منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   34 - الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148414.html)

نيو فراولة 22-09-10 08:11 PM

ولزم آدم الصمت وأخذت هي تنظر من نافذة السيارة وهي تشعر بمنتهى التعاسة , وشيئا فشيئا بدأت الصور تتلاشى أمام عينيها فأستندت برأسها على المقعد ولم تنتبه ألا على صوت آدم وهو يقول لها أنهما وصلا ألى المدرسة.
وهمهمت سامنتا :
" لا بد أنني أستغرقت في النوم".
فرد آدم في أقتضاب بالأيجاب , ثم فتح باب المدرسة الأمامي وسألها وهما يعبران ألى البهو أذا كانت تريد طعاما أو شرابا , ولكن تعبيرات وجهه لم تشجعها على طلب أي شيء , فسارعت بالقول بأن السيدة غاريت قدمت لها القهوة.
فقال آدم :
" حسنا , أذهبي الآن وحاولي النوم لتنسي أحداث اليوم".
ولكن سامنتا كانت تريد أن تعرف القرار الذي أتّخذه آدم بعد ساعتين من التفكير , وهو في أنتظارها خارج منزل السيدة غاريت , ولكن ما أن بدأت في توجيه سؤالها حتى بادرها بنفاد صبر :
" لقد قلت أذهبي ألى سريرك".
" حسنا , سأذهب".
قالت سامنتا ذلك وهي تجر قدميها لتصعد السلم ألى غرفتها حيث أرتمت فوق سريرها وراحت في نوم عميق .
وعندما أستيقظت في الصباح كانت أشعة الشمس تملأ الغرفة ورأت السيدة كمبل تقف ألى جانب السرير وقد أحضرت طعام الأأفطار وقالت:
" ها هو أفطارك يا آنسة غولد , فقد علمت من السيد رويل أنك قضيت ليلة فظيعة بعد الحادث الذي تعرّضت له في المعمل أمس و عندما أنقلب أحد المواد على الطاولة".
منتديات ليلاس
جلست سامنتا في سريرها وهي تدفع شعرها ألى الخلف , وشعرت بالأرتياح , فقد أدركت أن آدم وافق على أقتراحها بأختلاق قصته لتبرير ما حدث في المعمل أمس .
وبينما هي تتناول أفطارها أخذت سامنتا تفكر في موقف آدم , أنها هي التي أرغمته على عمل شيء يناقض طبيعته , ولا بد أنه تجشّم في سبيل ذلك , عناء نفسيا كبيرا حتى أستطاع أن يروّض نفسه على الموافقة بأختلاق هذه القصة , لقد أغضبته ألى الحد الذي لا يمكن معه أن يغفر لها , وشعرت سامنتا أن أي علاقة بينهما بعد ذلك ستكون ضربا من المحال ,ولكنها قررت بذل أي محاولة لأقامة ما يشبه الهدنة بينهما حتى يحين موعد مغادرته للمدرسة .
وبعد أن أتمت سامنتا أفطارها , غادرت الغرفة وأتجهت ألى مكتبها , وما أن فتحت الباب حتى وجدت آدم يقف ألى جوار النافذة ,وشعرت بأنه كان في أنتظارها ليحاسبها على موقفها منه ليلة أمس , ولكن آدم بادرها بسؤاله :
" هل تشعرين بتحسن الآن ".
ولما أجابته بالأيجاب قال :
"حسنا , الآن أريد منك أن تقومي بمهمة لي ,بأن تحضري لي أحد الكتب من الكوخ , كنت أود أن أذهب بنفسي ولكنني مشغول للغاية , يمكنك الذهاب بالأوتوبيس ألى منزل السيدة غاريت حيث تأخذين سيارتك لتذهبي بها ألى هناك".
وردّت سامنتا بالموافقة وهي تشعر بالراحة , فقد كانت تتوقع أن يثور آدم في وجهها وهو يوجّه أليها كلماته الوقحة ولكنه بدلا من ذلك , بدا وكأنه يحاول تجاهل هذا الموضوع تماما.
وأخذ آدم يوجهها ألى مكان الكتاب الذي يريده , ولكن سامنتا كانت تريد أثارة الموضوع فقالت :
ط شكرا لحضورك ألى منزل السيدة غاريت للعودة بي أمس ولأختلاقك قصة لتبرير ما حدث في المعمل".
ونظر آدم أليها قليلا , ثم قال وهو يشيح بوجهه لينظر من النافذة :
" لم تتركي لي مجالا للأختيار ,أليس كذلك؟".
وقبل أن تفكر سامنتا في الأجابة , فتح الباب ودخلت أستيل نورتون وأتّجهت بنظرها مباشرة ألى حيث يقف آدم وهي تقول :
" هل تسمح لي يا سيدي بدقيقة من وقتك , فأنني أريد أستشارتك في مسألة هامة".
وتبعها آدم ألى خارج الغرفة من غير أن يحاول النظر ألى سامنتا .
وتوجهت سامنتا بعد ذلك ألى منزل السيدة غاريت التي سعدت برؤيتها , وأخذت تحدثها عن جيمس وحاولت أن تقنعها بالبقاء لتناول الغداء معها , ولكن سامنتا أخبرتها أنها حضرت لتأخذ السيارة للذهاب ألى ستاو .
منتديات ليلاس
كان الجو صحوا وقد بدت الأشجار أشج خضرة ,وسامنتا تقود سيارتها في طريقها ألى كوخ آدم , ولكنها كانت تشعر بالكآبة , حتى أنها لم تشعر بهذا الجمال الذي يحيط بها , ولم تتوقف في طريقها لتناول الغداء , بل قادت السيارة رأسا ألى منطقة التلال حيث يوجد الكوخ .
كانت سامنتا تريد أن تنهي مهمتها بسرعة , ولم ترغب في التجول في المكان , فقد كان مليئا بالذكريات , ولم تستطع منع نفسها وهي في طريقها ألى الكوخ من أسترجاع كل ما حدث بينها وبين آدم , وكيف بدأت الأمور تسير بينهما بطريقة حسنة , وتذكرت ذلك اليوم الذي حضرت فيه مع آدم ألى هذا المكان , ويوم ذهبت معه ألى المسرح , ثم كيف توترت العلاقات بينهما حتى وصلت ألى الحد الذي وصلت أليه أمس , وتوقفت سامنتا بالسيارة لحظة وأسندت رأسها ألى عجلة القيادة وأنفجرت في البكاء , ثم أعتدلت في جلستها بعد أن هدأت قليلا وأستأنفت السير لتصل ألى الكوخ .
وعندما وصلت نزلت من السيارة , وشعرت بالحزن يعتصر قلبها وهي تتجه ألى باب الددخول .
وما أن وصلت ألى الكوخ حتى فتح الباب وظهر آدم.

نيو فراولة 22-09-10 08:37 PM

أهتزّت سامنتا بعنف وأهتز العالم كله من حولها ,لا بد أنها كانت تحلم , قالت سامنتا تحدث نفسها وهي لا تكاد تقوى على الوقوف ولكنها تنبّهت ألى أنها ليست في حلم فقد سمعت صوت آدم يقول مطمئنا:
" لا تخافي يا سامنتا فأنا لست شبحا".
وأستطرد وهو ينظر أليها وما زال بمكانه.
" لقد أنتظرتك طويلا , وخشيت ألا تحضري على الأطلاق , فروّعت من هذا الهاجس خاصة بعدما كان مني معك".
لم تنطق سامنتا بكلمة فقد تسمّرت في مكانها وهي تنظر في عيني آدم ثم شعرت فجأة بالدماء الدافئة وهي تندفع أليها , ألى كل جزء من جسمها لتعيد أليه الحياة من جديد , وسمعت آدم يقول في صوت خافت :
" لقد حاولت مقاومتك كثيرا يا سامنتا , كنت أعتقد أنه لن يمكنني العثور على الفتاة التي يمكن أن تغيّر موقفي من النساء , ولكنني عثرت عليك يا سامنتا ".
منتديات ليلاس
ولم تسمع سامنتا شيئا بعد ذلك , ولم تدر كيف أندفعت لترتمي بين ذراعيّآدم , كل ما تعرفه الآن أنها بين ذراعيه ملتصقة به تسمع دقات قلبه .
وظلاّ متعانقين لحظات ,ثم أبتعدت عنه قليلا ونظرت ألى وجهه , وكأنها تريد التأكد من أنها ليست في حلم , ثم أندفعت من جديد لترتمي بين ذراعيه , وضمّها آدم أليه بقوة ثم قال :
" كان الأنتظار قاسيا يا سامنتا , وأعتقدت أنني فقدتك وأنك لا بد تكرهينني ".
وهمست سامنتا بأنها لا تكاد تفهم شيئا مما حدث , فقال آدم وهو ينظر في عينيها :
" كل هذا لا يهم الآن , المهم هو أني أحبك.... وأشعر أنك تبادلينني شعوري , أليس كذلك يا سامنتا.....".
فنظرت أليه وهي تبتسم وقالت :
" ما زلت مغرورا أليس كذلك........ وما زلت تعتقد أنه لا يمكن لأي فتاة أن تقاوم سحرك القتّال ".
فأخذ آدم وجهها بين يديه وطبع على عينها قبلة طويلة وقال مبتسما :
" هل يمكنك مقاومتي , هذا ما أود معرفته ؟".
وعندما أعترفت له بأنها لا تعتقد ذلك ضحك بصوت عال ثم سألها :
" هل تتزوجينني يا سامنتا , لا أعتد أنك مرتبطة جدا بريتشارد ".
فأبتسمت وهي تقول :
" أن ريتشارد صديق عزيز ولكنه يهتم بعمله في المكسيك أكثر من أهتمامه بالتفكير في الزواج الآن ".
وتنهد في أرتياح وهو يقول :
" والآن ما رأيك في أن نذهب ألى الكوخ لأحضار بعض الطعام للغداء ثم نصعد ألى أعلى التل".
" وماذا عن المدرسة".
" أن السيد جونز يتولى الأشراف الآن , كما أن معه الآنسة نورتون وهي ترعى المدرسة بعين يقظة".
وأمسكت سامنتا بيده وهي تقول :
" كنت أعتقد أنك تنوي الزواج منها".
فهتف قائلا :
" لا , لن يحدث هذا أبدا ".
وبعد تناول طعام الغداء جلست سامنتا ترقب آدم , وقد أستلقى ظهره على الحشائش وسألته:
ط أدركت أنك......".
وقاطعها آدم :
" أدركت أنني أحبك....... منذ أول لحظة رأيتك فيها , وشعرت بالخطر , فقد أثرت في نفسي مشاعر لم تقو أية فتاة أخرى على أثارتها ".
" ولكنك كنت ...........".
" وقحا ....... وفظيعا...... ألا تقصدين ذلك؟".
" ليس هذا ما أقصده تماما , ولكنك كنت فظا ".
ثم سألته :
" لماذا يا آدم ألا تريد أن توضح لي السبب ؟".
ونهض آدم من رقدته وأعتدل في جلسته وقد أكتسى وجهه تعبيرا جادا وهو يقول:
" لقد تعلمت منذ صغري ألا أثق بالنساء".
منتديات ليلاس
وأستطرد يقول :
" كان أبي رجلا كريما وأحبه ألى درجة كبيرة ,وكان هو يحب والدتي ويثق بها ويحاول أسعادها بأية طريقة , ولكنها قاسية وكنت أراها كل يوم وهي تحطم كل هذه الثقة وكل هذا الحب , كانت أنانية تلجأ ألى الغش والكذب والخداع ألى أية وسيلة لتحقيق ما تريد , لم تكن تهتم بنا أنا وأخي الذي يصغرني , وعندما تركتنا في النهاية وذهبت , كان أبي قد تحول ألى حطام ولم يتحمل الصدمة فمات بعد ذلك بعامين ".
وأعقب بعد ذلك فترة من الصمت قطعتها سامنتا وهي تقول:
"أسفة يا آدم وأعتقد الآن أنني بدأت أفهم ولكن......".
ثم مالت قليلا ألى الأمام ولمست يده وهي تضيف :
" ولكن أمك وحدها لم تكن السبب في ذلك , كان هناك سبب آخر أليس كذلك؟".
فنظر آدم بعيدا وبدا لبعض الوقت وكأنه لم يعد مهتما ثم سألها :
" هل من الضروري التحدث في هذا الموضوع".
" نعم أرجوك , فقد حدث الكثير وأريد أن أتأكد من بعض المواقف".
" حسنا , سأقول لك حقيقة ما حدث".

نيو فراولة 22-09-10 08:54 PM


وأستطرد يقول:
" كان لي أخ كما أخبرتك من قبل , كان يدعى جيمس ويصغرني بست سنوات وكنا ملتصقين ببعضنا ألى درجة كبيرة , وربما كان موقف والدتي منا قد ساعد على ذلك , كان أخي رائعا وذكيا , وبعد وفاة والدي أنفصلت للأقامة في كمبردج وبقي هو في منزلنا ولكنني كنت أراه كثيرا , وأثناء دراسته الجامعية ألتقى بفتاة في أحدى مباريات التنس التي كنت أشترك أنا فيها أيضا , كانت فتاة جميلة ومليئة بالحيوية وكل ما يهمها , على ما يبدو , قضاء وقت ممتع , أما هو فقد تعلّق بها ألى درجة كيرة ولم تكن له خبرة بالفتيات كانت هي فتاته الأولى والوحيدة والأخيرة".
وهمست سامنتا تستحثّه على المضي وهي تدرك تماما أن هذه الفتاة هي ليزا , أنها نفس القصة التي سمعتها من قبل ولكن مع بعض التزييّف في الحقائق من جانب ليزا .
منتديات ليلاس
فأستطرد آدم يتحدث بسرعة وكأنه يريد الأنتهاء من الحديث :حسنا , وعدته الفتاة بالزواج ولكنها تخلت عنه في قسوة بعد أن ظهر ف حياتها رجل غني , وشعرت أن الصدمة قد حطمت جيمي , وبعد ذلك ببضعة أيام ذهب مع صديقه ألى سكوتلندا ليتسلّق الجبال ثم عرفت أنه سقط من أرتفاع مائتي قدم ليلقى حتفه على الفور".
وهمست سامنتا بعد أن زال عنها تأثير هذه القصة :
" لكن , هل تعتقد أنه تعمد قتل نفسه ".
" لا يمكن الجزم بذلك , فقد كان جيمي شابا رياضيا قويا وبارعا في تسلق الجبال , وكان من الغريب حقا أن يتسلق ألى مثل هذا الأرتفاع بدون أن يستعمل حزام الأمان , في أي حال قيّدت الحادثة قضاء وقدرا".
" ولكنك لا تعتقد ذلك؟".
أجاب آدم وهو ينظر ألى البعيد :
" لقد رأيت جيمي قبل توجهه ألى سكوتلندا كان أنسانا محطما ليست لديه أي رغبة في الحياة".
وأعقب ذلك صمت طويل , وبدت سامنتا وقد فهمت عنه ما لم تفهمه من قبل , لقد وقع في الخطر لا مرة واحدة بل مرتين , وكان ذلك بسبب أمرأة .
" ثم ذهبت لمقابلة الفتاة وكان لقاء عاصفا , وقلت لها رأيك فيها بصراحة , ونفضت يدك منها ألى الأبد".
وألتفت آدم أليها وقد فوجىء بقولها هذا وسألها:
" كيف عرفت ذلك؟".
" كانت هذه الفتاة هي ليزا أليس كذلك , أنها لم تنسك أبدا ولم تسامحط قط ".
" نعم كانت ليزا".
وأنتهى الكلام عند هذا الحد , وقد أتضح الموقف تماما أمام سامنتا التي أقتربت من آدم , فوضع ذراعه حول كتفيها ولفهما الصمت وهما ينظران ألى التلال من حولهما , وغرقا في السكون الذي يسود المكان .
منتديات ليلاس
وأنحنت سامنتا في جلستها لتلتقط أحدى الزهور البرية الرقيقة ومدّت بها يدها لآدم وهي تردد أحد أبيات الشعر :
" رأيت زهورا تنمو في بقاع صخرية ......".
ثم نظرت ألى آدم وهي تقول:
"أنني أثق في هذا القول أيضا ".
ونظرت في عينيه متسائلة :
" وأنت يا آدم , هل يمكنك ذلك ؟".
ونظر في عينيها طويلا وأنحنى عليها قبل أن يقول :
" ولكنني أثق بك أنت وألى الأبد ".
وتنهدت سامنتا في أرتياح وهي مسترخية بين ذراعيّ آدم وهمست قائلة :
" هذا كل ما أردت أن أعرفه".




تمت

نجمة33 22-09-10 08:57 PM

تسلم إيدك ومشكورة

شوشو2 23-09-10 12:04 AM

روايه جميله اختي
تحفه
تسلم ايدك
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووره


الساعة الآن 04:15 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية