منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني) (https://www.liilas.com/vb3/t145895.html)

شاذن 03-08-10 04:41 PM

6 – الحقيقة المرّة

كانت كاثرين تدعو الله عابسة أن يكون جيريمي في البيت . وكررت دعاءها أثناء صعودها إلى الشقة . لقد اختصرت الوقت مع ميتش تايلر قدر إمكانها ،وطلبت من جيريمي أن يتصل بها عندما يستقل سيارة الأجرة من مطار " ماسكوت"فلا تضطر إلى الانتظار حتى يصبح في البيت ليوصلها ميتش من " وولاهرا"إلى " بيرمونت".
في السيارة ،بقيت متوترة ،شاعرة بالاضطراب من جاذبية ميتش تايلر غير العادية ،راحت أعصابها ترتعش باضطراب مخيف لأنها ستضطر إلى دعوة ميتش للدخول حتى وصول خطيبها .لم تشأ أن يخلّف وراءه أي أثر في الشقة .يكفي أنّ الرجلين سيقفان وجهاً لوجه ،ما يجعل المقارنة لا مناص منها .
منتديات ليلاس

وأخيراً ،توقّف المصعد أمام الشقة فيما حملت مفتاحها في يدها .لحظات قليلة وتودّع الرجل الذي رافقها في كل خطوة .ضغطت زر الهاتف الداخلي لتعلم جيريمي بوصولها ،ثم وضعت المفتاح في القفل ،راجية أن يلاقيها إلى الباب عندما ينفتح فيطمئن ميتش إلى سلامتها ويذهب .وبعدئذ، ستتمكن من الشعور بالارتياح بين الأشياء المألوفة لديها بدلاً من الشعور باليأس لاضطراب الأمور.
تملكها ارتياح بالغ وهي تلاحظ أنّ لهفة جيريمي لرؤيتها بقدر لهفتها لرؤيته .فعندما فتحت الباب على اتساعه رأته يجتاز الردهة ،ووجهه الوسيم مشرق بالتوقع السعيد .فتح ذراعيه ليعانقها فارتمت بينهما ،تنشد الراحة من شعورها بحبه لها .
هتف بانتصار وهو يحتضنها بعنف ،رافعاً إياها ليؤرجحها في الهواء :" لديّ بشارة لك يا حبيبتي".
فقالت لاهثة كالأطفال :" ممم. . . لحظة واحدة يا جيريمي . . . ثمة شخص معي".
- من هو ؟
زنظر من فوق رأسها هازلاً بعدم اهتمام فتصلبت بين ذراعيه وهي تلتفت إلى ميتش ،الذي وقف عند العتبة يراقب عودتها إلى خطيبها بعينين مقيّمتين باردتين ووجه عابس .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول :" هذا . . . "
فقاطعها ميتش الذي بدا أنه لا يريد هذا التعارف :" لا بأس ياكاثرين ،أري أن لا حاجة لوجودي .أنا ذاهب".
ورفع يده بتحية مختصرة فيما أغلق الباب خلفه بيده الأخرى ،جاعلاً خروجه مفاجئاً وحاسماً ، حتى أنه لم ينتظر حتى تشكره مرة أخرى .
السرعة والتهذيب . . . هذا ما أرادته كما حدثت نفسها بعنف ،ومع ذلك ،عاد الشعور الغريب بالفراغ يهاجمها مرة أخرى . . .وكأن شيئاً حيوياً انسلخ عنها .
سألها جيريمي والفضول ينسيه حماسته للحظة:"من هو ذلك الرجل؟".
فقالت ساخرة بجفاء :" حارسي".
- ماذا ؟
- أنها قصة طويلة .

شاذن 03-08-10 04:44 PM

عليها التركيز على جيريمي .كانت قد تركت له رسالة صوتية على هاتفه الخلوي ،لكن عدا اتصاله من المطار كما طلبت ،لم يتصل بها ليطلعها على اجتماعاته في ملبورن أو لتخبره عن المشاكل في مكتبها.
عادت تتعلق بعنقه ،محدّثة نفسها بأنه الرجل الذي تحب ،وابتسمت له مرحبة :" أريد أن أسمع أخبارك الحلوة أولاً".
شرع في الحديث عن ذلك حتى أنه لم يعانقها مجدداً ،فقد كانت ابتسامته أوسع بكثير من أن يحتضنها .قال وعيناه تتألقان بهجة بما أنجز . . . عينان بنيتان دافئتان ،أكثر دفئا ًمن العينين الزرقاوين :" حصلت على مبتغاي ،وسأنتقل إلى فرع سيدني مع رجلين آخرين ،ابتداءً من الأسبوع القادم".
- ولكن أليس عليك أن تقدم استقالتك أولاً من البنك ؟من المؤكد أنهم لن يرغبوا في أن يفقدوا موظف علاقات عامة بمثل هذه القوة والنجاح، بهذه السرعة .
فأجاب بثقة بالغة :" لن يغامروا بأن أسحب منهم زبائني ،عندما أخبرهم أنني راحل .سأرحل في اليوم نفسه أيّ غداً" .
- هذا مثير حقاً.
- إلى أعلى فأعلى ،وأنت بجانبي يا حلوتي.
وضمها إليه واضعاً ذراعه حول كتفيها ثم سارا إلى غرفة الجلوس فيما كان يقول :" طلبت من سيارة الأجرة أن تتوقف لأشتري قالب حلوى ،فعلينا حتماً أن نحتفل".
لم يشترِ فريز .وأنّبت نفسها لمقارنتها نصر جيريمي بزيارة هاربيت لوويل إلى بيت ميتش الليلة الماضية . قالت متلهفة :" افتح العلبة وسأحضر أنا صحنين وشوكتين ،ثم تخبرني بكل تفاصيل اجتماعاتك منذ البداية إلى النهاية".
كان جيريمي سعيداً للغاية هو يغرقها بالتفاصيل مرة بعد مرة ،فيما راحت هي تنتقل في المطبخ المصنوع من الفولاذ اللامع .بينما كان يقطع قالب الحلوى ،سألته بسرعة :" ماذا تريد على العشاء ؟".
رفع يده بملل وأجاب:" اخرجي قطعتي بيتزا من الثلاجة".
بدا واضحاً أن الطعام لا يهمه الليلة فهو يريد انتباهها التام ،لا أن تلتهي بالطهي ،وهو ما تفعله دوماً عندما تدخل إلى المطبخ .فجيريمي لا يشاركها هذه الهواية على الإطلاق ،وهو لا يفكر حتى مجرد تفكير في الأمر.
لكنه من ناحية أخرى، ممتاز في اختيار المواد الغذائية وبالتالي ليس لها أن تشكو. هل ميتش تايلر . . . لا ،لن تفكر في المودة التي سادت بينهما وهما يعدّان الطعام معاً الليلة الماضية .
أخرجت البيتزا من الثلاجة ووضعتها في الفرن ، ثم ركزت اهتمامها على الرجل الذي اختارته ليكون زوج المستقبل .كل ما فيه ينضح زهواً . . . ابتسامته ،بشرته ،عيناه ،ملامحه الوسيمة التي تعجب كل امرأة، خصوصاً عندما يكون مليئاً بالطاقة ،كحاله الآن . وتذكرت تأثيره على الشركاء الآخرين في الشركة الخدمات المالية التي يهدف إلى تأسيسها . كان شعره البني الداكن قصيراً من الجانبين ،طويلاً في أعلى رأسه لكي يخفف من ارتفاع جبهته نما يمنحه جاذبية بالغة .
أما قامته التي تميل إلى نحافة فمكّنته من ارتداء الأزياء الحديثة التي اعتاد أن يتباهى بها .كما كانت كاثرين تزهو دوماً به كمرافق لها ,كان

شاذن 03-08-10 04:46 PM

ذكياً ،سريع البديهة ،ومسلّياً ،وطالما أعجبتها رغبته في أن يكون الأفضل عملاً .وتعتبر معظم النساء أنها وجدت كنزاً ،وهذا صحيح .
صحيح طبعاً !
لماذا إذن لا تريد أن تمضي السهرة معه الليلة ؟ ولماذا شعرت بالسرور حين لم يعانقها في الردهة ،بينما كان ميتش تايلر ينظر إليهما ؟ ولماذا تنظر إليه وهي تفكر فيس رجل آخر ؟ من المفترض أن تصغي إليه بلهفة وشوق ،فهو يتحدث عن مستقبلهما ،وهو مستقبل لامع يمكن أن يسند أي أسرة يفكران في إنشائها .
وصف لها المناورات البارعة التي استعملها نكيف لعب الأوراق المناسبة كلها ليستميل هذا الشخص أو ذلك ،ومطاعم ملبورن الراقية حيث اعتاد تناول وجباته فيما كان يتمم الصفقات على أعلى
منتديات ليلاس
المستويات . وتدريجياً ،خف التوتر الذي كانت تشعر عندما جاءت إلى البيت. شجعت جيريمي على المضي في حديثه ،فهي لم تشأ أن تفكّر في أيّ أمر آخر .في الواقع ،كانت بأمس الحاجة إلى أن تبعد الشعور بالضيق الذي يتملّكها . انتقلا إلى المائدة الزجاجية التي تستند إلى كتل سوداء لامعة من الغرانيت ،والتي تحيط بها كراسٍ صلبة باردة تُفقد المرء الرغبة في الجلوس عليها .وهذا طراز عصري جداً طبعاً .
كانا قد أنتهيا تناول البيتزا عندما أفرغ جيريمي ما في جعبته من أخبار وطلب أن يسمع ما لديها .
- أخبريني الآن من كان ذلك الرجل عند الباب ولماذا يظنك بحاجة إلى حماية ؟
طرح سؤاله بلهجة ساخرة تُظهر أنه لا يصدق أن الوضع جاد . وحتى لو كان كذلك ،فقد انتهى الآن ولا يستحق الذكر.
ساءها موقفه هذا ،وعزز شعورها بأن مهنته أهم لديه من سلامتها لكن ،لا بأس . . .فقد وضعتها هي أيضاً أولاً ،وإنما هل هذا صواب؟
شرعت بالحديث عن مركز (حارسها) الاجتماعي وقد دفعها إلى ذلك إحساسها بأهمية هذه التفاصيل :" أنت تعرف قضية " بارينغتن" التي شغلت الصحف مؤخراً".
فأومأ وأجاب :" سمعت أنها انتهت أمس".
- حسناً، الرجل الذي رافقني إلى البيت هو ميتش تايلر ،المحامي الذي أنهي القضية لصالح زوجة الابن.
فرفع حاجبيه :" وماذا كان يفعل معك ".
- ليتأكد من عدم تعرّضي للأذى ومن ألا يتقدم مني غاري تشابل محاولاً أن يكلمني .
ذُهل لهذا الخبر ،لكنه سرعان ما سألها :" ولماذا سيحاول غاري تشابل أن يتحدث إليك ؟".
اهتمامه هذا رفع حملاً ثقيلاً عن قلب كاثرين ،فجيريمي يهتم حقاً بسلامتها .
راحت تخبره عن الصورة التي ظهرت على الكمبيوتر ،وإقناع ريك للارا تشابل بالهرب من وضعها ذاك ، وعن دورها هي في تجنب السيارة التي لاحقتهما ثم أخذها لهما إلى مطار " بانكستاتون".
بدا على جيريمي الذهول وهو يسمع ما فعلته لمساعدتهما :" هل ورّطك ريك دوناتو في هذا الجنون ؟".

شاذن 03-08-10 04:48 PM

قطبت جبينها :" لا أعتبر إنقاذ زوجة تتعرّض للضرب ،جنوناً يا جيريمي".
- السواد الذي يحيط بالعين لا يعني بالضرورة أنها تتعرّض للضرب .
فردت بحرارة :" بل يعني ذلك لي .ولم يكتف بذلك فقط . . . بل وضعها تحت المراقبة . . . والملاحقة".
- ربما لسبب وجيه .ماذا لو كانت تخونه ؟
- كانت خائفة منه يا جيريمي ،وشاكرة لريك لأنه . . .
كان يصرخ تقريباً ،ثم نهض عن المائدة بهياج واضح وأخذ يروح ويجيء،وقد منعه الانزعاج من الجلوس:" هل يعلم بدورك في هذا ؟"
- لا يعلم إني أخذتهما بسيارتي إلى المطار ،لكنه جاء إلى المكتب بعد رحيلهما ،وأراد أن يعلم أين هما .
- وأنت لم تخبريه ؟
منتديات ليلاس

تنفست بعمق ،وقد تملّكها الارتجاف والاضطراب لرد فعل جيريمي :" لا ،لم أخبره .أردت أن يبتعد ريك ولارا بأمان .غنه فعلاً رجل مخيف جداً"
- من الطبيعي أن يكون غاضباً
- لم يكن مجرد غاضب .كان . . .
كيف لها أن تصف ذلك التهديد الحاقد الشرير ؟وتابعت تقول :" يقول ميتش تايلر إن غاري تشابل مريض نفسياً وأنا أصدقه".
فقال بحدة :" هذا حسن،وهكذا خطر في بالك أن تحمي نفسك منه ".
وحملق فيها غاضباً ثم أضاف :" تحمين نفسك من الرجل الذي سيكون أهم زبون عندي عندما أستلم عملي في الأسبوع القادم .سأكون مستشاره المالي يا كاثرين .المسؤول عن ملايين تشابل .إنه جزء كبير من مستقبلنا ".
حدقت إليه ،فرأت كم هو مهتم بهذه المسألة ،وأدركت أنها أهم لديه من أي شيء آخر ،وأنه سيتعامل مع الشيطان إذا وجد في ذلك فائدة له وتملكتها قشعريرة باردة وصلت حتى العظم.
- أظنه عرف اسمك بينما كنت تحاولين منعه من ملاحقة زوجته .هل عرف أنك مساعدة ريك دوناتو الوفية ؟
فأجابت بفتور :" نعم ،عرف ذلك".
بسط يديه في الهواء وكأنه اقترفت ذنباً عظيماً :" خطيبتي ،هذا عظيم . . . عظيم جداً".
وسمعت نفسها تقول :" الحل بسيط للغاية يا جيريمي .يمكننا أن نفسخ الخطوبة".
- لا تكوني سخيفة !
ولمعت عيناه وقد وجد حلاً آخر :" عليك أن تتركي عملك ،وتبتعدي عن ريك دوناتو على الفور".
توتر فكها وردّت :" لن أفعل".
- لست بحاجة للعمل .عندما أبدأ عملي الجديد ، سيصبح حياتنا ميسورة ويمكنك أن تصبحي ربّة منزل.
- أنا أحب عملي يا جيريمي ،ولن أترك ريك أثناء اضطراره للتواجد في مكان آخر.
خطواته الغاضبة توقفت عندما خطرت له فكرة :" أين هو ذلك المكان الآخر؟".

شاذن 03-08-10 04:51 PM

- لم أعرف بعد .نصحه ميتش تايلر بأن يخرج من البلاد في أسرع وقت ممكن .قال ريك غنه سيتصل بي ليخبرني عن وجهته قبل أن يرحل بالطائرة .
- مع لارا تشابل ؟
تشبث بهذه الفكرة بسرعة .فسكتت وقد حذرتها غريزتها من أن تمنح جيريمي هذه المعلومات ،إذ سيستغلها ليقوّي علاقته بغاري تشابل ويجني بعض الفائدة .
فأجابت :" لا أدري".
وأخذت تراقبه مما شعرت به مسافة بعيدة وباردة للغاية .
- أين هما الآن ؟
- هذا أيضاً لا أعرفه .
- لكنك أوصلتهما بسيارتك إلى " مطار بانكستان"
- وتركتهما هناك .كان عليّ أن أعود إلى مكتب .
منتديات ليلاس

سرّها أنها لم تأتِ على ذكر طائرة جوني إليس الخاصة .يكفي أنها أخبرته عن اسم المطار.
- لكن لا بد أن ريك أطلعك على خططه .
- لا،لم يفعل .قال إن من الأفضل أن يبقي ما اعرفه قليلاً ،كما أنه وثق بي في أن أغطي آثاره يا جيريمي .
قالت هذا بسرعة فردّ بغطرسة بالغة :" ما يريده ريك دوناتو غير مهم".
- بل هو مهم بالنسبة إليّ .
فقالت مرة أخرى من دون أيّ اعتبار لشعورها أو وضعها :" سنعطي غاري تشابل المعلومات التي يريدها .كل ما بإمكاننا الحصول عليه وقد يساعده".
وتابع بابتسامة عريضة :" في الواقع ،هذه أحسن حماية لك لأنه لن بفكر بعدئذ في إيذائك".
أما الوفاء لمخدومها فهو غير مهم ،وكذلك تسليم لارا لزوج ظالم . هذا الرجل ،الرجل الذي صممت على الزواج به ،معدوم الأخلاق . . .
المال إلهه ،وهو يسعي لكسبه من دون اعتبار لمن سيتضرر .
وضاقت عيناه :" من الأفضل أن تتابعي العمل في المكتب ريك ـفبهذه الطريقة تحصلين على معلومات دقيقة عن تنقلاته".
- ما زلت أجد أنّ الحل الأفضل هو ألا أكون خطيبتك وبهذا لن يكون لك أيّ علاقة بأي شخص متورط بهرب لارا من زوجها الفاسد .
- لا،لا. يمكننا استغلال ذلك لمصلحتنا.
- لمصلحتك وليس لمصلحتي .لن أكون طرفاً في خطتك البائسة .
شعرت بالغيظ وفروغ الصبر لموقفها فقال :" كاثرين ،أنت لا تفهمين تأثير النفوذ والقوة".
بلي،إنها تفهم ذلك جيداً .هناك قوة الشرّ وقوة الخير ،وجيريمي وميتش تايلر هما القطبان المتضادان ،الأبيض والأسود . خلعت الخاتم الماسي ثم نظرت في عينيّ جيريمي مباشرة ،ومن دون أدنى تردد وقالت :" خطبتنا انتهت ،يا جيريمي .لا أريد أي ارتباط بيننا بعد الآن وصدقني ،ستكون أغني مما أنت عليه إذا لم تذكر أياً من هذا لغاري تشابل ،فقد تنتهي بأن تعد بأكثر مما تستطيع تقديمه"



* * * * * * * *


انتهى الفصل السادس


الساعة الآن 09:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية