يقول الشاعر يا لولا :

ترا العاقل في التعيم يشتقي ...... و ترا الجاهل في الشقاوة ينعم

و المقصود أن العقلاء يعزفون عن التمتع بالملذات ليتفكروا بالآخرة و العذاب ، لأنهم يرون ما هو أبعد من لحظية السعادة و يعوون كيف لها أن تلهي الإنسان بلا هوادة. فترينهم يشتقون لا لأنهم غير قادرين على أن يكونوا سعداء أو لأن الله غير راضي عنهم ، بل لأنهم ألفوا الشقاء ، حيث أن الخوف من العقوبة في حالتهم قد يكون أشد من العقوبة عليهم .

و من حديث الحكماء جاءت هذه العبرة: قل للسرور إذا أتاك أياك و تضليلي

و كما ذكرت مسبقاً فإن السعادة قد تكون أحياناً في ظاهرها مرغوبة ، لكنها في الباطن ما هي إلا عقوبة ، يحاول عن طريقها الشيطان إعماء القلوب ، و شغل الناس ليرتكبوا الذنوب. و على هذا فحصول الأماني فرح يجب أخذ الحيطة منه .

لاحظت أن الجميع متفقين على أن فكرة السعادة نسبية و كما قالت سمانة مبنية أيضاً على قناعة الإنسان. و هذا موضوع يحريني منذ فترة و جننت صديقة العمر بنقاشي معها فيه . إسمحي لي يا مايا أن أسرق الأضواء منك و أطرح أنا هذه المرة السؤال الذي استبطته من تسؤلاتك المسبقة:

ما هي القناعة في مفهومكم ؟ لأني كما وجدت إنه مفهوم مطاطي الكل يستعمله في أماكن مختلفة و لأغراضه الخاصة يعني شماعة بالمصري.

أتمنى ان تفيدوني بأرائكم....