منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   154_العذاب اذا ابتسم_مارغريت بارغيتر_روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148402.html)

اماريج 17-09-10 12:41 AM

8_ السقوط المؤلم
*********************
وقفت أليكس تحدق الى أمها برهبة وقد عجزت عن أستيعاب ما تراه, وعت بشكل ضبابي أن تشيس يقف بينهما وأن أمها لم تلحظ مجيئها
ثم تقدم منها تشيس بيد ممدودة وقال مبتسما:
"كنت على وشك الصعود اليك لأسألك سبب تأخرك".
تجاهلت يده ولم تبادله الأأبتسام , شعرت بذهول كبير يمنعها من الرد على أية مجاملة وخاصة في هذا الظرف
سألته بأرتياب :
" ماذا تفعل أمي هنا؟".
منتديات ليلاس
أقترب منها أكثر وكأنه يرغب في أبقاء الأمر سرا بينهما , أحتواها بنظرة سريعة وبرقت عيناه غضبا من نبرتها القاسية , كذلك أنطفأت البسمة على فمه الجذاب وأرتسم ما بين حاجبيه السوداوين خط عمودي تناسب مع تقلص وجهه الأسمر
تراجعت غريزيا الى الوراء فقال موضحا بأختصار وسخرية:
" جاءت بناء على دعوة مني , أما والدك فسوف ينضم الينا في الأسبوع المقبل , كلاهما لم تتح له الفرصة من قبل لزيارة مزرعة كهذه , وأبوك متلهف الى المجيء بشكل خاص".

بالطبع سيهتم أبوها بحكم مهنته لكن هذا خارج عن الموضوع! أشتد شحوب وجهها وهي تستوضحه برهبة:
" كن صريحا معي يا تشيس... ليس من عادتك أن تدعو أناسا غرباء لزيارة المزرعة كي تعرفهم الى المناطق النائية من أوستراليا , لديك سبب آخر لدعوة أبوي , أليس كذلك؟".
" قد تكونين أنت السبب , ألم تراودك هذه الخاطرة؟".

أحست نفسها محشورة في زاوية , لم تفهم قصده تماما فقالت وهي تضغط بيدها على رأسها المصدوع :
" جئت بأمي الى كولابرا كي تجعلني أتزوجك بالقوة".
شحب وجهه حتى حاكى وجهها تقريبا وهتف بخشونة :
" بحق السماء يا أليكس ! لا أدري أية ظنون سوداء تساورك عني أنما لا يجوز أن نتجادل هنا".
منتديات ليلاس
أستدارت أمها فلمحت أبنتها الشابة و أبتسمت بسحر ومدت لها يديها هاتفة:
" أليكس حبيبتي , تعالي وقبليني , ألم تدهشك رؤيتي ؟ أخبرت السيد مارشال أنك ستندهشين لكنه قال أنه وعدك بمفاجأة ".
" وقد فعل ,كيف حالك يا أمي؟".
بدا على محياها أذعان غريب حين تقدمت من أمها ببطء وأستسلمت لعناقها الودود , هكذا أمها دائما , تحب المواقف المسرحية وتستمتع بالتظاهرات العاطفية أمام الناس.
قبلتها أنيد لاثام على خدها وأجابت وهي تسوي شعرها المصفف بأتقان:
" في أفضل حال يا حبيبتي".

اماريج 17-09-10 12:48 AM

في سن الخمسين تبدو أنيد لاثام أصغر من عمرها بعشر سنوات لفرط محافظتها على بشرتها ولياقتها البدنية , دائما تلبس أجمل الثياب وأكثرها أناقة , تبتاعها من مالها الخاص كما يحلو لها أن تكرر على مسمع زوجها المسكين , ودائما شعرها مصفف بأناقة فائقة , حتى العمة هارييت أعجبت بمظهرها الفخم
وعلمت أليكس في ما بعد أن أمها قد ورثت ثروة أخرى عن أحد أقربائها النافذين , أجل , أن أنيد لاثام تعرف كيف تستفيد من مالها بحيث تظهر للعيان بمظهر المرأة العريقة
هزت رأسها بحزن وقالت تعاتب أليكس :
" أنت طفلة ماكرة بالفعل! لماذا لم تخبريني عن هذا المكان الرائع؟ لم نتلق منك سوى رسالة واحدة طمأنتنا فيها عن وصولك , لكنك لم تذكري العنوان!".
منتديات ليلاس
أجابتها بطريقة مراوغة :
" ما.... ما حسبت وقتها أنني سأمكث هنا طويلا".
عادت أنيد تبتسم وتقول بأشراق:
" لا عليك, فالسيد مارشال شرح لنا كل شيء , كان غاية في اللطف وكرم الأخلاق أذ قام بكل الترتيبات وجاء بي في الطائرة الى هنا".

ثم أستدارت الى العمة هارييت وأضافت:
" لساني عاجز عن التعبير عن أعجابي الشديد".
كيف تقدر أمها أن تمثل بهذه البراعة؟ أن تصرفها المغلف بالحلاوة يشعرها بالغثيان أحيانا! لم تكن لتصدق بأن الآنسة مارشال يمكن أن تنخدع بمظهر أمها , أنما ها هي تنظر الى أنيد بأعجاب وسرور وكأنها تتطلع بشوق الى الأسابيع القليلة المقبلة
تقبلت أنيد لكولابرا كتحصيل حاصل وأمالت رأسها الشائب قائلة:
" معظم الناس يدهشون لروعة المكان في زيارتهم الأولى له".

ثم سألت أليكس بلهجة معاتبة:
" هل لك أن تسكبي الشاي يا عزيزتي قبل أن يبرد؟ كنا ننتظر قدومك ".
أمتثلت أليكس بتردد , وجلست على الأريكة الصغيرة القريبة من صينية الشاي , أجفلت حين جلس تشيس الى جانبها لكنها لم تنظر اليه .

أعتذرت للعمة هارييت عن تأخرها وقدمت الشاي للسيدتين ثم لتشيس , أراجفت يداها قليلا حين تلامست أصابعهما لكنها ظلت مشيحة عنه بالرغم من بصره المركز عليها
خلال تناول الشاي لم تنتبه السيدتان الى صمتها في غمرة حديثهما المتواصل ولما أنتهوا منه طلبت اليها العمة هارييت أن تأخذ أمها الى غرفتها ثم قالت لأنيد:
" لا شك أنك تودين الأستراحة قبل العشاء يا سيدة لاثام , أرجو أن تعجبك الغرفة , وأذا أحتجت الى أي شيء فلا تتردي في طلبه".

نهضت أليكس لترافق أمها ولم تنظر بتاتا ناحية تشيس , وفي طريقهما الى الطابق العلوي أزداد أعجاب أنيد بالبيت أثر كل خطوة , ولما دخلا الغرفة المخصصة لها قالت لأبنتها وعيناها تشعان فرحا:
" لا أكاد أصدق ! أوه! أغلقي الباب يا حبيبتي وأجلسي معي قليلا , لم أحلم أبدا بأن تقعي على كنز كهذا".

ألتزمت أليكس مكانها وقالت بصعوبة بالغة:
" عما تتكلمين يا أمي؟ لقد جئت هنا لعمل معين وسأرجع الى ملبورن في أسرع وقت ممكن, ربما في خلال أيام".
منتديات ليلاس
تظاهرت أنيد بالطرش وقالت ببسمة خفيفة:
" السيد مارشال ساحر الشخصية , رجل رائع بكل معنى الكلمة ! عندما زارنا في البيت وعرفنا بنفسه أعجبنا به , أنا وأبوك, أيما أعجاب , ويقول والدك أنه يملك ملايين الجنيهات على الأرجح".
" فليهنأ بها ويتمتع..".

وهنا فطنت أنيد الى جمود أليكس وفتورها فقطبت فجأة وقالت:
" لو كنت مكانك لكففت عن التفوه بتعليقات كهذه , فبالرغم من تظاهرك بأحتقار المال , فهو الذي يتكلم".

اماريج 17-09-10 12:50 AM


" سأصدقك ما دمت تكلمينه!".
" أليكس!".
فصرخت تسألها:
" ماذا عن دون فيشر؟".
لقد أستشعرت مناورات أمها ففضلت أن تبادرها الهجوم , أجابت أنيد متظاهرة بالنسيان:
" دون فيشر؟ أوه , سمعت شخصا يقول أنه سافر الى مكان ما , لم أره منذ مدة".
" وماذا عن صديقتك الأنكليزية ؟".

" منونيكا؟ ذهبت تزور أقرباء لها في بيرث , لكنني أريد التحدث معك بشأن تشيس".
" سنتحدث فيما بعد يا أمي , أنا مشغولة الآن وأستأذنك بالأنصراف".
منتديات ليلاس
هربت من الغرفة تقريبا وهي تستعر من القرف , كان بودها أن تذهب في نزهة طويلة أنما خشيت أن تلتقي بتشيس , يجب أن تهدىء أعصابها الثائرة قبل أن تواجهه فالهدوء الكامل سلاحها الوحيد أمامه , هرولت متوجهة الى غرفتها وقد قررت أن تستحم بسرعة ثم تنزل باكرا لتساعد السيدة ياونغ في المطبخ , قد يمتعض تشيس من تصرفها لكن مشاعره لا تعنيها
فتحت باب غرفتها ففوجئت بوجوده فيها , ألا يكفيها ما قاست من مفاجآت رهيبة؟ كان مستلقيا على السرير وكأنه لديه كل الحق في أحتلال غرفتها ,أرتجفت أليكس أذ تساءلت عما كانت ستقوله أمها لو أنها رأته بدورها
حدقت اليه قائلة:
" هل جننت؟".

أنزل ساقيه الى الأرض بتكاسل ثم جلس بأسترخاء على حافة السرير
ركز بصره عليها وأجابها بفتور:
" لا , لست مجنونا , أنما قد أجن قريبا أن لم تكفي عن التصرف كطفلة مدللة , أما الجنون الذي أتحدث عنه فهو الغضب وليس فقدان العقل".
" لن أسمح لك بالبقاء أكثر من ثانيتين فقط, ماذا تريد؟".

وفجأة أطل من عينيه وعيد رهيب جعلها تندم على تهجمها عليه , سلّط بصره المتوقد على وجهها الساكن وقال:
" يجب أن نتحدث".
أرتجفت داخليا أنما حافظت على مظهرها الهادىء وهي تجيب :
" يبدو أنك دخلت مرحلة النفيذ! لم جئت بأمي الى هنا؟ أجبني بحرية فلا أحد يسمعنا الآن!".

" ولم لا أدعوها ؟ أن نواياي شريفة وأنت تتجاهلين هذه الحقيقة بأستمرار , فكرت أن الوقت قد حان لأتعرف الى أهلك ولأدعوهم لزيارتي , من الطبيعي أن يقلق أبواك عليك , ورأيت أنه من واجبي تطمينهما وتعريفهما الى صهرهما المستقبلي".
غاض الدم من وجهها فجأة وقالت بصوت واهن مذعور:
" أنا لم أوافق على الزواج منك!".
" وأنا لم أقل لهما شيئا يحملهما على الأعتقاد بأنك وافقت".

خفق قلبها أذ تذكرت قرارها السابق بأن توافق على الزواج لدى عودته , بيد أن وصول أمها المفاجى حال دوت تورطها , قد لا يعرف تشيس هذه الحقيقة لكنه أفسد كل شي بجلب أمها الى كولابرا , المشكلة الآن عدم أستطاعتها أن تشرح ذلك بطريقة معقولة , لقد أصيبت بصدمة حين ظنت أن دافينا هي التي ستأتي معه وكذلك صدمت برؤية أمها
أتسعت عيناها وقالت بيأس:
" لا أدري تفاصيل ما يجري أنما أعتقد أنك دعوت أمي لتكون حليفتك في أقناعي , أنا لست غبية الى درجة تعجزني عن أدراك هذا".
منتديات ليلاس
رأت حلقة بيضاء غريبة تصبغ جوانب فمه ألا أنه رد بصوت ساخر :
" ليتك تحبينني بمقدار نصف حبك للقفز الى الأستنتاجات الوهمية , أعتقد يا أليكس أنك لم تفهمي أمك يوما على حقيقتها , صحيح أنها قوية الشكيمة لكنها خلقت بهذه الطبيعة ولا تقصد التسلط عليك كما تتوهمين بل ترغب من كل قلبها في أن تومن لك الأستقرار بالطريقة التي تمليها عليها طبيعتها
أنها تؤمن بضرورة التنفيذ وقد تكون من هذه الناحية أفضل من اللواتي يضيعن الوقت في الحيرة والتفكير بدون أن ينجزن شيئا , ومتى تزوجنا لن تلبث أن توظف نشاطها التنظيمي في مشروع آخر وتصبحين أنت في مأمن منها".

اماريج 17-09-10 12:52 AM

" شرط أن أتزوجك أنت!".
" أتعتبرين ذلك أسوأ من العيش معها؟".
لم تجد ما تقوله فلاذت بالصمت , صراحته مخيفة ألا أنها لا تخلو من هدف معين , بدا كما لو أنه يحاول أفهامها شيئا , لكن أفكارها ومشاعرها المتخابطة تحول دون فهمها لهذا الهدف , لقد تكلم كثيرا , أنما شعرت في الوقت نفسه أنه تعمد حذف الأشياء المهمة .

وهنا تقدم منها ليقبض على كتفيها بقسوة وليقول أيضا بقسوة :
" هناك أشياء كثيرة يا أليكس عليك أن تقرريها بنفسك وألا عجزت في المستقبل عن ألتزام أي قرار تتخذينه , قد تعتقدين خطأ , أنني وأمك فرضنا أرادتنا عليك , الأمر الذي سيشقينا معا".
" يا لتلك السعادة التي سأجنيها وكلاكما يفرض علي سلطته!".
منتديات ليلاس
رقت نظرته فجأة وقال:
" أوه , لا تبالغي يا طفلتي , فأنا لست وحشا كما تتوهمين و سأضطر بالطبع الى أيقاف أشغالي للأنصراف الى أقناعك , وأقترح أن ننسى أمر الزواج في الوقت الحاضر".
" قلت ذلك قبلا لكنك تعود دائما الى الموضوع".
فأجابها واجما:
"أذن سأنتظر حتى تفتحيه بنفسك".
قالت بتهور:
" لقد أرحتني , سأتمكن الآن من نسيانه".

أكفهر وجهه مجيبا:
" لن أعد بالتوقف عن تذكيرك , وكما قلت لك سابقا , قد أجد طريقة لا تحوجني الى الكلام , أذ هناك وسائل أكثر فعالية من الكلمات".
" هل.... هل تنوي المساومة عليّ بشكل ما؟".
قلص قبضته على كتفيها المرتجفتين وهتف غاضبا:
" هذه عقلية قديمة الطراز".
" وأنا فتاة قديمة الطراز , لا تنسى ذلك".

" أنت وقحة أيضا بالرغم من تربية أمك".
" ذلك لا يجيبني على سؤالي".
" سنرى".
" أريدك يا أليكس , وأعترف بأنني لا أبغي الأنتظار , أريدك زوجة في بيتي كي أعيش معك حياتي أما أذا أفقدتني صبري وأعصابي فقد تدفعينني في يوم ما الى أن أمتلكك بأي شكل.... لماذا يخفق قلبك كلما لمستك؟ لم أعرف في حياتي تجاوبا سريعا كهذا".

تجاهلت دفق حبها له وهتفت:
" لأنني أكرهك!".
" لا أصدق ذلك , عيناك غائرتان من شدة الأرهاق , أنصحك بالأستراحة قبل العشاء".
" هذا آخر شي........".
فقاطعها بحزم عنيد:
" أفعلي ما بدا لك , لست مضطرا الى أضاعة وقتي وعطفي على أناس يرفضونها".
منتديات ليلاس
تمنت لو ينصرف أ أنها أستوقفته بقولها:
" علمت من بعض المصادر الموثوقة أنك تقضي معظم أوقاتك بعيدا عن كولابرا".
" صحيح , قلما مكثت طويلا , لكنك دخلت الآن حياتي وبالتالي أجدني مضطرا الى مراعاتك ومراعاة ميولي الخاصة , من اليوم فصاعدا سأبقى هنا معظم أيام السنة , سنة بعد سنة".
" لن تجد تسليات أخرى في هذه المناطق النائية".

أجابها بفتور :
" أن كنت تقصدين بذلك نساء أخريات فلن أحتاجهن , أذا كنت معي".
" هناك أشياء كثيرة تعتبرها تحصل حاصل!".
" لقد أستعملت كلمة أذا".
" تلك لياقة كبيرة من جانبك!".

اماريج 17-09-10 01:00 AM

رفعت وجهها الناعم بتحد فيما أخذت تصارع رغبة داخلية في الألتصاق به وقد تاقت فجأة الى عناقه.... أربعة أيام من الفراق.... ما كان أقساها وأطولها!
أنتابها خوف مفاجىء فسألته:
" كم من الوقت ستمهلني؟".

" حتى لا تعود لدي طاقة على الأحتمال".
أستدار يبتعد عنها بصلف وبرود وبدون أن يفضح مشاعره سوى تورد خفيف برز تحت جلد فكه المتقلص.
" سأذهب الآن لأتفقد المواشي , قد أراك في موعد العشاء".
منتديات ليلاس
في الأيام التالية حافظ تشيس على وعده فتركها وشأنها , كان يقضي معظم الوقت مع رجاله , يجمعون الماشية أو يعملون في المناطق المحيطة بالبيت , كانت تلمحه من وقت لآخر في ثياب العمل , تحاشت أليكس طرح أية أسئلة أنما لم تستطع منع نفسها من سماع الأسئلة التي كانت أمها تطرحها على العمة هارييت وتجيب عليها هذه الأخيرة بسرور لكونها لا تمل أبدا التحدث عن أبن أخيها الغالي
هذه المعلومات التي عكفت أمها على جمعها من العجوز أحدثت لديها أفضل الأنطباعات أنما أرجفت أليكس وخوّفتها من مجرد أن تحاول تحديد مشاعرها أتجاه سيد البيت! خير لها ألا تفعل .... فهي ليست شجاعة ولا جدوى من التظاهر بعكس ذلك , أجل , خير لها أن تستمر في حال اللامبالاة على أن تعرض نفسها لآلآم جديدة.

أما في المساء فكان يحافظ على موعد العشاء ويقوم بدور المضيف على أكمل وجه ويبدو مميز الشخصية في بزات داكنة أنيقة لا تشبه البتة الملابس المغبرة التي يرتديها أثناء العمل , كان أندرو بليك ينضم اليهم أحيانا مع شابين آخرين كانا يقومان بدورة تدريبية في كولابرا كي يتمكنا من أدارة مزارعهما الخاصة في ما بعد ,أجل , الأمسيات بهيجة جدا
ولا يمكنها الأنكار أن أمها تساهم الى حد كبير في أشاعة المرح فيها , فهي أجتماعية بطبعها وجميلة المظهر , وقد أدركت أليكس فجأة أن أنيد لا تكبر تشيس كثيرا في السن , وفي أحدى المرات رأتهما يضحكان معا فأتضح لها أن أمها تقارب جيله الى حد ما , وأجفلها آنذاك أن تشعر بغيرة حارقة
كم هو غريب أن تخضع أمرأة مسيطرة مثل أنيد الى سحر بسيط يسلطه عليها رجل خبير , فقد أستطاع تشيس أن يفعل ذلك بسهولة مذهلة!

أحيانا كان يأخذها وأمها في أوقات فراغه القليلة و للتنزه على ظهور الجياد , أنيد كانت فارسة ماهرة الأمر الذي لقي أستحسانا لدى تشيس , كانا يسبقانها قليلا عادة فتلحق بهما على مقربة , لم تنزعج من هذا الأمر كثيرا أذ أتاح لها مرارا أن تراقب تشيس بحرية وهذا ما صارت تركز عليه أكثر من أي شيء آخر
أن رؤيته أصبحت جزءا ضروريا من حياتها مع أنها تفضل الموت على أن تدعه يعلم ذلك! في أحدى النزهات , فرحت أليكس تقريبا حين أعلنت أمها أنها بالرغم من أستمتاعها بالزيارة ألا أن كولابرا لا تروقها كمكان سكن دائم بسبب جوها الموحش وأنعزالها.

وقبل أن يتلفظ تشيس بأي جواب أنبرت أليكس تقول مدافعة:
" أنا لم أستشعر أية وحشة يا أمي فالحركة والعمل لا يتوقفان مطلقا , أنها مكان رائع بالفعل وأنا أحبها!".
منتديات ليلاس
ثم سرعان ما ندمت على كلامها لحظة رأت نظرة الرضى العميقة التي أرتسمت على وجه تشيس , شعرت بحاجتها الى الهرب ككل مرة يسلط بصره عليها , فحثت مهرتها الصغيرة على األأسراع ألا أن أبتسامته الساخرة لاحقتها فأعجزتها عن الهرب الكامل!
بعد خمسة أيام , وأثناء تناول الشاي أعلن تشيس أنه ذاهب الى ماونت آيزا
فقالت عمته فورا:
" أذن يجب أن تأخذ أليكس معك فهي ودت الذهاب أثناء وجودك في سيدني , وحرمت المشوار لأنشغال الجميع في أعمالهم".

" كان ذلك من سوء حظها! أما زلت تودين التسوق يا أليكس؟".
لقد أدرك لماذا أبتغت الذهاب وقتئذ فألتهبت وجنتاها خزيا , ما عاد لديها الآن أي شك في أنه أعطى أوامر مشددة بعدم السماح لها بمغادرة المزرعة!
قررت أن تغيظه بتحديها فأجابته مبتسمة:
" أجل , ما زلت بحاجة الى التسوق".


الساعة الآن 07:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية