منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 320 - الإنتظار المر- شارون كيندريك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t141876.html)

شاذن 05-06-10 11:35 PM

7- حلم لن يتحقق

لم يتبق لصوفي سوى وقت قصير لكي تغتسل وترتدي ثيابها استعداداً لحضور العرس. كانت قد فرغت لتوها من وضع أحمر الشفاه عندما قرع لويس الباب:" صوفي، هل أنت جاهزة؟". ألقت نظرة أخيرة على المرآة، ثم أومأت. ستنجح! عليها أن تنجح:" نعم . أدخل". دخل لويس حاملاً تيودور. جمد في مكانه ما أن ألقي عليها النظرة الأولى. وضاقت عيناه، فبدا كقط الأدغال حين يعثر على دليل يشير إلي أن عدواً قد غزا وكره. ابتلعت صوفي ريقها ورفع أصابعها إلي وجهها تتلمسه. أتراها نسيت وضع زينة معينة؟ الكحل مثلاً؟ أم ربما لطخت وجنتيها بالماسكرا؟

شاذن 05-06-10 11:36 PM

وسألته :" هل من خطأ؟". خطأ؟ يا الله ! ما هذا الجمال الذي تبدو عليه؟ شعر لويس بنبض يخفق بشدة في صدغه. وهز رأسه:" أنت تضعين زينة على وجهك".
- طبعاً، أنا أضع زينة على وجهي. فأنا سأجلس إلي جانب جميلات الطبقة الأستقراطية في إسبانيا، وعليّ أن أبدو في أحسن مظهر.
- لكنك لا تعبئين عادة بذلك.
- أعلم ذلك. لكن في المناسبات فقط . أري من الجنون أن أمضي دهوراً في طلاء وجهي ، لكي أعود فأغسله بعد ذلك.
رقة ملامحها وعيناها الزرقاوان الواسعتان تدل أنها ، خلافاً لأكثر النساء، يمكنها أن تبدو جميلة مع وجه نظيف بدون زينة. أما مع زينة . . . وتنفس بشوق. . . إنها تبدو رائعة! بدت عيناها واسعتين وقد أبرز الكحل شكلهما الدائري. بينما جعلت حمرة الشفاه اللامعة فمها مكوراً مثيراً. وكانت بشرتها بلون ذهبي خفيف وتبدو ناعمة كالحرير. أما الثوب. . . لم يستطع لويس أن يبعد عينيه عنه. . . كان القماش الحريري ملتصقاً بجسمها مبرزاً رشاقتها . لو أنها ليست صوفي، لربما أقترح عليها بنعومة أن تسدل شعرها إلي الأسفل، لكن ذلك ليس بمقدوره على الإطلاق؟
- تبدين رائعة الجمال إلي حد بالغ، عزيزتي.
كذلك بدا لويس. إذا كانت كلمة "جميل" تنطبق على مثل هذا الرجل الطافح بالرجولة ، فهو يبدو بالغ الجمال. لأن الجمال يمكن أن يكون نحافة ونحولاً وضموراً وصلابة ، بقدر ما يكون نعومة وزينة . لم تستطع أن تمنع نظراتها من تملّي من مظهره ، فالسترة الرسمية السوداء تبرز جسمه الضامر، كما تلفت النظر إلي طول ساقيه وضيق وركيه. لا بد أنه حلق ذقنه لتوّه لأنها ، وللمرة الأولى ، لم تر ذلك الظل الخفيف الأسود على خديه. وكان شعره الكث الأسود يلمع بقطرات ضئيلة من الماء بقيت بعد الدوش. بذلت صوفي جهداً خارقاً لتتمكن من تحويل نظراتها عنه إلي تيودور الذي كان يتألق ببذلة بحار بيضاء كالثلج مزينة بشرائط كحلية اللون.
منتديات ليلاس وهمست:" وأنت تبدو رائعاً للغاية ، يا تيودور. يالك من صبي جميل !". أخذ تيودور يهدل كالحمام. وفجأة بدت الغرفة الفسيحة صغيرة للغاية ، وتمني لويس لو أنهما وحدهما ليأخذها بين ذراعيه. وابتلع ريقه:" هيا ، فلنخرج".كانت السيارة في انتظارهم فأقلتهم إلي الكنيسة أثرية مليئة بالأزهار. شعرت صوفي بالأعين الفضولية تتفحصهم وهم يتقدمون إلي الصفوف الأمامية لكي

شاذن 05-06-10 11:36 PM

يجلسوا مع بقية أفراد الأسرة. هل خيّل إليها أنها تسمع، أم أنها سمعت فعلاً أصواتاً تهمس بالإسبانية عندما دخلوا الكنيسة؟ أتراهم يتسائلون عم تكون هذه المرأة الشقراء التي ترافق الدون وابنه الطفل؟ كان الاحتفال شاعرياً، هكذا يفترض أن تكون الأعراس ، ما عدا عرس ميراندا، كما أدركت صوفي فجأة. زواج مدني لا لون له. فقد تمت مراسم زواجها ذات يوم صيفي حار، في مكتب، وقد بدت ميراندا يومها شاحبة متلهفة لأنها كانت في الفترة الأولى من حملها. ومع ذلك بدت في صوتها نبرة انتصار واضحة وهي تقسم اليمين. أما لويس فلم تبد عليه الحماسة مع أنه تصرف بشكل لائق. أما هنا ! فقد ظهر في صوت العروس رجفة مؤثرة وهي تلفظ عهودها الزوجية، كما ظهرت في عيني عريسها نظرة حب خطفت أنفاس صوفي وأشعرتها بنوع من الحسد. أدركت أن هذا ما تريده هي أيضاً، عندما تتزوج. تريد رجلاً يحبها مثل هذا الحب العنيف، إنها تريد حباً حقيقياً ودائناً، ذلك نوع من الحب الذي يزعزع الجبال. فكرت أن الرجل الذي يقف إلي جانبها لن يمنحها ذلك أبداً، ولو بعد مليون سنة. نظرة إلي تيودور الذي بدا هادئاً بشكل مدهش يمتص إبهامه بينما المنشدون يغنون بعض الأحان الكنيسة . إنه يعتاد عليها يوماً بعد يوم، نعم . حتى إنه بدأ يحبها. ولكن كم سيلزمها من الوقت لتجعل لويس يثق بها إلي حد يسمح له أن يسلمها الطفل لتأخذه إلي إنكلترا؟عليها أن
منتديات ليلاس تتحدث معه في هذا الشأن، وقريباً جداً، كما قررت وهي تقف لنيل المباركة النهائية. أقيمت حفلة الاستقبال الراقصة في قاعة الرقص في الفندق. وكانت أكثر المناسبات التي حضرتها صوفي في حياتها ، جوداً وإسرافاً. وقد زينت القاعة بالزنابق البيضاء . كان تيودور يتنقل من قريب إلي آخر بينما راح لويس يقدم صوفي إلي عماته وخالاته وأبنا عمومته وأخواله. بدا الفضول واضحاً في نظراتهم، لكنهم لم يلقوا أية أسئلة بالنسبة إلي وجودها. فلا يعبرون تساؤلاتهم بشأن الآخرين. لكن ، بمَ كان يفكر لويس فيما الجميلات يتناوبن على لفت انتباهه؟ لم يبد عليه الحماسة وإنما بدا على شيء مكن التساهل عندما أخذت النساء ، الواحدة تلو الأخرى، يحاولن الاستئثار به. ثم صدحت الموسيقى تدعو الناس إلي حلبة الرقص ، العريس والعروس ، والديهما، أبناء العمومة والأخوال. . . وراح عم متوسط في السن يدور بتيودور في أنحاء القاعة. لاحظت صوفي أن إسبانية شابة بالغة الرقة راحت تنظر إلي لويس بخجل وشوق. أومأ برأسه بشكل تلقائي تقريباً ، وهو يأخذها بين ذراعيه. وتمتمت إحدى عمات لويس بالإنكليزية وهما

شاذن 05-06-10 11:37 PM

يمران من أمامها راقصين:" يا لهما من راقصين جميلين !". تمتمت صوفي موافقة:" إنهما كذلك، حقاً !". لكن قلبها راح يخفق بسرعة ولعنت وخزة الغيرة التي شعرت بها. إنه ليس رجلها لكي تغار عليه. هزت رأسها لضعفها هذا ، ثم سارت تحضر لنفسها كأس ماء. تمنت لو تكون زهرة على جدار على أن تقف هناك لتراقب لويس وهو يرقص برشاقة لا مبالية مع مجموعة من النساء يتلهفن على الرقص بين ذراعيه . جلست على إحدى الكراسي خلف نخلة عريضة موضوعة في إناء. وما هي إلا دقائق حتى سمعت صوته العميق يخترق أفكارها ، فشعرت بنفسها ترتجف:" صوفي؟". رفعت بصرها إليه فأدارت رأسها نظرته المتأملة. ثم سألها برقة:" لماذا تختبئين هنا ؟". فقالت بابتسامة مرغمة:" لم أختبئ بشكل جيد، لأنك عثرت عليّ بسهولة". جلس على كرسي بجانبها :" هل كانت هذه نيتك صوفي؟ أن تختبئي مني؟". تساءلت عما سيقوله لو أخبرته بالحقيقة: أنه يؤلمها في الواقع ، أن تري امرأة أخري بين ذراعيه. فقالت كاذبة:" أردت أن أريح قدميّ".
- والآن بعد أن أرحتهما. . .
منتديات ليلاس
وسمح لنظراته بأن تنتقل إلي الحذاء الصغير المثير يحتضن كاحلين بالغي الرقة. لم تكن ترتدي جوربين، إلا أن بشرة قدميها بدت ناعمة كالحرير.
- هل سترقصين معي؟
- لا. . . لا أضنها فكرة حسنة.
- أوه؟
- قد ينظر إلينا الآخرون باستغراب. . . كما أن ليس لدي رغبة. . . في أن أحتكرك لنفسي. هيا يا لويس! هناك عدد كبير من النساء هنا يتلهفن إلي الرقص معك.
- لكنني أطلب ذلك منك أنت، صوفي. وسيضن الناس الأمر غريباَ إذا لم يرقص " الدون" مع ضيفته هنا . هيا بنا يا صوفي. إنها أمنيتي. وإذا كنت لا ترغبين. . .
وابتسم وصوته يتمهل عمداً عند هذه الكلمة:". . . بإن تكوني فظة خشنة ، شرفيني إذن بالرقص معي". لم يطلب منها الرقص أحد قط من قبل بمثل هذه الطريقة التي لا يمكن مقاومتها. ولكن، من ناحية أخري ، لم يطلب منها الرقص قط رجل لا يمكن مقاومته، مثل لويس هذا. إنه مجرد تهذيب، ذكّرت نفسها وهو يجرّها بين ذراعيه. . . مجرد تهذيب. ولكن آه ، كان الواقع مختلفاً إلي حد مؤلم. إحساسها وهي بين ذراعيه،

شاذن 06-06-10 12:05 AM

ويداه مرتاحتان بخفة على جسمها ، بدا ممتعاً للغاية ما جعلها لا تستطيع التنفس. شدّها إليه، وعلى الفور أفعمت خياشيمه رائحة الليلك . كانت أصابعه على خصرها بشكل متملك . وجعلها ثوبها الرقيق تشعر بلمسته بقوة. كان لويس يراقب ردة فعلها ويرى تمدد عدستيّ عينيها وهي تشعر بمبلغ مشاعره نحوها. وقالت بضعف:" لويس".
- نعم، عزيزتي. ألا يعجبك الرقص معي؟
أعجبها ذلك أكثر مما كانت تتصور، ولكن أليس في ذلك تعذيباً لها إلي حد لا يُطاق ؟ هل يعلم ما يفعله بها ؟ راح لويس يتحرك بشكل رائع بدون أن يشعر بأي خجل.
- أنت ترقصين بشكل جيد.
ابتلعت صوفي ريقها ، راجية أن تتبدّد مشاعرها. أما هو فكبح آهة إحباط. هذا العذاب الحلو. . .
أدركت صوفي أنها بدأت تهتم به. وبشكل عميق جداً. . . أرادت أن تري أعماق عقله السريع الذكي. أن تري بنفسها ما الذي جعل لويس دي لاكامارا شخصاً مثير للاهتمام إلي هذا الحد؟ ولكن مثل هذه الرغبة لن تفيدها في شيء. ذلك أن لديه صديقة، كما أخذت تذكر نفسها بألم. كلما طال بقائها، كلما زاد احتمال وقوعها كلياً تحت سحره، وهي تدرك أن لا مستقبل لهما معاً على الإطلاق. هل يمكنها احتمال ذلك؟
لا. لن يمكنها ذلك! لقد حان الوقت لتتركه.
منتديات ليلاس
وكلما أسرعت بذلك كلما كان هذا أفضل.
قالت وهي ترتجف:" لقد اكتفيت من الرقص". ترك لويس يديه تسقطان من خصرها ، ثم قال بفتور:" سنبحث عن تيودور". أدركت أنه لم يعد بإمكانها إرجاء ما عليها أن تخبره به. وعندما عادا إلي غرفتهما ، ووضعا تيودور الذي كان متعباً ولكن سعيداً، في سريره قرعت بابه بخفة. كان لويس على وشك أن يخلع قميصه، محاولاً أن يتخلص من ألم الإحباط العميق الذي لم يفارقه طوال السهرة.
- أدخل.
انفتح الباب، فالتفت ليري صوفي تقف في الباب . انحبست أنفاسه في حلقه. كان شعرها مرسلاً حول كتفيها. وضاقت عيناه. ألا تدرك الخطر الذي أوقعت نفسها فيه؟ لا شك أنها غير واعية أن الضوء الذي ينساب من الممر ، يظهر بوضوح ساقيها الطويلتين الرشيقتين. جاء صوته غليظاً بشكل غير عادي:" نعم؟". وقفت عند العتبة مترددة. أن تراه


الساعة الآن 06:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية