منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   أبرياء حتى تثبت إدانتهم (https://www.liilas.com/vb3/t189827.html)

حلمْ يُعآنقْ السمَآء 30-03-13 03:39 PM

رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
 

بِسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ


السلآمُ عليكمْ و الرحمةْ
لنْ أطيلْ الحديثْ ، و لنْ أثق أسمآعكم بالتبريرات أكثر ،
أسعتمونيِ بـ وعود الإنتظارْ ،
و أعدكمْ بأنني بإذنهِ تعالى لنْ أخذلكمْ يُوما
و إن طال الغيآبْ فـ تلمسوا لي الـ سبعينْ عُذّرْ
أترركمْ معِ



الإدانَة الثَآمِنةْ عَشَرْ







حرك الليل فؤاده نافضا عنه رماده
مشعلا نيران ذكرى سابت منه رقاده
نثرت اشواك حرج غائر فوق الوساده
فانثني يمسح دمعا هو للحب شهاده
ماالذي ابكي عيونا ضحكت فيها السعاده
مالذي ارجع الليل الشتائي سواده
مالذي اسرج في الظلمه للحزن جواده
انه الحب وجرح نزعوا عنه ضماده
اه من ليل شقي لجوى الحب أعاده
بعد ان سار بعيدا هاجر حتى بلاده
قال صمت الليل: كلا ليس في الحب ايراده
قدر هذا علينا مثل موت وولاده
أيها الليل ترفق بالذي يخفى سهاده
أن في عيني جمرا لا تزد فيه اتقاده
حبه الاول مازالت له كل السياده
وهو محكوم بقلبه عرف الحب عباده
ليس للماضي رجوع ايها الراجي مهاده
ضمد الجرح فما في نزفه اليوم افاده
وابتسم من غير دمع واجعل البسمة عاده
ان دمع الامس يكفي ليس يحتاج زياده


د.مانع سعيد العتيبة





هناك في بقاع الأرواح ، ينصب مأتم تعازي مر ، تقدم فناجيل القهوة الثقيلة ، و توزع علب السجائر الفاخرة ، علها بإتقاد اسطواناتها الرفيعة تحرق كل ما يثقل كاهل الرجال من أحزان فـ أوجاع ! و لكن أو تفلح بذلك ؟

منذ أن أنهى المكالمة و العبوس يعلو صفحة وجهه المكفهر ، ليزيدها تجهما و وجوم .. جسده المسترخي بـ إنكماش على الاريكة رفض ذلك الاسترخاء الكاذب و الكابت لعنفوان الاضلع ، ليحشر ما به من اعترضات في جوف حلقه فيكتم انفاسه الهوجاء ، تحوقلت نظراته في السقف الممل بلونه الحليبي و اصابع يده تتخذ من قد المحمول لعبة لهو لها ، شئ غريب يشد به خيط التكتم ، ليضرب قفا اوجاعه فـ تستصرخه ، و لكنه يأبى الإنقياد اكثر ، فـ هاهو عاد بخفي حنين من اتصاله ذاك ، ظن إنها ستهرع إليه بجنون عاشقة لطالما رافقها بجانبه ، لكن ظنه كان إثما ، إثما يستحق أن يعاقب عليه ، فليس هو من يبادر بإستجداء البقاء ، و حتى و إن لم يفعلها بـ معنى الكلمة إلا إنه طلبها ، لترفض مجددا ! لو يعلم فقط مالذي حل بعقلها الغبي لـ ينهض فجأة من سباته و يدرك أفعالها الطائشة فيحاول العدول عن ذلك الطيش الآن ! و كأنه تقصد التوقيت ، الآن حيث هو بأمس الحاجة لمن يحتمل ثوراته البركانية بـ غيمات منتفخة بالحنان ، فيمطره بما يغسل غبار الاوجاع من على الصدر المنحوت هما
ويل لقلبها الماكر ، ألا يعلم بأنه يدوس خطوط المحظور بـ تخبطه العشوائي في مسالك التعقل ؟ ألا يدرك بأنه خلق ليعبد الرحمن اولا فينصهر في عشق احد عباده ثانيا ؟ ألا يكفيه أن يكون قربانا لـ جلمود كـ علي ؟
اللعنة على الشياطين القذرة ، تكاد تثقب رأسه فتستل لنفسها مقعد الربان في غرفة القيادة ، لتطيح به نحو الهاوية شاهرة بإستهتار ضحكاتها الرعناء ، أيعقل ما يحدث معه من طيش ؟ ينحي مصاب أخته ، و شرخ عرض أدمى جسده و روحه و فوقهما صورة ببرواز أنيق لصغيرتين لم تفقها من الحياة سوى خبث إناسها عن طريق تخطو به افكاره كي لا تتعثر بها فتهينها ، و يقعد ليقلب صفحات ماض جمعه و المستحيل !!
أهي نوع من تعويذة سحرية تمتلكها تلك الزهرة ؟ هل تويجها ملطخ بـ شعوذات خاصة نثرتها ساحرة الفتن الانثوية ، و بعد إذ لامسها هو جن !! بل سحر ، فقد ما يسمونه بالعقل ، لتصير تلك السيدة بـ عصاتها الرفيعة تزوده كل ذي لحظات بـ لفحات من حنين يلهب به الأنفاس ، فيلهث مطالبا بالمزيد عله يتشبع بإكتفاء لن يدركه و إن طال الدهر لـ خمسين سنة ضوئية !

زفرة طويلة هربت من الصدر الكئيب ، ليعتدل جالسا ثم يستقيم بتكاسل ، يبدو أن لحظات إستلال السيف من غمده يتطلب مجهودا جبارا ، يفوق بـ عظمته ذاك الذي يتطلبه غمده بين انحناءات الخاصرة ! فهاهو سيفه يغادر الغمد على مهل ، مستعدا لإن يطعن صميم الارواح المعذبة ، لتغادر دنياها شهيدة لكل شئ ، خطى نحو الباب المؤصد ، ليشرعه بوجه يتخفى منه بإطراقة صغيرة مكسورة !
جلى حنجرته لـ يبادر : تفضلي

انصتت له فـ تفضلت ، شعر بإنكماشها يرتجف حالما اغلق عليهما الباب لأول مرة منذ إتمامهما ذلك العقد الواهي ، أتراه أخطأ حينها ؟ أ ذبح بنساءه الأفئدة لكونه يأبى أن يفر من مسؤلية ألقيت على عاتق رجولته ؟! برم صفقة مؤقته مع حباله الصوتية ، بل الحنجرة ، سيكافئها بـ علبتين من السجائر الفاخرة إن التزمت الطيبة و الرقة بالتعامل لـ بعض الوقت ، الفتاة ترتعش فقدا لمعاني الحياة ، و عليه أن يترجم لها بعضا من التزامات القدر !

أشار لها نحو الارائك المرتبة بأناقة ، ليعلق بـ أكبر قدر من اللطف المفتعل : عندي حجي شوية يطول ، فـ إرتاحي
تريدين جاي ' شاي ' ؟!

: لا ، شكرا

جاءه ردها متكلفا بالرسمية البحتة ، لتتخذ حينها من الاريكة المنفردة ملاذا لغصن لطالما امتلك إنحناءات ندر تواجدها في الانثيات ، إلا في من اتخذت من ذاتها رمزا للإغراء الطاغي ، بنطال يعلوه قميص انيق يضيق على القد المهمل منذ زمن .. و شعر مرفوع لأعلى حد و كأن به يشمخ فتصرخ صاحبته بمن يحيطونها ، ما زلت كما عهدتموني دوما ، لن أنكسر بكم او دونكم ! تشابك اناملها تارة ، و عراك ينشأ بينهم اختها فيفترقوا جلب لـ عقله خبرا يقينا بأن هنالك ما يود ان يفصح عنه لسانها ، فإرتجاف الشفتين كل حين ليست سوى انتفاضة ضد الحديث النافخ لاوداج الفكين !

توجهت خطواته صوب الاريكة الطويلة ، ليملأها بجثة ضخمة تميل في حركتها نحو اليسار لضعف الجانب الايمن بها ، ما إن جلس محله حتى بدأ بـ رفع الستارة عن ماض يتشاركانه و لم يتجرأ أحدهما للدنو من خطوطه السوداء مجددا ، فقربه ليس سوى جحيم من نوع فاخر ، يلتهم الاجساد كـ حطب يسد به جوع نيرانه

: شلونج ؟

تنهيدة اعقبتها بـ نبرة جريحة نجحت في الوصول لـ اعصاب الحس به و النقر عليها : الحمد لله عايشة

: بيبيتي تقول نفسيتج تعبانة !

و كأنه يود أن يرقص على انغام الكمانجة بـ هذا التملك الطفولي المصاحب لـ كنية جدته ، لترد هي بـ سخرية و جسدها يشتد بعوده حتى يستند ظهرها على الاريكة بـ شموخ كاذب : لا مبية شي ، بس أبوية و اخوية ماتوا وعافوني تايهة لا سند و لا ظهر و لا حتى شـر... !!

: سااااارة

بترت الحديث لتجابهه بنظرات هادئة ، و من ثم عللت اندفاعها بالوجع : اني تعبـ ـانة

: أدري

بحيادية رجل علق ، ليكمل و هو يراقب انحناء كتفيها بـ تخاذل : يمكن نتشابه بالتعب ! تدرين ، متوقعت رح نوصل لهالنقطة ، مـ توقعت امبراطورية عبد الملك تنهار و احنة الي جنا جوة ايده نتطشر ' نتبعثر ' بمصايبه ، هه ، و لو يمر العمر كله ما رح يلتم بينا جزء

نظراتها هربت ، فهاهو يلمها و والدها مجددا ، يحق له ، فـ ذلك الراحل نجح في كي اجسادهم بـ وشم فحمي اللون ، غائر العمق ، عظيم الألم .. لكنه لا يزال والدها ، و لن يتجرأ هذا الكائن العملاق على مسه بسوء ، لا أحد يفعل !

: سارة ، أني دزيت عليج لإن وصلت لقرار بموضوعنا ، هالحال لازم ينتهي ، انتي لازم تقولين شتريدين ، حتى اقدر اتصرف بدون عقدة الذنب هاي ، أني مظلمتج لمن اخذتج ، بس ظلمتج لمن خليتج هيج

اكمل مراقبا ملامحها الكئيبة و هي تتابع تفاصيل يحكيها و تدركها صما : اكذب اذا اقول نسيت ، أو افكر انو انسى ، لا اني ولا انتي بيوم راح ننسى المصيبة الي شفناها

شهقتها قطعت حديثه لبرهة ، ليعود فيكمل : بس لازم نتناساها بس حتى منزيد الشكوك اكثر
لازم تجين بهاي الشقة ، تقعدين معززة مكرمة ، إعتبريها شقتج ، بالنسبة الي مرح أطالبج بأي شي ، تعودت عالعيشة وحدي ، ماكو شي يخصني تتكفلين بيه ، حتى هدومي معليج بيها ، و الاكل طبخي بس لنفسج ، إعتبريني مموجود ، بس لازم الناس كلهم يعرفون انو زواجنا كامل !!


مدرك هو لغطرسة الكلام ، يوهمها و نفسه بإدلاءه لـ موضوع قابل للنقاش ، و في الحقيقة انه قد اغلق سلفا ابواب التحاور ، قرر و إنتهى و لا ينتظر منها سوى التنفيذ .. تخللت اجابتها لفحات من ارتعاشة صوت : لا ، ماريد ، خليني مرتاحة

: الراحة متهمني بقد مـ يهم نخلص الفلم الي سويناه

فلم !! ، ألست قاسيا قليلا بلفظك الساخر ذاك ؟
بل كثيرا لو شعرت بـ حدة النصل الذي إخترق عودها لينصفه ، لكنك لم و لن تشعر الا بألمك أنت ، و فقدك أنت ، لطالما تلبستك الأنانية يا علي ، منذ أن كنت لي حلما واهما ملون بالوردي ، كم توسلت قلبك الإلتفات لـ من كبرت تحت سقف والدها ، كم حاولت جر نظرك صوب مشاعري الطافية في المقل ، لو كنت سمعت يوما ، فقط لو انصت لـ هتاف الفؤاد لربما صار حالنا غيره ، لربما كنت الآن ساعدا ايمن لـ عبد الملك ، ايمن يا علي ، فـ لست بغشيما لا يدرك كم كان والدي يغبط اباك عليك ، كم تمنى لو خطى شقيقي في مسالك سبقته لها ، لكنك تكبرت و ترفعت عن ملازمة الكبار ! فإنظر إلى النتيجة التي قادك لها داء عظمتك
فتحت ابوابا للشياطين ، فأتتها الاخيرة راكضة لاهثة ، لتستبق العقل في التخطيط و التدبير ، في نيتها سكنت فكرة البوح بما تظن بأنه لا يعلمه ، سر خطير عليها الافصاح عنه ،
و لكن و بعد إشهاره لـ تلك الانانية من جديد ستكتفي بالصمت و المتابعة ، فليذهب مع تلك للجحيم ، كلاهما يستحقان ذلك المصير ، لولاهما لكان كل شئ مختلف ، ما كانت ستظل عالة على إناس لا يودون لها وجود ، حتى والدته ، رغم إنها تجند ذاتها لتكون لها أما لكنها في بعض اللحظات تهرب من ذلك التجنيد اللا إلزامي و تنسل كـ لصة محترفة في الاختباء بعيدا عن اعين الحاجة التي تستصرخ من فقدت رجليها على غفلة من ساعات العمر !

عليها الحديث ، و عليه الانصات ، هي من تربت تحت كنف عبد الملك ، و لن ترتضي أن تعامل كـ شاة و تساق من حضيرة لأخرى كيفما يشاء هذا الراعي المهمل للحياة بعنجهية شرقية
: و اني ميهمني شي بقد راحتي ، طبهم مرررض العالم خلي يقولون الي يقولوه ، اني مناااقصة حتى اجيب لنفسي هم ، دخيل الله عوفني بظيمي

و كإن لسانها القديم ' السليط ' عمل كـ ولاعة قدحت نارا صارت للفتيل آكلة لتنفجر قنبلته على حين غفلة من اتفاقه التافه مع ذاته : عناااد ما أريييد ، قتلج تجيـن خلص بلا نقاش رتبي وضعج على هالشي ، خوما تبقين طول العمر على هالحال

بتحد سافر اعلنت ، لتفاجئه : واذا جيت هناا حالي حيتغير ؟ حيصير انقس ' أتعس ' ، اني ميهمني شي بعد ما راح ابوية و اخوية ، لا حجي ناس ولا صخام ، محححد شاااف الي شفتته اني ، فخلييني عايشة بحالتي المعاجبتك وحدي ، و اذا تريد تطلقني بعد احسسسن

تقلصت عضلات فكه ، و اكفهرت ملامحه بـ شراسة ، حاول السيطرة على كبوة الغضب الموشكة على الجموح ،

الم يقل بأنه تساوم مع حنجرته لتغسل الكلام و تعطره قبل إطلاقه للاثير ؟ ما بالها خلت بالوعد ؟

: سمعيني زين ، انتي اذا ميهمج الناس مرة فأني ميهموني مليون ، بس بيبيتي هية الي تهمني ، هية مريضة و كلما تجيني تشكي و تبجي بحاالج ، لازم اريحهااا مو حمل تعب اخر عمرها ، كافي الي شافته ،

استعاد رباطة لطفه حالما لمح كريات الدمع تفيض من المقل و تعلن عن انهزامية العنفوان الكاذب ، ليحنو صوته بخفوت : سارة ، صدقيني هالحل الاحسن النا الاثنين ، أعرف بيهم يسألوج مثل ميسألوني و اكثر ، سدي عليهم الطريق و سمعي الكلام

تزامن فرار الدمع مع العند : مااا اسمع اي كلام ، مو هسة تريد تخلص الفلم و صارلنا شهور على هالحال التعبان ، بيبيتك على قولتك تهمك انتة بس اكيد اني مـ رح اخاف عليها اكثر من رااحتي

: انجبييييييي و سسسم
أستغفررر الله العلي العظييم من كل ذنب عظييم
باعيني يا بت الناس ، عناد وياية لتعاندين لإن تدرين كلللش زين من اتعصب اقوم ابوووية ما اعرفه منوو ، قووة ترة لازم نفسي و دا اناقشج لإن حاااس بمصيبتج فلتخليني اجبررج بطريقة متحبيها

ظلت جمجمته راسخة فوق العنق الابيض بـ عروق خضراء بارزة ، المقل وحدها من ارتفعت مع إستقامة هذه الجامحة امامه و التي اعلنت عن عصيانها بتمرد لا هم له سوى اثارة حنقه : باوعني زين انتة علي ، يمكن عبااالك المصايب طيحت حظي و انكسرت ، لا عيني لا اني بت عبد الملك ، مححححد يجي يقلي سوي هيج و لتسوين هيج محــد يأمرني بشي ما اريده ، قعدة وياك مرح اقعد لو السما تنطبق عالقاع ، إذا عباالك ذيجة ' تلك ' تركض وراك مثل الثولة و باعت كلشي علمودك يعني اني مثلها فإنتة غلطااان ، عوفني و روح لعربانتك ' عربتك ' و جرها وراك وين متريد محد يقلك لأ

هذه المرة لم يكتف بتحريك الجمجمة ، بل إستنفر الجسد كاملا ليقف بـ ضخامة تهلع لها الانفس ، فما كان من تلك الـ وقحة سوى أن تبتعد عن مجال جسده قليلا ، لتكمل سيل غيظها و قهرها الكامنين في بلورات الحقد الأزلي المتمكن منها منذ اعوام خلت !

: لتباوعني هيج ، مقلت شي غلط ، يمكن توقعت رح ارضخ بسرعة و كإنهو نسييت منو ابوية و شلون رباني ، بس ما الومك ، يمكن لإن شفت رخص بت قاسم الي سلمتك نفسها مثل اي بت شااارع بدون اي حسيب ولا رقيب !

توسع محجريه و دنوه السريع منها جعلها تنفر لترتد بسرعة نحو الخلف حتى الباب و صراخها بات يعلو بغل : شنوو حتضربني علمود ذيج الـ **** الي جتي وياااك وعافت اهلها مثل اي ..... آآآه

إنكمش جسدها و الاجفان انطبقت مكرهة و مرتعبة من هيجان هذا الثور الذي و كإنما بـ ذكرها لتلك الـ قذرة قد لوحت له بـ رداء دموي كفيل بـ إشعال فتيل جنونه ، لتكون ماتادور الحلبة ، فيترك هو الرداء ، ليقرر طحنها بـ قرنيه !
يمينه الملتفة على زندها الايسر شدت من الضغط حتى تمكن من سماع تأوهاتها مجددا ، ليترك لحنجرته و حلقه حرية الحديث و رمي ما يطيح بيدها من احجار بوجه هذه الوقحة اللسان : كلمممة زاايدة و تنسين اسمج ، باعي ، مو اني الي تلعبين وياية يا بت عبد الملك ، و اذا عالنسيان فقتلج مرح ننسى ، لا اني و لا انتي ننسى ، شلوون انسى الكلب الي دمر حيااتي ،
اريد افتهم ، تلوميها على حالج و متلومين ابوج ليش ؟
هية ضحية مثلج و يمكن انقسسس ، أبووج الي مفتخرة بيه هووة الي تحاارش بيهم اول شي ، هوة الي خلااج بهالوضعية الـ *** ، و لتنسين انتي جنتي شيطااان اخررس ، جنتي تشوفين مصاايبهم و سااكتة
شوووفي لغوة زااايدة ماااريد ، هسة تروحين تجيبين هدوومج و تجين هناا ، حجي بالموضووع ما اريد اسمع ، و طاري لبيبيتي و لأي احد ماريد اسمعه على لساانج ، لتخلييني اطلع قهري كله بييج

فرت برأسها جانبا و الاحداق توسعت صدمة و قهر ، فمنذ زمن لم يظهر الوحش بداخله نحوها .. يكيلها من الوجع اوزانا فوق ما تمتلك ، ألا يكتفي بما تعانيه كعقاب لها ليأتي و يذكرها بشيطنة سلفت !
إهتز جسدها قليلا إثر حركته الشبه عنيفة مكررا على اسماعها تحذيراته : سمعتيني ؟ اذا تريدين نعيش بهدوء و واحدنا يتحمل اللاخ لازم تحترمين نفسج و مالج عندي غير الاحترام و اذا لا و الله ناوية تفوتين وياية بعناد فأني ابو ابووية محرووق هسة ، و ناقصيني بس طخة ' لمسة ' حتى احرق اي احد قدامي
باوعيييني من احجي وياج

حركت عنقها لتقابله بـ شجاعة منخلعة القلب ، و اكتفت بـ دمعات تفيض على الوجنتين ، ليكون تأثيرها كالسحر الأسود فيحررها متمتما بـ قهر : أستغفر الله ، شفتي إنتي الي تعصبيني

و كأنها انتظرت لحظة الثأر ، لتصرخ به مجددا كفإرة تتحرش بـ القط كلما ابتعد و حالما يجيئها مهددا تخر مرتعدة الفرائص : إنننتة لييش مااعندك احسااس ؟ أخووية اربعيينه بعده مـ طاالع ' لم يفت اربعين يوم على وفاته ' ،، و انتة تعااملني هيج ! لعد بعدييين شتسوي بيية ؟ تخليني ممسحة لعصبيتك و قهرك ؟ كلما تضوج من احد لو تريد مرتك و مـ تلقاها تجي تطلع قهرك بية ؟ طلقننني و عووفني من هسة ، حيااتي ويااك مصييبة والله مصييبة ، خلص الي سويته كاافي ، رحم الله والدييك و شكراا لإن سترررتني ، بس هاهية ' يكفي ' دخييل الله عووفني بحاالي ، عووفني و رووح لمررتك الي بعت الدنيا و مابيها علموودها ، رووح لبت قااسم الي نستتتك حتى إسمممك و خلتك تركض وراها مثل المخبببل

تحوقلت نظراتها رعبا و قدها انتفض بثورة عارمة ضد لسانها ، إنه لا يحتمل رجفة الخوف تلك ، فليكف ذلك اللسان عن قذف الترهات و الا سيجتمع ضده أجزاء الجسد و يكونوا ممتنين جدا لقطعه ! و لكن فجأة إستكانت رعشة الرعب تلك ، لتتبدل بأخرى ، و النحيب صار يعلو بـ تلقائية متوجعة ، يا إلهي !
لم أختبر يوما هذا الحضن يا علي ، أبدا .. و أبعد أحلامي إكتفت بـ النظر لـ عينيك و سبر أغوارهما ، لم يمر ببالي كم هي لذيذة لحظة الإستناد على صدرك ، مالذي يعتريني ؟ أ هذا ما يدعونه بالأمان ؟ أ يمكن أن تكسو ذراعي رجل إمرأة عارية بأحزانها و أوجاعها ؟ قل لي بربك لم الآن و أنا أحاول نزعك من قلبي كمن ينتزع جلد البعير عنه ، محاولة صعبة يا علي ، و أنت جعلتها مستحيلة بإحتوائي هذا ، كيف أطلبك الإبتعاد و جل ما اوده هذه اللحظة إختراق جلدك لأصل القلب المستكين بنبضاته ، علي هناك أستطيع التلاعب قليلا بأزراره على ما يشتهي قلبي ، فأجعله يثور كما هي أجزائي ، ألا أستحق أن تثور نبضاتك لأجلي ؟! دعني أتوغل بك علي أفلح بالوصول لـ غرفة السيادة فأطرد تلك البلهاء منعدمة الوجود لأحل مكانا كان من المفترض أن يكون لي منذ الأزل ، منذ الأزل يا علي !
ألا يغريك في أي شي ؟ ألهذه الدرجة أعمت بصيرتك لـ ترى العالم من دونها و جدتك رجالا و فقط ؟ ألا يهزك كون أنثى مشوهة تتمسك بتلابيب قميصك باكية ، فقط أشعرني ولو لوهلة بأني هزمت بك الوفاء و أيقضت شياطين الإشتهاء المغتالة من قبل تلك ، أو من قبلك لا يهم ، أرجوك دعني أوقضها ، أتوسلك .. لحظة من العمر ستكفيني و ربك ، فـ لتخنها !

اغمضت عيناها لتفرغ ما بهما من الادمع الحارقة شاعرة بـ برودة الهواء من حولها بعد أن حررتها ذراعيه بـ خمول ، لتشهق حاجتها له بـ أحقية لا تمتلكها ، شعرت بـ جمود جسده امامها ، لم يبتعد خطوة و كأنه يطبع في مخيلته حالها المزري ، أو إنه يقارن بين هذه الصورة و أخرى
بالله عليك لا تتذكر شيئا ، إترك عنك ماض أحرق جسدينا معا ، إتركه لـ يولينا شهوره علنا نسلى قليلا فـ نتذوق طعم الحياة مجددا ، أنت كـ أنا ما زلت تنازع نفسك ، بسببي أنا تكاد أوداجك تتفجر قهرا ، قتلته و لم تكتفي بذلك ، أعلم ذلك و ربك ، تود أن يعود حيا لتشبعه قتلا مضاعفا ، لطالما عرفتك بطلا ، بطلا بأنانية شرقية لا تضاهى ، وكيف لي أن ألمها على الركض خلفك كـ سابية بعد أن إختبرت بطولتك مرارا ؟ يحق لها الذوبان بك يا علي ، فأنت من شعلت موقدها برجولتك ، و تلذذت برؤيتها تنصهر بك عقلا و قلبا فالجسد ، ذاك المنتفخ منك بـ نطفة !! كم من مرة تاهت بين أحضانك ؟ بالتأكيد إحتواءك لها كان أخر ، مميت ، فـ هي من وددت منذ زمن ، أتخالني كـ هم لا ادرك بأنك لربما أحببتها منذ الوهلة الأولى ؟ العاشقة يا عزيزي مبدعة في كشف خبايا فؤاد محبوبها و إن لم يكن لها يوما ، تعرف جيدا ممن عليها أن تخشى ، و أنا خشيت كتلة الرقة تلك ، و الله فعلت ، و ها أنا أتذوق ما معنى أن تكون هنا جسـدا و الروح تلتصق بخيال إمرأة تخلت عنك ! جسد حاول أن يكون حانيا و يحوي أخرى بين ثناياه لكنه فشل ، فشلت من المحاولة الاولى و انا التي لم اعهدك فاشلا بما توده ، ساخرة أنا مني ، فـ ما الذي قد توده في بقايا خرقة مثلي ؟ خرقة مسحت أرض الإنتقام امام عينيك ، كيف أطلبك السلوى و أنت لم تزل ترى في صورة عجزك ، هما السبب ، إبن عمها و هي ، حرماني الحياة ، و ثأرت انت منه ، و حان دوري لأفعل بها المثل !

شهقت نفس مصدوم إختلط به الدمع و العطر الفواح المخترق لمسامات البشرة فتصير تحسه كـ تيار كهربائي عالي الفولتية ، يا رب ، لن تحتمل مكافئات القدر اليوم !
قبلة على الجبين يا علي ، قبلة لن تدرك معناها لمن تشعر بأنها هلام يسيح بحضرة سيادة قربك ، لا تبتعد أسألك بـ الله أن لا تغادر جبيني العذري ، أ رأيت ، هنالك بي ما حافظ على عذريته من أجلك أنت ، لست بذلك السوء ، لا لا لا أرجوك إبق ، أتوسلك أن تبقي شفتيك فوق جبيني حينا من الوقت ، إن كنت لا تهتم لتوسلاتي فـ من أجل جدتك ، كي لا أزعجها بعويلي ، من أجل سعادتها إحتويني مجددا ، من أجل أختك و أمك و حتى تلك ، تلك التي تحمل لك بين أحشاءها قطعة ما !! أتراك تعلم وتخفي عنا أم إنك الأخر قد تعرضت للخيانة ، خنها ، كما خانتك بصمتها خنها معي ببوحك .. من أجل علوك و دمك الصفائي ، إثأر لـ نفسك بي !

و لكنه لم يستمع ، و لم تلامس توسلاتها ما يسمونه بالإحساس ، إكتفى بإنحناءة صغيرة نحوها تفيض همسا مختنقا : أسف ، أسف لإن مـ قدرت أسوي شي ، و أسف لإنو مرح اقدر أنسى

ليتركها ،
ببساطة هكذا ، قرب الوليمة من أنفها لتشق رائحتها الشهية جيب تنفسها ، ليبعدها عنه متذرعا بـ صومهما ! سيل لعابها و رحل بـ ما تتمناه و تشتهيه نفسها الوقحة ، تركها كـ متسولة منبوذة تقف ببلاهة قرب الباب تراقبه وهو يميل على الطاولة حيث هاتفه يستلقي بإهتزاز مطالبا كرم صاحبه بالرد

إستندت بـ وهن طير لم يلتئم كسر جناحه بعد على الباب من خلفها و كفيها تلتفان حول العنق بمحاولة يائسة لتدليكه ، عل التنفس يصير اهون .. راقبت ملامحه المتجهمة تتيبس لـ رؤيته هوية المتصل تلوح امامه على الشاشة ، لـ يكتفي بذلك التأخير و يرد بشئ من عجل !! نبرته الشديدة تلك صارت مختلفة وهو ينطق بالـ ' نعم ' ، مختلفة فـ أسكنت بها شكا متيقنا ممن قد تكون صاحبة المكالمة ! أوجعها شرخ في القلب لكنها استمرت في متابعتها لتفاصيل رجولته المتوترة لحديث يخوضه مع من خسرته ، و على ما يبدو فهو أيضا يعلن إنهزامه بها !
يدلك شعره القصير بشماله ، و الهاتف يستند بـ سبابة اليمين فوق اذنه ، رأسه مطرق قليلا عكس شموخ جسده الضخم ، فخامة صوته تكاد تصطدم بكل الاجزاء الصلبة و تذيبها به هياما ، و ليس قلبها سوى أحد تلك الأجزاء ! إذن ما زالا يتحادثان ، تلك ما زالت على صلة به لا تنقطع ، أ يعلم هو عما يسكنها ؟ لو كان يعلم ما كان سيتركها تموج مرحا بعيدة عنه و بداخلها بضعة صفائية ، ما كان سيفعل .. هل خسرت جنينها ؟ أم إنها أخفت عنه بضعته ؟ يا ليتها فعلت ، حينها ستشحذ السكين بنفسها لتسلمه إياه مع رقبتها ، و هو لن يستسلم لربكة النبض بيساره قربها ، سيكتفي بقطع العنق الواصل بين عقلها و القلب ، فـ لتصمت إذن


؛


حلمْ يُعآنقْ السمَآء 30-03-13 03:42 PM

رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
 


سمت بروحي أناشيد وألحان
إلى هواك وللأرواح أذان
كأن صوتك طير الجنة انبعثت
منه الأغاريد فالأنغام ألوان
يهز همسك قلبي حين أسمعه
كما يهز أديم الأرض بركان
فأستجير بصمت لا تطاق له
عند الحيارى من العشاق نيران
فيشرح الصمت ما أخفيه من وله
وكيف يخفي أنين الشوق ولهان
وقد كتمت الهوى بالأمس محتملا
هم التنائي وفي عيني أحزان
فما استطاع التنائي أن يغيرني
ولم يبدل شعور الوجد وجدان
وعشت أنكر ما قلبي يؤكده
إذا اجتمعنا ولم يخدعك نكران
وكنت أهرب من عينيك ملتجئا
إلى عيون لها حسن وإحسان
وأدعي أنها في الشعر ملهمتي
ما كان لي دونها في الحب ديوان
وحينما صدق العشاق ما زعمت
قصائدي في الهوى وارتاح ندمان
رأيت عينيك تجتاحان أقنعتي
كمن تقولان : هذا الزعم بهتان
نعم أحبك ألقيها مدوية
وكيف يحبس صوت هيمان
وإن حبك يجري في العروق دما
وهل بغير دم قد عاش إنسان
فلنظهر اليوم ما أخفت ضمائرنا
ما عاد ينفعنا نفي وكتمان
ولنعلن الحب إن الحب ذا قدر
وقد يعيد صفاء النفس إعلان
فما تبقى لنا إلا الهوى أملا
وما لنا دونه قدر ولا شان
من غير حبي ستبقى ظامئا وأنا
إلى هواك مدى الأيام ظمآن
وهكذا الحب بحر لا حدود له
وليس فيه لمن يغشاه شطآن
ولا مفر لنا من رحلة عصفت
فيها الرياح وموج البحر طوفان
تعال إن النوى أشقى منازلنا
فما لها بعدنا في الأرض عنوان
هذي المنازل تشكو هجر ساكنها
وتستغيث من الأشواق جدران
ولو عدلت لما أرقت أعيننا
وما اشتكى من ظلام الليل سهران
ولست أول جاروا ومن ظلموا
ولست آخر من قاسوا ومن عانوا
ورغم ظلمك لي يا تاج مملكتي
فأنت عند الهوى للعدل ميزان



مانع سعيد العتيبة




سكنته المفاجئة لـ ذلك الإتصال القريب ، و للوهلة الاولى لم يفكر سوى بـ أن الكلب قد علم بأمر المكالمة السابقة و إتصل لينبح عند اسماعه قليلا ، و لكن المفاجئة الفعلية كانت حينما شعر بدبيب نمل يرقص في دمه إثر هديل حمامته بـ ترنيمة ستظل تنقصه عمرا كاملا حتى تجيئه لـ تنصب عشها فوق كتفه ، أ يحدث أن تمتلك إمرأة واحدة أسباب الجمال و الفتنة ؟ أتستطيع واحدة ان تطيح بعقل الحكماء بـ مجرد أنفاس لاهثة فقط ؟ أ يمكن أن تمتلأ إحداهن إنوثة و ضعف تغلي مراجل الرجولة به و بـ غيره ؟ متيم هو بهذا الضعف ، إحتياجها له يـجبره على إجتياحها بأساطيل أنيقة تحفظ لها قوة يستلها من شرقيته ، كم من ' ألو ' مرت أسماعه قبلا ، و كم من ' علي ' طرقت على نواقيس ادراكه ، و لكن لا حرف نجح في خلخلة الضغط بين الأذنين ، ما تفعله بـ همس يفوق بعظمة تأثيره صوت دوي إنفجار وزارة كاملة !!

: نعم

كررها بعد زفرة طويلة ، و هنا إستعاد ذاكرته و همه بشقاء اخته ، لتنصت هي لما يختبئ بين الانفاس ، فـ تأتيه بـ قبس من أمل : هسة خليت زينة تخابر صديقتها طبيبة هنا ، هية عراقية ، بس قلتلها جايين اطباء كللش زينين من المانيا و من فرنسا ، و إحتمال يروحون لاربيل همين ، فإنتة شوف اذا هاي جيبها للينا هنا ، حتى بسرعة تقدم على الفيزا اخاف تطول

إهتمامها ذاك أشعره بـ ضرورة وجودها معه ، لكن يكفيه ما طلب ، و يكفيها ما سمعت منه ، علق بـ فظاظة بعد أن شاخ قلبه فجأة ، فـ أخته تتلوى وجعا وهو يقف عاجزا ، لا يفعل شيئا سوى لملمة حياته المبعثرة بين زوجتين ، أي سخافة يقوم بها

: أدري ، خابرت طبيب اعرفه يمكم ، دنشوف شيصير

تنهيدة قصيرة ، ثم حروف مرتعشة رجف لها بدن فؤاده : الله كريم ان شاءالله تقـوملك بالسلامة

' أمين ' نطقها بـ صوت لا أمل فيه إلا بالله العظيم ، خلا الكون من حوله ، عندما اردفت متوسلة : علي ، لتأذي نفسك ، الله يخليك ، إذا عصبت او انقهرت خابرني و صيح وعيط ، أي شي تريده سويه بيه ، بس لتبقى ساكت و تأذي نفسك
تهدجت نبرتها أكثر لتختم طلبها بـ : عفية

إزدرد ريقه ، و تغضن جبينه كارها ضعف حاله ، ليتمتم بـ فخامة ساخرة : إتدللي ، يومية حضري نفسج لـ عركة لعد

أ يهيأ له إبتسامة أضاءت بدرية الوجه أم إنها حقا فعلت ؟ إن كان تهيؤا ، إذن ما سر تلك الدغدغة الشقية لـ وجيب قلبه ؟ حبس أنفاسه لجرأتها الهامسة مستطرقة : فدوة إلك


هذه المرأة تكاد تطيح بعقله ، من أين استحلت هذه الجرأة ؟ منذ متى سلخت نفسها من رداء الخجل الفطري ؟ أ تراها تود تعويضه عن بعد يحول بينهما ؟ أم تغريه عبثا بمشاعره حتى لا يقترب من أسلاك شائكة تحيط المحظور ، تود اللعب أنيقة الكلم ، هو لها إذن !

بغرور صفائي بحت علق : هالشي منتهيين منه ، مـ جبتي شي جديد

دغدغة اخرى ، أكدت له إنه صار يحسها كـ دخيلة جديدة مبتكرة تسللت بخفة مع كرياته الحمراء و البيضاء فالصفائح ، لتكون ما يسمى بـ خلايا الجلنار ، تفوق بكثافتها اعداد الثلاثة انواع الباقية مجتمعة ، عادت للتمادي و كأن رده أعجبها لا اغضبها : تستاهل عمري ، كلي فدوة إلك
بـ ضعف تمكن منها زفرت شوقها الملتهب : أتمنى اجيكم ، والله اتمنى

أ قال بأنه لن يطالب بحقه مجددا ؟ هو لا يذكر هذا ، إنكم لـ كاذبون !
: لعـد تعاالي

فعلها لسانه و خانه مجددا ، لينسى بأنه هذه المرة يشترك بالمكان مع اخرى ، إتفق معها أن تكون له زوجة ' صورية ' حتى يشاء الله ، عاد ليغرس بها سيفه ، فيدمي الحنايا ظلما ، لتستنفر ثأرا لكرامتها المذبوحة ، و تخربش كـ أي لبوة تشاركها الموقف ، فـ تزأر عاليا بكلمات تقصدت ان تصل اسماع انثوية بعيدة عن هذا الرجل بالمسافة ، و ادنى من الوريد بالحس

: علييي هاهية مثل مـ تريد ، اني قااابلة أجي يمممك

مستقيم البنية موليها جنبه ، مخمور بفعل كلمات مسكرة يتذوقها لأول مرة ، كانت لذيذة ، و كان ينوي أن يملأ بطنه بأباريق حتى يغفو بعد إغماءة ! لكن هنالك ما نقر على باب عقله مطالبه الصحوة ، تزامن التفاته نحو من نسيها مع صوت من أنسته نفسه يعلو بـ مفاجئة : انتتتة ويين ؟ و هاي منوو حجت وياك ؟ سااارة ؟ إنتة ويية سارة ؟

تجاهلها ، فـ لتحترق بما يغيظها ، إكتفى بهز رأسه موافقا لـ ما قالته هذه الـ ' سارة ' و مدركا لكيد نسوي استحلته ، و ببساطة لا يهمه ، فـ سخافة الوضع ازعجته ، لتعود فتكمل متظاهرة ببراءة لا تليق بإبنة عبد الملك تلك التي ظلت تقاتل بوقاحة رافضة عرضه منذ قليل : هسة تريدني اجي لو شووكت ؟

إختارت أن يكون إستفهامها هذه المرة مفتوح الاجابة ، عليه الإجابة ، فـ لا إيماءة ستنفعه و تخلصه من قيد الكلام ! ، ليفاجئها كعادته بـ شئ شبيه بالصفعة ، إذ إن صوته الرخيم شق طبلتيها بـ رصانته : بكيفج شوكت متجين تعالي هلا بيج

كادت تبكي ، بل فعلت ، أ تراه يقصد الترحيب بها أم التمتع بغيرة تلك مستغلا تهور انثى الطرف الثالث ؟ أ قدمت كبريائها له ببلاهة عاشقة ؟ قد أوجعت نفسها بـ حماقة اقترفتها !! إستدارت قبل أن يرى دليل امتهان الكرامة على اضخم صوره ، لتغادر تاركته كـ نسر يستمتع بـ أنثاه غير مدرك لـ هيثم بينهما يلصقهما معا فوق سفح الجبال الشاهقة

: علي وية منو دتحجي ؟

لمحها ، رأى ادمعها ولكن ما عليه أن يفعله ؟ أ يظلم نفسه أكثر و يصطنع رضاه بمن لا تودها نفسه و يترك هيفاءه ذات الـ نبرة المغتاظة ؟ تمتم بـ شتيمة شهقت لها أولاه ، لـ يتحدث متمللا ليتوجه بـ حركه بطيئة نحو الاريكة : مو وياج ، يللا بعد عندج شي تقوليـ ـ

بـ عناد غيور إستفهمت و بنيتها الكشف حالا عن مسرحية تعرض خلف ظهرها : ليييش متجاوبني ؟ منو هاي الي قلتلهاا هلا بيج و بكيفج شوكت متجين تعالي ، فاااتح جمعية كل شوية تقول لوحدة تعالي ؟

بـ لا مبالاة حقيقية علق ساخرا : على اساس الـ ' تعالي ' الاولى فادت ' نفعت ' ، يللا روحي عندي خفارة ' دوام اضافي ' بالليل اريد انام شوية

لن ينجح في التخلص منها بسهولة ، بل لن يفعل ابدا : سارة موو ؟ هاي سارة ؟ و اني الزماالة صدقتك من قلتلي اخذتها بس حتى ....
أدركت خطورة الحديث ، لتزفر قهرا و قلة حيلة ، ثم تتوسله بـ رجفة : علي شديصير وياك ؟ شدتسوووي ؟

تستحق أن تتوجع أليس كذلك ؟ فرصة و ربحها في لعبة اليانصيب ، لم يفرط بها ؟
بـ كسل مكسو بالنذالة إستطرق و نشوة غريبة يتذوق طعمها للمرة الاولى تنفخ معدته ، الكثير قد فاته حتى الآن و ما زال يختبر أوضاعا متجددة بحضرة هذه المستنفرة : مو شغلج ، هواية قتلج رجعي وياية ، إنتي إختاريتي تطلعين من حياتي ما الج حق بعد بأي شي

ليعلو صوتها هذه المرة ، فـ تصله كلماتها بما يقارب الصراخ الهستيري : لا إلييي حق ، و كل الــحق هميين ، قتلللك اسبابي ، اني مـ فرحانة بالي دا اسويه حتى تعاقبني ، علييي لتستغفلنيييي

إبتسم غير آبه بـ رائحة إشتعال اعصابها : مدا استغفلج ، كل شي ديصير انتي على علم بيه

إهتزت نبرتها برعب مع سماعه لصوت وقوع شئ ما ، أتراها فعلت ؟!!!! : يعني شنوو ؟ تريد تكمل حياتك وياهااااا ؟؟؟

بـ هدوء علق و داخله يتوسله الرأفة بحاله و الإطمئنان إن كانت بخير : ليش لأ

من دون أن تعبر التساؤلات فمه ، تأكد من سلامتها ، فإنطلاق لسانها بهذه السلاطة يعني بأن رأسها لم يصاب بعاهة : شنووو لييش لأ ؟؟؟ علي لتلعب بأعصاابي ، إنتة هسة بياا حاال ؟ أختتك مرييضة يا حيااة هاي الي تريدها

احتفظ بإبتسامة ساخرة على فمه ليحك جانب ذقنه مرددا : مو انتي تخافين على اختي اكثر مني

خفت صوتها و النبض لترجوه غير آبهة بـ قرف يدعى الكرامة : لـ تحجي وياية هيجي

فيكون هو متعسفا متبجحا كعادته بل و اكثر : لعد شلون لازم احجي وية حضرة جنابج ؟ لو بت قاسم ينرادلها معاملة خاصة حتى ترضى علينا ؟

إستغربت إتهامها بداء الطبقية ! هي لم تكن معه يوما كما يدعي : تدري كلللش زين مو هذا قصدي ، بس إنتتة دتضحك علية ، اريد افتهم شنوو وضعي وياك ؟ يعني شفتني سااكتة تبقى تأذينـ ـ

بـ ملل قاطعها و بداخله يكاد يقسم بأنه يود صفعها ، يؤذيها ؟ لحظات مضت قد إضطر بها أن يؤذي إبنة عبد الملك لأجلها و بـ لا وعي يدركه ، و الآن تتهمه زورا بإيلامها ، أتظن بأنه يفعلها عن قصد ؟ ألم تدرك بعد عمر مضى بينهما بأنه سيكون أول من يستنفر لـ ألم يقترب وهجه من فؤادها ؟ : فضيني شتريدين ؟

صرخت رافضة تصديق كذب لسانه ، فالنبض الحائر بها يطمئنها إخلاص روحه و جسده ، ستجن إن ظلت بلا اجابة !! : لتكذب علية ، قول الصدق ، حتكمل وية سارة ؟

ليستمر هو بملئ موقدها بالحطب مستمتعا : شايفتني تافه حتى اكذب عليج !!

و كأنها قررت الرمي بكرتها الأخير و الرابح رغم خطورة العبث به : بـ ـس شلون ؟ إنتة شفففت شصار بيهـ ـ

تضخم رأسه ليزأر بها مهددا و جسده انتفض محله بقسوة : حجاااية وحدة زايدة و تتمنين نفسج خررسة ولا حاجية ، ديررري بالج تقولين كلمة طايح حظهااا ، تدرين بية ما اسكت لابوية ، فإحترمي نفسج

لم تصمت ، بل صرخت هي الاخرى لرعبها من تهوره ، لا لن تحتمل وجع فقده مجددا ، لـيس بعد أن وهبها الحياة في وضح ذاك النهار و في دورة مياه !! ، ليس بعد أن زين خدها بقبلته الحانية ، لن يؤلمها أكثر ، سيتوجع إن فعل تعلم ذلك و إن اجاد اخفاءه بسخريته المبطنة ، لم الإصرار إذن ؟ أتراه ينتظر منها أن تستسلم لـ طلبه ؟ أ يود فقط ملاعبة مشاعر متيقن هو بأنها تنفخ القلب بها ؟

صرخت به بذات الطبقة الصوتية : مووو بكيفك كل يوم تقرر شي ، إذا صدق رايد حياتك لعد طلقني ، على الاقل اكسب أهلي إذا عفتني بحاالي

ضحك ساخرا من نفسه ، كلتاهما تودان الفكاك و كأنه وباء سيفتك بجسديهما و الروحين ، استشاط بها الغضب لـ استهزاءه ذاك ، فعلى صوتها اكثر : علييييييي لتستفزززنيييي ،، انيي ضييعت كلشيييي علموودك ، لا عباالك ' تظن ' اخليي اي احد يااخذك مني !

صمت ،
كل شئ من حوله إنحصر داخل بالونة من السكون
شعر و كأن الكون قد صعق بـ رعد أودى بـ كينونته فـ مات !
حتى الهواء قد جف ، بل يبس ، أشعرته بفداحة العشق الكامن بنواجذ روحها ، إبنة قاسم فقدت من أجله شعرة التعقل ، لتضحى دونه شبيهة بالمجانين ، سكنته انانية صرفة جعلته يتمنى صمتا ان تكون ثورتها مراقبة من قبل ذلك اللئيم ، يا ترى ما سيحل به و هو يسمع إعترافات ابنته لـ من صار له عدوا ؟! هل سيخر طريحا للكفن ؟ أم إن قلبه المريض يتحمل عظيم الوقع ؟!

كررت متفانية في عشقها و الجنون ، فإستباحت و إستسهلت كل شئ ، أليس كل أمر مباح في الحب و الحرب ؟ ها هي تخوض حربها من اجل حب فتك بـ بقايا التماسك بها ليحيله فتات لا نفع له : ترة اقوول لـ بابا ، و الله اقله و أخليه يطلقني منك غصبااا ما عليك

ها هي تعود لتتصف بـ صفاتهم الوقحة ، هتفت مستثقلة صمته : ليييش متحجييي ؟

زفر لـ يرمي بظهره على الاريكة مجددا : والله تعبان و روحي واصلة لخشمي ، و انتي جاية تنقين فوق رااسي ، مـ مليتي ؟ مو كاافي ؟

و كأنه بهدوءه اللامنطقي قدم لها ظرفا معنونا بـ سخافة غضبها ، لتستحي انفعالها ذاك ، فـ تهمس راجية ، كما هي دوما : علي لتحرق قلبي

: ما عاش الي يحرق قلبج

مرة أخرى ، حالفه الحظ و شعر بذات الدغدغة !
اغلال العشق تقيد يديها و القدمين بأصفاد من حنين و شوق ، لا يمكنها الهرب وان حاولت ، محتجزة هي في سرداب مهيب أسفل قصر بـ سبعين طابق ، لن تتمكن من الإبتعاد قيد إنملة ، فالـ حب عليها مكتوب ، و الحكم بحق إدانتها جاء صارما غير قابل للـتخفيف ، ما دامت قدمت الغير على قلبها ، فـ لتمت هناك ، تحت أكوام من البنيان المرصوص ، لن يسمع نداءها أحد ، لا أحد !

: زين جاوبني ، جنت تحجي وية سارة ؟

: إي

بتنهيدة ملل رد ، فـ لا حيلة لـ رجل يناقش إمرأة تدافع عن ممتلكاتها ، فكيف الحال إن إعترفت بكامل وعيها بـ أنها لن تسمح لإحداهن بتخطي حدود رجلها !
غصة من نار تكونت في حلقها ، لتكمل الإستجواب بـ نبرة مخذولة : وين تجي يمك ؟ يعني .. تعيش وياك بنفس الـ ـ ـ !!

بـ كسل تساءل و إستوعب توا بأنها لا تعلم بأمر عيشهما المنفرد ، إذن مالذي تظنه الآن مملوكته ؟! : بنفس الـ شنو ؟

تسارع الانفاس وصله قبيل تلك الاحرف المبعثرة : يعني ... تتزوجهـ ـ ـا طبيعـ ـي ؟

: جلنار إنتي مخبلة ؟ أني ويين و انتي وييين

زفر هازئا ليعلق منفعلا ، و لم يدرك فعلا بأنه نطق إسمها ، فـ ندرة الإسم ذاك كـ صاحبته يدعوه دوما للإبتعاد عن العبث بأحرفه و التحرش به لفظا ، لتستمر في إكالته مثاقيلا من الصدمات : أحب إسمي منك ، كولش

إبتسم بخفوت ، هدأ غضبه ليتمتم بلا شعور : جلنـ ـار

: عيونها

ضحك بخفة متناسيا كل تعقيدات حياته ، إنها تتلاعب به كيفما تشاء ، لربما هو السبب ، بالتأكيد هو ، إذ إنه قدم لها وهن مقاومته أمامها ، أدركت بأنه و لشديد الأسف يصير قربها أخرا لا يعرفه ، تراقص نبضه على هدهدات صوتها اللعوب : علييي ، سؤال

: جواب

: جلنـار شنو بالنسبة لـ علي ؟

: همممم ؟

تمتم متفاجئا من سؤالها الأخرق ، لتكرر بـ عند : تعرف كللش زين إنتة شنو إلية ، فمن حقي اعرف شنو اني بالنسبة إلك !

: مرته

علقت ضجرة و نبرة الخذلان لم تفته : شوف ، حتى مرتي صعبة تقولها ، ليش عود مرته !!

ساير رجاحة قلبها بـ : إنتي قلتي شتصير جلنار لـ علي ، مو إلي

بكيـد حواء تلعثمت : أها ، سوري اني الغلطانة ، لعد اكرر سؤالي ، شنو أني بالنسبة إلك ؟

بـ شبه بسمة إستحلى الصمت ، ثم اجاب متنهدا : مرتي

برقة نطقت الحروف و خجلها يفكك صمود الجبل به : هههه حلوة ، بس أني مـ قلت منو قلت شنو ، فرق

حاول التحلي بنزعة السخرية برده شاعرا بخطورة الحقل الملغم الذي تجبره على الرقص به حافيا : إنتي اليوم شاربة شي ؟

أدركت بـ فطنة عاشقة أن مزاجه السابق قد انقلب ، و رعبه المفضوح على حياة أخته قد قل وهجه ، أتراها السبب ؟ هل نجحت في أن تكون إمرأة تكف من على كتف رجلها أوجاعه ؟!

: جاوبني .. الله يخليك

: إنتي وحدة بطرانة و اني مالي خلق ، فـ كافي لغوة ' ثرثرة ' روحي يللا ، و هه سلميلي على ابوج

بـ حزم نطقت : الله يسلمك بس طبعا مـ حيوصل لإن اذا عرف يعني بعد متسمع صوتي
لتستطرد قبل أن يدركها غضبه : بس اريد اقلك شغلة

: وهية ؟

ربكة النبرة طغت على هدوء الاثير بينهما : إني إنجبرت اسوي اشياء مو زينة ، أبد مو زينة ، بس جان لازم اسويها لإن هية الصح !!

سخر بوضوح متوجس لمصيبة ما : مو زينة و صح ؟ شلون رهمتيها ؟

همست مجيبة بـ ذبول صوت : هوة هيج جان لازم يصير ، و قتلك إنجبرت

فـ ما كان منه سوى ان يفصح عن شكه : و طبعا محد غير قاسم الكلب جبرج

اعترضت بحدة متناسية من يكون ، فـ تماديه قد وقح : عليييي الله يخليك احتررم انو هذا ابوية
لتستطرق بهداوة و نية تسكنها لجس نبضه الخفي : أتووقع المفروض ننهي الصفحات السودة الي بقلوبكم اذا تريدنا نكمل

لكنه أفشل تلك المحاولة العاقر للإدلاء بخباياه ، فإكتفى بالضحك هازئا ، ليردف : ما شاءالله ، اليوم كلكم ميتين على ابهاتكم .. ما اقدر احجي على وحدة إلا ما تقعد تدافعلي على ابوها سنة

توجست خيانة منه لتهمس خائفة : قصدك سارة ؟ يعنـ ـي إنتة عادي تحجي وياهة ؟

شخر بـ ملل : رجعناااا

لتعود الشياطين لتتلبس افعالها : إحنة اصلا مـ رحنا بعيد حتى نرجع ، و إنتة مـ بردت قلبي برد طبيعي حتى اسد الموضوع

سايرها بـ : شتريدين تعرفين ؟

لـ تجيبه منفعلة : شنوو طبيعة علاقتك بيها ؟ و شنوو موضوع جيتها يمك ؟ إنتة عايش وياهه عادي ؟ بس الله يخليييك لتكذب علية الله يخلييك علي ما اقدر اتحمل لعبك بأعصابي

كثرت اسئلتها ، فـ إستباح احراقها بالتجاهل : مو شغلج

لـ تتحول حرباء بتناقضاتها المستمرة ، في الدقيقة الواحدة يتلون جلدها بـ عشرة الوان ! فـ تارة عاشقة ، و أخرى بائسة ، لتكون ضعيفة و من بعدها تتوج للوقاحة مليكة : و الله العظييم اذا مـ قتلي اقول لـ بابا والله والله ، أقله تزوجت علية بدون ما اعرف و اخليه هوة يتصرف وياك ، و تدري كوولش زين تصرفه مـ حيعجبك أبببد

علق متعجبا بـ صدق : إنتي من كل عقلللج تهدديني بأبووج ؟ إمشي من دنعل ابـ ـ ـ أستغفر الله العلي العظييييم من كل ذنب عظيم

صمت ران بينهما ،
لتقطعه بـ خفوت و آسى : تعرف ، كيفك سوي الي تسويه ، على شنو أهتم ؟ بس رجاءا لتخابرني بعد ، إنتة مدام مـ تريد تكمل لازم تتخذ موقف من هالعلاقة الخربانة ، عمرك مـ حتنسى ابوية و اهلي ، و شقد مـ حاولت اصير لك الي تريده إنتة مديعجبك ، تعبتني ، والله تعبتني ، و اسحب كلمتي لتطلقني لإن اذا سويتها بابا مـ رح يخليني ، أكيد رح يزوجني لأي رجال ' مناسب ' ، و أني مالي حيل اعيد تجربة فاشلة
سلملي هواية على لينا و بيبي ، بس اذا ردت تعرف شي بخصوص الأطباء او ردت تحجز خابر عبد الله وهوة يقلي ، إن شاءالله مـ نقصر وياكم ، و ارجع و اقلك إن شاءالله ياربي يطلع مرضها طفيف و تتعالج بسرعة ، الله يجعله بردا و سلاما عليها

سكنت انفاسها مع الخفقات ، إحتفظ بصمته و كأن به يمارس معها نوعا متطورا من العقاب ، ويل له ظلم نفسه و إياها ، هزت برأسها متمللة إنتظار غيث تموز ، لتنهي المكالمة بـ : مع السلامة

لم توصيه على نفسه ، فـ بأنانيته المتعارفة عليها أن لا تخشى عليه من شئ ، الخوف وحده هو من أن تموت به بعدا و شوق و كذب !




لا البراء زار ولا خيالك عادا
ما أكذب الآمال والميعادا
عجباً لحبك يا بخيلة كيف يخلق
من جوانح عابد حُسادا
إني لأهتف حين أفترش المدى
وأرى الجحيم لجانبي مِهادا
آها على الرأس الجميل سلا وأغفى
مطمئنا لا يحس سهادا
فرشت له الأحلام واحتفل الهدوء
يد ومد له الجمال وسادا
يا حبها ما أنت ما هذا الذي
جمع الغريب وألَّف الاضدادا
كم أشرئب إلى سماك بناظري
مستلهماً بك قوةً وعمادا
ولكم أبيتُ على السآمة طاويا
في خاطري شبحاً لها عوادا
فأراك تعبث بي كطفل في السماء
يصرف الأقدار كيف أرادا
ولقد أقول هوى كما بدأ انتهى
فإذا الهوى وافى النهاية عادا
مات الرجاءُ مع المساءِ وإنما
كان المماتُ لحبنا ميلاداَ
ماذا صنعت بناظر لا ينثني
متطلعاً متلفتاً مرتادا
وأنا غريب في الرخام كأنني
آمال اجفان حرمن رقادا
ولقد ترى عيني الجموعَ فما ترى
دنيا تموج ولا تحس عبادا
فإذا رأيتك كنت أنت الناس والأ
عمار الآباد والآمادا
وأراك كل الزهر كل الروض أنت
لديَّ كلُّ خميلةٍ تتهادى

إبراهيم نآجي







.
.
.







عقد العزم منذ أيام ليخطو هذه الخطوة ، يشعر و كأن به دودة خبيثة طفيلية تنتهك عرض قلبه بـ حقارتها ، حلم عمره مهدد ، و لا حيلة تسقط بيده ليدفع عنها بلاءهما .. لا حيلة سوى الدعاء و من وراءه المواساة ، يركن مركبته في موقف المنزل ، جسده منتصب على المقعد خلف مقوده الساكن بعكس نبضاته الهائجة ، يحادث من هجرها لـ طيش قلبه ، يوما ما أخذته العزة بالعشق فتجرد من بقية العواطف حتى جرح ، و بعد سكرة الاشهر في خمر الحلال حلت عليه فكرة الظلم الذي اقترفه ، ليأتي بـ ضماد طبي يحاول به تضميد شرخ سببه خنجره المزروع في عرض جذع هذه الشجرة المثمرة ، سمع نبرة إعتادها لـ زمن ، تأتيه متوجسة خيفة : عمـ ـر ؟

رنين رقيق يصاحب لهجتها في سالف الشهور قد اختفى ، بـ هدوء و رصانة جدارية تحدث مجيبا : إي عمر ، شلونج زينب أخبارج ؟

صمتها طال و لم تفاجئه بذلك ، منحها الوقت الذي تحتاجه لـ تقبل الصدمة و كما هي عادتها لم تتبجح بوقاحة السكون ، حيث ردت : الحمد لله

لم تسأله عن حاله ، و الحق يصفق لها لرد الإعتبار البسيط ، كرر السؤال بـ رغبة لإطالة الحديث قبل الخوض في غاية الاتصال : الوالد والوالدة شلونهم ؟

: الحمد لله بخير
احم ، خالة والبنات شلونهم ؟

ارتفعت زاوية ثغره بما يشبه الابتسامة المجهدة ، هذه الفتاة تمتلك ذوقا حسيا برقي النجوم المتلألإة ،

: الحمد لله على الله
ليقرر البدء ، زفر هما فنطق : زينب

: نعم ؟

: يمكن مخابرتي تأخرت ، و يمكن لو مـ متأذي جان مخابرت ، بس الشي الاكيد اني مرتاح بهالمخابرة ، جان لازم اريح ضميري من زمان ، و مع الأسف مـ قررت هالشي إلا لمن طلعت حوبتج بية !

لم ينتظر منها حديثها ، فإسترسل بالغوص في ماض بينهما ، ملئ بأنانيته و جرحها : جنتي من احسن الاشياء لمن حياتي جانت جافة و كئيبة ، ظلمتج اي ، و هسة خابرت اعتذرلج ، تأخرت هم إي ، بس التأخير و لا التجاهل الكلي ، يمكن رجعت صرت اناني ، لإن خابرت من حسيت إنو حياتي رح تنهار ، بس عذريني مـ أقدر اشوفها تموت قدامي و ابسط شي محاولتي وياج اتنازل عنها

بـ نبرة خافتة متوترة بترت حديثه : منيية هية ؟

بزفرة تثقل كاهل جبلين متجاورين رد : لينا
لينا طلع عدها ورم براسها

صعقت ، و بان الامر بإختلال نبرتها : لا عمر ، لا ... لتقول الله يخليك

بـ رزانة صوت و توسل قلب نطق : الله يخلييج انتي زينب ، إذا لحد اليوم تدعين علية او عليها فـ بطلي ، ادعي علية بأي شي بس لينحرق قلبي بأحد من اهلي ، دعوتج دعوة مظلومة و مستجابة ، فـ دخييلج لتوجهيها لـ لينا اكثر ، صيري احسن مني و سامحي و صفحي

برجاء حاولت مقاطعته : عمـ ـ ـر

ليكمل مقهورا : حتى امج ، قوليلها لا تدعي ، و الله هية بعد مو حمل وجع ، إنتو انظلمتوا ، إحتسبوا الاجر يم رب العالمين ، بس لـ تأذوها بالدعاء اكثر

تحشرج صوتها لتتذبذب بحديث ملتهب المشاعر : أني أسفة والله ، والله ما اعرف شأقوول ، الله يساعدكم ، عمر فهمني هوة خبيث لو حميد ؟

: حميد الحمد لله

بزفرة راحة صادقة نطقت : إيييي نعمة من الله ، لعد ان شاءالله سهل

: الله كريم
ليستطرد بإصرار : بس زينب ، خابرتج اريدج تبريلي و لـ لينا الذمة ، اذيناج ادري ، و صدقيني الي دنشوفه هسة اكبر عقاب ، فـ الله يخليج حاللينا و واهبينا

صمت قصير و من ثم نطقت بما إنتظره ليال طوال لـ يثلج صدره : محاللين و موهوبين ، و ماعدها غير العافية ان شاءالله


؛





نساق نحو مصائرنا بـ عجز تام ، نغلفه بـ أحد إثنين ، فإما رضى أو سخط ، و هنيئا لمن يرضى بما قسم له و يقنع ، لو علم إبن آدم و تيقن بإيمان يتمكن من دواخله بأن كل مصاب ولو عظم وقعه له سبب أعظم ، فإما ردع عن منكر ، أو رفع بدرجات نحو الصلاح ، لكان منه مرحبا بـ كل قدر بقول ' إنا لله و إنا إليه راجعون '
الوجع يشذب أرواحنا و يقربها خاشعة نحو الرحمن ، تتضرع الانفس بما تشتهي عند نزيف افئدتها ، و لكن هنالك من يسلى عن ذكر ربه عند الرخاء ، فـ يا الهي لا تجعلنا ممن يعصونك وقت خوضهم في لهو الدنيا و بهرجها ، ذكرنا بك يا حبيبي يا الله ، أحب الامور طاعتك فلا تحرمنا من احب الامور إليك و إلينا


؛



تنسدل غمامات الليالي فينجلي معها إرهاق النهار و وجعه ، يسكن الناس بعضهم لبعض ، في مضامير الوجع يتنافسون على الصبر .. جسدا و ارواحا عدة تتألم بما يحل بأحد ساكني المنزل ، ذاك الذي صير منذ شهر مضى كـ ردهة ممتازة الخدمة في افخم مستشفيات البلد ، يحاول الجميع أن يتعاون من أجل اعتلاء مريضتهم سلم الكفاح ، تشاركهم الجلسة بجسد واهن ، تتخذ من الأريكة ملاذا لـ قدها الضئيل ، و من جحر حماتها وسادة لـ رأس يلفه وشاح رقيق يشتد بقوة حول التكوين الكروي لمسايرة عنف الوجع القاتل !
مغمضة العينين و غارقة في سراب من تخيلات ' الـ ماذا لو ' .. ماذا لو لم تنجح العملية المنتظرة ؟ مالذي سيحدث إن برز خطأ طبي في العبث سهوا في الورم الحميد ليتحول بدوره خبيثا يلتهم بغير ذي شبع ؟! ستموت حينها حتما ، و معها سيفارق رجلها الحياة ، كل ليلة تتمنى لو أن لها كفا ثالثة من فولاذ تصفع بها خد قلبها الف مرة ، لم تعجرف و تبجح كل تلك السنين ؟ لم أوجعت بذلك الحبيب الروح حتى فاض الاحتمال من أذنيه ، لتأتيه الآن بـ مرض يتآكلها و يكيله من نخيل الصبر سلالا ممتلئة ببلحها ، ظل عمره يقتات شوقا صامتا ، و إنتظارا يائسا ، ليفرج الله كربه على حين غفلة ، و يرزقه إرتشافة من نبع كان لأعوام رسمة من سراب لطالما احتفظ بكونه غاية لا يبلغها سوى من يصطبر كـ جمل في صحراء منفية لأخر حدود الكون ، فإصطبر ، و تذوق من زلال الينابيع ، تمتع لحين من الدهر فأتآه خبرا موثوقا مصدره الأنواء الجوية تلك التي تهدده بقرب موسم الجفاف ، لذا عليه الاعتياد على الصوم مجددا ، مرة أخرى ستجعله يعاني بها الفقد ، متى ستكف عن إيلامه ؟
شعرت بـ أنامل الحنون تدلك بين حاجبيها ، فأدركت بظلمة تعيشها أن أفكارها السلبية ترجمت بـ إيحاءات جسدية صامتة ، لتستغفر بجهر خافت ، وسوسة الشيطان أدركتها ، فتراها تحاول فتح أبوابا لتدخل حياتها اليائسة !
القنوط يصيبها أحيان ، لتتلألأ نظراتها فرحة بمصابها عند إشتعال مشكاة الأمل بالله ، منذ أن حرمت مجاريها التنفسية من إستنشاق طيب صفاء ، و عبق مصطفى لم تعرف معنى أن تحاط بـ عائلة هم افرادها أن تكون هي بخير ، كل من هنا أنار لها سراجا يتوهج بالإهتمام الصادق ، تنبع من نظراتهم شلالات من رحمة و عطف توارثوها بجيناتهم من سيدة الكفاح ، و كان هو أكثرهم روعة ، فياله من رجل ببنية منحوتة بصلابة رومانية مرعبة ، و قلب مسلم عطوف ، تكاد تقسم الاحداق بأن صاحبها يشتعل بمراجل القلق النفسي .. في بعض الاوقات تشعر بأنها تختبر به المشاعر ، فـ يشحن غرور قلبها الأحمق بخوفه ذاك ، لـ ينفش ريشه كـ ذكر طاووس مبتهج بروعة تصويره الرباني الحسن ، لا تلمه على ذلك الكبر بالـ عشق فكيف لا يفعل و لديه من يصير من نفسه جنيا لتنفيذ رغبات من عبثت بـ سطح المصباح بـ شقاوة لا بريئة !
يخرج من قمقمه لأجلها ، و يطير هنا و هناك من دون جناحين ، فقط هو حبه ما يمثل وقودا لـ حركته اللابشرية تلك ، مستعد هو لـ تمزيق اوردته كي تشفى ؛ و هذا ما يخيفها
إنها تخشى أن يصبه ما اصابها بل و أعظم ، فماذا سيحدث لذلك العاشق لحين شفائها بإذن الله ؟ هل سيحتفظ بـ بقية أبراج عقله ام إن الكثير منها سـ تنهار مع دنو حتمية المصير ؟ يارب ، فقط إحفظه لي و لبقية نساءه ، يارب !
كف الحنون الممسدة لـ جبينها تارة و جانب رأسها أخرى قد ثبتت عن الحركة لوهلة ، و بذاتها شق انفها ريح من جنة العشق السرمدي ، شعرت بـ نسائم الحب المارة من فوق أنهار الشوق الجاري تدغدغ انفاسها و الوجنتين ، يا الله ، كم تحبه !
بلا إدراك سكنها إرتسمت إبتسامة ناعمة على طرفي شفتيها الشاحبتين ، و ظلت مسدلة الأجفان تستشعر اللحظة بـ قلبها المبصر لتخلجات روح الحبيب القريب ، و المتوجع جدا !








؛



حلمْ يُعآنقْ السمَآء 30-03-13 03:46 PM

رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
 



أناشدك الهوى هل أنتِ مثلي
نهاري فيكِ أشجانٌ وليلي
زمانٌ لا يفارقني عذابي
ولا زمني الشقاءُ به كظلّي
كأن الليلَ أصبح لي مداداً
أسَطر منه آلامي ويُملي
حياتي فيه قفرٌ بعد قفرٍ
وعمري فيه كالأبدِ المُمِلِّ
أبعد جوار هندٍ والأماني
أكابد جيرةَ النجمِ المُطِلِّ
أحبكِ لا أَمَلُّ لقاكِ يوماً
ومن لي بالذي يُدنيكِ من لي؟
أحبكِ لست أدري سرّ حبي
وعلمي فيه أشقاني كجهلي
أقول لعلّ هذا الدهرَ يصفو
ويا أسفاه لو تُغْني لعلِّي
أحاول سلوةً وأرى الليالي
بغيرِ هواكِ لي هيهات تُسلي



ابراهيم ناجي



ما إن عتبت قدماه باب الصالة لتحط نظراته على ذلك القد الواهن المستلقي بكنف والدته ، إستقبلته نظرات الحنون و شقيقتيه ، ليلقي التحية فتردنها بأحسن منها ، ظل يراقب جفنيها علهما يبتعدان فـ يسقيان ضما روحه لـ طمإنينة نحوها ، لكنها بخلت .. إقتربت منه الصغيرة مينا تطالبه بـ عناق طويل ، ليرفعها فتتعلق بعنقه ثم تطبع قبلة عميقة الأثر على خده ، فـ تهمس عند إذنه بما دربتها خالتها على قوله ' الله يشفيلك خالة لينا '
أبعدها عن عنقه قليلا ليقبلها بـ حنان ، متمتما بـ تضرع ' اللهم آمين ' ، أنزلها أرضا ليستقبل هذه المرة شقيقته الكبرى ، تلك التي نطقت بـ تأن : صلوات عالنبي حالتكم متحسنة ، حتى وجه لينا الاصفر صاير احسن ، إن شاء الله كل شي يتيسر عليكم لتخافون حبيبي

هز رأسه بصمت ، ليتقدم من الأريكة منتزعا نفسه من السترة الرسمية ، ليكتفي بـ قميص رمادي مع بنطال أسود ثقيل القماش ، رمى بـ سترته على الطاولة المنصفة للجلسة ، ليتخذ من ذات الاريكة الطويلة مقعدا له ، فيحشر ساقيها الرفيعين بين ظهره و الاريكة ؛ مال نحو كف والدته الراسخة فوق جبينها ليقبل ظهرها بـ حنو : ها يووم عيني ، شلونها ؟

لترفع الحنون ذات الكف فتحط به على فك شبلها لتمسح عليه برقة ، فتجيبه بـ نبرتها الدافئة : تحت رحمة الله امي ، بس ما شاء الله مثل مـ قالت اختك دتصير أحسن

إحتضن كفها ثانية ليقبل باطنها ، ثم علق و نظراته تمشط الملامح المصفرة لمهجة الفؤاد : دنتعبج عيوني

اعترضت حديثه بـ حدة : لتقول هيج امي ، شعندي غيركم اني ، و محد يتعب من جهاله ، بس كون ' عسى ' انتو تصبرون و تتحملون و تفرحون قلبي

لم الجميع يحدثه و كإنه يناصفها معاناة وهن الجسد و مرضه ؟ أ يبدو عليه التشتت لهذه الدرجة ؟ أ فضحه عقله الشارد في متاهات الواقع المظلم ، الخطر يحدق بـ مصيره و يتربصه الإنفلات الذهني إن ظل على حاله اللا ادراكي ، و لكن ما باليد حيلة !
مال بجسده قليلا نحو الحبيبة ، ليقبل جبينها البارد ، فيهمس بعدها قرب إذنها بـ : شلونه قلبي اليوم ؟ أحسن ؟

: إممم

إقتصر ردها على هذه الهمهمة البسيطة لتؤلم به القلب أكثر ، صار يمسح على ملامحها بسبابته ، مستفسرا عن كل شئ يخصها : نفسج بعدها تلعب ؟ ' تشعرين بالغثيان '

: شوية

ثبتت نظراته على الثغر المبيض ، ليكاد أن يتجرأ بلسمه إلا إنه حذر نفسه من التهور لئلا يغفل عن وجود اهله ، تنهد بـ طولة بال على الـ كآبة ، ثم رفع إبهام يمينه ليدلك العقدة بين حاجبيها ، مرددا : زين عمري الضوة هيجي زين لو تريدين اوديج للغرفة و اطفيه كله ؟

همهمة جديدة اجبرته على الانحناء اكثر ليحصل على لمسات شقية من شفتيها لـ صيوانه ، ' لا حبيبي عادي لتبقى هيجي خايف ، أني زينة ' ، أحسها قبل أن يسمعها ، و لكنه هو من لا يرى في الامر إعتيادية ، تسألينه أن يكف الخوف عنه ، و هل للأم صبرا أمام إعوجاج اضلع ولدها ؟ أشعرني كـ أمك يا حبيبتي ، أكاد أحتضنك لـ أدخلك بي كما فعلت هي ، و لكني لا املك سوى غرسك في كتفي و فوق فؤادي ، لتدق خفقاتي فوق طلبتك بـ لحن بغدادي شجي ، يعرف العراقي بشجنه ، و أعرف أنا بعشقك ، و لا أخجل الأمر بل أفخر بـ كوني أنصفت بـ حبي نصف المجتمع ،
يود الإنفراد بها ، فمعه وحده تعبر ولو بـ همسة عن نغزات الاوجاع ، و كإن من اصطبرت عليه تسعة من الأشهر قد علمت بما يعتمل به ، فتحدثت بنبرة حانية : أمي قوم بدل و إتعشى ، و بعدين اخذ مرتك فوق خليها ترتاح بغرفتكم اذا تريد

رفع رأسه حيث امه ، و ما يزال جذعه مائلا نحو الجسد المرهق ، و انامل يمينه تداعب الخد الشاحب : مـ مشتهي والله ، خلي اخذها هسـ ـ ـ

هذه المرة تكفلت مريضتهم بالإعتراض بعد أن كشفت زيتونية النظرات بـ تكشيرة ملامح سببها إنزعاج بؤبؤيها من الضوء السافر المنطلق نحوهما : لا عمر اتعشى اول شي

بقربه ذاك كان يتبادل معها الشهيق بزفيره ، و كم ود لو يسلبها ورمها فيسكنه قلبه ، و لكن الحمد لله على كل حال ، فبالأمر خير لا يرياه إلا بعد حين .. داعب بـ إبهامه اسفل ذقنها كما يهوى ان يفعل دوما ، و خفقاته تعلو كـ دوي سلسلة من الانفجارات اللا منقطعة ، عادت لتغمض عينيها بلا تعود ، ليعلق هو ساهم النظرات على اكفهرارها الآني : شنوو ديوجعج ؟

حركت شفتيها و عضلة اللسان لينطلق صوتها متعبا : ماكو شي عمر ، قوم اكل حبيبي
و قبيل الاعتراض رفعت يمينها لتحيط بها ذراعه المنصفة صدرها حتى ترسخ الانامل فوق الذقن المزين بـ غمازة رقيقة ، شدت على ساعده بـ ادنى قوة متمتمة : عمر لخاطري قوم اتعشا ، ورانة سهر !

يعلم جيدا ما نوع السهر الذي ينتظر كلاهما ، و إنه ليؤرقه و يحرقه و ربكم الاعظم ، كان مرهقا بالفعل ، فـ إستقام من محله ليتوجه هذه المرة على اريكة منفردة منصتا لـ سؤال شقيقته : عمر طلعت الفيزا مو ؟ شووكت حتروحون ؟

: إن شاء الله الثلاثاء

قالها راميا برأسه على المسند خلفه بكثير من الارهاق ، استفسر محدثا الصغيرة : مياسة باجر حتروحين للشركة مو ؟

هزت برأسها موافقة بعد أن قاومت لتغطي على غصة الانفاس بـ داخل صدرها ، يؤلمها جدا ان تراه مكبلا بقيود الاستسلام هكذا ، لم تعده بهذا الوجع من قبل ، و لا تلمه لـ خوفه ، و لكنه تلوم اللين على امتلاكها فؤاد شقيقها حتى الانصهار بها !
التفتت حيث والدتها نطقت : والله يا ميس ما اعرف ليش معاندة تعوفين الشركة ، امي عبالج سهلة تروحين لمكان جديد ، على الاقل هناكة ألن وياج ، و حتى حسن موجود

لوهلة فقط ، عند ذكر إسم ذلك المسيحي قد فقدت احدى الخفقات ، لا تعلم اين خبت ، و لكنها صارت و كإن لا وجود سابق لها ، إزدردت ريقا جافا لـ تعلق بلا اهتمام مفتعل : ماما عادي ، أول و تالي لازم اتعلم اعتمد على نفسي ، و الدائرة الحكومية احسن بمية مرة من الاهلية ، على الاقل مستقبلها محفوظ ، و اني اصلا من يوم الي علي حجى على شركتنا واني طاالعة من عيني و بس اريد اطلع منها

ليتدخل : معليج بعلي انتي ، عمرج مشفتي شي من احد هناك ، فـ لتظلمين بدون دليل ، المهم انتي داومي تجربة بهاي الدائرة اذا محبيتيها فـ عادي رجعي المدير يقبل و ألن اكيد يتوسطلج

ألن ، ألن ، ألن ؛
هو سر شقائي بـ ذاتي ، إتركوني أجد لنفسي منفذا أهرب به ، أبعدوه عن طيف مخيلتي أتوسلكم ، إني أخاف الغوص بـ محيط التوهان ، أخاف أن أبتلع مياهه المالحة فأغص بها مختنقة ، دعني يا عمر لئلا ينتفخ عقلي رعبا ! ، فـ ذلك الـ ألن صار رمز الإرتياع بحياتي ، أخاف قلبه ، أخاف تهوره و إنفكاكه من قيود الأعراف و الأديان ، يتآكلني منه القلق رغم إلتصاق إسمي بـ غيره ، بذلك الـ حسن ، ما زال ' ألنكم ' جل ما يحرق أعصابي حد التفحم !

: كيفج ماما ، بس قومي هسة صبي لأخوج عشا

: ليش إنتو متعشين ؟

: محد مشتهي يا امي ، انتة معليك بينة تعشا و مينا الحلووة هم تاكل وياك

نقاش قصير بين والدتها و شقيقها نجح في تغير دفة أفكارها و معه خبى انبلاج المخاوف المتقدة ، لتستقيم من مكانها بنية الحركة ، و بـ لحظة واحدة أدركها الـ تصلب ، تيار من شحنات كثيفة شقت كعبيها لـ ترتفع بسرعة هائلة على طول الجسد فينتصب مستجيبا لحدتها ، كل نهار بليله تكتشف بـ أن للين في قلب العمر حجم ينازع حجم الأرضية بـ ثلاثين ضعف !! نبضها يتخلخل عندما تلمح نظراته فكيف الحال بها هي ، زوجته ؟
يا رب ، إحفظها و سلمها و عافها من أجله ، عمر لن يحتمل أن يفقدها ، سيذوي بـ فقده و وجعه لو كافئت حبه بالغياب ، و هو لا يستحق ان يكافئ سوى بـ إنتزاع قلب يسكن في الشمال ليوصم عليه رسمه ، و إسمه ، و ختم إبهام يساره ، كي يبقى هو حق من حقوقه ليوم يبعثون ، فقط لو كان لها من بين العالمين عاشقا كـ شقيقها لما بخلت عليه بـ مكافئة كـ تلك ، بل و ستزيدها نحتا للفؤاد بـ ملامحه العاشقة المتيمة ، تغبط اللين على ما رزقها الرحمن من رجلا يكاد اشباهه ينقرضون في زمن تقاس الرجولة بـ لذاعة اللسان و دمامة الأخلاق ، و إمتلاء الجيوب !!

كانت في المطبخ تتحرك بهدوء سيطر على تحركاتها في اخر آونة حينما سمعت خطوات تقترب ، و لم تستغرق الكثير من الطاقة لتكتشف من صاحبها ، كانت الكبرى تدلف محدثتها بشئ من خذلان : ميس دتشوفين عمر ؟ رح يمووت من خوفه

إلتفتت نحوها لوهلة ، ثم إستعادت عملها معلقة : سكتي ملك سكتي ، أني خاايفة عليه اكثر مما خايفة عليها

لتتخذ الاخرى من احد المقاعد سكنى لجسدها المنتفخ بـ طفل على شفا الدنيا ، اجابت مكرهة : تدرين ، توقعتها رح تتعبه اذا اخذها ، تغيرت حيييل عن قبل ، جانت تافهة و شايفة روحها ، هسة وييين !! و حبيبي الله يساعد قلبه من صارت ادمية هالمرة تمرضت

يديها العاملتين اهتزتا برجفات متتالية ، تمتمت بـ صبر : قدر الله و ما شاء فعل ، يا ربي تقوومله بالسلامة و تريح قلبه

تنهيدة طويلة فرزتها حنجرة ملك ، أتبعتها بـ : اللهم آمين
ثم استطردت مراقبة توتر الصغيرة : صدق إنتي شبيج ؟ شو مو على بعضج ابد من البارحة ، كل هذا لإن باجر راجعة للشركة ؟؟

أوشك الصحن الفارغ بيدها على الوقوع لولا تماسكها السريع ، لتهتف معترضة : طبعاا لااا ، قابل شعندي بالشركة ، بس هيجي .. يعني دا اشوف لينا و انقهررر و اخاف ، هالمرض اذا لزم احد بعد مـ يعوفه

: قولي يا الله ، ربج كريم لتخافين
لتردف بعد هينة من السكون : اهل حسن شقالوا من دزيتولهم خبر حتى ميجوون ؟

اجابتها و نبرة التوتر لم تنجلي كليا من الحلق ، بل ظلت تتراقص قلقا على اطراف الحبال الصوتية : لا عادي تفهموا الموضوع و إنو هسة جنتنا مريضة ، التوقيت كللش غلط

بـ سؤال سريع استطرقت محققة : إنتي شنو رأيج بالولد ؟ قابلة بيه ؟ تحسيه شاريج ؟

كانت قد أتمت صينية العشاء ، لتتركها محلها على الطاولة التحضيرية خشية الانفلات ، ثم إستدارت نحو شقيقتها لتجيبها بـ توجس : إي ، حرام مبين يحبني كولش و شارييني ، بس يعنـ ـي ما اعرف

: مـ تعرفين شنو ؟

: يعني ، لـ تضحكين علية ، بـ ـ ـس
شايفة ... هممم شلون اوصفلج الشغلة ادري بيج محتفهميني

برزانة اكدت : جربيني

ليشتعل وهج الخجل بها : يعني ،، باعي ، إممممم

ازعجها سخف الموقف لتشد من حدة صوتها : دحجي عااد فتيتيني

بقهر ضربت قدمها في الارضية الرخامية معللة بـ غنج اخر العنقود : اففف مو ما ادري شلون ، يعني
ضبطت نبرة صوتها لتستكين ثم اردفت : شوفي شوفي خصم الحجي مـ تحسيه هذا الحب الحب !!

: شلون يعني ؟

: يعني حب عادي ، مال جهال ، واحد حب وحدة وخطبها عادي مو شي سبيشل

لم يعجبها الموضوع فـ سخرت متحدية : لعد شتريدين يمة ؟ يحبج و يصادقج بعدين يقلج اسف اهلي خطبولي قرايبنا ؟

توترت اكثر : لج لااا ، قصدي محسيت بصعوبة حصوله علية ، يعني ملك كلشييي يحلى لو جان صعب و مستحيل ، مثل مـ تقول احلام مستغانمي ، لذة الطريق تفوق لذة الوصول و اني محسييت بأي طريق !

سكن الملل نبرتها فإستطرقت : بلا فلسفة زايدة ، فوق مـ الولد قدرج و كبر شأنج و خطبج رأسا ' مباشرة ' ، إحمدي الله و شكريه البنات يعنسون على قلب اهلهم ، و غيرهم يتورطون بالحب المستحيل على قولتج و يبقون عمرهم كله متندمين على الفرصة الاولى الي انطوها للطرف الثاني و محصلوا من وراها نتيجة

بتأفأف مدلل علقت : باعي .. مو قتلج مـ رح تفهميني

بتعقل ثلاثيني العقد تحدثت : حجيبج سخيف و مو مال واحد يسمعه شلون عاد يتعب نفسه و يفتهمه ، عايشتلي مراهقة متأخرة

صممت على موقفها لتدافع بثبات عن مبدأ يملأ تجاويف صدغها : لج والله الاستحاالة احلى شي ، من تقعدين عالسجادة و تدعين بـ يارب سهلها و انتي تدرين هية مستحيلة إلا على رب العباد فد شعووور لاا يوصف خصوصا من تكون عندج ثقة عظيمة برب العالمين انو حيحققها

نبرتها شابها اللا تصديق بمقدار هلوسة الصغرى : لا والله ؟
و اذا مـ تحققت ؟ تبقين عمرج كله تندبين حظج ؟؟

بذات الإقتناع اكملت : لا بالعكس ، أكون على ثقة تاامة انو الخيرة فيما اختارها الله

لتهز رأسها ساخرة وجدا : زين الله يكملج بعقلج

تحوقلت نظراتها لـ تتمتم : دا احسج ناصبة علية ' تسخرين مني '

أشارت بيدها ساخرة : لا أبد
دروحي ودي العشاا لعمر لـ يبرد

بتنهيدة حب نطقت : أرووح فدوة لعمر و حب عمر ، هوة هذا قصدي بالحب المستحيل و الحلم البعيييد الي اذا تحقق يحس الواحد بيه ملك الدنيا و ما بيها

: هسة شتريدين أصفقلج ؟؟ لو اجيبلج واحد تحسين وياه بمتعة الطريق ؟
ميس بطني دتوجعني و دا احس بتقلصات مميتة و مناقصني تووتر من حجييج المراهق ، روحي ودي عشا اخوج يللا

: إفففف من هذا المنزل ، وينهاا ايووتة والله جانت تفتهمني

تحركت بالطعام خارجة من المطبخ ، لتقابل في الرواق شقيقها متحدثا بالهاتف ، لتوشك الصينية بمحتوياتها على الانقلاب عندما اقتحم ذلك الاسم الثلاثي الاحرف سكينتها المؤقتة ، ليسارع عمر على مساعدتها هاتفا بخفوت : الله الله الله ، على كيفج ميس شبيج !!

أغمضت عينيها بـ رجفة لتترك المكان بعد أن إنتهت مهمتها ، إرتقت السلم متوجهة لغرفتها و القهر يملأها ، لم صارت ركيكة التماسك عند حضوره و الغياب ، ما بالها ؟ لم الارتعاشة تلك وهي لم تخطأ بشئ ؟ لم تخطأ و الله سوى بـ كشفها خبايا المستور و المطمور تحت كثبان رملية كثيفة ، و لكن تلك الرمال قد خبثت كعادتها ، فـ تراقصت بـ بهجة على انغام الشياطين ، لتقذف ما يندس تحتها من خفايا الامور ، تقيأت سر ذلك المسيحي المخبأ بـ كنز رمز قفله لم يكون سوى احرفها هي ، مـ يـ ـس !



.
.
.



لو كان الأمر بيدي ، ما كنت سـ أؤلمك هكذا ، و الله ما كنت لأفعلها عمر ، أنت جملتني بـ روائع خصالك ، شبهتني بك و ما احلاك يا حبيبي ، صيرت من اللين نسخة أنثوية لـ بديع العمر ، فـ أحببت نفسي ، عقدين و منتصف أحدهما لم أشعر بمعنى أن يكون المرء لـ نفسه محبا ، و أنت علمتني ذلك !
علمتني أن أذوب بك عشقا و حزنا و موت ، درستني أبجدية الهوى ، هاء فـ واو فـ ألف مقصورة ، لكن هوانا لم يكن مقصورا و لا قصيرا ولا حتى مقتصرا على التعليم النظري ، عمليا دربتني على الإستمتاع بتفاصيل تلك الأحرف و الغوص بـ سيول براكيينها من دون الاحتراق ، صرت معك مستعدة لأغلي نفسينا عند فوهة بركان من أجل الكشف عن درس أخر ، و تقليب صفحات فصل جديد و نادر من كتابك العشقي ، لا أدري ممن إستعرته يا أنيق القلب ؟
أ أعارك إياه قيس بن الملوح بحبه لليلى ؟ أم الشيخ الجواهري بحبه لبغداد ، شيخنا عشق بغداد حتى ذابت به عشقا و أنت تولعت بـ إبنتها حتى ماتت بك ولعا ، غطست حتى اذنيك في بحار الشوق ، حاملا إياي على كتفيك لئلا أغرق ، علمتني السباحة ، و من بعدها التسابق على الخيل الأصيل في مضامير الذوبان في الأخر ، ليكون الحب بيننا كـ كرة صفراء لا تتجرأ على الهرب خارج اسوار ملعبنا ، ! جعلتني أتقن فن الرماية أتعلم ؟ فـ صرت أرمي بقلبك كل ليلة سهم و رمح و رصاصة !! و لـ روعة خلقك تستقبلهم بـ ثغر مبتسم
قلبي يلهث عند ذكرك يا عمر ، و الله يلهث ، و أنا بت بك متعبة ، أخاف أن يصيرني المرض عظام متصلة لا يكسو عريها سوى جلد رقيق ، فـ حينها الألم و الموت يهددانك قبلي ، أ رأيت شخصا يعشق عمره خوفا على الاخر ؟ لـ ربما لو كان لي أما لـ فعلت ، لكنني لم أحظى بـ واحدة ، فجئتني أنت لأختبر بك كل شئ ، فـ تارة أكون طفلتك ، لـ تصير بعدها ولدي المدلل الخائف من غياب يلوح في سماء والدته ، و تارة تكون لي أبا و شقيق ، إثنان فقدتهما منذ زمن لتأتيني أنت بـ روحهما و جسدك ، قل لي بربك كم من قرن احتاجه و كم من بحر حبر يلزمني لأكتبك بديوان الهيام ، يا سلطاني ، و أميري ، يا نعمة الله من بها علي ، يا رحمة الرحمن على عبده ، إني لأحبك حتى الرمق الأخير ، و لكم أتمنى أن يكون بعيدا جدا ، بعيدا للحد الذي أشبع من دلو هواك فيه ، و لكن أتراني سأفعل ؟

تجلس بإستلقاء نصفي و ظهرها مستند على الوسائد الحائلة بينها و خشب السرير ، ذراعاها معقودان لصدرها و مقلتيها مغمضتان تحت دثار من الجفن الرقيق ، الغرفة من حولها اخذت تبرد ، فهو لم يدلفها بعد ، تنهيدات من التعب السافر تفلت من بين الشفتين كل حين ، من دون ان تردع يأس نفسها ، جفل بدنها لـ إرتفاع رنين الهاتف بمفاجئة ، فتحت عينيها بتكشيرة خفيفة رغم ضعف وهج الانوار من حولها ، رفعت محمولها من على السرير قربها ، لتبتسم بخفوت عند رؤيتها للمتصل ، من دون تعقيدات عقلية ردت ، لـ يأتيها الصوت الفخم فـ يضرب زجاج قلبها بـ حجر صيوان عنيف ، و تراها تبتسم له ، كم صارت تحبه !

: السلام عليكم

همست مبتسمة الثغر و مقلتاها عادتا لتتحلفان الظلام : وعليكم السلام ، يا هلا

بـ نبرته الثقيلة الوقع حياها : شلونج لين بابا ؟

خمس أعوام فقط يا أبي هي ما تفصلني عنك ،
لم تشيخ بعد يا حبيبي ، لربما فعل قلبك قبل عمرك ، و كم أأسف لفقدك ريعان شبابك بهذا الآسى المتخشب : الحمد لله تحت رحمته ، إنتة شلونك عيوني ؟

ليجيبها بهدوء لا يليق به : عايش الحمد لله ، بس قوليلي ، شلون دتصيرين ؟ ما اقدر اجي قبل الثنين علمود الروحة لعمان ، بس والله اريد اشوفج

بـ إندفاع نبضات هتفت : يا عيوني إنتة
علي والله الحمد لله صرت زينة ، يعني .. أحسن شوية

ألم تقل بأن الهدوء لا يليق بجلالة و سيادة و عظمة مزاجه الأزرق ؟
لكنها تحبه ، و يكفيها ذلك : لين ادري بيج كذابة ، روحي كذبي على غيري ، فقوليلي بالضبط شلون دتصيرين ؟

ناورته بـ دلال متعب : ههه ، يعني لا انتة و لا عمر يمشي عليكم كذبي

لحظات صدق سرقت من قلبه اعتراف ضئيل : لإن احنة الاثنين نخاف عليج اكثر من نفسج

لـ تقابله بورد يفوح طيبه : و اني اموت عليكم اثنينكم ، الله يخليكم الي
ضحكت برقة حين صمت ، و كإنها قد نطقت بما هو محرم ، لـ تشاكسه بنبرة مرهقة حد الإغماء : عادي اذا قلت آمين مرح يصير بسيادتك شي

ليتهكم منزعجا : إنجبي لينا

ابتسمت متلذذة بهذا الصفاء الشاب ، قليلا و اطرقت رأسها لـ تهمس متوجسة : علي ، ممكن أقول شي ؟

: قولي

: هممم بس لتعصب

: إحجي

: ههه ، فدوة لله سي السيد ما عنده واحد اثنين

علق بإزدراء لـ تفاهة اسلوبها : لينا بلا سخافة عندج شي قوليه ما عندج انطيني تقرير عن حالتج بالضبط

بـ فكاهة لا منطقية تهكمت : لزمتني من ايدي التوجعني ، أوكي حقول
هممم علي فدوة لعينك عاجبك حالك ؟

ليتصنع اللا فهم : ليش شبية ؟

فكانت له بالمرصاد : شنوو شبيك ؟ صحيح سارة يمك بس على حجي بيبي انتة اصلا مموجود بالشقة طول الوكت ، و علاقتكم مبينة عبالك غربة ، فهمني ليش هيج تسوي بنفسك ؟ و اصلا جلنار شلـ ـ

زجر بضيق : هاي بيبيتج فد يوم الزمها و اخنقها

لتحاول امتصاص غضبه : هههه ترة هية بيبيتك إلك على فكرة ، و تحجي هيج من خوفها عليك

و كـ دلو فاض بعد ان تشبع من ثرثرة لا نفع منها تمتم : ماريد خوفها هذا ، عبالك زعطوط اني ، رجال شكبرني شعرضني تخاف علية على شنوو ؟

لترتدي الصغيرة رداء المدافع عن حقوق المرأة : إففف علي شووكت تقوم تحس بينا ؟ عبالك ' تظن ' إلي دنسويه كرها بيك ، يا أخي والله من حبنا الك نريدك سعيد و مرتاح ،
يعني إنتة شقد جنت تقلي على عمر ، شقد تمنييت اصير إله و اريح قلبك ، وشقد عاندتك اني ، تدري والله العظيم هسة ندمانة بقد شعر راسي على عنادك ، إنتة جنت صح و اني مسمعت كلامك بس علمود العناد

بـ لا إهتمام نطق منتفعا من زلة لسانها : و مازلت صح و اعرف اخذ قراراتي فلتتدخلون بحياتي

لتهاجمه مجددا : لا علي والله مو صح ، تدري مرات اسأل رسل على جلنار ، تقول ابوها لهسة حابسها ، تصدق صااار شقد من راحوا لعمان و لهسة رسل مقدرت تشوفها ، حتى من تروح لبيتهم متشوف غير اهلها وهية كإنهو مموجودة بالدنيا ، و إذا سألت ابوها يقوللها مااااتت خلص

سكنت لـ لويحظات ظنا منها أن تكشف عن رجفة نبضاته ، لكنها لم تفلح ، فقررت الاسترسال مجددا : من وراك ابوها بعده معاقبها عبالك مسوية جريمة ، علي الله يخليك تعال ويانة و روحلها ، أخذها من اهلها ، هم تخلصها و هم تخلص نفسك من هالعذاب

بـ نبرة مشوبة بلا تصديق تمتم : يا عذاب ؟ هاي شبيج انتي ؟

تأفأفت لـ عدم تساهله لتضيف : ماشي مو عذاب بس خلصها هية من ظيمها الله يخلييك

كاد أن يزجرها : لينـ ـ

لـ تقاطعه بحديث مرسل من قبل الفؤاد : علي لخااطري ، الله يخليك اذا تحبني و تريد تريحني ، اسمع كلامي هالمرة انتة ، والله العظيم الحالة النفسية للمريض اهم شي و انتة ادرى مني بهالشي ، و اني اريد اتطمن عليك والله خااايفة عليك و مقهورة ، مقهورة لإن اتمناالك تعيش براحة مثلي ، حبيبي انتة بس حااول ، و اذا تريد اجي وياك احجي وية ابوها أجييي

ضحكة ساخرة قصيرة قذفها ، ليعلق بعدها : أصلا هية متقبل ترجع

صدمت ، لتتعرى صدمتها بـ نبرة قلبها مخلوع : شنوووو ؟؟؟ يعني انتة قلتلها ؟

و بـ أكثر نبرة يبدع فيها ، السخرية : أكثر من مرة

تلعثمت احرفها رعبا : أأأ ... أكثـ ـر من مرة ؟؟
لتجزم بعدها بـ صرامة : علييييي إنتتتتة تحبهاااااا !!!
بالطبع لم يسعفه عقله فرصة للرد ، لتستغل صمته بـ الافصاح عن اماني قلبها و مكنوناته : حبيبي الله يخليييك حاول مرة و مرتين بعد ، أحتماال هية خايفة من ابوها ، احتمال مهددها بشي ، خلي نقااشك وية ابوها دخيلك ، إنسى هية بت منو بس لتنسى انتة شنوو الهه ، تدري بيها تموت عليك فـ الله يخليك حااارب علمودها

أشعرها بأنه كان لهذا البوح منتظرا منذ الازل : و الي يقلج ابوها الكلب بنفسه قلي اخذها اذا تريد و قداامها ، و هية الي مقبلت و لتقوليلي ليش لإن لهسة ما ادري

تخاف أن يملها ، إن فعل لن يتمكن أحد و لو عظم منصبه في قلبه من زحزحة رأيه من جرف الهجران لذا هتفت بجزع سافر : مستحيل ، لالالا
علي جلنار تحبك ، تمووت عليك والله ، متدري شصار بيها لمن خطفوك ، و الله تخبلت ، خافت عليك بقدنا و يمكن اكثر ، علي الله يخلييك لتستسلم

نبراته عادت لتخبو بـ كسل : لين ، حبيبتي ، إنسي الموضوع و خليج بصحتج و عمليتج القريبة

كم هو دميم القلب !
ما هذا الرجل ؟ أ يعقل أنه يمتلك بيساره كتلة حية نابضة ؟ شتان بينه و بين ذلك الرفيق الحبيب متقد المشاعر
قررت اللعب بالنار ، و لا يهمها إن اشتعلت اناملها ، فالغايات دوما ما بررت قبح الوسائل : و الي يقلك ما اسوي عملية اذا متسافر ويانة و نروح لبيتهم ؟

صمت لثوان ثم استنفر جنونها الهائج : إنتي من كل عقلج تحجين ؟

لتثبت له مصداقية تهديدها بقسم لفظي : إي ، و الله العلي العظيم ما اسوووي عملية إذا منروح لاهلها و نحااول نرجعها

حذرها من متابعة اللهو : إنسي

لتكون لعناده شقيقة لا اخت : حلفت ترة

بلا مبالاة كاذبة اجابها : صومي كفارة

تمسكنت بـ دهاء انثوي : حرام عليك اني مريضة وعندي ادوية شلون اصوم

فما كان منه سوى ان يكون كما هو دوما ، رجل اللا اهتمام : مشكلتج محد قلج حلفي

بحدة تذمرت : شقد كريه

ليحاول جرها عن حافة السخافة : يللا الغي ' ثرثري ' شلوون صحتج هسة ؟

لتصر هي بثبات صفائي لا يتزعزع : تجي ويانة

فيكون لها ندا : نفسج بعدها تلعب ؟

: حضر جوازك ، حخلي عمر يقدم على الفيزا

: راسك ديوجعج ؟

: علي والله تجي

: لينا لتحلفين و كافي سخافة ، و يللا ولي خلصت استراحتي ، و لو مفتهمت منج شي بس وجعتي راسي

: أخذ بنادول و من ترجع حضر ملابسك

: إنجبي

: أشوفك على خير حبيبي

: هه ، صايرة حيل سخيفة

: جيب وياك هدوم ثقيلة ترة عمان ثلللج هسة



؛




وانتحينا معا مكاناً قصياً
نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ
سوانا هوىً عنفياً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي
من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا
وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ
خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكل قلبك لم يقض
ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي
لا أراني أعيش حتى تؤدَّى



إبراهيم ناجي



تقلب ذات اليمين قليلا بـ تعب جسد منهك ، لتصطدم ذراعه بفراغ المكان ، فزع منه اختفاءا ليجلس منتصبا و حملقات قلقة تدور في العتمة بحثا عن مصدر النور الوهاج في عمره ، مد يده لـ المصباح الموضعي قربه ليضئ الغرفة و لكن عين قلبه رفضت الابصار ، فـ فجر النور الحقيقي لم يبزغ بعد ، أين هي ؟
عاتب نفسه و زجر سلطان النوم الذي سيطر على جهازه العصبي ليدخله سبات اخرق ، غادر السرير بـ عجل ، و قبل أن ينتعل خفيه إنتبه للبقعة الملوثة لـ جزء من اللحاف !!
يا إلهي ، لم تنجح بالوصول لوعاء التقيؤ القريب منها ، تبا له و لنومه ، تبا له ، إن قطعة الروح تلك تذوي يوم بعد يوم و هو يستسلم لـ تعب عضلاته و يريحها ؟ لا أراحه الله يوما إن كان بذلك إيلامها و جزعها
تحرك مسرعا و من دون أن يمتطي خفيه ، ليغادر الغرفة و من الرواق عجلا الى الحمام ، و لحسن حظه إنها لم تغلق الباب خلفها ، فـ إقتحم عليها المكان لـ يبصر بجزع كتفاها المائلان نحو المغسلة ، اندفع نحوها شاعرا بخواء صدره و ضرب الهواء لدواخله ببرودة صقيعية أوجعته ، إحتضن خصرها بحنو كي لا تجفل و لم تفعل ، و كأنها اكيدة بأنه سيستشعر غيابها و يأتي ، أسندت ثقلها عليه كاملا من دون حتى أن تشطف فمها ، إكتفت بـ مد يدها بخمول تحت الصنبور من دون ان تحرك الانامل ،
ليقوم هو بـ غسل يديها و الوجه و تمتمات ناعمة تفصل بين قبلاته العديدة لـ شعرها المفرود ، شعرها الفاقد لكثير من حيويته و كثافته ، ما إن اتم عمله احتضنها كاملة ليرفعها كـ صغيرته ، ذراع تحت ركبتيها و اخرى تحت العنق المائل صوب صدره ، كفاها متكوران ناحية قلبه ، و كأنها تمسده لئلا ينفجر منها رعبا ، غسل لها قدميها الحافيتين ، ليتحرك بها خارجا من هذا الجزء الكريه من المنزل و الذي صار لهما كـ حجرة اخرى !

أجلسها على كنبة طويلة في الرواق ، ليميل نحوها فيقبل جبينها هامسا : بس هسة اغسل رجلي و اجيج

ثوان هي تلك التي غاب بها ليعود ، وجدها تحيد عن المقاومة و تعلن بإنهزامية إستسلامها للوهن ، رفعها مجددا و هذه المرة شدد من احتضانه لها و غصة قلبه تزداد لضعف بنيتها فهي لم تتمسك بتلابيب قميصه كما كانت دوما ، لم تغرس أرنبة انفها بين ترقوتيه ، و لم تقبل تفاحة ادم البارزة من أجل التلذذ بملمس ثغرها ، حتى إنها لم تتغنج غرورا بـ ثورة نبضاته الهائجة ، سعل ضعفه قرب وجعها مقتربا بها من السرير
جلس و ما زالت تتكور بين احضانه على جهته النظيفة ، ليهدهدها كـ طفلة صغيرة ، أبعد خصلاتها المبللة عن كرستالية الجبين و الخدين ليهمس معاتبا و نظراته تفيض بالألم : عمري ليش مـ قعدتيني ؟

حركت رأسها قليلا لتغرسه في صدره و همهمات الضعف تنطلق منها لتدمي خاصرته و الحنجرة ، صارت تبكي ، الحبيبة المدللة المغرورة تبكي بين احضانه وجعهما ، تبكي قلقه و رعبه ، تنتحب لـ نظرات الفزع المشتعلة بمقلتيه ، ظل يقبل كل ما تطاله شفتاه من وجهها و العنق و الأذن علها تهدأ ، لتفعل بعد حين من الوقت
فتبتعد قليلا عن صدره لتشير بنظرات تائهة نحو اللحاف المتسخ : شوف شسويـ ـ ـ

اسكتها بـ حنو هازا بجسدها كـ أم تحتضن رضيعها : إشششش ، فدوة إلج ، هسة إنتي نامي و ارتاحي و معليج

لتفتح فمها بغية الكلام ، و رجاء نظراته اصابت صدره بمئة مقتل : عممممـ ـ ـ

مال على لجينية الجبين ليلثمه طويلا ، و من بعد الإرتواء تمتم : يااا رووحه كافي بجي ، لج لين دتقطعيني دخيلج كاافي

تعلقت اناملها الواهنة ببلوزته الصوفيه فتوسلته منتحبة : عمـ ـ ـر تعبـ ـ ـت ، ما اريـ ـ ـد

ليهدهدها مجددا و جسده يتورم بـ مشاعر لم يظن يوما إنها ستجتاحه بهذا العنفوان الأبي ، لم يعتقد بأن اطرافه سترتعش لإحتضانه أنثى ، إنه يرتجف بها جزعا فكيف يلام : إشششششش ، كافي عمري كافي قلبي ، امي انتي كافي لتبجين ، قولي الحمد لله ، حبيبي رح يصير زين ، إن شاء الله يصير زين خوما يعووفني وحدي ؟

لتتمتم بـ خفوت صوت يصبو من الإختفاء : الحمد للـ ـه

ظلا على حالهما دهرا ، يحاول أن تغفى طفلته بين يديه ليس لـ يرتاح جسده ، بل روحه ! يريد لها النوم علها تسلى عما يقض مضجعها ، ليحاول بعد أن كسب منها هدوءا رقيق : ليني الجمييل ، تدرين منو خابرني البارحة

لتجيبه مرهقة حد الانخراط مجددا بنوبة الإنتحاب : ما اقـ ـدر أحجـ ـي

إزدرد ريقه فسكن قلبه عن الخفقان ، و ما إن كتب له عمرا جديدا قرر إعادة المحاولة : بس اسمعي حبيبي ،
خابرتني فد وحدة
بقت تسألني عليج ، و تسلم ، و قالتلي ابوها هم يسأل عليـ ـ ـ

لتجفله حركتها المفاجئة وهي تبعد بـ رأسها قليلا ، لتحاول عبثا أن ترى مصداقيته في صفحة الملامح المتماسكة بلا ثبات : ياسمييييين ؟

فيبتسم هو بـ رقة محاولا جذب إنتباه غيرتها : إي خطية دتسأل عليـ ـ ـ

دوما ما كانت غيرة قلبها المسهاد من تلك الصبية نقطة الموت بها ، و يعلم ذلك جيدا فيحسن العبث بها حين يود : الله يااخذهااا شتررريد هاي اللزقة ؟ و إنتتة مو قتلك لتشييله اذا خابرت ؟ لييش تعاند ؟
لييش جاوبتها ؟
هاية تريد تستغل الوكت الزمالة

بلا صوت تحرك فكيه بما يشابه الضحكة ، ليعلق ببسمة طفيفة : مو متقدرين تحجين ؟

كررت محترقة الاوصال و ما زالت محاولتها في ابعاد جسدها عن الالتصاق بـ حضنه قائمة ، و لكن أتملك برادة الحديد قوة لتجتذب نفسها من حضن المغناطيس الضخم ؟! : عمررر بلاا شقة ' مزح ' ، هاي الانسانة الكلبة اني اموت منها ، تريد تنسق وياك عبالها رح امووو

ليعنفها بـ غضب أشعل نواجذه حتى حاول دفعها عنه منتفض الجسد : ليييين بلااا حجي تافه ، لتحولين الشقة لقهر ، أصلا البنية لا مخابرة و لا شي دا اتشااقة وياج

لما احست بـ خطئها عادت لتتمسك هي به معلقة بـ صوت مجهد ، بحة الوسن به كادت ان تفقده نهاه : لتقوول عليها بنية هاية شيطان

عاد ليلف ذراعيه حولها فيهمس متغضن الجبين : أستغفر الله

ببطئ حركة رفعت سبابتها حتى جبهته الحبيبة لتحاول فك عقدة الغضب هناك بلمستها السحرية ، ليحقق رغبتها بـ سماحة قلب ، زحفت بأناملها حيث الشامة اسفل حاجبه الايسر ، و ظلت تلاعبها قليلا ثم تسللت منها نبرة لعوبة ماكرة رغم ضعفها : لتدااافع عليها

مسك رسغها المكار لينزله بموازاة شفتيه ، فيملأه قبلات متعطشة : ههه حبيبي مدا ادافع دا استغفر ربي ، بلكت يرزقج العقل

لتحاول ' كاذبة ' ان تتحرر منه و صوتها يهتف بدلال لا تدري كيف عاد ليتلبسها : عممممر

لا تفته حيلها الماكرة ، لكنه يعشق المكر بعينيها ، الذئب الساكن في غابتيها الخضراويتين يشتهي حضوره إشتهاءا : لين

لتستمر هي بإظهاره بـ براءة مصطنعة لا تليق بـ النظرات الهوجاء : شتريد ؟

شدد من احتضانها و بصرامة رجولية : جاوبيني عدل

ليخبو سنا برق المكر قليلا : نعم ؟

فـ أصر هو : عــــدل

ليأفل نجمه كاملا : نعم عمر ' بيك ' ؟

فظل هو مستمتعا بكل خطوة بطيئة يخطوها نحو المكسب : عدل لين

حتى جاء مكسبه اللذيذ : ها حبيبي ؟

ليشاكسها كعادته ، لكن نبرة الشقاوة قد أفلت منذ اسابيع : مو على بعضك أحسك ؟

ضحكت برقة لترفع اناملها حيث لحيته الغير مشذبة ، كحشائش غابة استوائية ، هزت برأسها لـ تجبره على الاستمرار بـ سرقة كلمات القيصر لـ يصل غايته : ها حبيبي ؟ لخاطري لا تأذي نفسك
منو الزعلك ؟

لتقرص خده بـ خفة تكاد لا تحس مجيبة : إنتتتتتتة

فما كان منه سوى أن يحتضنها بقوة سرعان ما علم من تأوهاتها تهور فعلته ليمنحها قليلا من الهواء كي تتنفسه ، لتثير جنونه مجددا بهمس صاخب : حبيبي

علق الصوت بين حباله متأرجحا ، ليجلي حنجرته فيعلق ملتهما مقلتيها بنظراته : الله ليحرمني من هالـ حبيبي
قوليها لين ، ميت و اسمعها

لـ يلوح له ذئبها الماكر مجددا : شنية ؟

داعب اسفل شفتيها بشغف : هذيج الكلمة الحلوة

شعر بريقها يجف ، و ود لو يرويها ، لكنه ضمآن وربكم : يا كلمة ؟

بنبرة قاربت على الاختفاء اجاب : فد كلمة حلوة الناس يقولوها من يصيرون حبابين

سيدة المناورات هي ، لا شئ تبرع به مثل اللهو بمشاعره : هممم حباب ؟

هذه المرة إنتقل عبث انامله للشفتين : لين

لتقبلها فتصعقه بمئتي تيار مستمر ، ثم ترويه و ترويه و ترويه بما يشتهي ضمأه : أحبك عمر ، أحبببك فوق متتخيل و تتصور ، أحبببك فوق ما اي احد بالدنيا يتصور ، إنتة امي و ابوية و اخوتي ، إنتة اهلي كلللهم

مال ليقبل جبينها اللماع رغم عتمة الحجرة السلطانية : عمـ ـ ـ ـري

: أحببببببك ماما عمممر

إنها ماكرة
محتالة
و انثى متثعلبة و مستذئبة
و إنه ليعشقها

فـ يارب إحمها ثُم إحمها ثُم إحمها لـي ، و لا ترنيِ فيها وَجعا



.
.
.



نهايةْ الإدانة الـ ثآمِنةْ عَشرْ


وسَـأعيشُ أحلُمْ .. حتَىْ أتخبطْ بحلميِ واقِعاً بإذنهِ تعَالى



حلمْ يُعآنقْ السمَآء 21-04-13 08:28 PM

رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
 


بسمْ اللهِ و لا حُول و لا قُوة إلا بالله العلي العظيم

×


مَسـاءكمْ إداناتْ
أعيذكم بالله من حُزنْ أبناء العراق ، و أمهاتهم الثكلى ، و زوجاتهم الأرامل !
لا تلوموا حرصي على دمج الواقع بالخيال أحبتي ،
فـ أنا تربيت في بـلد هواءه معطر بشذى دم الشهيد ، و ترعرت بـ كنف شهيد و حضنْ أرملة ،
رأيت كيف تثكل جدتي ،، و تتيتم شقيقتي و شقيقي
رأيت جارتنا تزف إبن العشرين شهيدا بدل أن تزفه عريسا
رأيت عشرات الـ نعوش بـ طريقي لـلجامعة !
إبن العراق معتاد على الشجن ، حتى بنبرة صُوته ،
فـ إلتمسولي عذرا و لا تجرحوني بـ عتب


×

الإدانة التَاسِعَةْ عَشَـرْ






لماذا نصلي لرب الخليقه ويقتل فينا الشقيق شقيقة
وهل يقبل الله منا صلاةً إذا ما عصيناه كل دقيقة
نصادق طول الحياة الخطايا فلا بارك الله تلك الصديقة
بألف قناع نغطي الوجوه فخبرتنا في التخفي عريقة


مانع سعيد عتيبة




؛


الفاتحة على روح العراق ،
لطخوا طهر دينهم بـ تلك الدما ، عثوا بـ أرضهم فسادا لا يضاهيه شبيه ، بـ أيديهم تفننوا بتشكيل أقذر منحوتات الوقاحة ، ضجرت منهم يا وطني ، أبناءك قتلوا بي الحلم ، دقوا بـ مطارقهم فوق سنديان الوعي برأسي حتى بعثروا منه تماسكي بك ،
أوجعوني بـ قذارة أفعالهم يا أبيهم ، و أبي ! فـ هلا إقتصصت لي حقا أباحوه بإراقة دمي حلالا ! أحلوا الحنة بالدماء يا أبتي ، مزقوك حتى التشفي بـ رؤيتك تتلوى مصارعا رمقك الأخير ، خونة هم ! فجروا مساجدك و الكنائس ، لم يتركوا بك ' عضوا ' حيا إلا و إغتالوه ، أبناءك هم أبتاه !! بئس قوم جبينك نزف عرقه حتى إشتدت عظامهم لتلكمك !
لكني أحبك يا حبيبي ، أحبك دونهم ، سـ أكون لك درعا عل قنابلهم تطال جسدي من قبلك ، لن أولي مصابك شجاعتي و ربك ، فـ أنا و أخي و إبن عمي سـ نتكاتف لإحتضانك ، سـ نذود عن حياضك ، و نبخس قدر أرواحنا فداءا لـ دمك ، لسنا من عبدة سماسرة الدماء ، إلهنا هو من نعبد ، و هو من غرس بـ تربة القلوب بذرة عشقك يا عراق ، حتى زهرت فـ أثمرت ليشتد ساقها و تثبت قلوبنا على الدين أولا ، و الوطن ثانيا
ليس الجميع عاقين ابتاه ، لا تحزن و لا تأخذك بهم خيبة ، لم تخسرهم بقدر ما خسروك و أنفسهم ، أولئك الضعفاء ، ليسوا سوى قشور بيض كلسية ، تغطي عفن اليهود و تبعتهم من السافلين ، ويل لهم سفكوا دماء صغارهم و الشيوخ ، إغتصبوا نساءهم و ألجموا أفواه الرجال بـ كمامات من لهيب مستعر ، أضاعوا أهليهم بـ أيديهم ، عبدة المال و السماسرة ، تبا لهم و بئس ما ظلوا يفسدون
سينقلب سحرهم عليهم عند أول مفترق مصالح يا أبي ، و سينهارون كما السد الركيك بنيانه ، ينهارون و تبقى ، و أسألك بالله أن لا تأخذك بهم شفقة ، و لا تقل لي أبنائي ، لو قدروا ثمن التراب المغطي هضابك ، و لو كرموا قيمة مياه أنهارك ، و لو إمتنوا قليلا لـ حسن سهولك و الهضاب ، لو تفقهوا بـ عظمة شموخ جبالك يا عراق ، شامخة كـ أنت ، و عزيزة نفس كـ رجالك الشرفاء ، جذابة المظهر كـ نساء بابل و أشور و سومر ، و عريقة تاريخ كـ عظماء اجدادهم .. فقط لو نبضت أفئدتهم بـ إنتماء ، لما أردوك قتيلا يا أبتي ، لما باعوك و ملئوا بطونهم بـ ثمنك البخس عند أنفسهم النتنة






؛













هل يمكن أن تكون للطيبة تسمية أخرى ؟ كـ السذاجة مثلا ؟ أو الغباء ، بل دمامة العقل ! هنالك الكثير يا أنا ، تتهمنني بـ كل النعوت إلا المصدر المؤول لهم معنى ، تخافن علي من ضياع الحق بـ إنتكاس رأسي كـ نعامة " غبية " تكتفي بـ حشر جمجمتها بعيدا عن اعين الاعداء ، الا يدركون إن من يحتسب عند ربه أجرا لن يكون له حقا تائها و لو فارقه خمسين عام ؟!
آلمني رجل يوما ما قد ذيلت كنيته بـ ' ياء التملك ' ، أوجعني ، إحتل في قلبي مقعدا كان شاغرا لـ دهر مضى و قبيل الرحيل تأكد من كسر قدميه لئلا يصلح لـ غيره ! .. أ تراه فعل ؟ أم إنني أنا من فعلتها خشية من غازي أخر يهتك ما تبقى من عرض المشاعر العفيفة ؟

: إنتي زماالة ، وهوة لمن شافج زمالة إستغل طيبة قلبج ،

الضجر من اللوم مخر عباب روحها ليحجم الرغبة الهستيرية بالبكاء عن الإنفلات حيث الفضاء ، أغتصبت شفتيها رسم إبتسامة كسيرة تواجه بها حديث شقيقتها الـ مغتاظة ' حد الإنفجار ' من ضعف صغيرتهم ، لـ تتمتم بهدوء : دخيل الله كااافي انتي اللخ ، شتريديني اسوي يعني ؟

: جان المفروض تتعاركين وياه و تقوليله تستااهل انتة و ذيج الي بديتها عليية ، و الله يستاهلون الله يطلع حوبتج بيهم الحقرااء ، لا و الحلوو بس حجاله حجايتين لين قلبج !! إنتتتي شنووو ؟ شنوو هالغبااء الي بييج ؟؟

امتعضت ملامحها اعتراضا ، لتعتدل بجلسة لم تكد أن تشبعها إسترخاءا باردا : حرااااام عليييج ، بيهاااا سرطااان تعرفيين شنوو يعني سرطاان ؟؟ لو قايلي ميصير عدهه جهال لو قايلي بيها اي شي ، أي شيييي جان ممكن اناقشه بس هذاا موووت تعرفين شنو يعني مووت ؟

الأخرى كانت تقابلها بـ جسد مشدود القوام منتصب بـ شموخ غاضب : اعررف شنو يعني ثووول ، و الي متمثل بيج انتي

لترفع يمينها حدو الجبين فتمسده مللا : أستغفرر الله العظيم ، سهى الله يخلييج عوفيني بحاالي ، الرجال راح و الله ويااه شنو انتي تقبليها الي ابقى وياه وهوة يريد غيري ؟ خلص خليه بعيد كاف خيره شره

ارتفع حاجب الكبرى لـ تقض مضجع السكون الـ ' سافر ' المتمثل بـ تصرفات ملكومة الحظ : لا عيني مـ كف شره ، شره لهسة ملاحقج

كادت تنفجر غيظا و هي تتابع التقاسيم اللا ابالية المملوءة صدقا ' لا تستطيع الاقتناع به ' وهي تنصت لـ غباء شقيقتها : انتي شتريدين هسة ؟؟

تقدمت حيث هي ، لتجلي حنجرتها من بقايا افرازات الغضب ، و تتخذ من الهداوة قناعا بريئا يوصلها غايتها ، اتخذت من ذات الاريكة مستقرا لجسدها لتجر بكف زينبهم ، قائلة بـ تأن : أريييدج تفكرين بـ حسام ، لج والله خووش ولد و يخبل ، زوز صدقيني هوة الاحسن الج ، و بعدين حسن قلج هالولد على ضماانته ، و اخته قلتلج هوة من قبل خطوبتج جان رايدج بس جان يريد يكون نفسه و يضبط اموره يللا يتقدم ، يعني رب العالمين فدوة لإسمه ديرسلج من عنده نعمة ، ليييش ترفسيها يا امي

تقاطر الكسل من نبرتها لـ تحاول عبثا الفرار من قبضة الضغط المسلط عليها من قبلهم : سوس حبيبتي ، أني مو دا ارفس نعمة الله ، بس والله الموضوع شلته من بالي هالفترة على الاقل ، ' و بمزاح ' ليش دتحسسيني قاعدة على قلبكم

لم تهتم تلك بـ هربها التافه ، لتعود فتردف حاقدة : شوفي ، و تريديني ما احجي عليه ، عقققدج .. الله لا ينطيه ان شاءالله

زاغ بصرها رعبا لـ تصرح بـ رزانة مبعثرة جارة بيدها من اختها لتتخذ من السبابة تأشيرة تهديد : لـ تدعيييين ، ' ثم أردفت بأكتاف تهدلت قهرا ' خلللص اجاهم الي يكفي وزايد

ليرتفع عداد الإشتعال برأس من تقابلها : حيييييل يستااهلووون

نهرتها مجددا بلمحة من رجاء : لج سههههى حرااام لتتشمتين ، قوولي يا الله ، حتخبليني .. انسي الموضوع اروحلج فدووة

انتصبت بجلستها لـ يلامس كتفاها ظهر الاريكة ثم تستخدم ألوى الأساليب بإستفزاز فظ : تريديني انساه و بعد ابد ما اجيبه بالطاري ؟

تجاوز رجاءها حتى وصل التوسل : دخييل الله اي

كادت أن تطلق العنان للسانها فينفلت بوابل من لكمات حرفية اكيدة هي بأن شقيقتها ترتدي ضدها درعا ' أحمقا ' ، بـ تماسك استرسلت بـ لعبتها الآنية : لعد فكري بحساام ، هالولد لقطة ، و الله العظييم لقطة و هوة شاريج و رايدج ، الله اكرمج بواحد يرييدج انتي ، ' بهزء واضح يختبئ خلفه رغبة بالكشف عن مكنونات الضعف بهذه الكسيرة ' تدرين مرات تخليني اشك انو حبيتي هذاك الكلب الحب الي يخليج تمتنعين عن غيره

لتجزم بوضوح سلس معه إنفرجت أسارير شقيقتها : لا والله حرام ، حبيته بفترتها طبعا لإن ماشاءالله عليه كامل و الكمال لله ، ' اضافت غير أبهة بـ إمتقاع ملامح اختها بـ إشمئزاز صرف ' بس مو يعني بقى اله مكان بقلبي من راح ، خلص نسيته ، الموضوع كله اني هسة ممستعدة اخوض تجربه جديدة

عبست أكثر لتستفسر و نظراتها تضيق سخرية : و ان شاءالله حضرتج شوكت تستعدين ؟ بعد عشر سنين ؟؟

لـ تتخذ منه سؤالا جديا ' رغم هزئه ' ، فترد مدعية البراءة : ههههه لا شدعوة سنة وحدة تكفي

فتهتف اختها حانقة : و الولد يبقى ينتظرج ؟

تنهيدة قصيرة ، و من ثم اعترفت بـ خوف بات يلازمها كـ قرين منذ اشهر : إذا صدق رايدني ينتظر ليش مينتظر ، و هذا يعتبر اختبار لصدق كلامه

تقسم برغبتها لـ إلصاق باطن كفها بـ خد هذه الغبية : بلة فلسفة زايدة ، لتطلعين عقدج بالولد

تمتمت متمللة و عقلها يختار الإنعزال بـ افكاره الهوجاء : إففففف انتي وياية لو وياه ؟

بزفرة صبر ردت : اني وية الصح زوز ، هوة شنو ذنبه تعاقبيه بجرم الحقير ؟

تنفيذا لأوامر ما يسمى بالعقل ، إستقامت بـ إنتفاضة رافضة التعاطي أكثر مع حقد شقيقتها ، غير ميقنة لـ أبعاد رغبة الجميع بإنسلاخها عن جلد الماضي الموجع و تدثرتها بـ أخر حنون ، قد يلاءمها لولا رفضها المحاولة : إلهـــي أستغفرك و اتوب اليييك ، سهى كافي ، كااااافي ، و كوني على ثقة كل الي صارلي خييرة ، الله يحبني خلصني من عمر و من علاقة فااشلة من بدايتها ، الله يوفقه ويقوومله مرته بالسلامة و ينطيني على قد صبري

لم تغير من وضعيتها الجالسة ، و لم تهتم بـ هيمنة القد المنتصب : فوقاها تدعيله

ابتعدت نحو اريكة اخرى ، منفردة ، مجيبة بحدة واضحة : إي ادعيله ، اذا رب العالمين بجلالته و عزه يغفر لعبده التايب اني ليش ما اغفر عيني ؟! منو اني اصلااا

لتتكتف تلك بحاجبين يوشكا ان يكونا خطا واحدا متعروج : و الله هنياااله لقلبج على هالبرود

بسلاسة نطقت رافعة بساقيها لتحتضنهما بـ اليمين اما الشمال فإكتفت ببعثرة كومة الشعر المهتاجة : مو بروود لج هذا ايمااان بـ عطف الله و حكمته

فما كان من الاخرى سوى ان تسخر : اسم الله على عقلج ، درر مو حجي ، ' ثم استطردت بجدية تشابهها ' سمعيني زماالة ، حساام مـ تفوتيه من إيييدج يمكن هوة نصيبج من البداية

زفرة ، فـ إستغفار ، يتليه همس ضجر : الله كريييم ، بس انتي هم اقنعي نفسج إنو لو جان نصيبي ميرووح لغيري ، ' لتستطرد بشئ من شقاوة ' و خلييه ينتظرررر





.
.
.







و لهم في الذهن نصيب ، يشغلوننا بـ ' صمتهم ' أضعاف إنشغالنا بـ ضجيج الأخرين ، أيملكون مفاتيح الجمجمة ؟ أنى لهم إذن الوصول لـ طرق المخ بعروجاتها ؟ كيف حطوا هناك برحالهم السادية ؟ و من هناك ، رحلة أخرى موفقة كانت من نصيبهم ، لينتهي بهم الامر سكانا جددا للمخيخ ، حيث التوازن .. فإختل بحضورهم الـ ' كل شئ ' !
ها هي لـ فظاعة الامر تقف كـ بلهاء صغيرة في زاوية الرواق ، تحاكي هذه و تلك و المقل تبحث عن ظلال رجل نغز بها روح الجنون ، بعثر تشتتها أكثر ' بإحساس ليس إلا ' ، مضى شهر على وجودها الأخير هنا ، و الذي لن يبرح أن يبني بنيانه المتين على ارض ذاكرتها القاحلة ، إزدردت لعابها الحارق مستنكرة العمل الدقيق لخلاياها العصبية ، تجرها عنوة نحو تلك الصورة السحيقة ، يا الله ، لا تطيق صبرا لتلوذ بجلد مشاعرها هربا ، هي لا تنتمي لـ هنا ، صار الامر مؤرقا جدا !
جلت حنجرتها من اوهام الحكاوي ، لـ تهمس مجيبة بعد شبه تركيز اجتذبته بـ عناء من بين اروقة الفكر : إي هسة شوية و يجيني أخوية

كان ذا ردا على سؤال احدى الرفيقات بـ شأن مغادرتها النهائية ، لتكمل سلسلة الإستفسارات الثالثة و التي لم تكن سوى ام محمد ، المرأة ذات الملامح البريئة المحببة : زين و شركة ' ' مو بعيدة عن بيتكم ؟ ليش هالتعب يا عيني ؟!

توتر فمها بما يشابه الابتسامة و تحمد الله إنطلاءها عليهما مجيبة و نظراتها ما زالت تسترق الهرب نحو الباب الجانبي المغلق ، و الذي على ما يبدو يخفي وراءه رجل يغرق رأسه في العمل : خالة بس أحسنلي ، هناكة الراتب أحسن و على طريق شغل اخوية فـ مو ازعاج

: و الله يا امي على راحتج ، بس حنشتااقلج يا عووبة

ضحكت بخفة لتتلألأ بركها الحالكة الظلام ببريق وهاج يبعث في النفس شغف لسبر أغوار هذه العتمة ! تمتمت بـ لطف و عفويتها المتعارفة عادت لـ تجوب مضامير التصرفات ، فطبعا الشقي غالبا ما يغلب تطبعها الانيق : خاااااالة انييي مووو عووبة

: هههههه ، لا والله مو عوبة و تخبلين ، بس تصرفاتج عوبة ، يا ظالمة النفس الولد صارله شهر مضيع صول جعابه لإن انتي ماكو هالمرة تنقلين ! و الله يتخبل

تسللت الدماء خلسة من الاعضاء لتتدفق بـ عنف نحو الوجنتين ، و بـ إبتسامتها الخجلة بان توردهما قرمزيا و ثباتها يستنطق العضلة ' الطويلة ' المدعوة باللسان لـ يهتف : خاااالة

: ههههههه ، عيون خاالة
و بـ جدية مموجة بدهاء حوائي إستطرقت : عيني على ويش هالخجل ؟ شو حضرتج مشتهية تسمعين عنه اخبار و مستحية

ليتوسع محجراها بـ صدمة ، و التدفقات الدموية لم تزل تنفخ الأوداج ، لتتعثر بحروفها المستحية ، طأطأت بـ عنقها قليلا و اختارت قدماها خطوة هاربة نحو الخلف ، اما اليدين فـ شددتا من إحتضان الحقيبة الصغيرة ' عديمة الحزام ' ، الفتاة العشرينية تدخلت لتفك أزمة الحرج بـ ضحكة رقيقة : يااا عيييني اوول مرة اعرف انو مياسة تعرف تخجل ! مصدوومة بجد ومش بنطئ

: إنجبييي لج إش شايفتني ، كلييي رقققة !

لتضحك الثلاثة ، و تزفر هي حياء تلك الثواني بـ أريحية ، شئ ما دغدغ مشاعرها لـ ذكر هذه السيدة أخبار ذلك الخطيب المعلق ، كـ ' عذراء قلب ' كان لابد لـ شرايينها من الرقص فرحا بـ أن هنالك أحد ما يغرق في هوى الفؤاد المرتبط بها !
و لم تكد تستمتع بذلك الطنين الـ ' محبب ' لـ صدى الحكاية فوق طبلتيها حتى جمد الشعور بالوقت ، و معه الوقت أكمله ، بل إختنق الكون لـ لحظات او ربما أجزاء منها ، لكنها احستها طويلة ، طويلة حتى اجبرتها على السعال طلبا للهواء !
إرتفعت انامل يمينها لتحط برحلة مليئة بالمطبات المرتعدة على العنق المختبئ خلف الخمار الحريري بلونه البنفسجي ، تحشرج الصوت و إختفى ما خلا العينين ظلتا تترقبان فعله بـ شد لم تعشه قبلا مطلقا ، أبدا لم تشتغل كافة حواسها بـ سكون ' غائم ' كما تفعل الآن ، و هي ترى ذلك الجسد الضخم ' رغم نحافته مقارنة بأخر لقيا ' يلج من الباب المشرع توا ، لتفكر بـ سرعة قصوى ، بأنه كـ ' نياندرتال ' في أوج شبابه قدم من أحد الكهوف ، لتتساءل كيف إحتملت تلك الغرفة الصغيرة جثته !!
إبتلعت ريقها مرارا حالما إلتقت الأعين ، لتجف أنفاسها هلعا ، و يصيبها دوار عصف بالجزء الأيسر من المخ بهيمنة حقيرة ، كادت تتقيأ رعبا من تلك الأفكار المهيبة وهي ترى الوجوم الكاسي لملامحه بإكفهرار مرعب ، زاغ بصر قلبها لما إرتخت كفه العريضة لـ تقلع من هنالك حمامات مبعثرة لا يمثلها سوى أوراق ملف كان بيده و حالما لمحها سقط !!!
يا إلهي لا تريد ذلك ، لا تستطيع إحتمال أن تكون سببا في عيشة ضنكى لأحدهم ، لا تود أن تشرخ قلب أحدهم بمشرط أعمى لم تظن يوما إنه قادر على القتل ، يا رب ، إصرف عني جنون هذه الفكرة ، إنها المفاجئة ليس إلا ، نعم ، نعم يا أنا .. ما حدث طبيعي و منطقي .. حسنا إلى الآن ! و لكن أن يترك حماماته ' التي ارهق في تدجينها ' ترفرف بأجنحتها نحو الفضاء من دون أن يهتز له طرف لهو مصاب جلل يحتاج أن تقف عنده قليلا ، لتختلس من خلف ستار افكار جهنم بدايات احرف لما يطلق على هذا الحال المبعثر لكلاهما !
أنت بـ رجفة أهداب تتابع ببؤبؤيها سكونه ذاك ، لـ ينفلت عقال لسانها أخيرا ، فتقرر أن تختزل المساحة الكونية الفاصلة بينهما بـ كلمة ، كلمة علها تجتاز بعديهما فتصله لـ تحيي به الإدراك مجددا ' سلام '



؛



دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ
دينيْ الغَرَامُ وَ دَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ قَيسٌ أنَا وَ كِتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتيْ
مَا حَرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَتِهِ بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ
إنيْ بِغَيْرِ الحُبِ أخشابُ يابسةٌ اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ
اني لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ
نبض القلوب مورق عن قداستها تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ
اياك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ اياك اياك أن تغري الحبيباتِ
ان الصبابةَ عارٌ في مدينتنا فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ و العلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي و هي يابسة ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى و ما أثمرت شيئا نداءاتي



حسن المرواني


أجرب أحدكم أن يكون على شفا حفرة من الموت ضمآنا ، الموت الجسماني و الروحاني و ليس ذاك الذي تتقاذفه السنة السفهاء ، موتا بـ إنتزاع روح من جسد ، بردان عريان حافي القدمين جاحظ العينين يمشي كـ سكران ذهن فوق أشواك الصنوبر ، تصفع الجمجمة أشعة من شمس تموز في ظهيرة تشوي رمال الصحراء ، وحيدا باكيا رغم جفاف احداقه ! هكذا الحال و أردى ، يترنح الجسد بـ تعثر مقزز ، تسيل من القدمين دما الجروح الغائرة ، و للأسف لا عصب حسي واحد ينتفض وجعا ، كل ما يطالب به الذهن و الأعضاء هو رشفة من زلال الينابيع ، زلال يرفع بالروح الثملة لـ تلامس بأنفها أسفل الجنان الدنيوية ، و ما إن يغيب التأثير المسكر حتى يرتطم بـ جمرات الجحيم المتقدة لتلتهم جسده بنهم كـ نهمه لـ عشه المدمن !

إفتقد ، و إشتاق ، بل مات شوقا ، مات ! و هاهي أمامه بالبنفسج القاتل ، تغتاله بلا دراية أو بها ، سمراءهم الحبيبة تتدلى من على ضفة النعيم ، تلوح له بتحيتهم ' السلام ' ، السلام عليك آنستي ، سمرائي ، حسنائي ، السلام على قلبك الجائر ، و على قلبي المظلوم .. السلام على ما لن يكون بيننا يوما ، السلام على حلمي الكسيح ، ذاك الذي لن يقوى على اللحاق بـ ركب فرسانك و لا مواجهتهم بالسيف للنبل بك ، فلا سلاح بيدي يا مسلمة ، لا سلاح ، فكيف أدخل معركة نهايتها موتي و الحلم ؟
دعيني احبو معه كـ طفل بثمانية أشهر ، دعيني أمازحه و أداعبه و أقبله ، إنه حلمي ، فأتوسلك ألا تتدخلي ، أسألك أن تعدلي ، إعدلي ثم إعدلي ، دعيني ألاعب خصل الحرير المختبئة كـ لؤلؤة في صدفتها ، لؤلؤة لا أذكر لونها و لا أدرك ما وصلته من بريق ، إسمحي لي أن أتناول معك فطوري و العشاء ، بـ حضور سيادة الحلم ، أكرميني بـ كوب قهوة تحلينه بـ غرس سبابة يمينك في قلبه ، ثم إقرأي فنجالي ، إرسمي العينين بـ كحل البداوة و أوشمي الذقن بـ حنة الأصالة ثم إمسكي فنجالي و تعرفي على طالعي ، لعلك سهوا تلتقطين أحرفك المبعثرة بين أكوام بني ، أخبريني كيف سيكون الغياب و لأي مدى يلتهمني العذاب و غادري ، إكتفي بـ غرس خنجرك بجوف الحلق و إستديري مولية ظهرك لبائس مبتئس بئيس ، و إرحلي ! آه عليك و الحلم !
ها هي أصفاد البوابة تفتح واحدا تلو الأخر ، لتشرع على مصارعيها بوجهه ، ألسنة الجحيم تلوح له جائعة ، و بخدر ذهني تراه ينساق نحوها ، خطوة بعد خطوة صار يهوي نحو القعر الجهمني ، دنت منه النيران لتلفحه بـ لهيبها ، بل هو من دنا ، وهاهو يمد الاصابع لـ تحترق ! فـ الجسد بأكمله ، هاهو ذا يشتعل برؤيتها قريبة بعيدة ، تلقي عليه التحية ' مجددا ' ، ليرد عقله بوهن كسير يهدل اكتاف القلوب وجعا

: وعليكم السلام
إحم ، شوكت جيتي ؟؟؟

و كإن الكون خلا إلا منهما ، لا يكاد يدرك الواقفين و السائرين ، جل ما يحسه هو النيران الفرحة بـ فريستها الجديدة لـ تشويها ، تابع تلكؤ احرفها ببسمة شفاه مرهقة ' من الصبح '
' من الصبح ' و أراك لتوي ؟ أتدركين كم الظلم الذي تقترفينه يا صغيرة ؟ أليس الظلم بـ دينكم ظلمات ؟ لم لا تنصفيني ؟
إلهي ، دنوت من الجنون بها ، فإصرفها عني أتوسلك ! لا أريدها بالقرب و لم أعد أحتمل الكي بالنار ، لم أعد أحتمل تناول الجمرات و ارتشاف المسكرات ، هذياني بها آرقني ، وجعي و مرضي أنهكاني ! فـ إنأى بها بعيدا يا الله ، إدرأ بـ محبوبة الفؤاد حتى أخر الدنيا لئلا أراها فـ أشقى !

: ألن شفت الخياانة ، جاية بكل قلة وفا تقدم اوراق نقلها ، رأسا على ميتين الف زيادة باعتنا و راحت الخاينة

عنقه الراسخ بـ شموخ ' ظاهر ' إلتف بـ عجل نحوها بعد أن كان موجها نحو الشمال منصتا حديث السيدة ، ليختفي به النبض لـ دهر ! جف حلقه ليصاب فجأة بصداع يغزو كافة أجزاء قلبه ، أتدركون ما معنى صداع القلب ؟ عبثا سـ تحاولون ، فلا يدرك الأمر إلا ذائقيه .. ترنح بخطوة أخرى لـ يهوي أكمله في جحر السعير و صراخ عقله يذود به للتشبث بأي شريان ، و لكن هيهات ! يا إلهي ، إني أعتذر ، لا أريد أن أتناول خمري بـ الفراق ، لن أصطبر بها بعدا .. سامحني على دعوتي ' جورا ' ، فـ إني دعوت على نفسي بالموت ، بعدها عن ناظري مماتي ، فـ لتظل قربي ؛ فقط هنا ، حيث يحيطها مجال كوني ، لن أدنو من الجنون اكثر إلهي ، أتوسلك أعدها ، أتوسلك

لا يدري متى صارا بمفردهما ، ولا ما الذي أتى برزمة الاوراق في يده مجددا ، و لا حتى كيف وصل به الحال ' المزري ' لـ أبله المواقف و هو يستجيب لنداءها الثالث بـ غشاوة ذهن أرعن ' ها ؟ ' !
تغضن جبينه بـ شئ من وجل مراقبا تلون سمرة الخدين بالأحمر ، و إبتعاد القد الأنيق خطوتين الى الوراء ، ما بالها ترتعش ؟! إستدار برأسه خانقا رغبته الملحة للصراخ إن كان ظنه واقعا ، و لكنه لم ير أحدا ، إذن ، ممن تخجل صغيرته ؟ أ منه تفعل ؟؟ و لم ؟!!!
سعل ليجلي حلقه المنتفخ بحديث ماجن لعشق محرم ، فإبتلع مجونه لتمتلأ بطنه ترهات ، تمتم متساءلا بعد أن إشتدت أحدى الاعصاب مذكرته بـ حماقة ضعفه قرب صغيرة : صدق حـ تنقلين ؟
شو عمر مـ قلي ؟

: عمـ ـر مخبوص بـ لينا

من الجيد ، بل الممتاز تذكيره بـ ' مصاب ' أخر غيرها ، ليبدي التأثر جليا على نبرته الفخمة : شلونها هسة هية ؟ وطلعت الفيزا مالتهم ؟

غض بصره بعيدا حالما لمح رعشة الشفتين ، لا يود إنتهاك عذريتها و لو بالنظر ، إنها نقية طاهرة ، وهو لـ عفتها عاشق ، عاشق ميت ظمئا لـ معشوقته ، تقلصت عضلات فكيه ليشتد عرق العنق الضخم ، شاعرا بوجيب قلبه يتعالى بلا هوادة و لا إتزان بحال يشابه لـ ذبذبة نبرتها : مو زينة بس كل شي رحمة من الله
و طلعت فيزتهم ، بس يريدون علي يروح وياهم ! فبعد ما اعرف شلون هسة

تنهيدة طويلة افصح عنها مستغلا بها غبن الحال : عالثلاثاء مو ؟

: إي إن شاءالله

تمتم هازا بـ رأسه : الله يشفيها
نحنحة خفيفة ، أخفى بعدها قبضة اليسار بـ جيب البنطال الكتاني ليضيف بـ نعومة نبرة ' قلبية سخية ' : خالة كفاح شلونها ؟ وو .. إنتي ؟

هذه المرة زحف التورد لـ كفيها ، يقسم بأنه رآى ذلك قبل أن تسرع لـ إحتضانهما ، أذهلته التصرفات و أوجعت قلبه : الحمد لله

يا إلهي ، إبعدها و إبقها قربي ، صارت هلوستي و هذياني ، صرت بها مجنونا ، مجنونا يصارع من أجل ان يبقى محبوسا بـ خنكته ، و هل من جنة دنيوية أجمل من خنكة الحبيبة السمراء ؟ فتنة النساء !
لم يهنأ بـ رحيق وجودها ، لتنأى عنه مختزلة اللقاء بـ عجل : آآ ، اوكي ما اعطلك ، أني رايحـة

كادت أن تخطو ' فارة ' إلا إنه تحرك خطوة بإتجاهها مانعا إياها بلا تفكير : لحظة ميـــس
و حالما لحظ تيبس عودها بالقرب ، تمتم بـ تردد و بعضه يآزر كله لئلا يموت قلقا : مـ قلتيلي صدق حـ تنقلين ؟

' إي '
أول و أخر الأحرف الأبجدية ، مسلمتهم إختصرت كل الحكاية أيها المسيحي ، إنتهى الأمر و لم يظل ما ينهاك عن التعقل ، فـ لـ يقم بعضك بمواساة كلك على فقدانه وجيب قلبه ! نصب عزاء أقيم بين الأضلع ، نعش شيد من الشرايين الملتفة ، تساندها حزمة الاوردة ، يشرف بسيادته النبض الشهيد ، ليترك من بعده الفؤاد للممات أخرسا !
كما ستركته هي ، برغم من إنها يوما لم تكن قربه ' كما ينبغي و يمني نفسه الطماعة ' ، بوركت يداك يا صغيرة ، وجعك جاءني في الصميم معزيا كلي و بعضي !

: زين ليش ؟!

لم يستطع خنق السؤال الحائر بين طيات الحنجرة ، إنها لمهمة مستحيلة تكاد إستحالتها تأتي بـ مصرع ذهنه ، و ما أجابت به بـ بساطة أتى بمصرع قلبه !!
' هناك احسن '
أحسن أن تبتعدي ؟ أن تولي متيمك في الهوى ظهر الحياة ؟! أ هذا هو الأحسن ؟! على ذكر الـ أحسن ، إنطلقت الكلمات مجددا منه بـ إنسيابية ' لا تشابه عراكها في الفم بغية الفرار ' : و حسن ؟ شنو رأيه ؟
مشطت نظراته تلك الربكة الغازية لأعظم أسلحتها ضده ، متمثلة بـ إنبلاج ضوء القمر من توسع محجريها ، و رجفة الأهداب الكثيفة كـ ستارتي ليل حالك ، ظل منتظرا لـ رد ' ينكئ ' جرحه أكثر ، عل يعالج الجرح بالجرح ، لكنها بخلت في تطبيبه ، بل إكتفت بـ نحنحة حرجة ، تلاها تلكؤ مرتجف نخر أضلعه حتى الصميم ، كاد أن يعتذر لـ قلة عقله ' و غيرة قلبه ' ، إلا إنها سبقته قائلة : بعد مـ صار شي رسمي ، و اني مقتنعة بذيج الشركة فـ قراري هذا

يالـ حلاوتك و أنتي تنتقين رداءا للكبار فترتدينه ، لا يناسب مقاسك يا صغيرة ، لا يناسبك البتة ، لكنه يليق بك ، أدركت جماله على هيئتك فـ أخرست فمي !

: أني رايحة هسة

تكرارها للرحيل شق جيب صدره ، شهق هواءا يكاد يكون خاويا من الأوكسجين ، ليدمدم بـ شرود فكر ، و ثورة قلب على هوة الإعدام : منو ياخذج ؟

صمت قصير لم يطل امده ، و يشبعه ، قطعته بـ : وية الخط ' سيارة النقل الجماعي الخاصة بالشركة '

ما باله يـطيل من عمر الإحتضار ؟ فـ ليفك حبل المقصلة و لتقطع رأسه ، لا جدوى من تأخير المحتوم إن كانت النهاية ' موت واحد ' ، بـ نبرة متهدلة بـ عبق الانفاس الاخيرة سألها : زين ، ليش مجيتي اني ارتبلج الامور ؟

: لا عادي ، شكرا

زفر هما بها لـ يعود فيضيف : زين كملتي كل الاوراق ؟ ممحتاجة شي ؟

لاح له ترددها ، و هذه المرة ضاعفت من ' لحظة اللقيا الأخير ' ، لـ عدة لويحظات لم يكد يشعر بها ، و كله يتلوى رجاءا ، فقط كوني رحيمة و أنتي تجتثين القلب من موضعه لـ تشكلي منه ميدالية لـ مفتاح منزلك المطل على بحيرة النعيم ، رفقا بي و بـ أضلعي لئلا تهشمينها ، إكتفي بالفؤاد و إتركي ما حوله يرثيني لفقدكما ، أعز ما ' لم أملك ' ، بل كنت أملكه ، حتى جئتيني و نجحتي بـ أخذ صك ملكيته ، فصار كـ أنت ، لم و لن تكوني يوما مذيلة بـ ' ياء ' تخصني !
بعد حفنة التردد تلك ، قررت البوح ، و معها سمعت زقزقة عصافير الفجر بـ وعد لـ شمس قريبة ، رغم إدراكي بأن الغروب يتلوها إلا إن الذهن مشغولا بـ قرب موعد الإشراق و إن سيكون الأخير ، فعلي التأنق تحضيرا لـ سيادة شمس اللقاء الأخير ، و الوداع الأول !

' لا تسلم ، أني أجي إسبوع الجاي إن شاء الله ، هم اشوف البنات و هم اخذ كل نقوصاتي '

إذن لم تحن النهاية بعد ، و ما زلت أملك رشفة من الـ خمر ، لأحتسيه متلبسا الذنب من أقصى الرأس لأخمص القدمين !



إني على أعتاب عطفك واقف
متسول أسعى إلى الصدقات
لا تمنعي عني الرضى وتصدقي
علنا علي ببعض بعض فتات
وإذا سمحت بنظرة أو لفتة
فيها الحنان ستنتهي أزماتي
وسأعلن الأفراح في دنيا الهوى
وأشيع في العشاق معتقداتي
في الحب تغتفر الخطايا كلها
فالسيئات تزول بالحسنات
والحب دنيا من سماح فاسمحي
ليديك أن تتقبلا قبلاتي


مانع سعيد العتيبة




حلمْ يُعآنقْ السمَآء 21-04-13 08:30 PM

رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
 







يلوك الوجع بمرارته الأنفس كافة ؛ لـ تكون ردود الأفعال متفاوتة ، كل بحسب طينة خلق منها ، و صفات تخلق بها ، فـ شتان ما بين مسالم و معادي !
منذ أن إنتقلت لهذه الشقة المطابقة بالتصميم لتلك المسكونة من قبل جدة ' زوجها ' و والدة ' كليهما ' و هي لم تستوعب بعد ما آل إليه مصير حياتها الباذخة ، كل شئ صار يقض مضجعها ، صوت إكرة الباب عند حضوره ليلا ، حفيف الستائر التي يتلاعب بها بـ صمته الدائم ، تكتكة عقارب الساعة المتداخلة مع صـوت رنين معلقة الشاي في ' الإستكان ' ، و أخيرا كتمة انفاسها بـ دخان سيجارته .. من قال كتمة ؟ أ هي ؟ و أنتم ما رأيكم بهذا السخف ؟ أصدقتموها ؟! إنها لـ تجزم بـ أن إستمرارها على قيد الـ بقاء هو بسبب تلك الجرع الليلية الحنونة ، نعم حنونة فـ على غفلة منه ترى عبق رفيقة وقته يتسلل من ثغرات الباب لـ يصلها ، فتنتشي هي بـ ما يقذفه هو مشمئزا ، تنتشي بـ إكتفاء ، فـ هي لم و لن تنتظر شيئا أخر ، و كيف تفعل من رجل كإن به فاقد لنعمة البصر منذ أن فارقته إمرأته ، و حتى سمعه الأخر ، يبدو بأنه أيضا لاقى حتفه بعد تلك المكالمة التي شهدتها هي ، لا تعلم إن صار بينهما حديثا بعدها ، و لكن لا تظن ، فـ لو حدث لما رأته ملولا هكذا ، لو كان على إتصال ' سمعي ' بتلك لـ إنفجر بغضبه كل حين كـ فتيل يتحرش بـ ' ريح ' نار !
تستلقي على جنبها الأيسر فوق سريرها المنزوي في غرفة صغيرة ، كـ صغر محيط دنياها ، تغمض عينيها لـ تتضاعف شدة بقية الحواس ، فتستشعره أكثر ، طال وقوفه قرب النافذة الطويلة المالئة لـ منتصف جدار الصالة ، طال حتى قاربت على التشبع به ، لا تعلم كم من عقب سيجارة إنتهى به الأمر مدفونا في المنفضة ، لكنها أكيدة بـ أن قلبه قد تضخم بنبضه العنيف ، و رئتيه تكادان أن تتقيئا سموما يستنشقها على غفلة من وعيه ، فقط لأنه محبط ! لو كان ما بينهما شبه طبيعي ؛ فقط لو لم تكن تلك ' الأفعى ' أوزونا سميكا يفصل بين كونيهما لـ خرجت له الآن و توسلته الرفق بـ صحته ، أتراه يتقلب على جمرات الشوق ؟ أما علم بشأن طفله ؟! هل اعترفت له هي ؟ أم فعلتها شقيقتها كما اخبرتها من قبل و ذبحت نياط قلبها بخبر يقين ! لا زالت تذكر جيدا كم الوجع الممزق لـ أغشية الروح و هي تتلقى تلك اللكمة الفولاذية على أنف أحلامها الغافية ، لتوقظها مفزوعة الذهن نازفة الدما ، ظنت تلك وقتها بـ أنها تواسي مصابها ، أخبرتها و بنيتها التكفير عن جرم زنديقهم ، فـ علي هو من إبتدأ اللعب بـ الأعراض ، و دين الـ شرف المستباح قد رد بها !!
لم تعلم تلك بأنها يومها قد شبت النيران بـ جوف جرحها أكثر ، و كأنها إستقبلت جمر البراكيين بأكوام منتظمة لـ تحشوها بين حنايا الروح مرحبة بها بحفاوة ، فأكيدة هي بأن إبن زوجة والدها ، الدكتور الشاب علي صفاء الـ ' ' لم و لن يجبر على أمر لا يوده ، فإن كان قد تزوج و إقترب من المدعوة زوجته فإن ذلك هو جل ما يريد ، و أعظم ما إشتهت نفسه ! إنكمشت على قدها بـ وجل عندما إنتهت سهرته الساكنة ، و إبتدأت أخرى عابثة ، لربما الأولى من نوعها .. فهاهو وقع أقدامه يدنو شيئا فـ أخر ، و وجيبها يتعالى بلا إدراك مصاحبا لأنفاس محتبسة و كأن بـ زفيرها إندلاع جحيم تنيني ، !




؛









طِالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ

ما عادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ

لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا ..

طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ

ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي .. و

هَزَّتْ كِياني ، كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ

وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ

مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا

لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا

إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ

لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ

ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ

كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا

أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا

لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي

بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ




عبد العزيز جويدة



اوقات من العمر تنقضي ، ينغمس في وحل الإنهاك الجسدي ، ينتهي النهار بـ ولوج الليل بستائره الداكنة المغبرة بالحنين ، تنفض أتربتها على ساكني الأرض بـ كل رفرفة و لو هدأت حركتها ، عند إنقضاء ساعات الفرار و الحرية المؤقتة يحتم عليه أن يعود مجبرا لـ حبسه الكريه ، ما إن يشرع الزنانة بـ مفتاحه ، حتى يجد هنالك الشوق متكئا بـ عنجهية على اريكته المفضلة واضعا ساق على ساق ، رامقا إياه بـ خبث مهيب ، اصابعه تتفنن اللهو بـ سوط يتراقص بينها ، مجهزا نفسه لـ صراع متجدد ، يبتديه بـ سخرية من سهرة اللامبالاة التي قضاها رفيقنا خارجا و متوعدا له بـ أخرى منهكة ، تبقى أثارها راسخة على ظهر الشعور لعمر قادم ! الأرق بات يرافقه كـ ظل يعاكس النظام الكوني ، فـ ظله يسجل حضوره ليلا ، بـ شعاع وهاج رغم عتمة المكان ! يقف أمام النافذة بميلان كسول ، رافعا صحن إستكان ' قدح ' الشاي الدافئ بيساره ، بينما سبابة و وسطى اليمين تحشران بينهما عود السيجارة ، ليكون للوسطى عملا أضافيا مع الإبهام هذه المرة فـ يستديران حول عنق القدح الملتوي بـ تصميم يشابه تصميم ذلك الجسد الذي نجح في نحت محلا له في الذاكرة ، بريانة عوده و إنحناءات تفاصيله المغوية !
في الغد موعد الإقلاع ، حيث يغادرون بغداد متوكلين على الرحمن و مفوضين أمرهم إليه ، من أجل ' نفسيتها ' فقط انصاع لأمرها العنيد و سيرافقها مع عمر ، سيتمم ما توده ، تحتاج إسنادهما و رضوخهما في كل ما تبغيه ، و سيفعلان ، لا تظنوا بأن الأمر يغريه ، أو حتى يمنيه بـ نتاج ، فهو أكيد بأن مقابلته مع ذلك الكلب ستكون بنهاية ترسخ في الأذهان لشدة وقعها ، إلا إنه لا يود المجازفة بصحة اخته ، متيقن بأنها و إن لم يصاحبهما سترضخ لأمر زوجها و عقلها و تخضع للعملية الموعودة ، إلا إنه من المستحيل أن يستطيع أحد تغير نفسيتها و هذا ما أقلقه ، فـ إنصاع لها بغير اقتناع باد !
حتى الآن ' شريكته ' في السكن لا تعلم عن مغادرته شئ ، و لو لم يكن في الامر ضرورة لما أخبرها ، فهو غير مستعد لـ تبادل أحاديث ' وقحة ' مع إحداهن ، ليس مستعدا البتة ، لكن ماباليد من حيلة ، و هاهو يدهس عقب السيجارة الـ ... لم يعد يعلم ترتيبها الرقمي ، و لكن ما يراه هو إمتلاء المنفضة بـ عدد مهول من اخواتها ، زفر بـ سخرية باسمة ، ليتحرك قاصدا وضع القدح على الطاولة القريبة ، متوجها بعد ذاك بـ هدوء نحو الغرفة القريبة ببابها المؤصد ، و لا يهمه إن كانت قد غرقت في السبات الليلي و هو من سيوقظها ، تلكأ قليلا قرب العتبة ، مذكرا نفسه بـ ' دمامة ' عمله إلا إنه لم يتراجع ، فـ إرتفعت يمينه طارقة على الباب ، مناديا بـ هدوء نسبي من تقطن خلفه بسكون ؛ لم يطل إنتظاره لتطل امامه بـ ملامح مهمومة ، لم يفته لمعة الدمع بمآقيها ، و لم تحرك به المشاعر بذات الحين ، عاتب نفسه الصلدة ، برغم إنه لم يكن يوما بـ مرهف الحس ، إلا إن بعض المواقف تتطلب بعضا من الشعور ، و هو لا يمتلكه إلا عند إناث معدودات ، كـ اللين والجدة ، و تلك الراحلة !
تلك التي امتنعت عنه طيلة الإسبوع المنصرم ، صامت عن صوته بـ شجاعة يحني لها قبعته ، لكن الأمر لن يطول ، يعرفها هو ، و شبعت معدته من ارتشاف كؤوس تهديداتها الفارغة ، لم يحدث أن إصطبرت به غيابا وهو صارم ، فـ كيف بعد أن إستباح عنق صمته و باح لها بالكثير ؟! ستعود ، حتما ستفعل !
لم يدرك بأن خياله هاج و ماج بـ حقل الجلنار المؤصدة أبوابه برغم إباحة هذا السهل امامه إلا بعد أن جاءته نبرة ضيق مموجة بالهزل لتطرق أسماعه فـ توقظ عفريت الجنون برأسه : خير دكتور ؟ لـ تقلي صايحني ومقعدني من النوم حتى تصفن ' تسرح ' بوجهي

ضاقت احداقه غيظا ، فـ ضغط فكيه ببعضهما محذرا بـ حدة : شنو ؟

تمللت بـ وقفتها محتضنه ذراعيها امام صدرها ، فبدت بمنامتها الـ حمراء أنثى مستعرة بإمكانها أن تطيح بعقل أي رجل ، إلاه و أي أحد قد ذاق ما ارتشف ! فـ هو لن ينسى يوما ما حدث ، لـ سوء حظها ، و حسن حظ الأخرى .. تغاظى عن وقاحة نظراتها ' بصبر نادر ' لـ يعود فيسأل بنبرة تحذيرية رجف لها نبض قلبها : شـنو ؟ شقلتي ؟

إزدردت ريقها بـ كمد ، لتختر أيسر الأساليب فتوصل له رسالتها الكارهة لـ ' وجوده جسديا و غيابه ذهنيا ' عن هنا : جنت نايمة و فززتني ، شنو اكو شي صاير ؟

إرتفع جانب شفته اليسرى ببسمة ساخرة ، ليرمقها بـ نظرة مفعمة بالهدوء الكريه ، فيردف : باجر رايح لعمان ، يمكن اسبوع و ارجع ، فـ الصبح من اروح روحي يمهم

يقصد جدته و والدته ، وهي فهمت ذلك إلا إن عنصر المفاجأة لكونه مسافرا حيث تلك أجبرها على القول بفاه مفغور : وين أروح ؟
آه ، قصدي .. إنتة ليش تروح ؟

لم يكبت زفرة اللوعة لـ تنبعث من عمق صدره ، فـ تشتعل هي بـ هيجان قدر افكارها النسوية ، و قبيل أن يطفأ لهيبا تآكلها صرخت به معتدلة في وقفتها : تروووحلهااا ؟ إنتتتة شنوو مـ تشبع منها مصاايب ؟؟؟ لوو خلص صاارت ادماان عندك ، حبببك إلهاا وخباالك بيهاا ينسييك كل اهلك ، حتى لو روحتك يعني موتك هم تروح موو ؟ لييش متتذكر من وراها واهلهااا شصاار بيك و بييية ؟ فهمني لو اختك بمكااني جان نسيـ ـ ـ

زأر مفترسا لتنتفض بقلب مرتعدة فرائصه : كااااافي و سسسسم ان شااءالله
فإنتفخ صدره بالشهيق مسترسلا بـ غضبه ' اللا نادر ' فقط سنا برقه لـ ايام ولت ، ممتقع الملامح بإشمئزاز طعنها في صميم روحها المرفرفة بالجروح : لهذااا ما ارييد اشووف جهرتج ' خلقتك ' و لا احجي وياج لإن حجيج ينقط سم مثل وجهج ، سااارة تعرفيني زين انتي ، و تدرين بية مـ تنلوي ذراعي بجم حجاية طايح حظهاا ، فـ خلي عقلج براسج و بطلي هالسوالف مال زعاطيط

إسترسل بإفراغ جام غضبه و كأن مس أصابه ، فـ تقدم منتصف خطوة ليحذر : كل مرة اقلج لتجيبين طاري احد من اهلي على لساانج ، كللل مررة و مـ تجوزين ، ترة وصلتيها لخشمي ، و تعرفيني وكت الي انفجر اذا ابوية قداامي هم ما اعررفه ، أرجع واقلج إتقي شري

لا يدري أهو الشعور بالذنب لكونها تقارب مساس أم الحقيقة ؟ أ تراه ينتقم من نفسه لـ تخاذلها أمام ما تتمناه و تسعى له بـ الخفاء ؟! أم إنه صدقا لا يحتمل أن يعارك من امامه بـ وقاحة ألسن ، رغم حسن الوجه ، تراها دميمة اخلاق بصورة بشعة ، إن ظن إنها إنهارت كـ رفات تمثال شامخ بعد كل ما أصابها فهو مخطئ ، بالعكس فهاهي لا تكف عن تكشير أنيابها و الشمر عن ساعديها للولوج بـ حرب لا خاسر بها غيرها ، و رغم علمها تراها تتمتع بروح قتالية تمنعها من الإنسحاب ! ليت لـ ' تلك ' نصف ما تمتلكه هذه من شجاعة ، لـ ربما حينها ما كان أوجعها بقدر ما فعل ، و ما كان سـ يتوجع لأجلهما هكذا !
ها هو يعود لـ ينخرط في عالم الحنين ، أما يكتفي من مواكبة اخر صيحات طيفها الضعيف ؟! متى سينأى عنه هذا الجنون المرافق لـ ذكرها ؟ رفع يساره لـ يدلك جبينه متمتما بإستغفارات متكررة ، المرأة الشامخة امامه بإباء هي من تجبره على افلات عقال لسانه ليطلق ترهات ما كان سينطقها لو ظل به عقل ، هي من تتحرش بشياطينه و من ثم تبكيهم رعبا ! ، أ فعلا هو الرعب ؟ أم إن الأمر لا يتجاوز الدهاء الحوائي ؟! إن عاد و ظن بها ضعفا فها هو يأثم بظنه مجددا ، إذ إنها هاجت بـ وجهه منفعلة و الدمع يصب من المقل بجريان سريع : فوقاااهه تقوول عليهاا اهليييي ، تعتبرهااا اهللللك !! زيين و اني ؟ شنووو موقعي من الاعراب ؟ هاا فهمنيي ؟ ما ارييد منك شي بس إحتراامي لـ تقلله

جال بصره بين قبضة يديها و انتفاخ اوداجها ليصرخ بلا إستيعاب لمنطقها الثائر : يا احترااام هذااا ؟ إنتي شبيج ؟ منوو داسلج على طرف ؟ شو وصلتيها للاحترام ، بكيفج سويتي عركة و تتبجبجين و محد حاجي وياج ، ' تخلل نبرته القليل من الهدوء بعد أن نفث ناره بـ زفير طويل ' سمعيني يا بت الناس ....

لتبتر عليه محاولة تلبس الهدوء إذ تعالى صوتها اكثر : إنتتتة اسمعني ، أني بهالمذلة ما اعيييش

ضحك بخرس هازا رأسه و بصوت مموج بالسخرية علق : لا إنتي مو طبيعية ابد

اجابت بجنون استوقدته برودة نظرته و لا مبالاة إسلوبه ، فأكيدة هي بأنه لا يدرك مدى حاجتها هذه اللحظة لإن يغرسها بين كتفيه حتى تهدأ ، و لن يدرك أبدا : إييي مو طبيعية ، مخببلة و الي خبلنييي اهل مرتك الغالية ، خبلووني الله يخبلهم و لا يوفقهم ان شاء الله

رفع حاجبيه برفقة توسيعه لحدقتيه ، ليتحرك خارجا نحو ردهة الجلوس متمتما بضجر : أستغفرررك يا رب

شعر بها تتبع خطواته بـ ضياع ، و لم يوليها بالا ، إتخذ من احد الارائك سكنى لجسده المرهق و إذنه ' بلا سيطرة ' تستقبل لغو حديثها : زين سؤال

مد بساقه الايمن لتستريح مدلكا فخذه بـ هدوء قدر إستطاعته ، ليردف غير آبه بسؤالها و لا موقن لأبعاده : سارة باجر وراية سفر خـ** ، اريد انطمر ' أنخمد ' جم ساعة قبل لا اولي ، فوتي نامي و خلصيني من همج

رفع رأسه نحوها هذه المرة مراقبا إياها تتخذ من الطاولة امامه مقعدا لها ، لتستقر ساقه المعطوبة بين قدميها ، بجدية غير مشوبة بـ أي ضعف استطرقت : ما اروح اذااا مـ تجاوبني

هتف حانقا و كله يحقد على كله لـ إيقاظه لها مع الشياطين : استغفر الله العلي العظيم من كل ذنب عظيم ، لا إله الا الله ،، قولي شعندج

عند ضغطه الزر الاخضر اسرعت بالسؤال و نظرتها تكاد تثقب رأسه لتصل الاجابة قبيل نطقها : إنتة تحبها ؟

يده توقفت عن تمسيد رجله ، ثم همس غير مصدق تماديها في ممارسة الوقاحة : نعم ؟؟

كررت حركتها السابقة بـ تكوير قبضتيها و الناظر اليها يهيأ له إستعدادها للإنقضاض على منافسها في حلبة مصارعة من الوزن الصخري : ما اروح اذا مـ تجاوبني والله

خدرت اعصابه لوهلة ، فـ جاءها رده سلسا خاليا من دوي المدافع الصراخية : و ماكو شي يخليني اجاوبج على سؤال اتفه منج ، امشي ولي نامي كرهتيني بالساعة الي قلت اقعدج بيها و اقلج راح اولي ، لو رايح بدون لا اقلج و خلصان اشرفلي

و كإنها صماء ، كررت و هذه المرة تقدمت بجسدها حتى لامست ركبتيها طرف الاريكة : علي تحبهااا ؟؟

احداقه راقبت قربها الحثيث ،
ساقاها العاريتان بـ تلك البجامة الواصلة حتى الركبتين متقلصتان بشد عضلي اثار قلقه ، فـ تعقل برده : يااا حب هذااا ؟ إنتي مخببببلة ؟ سارة قتلج عووفي سوالف الزعاطييـ ـ

أجزمت بـ حقد شع بنظرات سلطتها بقوة بإتجاه بؤبؤيه : تحبهاااا

عاد خلفا ليضرب ظهره بـ الأريكة متهربا بـ ذات الهدوء : سارة كاافي

تأبط الشيطان ذراعها لتصرخ ثائرة بتزامن مع استقامة جسدها لتتلامس سيقانهما : والله العظيييم تحبهااا ، علي لتنكررر ، قوول أحبهااا قووول

زاغ بصره حالما صارت قبضاتها في ذمة اللا وعي ، لـ تلقي بلكماتها الغاضبة على فخذيها منحنية بقدها نحو الأمام قليلا ، فما كان منه إلا أن تقدم قليلا مادا بيديه نحو قبضتيها حتى عتق رقبة جسدها من العقاب ، ليجرها بقوة حتى جثت ارضا امامه و بين فخذيه ، إهتم أن يكون وقوعها منصفا فلا تتألم ، و لا يدري كيف إستشاطت عفاريتها أكثر لتهيج هذه المرة محاولة الانفكاك من قبضته و ضربه هو ، بينما لسانها لم ينفك أن يصرخ بـ : تحبها تحبهاا تحبهااا تحبهااااااااا

هي من أشعلت موقد بركانه ليثور بها فيقف دافعا اياها بقوة حتى إرتطم ظهرها بالطاولة القابعة خلفها

: إي احبها احبهااا احبهاااا ارتاحييييتي !!!!

هدر بـ زئير ليث قاضوه لـ سيادته في مملكته ، تعسا لهم كيف يفعلون و هو الملك بـ مزونه .. و تعسا لها لما ارغمته على البوح به ، لم يظن يوما أن يدلي بهكذا أمر و لو كان على شفير القتل ، إستفزازها قاده لدق عنق الصمت و هتك ستر القلب ، نعم لقد لوث عرض فؤاده ، بيديه قاد نفسه للـ فضيحة ، فضيحته بها .. ويلات لها جعلت منه رجل بائس منكسر ملوي الذراع بـ حبيبته !! حبيبته الضعيفة ، لطالما ابتزه ضعفها ليجور و يقسو و يعصر الأفئدة ، لم تخيب ظنه يوما بـ موتها دونه ، موتها الحي ! أ تراه يحبها فعلا ؟ غدا عليه الرحيل مع أخته لخوضها عملية دقيقة قد تقضي بنحبها لا سامح الله ، وهو هنا يقف بـ إنتكاسة قلب و انحناءة كتف مشاعر ، و بزلة لسان يتصل بعد الحنجرة بالفؤاد يعترف بـ حبه لـ واحدة هجرته ، أي تيه تمكن منه بعدها !


كان رجلا بألف أخرين ، يصوب بـ طعناته في صميم الصميم ، يعرف جيدا كيف يأتي بمصرع الروح ، تراه يخنقها بحبل رفيع نهايته ملتفة على بنصر يمينه ! لم ينبو له سيف اراده أن يفتك بنسيج الخاصرة ، و لم يفلت منه سهم قصد به تثقيب الجبين ، و لم يعصيه رمحا عن الانزراع في الصدور !
رائعا بالتصويب يا علي ، رائع بقدر قسوتك و ظلمك ، سلطانا بـ ساديتك ، و إمبراطورا بـ سطوة ملوكية لا تليق بسواك ، يامن سبيتني فصار قلبي كـ جارية مغلوب على أمرها لا تتمنى من دنياها سوى أن يرضى عليها سيدها السادي ! ، وهاهو يصفع خد احلامي بـ كف من قرميد ، ليرطم جسدي بـ أرض الواقع بعد طيرانه بلا جناحين في فضاء الحلم ، كم لبثت هناك الاعب الغيمات و احاول تثقيبها لتهطل أمطارا تزهر بـ كرمها ورودي ، و لكني للأسف لم اعود بمحاولاتي سوى بـ ثقب في القلب !






.
.
.



: ماماااا خلص إشترااك النت !!

صاحت متذمرة و يمينها تحمل هاتفها ملوحة به امام والدتها اللاهية بـ عمل المطبخ ، ليستوقف الموضوع الاخيرة ، فتوليها جل اهتمامها قائلة : لعد شلوون هسة ؟ عندج رقم ابو النت خلي يشغله لحدما يرجع اخوج ، لازم نخابر كل شوية نشوف شلون صارت البنية

علقت هي متحركة نحو طاولة الطعام لتتخذها بدلا من كراسيها مقعدا لها ، ملوحة بقدميها ذات الامام و الخلف : قابل اني اخابره يا ماما ، و مـ ترهم ' تضبط ' إنو اخبار عمر و اقله يخابره هوة

: لا ماما هسة اخوج بيا حال
زين دخابري أية خلي محمد يجي يوديله للولد فلوس و يقله يدخللكم كارت

: لا ماما عيب محمد بيته هنا هنا ' بمعنى بعيد ' حتى يجي ، و اصلا لا هوة يندل المحل و لا اني ، هممم اقلها لأية بس خلي يخابره يقله يحط كارت و بعدين ان شاء الله من يرجع عمر هوة يوديله الفلوس ؟

: اي ديللا ، و ليش دتقولين لأية خابريه إنتي

' ماشي ' ، قالتها لـ ترفع هاتفها مجددا قاصدة الاتصال بـ زوج شقيقتها ، ليصلها ردا بأن الهاتف مغلق في الوقت الحالي ، زفرت بضيق تحاكي به والدتها منزلة الهاتف لحجرها : عيني محمد افندي موبايله مغلق

: يووو ، دخابري ملك لو رجلها

: إفففف من ملك ما اريد شي

: ميييس انتي مو جاهلة ' طفلة ' ، هاي اختج وبعدين انتي مسويتها فد مرة وية بتها عبالك زعطوطة

: أنييي موو زعطوطة ، و بتها فد وحدة ادبسزز ، وكيييحة ' مشاغبة ' و ملك خانم لازم محد يقوللها بتج وكحة ، كسرتلي الاي باد مااالتي و لازم اسكتلها ؟ ليش بأي حق ؟

لتهز برأسها بآسى من أن ينضج عقل هذه المدللة ، لتعلق بعد ان عاودت عملها في تنطيف الثلاجة : و الله عقلج اصغر منها ، دنشوف لعد هسة حتبقين تنتظرين محمد ليوين ' إلى متى '

: عادي انتظره ، و اخابر عمر على الشبكة مو الا فايبر او سكايب

: كيفج بس مو بعدين تقولين خلص رصيدي و خلص رصيدي

: حتى لو يخلص انتي تشتريلي حبيبتي

: اني معلية ، أني ادفع فلوس النت بس

بغنج ترف عبست : مامااااا

لـ تستدير نحوها مسرعة فـ تخبرها بما جاء ببالها : صدق ليش متخااابرين ألن ؟ هوة يندل المحل و يعرفه للولد

فزعت لتهتف بلا شعور : لالالا ، ما أريـ ـ ـد

تلعثمت بأحرفها الأخيرة حالما أولتها والدتها جل إنتباهها مستفسرة بـ وجل : و شبيج اخترعتي ؟ ليش قابل هاي اول مرة تحجين وياه ؟

إزدردت ريقها المتيبس ، لتطرق رأسها اسفلا بمحاولة فعلية للفرار مستخدمة اللهو بـ الهاتف وسيلة لذلك : لأ ، عادي
رفعت نظرها لثانية فـ قوبلت بـ صمت مفكر من قبل الحنون لتجبر نفسها على الانصياع لأوامر عقلها فتجيب بـ تماسك : بس عيب من الولد ماما ، كلما نريد شي نقله ، و بعدين مدام رجل ملك و رجل اية موجودين نروح نخابره هوة ليش ، رح يقول ديستغلوني

امتقعت ملامح امها بلا اقتناع ، لـ تشير لها بهزة رأس نحو الهاتف : خابريه خابريه ، يا استغلال هذا قابل هوة هستوة يعرف اخوج

ثم عادت لـ تكمل عملها ، فما كان من الصغيرة سوى أن تقول : زين مام ، خابريه انتي ، حبابة

لم تكلف نفسها عناء الالتفات ، فقط تساءلت : ليش ؟

لـ تعترف المشاغبة بـ تأن : مو استحي منه ، حسيت من قلتلهم على النقل كلهم زعلوا مني ، فـ ما اريد احجي وياه

و للخلاص من عناد ابنتها الذي تحفظه عن ظهر قلب تمتمت : ديللا دقيلي عليه ، بس من موبايلج ، هوة اسيا مو ؟ ' أسيا : أحد خطوط الاتصالات '

انحبست انفاسها لوهلة ، لا تود أن تتصل به من هاتفها ، لا تريد له أن يتخلخل بنبض حالما يتراقص إسمها فوق شاشته ، أ هذه هي الثقة التي تتحاكى بها الفتيات ؟ لا تدري لكنها تدعو كل ليلة أن تكون مخطئة بـ إعتقاد نجح في سلب جفنيها راحتهما ، هنالك لقاء ' عسى ' أن يكون اخيرا بينهما ، سيحدث بعد أيام فقط عند ذهابها لـ إتمام امر سحب اوراقها من تلك الشركة الأهلية : ما ادري هسة أشوف
و تمنت بقلب متوجل أن يكون رقمه عائدا لـ شبكة ' زين ' كي تتعلل بتطابق شبكته مع شبكة خليوي والدتها فتتصل منه ، و لكن لم تكن الرياح آتية بما يشتهي زورقها الصغير ، بـ تنهيدة فقدان حيلة أجرت الإتصال ، لتقدم الهاتف لـ والدتها قائلة بـ عجل : أروح للحديقة ادور سوكي بلكت ' عسى ' رجعت

ليأتيها رد الحنون بكثير من الإشفاق : إي أمي طلعي شوفيها ، هاي مو خوش شغلة اذا لينا عرفت بيها ضايعة تموت قهر

إنسحبت من المكان مسرعة ، لتتنفس الصعداء عندما صارت بمفردها ، إذ رفعت نظرها نحو السماء متمتة بجزع : يارب لتوجع قلبه ، خطية !

شعرت و كأن بسائل كثيف القوام شديد الحرارة ينساب على جلد ظهرها ، فـ يترك أثرا بشعا مثيرا للتقزز ، ما بال ذكر ذلك المسيحي يعكر صفو ذهنها ؟! لم لا تحتمل أن ترن حروف إسمه في دهاليزها السمعية ، نفخت من فمها بخارا باردا ، لتحتضن نفسها بـ رجفة مشاعر و جسد ، هزت رأسها نافية الإنسياق لـ حوافر الخيل الجارة بعربة تقطن بها هي حيث قمقم الافكار المشعوذة
عادت من شرودها بـ هلع طفيف بعد إذ لمحت مكان القطة الفارة ، يا إلهي لو علمت اللين بأن ' إبنتها كما تسميها ' قد إختفت لـ جنت و هي هناك ، منذ يوم سفرهم و الشقية إختفت ، رغم حنقها عليها و عدم الاستحسان الرسمي الذي تعترف به كل حين إلا إنها قلقة من أن يكون قد أصابها مكروها ما كـ اندهاسها تحت عجلات سيارة ، أو حتى دراجة هوائية ، و بما إنها ما زالت صغيرة و حسنة المظهر ، لربما أخذها احد الاطفال !! المجنونة ، عرفت جيدا كيف تقض مضجع لا مبالاتها





.
.
.


الساعة الآن 01:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية