منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t196893.html)

Rehana 22-09-14 05:54 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- آسفة لدعوتي الآنسة راو وصديقتها من المحاسبة . ولكنها تعمل معي ولم أستطع سوى أن أدعوها . ألم تلتقي معاه في المكتب بعد.
- ذهبت أبحث عنك في أول يوم لي في المكتب . ولم تساعدني الآنسة راو كثيرا .
- اوه .. لا تأبهي لها ، الجميع يعرفها . أتدخلين هذه الكؤوس يا جودي ؟ سوف تنتهي الشروبات كلها قريبا إلا إذا أحضر بعض الضيوف معهم بعض الشراب .
وحملت جودي الصينية ووازنتها لتفتح الباب بقدمها ، ثم توقفت بعد أن لمحت ثوبا أصفرا في الناحية الأخرى من الباب . صوت الآنسة راو من نوع غريب ، ومع أنها كانت تتكلم سرا وبصوت منخفض مع شخص آخر فقد سمعت جودي كل كلمة ، فوقفت جامدة في مكانها وهي تسند الصينية إلى خصرها .
- وقد أتى معه بهذه الفتاة الرخيصة التي التقطها من الأرياف ،وتعرفين ما يعني هذا ؟ أليس كذلك يا عزيزتي ؟ إنه يدعوها سكرتيرته ، ولكنها لا تعرف شيئا عن الأعمال . لقد نزلت إلى عندي تتوسل إلي
للمساعدة ...
وساد صمت قصير قطعته ضحكة ثم تابعت الحديث :
- بعدما حدث ، مع من تعرفينها جيدا ، كان عليه أن يبقي علاقاته خارج المكتب ، ألا تظنين هذا ؟ إن هذا مقرف !
وسمعت تمتمة من الشخص الآخر لم تفهمها ثم ذلك الصوت الكريه ثانية :
- هيا بنا يا عزيزتي لنذهب ، أعرف كيف تنتهي مثل هذه الحفلات ، فيما بعد ، وأنا أشمئز من هذه الأشياء لقد أتيت إلى الحفلة مضطرة ، من أجل مسايرة ب . ج لأنني اعمل معها لسوء حظي .
وانتظرت جودي إلى أن ابتعدت ، ثم خرجت نحو غرفة الجلوس .
الحديث الذي سمعته يجب أن تنساه في أقرب وقت ممكن ، ولم تكن متعجبة لما سمعته عن نفسها ، فهذا تماما ما يجب أن تقوله امرأة حاقدة. ولكن تلك الجملة عن " تعرفين من " و " ب . ج " التي لا يمكن إلا أن تكون باربرا جوردن ، شغلت بالها بينما كانت تقوم بدور المضيفة . انسي الأمر . فهذا أمر لا يعنيك .
وبدأ الرقص ، على أنغام الديسكو ، ولم تفتقر جودي لمن يراقصها فالرجال تهافتوا عليها ، وبدأت تشعر بأنها تمرح وأنها الآن واحدة من الموظفين .
وبالتدريج أصبح الجو حارا ورطبا ، وخفتت الأنوار أكثر وتغيرت الموسيقى إلى " السلو " وكان الراقصون يتهادون على أنغامها . وشاهدت جودي جايمس اشتون يقترب منها ، فهربت نحو غرفة نومها لترتاح ، ولكنه لحق بها قائلا :
- كنت أبحث عنك يا عزيزتي .. تعالي نرقص .
ونظرت من حولها بيأس ، لم تكن باربرا موجودة ، وليس هناك من تلجأ إليه ، ولا مجال للتخلص سوى بأن تتصرف بعنف ، ولكن هذه حفلة باربرا ولا يمكن أن تثير فضيحة غير محتسبة .
الدقائق التالية كانت فظيعة ، وكان اشتون لا يحتمل أبدا ، وحاولت أن تبتعد عنه .
- لا تفعل هذا معي !
- أوه.. تعالي يا حلوتي ، ليكن عندك روح رياضية .
أنفاسه كانت حارة ، ورائحته كريهة قرب وجهها وقاومته بيأس وهي تصيح دون أن يلاحظ أي من الموجودين ما يحدث :
- اتركني !
وفجأة ، امتدت يد رجل ، من المجهول ، بينها وبين اشتون وصوت قاس وقاطع يقول :
- لقد سمعت ما قالته السيدة . والآن اخرج من هنا إلى الجحيم .

Rehana 22-09-14 05:55 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
وشاهدت جودي وجه اشتون المستدير ، الشديد الاحمرار ، يتلاشى من أمامها ، ويدا تمسكها بقوة ، وقال هال دايفدسون :
- هيا بنا نخرج من هنا ، أنا واثق أنك قد اكتفيت من كل هذا.
وجرها من بني المجموعة المترنحة نحو الباب ، وسمعته يصيح :
- سآخذ سكرتيرتي لفترة ، فهناك عمل عاجل يا باربرا .
ثم نزلا السلالم بسرعة إلى خارج المبنى في الهواء الطلق . وسالها هال بحدة :
- هل ترغبين في السير نحو سيارتي ؟ إنها قرب الزاوية ، أم تنتظرين لحظة لآتي بها ؟ هل تشعرين بالدوار ؟
- بالطبع لا !
- لا تكوني منزعجة هكذا ! أعرف نوعية حفلا باربرا ، وأنت صغيرة جدا كي تنغمسي في هذا النوع من النشاطات يا طفلتي ، ولهذا أتيت لأنقذك . ويبدو أن قلقي كان له ما يبرره . ذلك الغبي اشتون كان يحاول اغوائك ، اليس كذلك؟
وسارا في الشوارع المظلمة الخالية تقريبا . وذراعهما متشابكان وأحست جودي بالإثارة للمسته . وقامت هذا الاحساس ، وهي تفكر كم هو غريب أن تثيرها لمسة رجل كهذا ، وترسلها لتسبح بين النجوم ، بينما لمسة رجل آخر قد تبعث في نفسها الاشمئزاز.
منتديات ليلاس
- سوف نذهب إلى شقتي وسنبقى هناك الوقت الكافي ليظهر وكأنك كنت تعملين معي ، ثم أعيدك إلى الحفلة .
- لأظهر وكأني أعمل معك ؟
- طبعا .. هذه هي الفكرة .
- إذا لم تأتِ لتأخذني من أجل العمل ؟ ظننت أن هذا قد يتعلق بهاتف وصلك متأخرا عن اليابان .
- لا .. لم يصلني شيء هذه الليلة .
- إذا .. لماذا .. تزعج نفسك بسببي ؟
- أسال نفسي ذات السؤال .. لنقل إنك صغيرة جدا .. واشعر بمسؤولية معينة نحوك .. لقد سألتيني مرة ما إذا كنت أهتم بشخص ما عدا نفسي .. حسنا هذا هو جواب سؤالك .. ويجب أن أقول إنه جواب يدهشني كما سيدهشك دون شك.
وأدار محرك السيارة وانطلق بها بنعومة ، طوال الطريق ، كانت جودي غارقة في بحر من المشاعر المتضاربة تتراوح من ما يقارب الذعر ، إلى منتهى السعادة المطلقة ، وأخذت الحفلة تظهر وكأنها ذكرى قديمة ، فالواقع الآن هو أنها تجلس إلى جانب هال في سيارته الفاخرة ، في الساعات الأولى من الصباح ، تنطلق بهما في شوارع لندن المظلمة . هذا هو النعيم ، وهذا هو الإغراء بعينه ، وشعرت بالارتباك والتوتر أكثر ، مع كل لحظة كانت تمر وذكرت نفسها : هذه هي لندن ، وهذا هو الزمن الذهبي لها ، هذا ما أرادته . وهو أكثر إثارة مما حدث لها في حياتها كلها ، ولكنها كانت خائفة ايضا لأنها لم تكن تدري ما هو مخبأ لها عند نهاية هذه الرحلة ، عندما تصل إلى شقة هال دايفدسون ، هل يأخذ رجل من نوعه فتاة إلى شقته في مثل هذه الساعة ، ولا يتوقع منها شيء ، ما عدا حوار صغير مؤدب ؟ هناك جواب واحد على هذا السؤال ، ولا تعرف ماذا ستفعل ؟
ونظر نحوها وأحست أنه يبتسم ، مع أنها لم تشاهد وجهه وسألها بلطف .
- هل أنت تعبة ؟
- نعم .. لقد فات موعد نومي بكثير .
وضحك عاليا وقال :
- سنرى ما نستطيع عمله بهذا الخصوص.
وتصلبت جودي ، وأبعدت نفسها حتى الباب وقالت بتوتر :

Rehana 22-09-14 05:55 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- أنت لا تفكر بــ ...
لأنه إذا كان يفكر بهذا يجب أن تعرف مسبقا ، ولكنه قال :
- سآخذك إلى الفراش .. وأغني لك أغاني النوم ؟ لقد خطرت هذه الفكرة لي ، لا أعرف سوى تهويدة واحدة أغنية لفتاة جميلة مثلك في الفراش ولكنك قد تكونين صغيرة جدا لفهم نغماتها .
إنه يخدعها دون شك ، فلو كان ينوي هذا ، لما كان يمزح هكذا .ولكن لديه هذه الموهبة بتحميل كلامه عدة معاني تقود كلها إلى نفس الاتجاه . وجلست جودي جامدة دون أن تقول شيئا إلى أن أوقف السيارة أمام منزل طويل في ساحة مربعة .
كان المكان هادئا جدا في هذا الحي من لندن .. لا يسمع سوى صوت حركة السير الذي لا ينقطع من بعيد ، والليلة كانت هادئة ودافئة وقال هال :
- هيا ادخلي .. سنعد القهوة ، وستخبريني قصة حياتك .
وضحكت ، وأحست بأنها تطير وهما يصعدان الدرج وذراعهما متشابكان . وفي الداخل كانت الردهة فاخرة ، مضاءة بنور خفيف ، ومفروشة بسجادة ليلكية اللون . وسارا نحو الطابق الأول ، وأدخل هال مفتاحه في قفل باب ابيض كبير مكتوب عليه اسمه ، واشار إليها بالدخول ، وأخذ يشعل الأضواء وهو يدخل ، ووقف في ردهة صغيرة ، وقال وهو يشير إلى الأبواب كل بدوره :
- غرفة الاستقبال ، المطبخ ، الحمام ، غرفة النوم . اختاري .
وتحركت نحو الحمام وقالت:
- أحب ان اغسل وجهي .
- عظيم . سأدخل إلى المطبخ لأحضر القهوة .
- أعتقد أننا لا نستطيع ... أوه لا ، الأمر لا يهم .
- بل يهم .. لا نستطيع ماذا ؟
- كنت سأقول إننا لا نستطيع تناول الشاي بدل القهوة .
ونظر إليها باستغراب ، ثم انفجر بالضحك:
- يا لك من طفلة مضحكة .. بالطبع نستطيع .. أنسى دائما كم أنت صغيرة .
ودفعت باب الحمام ودخلت .. ما علاقة عمرها بتناول الشاي ؟ وصرفت السؤال عن ذهنها لأنها لم تجد له جوابا .
وغسلت وجهها الساخن ، ثم جففته بمنشفة ذهبية اللون عطر هال عالق عليها ، مما سبب لها رعدة في ظهرها ، يجب عليها أن تكون حذرة ، إذا لم تكن ترغب في أن ينتهي بها الأمر كواحدة من صديقات هال المسجلات في لائحة طويلة .
وخرجت من الحمام نحو المطبخ حيث كان يجلس منتظرا أن يغلي ابريق الشاي ، وخفق قلبها بقوة عندما ابتسم لها ، وسألها :
- هل أنتِ أفضل حالا ؟
- أنا بخير الآن .. الحفلة كانت ثقيلة الظل .
- آه .. إنها ليست من النوع الذي يناسبك ؟
- لا .. حقا .. لم أكن أتمتع بها كثيرا . إنها فعلا أكثر .. ما هي الكلمة المناسبة ..؟ مزعجة .. إذا كنت تعرف ما أعني .
وحمل الصينية الى غرفة الجلوس ، ووضعها على طاولة منخفضة قرب صوفا ليلكية اللون ، غرق فيها ، وربت عليها لتجلس إلى جانبه .
- أجل ، أعتقد أنني أعرف ما تعنينه ، فأنت صعبة الاختيار مع من تسمحين له بأن يأخذ حريته معك . وأنت محقة بكل ما في الكلمة من معنى ايضا .
وجلست جودي عند الطرف الآخر من الصوفا . وقالت :
- حسنا . أنا فتاة ريفية صغيرة ! ولا شك بأنني ساذجة وبدون خبرة وأبدو سخيفة لك .. ولكن .. نعم .. هذا بالضبط ما أشعر به نحو مثل هذه الأمور .

Rehana 22-09-14 05:56 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
وصب هال الشاي ، ودفع كوبا نحوها ، ثم استلقى إلى الخلف في زاوية الصوفا ، ووضع ساقيه الطويلتان فوق بعضهما ، وإحدى ذراعيه على ظهر الصوفا ، وتأمل وجهها بصمت لفترة طويلة جعلت فمها يجف ،فارتشفت رشفة كبيرة من الشاي .. وأخيرا سألها :
- ماذا تريدين من الحياة يا جودي ؟ وعلى ماذا كنت تأملين بالحصول في لندن ؟
- الخبرة ..
- وهل كنت تأملين بأن اقدم لك الخبرة.
- أجل .. هكذا أملت .. أعتقد بأنني إذا نجحت في أن أكون سكرتيرتك ولو لفترة قصيرة ، وأتدرب على التقنيات الحديثة ، عندها سيؤهلني هذا لأن أتقدم إلى اية وظيفة ، دون الحاجة للبداية من الأسفل ، كما كان علي أن أفعل في الظروف العادية .. أردت أن أتمكن من دفع حصتي من مصروف البيت وأساعد شقيقتي التي فعلت الكثير من أجلي طوال حياتي .
وهز رأسه ببطء وقال:
- هه .. وهل هذه الخبرة الوحيدة التي أملتي أن أقدمها لك ؟
واتسعت عيناها ، وشعرت بالحرارة ترتفع إلى وجنتيها.
- نــ .. نعم .. بالطبع .
ثم اكتسبت الشجاعة ، لأنها ترغب في أن توضح له هذه النقطة لمجرد الحذر .. فأضافت :
- إذا كنت تفكر بأنني أطمح أن أصبح واحدة من الصف الطويل لفتياتك المنبوذات ، فأرجوك أن تنسى الأمر ، فهذا أمر لا يروق لي.
منتديات ليلاس
وأدار إليها نظراته الشيطانية وقال :
- ألا يمكن أن أقنعك لو حاولت ؟ إذا كنت ترغبين في أن تكوني فتاة لندنية فعليك أن تتعلمي طرق الحياة في هذه المدينة الكبيرة السيئة . وأنا أشك في أن يوجد هنا كثير من البريئات بعد . كم عمرك ؟ تقريبا تسعة عشر ، أليس كذلك؟
إنه يمزح .. وهذا شيء مريح . فضحكت ، وظهرت غمازة صغيرة على خدها الأيمن .
- إذا يجب عليّ أن أكون من ضمن القلائل .. أليس كذلك ؟
- هل أكون أول من ترفضينه ؟
- طبعا سيد دايفدسون.
ومررت له كوبها ليعيد ملأه ، وأعاد إليها الكوب بعناية ثم عاد ليجلس في زاوية الصوفا ، وعيناه لا تغادران وجهها ، وحاولت جودي إبعاد نظرها عنه ، ولكنها لم تستطع ، وأخيرا .. بعد أن اصبح الصمت لا يطاق ، مال هال إلى الأمام وغطى يدها بيده .
- لا تدعينا نتظاهر بأنه غير موجود يا جودي .. لقد بدأ الأمر هناك ، في المكتب في البلدة . لقد بدا أننا نعني شيئا لبعضنا ، أليس كذلك ؟ لقد رغبتي بي بالقدر الذي رغبت بك ، اعترفي .
ها هو الأمر أخيرا ، ما كانت تخشاه ، وتتوق إليه معا ، ولم تكن مستعدة بعد للخيار ، ليس هنا ، في شقته ، وأصابعه تلمس أصابعها . وتعدها بالأكثر بضغظها على يدها .
وتنفست باضطراب وقالت :
- لا .. الأمر مبكر جدا ، وهذا ليس صوابا ، أنا أعمل لك ، الا يقولون إنه لا يجب المزج بين العمل .. والمتعة.
- يقال العديد من الأشياء السخيفة .
وتحرك نحوها ويده لا تزال تمسك يدها . وأعطاها وقتا للتراجع ولكنها لم تفعل وأحست بالخوف والحيرة .
وانخفضت ذراعه عن الصوفا لتلفها وتجذبها نحوه .

Rehana 22-09-14 05:57 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- لا فائدة من المقاومة .. يا صغيرتي جودي ، سأحصل عليك في النهاية .
ولا كلمة حب .. مجرد رغبة فقط ..
وفجأة استطاعت تذكر صوته الذي سمعته على الشريط .." أحبيني ! أنا أحبك " . هذا كان حبا ، ولكنه لم يقل لها هذا ، حتّى إنه لا يدعي بأنه يحبها ، كل هذا خطأ .. يا إلهي .. ماذا سأفعل ؟ لو أنه عانقني سأضيع . ولكن .. لماذا لا ؟ يجب أن يحدث لها هذا يوما ما ، كما قال .
- أنت جميلة .. جميلة جدا .
وأحست بخفقان قلبه إلى جانب قلبها .
ورن جرس الهاتف في الجهة الأخرى من الغرفة ، فتمتم :
- فليرن ، اللعنة عليه .
واستمر الرنين ، واستمر ، وبدا أن الصوت ملأ رأس جودي ، فلوت جسدها مبتعدة عنه ، وقالت :
- ردّ عليه .
وسار هال إلى الهاتف:
- نعم ؟ .. ماذا ؟ . أجل .. إنها هنا .. حسنا .. سأقول لها .
وأغلق السماعة ، وعاد إليها ووقف يحدق بها ، وقال :
- إنها باربرا .. هل ترغبين في العودة إلى الحفلة ؟ يبدو أن معظمهم قد غادرها .
وشعرت جودي فجأة بالذنب يطغى عليها ، فقد نظمت باربرا الحفلة لها ، وهي تركتها وخرجت ، وهذا أمر لا يمكن التسامح به .
- نعم .. ما كان عليّ أن أغادر الحفلة .
- ربما أنت على حق .. لقد أنقذك الهاتف مني ، أو بالأحرى تفكير باربرا المتشكك .. قد لا تصدقين يا جودي .. ولكن عندما أتيت بك إلى هنا لم أكن أنوي أن أفعل كل هذا . أعتقد أن سيطرتي على نفسي ليست قوية كما أتخيلها ، والآن هيا رتبي نفسك وسأعيدك.
وتمت التوصيلة بصمت تام . وعندما وقفت السيارة خرج هال وفتح لها الباب ، وترددت . ماذا ستقول ؟ أتقول بأنها سعيدة لأن شيئا لم يحدث ؟ أكان يقول الحقيقة بأنه لم يكن يقصد هذا ؟ وتمتمت :
- تصبح على خير ..
واسرعت صاعدة الدرج نحو المدخل .
كان الضيوف قد غادروا جميعا ، غرفة الجلوس فارغة ما عدا باربرا التي تجلس وسط الفوضى بعد الحفلة ، الكؤوس الفارغة والصحون ، وأعقاب السجائر مرمية خارج المنافض ، ورائحة الدخان تعبق فوق كل هذا ، وتقدمت جودي نحوها.
- باربرا .. أنا فعلا آسفة .. أرجوكِ سامحيني لأنني تركتك . لقد أرادني هال لأجل عمل مستعجل .. و ...
وماتت الكلمات في حنجرتها عندما شاهدت وجه باربرا الشاحب وبقعتان حمراوان على خديها :
- عمل ؟ لا تقولي لي هذا ، أيتها الساقطة الصغيرة ! لقد ظننتك شريفة ، وليس ساقطة عادية !
وسارعت نحوها وقد صدمتها الكلمات ووضعت يدها على ذراعها :
- باربرا ، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ .. انا لم .. كان عليّ أن أذهب معه ، وأنت تعرفين أنه يتصل باليابان في الليل.
ودفعت باربرا يدها عنها وقالت بعنف :
- أوه .. اخرسي . أنت تجعليني أشعر بالغثيان ! لقد ذهبت إلى شقته ، وماذا كنت تتوقعين عندما وصلت إلى هناك ؟ أنسيتي بأنني اعرف هال دايفدسون منذ وقت طويل ، وأعرف ما يحدث عندما يأخذ فتاة إلى شقته في منتصف الليل ، وهو أمر لا علاقة له بمكالمات اليابان .. آه .. نعم .. أعرف تماما ما كان يجري بينكما ، أستطيع تصور كل شيء !


الساعة الآن 08:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية