منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146997.html)

اماريج 19-08-10 12:05 AM

8_خطوبة متأرجحة
*********************
شعرت كيلي بالأرتياح عندما غادر نيكولاس وماري الفندق الى المستشفى , فرأسها يضج بالأفكار المتضاربة التي تريد أن تقلبها على الأوجه المختلفة بعيدا عن تأثيرات الآخرين.

كانت سعيدة كونها قادرة على مساعدة ماري وجورج في محنتهما الراهنة .... ولكنها أيضا سعيدة للبقاء في الفندق
وهذا الشعور بالسعادة يتناقض مع تلهفها السابق لعودة ماري كي تغادر هي الى دوربان وتبتعد نهائيا عن نيكولاس ,وأضطرت للأعتراف بينها وبين نفسها أن جزءا كبيرا من تلك السعادة يتركز حول شخصية نيكولاس.

لم تكن لتكذب على نفسها وتنكر أن البقاء في الفندق يريحها , فكل يوم تمضيه هنا يعني يوما أضافيا مع نيكولاس
وهذا يشعرها بالأنشراح بقدر ما يشعرها بالألم , وليس من الممكن التعامي عن قدرة ذلك الفلاح القاسي على أثارة عواطفها بشكل لم يستطعه رجل من قبل.

أنها تشعر بالأنجذاب الشديد نحوه , أنجذاب يجد جذوره العميقة في رجولته المتمثلة في كل ما يتعلق به , ترى هل يوجد شيء آخر غير الأنجذاب يجمعها بنيكولاس؟
رفعت كيلي رأسها عن الخزانة التي كانت ترتبها, وأجابت نفسها بهدوء:
" لا, هذا مستحيل".

والى جانب كونها خطيبة رجل آخر , فأن نيكولاس نفسه مرتبط بأمرأة أخرى تعيش قريبة منه , بل يمكن القول أنه مخطوب لسيرينا دي ياغر.
منتديات ليلاس
أن مجرد التفكير بسيرينا يجعلها تشعر بالأسى والتوتر , هل أصبحت مجنونة , بحيث تترك لأيام قليلة من المتاعب العاطفي أن تؤدي بها ألى أتخاذ قرار لم يأخذ بعين الأعتبار أرتباطات نيكولاس وأوضاعه الخاصة؟
فبقدر ما تعرف أستحالة وجود مستقبل معه , تعرف أيضا أن البقاء أكثر في الفندق يحمل في طياته أحتمال تحطم مشاعرها الصاخبة
أنها تحمل لنيكولاس عواطف لا يمكن تجاهلها أو كبتها... لكنه ليس بالحب العميق الجارف.

ومع ذلك , وبالرغم من أصرارها على تحديد علاقتها بنيكولاس في أطار الأنجذاب البحت , ألا أنها وصلت الى مرحلة مقارنة كل رجل تعرفه به , فقد فعلت هذا مع غاري وأندرو حتى الآن.....
والأثنان خسرا المنافسة , أن كيلي لا تريد تمضية بقية حياتها في أجراء مقارنات بين الرجال, بل تريد السعادة الزوجية مع غاري, والبيت الهادىء والأطفال أيضا.

لكن قرارها بالبقاء في الفندق اليوم وضع مسألة زواجها من غاري في مهب الريح , أنها كمن وقع في الفخ
لقد ذهب نيكولاس وماري منذ نصف ساعة الى المستشفى وليس بالأمكان أستدعاؤهما للتراجع عن البقاء , المشكلة أن الفخ من صنعها هي ... أذ كان بأمكانها الرفض, خاصة وأن ماري أكدت زوال الخطر عن جورج , لكنها لم تفعل.

اماريج 19-08-10 12:06 AM

سارت كيلي ناحية أحدى الطاولات وأنهمكت في ترتيب المناشف , عليها أن تتجنب نيكولاس , أو على الأقل جعل أجتماعاتهما محدودة قدر المستطاع
فأذا كانت العواطف العمياء قد أوقعتها في الفخ, فأن المنطق العاقل سوف يخفف مخاطر السقوط المريع.

كان النهار قد أنتصف عندما لمحت كيلي سيارة نيكولاس البيضاء تتوقف أمام مدخل الفندق , وفور رؤيته توترت أعصابها بشدة , لكنها عادت وسيطرت على نفسها بجهد بالغ
فلقد أتخذت قرارها وعليها الألتزام به, وهكذا أسرعت الى المطبخ للأشراف على أعداد الطعام , متعمدة عدم النظر ناحية الباب كي لا تفاجأ به واقفا هناك كعادته.

وراحت تفكر كيف يمكنها تجنب تناول الغداء معه ,ولكن الأمور كانت أسهل مما توقعت , أذ يظهر أن نيكولاس كان مشغولا بأمور تعلق بالمزرعة
وعندما أبلغته كيلي بواسطة الخادم أنها غير قادرة على مشاركته الغداء لم يعترض, بل أنهى طعامه بسرعة وغادر الفندق متوجها الى المزرعة.

كان أندرو جالسا على الشرفة عندما أنهت كيلي طعامها, وتساءلت وهي تجلس الى طاولته ما أذا كان ينتظرها عمدا , أم أن الأمر حدث صدفة؟ وقد أبدى سرورا ممزوجا بالأستغراب لقرارها بالبقاء في الفندق وقال:
" هل ضغط عليك فان ميجدين للبقاء؟".

أبتسمت كيلي وقالت:
" نيكولاس؟ لا أبدا, فجورج لم يتحسن بعد , وفي مثل هذه الظروف من الأفضل أن تبقى ماري الى جانبه".
ظل أندرو صامتا للحظات وكأنه لا يصدق ما أخبرته به كيلي
لكنه قال أخيرا:
" لست متأسفا لبقائك , بل أنا سعيد جدا , المؤتمر سينتهي غدا يا كيلي , لكنني أستحق أجازة , وربما أمضيها هنا أيضا!".
منتديات ليلاس
كانت كيلي تحدق في الجبال البعيدة , غير أن دفء عبارات أندرو جعلها تلتفت ناحيته فتابع يقول:
" ما رأيك في ذلك يا كيلي؟".
لم تستغرب هذا السؤال المليء بالعبارات والمعاني , فقد أظهر أندرو منذ البداية أعجابه بها , ومحاولة التقرب منها
ألا أنها ليست في وارد أضافة متاعب جديدة الى ما هي عليه الآن , فهناك غاري أولا والخطوبة التي بدأت تشعر بالندم للأقدام عليها

ثم يأتي نيكولاس والأنجذاب الذي فجره في نفسها ,وأخيرا جاء أندرو الرجل الذي تحترمه وتعجب به ... كصديق فقط
وكانت ترغب أن تطلب منه ألا يدمر هذه العلاقة الطيبة وهي بأمس الحاجة الى صديق.

لكنه سبقها متسائلا:
" ماذا قلت يا كيلي؟".
ردت بثبات:
" أظنها فكرة جيدة , فقد تعبت خلال المؤتمر , وليس أفضل من هذه المنطقة الساحرة للترويح عن النفس".

أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر الأحباط وهو يستمع منها الى ذلك الجواب العام , لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وعاد يبتسم بهدوء .... غير أن كيلي شعرت بالأسف العميق لأنها جرحته من حيث لا تعلم.



اماريج 19-08-10 12:07 AM

وعندما أنهت كيلي شرابها , ألتفتت الى ساعة يدها , ثم نهضت واقفة:
" حان وقت العودة الى العمل , شكرا على دعوتك يا أندرو".
" هذا من دواعي سروري".
وكانت كيلي على وشك أن تغيب عنه , عندما قال فجأة:
" عليك بالأحتراز من فان ميجدين".

أنقطعت أنفاس كيلي دهشة وصرخت قائلة:
" ماذا؟".
" أنه رجل صلب يا كيلي , كما وأنه على وشك أن يخطب".
أبتلعت ريقها بصعوبة , ثم قالت:
" وأنا مخطوبة أيضا".

ثم أضافت في محاولة لترطيب الجو:
" شكرا على التحذير يا أندرو , لكن لا داعي للخوف علي أبدا".
تمكنت كيلي من تجنب اللقاء بنيكولاس طيلة ما تبقى من النهار , مع أنها كانت تلمحه بين الحين والآخر بشكل خاطف
وحدث عندما كانت في المطبخ في أحدى المرات أنها شعرت بمن يراقبها ,لكنها تعمدت الأنهماك في أعمالها بحيث لم تنظر اليه أبدا... الى أن رحل.

حان موعد العشاء , وجاءت معه اللحظات الحرجة التي تتطلب منها الأتصال بغاري لأبلاغه بالتطورات الجديدة على صعيد بقائها في الفندق

فهي ما زالت تذكر ثورة غضبه عندما حدثته أول مرة , ولا شك أن ثورته الليلة ستكون أعنف عندما يعلم بأنها ستبقى لمدة غير محددة , لكن كيف أمكنها أن تتخذ قرارها دون التفكير بغاري؟ وكما توقعت تماما
كان غاري شديد الغضب وهو يقول:
" ماذا تفعلين هناك بحق السماء؟".
منتديات ليلاس
" أنني أساعدهم في الفندق..".
" لكنك قلت يومين فقط, أخبريني كافة التفاصيل يا كيلي!".
حاولت أن تحافظ على هدوئها قائلة:
" غاري.... أرجوك حاول أن تفهم".
" كلا يا كيلي لن أفهم, ولا أريد أن أفهم , أن تمثيلية الكرم والأخلاق قد أنتهت , أظن أن المدعو فان ميجدين له علاقة ما بهذا الأمر".

فوجئت بصدق توقعاته , لكنها قالت:
"لا , لست واقعة تحت تأثير نيكولاس .... السيد فان ميجدين ...".
أجابها بعنف صاخب:
" الى الجحيم به....".
جاهدت كي تحافظ على أعصابها وهي تقول:
" جورج أندرسون ما زال بحاجة الى علاج".

" لكنك قلت أنه خرج من مرحلة الخطر".
" لقد خرج من الخطر , لكن ماري يجب أن تظل الى جانبه".
أجابها بنفاذ صبر:
" لست موافقا على بقائك هناك".
ردت بلطف:
" أما كنت ترغب أن أكون الى جانبك لو أصابك شيء؟".

اماريج 19-08-10 12:07 AM


فوجئت بلهجة جديدة في صوته:
" هل أنت متأكدة من رغبتك في البقاء معي مهما كانت الظروف؟".
كان السؤال مفاجئا بحيث عجزت كيلي للحظات عن أيجاد الجواب المناسب , ولم يكن عجزها بسبب الخوف من التخلي عن غاري ,بل من النتائج التي ستنجم عن فسخ خطوبتها في هذا الوقت بالتحديد.

وتابع غاري يقول:
" حسنا يا كيلي, هل أفهم أنك راغبة في فسخ الخطوبة؟".
كان صوته ممتلئا بالمرارة , لكنها واجهته بهدوء:
" طبعا لا".
ثم أضافت بعد تردد:
" لكن يا غاري ربما من الأفضل أن نعطي أنفسنا فرصة أخرى...".
منتديات ليلاس
سمعت شهقة خفيفة على الطرف الآخر , ثم جاءها صوته مضطربا:
" أذن أنت تريدين أنهاء علاقتنا!".
أجابته بتردد:
" لست أدري.... أنها... ربما كنا قد أسرعنا في الخطوبة ... أننا.. أننا لا نعرف بعضنا البعض تمام المعرفة".

ثم أضافت بصوت قوي:
" كل ما أقصده هو أعطاء أنفسنا المزيد من الوقت كي نفكر في ما نحن مقبلان علي".
أسترد غاري أعصابه ورد بغضب مكتوم:
" قولي للمدعو نيكولاس فان ميجدين الأبتعاد عن طريقيك, وسأفك رقبته أذا لم يفعل!".

لم ترد كيلي على ملاحظته , فهي موقنة أن نيكولاس سيلقن غاري درسا لن ينساه أذا ما تجرأ وتعرض له
وتابع خطيبها الحديث قائلا:
" حسنا يا كيلي, لكن يجب أن نفكر في الموضوع سويا".
" هذا ما قصدته بالضبط".

ثم أضافت في محاولة لأنهاء المكالمة:
" سأتصل بك بعد يوم أو أثنين يا غاري".
قبل هذه المكالمة , كانت فكرة تناول اعشاء مع نيكولاس تؤرق تفكيرها , أما الآن فهي لا تستطيع أحتمال المزيد من المنغصات , فالمسألة باتت أبعد من السخرية التي يواجهها بها , بل وأبعد من التأثير العاطفي الذي يتركه فيها ... فقد أوشكت على فسخ خطوبتها وهنا يكمن الخطر الكبير.

اماريج 19-08-10 12:08 AM

كيلي تدرك تماما أن الخطوبة قد أنتهت بالفعل , وذلك نتيجة الرؤية الجديدة التي باتت تنظر من خلالها الى غاري , فبالأضافة الى أحساسها بأنهما لا يمكن أن يعيشا حياة سعيدة هانئة , برز عامل غير متوقع أسمه نيكولاس
وهناك فرق كبير بين محاولتها أقناع نفسها بكراهية ذلك الرجل وأحتقاره
وبين مشاعرها التي تتحرك بجنون عندما تجده الى جانبها
فأذا لم تكن تحب فان ميجدين فعلا , فماذا تسمي هذه الأحاسيس المتفجرة التي أطلق عقالها في نفسها وقلبها.

بات عليها الآن أن تجد طريقة ما لللتأقلم مع الظروف المستجدة , فبالرغم من مشاعر الأرتياح الخجولة التي تخفق في صدرها نتيجة ما وصلت اليه وغاري
فأن هناك عواطف التردد والشكوك والمخاوف , وهناك أيضا أحساسها بأن ما تريده أكثر من أي شيء آخر ليس في متناول يدها أبدا.

أنها لن تجلس الى طاولة العشاء مع نيكولاس مهما كانت الظروف , فهي غير قادرة على أحتمال وجودها معه في زاوية منعزلة حول طاولة تضيئها الشموع الخافتة , ولن تزعج نفسها في أختراع الأعذار الواهية لأحد ....

وهكذا , عندما أنهت أشرافها في المطبخ , أنسلت بهدوء دون أن تخبر أحدا عن مقصدها.
كانت الحديقة هادئة في ذلك الظلام الدامس , لولا أضواء خافتة تطل عليها من قاعات الفندق وغرفه
وسارت كيلي مبتعدة عن أصوات الضيوف على الشرفة , وهي تتمتع بالهواء المنعش والسكينة التي أدخلت الى نفسها الهدوء والأرتياح , لكن فجأة , أجفلها صوت جاء من مكان ما في الخلف:
" حسنا يا كيلي!".

أستدارت بخوف:
" نيكولاس... أنني... أنني لم أرك!".
أجابها بسخرية ممزوجة بشيء لم تستطع كيلي فهمه :
" كان بودك أن تلبسي طاقية الأخفاء وترحلي من هنا؟".
سألته بأستغراب:
"ماذا تقصد؟".
منتديات ليلاس
" كنت تتعمدين تجنبي طيلة النهار".
قالت بهدوء:
" الواقع أنني كنت مشغولة جدا".
علق بالأسلوب الساخر نفسه:
" لا شك في ذلك , فبالنسبة لفتاة ثرية مدللة , كنت على قدر المسؤولية وقمت بأعمال لم نكن نتوقعها منك".
أجابته بتهكم:
" ألم يكن مقصدك أن تري الفتاة الثرية المدللة كيف يكون العمل؟".

ثم عاد ليسألها بصوت خافت:
" هل تنكرين أنك تعمدت تجنبي طيلة النهار؟".
أبتلعت كيلي ريقها بصعوبة , كان من المستحيل عليها التصرف بشكل طبيعي وهو قريب منها الى هذا الحد
وقالت بعد تردد:
" كنت مشغولة يا نيكولاس , وربما لم أرك, ويؤسفني أن تعتقد أنني تعمدت التهرب من طريقك".

" معقول جدا , لكن ذلك لن يقنعني يا عزيزتي".
ثم أضاف بصوت حاد:
" أنت لا تكتفين بالكذب عليّ , بل تحاولين الكذب على نفسك أيضا".
ضحكت بتوتر قائلة:
" أكذب؟ ولماذا أكذب بحق السماء يا نيكولاس؟".


الساعة الآن 06:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية