وقالت جولى تذكرها : ولكنك بعد ان تزوجت ابى اردت الفرار من سوليتير 0 -ان العادة لاتموت بسهولة ، كنت اركب ارجوحة المرح فى هايتى لمدة عشرة سنوات ولم اكن احبها ولكنى اعتدت عليها ، كانت الحياة فى سوليتير اشبة بان تجدى نفسك محبوسة فى دير 0 وتوقفت ، وعادت تقول : من السخرية اننى الان مستعدة لاعطاء اى شئ للعودة هناك 0 لاول مرة ازداد صوتها خشونة ولمعت العبرات على رموش عينيها 0 واحست جولى بموجة عطف عليها . كانت تبدو مرهقة ، وبدات تقول فى ارتباك : لاتشعرى بالاسى من اجلى يا جولى ، اننى لا استحق شفقتك ، انك الشخص الجدير بالرثاء . لقد كان ابوك يعنى العالم بالنسبة لك 0 ثم قالت فى لهجة اكثر حدة : ولكن لافائدة من الاكتئاب ، علينا ان نقرر ما هو افضل شئ يعمل ، لقد كان لديك وقت للطواف ببربادوس ، فهل تعتقدين اننا يجب ان نبقى هنا ، على الاقل فى الوقت الراهن ؟ فهتفت جولى فى حماسة : هل نستطيع حقا جيزيلا ؟ اعتقد انها مكان جميل ، وفى بريد غتاون بعض المتاجر الرائعة . اننى اود البقاء اذا رايت ان ذلك يناسبك 0 -حسنا . سوف نبقى ، ولكن علينا غدا ان نضع خطة للعمل ، لسوء الحظ انه لن يمضى وقت طويل قبل ان نبدا فى مواجهة متاعب مالية 0 -متاعب مالية ؟ ولكن ابى لابد انه ترك قدرا كبيرا من النقود ؟ -اخشى انه ليس كثيرا جدا . واللوحات ليست مثل الكتب والموسيقى ، فهى لاتستمر فى جلب حقوق التاليف سنوات بعد ذلك ، اذ لاتكاد تباع ، حتى تنقطع صلتها بالفنان . ان قيمة صور جونى سوف تزداد على الارجح بعد ان مات ، ولكننا لن ننتفع الا من اللوحات التى لم تبع بعد . وقد يمكننا تدبير امورنا بضعة شهور ، ولكن ليس الى اجل غيرمسمى 0 فقالت جولى مقترحة : ان سيمون مازال راغبا فى شراء سوليتير ، الا يمكن استثمار هذه النقود ؟ -على المرء ان يستثمر مبلغا كبيرا جدا من راس المال ليحصل على دخل محترم ، ولكن لاتقلقى ، سافكر فى شئ ما . لن نصبح معدومتين بجرة قلم ، وعلى اسوا الاحوال فاننى استطيع دائما ان اعود الى عمل طلاء وتشذيب الاظافر ، اخبرينى ، كيف تبدو اسرة سيمون ؟ منتديات ليلاس ووصفت جولى روزهول واعضاء اسرة تيرنان العشرة الاخرين ، وسمعتا طرقا على الباب ودخل خادم ليخبر جولى ان السيد تيرنان ينتظرها فى الطابق السفلى ، وسلم الغلام رسالة لجيزيلا 0 فقالت بعد ان قراتها : انها دعوة من ام سيمون ، وهى تقترح ان اذهب لتناول الغداء غدا . ساراك غدا ، اتمنى لك ليلة سعيدة يا عزيزتى 0 ثم عبرت المسافة التى تفصل بينهما وطبعت قبلة سريعة على وجنتها وهى تقول : لاتدعى القلق يسيطر عليك انت ايضا جيزيلا ، فسوف ندبر امورنا 0 وعندما خرجت من المصعد الى الطابق الارضى ، سالها سيمون فى ايجاز : حسنا؟ |
-لقد تغيرت ، الم تلاحظ ذلك بنفسك ؟ فهز راسه 0 وفى السيتارة اعادت جولى سرد فحوى حديثها مع جيزيلا ، ثم قالت : لقد اسات الحكم عليها ، كان ينبغى ان احاول اكثر لكى اتفاهم معها ، وحتى الليلة لم اكن ادرك كم هو كريه انم يعمل المرء فى ذلك الفندق ، يشذب اظافر ايادى رجال كالوحوش طوال اليوم ! ولم يدل سيمون باى تعليق بضع لحظات ثم قال : ان الشفقة قد تكون خطيرة مثل التحامل يا جولى ، وقد يبدو ان صدمة وفاة ابيك قد عذبت جيزيلا ، ولكنى اشك فى ان يدوم هذا الاثر ومن الممكن انها تتظاهر بهذا المسلك الجديد حيالك 0 -كلا اننى على ثقة من انها ليست كذلك ، ولماذا يجب ان تفعل ؟ -انها لاتخطط اى شئ ، لقد وافقت على البقاء فى بربادوس . وفى اية حال فاننى مدينة لها بالمساعدة الان ، انها زوجة ابى 0 -فى هذا الصباح قلت انه سيكون نفاقا ان تزعمى ان موت ابيك قد بدل مشاعرك تجاهها 0 -كان هذا فى الصباح ، اما بعد ان رايتها الان فقد غيرت رايى . واقل ما استطيع عمله هو ان امنحها ميزة الشك 0 -طالما كنت تعرفين بان هناك شكا 0 -ولكنى لااعترف بذلك ، اننى اعتقد انها كانت صادقة تماما الليلة ، ما الذى يدفعك الى ان تكون مرتابا الى هذا الحد بالنسبة للناس ؟ -هل انا كذلك ؟ اننى لاادعو نفسى مرتابا ، ولكننى اكبر كثيرا واكثر خبرة منك 0 فاجابت جولى بشدة : انك لم تجرب بدا اية مصاعب ، فاسرتك كانت موسرة دائما . اما جيزيلا فقد كان عليها ان تناضل منذ كانت فى السادسة عشرة0 وما كادت الكلمات السريعة تخرج من بين شفتيها حتى تمنت لو انها امسكت لسانها ، وقالت فى تلعثم وكدر: اننى اسفة ، ليس من حقى ان اقول ذلك رغم كل ما حبوتنى به من رعاية 0 ولم يجب سيمون 0 وقالت مناشدة اياه: ارجوك . لا تغضب ، لم اكن اقصد ذلك ... حقا يا سيمون0 فقال : لست غاضبا 0 ولكنها كانت تعرف انه غاضب ، فجلست فى صمت يائس بقية الرحلة بالسيارة0 منتديات ليلاس وعندما بلغا روزهول كان وقت العشاء قد حان ، وكان روب وتشارلوت وايما والتوامين ذاهبين الى حفل راقص فى تلك الليلة 0 واتسعت عينا جولى لدى رؤيتهم ، وبينما كان الموكب يختفى عن الانظار قال سيمون معلقا بنظرة ساخرة نحو جولى : شباب بربادوس الذهبى ! وعندما احضر الساقى العجوز سام القهوة ، قالت السيدة تيرنان : يا الهى ، لقد نسيت الاتصال تلفونيا بمارى تشيز . لا بد ان افعل ذلك الان ، وهرعت خارجة لاستخدام التليفون فى غرفة الجلوس 0 |
وبعد ان تركتهما ، جلس سيمون مرة اخرى واشعل سيكارا ، واخذ يدخن ويرمى بصره عبر المروج نحو شجرة سيبا عتيقة0 وقال جولى : ارجو الا تبقى من اجلى ، اذا كان لديك شئ اخر لتعمله0 -تعالى معى الى المكتب 0 ونهض وسار نحو الباب حيث انتظر ان تتبعه 0 احست جولى بنوبة ذعر ، الا يزال غاضبا بسبب كلماتها الفظة الخشنة فى السيارة ،حتى انه سيقترح عليها مغادرة روزهول والانضمام الى جيزيلا فى الفندق . وبعد ان اغلق الباب خلفهما سار سيمون نحو لوحة زيتية معلقة على الحائط فوق المكتب ، وكانت تصور رجلا له ملامح تماثل بصورة ملحوظة ملامحه هو ، ويضع على راسه باروكة شعر مستعار مجعد ، ويرتدى ياقة ذات اطراف مطرزة 0 قال بعبارة جازمة : هذه صورة سيمون تيرنان اخر، جاء الى بربادوس فى عام 1653، كرقيق! فرددت جولى قوله وهى مشدوهة : رقيق ؟ - كان ملكيا ، من رجل الملك ، وبعد ان اعدم تشارلز الاول بواسطة كرومويل ابعد كثيرون من الضباط الملكيين الى بربادوس كعبيد ، وبمجرد وصوله باعه مالكه الاول الى سيد اخر مقابل 1500رطل من السكر . وظل عبدا حتى عودة الملكية فى 1660 ، وهنا شئ اخر قد يهمك0 واشار الى وثيقة من الرق فى اطار معلق على مقربة من الصورة ، وقال : انها نسخة من تقرير الحاكم عن اعصار عام 1931. وقرات جولى الكلمات المكتوبة بخط اليد ... وفى مساء اليوم العاشر ، غربت الشمس على مشهد طبيعى من الجمال والخصوبة الفائقة ، واشرقت فى الصباح التالى على مشهد من الخراب والدمار الشامل ، كان المنظر عند فجر يوم الحادى عشر الجارى اشبه بشهر يناير فى اوروبا ، كل شجرة اذا لم تكن قد اقتلعت تماما . قد فقدت اوراقها والعديد من اغصانها ، وكل بيت فى مرمى بصرى اصبح مسوى بالارض او مدمرا فعلا ، وكل ساعة تجلب اخبارا عن اكثر الحوادث اثارة للاسى ، وحدث الكثير جدا من الوفيات المذهلة 0 قال سيمون بصوت لا يشوبه انفعال : فى تلك الليلة دمر البيت الاصلى الذي كان فى هذا الموقع تماما ، وفى اليوم التالى توفيت لوسى تيرنان خلال وضع طفلها ، ولحسن الحظ عاش ابنها ، والا لما كنا هنا اليوم ، وهكذا ترين ان ال تيرنان قد واجهوا نكسات فى زمنهم0 منتديات ليلاس وقبل ان تتمكن جولى من قول اى شئ ، ظهر وجه امه عند الباب وقالت : هل انت هنا يا سيمون ، بن تشيز يريد ان يتحدث معك ، وهو ينتظر الان على الخط التليفونى0 - حسنا ، سوف اتلقى المكالمة هنا 0 ثم قال لجولى : ارجو المعذرة 0 وجلس سيمون امام مكتبه ورفع سماعة التليفون 0 |
وبينما كانت جولى تتبع السيدة تيرنان الى القاعة بعد ان اغلقت باب المكتب بهدوء ، قالت لها السيدة فى عطف:انك تبدين مرهقة يا عزيزتى ، اكانت مقابلتك لزوجة ابيك محنة ؟ - كلا ، ليس تماما 0 وبعفوية وصفت جولى تحول جيزيلا الظاهر، ثم قالت فى حيرة :ولكن سيمون يعتقد ان كل ذلك قد يكون خداعا0 فقالت آن بعد ان فكرت :حسنا . ان سيمون عادة قاض يحكم جيدا على الشخصيات ، ولكننى افخر بتقديرى انا ايضا . فلنر ما سيكون رايى عندما اقابلها على الغداء غدا 0 عندما خرجت جيزيلا من سيارة الاجرة فى الواحدة الا ربعا من اليوم التالى ، كانت ترتدى بلوزة بيضاء ، بينما كان شعرها الذهبى لا يزال مثبتا خلف وجهها0 وبينما كانت تصافح مضيفتها . قالت بسرعة:لا ادرى كيف اشكرك على رقتك الرائعة حيال جولى0 لم تكن جولى قد رات سيمون منذ تركته فى المكتب الليلة السابقة ، وعندما اقبل الى الغرفة واعتذر عن تاخره ، لم تستطع ان تمنع وجنتيها من الاحمرار0 ومما اثار الدهشة انه بعد الغداء عرض على جيزيلا ان يريها الحديقة0 وبعد انصرافهما سالت تشارلوت جولى:اهذا الشعر الرائع طبيعى ؟ فقالت جولى وهى ماخوذة:الا يبدو كذلك ؟ لم يكن قد خطر لها ان جيزيلا ربما كانت تصبغ شعرها0 وقالت السيدة تيرنان:لا اعرف ما اذا كان شعرها طبيعيا. يبد ان سلوكها يبدو لى حقيقيا تماما ، واننى اعجب لماذا يشعر سيمون انه قد لا يكون كذلك0 وعندما عادت. قالت:يجب علينا حقا الا نثقل على كرم ضيافتكم اكثر من ذلك يا سيدة تيرنان ، ومن حسن الحظ ان فندقى غير ممتلئ فى هذا الوقت ، والغرفة المجاورة لغرفتى خالية ، وتستطيع جولى ان تعود بعد الظهر0 كان هذا تطورا لم تتوقعه جولى ، وقد فوجت به 0 وكذلك بدت السيدة تيرنان مجفلة . وبدات تقول:ولكننا نود ان تبقى هنا ، الا اذا كانت بطبيعة الحال0 ثم توقفت فجاة ونظرت الى ابنها 0 منتديات ليلاس ولاول مرة منذ دخل سيمون قاعة الطعام منذ اكثر من ساعة ، نظر مباشرة الى جولى وقال بسرعة : سوف تفضلين بطبيعة الحال ان تكونى مع جيزيلا الان ، وانا غير مطلوب فى المصنع بعد ظهر اليوم ، وعندما تجمعين اشياءك فسوف اصحبكما معا الى الفندق 0 وبعد ثلاثة ايام ، وبينما كانت جولى فى غرفتها سمعت طرقا على الباب 0 وفتح الباب الخارجى ، وسار سيمون خلال الردهة الصغيرة الى غرفة نومها ، وقال بطريقته السريعة القاطعة : صباح الخير، ظننت انك قد تحبين القاء نظرة على المصنع0 فقالت متلعثمة بصوت مهتز:صباح الخير 0 |
فاضاف سيمون : ولكن ربما كانت لديك خطط اخرى ؟ - كلا ، اننى اود الذهاب . لو انتظرت فقط فى الطابق الاسفل ريثما ارتدى ملابسى0 فقال :بكل تاكيد 0 ودار على عقبيه وخرج 0 كان فى استطاعتها عادة ان ترتدى ملابسها فى خمس دقائق ، غير ان ظهوره غير المتوقع اثار ارتباكها . حتى انه مرت خمس عشرة دقيقة تقريبا قبل ان تخرج من المصعد 0 ورات على الفور ان هناك اشخاصا اكثر من المعتاد فى تلك الساعة ، وكان سيمون يفحص مجموعة من الكتب ذات الطبعات الشعبية قرب كشك الجرائد ، ويهز العملات المعدنية الصغيرة فى جيبى بنطلونه بذهن شارد0 وعندما لم يلحظ على الفور وقوفها بجواره ، غمغمت قائلة : اننى جاهزة ، اسفة لتاخرى كل هذا الوقت 0 فوضع يدا تحت مرفقها وقال : لا داعى للعجلة 0 وساءلت نفسها فى حيرة : اى شئ جعله يريد رؤيتها ؟ وقال سيمون وهو يوقف السيارة: اننا لسنا فى فترة المحصول فى الوقت الحالى فالقصب يتطلب بين12و18 شهرا لينضج ، ولن نجنى المحصول مرة اخرى حتى الربيع ، ولا يزال القطع باليد افضل طريقة. ولكننا الان نستخدم مقطورات الجرار بدلا من العربات التى تجرها الحمير ، لنقل الشحنات الى المصنع وشرح لجولى اين يوزن القصب المقطوع ، ويوضع على حزام متحرك ياخذه الى داخل المصنع 0 وقال لها وهما يدخلان المبنى : اننا نستخدم هنا الطريقة الحديثة لتقطيع القصب وعصره ثم نقل العصير الى خزانات لتصفيته . ثم يعالج بالكلس لفصل كل الشوائب 0 ولم تكن جولى تتوقع ان يكون المصنع بهذا القدر من الانسياب والميكنة المتقدمة ، اذ كانت قد تخيلت ان كل عمليات التكرير تتم باكثر الوسائل بدائية 0 وعندما تجرات على ان تذكر ذلك رفع سيمون حاجبيه فى سخرية وقال متهكما : نحن فى عام1979 وليس1879 ، ان مصنعنا من اكثر المصانع تقدما فى جزر الهند الغربية 0 وبعد ان اراها المعمل حيث ينهمك كيمائيون ذوو معاطف بيضاء فى تحليل التربة ، اخذها الى مكتبه لتتذوق عينات من الانتاج فى النهاية 0 منتديات ليلاس وبعد ان قدم لها كاسا من المشروب ، جلس فى مقعده الدوار وراء مكتبه واشعل سيكارا ثم قال متسائلا : كيف تسير علاقاتك الجديدة مع جيزيلا ؟ فاجابت جولى بهدوء: لدى جيزيلا مشروعا لمستقبلنا ، ان ابى لم يترك لنا مالا يكفينا الى اجل غير مسمى ، ومن ثم سيكون علينا ان نكسب عيشنا عاجلا ام اجلا ، ولما كنت غير مدربة على اى شئ ، فهى تعتقد انها ستكون فكرة طيبة لو اننا افتتحنا فندقا صغيرا 0 |
الساعة الآن 01:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية