منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والاخير) (https://www.liilas.com/vb3/t176646.html)

Rehana 24-06-12 11:47 PM

اهلين زهوري .. منورة حبيبتي

آهة .. والله حتى انا بحب مشاعر البطل لما تظهرها الكاتبة لنا

تسلمين تواجدك العطر

وودي لك

Rehana 24-06-12 11:51 PM

6- بحر الشوق

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

أصيب جوني بالذهول لدى رؤيته ميغان في صباح اليوم التالي .. فقد اختارت للجنازة بذلة نسائية سوداء, تبرز مفاتنها وتجذب الانتباه الى ساقيها النحيلتين وكاحليها الدقيقين, وحذائها الاسود ذي الكعبين العاليين .. أما شعرها فكان مدهشاً بكل ماللكلمة من معنى..
لم يقدر جوني على إبعاد عينيه عنه خلال تناوله طعام الفطور..إذا اعتاد على رؤيته مسرحاً على شكل ضفيرة او مضموماً بإحكام خلف عنقها, وتعلوه قبعة كبيرة .. ولا يذكر انها صففته يوماً بهذه الطريقة..فقد تركت خصلات شعرها الأحمر المتموج اللماع تتدلى بإغراء على كتفيها ,
لتشكل مع بشرتها الشاحبة تناقضاً غنياً صارخاً مقارنة بملابسها الكئيبة..منتديات ليلاس
يبدو وجهها مختلفاً ايضاً ؟ أهو تأثير جمال شعرها الباهر ام لمسات الماكياج الخفيفة؟
فقد رسم حاجباها بقلم داكن, وزين جفناها بظلال دخانية اللون, اظهرت شكل عينيها وحجمهما, مضيفة الزيد من الأنوثة الغامضة الى صراحتها اللاذعة. فيما أبرز أحمر الشفاه الأحمر المائل الى البني شفتها المثيرتين..
كان يعلم جيداً ان جمالها سيبدو أخاذاً إن بذلت القليل من الجهد .. غير انه لم يكن مستعداً لهذا المنظر الفتان..
لفت انتباهه عقد اللؤلؤ الذي زينت ميغان عنقها به.. عقد شبيه بالعقد الذي اشتراه لها بمناسبة عيد ميلادها الواحد والعشرين..

Rehana 24-06-12 11:58 PM

كان جوني يدرك بأنه يليق بأمرأة رائدة ويتلاءم جيداً مع ذكرى بلوغها سن الرشد..
اشتراه يومها لها من بروميه , حيث أجود أنواع اللآلئ في العالم .. وأراد أن يقدمه لها بنفسه ..إلا أنه لم يستطع ان يترك ليزيل..
مضت سنوات طويلة على تلك الحادثة, ونسي جوني أمر اللآلئ كلياً .. وبعد موت ليزيل وخسارة موهبتها الواعدة .. هاهو اليوم يفجع بموت باتريك .. عليه ان يفكر بالرجل وليس بابنته..
حاول جوني ان يركز اهتمامه على تقديم الاحترام الأخير لـ باتريك ماغواير ..وعلى الرغم من ذلك, بقي ذهنه مشتتا خلال مراسم الدفن.. إذ كلما مالت ميغان الجالسة بقربه برأسها ماجت خصلات شعرها الأحمر ,وفاحت منه رائحة شبيهة برائحة الليمون الحامض اللاذعة والمنعشة في آن معاً..
وقفت ميغان الى جانبه فيما كان جثمان باتريك يدفن الى جوار جثمان زوجته الحبيبة, فبدت اطول قامة بحذائها ذي الكعبين العاليين , وقد لامس أعلى رأسها ذقنه..
كم كان باتريك ليفتخر بها لو رآها اليوم واقفة معتزة بنفسها!
عند عودتهم الى المنزل راحت عينا جوني تلاحقانها من مكان الى آخر, وهي ترحب بالضيوف الذين جاؤوا للمشاركة في وداع باتريك , وتصغي باهتمام الى كلامهم وتقدم لهم الطعام والشراب.منتديات ليلاس
لم يستطع جوني التعرف على الحاضرين جميعاً, ولكن ميغان كانت تعرف كل واحد فيهم وتدرك صلته بوالدها تمام الإدراك..
هذه هي حياتها , في حين انه مجرد زائر في غواندمورا..
منتديات ليلاس
كان سكان المزرعة يعرفونه ويستمتعوا برفقته والتحدث معه.. ولكن ذلك وحده لا يكفي .. عليه ان يبقى الى جانب ميغان ويشاركها مسؤولية الضيافة , ويألف كل ماتألفه.. فالإحساس بأنه مجرد دخيل أو نجم بوب أثار غيظه, خاصة حين رأى شباناً من المزراع يحومون حولها محاولين الاستحواذ على انتباهها..
شبان فتنهم شكلها الخارجي المختلف .. شبان تهافتوا ليحظوا بابتسامة ودودة منها..أيعقل ان يفقد جوني سحره؟ وشعر برغبة غريبة في التملك تسيطر عليه وتدفعه الى الإنضمام الى الحلقة الصغيرة التي كانت تجمعها بألئك الشبان , وكأنه يريد ان يشعر الجميع بحضوره القوي, غير ان ان الأمر لم يجد نفعاً إذ أخذوا يحدقون فيه بفضول, من دون ان يجدوا فيه شيئاً يهدد مصالحهم.
حاول جوني ان يتمالك نفسه حتى لا يعلن امام الملء بأنه بات يملك نصف غوندامورا التي سينقذها من الإفلاس لافتاً انتابهم الى ان ابنة باتريك ليست العروس الثرية التي يحلمون بها.. ولكن , هل من طائلة ترجى من القيام بخطوة مماثلة ؟ فشكلها الخارجي كان يلفت اليوم الانتباه اليها بمافيه الكفاية..
لاشك ان جوني كان قليل التهذيب بعض الشيء , حين دفع شاباً كان يحاول الدنو منها, إذ نظرت ميغان اليه ساخطة وقالت له بحزم:
- لا احتاج الى أخ كبير يراقب تحركاتي ياجوني.ريحانة
المشاعر التي خالجته في تلك اللحظة كانت بعيدة كل البعد عن المشاعر الأخوية .. فإذا به يجيبها بحدة:
- يبدو انك لا تعاملين كل الرجال بفظاظة!.
اتسعت عينا ميغان.. فأدرك جوني ان نبرة صوته فضحت إحساسه بالغيرة..

Rehana 24-06-12 11:59 PM

كان يشعر بالغيرة حقاً.. وتمنى في سره لو انه اطلق ليلة امس العنان لأهوائه وعانقها بجنون حتى لا تعير احداً سواء اهتمامها..
أراد ان يمسك بذراعها ويحملها بعيداً عن الأعين الفضولية, ويقنعها بأنه الرجل المناسب لها..
ولكن هل هو الرجل المناسب لها فعلاً؟ وماتأثير هذه الخطوة على علاقة العمل التي تربط بينهما, لاسيما إن لم يرق لها الأمر؟
- كنت أحاول ان ألعب دور المضيفة اللبقة كما اعتادت والدتي ان تفعل!.
قالت له ذلك وقد رفعت ذقنها بتحدي.
- حسناً سأدعك تهتمين بضيوفك!
لم يحاول ان يلح عليها مذكراً نفسه بأن جميع الحاضرين أتوا اليوم من أجل باتريك...غير ان نيران الإحباط بقيت تتأجج في داخله طوال الوقت.. ولم تخفف من جيشانها الا بعض النظرات الخاطفة التي كانت ميغان ترميه بها, بين الفينة والفينة..
إنها تجيد إثارة غضبه!.. وعليه ان يعاملها بالمثل!.
شعر جوني بالارتياج بعد مغادرة الضيوف , وشغل نفسه بتنظيف المكان, وتبادل الأحاديث مع إيفلين في المطبخ.. وقد استعاد إحساسه بالانتماء الى هذا المكان..منتديات ليلاس
لم يشأ افراد العائلة المشاركة في عشاء رسمي, في تلك الليلة وفضلوا ان يتناولا بقايا الطعام خلال استرخائهم في غرفة الجلوس, بعد ان استعاد المنزل طبيعته..
منتديات ليلاس
أجمع الكل على ان الجنازة كانت تليق بمكانة رجل مثل باتريك ماغواير.. رجل سيفتقده الجميع.. ولم يمض وقت طويل حتى بلغ الإرهاق من الحاضرين مبلغاً, فأخذوا يتسللون الى غرفهم, الواحد تلو الآخر الى ان بقي جوني وميغان بمفردهما..
كان جوني جالساً بتكاسل في كرسي ذي ذراعين, فيما استلقت ميغان على الكنبة مسندة مرفقها الى ذراعها , ورافعة قدميها , بعد ان خلعت حذاءها ذي الكعبين العاليين ...ووجد جوني نفسه يتأملها بإمعان..
كان يتوقع ان تغادر ميغان الغرفة ,آبية كالعادة ان تبقى بمفردها معه .. ركز جوني نظره على قدميها يراقب تحركاتها ..فإذا بها تلوي اصابع قدميها.. سألها وهو يتأمل حذاءها الطويل..
- هل تشعرين بتشنج في قدميك؟
- لست معتادة على انتعال أحذية حديثة الطراز!
- أتريدينني ان أدلكهما؟
- هل هذا السؤال نابع من إحساسك الأخوى تجاهي؟
رفع جوني عينيه , لدى سماعه نبرتها الساخرة, فوجد امامه عينين ملؤها التحدي الغاضب..
لم تعد ميغان قادرة على كبح سخطها:
- لست أختك الصغرى ولا احتاج اليك لتعتني بي.ريحانة
قالت ذلك احتجاجاً على طريقة معاملته لها.. فليلة البارحة أمسك بيدها وطبع قبلة على جبينها , كإنها طفلة صغيرة..
منذ ساعات الصباح الاولى وهو يلازمها وكأنه يخشى ان تترنح , فيسرع للإمساك بها , حاشراً أنفه في مالا يعينه, كلما خطر له انها عاجزة عن صد أي محاولة غير مرغوب بها لمواساتها..

Rehana 25-06-12 12:04 AM

استقام في مجلسه مقطباً جبينه إزاء فعلها:
- كان مجرد اقتراح ودي!
ودي! أيعقل ان يجلس عن الطرف الآخر من الكنبة ويدللها ويمسد اصابع قدميها..؟
من المؤكد انها ستفقد صوابها!
أنزلت رجليها عن الكنبة وهبت واقفة وهي تنظر اليه بعجرفة وعدوانية ..
- إنني بخير .. وأظنك لاحظت انني لم أعد فتاة صغيرة ياجوني.
ابتسم جوني بازدراء واجابها قائلاً:
- من الصعب ألا يلاحظ المرء ذلك.منتديات ليلاس
- حسناً .. قل لي ما الذي لم يرق لك.
- لم يرق لي؟
- لم اسمع منك أي تعليق إيجابي.
رفعت يدها تبعد خصلات شعرها عن وجهها بنفاذ صبر.. قضت ساعات طويلة تغسل شعرها وتجففه ليبدو كثاً وأنثوياً..
- ألا أبدو جميلة كفاية في نظرك؟
- لست جميلة كفاية؟!
ردد جوني تلك الكلمات وهو يهز رأسه بارتباك..منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
صحيح ان كلماتها لا تدل على انها اخته الصغرى إلا ان امتناعه عن التعليق على الخطوة العملاقة التي قامت بها لتغير نظرته اليها أثارت سخطها .. فصرت على اسنانها مصممة على نسيان كل محاولة سخيفة قامت بها لإحداث تغير ما..
قالت له ساخرة:
- أظن انني أصبحت رائدة كفاية هذا المساء .. مارأيك لو تخلد الى فراشك وتدعني أغرق في أحزاني..
نهض فجأة من مكانه وأمسك بذراعها فيما كانت تمر امامه :
- ماذا تقصدين بقولك إنك ( لست جميلة كفاية )؟
كانت تلك الكلمات تسد حلقه وتكاد خنقه.. فراحت عيناه تحدقان بها بإمعان وكأنهما تريدان الوصول الى اعماق روحها..
دفعت هذه الحدة المنبعثة منه ميغان الى المضي قدماً في تحديه:
- لم تلاحظ انني وضعت عقد اللؤلؤ الذي قدمته لي مناسبة عيد ميلادي الواحد والعشرين.منتديات ليلاس
قالت له ذلك بنبرة باردة:
- وكيف لك ان تلاحظه؟ أظنك طلبت من احداهن ان تشتري لك هدية ملائمة لترسلها لي.
- رأيت العقد.
كان رده حازماً ..
- اخترته بنفسي.. وسررت لرؤيتك تضعينه..
لم تتفوه بكلمة..
- ماذا تريدينني ان أقول لك؟ أأقول لك إنك تبدين رائعة ولا اقوى على إبعاد عيني عنك, واتمنى ألا يراك احد سواي..
احست بنشوة الانتظار تغمرها.. لقد نجحت في التأثير عليه كرجل.. وتمكنت من إشعال فتيل الغيرة في قلب جوني إيليس من الشبان الذين لم يخفوا إعجابهم بها..
إنه يرى فيها امرأة قادرة على لفت انتباه الرجال اليها .. إنها خطوة عملاقة .. فإلى اين ستؤدي بها إن لم يكن مستعداً لها ؟
قالت له ساخرة:
- أتظنني أحتاج لحمايتك؟.
- لم يخطر ذلك على بالي..


الساعة الآن 07:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية