منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   119 - شمعة تحت المطر- روبين دونالد ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142281.html)

شاذن 26-06-10 05:15 PM

- لا أظن أنني قادرة على الوصول إليه . . ألا تظن هذا ؟
تمتم شيئاً من بين أنفاسه ، ثم حملها مجدداً ليوقفها على الأرض . . كان الجدار بارداً على خدها ، وأسندت نفسها إليه كالحمامة ، وهو يجهز السرير ويحضره لها ، قال :
- أنت بحاجة إلي حمّام . . لا. . دوش ساخن أفضل . . أقادرة على القيام به وحدك . . ؟
هزت رأسها ، لكنه قال لها :
- سأنتظر خارج الباب ، واصرخي إذا احتجت لأية مساعدة .
منتديات ليلاس
حاولت الوقوف ، لم تستجب عضلاتها لها ، فنظرت إليه بتوسل أبكم . وسأل بخشونة :
- هل تناولت أي طعام ؟
هزت رأسها نفياً ، وآلمها هذا ، فقالت :
- لا . . لكنني لا أشعر بالجوع . . حقاً تشاد .
- أنت أصغر سشناً من تركك لوحدك . .
تمكنت من السير إلي الدوش دون دعمه . كانت المياه دافئة، هادئة على جسمها المتعب . وأبطأت في تبليل شعرها . . وبدا لها فكرة جيدة أن تغسله لكن هذا أرهقها . .
قال لها وهي تخرج إلي غرفة النوم :
- لا أدري لمَ غسلت شعرك . . لكنه يجعلك تبدين في الثانية عشر من عمرك . . وهذا أمر جيد.
تنهدت ، فأجلسها ، وجفّف شعرها قبل أن يقول:
- حسن جداً . . أيمكنك ارتداء ملابس النوم ؟

شاذن 26-06-10 05:15 PM

قالت كطفلة مطيعة : أجل .
- سأنزل إلي تحت لأُجري بعض الاتصالات.
طال بها الوقت ، لكنها تمكنت من ارتداء ثوب النوم القطني . كانت حين عاد تسعل مجدداً ، تمسح الدموع من عينيها بمنديلٍ مجعدٍ .
سألها :
- ألديك مجفف شعرٍ ؟
- لا .
لمس خصلة قرب وجهها :
- يكاد يجف . . والآن إلي سرير . . أتشعرين الآن أفضل حالاً ؟
أحست وكأنها في النعيم . . كانت المفارش باردة ونظيفة كجسمها النظيف. . وحافظت على توازن رأسها رغم دورانه، وابتسمت لتشاد :
- شكراً لك . . سأكون بخير الآن .
كذّب سعالها الحاد ما قالته لسوء الحظ ، كانت مطوية الجسم ، بذراعين مكتفيتين على صدرها تتنفس أنفاساً خفيفة مؤلمةً . . قالت حين أحست به يقترب منها :
- يجب أن لا تفعل هذا ، فقد تلتقط الجرثومة .
- أنا لا أمرض أبداً . . استلقي وسآتيك بشيء تشربينه .
غاب قليلاً ، وعاد يحمل عند عودته صينية وتقفز بيتسي في أعقابه . . فقال بنعومةٍ :
- كلي . . طبق البيض المخفوق أشتهر به . . وسأغضب إذا رفضته .
لم تشعر خلال يومين بالجوع أبداً . . ما إن وضع الطعام أمامها حتى غمرها الإحساس بالجوع ، وقالت :

شاذن 26-06-10 05:16 PM

- تبدو لذيذة ، من أين جئت بالصينية ؟
- من السيدة مونرو ، لقد وصلت منزلها لتوها .
أكلت البيض المخفوق اللذيذ ، وأنهته تماماً مع رنين جرس الباب . . فقال تشاد وهو يأخذ الصينية :
- هذا بلا شك الطبيب .
- أوه .
كان الطبيب في نفس سن تشاد تقريباً ، ابتسم لها بلطف مهني ، وأبعد تشاد بحزم والكلبة معه . . واستدعى ، بعد عشر دقائق من الإصغاء وقراءة ميزان الحرارة وتفحص النبض ، تشاد مجدداً . وقال بجدٍ:
منتديات ليلاس
- إنها حالة التهاب رئوي سيئة ، أما العطاس فسببه التهاب جيوب أنفية ، إضافة إلي قلة الطعام .
أحست ناتالي بالذنب يتصاعد إلي وجهها . . لكن الطبيب تابع :
- سأعطيك وصفةً طبية ، مضاداً للالتهاب وأقراصاًُ للألم وشراباً للسعال . . وستبقين في الفراش ليومين آخرين على الأقل . . وفي داخل المنزل ، وإذا كان لديك التفكير السليم ستمكثين حتى نهاية الأسبوع . . وكلي !
تركها دون اهتمام بشكرها له ، وسمعته يحدث تشاد في الطابق الأسفل لبضع دقائق ، ثم جاء صفق الباب الخارجي ، ووقع أقدام تشاد على السلم .
قال :
- سأذهب لأحضر لك الدواء . وجدت مُفتاحاً في حقيبتك لذا سأدخل لوحدي .

شاذن 26-06-10 05:17 PM

هزت رأسها إيجاباً . . قالت وهو يستدير ليذهب : تشاد . . شكراً لك .
نظر إليها طويلاً نظرة كانت تحاول إيجاد معني لها حين تغلب عليها النعاس . كان للأقراص تأثير غريب عليها ، جعلت رأسها أكثر تشوشاً مما كان . . لكنها استعادت وعيها في مرحلة ما من الأمسية لتقول :
- لا يمكنك البقاء هنا تشاد . . يجب أن تعود إلي بيتك .
رد بخشونة:
- لأقضي الليل كله وأنا قلق عليك ؟
- لكن أمك . . ليس من مكان هنا لك لتنام فيه .
- اتصلت بأمي ، أما النوم فهناك الصوفا.
هزت رأسها بارتباك ، جعلتها الدموع الساخنة تحس بالإرهاق ، وهمست :
- أنت لطيف جداً .
- لطيف ؟
كانت الكلمة أشبه بالانفجار أو كأنها قد أهانته :
- لا أنا لست لطيفاً عزيزتي . .
نظرت إليه بجبين مجعدٍ علّها تحاول النظر إلي ما يخفي قناعه الأسود . . سحرتها عيناه الزرقاوان المليئتان بأنوارٍ صغيرة متحركة . . مدت يدها النحيلة والمرتجفة ، لتمسك بيده الحارة القوية :
- بلي . . انت لطيف .
جذبتها إليها بحيث استطاعت وضعها بين خدها والوسادة . ونامت هكذا لتستيقظ مرة واحدة فقط خلال الليل وحلقها جاف كأنه مليء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاذن 26-06-10 05:17 PM

بالرمال الخشنة . . وكان صوته هادئاً رائعاً ويداه لطيفتان وهو يجلسها في السرير ليعطيها أقراصاً للألم كان قد وصفها لها الطبيب.
تنهدت قائلة : لا تذهب .
ثم نامت مجدداً ، لتستيقظ في الصباح وقد انكسرت حدة الحمى ولتجد رأسها بثقة على كتفه وتضمها ذراعه إلي جسده .
أحست نحلقها يؤلمها لا تخرج الكلمات منه . .
منتديات ليلاس
تنفست بصعوبة وحذّرها الصفير بأن رئتيها لا زالتا تقاومان الإصابة . . لكنها ما شعرت في حياتها يوماً بسعادة مماثلة . ز كانت هذه اللحظات ثمينة جداً لها ، وبقيت مستلقية بهدوء وعيناها مغمضتان . ذراعه فوقها مقوسة بحيث تستريح يده إلي خصرها ، وخيّل إليها بأنها قادرة على الإحساس بكلطرف أصبع منها على حدة . وتساءلت بخيالٍ واسعٍ ما إذا كانت ستحمل أثرها مدى الحياة . ز
غبية ! من غير المجدي أن تطلقي العنان لخيالك هكذا ! ثم غفت . . كانت وحيدة حين استيقظت مجدداً . استلقت لعدة لحظات بهدوء ، تتساءل لماذا تحس الهجران . . إلي أن عاودتها الذكرى ، فأدارت رأسها . . ولم تجد أثراً له . أكان ذلك حلماً ؟ كيف يمكنها أن تبتعد عنه وعقلها الباطن يتلاعب بها هكذا ؟ تقلّبت مراراً في الفراش ، وأدارت رأسها متأوهة . . لكن لا . . لم يكن حلماً . . وفكرت بمرارة : من الخطر أن تصبح مدمنة على هذا ، كما من الخطر أن تقع ضحية غرامه . كانت قد غسلت وجهها حين صعد الدرج ، ونظفت أسنانها ، وأخذت الدواء الموصوف لها ، وجلست على جانب السرير لتمشط شعرها


الساعة الآن 10:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية