت هذه المخاوف على وجهها عندما دخلت المكتب.
كان جالسا الى المكتب يكتب ولكنه وقف عندما دخلت: "اعذريني لهذا الامر, ولكن هناك بعض التقارير التي يجب ان تنتهي هذا المساء ولا وقت لدي. ساقلك وميريدث الى بيتك قبل ان تغادري الى هولندة, هل ستكونين جاهزة في الثامنة؟ هل انت متاكدة انك تودين اخذ ميريدث الى بيتك؟"
"اجل ولكن لا داعي."
"ارجوك ميغان لا تضيعي وقتي افعلي ما اطلبه فقط. ربما ستكون امك لطيفة وتقدم لنا بعضا من القهوة والسندويشات فلن يكون علينا عندئذ ان نتوق في الطريق."
"حسنا سيدي ساكون جاهزة في الصباح. انا متاكدة اان امي ستفرح بتقديم شيء لنا." فتحت الباب وقالت بهدوء: "تصبح على خير يا سيدي."
عاد الى مكتبه قائلا: "تصبحين على خير يا ميغان."

قالت في نفسها وهي في طريق العودة الى الشقة انه ليس هناك من سبب يدعوه لكي يكون ودودا معها. لقد ساعدها كثيرا وامّن لها وظيفة ولا داعي لان يفعل المزيد. تناولت العشاء واتصلت بوالدتها لتشرح لها انها لن تذهب الى البيت قبل الصباح, وان الاستاذ سيوصلها. بعد ذلك فتحت علبة سردين لميريدث, ستشتاق اليه كثيرا ولكنه سيكون سعيدا في البيت. وعندما تعود الى بريطانيا وتستقر بعمل جديد ستستعيده.
وضبت حقائبها وقابلت صاحب المبنى لتدفع الايجار, ولم يعد امامها سوى ان تترك المفتاح عند الجيران قبل ان تغادر في الصباح, ضبطت ساعة المنبه على السادسة واوت الى الفراش, وكالعادة تسلل ميريدث الى فراشها.منتديات ليلاس




نهاية الفصل السادس


قراءة ممتعة للجميع

******************************************************



الفصل السابع


كانت ميغان جاهزة ترتدي سترة رمادية وقميصا مقلما وحقيبتها الى جانبها وميريدث داخل السلة الخاصة به عندما وصلت سيارة الرولز رويس. خرج منه الاستاذ والقى عليها تحية الصباح ثم التقط الحقيبة وسلة الهر ووضعهما على مقعد السيارة الخلفي وفتح لها بابها الامامي. حصل كل هذا بسرعة خاطفة وانطلقا قبل ان تمضي خمس دقائق على وصوله.
قاد الاستاذ السيارة بصمت ولولا صوت ميريدث في الخلف لعم السكون داخل السيارة.
"اتمنى ان يكون ميريدث سعيدا." قطعت ميغان الصمت: "لطالما كاان سعيدا وهو في البيت."
"اذا لم يكن سعيدا ولم يستطع التاقلم سوف اخذه الى السيدة ثرامبل."
"تعود الى هنا؟" شعرت بالرعب: "اعتقدت انك ستبقى في هولندة"
"لقد قسمت وقتي بين هنا وهنك, سوف امضي بعض الوقت في هولندة اقوم باجاء بعض الفحوص والقاء بعض المحاضرات."
كان الوقت باكرا وزحمة السير خفيفة, قاد السيارة بثبات دون ارتباك: "هل من الضروري ان نسلك هذه الطريق للوصول الى دوفر؟" سالته ميغان.
"لا. نستطيع ان نسلك طريق م 25 ومن ثم الى الاوتوستراد ثم الى دوفر, لا يوجد مشكلة."
اخذ يتكلم بمواضيع شتى, هدات ميغان قليلا ولكن الاسئلة الكثيرة التي نوت ان تساله عنها بقيت في راسها.

كانت العائلة جميعا بانتظارهما عندما وصلا امام منزلها. اخذ كولن عطلة ووالدها لم يذهب الى المكتب, وقفوا جميعا عند الباب عندما اوقف الاستاذ السيارة. شق الاستاذ طريقه بينهم, تكلموا جميعا في آن واحد. لم يكن هناك متسع من الوقت فتناولوا القهوة حول مائدة المطبخ والتهموا الساندويشات التي حضرتها السيدة رودنر مع ميلاني, بينما انشغلت ميغان باعطاء توجيهات عن ميريدث الذي خرج من سلته وتجول في الشقة يلعب مع الكلب جانوس: "اذا لم يعجبك المكان هنا فان الاستاذ بان بلفيلد سياخذك لان مدبرة البيت عنده تحب القطط."
كان الاستاذ يجلس في نهاية الطاولة يتكلم مع ابيها, التقت نظراتهم: هل نغادر بعد ربع ساعة؟" اقترح عليها.
التفت ناحية السيد رودنر: "ربما تستطيع القاء نظرة على المحرك؟ هناك عدة امور عنه..." خرج الاثنان ورافقهما كولن.
قالت ميلاني برقة: "انه رئع استاذك يا ميغ, حسنا انه ليس لك لكن لا فرق, انه رائع وتلك السيارة الرائعة ايضا ألست متحمسة؟"
"اظن انني كذلك. انه لامر مسل ان اختبر شيئا جديدا, وسيكون لدي الوقت الكافي لاقرر ما هي خطوتي التالية." تكلمت ميغان بحماس او هكذا بدا لامها.
"هل سيبقى الاستاذ في هولندة؟" سالتها امها.
"اظن ذلك لديه بعض الاعمال ينجزها هناك ولكنني لا اعرف تماما اين. لا ااتوقع رؤيته مرة ثانية." وبدت ميغان جديه وهي تقول كلماتها الاخيرة.
وافقت امها: "بالطبع لديه."
منتديات ليلاس
لقد كلف الامر كثيرا من التفكير والمجهود كي تحصل ميغان على هذا العمل, على كل حال انها تستطيع اان تجد عملا اخر في مكان ما في انجلترا. لا تصدق انه متزوج واذا حمل ميغان على تصديق ذلك فانه يعود لاسباب خاصة به. شعرت بداخلها انه مغرم بميغان لكن ميغ لم تظهر اي تصرف يدل على اهتمامها به.
"حسنا حبي يجب عليك ان تستعدي للمغادرة. خابريني عندما تجدين الوقت واكتبي رسائل طويلة. سوف نهتم بهرك, اعتني بنفسك يا ميغ وكوني سعيدة."
كان الوداع صعبا وعلى الرغم من انهم عائلة متحفظة فنادرا ما يظهرون عواطفهم علنا الا انهم عائلة متماسكة واحدة احتضننت ميغان الجميع بمن فيهم جانوس وميريدث, ثم صعدت الى السيارة, انه من الحمق ان تدع دموعها تسيل كالاطفال انها امراة ناضجة ويجب ان تتخطى هذه المشاعر الطفولية. لوحت بيدها للجميع, وفجاة بعث الاستاذ البهجة في نفوس عائلتها عندما قال: "سوف نعود..." بالطبع لم يقصد ما قاله. انه لطيف ليقول شيئا مفرحا كهذا.
يجب عليهما ان يقطعا مئة وثلاثين ميلا للوصول الى دوفر. قاد الاستاذ سيارته بسرعة لكنه بدا كشخص لديه الوقت الكافي لاي شيء. وهو يحادثها بمواضيع شتى لم تنته حتى وصلا الى دوفر. لقد حسب وقت الرحلة بدقة. تناولت ميغان الشاي وبعض البسكويت اثناء الرحلة وقرات الدليل السياحي الذي زودها به عن هولندة كان كتيب الدليل يشمل معلومات عامة وشاملة حتى لاصغر المناطقوالقرى.

من الوصف اتضح ان الميتم يقع بين بيوت قليلة وكنيسة ومحل يبدو كانه مركز بريد غير بعيد عن الشاطئ ايضا, ومحاط باشجار جميلة شبيهة بغابة صغيرة. انهمك الاستاذ بقراءة بعض الاوراق التي اخرجها من حقيبته ثم نظر اليها وابتسم عندما سالته: "هل هناك حافلات الى كاستريكوم وهيمزكيرك؟"
"بالطبع هناك لكن عددها يتضاءل بالشتاء. الجميع يستعملون الدراجات الصغيرة. هل تستطيعين ركوب دراجة؟" اومات براسها: "جيد ستكون لك واحدة. وهذه افضل وسيلة للتنقل في انحاء المنطقة."
عاد يقرا اوراقه واخذت ميغان تنظر من النافذة الى المياه الهادئة تتخيل الايام اللتي ستقضيها هنا.
الجزء الاطول من رحلتهما لا يزال امامهما. انطلقا من كاليه الى كونت وانتورب, ثم وصلا الى هولندة. قاد الاستاذ سيارته بسرعة مارا بالقرى والكنائس وهذا ما اتاح لميغان مشاهدة هذه المناظر الرائعة. كان الوقت ظهرا. تساءلت ميغان كم سيكون الوقت متاخرا عندما يصلان الى الميتم؟ تمنت ان تجد وجبة طعام جاهزة ثم اخذت تفكر بالوجبات التي تحب ان تتذوقها. شعرت بالاحراج عندما قال الاستاذ: "لا بد ان تكوني جائعة, لن يستغرق الامر طويلا حتى نصل."
انعطف بسيارته الى مفترق طريق ضيقة تؤدي الى منطقة جميلة مشجرة. لا بد ان البحر اصبح قريبا الان فكرت ميغان, ولكن قبل ذلك عليهما المرور بالسدود والانفاق حسبما ذُكر بالدليل السياحي. لم تكترث للاشارات على الطريق عندما انعطف الاستاذ على الطريق وشاهدت البحر امامهما.

احست بالراحة لكنها لم تر السدود والانفاق بل شاهدت غابات صغيرة وحقول واسعة. ابطا الاستاذ اللسيارة عندما دخلا اللقرية فنظرت ميغان حولها ورات الكنيسة وساحة القرية والبيوت المتناثرة, كما رات متجران. ولكن اين السدود والانفاق؟ ادخل الاستاذ سيارته عبر بوابة مفتوحة ثم توقف امام منزل.
"يا له من مكان رائع لميتم." قالت ميغان. خرجت من السيارة وهي تنظر حولها تستكشف المكان بسرعة. كان البيت رائعا فعلا بجدرانه البيضاء ودرجه الواسع والاعشاب الخضراء المتدلية من كل مكان ونوافذه الكثيرة.
ابتسم الاستاذ: "هذا ليس الميتم يا ميغان, انه بيتي." حدقتفيه: "لا تنظري الي هكذا فالوقت متاخر لاوصلك الى الميتم هذا االمساء. سوف تتناولين وجبة طعام وتقضين الليلة هنا."
امسكها من ذراعها وقادها نحو المنزل. لكنها توقفت فجاة بعد عدة خطوات وقالت: "هذا خطا يا استاذ بلفيلد. هل تتوقع زوجتك قدومي؟ ومن ناحية اخرى فانت تريد ان تحظى بزوجتك واولادك؟"
امسك ذراعيها وهزها قليلا: "يجب ان نوضح شيئا, لا يوجدد عندي زوجة يا ميغان وليس عندي اولاد."
"لكن انا قلت... انت قلت..."
منتديات ليلاس
"اسكتي ودعيني انهي كلامي. لم اقل ان عندي زوجة واوولاد. اذا اخترت انت ان تتصوريني في مخيلتك بانني رجل متزوج واب فهذا شانك, وهذا نتيجة مخيلة واسعة..."
"حسنا لم يكن هناك من حاجة لجعل الامر سرا." اجابت ميغان, التقت نظراتهما. "ليس لانني اريد ان اعرف شيئا عن حياتك الشخصية." احمرت وجنتاها عندما قالت هذا: "اذا لم يكن عندك زوجة فلا يمكنني ان ابقى هنا."
اخذ بذراعها وحثهاا على السير وهو يقول: "فتاتي العزيزة خذي بعين الاعتبار انني كعضو في الهيئة الطبية, هل احب ان اعرض سمعتي للاقوال؟ تعالي تعالي لطالما اعتبرتك امراة حساسة جدا. يوجد جدتي ومدبرة منزل متزوجة في ممنتصف العمر, وخادمتان في البيت, والان هلا دخلت فانا جائع."
لا فائدة من المناقشة. ارادت ان تضحك. تسلقت الدرجات الى جانبه. فتح الباب رجل عجوز زادت تجاعيد وجهه عندما ابتسم واصبحا في الداخل. تبادل الرجلان بعض الكلمات في لغتهما الخاصةو قبل ان يقوم بتقديمه الى ميغان. كان اسمه ليتمان.
تصافحا: "انت على الرحب يا انسة." قال لها بلهجة انجليزية ثقيلة. وتكلم مع الاستاذ الذي وضع يده على ذراعها برفق ونادى: "سنوجي, احدى الخادمتين, سترشدك الى المكان الذي تستطيعين فيه ان تقومي بترتيب نفسك قبل ان نقابل جدتي, هيا اسرعي. سوف اكون هنا انتظرك."
دخلت الى غرفة في نهاية الصالة. نظرت الى نفسها بحماس, فشعرت باضطراب لفكرة مقابلة جدته. لكنها لا تستطيع البقاء هنا طويلا, سرحت شعرها ووضعت قليلا من البودرة على انفها وعادت الى حيث كان ينتظرها الاستاذ.

ورات في وسطها سجادة ثمينة واثرية تغطي الارضية الخشبية. كما لاحظت الكراسي والاريكتين الكبيرتين والمريحتين. انها غرفة كبيرة لكنها لا تستطيع ان تشعر فيها بالحياة.
رات في الغرفة شخص امراة عجوز تجلس على كرسي كبير منتصبة, وكان شعرها الابيض مرتبا فوق وجهها الصغير النحيف, وكانت قماشةثوبها الرمادي من النوع الجيد الذي يليق بامراة في سنها المتقدم, والذي كان ملائما للمجوهرات التي تلمع في خواتم اصابعها, كان في حضنها هر فتح عينيه عندما دخلا الغرفة ثم اغلقهما مرة ثانية. لكن الكلبين قرب المراة العجوز اخذا ينبحان ويهزان ذيليهما, تلك طريقتهما بالترحيب بالاستاذ: "روزي وسويفت." تمتم الاستاذ. امسك بها ومشى باتجاه المراة العجوز.
انحنى وقبل وجنتي المراةالعجوز وقال شيئا لها لم تفهمه ميغان. قدم ميغان لجدته, صافحت الجدة يد ميغان وقالت: "انا سعيدة بلقائك عزيزتي." كانت لغتها الانجليزية صحيحة كحفيدها ولكن اللكنة لا تزال موجودة: "ربما نتكلم قليلا قبل ان تغادري, ولكن انت الان بحاجة الى تناول العشاء. سوفاذهب الى غرفتي الان. هل تاتي لرؤيتي قبل ان تخلدي للنوم؟ لدقائق؟"
هزت ميغان االيد المجعدة بلطف: "سوف اكون مسرورة."
منتديات ليلاس
كان الاستاذ يراقبها ثم قال: "سوف نتناول عشاءنا يا جدتي, وسوف اتاكد من زيارة ميغان لك بعد ساعة."
تناولا عشاءهما في غرفة صغيرة وجلسا في مواجهة بعضهما حول طاولة مستديرة وضعت عليها الكؤوس البلورية والاواني الصينية. تناولا الحساء اولا اتبعاه بطبق سمك وسلطة, ثم تناولا الجاتو المحلى بالكرز والقهوة.
قام ليتمان على خدمتهما. لم يتكلما كثيرا اثناء تناولهما الطعام, وعندما انتهيا من تناول القهوة رافقها الاستاذ الى الطابق العلوي الذي كانت فيه ممرات كثيرة, اخذها الاستاذ في احدد هذه الممرات ثم طرق على احد الابواب وجدت ميغان نفسها في الداخل. كانت الغرفة واسعة ونوافذها كبيرة تطل على مروج خضراء تستطيع رؤيتها بسهولة تحت ضوء القمر. كانت جدته تجلس على سرير واسع مغطى بالاغطية والوسادات الكثيرة, وكانت قطتها تجلس بقربها. كانت تقرا عندما دخلا, لكنها رفعت عيينيها عن الكتاب الان وقالت: "تعالي الى هنا يا طفلتي."
اشارت بيدها نحو الاستاذ: "لن ابقيك طويلا جاكي, تستطيع الذهاب الى غرفتك. مايز سترافق ميغان الى غرفتها."
بدا على الاستاذ علامات التسلية: "كما ترين يا ميغان كيف ان جدتي جدية بالنسبة للتصرف اللائق. سوف اودعكما, تصبحان على خير." اتجه نحو جدته وقبلها, وكم كانت دهشة ميغان عظيمة عندما لثمها ايضا, وخاطبها قائلا: "لا تتاخري على الفطور, رحلتنا تبدا باكرا." ثم غادر.

"اجلسي قربي على السرير يا ميغان." قالت العجوز: "ان سمعي ليس جيدا كالسابق, اخبرني جاكي انك تعملين معه في المستشفى ذاته. وفتاة جميلة مثلك بالتاكيد مرتبطة باحد ما؟"
"نعم." قالت ميغان ثم استدركت قائلة: "لا." واخذت تخبر الجدة عن بيتها وعائلتها. كانت الجدة تهز راسها علامة الرضى.
"لقد احسن جاكي الاختيار, سوف تكونين سعيدة هنا في هولندة يا عزيزتي." ابتسمت في وجه ميغان: "تستطيعين توديعي الان يا ابنتي. ستغادرين المنزل باكرا وقبل ان استيقظ بمدة طويلة, لقد سُعدت بلقائك, سترافقك مايز الى غرفتك الان."
قبلت ميغان الخد الناعم ثم توجهت الى غرفتها برفقة الخادمة.اسدلت الخادمة الستائر ثم دخلت الحمام وقالت لميغان شيئا. لم تفهم ميغان ما قالت لكن نبرة صوتها كانت لطيفة.
يا للبيت الجميل, فكرت ميغان وهي تنزلق تحت اغطية السرير. للاسف لن اشاهد الكثير منه.

زهرة منسية 10-10-11 07:04 PM

جزء جميل جدا ليتنى الرواية روووووووووووعة وأختلرك موفق جدا وأنا من دلوقتى منتظرة الرواية الجديدة بس لما نشوف أخرتها مع الأستاذ يعطيكى الف عافية

wedad r 11-10-11 07:02 AM

بارت جميل جدا ومتشوقه لنهايه وكل شي منك حلوووووو شكرا لكي

الجبل الاخضر 11-10-11 04:47 PM

:peace::55::تسلم الانامل من :4redf54r:جدفصل رائع :yyyuiuy:ننتظر التكمله :25:تحياتي لك يا الغاليه:ttf4555:ويوفقكي يارب لاتتاخري علينا:0041:[/SIZE][/COLOR][/COLOR][/SIZE]

ليتني اعود طفلة 13-10-11 04:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2898545)
جزء جميل جدا ليتنى الرواية روووووووووووعة وأختلرك موفق جدا وأنا من دلوقتى منتظرة الرواية الجديدة بس لما نشوف أخرتها مع الأستاذ يعطيكى الف عافية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wedad r (المشاركة 2899450)
بارت جميل جدا ومتشوقه لنهايه وكل شي منك حلوووووو شكرا لكي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2899857)
:peace::55::تسلم الانامل من :4redf54r:جدفصل رائع :yyyuiuy:ننتظر التكمله :25:تحياتي لك يا الغاليه:ttf4555:ويوفقكي يارب لاتتاخري علينا:0041:[/SIZE][/COLOR][/COLOR][/SIZE]


اول شي تسلمولي يا احلى عضوات وانا كتير مببسوطة بتشجيعكم
بس بدي رايكم
انا هلا بكتب بالفصل التامن ومن هون لبكرة بككون انهيت الرواية ان شا اله
بتحبوا انزل اليوم تكملة السبع مع الفصل التامن
والا انزل كل اللي ضايل مرة وحدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


الساعة الآن 06:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية