منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 21-12-08 06:02 PM

نظر إليها بسرعة: "مزرعة جورج كوردا؟ هذا ممكن. كنت و جورج في المدرسة. لقد أدار والده المزرعة حتى أصبح قادراً على إدارتها.. وجورج هو أكثر العزاب شهرة.. أتحبين الالتقاءبه؟"
ـ أنا غيرمهتمة أبداً بالسيد كوردا..لكنني أعترف أنني أود رؤية المنزل..هذا إن كان هو المكان نفسه.
ـ سنعرف في وقت قريب..سأقوم بترتيبات زيارته في نهاية الأسبوع المقبل.. هذا إن لم تسرعي بالسفر إلى ويلنغتون.
جاء دورها لتضحك: وفي الوقت نفسه، أتابع طباعتي..أنت ماكر جداً تشارلز تايمر.. فأنت تمد لي جزرة تظن أنني لن أستطيع مقاومتها.
ـ في الواقع، أفكر فيك، وفي كوردا..سيكون الأمر غريباً..بيني كوردا.. ياللرنة الجميلة!
ـ من يتفوه الآن بالهراء؟ فلم ألتق الرجل بعد، ولا أعرف إن كان ذاك منزلي القديم.
ـ ولكن إن كان منزلك، فهذا نصف الطريق للواقع في سحر جورج المهلك.
كان يتحدث بهدوء و خفة، ولكن وجهه كان جاداً، فثار سخطها: لم أسمع قط بمثل هذه السخافات.. لايمكنني أن أقع في حب رجل هكذا.
ـ تحدث أمور أغرب من هذا.. ألم تسمعي بالحب من النظرة الأولى.
ـ سمعت به و لكنني غير واثقة بأنني مؤمنة به.
ـ قيل لي إن بعض الناس يعتقدونه الحب الوحيد. وقيل لي أيضاً إنه يضرب الإنسان كرصاصة من حيث لا يدري.
ابتسمت:" سوف أتلقى أية رصاصة أراها قادمة.. على أي حال، أنت تنسى دور جورج في المسألة"
التفت ينظر إليها بوقار:" انظري إليه فقط بهاتين العينين الزرقاوين، و سيشدك إلى ذراعيه..قد أكون غبياً في اقتراحي أن أقربك من ذلك المكان".
نظرت إليه بذهول:" آه!ولماذا؟".
ـ لأنني أرغب في الاحتفاظ بك لنفسي لفترة قصيرة.
حاولت تجاهل اعترافه بأنه يميل إليها.. فسألت بخفة: فترة قصيرة فقط؟ هكذا إذن .. هذا حتى تنهي كتابك.
ـ لاتكوني واثقة من هذا كثيراً..فعقلي قادر على الذهاب إلى ماوراء الطباعة..
كان صوته الرنان خفيضاً فاستطاعت الإحساس بأنفاسه على وجنتها.. جاهدت للبقاء هادئة، و تمكنت من القول: في الواقع لا أعرف.. لقد بدأت أتساءل عن هذا الواقع.. جئت تطرق بابنا عندما عرفت أنني أستطيع أن أطبع.. وأثبت أنك ستذهب إلى مدى ممكن لإقناعي.
نظر إليها بصمت عدة ثوان قبل أن يرفع يده إلى ذقنها و يديرها وجهها إليه.
ـ ألاتظنين أن في الأمر أكثر من هذا؟
جعلها السؤال تنظر إليه بتساؤل، هزت رأسها مبتسمة ابتسامة عدم تصديق.
ـ أشك في هذا.
ـ في هذه الحالة.. يجب أن أقنعك.
تابعت الابتسام:" حقاً؟
وكيف تقترح أن تفعل هذا؟"
حولت حركة مفاجئة الوسائد من خلف ظهرها إلى طرف الأريكة، وقبل أن تعرف ما ينويه، وجدت نفسها مستلقية على طول الأريكة، و رأسها على الوسائد.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...0b3a611660.gif


يتبـــــــــــع

golya 22-12-08 12:07 AM

باانتظارك ياعسل

Rehana 22-12-08 05:49 PM

قال لها بهدؤء:" استرخي فقط".
في اللحظة التالية وجدته قربها. تسللت ذراعه اليمنى المصابة إلى جسدها تأسرها إليه.
كان عناقه في البدء ناعماً مغوياً.. ثم ما لبث أن أصبح عميقاً يطالب بالتجاوب.. وجدت نفسها غير قادرة على مجادلة دعوته الملحة.. وبدأت تدريجياً ذراعاها تتسللان إلى عنقه و استسلمت لإحاسيسها.
ولكنها رغم عناقه الآسر الذي أصبح متوحشاً تقريباً ورغم الشوق المتذبذب بينهما، شعرت بالقلق الذي ازداد إلحاحاً، قالت لنفسها إنها حمقاء..فهي لا شيء بالنسبة له.. إنها ترضي فقط حاجته الجسدية..لو كان يحبك لا ختلف الأمر، لكن على الرغم من هذا الوضع الحميم، وهذا العناق الحارق، لم تبدر عنه كلمة حب واحدة. جعلتها هذه المعرفة تجذب نفسها بعيداً عنه، تقاوم لتحرر من بين ذراعيه. جلست تشهق.
ـ تشارلز.. علينا أن نتوقف..نحن..ننسى شينا.
ظل مستلقياً بلاحراك، ثم راح بصوت خفيض، وقال: أنت محظوظة لأن إحدى يدي لا تساعداني.. ولولا ذلك لدفعتك على ركبتي و لصفعتك على قفاك بسبب هذه الملاحظة. كيف لي أن أنسى شينا؟
تنهدت:" أنت على حق..كيف لأي منا أن ينسى شينا؟ إنها جميلة مفعمة بالنشاط.."
قال بصوت مدممدم:" لم يكن هذا ما عنيته بالضبط".
ـ عندما تكون مخطوبة لك تقريباً لايحق لك العبث معي هكذا.
ـ لماذا لا نتباحث هذا الأمر عندما تشاهدين خاتمي في أصبعها؟.. إنه غير موجود الآن، أتراها طريقتك لتعبري فيها عن كرهك لمعانقة رجل؟ كوني صادقة.
ترددت قبل أن تعترف:" تحتاج كل امرأة إلى أن تعرف أنها مرغوبة".
ضحك:" لا حاجة بك للقلق بهذا الخصوص".
شدتها ذراعه مجدداً، فوجدت نفسها تستجيب بحماسة لم تستطع كبحها..راح قلبها يخفق. لكنها فجأة خافت من مشاعرها التي بدأت تحملها إلى مرتفعات قد تختفي فيها كل مقاومتها.. عرفت أن عليها أن تمسك زمام نفسها.. فقالت بصوت خفيض: شينا تراقبك في الظلام.
توقف، ولكن ذراعيه ظلتا حتى قال: آه! وأمي واقفة قربها أيضاً.. ضحكت بيني:" أجل..أعتقد هذا"
ـ لاشك أنهما تتناقشان في" الدوطة" و المهر.. النصف الآخر من الأملاك.
ـ هذا صحيح.. ألا تحب أن يكون العقد ثلاثياً؟
انفجر بوحشية:" اللعنة! أنت بكل تأكيد تعرفين كيف ترمين جردل الماء البارد. لاشك أنه من تعليم الخالة جيلين؟".
نظرت إليه تقول بصراحة:" حسن جداً..لقد أشارت إلى أن من غير الحكمة أن تسمح الفتاة لرجل بأن يستغلها".
برد صوته وهو يبتعد عنها: يستغلها؟ أهذا ما تعتقدينه؟
تحولت عيناها إلى التوسل:" تشارلز..تعرف جيداً أننا على شفير الهاوية لذا على أحد منا أن يتراجع.. وإلا.."
صمتت، غير قادرة على الاستمرار، فأضاف بصوت قاسً: و إلا جررتك إلى غرفة النوم لأعتدي عليك كما تخشى خالتاك.. ولكن الأمر لن يكون اعتداء لأنك ستكونين شريكاً راغباً فأنت تريدينني بمقدار ما أريدك. كوني صادقة، و اعترفي بهذا. نظرت إليه بدون أن تتفوه.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9fca7a110c.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 22-12-08 05:59 PM

رد عليها تحديقها بتجهم. انتظر عدة لحظات رداً لم يأت. قال أخيراً: " أظننا بحاجة إلى فنجان، سأحضره، فيما تجلسين هنا لتتغلبي على صدمة اقتراب رجل منك".
لسعتها كلماته التي تدل أنه يعتبرها مغفلة حمقاء صغيرة.. فوقفت متوترة مع اندفاع ساخط: سأعد أنا القهوة.. ستواجهة المتاعب في فتح العلب.
ـ أنت على حق.. عندما نعود سأرى الطبيب لأتخلص من الجبيرة. أنا واثق أنها غير ضرورية، ولقد سئمت منها..أريد نزعها.
ـ لاتكن عجولاً.
توجهت إلى المطبخ لتعد القهوة وفيما كانت مشغولة بإعدادها عرفت أنه يجوب الغرفة نافد الصبر. وما إن وضعت القهوة الساخنة على طاولة صغيرة حتى حذرتها أساريره من أنه ما زال منزعجاً منها، ولم يتأخر في إثارة السبب..
قال بلهجة حادة كالسكين: أريد تفسيراً عن ملاحظتك السابقة.
أجفلها هجومه، وضاعت مؤقتاً، ولكنها سألت أية ملاحظة تعني؟
ـ إشارتك إلى أنني أنوي" استغلالك" لغاياتي.
لم تستطع النظر إليه: حسناً..ألم تكن تنوي؟
صاح بحدة:" أوضحي قولك".
ـ ولماذا تريد الكلام عن هذا؟
ـ لأن الملاحظة وترت أعصابي، وأريد معرفة ما تقصدين بها بالضبط.
ـ بكل تأكيد إنها أكثر من واضحة؟ كنت ..كنت، لطيفاً معي، إنما من أجل مصلحتك فقط..
ترددت، غير قادرة على أن تكمل، فتحول وجهه إلى قناع بارد: تابعي.
ـ تشارلز.. ألاتفهم مشاعري في هذا الموقف.. أم تراها لا تهمك أبداً؟..لا.. لاأظنها تهمك.
ـ مازالت أنتظر توضيح مشاعرك.
ارتشفت قهوتها ليتسنى لها الوقت للبحث عن الكلمات. عندما وضعت الكوب من يدها قالت: لقد أشرت إلى أنك تعتقدني حمقاء.. ولكنني لست غبية فلا أفهم أن مشاعرك نحوي لا تحمل أي عمق.. مع ذلك مستعداً لتمثيل رواية الحب، من أجل سبب واحد.
ـ وماهو ذلك السبب؟
صاحت بقسوة: لتنهي طباعة كتابك.
سحبت نفساً عميقاً، وشدت مكابح سيطرتها على نفسها، وتابعت تشرح له: باختصار.. كنت مستعداً لتمثيل الحب المزيف أمامي في" بليارز" بدل الإسراع في العودة إلى" ويلنغتون" اعترف بأنها الحقيقة.
ـ لن أعترف! على أي حال، يجب أن أعرف ما تنوين فعله.. إن كنت عازمة على الرحيل، فعلي أن أرتب الأمور مع طابع عمومي.
خرجت الكلمات منها بشكل لاإرادي:" أو مع شينا".
وضع كوبه من يده بحذر، ثم ارتد ينظر إليها: أتشعرين بالغيرة من شينا؟
حدقت إليه بعينين متسعتين من الدهشة و بوجه أحمر من الغضب.
ـ أنا؟ أغار من شينا؟ إنه أسخف قول أسمعه، ولماذا أغار منها؟
ـ حقاً..لماذا؟ ولكن المرء لا يستطيع أن يتوقف عن إبداء الغرابة بالنسبة لطريقة عمل عقل المرأة.
تمتمت هامسة و كأنما لنفسها:" أغار من شينا"!



http://www.liillas.com/up2//uploads/...9fca7a110c.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 24-12-08 05:48 PM

ولكنه تجاهل همسها إذ قال: لم تجيبي عن سؤالي بالنسبة لنواياك.. هل أبحث عن طابع أو طابعة عمومية؟ أم أرتب أموري مع شينا.. كما اقترحت؟ أم أستطيع الاعتماد عليك لإكمال العمل؟ ربما أنت بحاجة للذهاب إلى النوم و التفكير ملياً في الأمر.
هزت رأسها:" لا، لقد اتخذت قراري. سأبقى".
ـ هذه هي فتاتي الطيبة. خشيت أن يكون حكمي عليك بعيداً عن الواقع.
ـ ماذا تعني؟
ـ كنت واثقاً أنني قادر على الاعتماد عليك.
تنهدت:" أعتقد أن بإمكانك الاعتماد عليّ..لكن خالتي ظنتا أيضاً أنهما قادرتان على الاعتماد عليّ".
ـ آه.. صحيح . ولكن في حالتهما، برز من الغيب شيء ليقلب الأمور..ألم تدركي أنه سيأتي يوم ينقلب فيه مسار حياتك؟
هزت رأسها:" أعرف ماتعني..تتغير أحياناً حياتك كلها ولكن ذلك لا يكون واضحاً أهو إلى الأسوأ أم الأحسن.
ـ يطلق بعضهم على ذلك اسم القدر يافتاتي الصغيرة.. كان يومك مرهقاً وقد حان موعد نومك.. عانقيني ثم تمني لي ليلة سعيدة، لتثبتي أنك نزلت من عليائك.
كانت لهجته أمراً. ولكن، بسبب توقها إلى عناقه افتقدت قوة الإرادة على الرفض. فكان أن وجدت نفسها ترفع ذراعيها نحوه.
شدتها ذراعه اليسرى إليه قليلاً، ثم أبعدها عنه وقال بحدة: اذهبي إلى الفراش. ولا تخافي، لاحاجة بك إلى إقفال بابك. فعندما أرغب في مغازلة امرأة أحب أن يكون ذلك عندما تكون يداي طليقتان.
حدقت إليه صامتة، ثم دخلت إلى غرفتها و آخر كلماته ترن في أذنيها..
" عندما أرغب في مغازلة.." هل يغازل شينا؟ سببت الفكرة لها ألماً غريباً.. فجأة جعلتها صورة المرأة الجميلة وهي مستلقية بين ذراعيه، وترغب في الصراخ.
لم يتلاشى هذا الإحباط وهي مستلقية في السرير. هل تشعر بالغيرة من شينا؟ لقد تجرأ وسأل: هل تغار؟ تقوقعت على نفسها تحت الأغطية فقد عرف أنها تغار..هاهو..تشارلز تايمر، رجل ذو أملاك، يريد أبناء له. وهاهي شينا، مستعدة و راغبة لإعطائه كل مايريد.
إذن لماذا لم يتزوجها منذ زمن بعيد؟ جاء الرد واضحاً: كان مشغولاً جداً،غارقاً في كتاباته..لقد أخذت الكتب وقته و أفكاره..ثم..شينا موجودة متى أصبح مستعداً لها.ولكن، يبدو أن هناك ثغرة ما في هذا التحليل.. فلو أراد حقاً الزواج بها لما وقف شيء في طريقه.. ولكانا زوجاً و زوجة..
ثم أخذت تطرح أسئلة على نفسها: لماذا تشعر بالغيرة منها؟ ولماذا صورة شينا بين ذراعي تشارلز تصدمها إلى هذا الحد؟
لا، بالتأكيد لم تقع في حبه؟ فهي لم تعرفه إلا منذ يومين.. ترى هل أصابها الحب من حيث لا تدري؟ لا.. السؤال كله سخيف.. ومشكلتها أن تفكيرها يطير إلى حيث يأخذه تعبها الزائد.. وكما قال، كان يومها شاقاً.
كما أنها مرهقة من الضغط العاطفي.. هناك كل هذا الضجيج بشأن سيارتها هذا الصباح، والبؤس الذي شعرت به لأنها عائدة إلى ويلنغتون، ثم صدمة مجيئها إلى أوتاكي.
تسللت ذكرى العنكبوت السام" الكايتو" إلى رأسها، فارتجفت. الحمد لله لأنها رأته في الوقت المناسب، ثم لامست بسمة شفتيها المكتنزتين وهي تذكر اهتمامه بها في أثناء فترة العشاء، حيث لم تترك عيناه وجهها.. قال لها يطريها: " أعتقد أنك تعرفين بأنك ملفتة للنظر بيني"..فيما بعد جاءت البهجة.. أجل، يجب أن تعترف بالبهجة عندما شعرت بذراعيه حولها..حتى ولو أن العناق كان بذراع واحدة.. لقد جعلها العناق في حالة شوق دفع أنفاسها إلى التسارع و كيانها إلى الثورة.

منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...19c12a4f01.gif


يتبـــــــــــــــع


الساعة الآن 12:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية