منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207307.html)

Rehana 23-12-19 09:46 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
قال سام بهدوء " هيا ،لورين، هذه ليست نهاية العالم ، كما تعلمين ستنسينه . فقط قولي لنفسك كم هو مخادع ، وانه من الافضل لك ان تتخلصي منه"
مسحت دموعها قبل ان ترفع رأسها ، تفاجأت من تعابير وجهه. بدا صوته بارداً لكن هناك ضيق على وجهه بالفعل ، ولأول مرة تسألت ماذا كان شعوره نحو جانيس ايرل. علاقات سام لم تدم طويلاً ، ولم يكن هناك اي مشاعر عميقة فيها ، وهي لم تسمع يوماً انه تأثر بانتهاء علاقة ما ، لكن يبدو وكأنه يأخذ الامر على محمل شخصي ويبدو غاضباً مثلها ، وهي لا تستطيع التصديق انه يشعر بكل هذا السوء لأنه متعاطف معها.
"اسمع انا ممتنة لك ، لقد كنت لطيفاً جداً ، لكني اريد ان اكون بمفردي ، فهل تسمح وتغادر"
لم يتحرك سام بل قال " هل انت متأكدة انك بخير؟ "
ابتسمت بسخرية وقالت " وماذا تعتقد انني سأفعل؟ اقتل نفسي؟ "
توتر سام وقطب وجهه . ضحكت بغضب منه وتابعت "آه ، لا تنظر الي هكذا ! سخر روبن مني ، لدي احترام لنفسي كاف كي لا اعمل امراً بهذه الحماقة ! لن اقتل نفسي ولن اقتله ، مع انني ارغب في القيام بذلك في هذه اللحظة! ما ارغب في القيام به هو الاتصال بجريدة منافسة واعطيها القصة الجميلة عن روبن وما فعله بي! سيتحمسون لها كثيراً ،أليس كذلك ؟ ابن صاحب مجلة يتخلى عن خطيبته ليتزوج من ابنة مليونير . قصة مثيرة للنشر . سيدفعون لي ثروة عنها"
" لكنك لن تفعلي ذلك"
دفعته بعيداً عنها قائلة " ولماذا؟ فهو يستحق ذلك! كلهم ، هو ووالده وتلك الفتاة . لقد كانو بلا عطف معي ، فلماذا لا اكون كذلك معهم؟"
قال سام بصوت هادئ "لسببين ، اولاً ستكونين وضيعة مثل روبن ، وانت لست كذلك . فلماذا تريدين النزول الى مستواه ؟ وانت صادقة جداً ولا تبيعين قصتك ، كما وانك تعلمين ماذا سيشعر تشارلي وابنه الغالي عندما يقرآن عن نفسيهما ما كتب عنهما في صحف الاخبار السيئة! سيكرهان ذلك بالفعل "
"بالطبع ، لكن هذا السبب الآخر الذي يدفعك لعدم بيع القصة ، فستخسرين عملك ، لن يتردد تشارلي كورنول بذلك . وفي الواقع ، ستقدمين له خدمة ، سيسعد بالعذر الذي يدفعه لطردك "
قلبت شفتيها وكأنها تفكر بالامر ، قالت "صحيح ، انت على حق ، هذا ما سيفعله ،الوغد . ماهذا العالم الذي نعيش فيه؟ هو وإبنه عاملاني بطريقة سيئة ، وان اخبرت احداً سيطردني من عملي , تنهدت وهي تضغط على يديها وتتابع "هذا ليس عادلاً "

Rehana 23-12-19 09:47 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"لا ، لكن العالم كله ليس بعادل . انت ناضجة لورين ، ولابد انك اكتشفت ذلك منذ زمن بعيد . الألم جزء من الحياة ، على ما اعتقد ، والطريقة الوحيدة كي لا يصاب المرء بالالم عليه ان لا يوجد في الحياة ، خصوصاً ان لا يغرم ابداً "
" حسنا ، لابد انك خبير في هذا الموضوع! لا اعتقد انك اغرمت مرة في حياتك "
سمعته يتنهد ويقول بقسوة " شكراً لك " عضت على شفتيها وراقبته ، انه يبدو حزيناً ، هل حقاً كان مغرماً بجانيس؟
سألته وقد نسيت ما تعانيه للحظة " ماذا ، هل اغرمت من قبل؟ " أليس من السخرية ان يغرم سام وللمرة الاولى بامرأة تتخلى عنه ، تماماً كما فعل مع عديد من النساء ؟
التوى فمه بغضب قائلاً " لماذا تريدين ان تعرفي؟ هل تشعرين بحال افضل ان علمت انني مررت بكل هذا ؟حسنا ، ان كان ذلك يساعدك ، اجل ، لورين ، اغرمت من قبل ، ولم يكن هناك نهاية سعيدة لحبي ايضا .ربما ليس هناك نهايات سعيدة ، لأنني توقفت عن الاعتقاد بذلك منذ زمن ، ففي النهاية ، اصبحت الآن في الخامسة والثلاثين من عمري " نظر اليها وابتسم بسخرية متابعاً " وانت ايضا لست بمراهقة"
قالت بصراحة "بعد اربع سنوات سأصبح في الثلاثين من عمري ، اتعتقد انني لا ادرك ذلك ؟"
وافقها سام قائلاً " الثلاثون مرحلة خطرة "
شعرت على الفور وكأنها سمعت ذات الجملة من قبل . بالطبع سمعتها منه بالذات ! عادت لها تلك الذكرى بلمح البصر . لقد همس بها في اذنها في حفلة عيد ميلاده الواحد والثلاثين ، والذي اقامها في شقته . بالكاد كانت تعرفه ، فقد كانت تدرس الصحافة في الجامعة ليومين وتعمل في ذات الوقت . ولم تبلغ الثانية والعشرين من عمرها وقد شعرت بالانهيار نحوه . واغرمت به بسرعة ، هذا قبل ان تلتقي بآني وتسمع سجل ماضي سام الخطر .
قال باستياء " عندها تدركين ان امامك طريق طويل عليك ان تسلكيه ، وهناك الكثير الكثير لتتعلميه "
ياللغرابة ، فكل تلك العداوة بينهما قد انتهت الآن ، لأن كليهما تخلى عنهما من يحبانه . تثاءبت وهي تشعر بالارهاق ، قالت " سام ، لا استطيع التحدث الآن ، اريد ان اكون بمفردي ، ولن اقدم على أي عمل احمق ، فقط سأستلقي وربما سأنام . لقد كنت لطيفاً جداً وانا ممتنة لك "
حدق بها للحظة ثم هز رأسه موافقاً وقال " انزعي سلك الهاتف قبل ان تذهبي الى النوم ، ولا تحلمي بروبن كورنول "
سألته بمرارة "كيف اتمكن من السيطرة على احلامي؟ "
"سأعطيك شيئاً آخر لتفكري به " ضمها إليه وعانقها بقوة.
تساءلت ربما هو على حق ، لما لا تتوقف عن التفكير بروبن وتستسلم لعناقه.

Rehana 23-12-19 09:47 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
همس بصوت مضطرب "اردتك منذ زمن بعيد وانتظرتك لسنوات "
رن جرس الانذار في رأسها ففتحت عينيها على الفور . ما الذي يقوله؟ انه يبدو كالمنتصر . لقد كانت منشغلة بالتفكير بنفسها ، ولم تفكر ان لطفه المفاجئ وراءه دافعاً ما.
الامر في منتهى الوضوح ، فكيف كانت عمياء هكذا؟ لم يتبعها الى هنا لأنه قلق عليها ، بل هناك مخطط يعمل عليه ومنذ البداية . لقد اوقع بها . فلابد انه انتظر لسنوات لينتقم منها.
ادرك سام ان هناك شيئاً ما تبدل فأرجع رأسه لينظر الى عينيها ، قال " لا تفعلي ذلك ،لورين ، ليس هذه المرة ،اكاد اجن لأجلك"
قالت بصوت مضطرب "آسفة" وحدقت به ليعلم ان ما تقوله تقصده تماماً ، ثم تابعت "ا استطيع ،حاولت ان اتظاهر انك روبن لكن لم ينجح الامر"
رأت الصدمة في عينيه مما قالته له . شحب وجهه وظهر الضيق في عينيه ، قال "عما تتحدثين؟ انت تريديني كما اريدك ، ولا يمكنك ان تخفي ذلك "
"صحيح ما تقوله ، لكن حدث ذلك لاني اعتقدت انك روبن "
نظر اليها وكأنها صفعته ، قال "لا اصدقك ،انت تكذبين .لقد نسيته تماماً "
اصبحت لورين على شفير البكاء . انها امسية طويلة مرهقة وحزينة ، تريده ان يرحل لتغمض عينيها وتترك الدموع تنهمر.
"لا يمكنني ان انسى روبن ، كيف سأفعل ، فأنا احبه . دعني وشأني وارحل"
حدق بها للحظة وهو يمسك بشدة بكتفيها ، ثم ابعدها جانباً وابتعد. سمعت اغلاق باب منزلها ، وعلمت انها اصبحت بمفردها اخيراً .
مسحت دموعها وذهبت الى سريرها ، لم تتوقع ان تنام لكنها بحاجة للظلام والصمت حولها . وكأنها ستختبئ وتنسى كل شيء.
هذا ما حدث ، لأنها نامت على الفور ، مع انه كان نوماً مضطرباً ، مليئاً بالاحلام وهذا ماجعلها تتقلب بعدم راحة . رأت وجوهاً تسخر منها وتضحك عليها . واستمرت برؤية رجل بعيد عنها ، يختبئ وراء المنعطفات ، وشعرت بحاجة كبيرة للذهاب وراءه لكنها استمرت في فقدانه ، صرخت روبن وهي تركض بسرعة عبر الممرات الملتوية ، واخيراً رأته امامها مباشرة واستدار ليمد لها ذراعيه . فركضت بسرعة اليهما.
لكنه لم يكن روبن ، انه سام هاردي ، وجهه يظهر تحدياً وتهديداً جعلها تصرخ من الخوف ، فعانقها ، تحول هذا الخوف الى سعادة لا توصف.
استيقظت وهي تئن من الخجل من ذلك الحلم ، ذهبت الى المطبخ واعدت لنفسها القهوة ، وعادت الى السرير وهي تفكر بحلمها الغريب.
بعد فترة هدأت وبدأت بتحليل ما يحدث معها ، وللمرة الاولى بدأت بتحليل عواطفها نحو روبن . منذ البداية تدرك انها لم تكن متأكدة من روبن ولم تثق به كلياً . فهو من بيئة مختلفة ، والزواج منه كالزواج من امير الاحلام ، ولورين لم تكن يوماً تصدق تلك القصص الخيالية بالنسبة الى الفتيات العاديات ، خصوصاً ان والده كان رافضا وبشدة لتلك الفكرة.
ومع ذلك تشعر بالالم لخسارته ، خصوصاً لتلك الطريقة ، ومن دون اي تحذير ، تجد ان روبن اغرم بامرأة اخرى وتمت خطوبتهما على الفور . تلك هي الصدمة وما حدث مع سام بعد ذلك جعل الامر اكثر سوءاً .
لقد كانت غاضبة منه منذ زمن بعيد ، لكن الآن ترى انها لا تشعر بالغضب منه فقط ، بل بالاحتقار ، لأنه علم انها في حالة من عدم التوازن العاطفي فحاول اغواءها . كيف يمكن له ان يصل الى هذه الدرجة من الانحطاط؟ اي نوع من الرجال هو؟
هذا هو سام هاردي. انه مستعد لاستعمال اي سلاح للاستفادة منه ، فهي المرأة الوحيدة التي رفضته ، ولذا لقد انتظر كل ذلك الوقت ليحظى بفرصة لن يضيعها على لائحة نسائه .
حسنا، بإمكانه ان ينسى ذلك . ستعمل جاهدة كي لا يحصل على اي فرصة ثانية . وستتجنب رؤيته بمفرده في المستقبل.

نهاية الفصل

Rehana 24-12-19 07:25 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
الفصل السادس

وصلت رسالة روبن في ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي . قرأتها لورين وكأنها تسمع صوته عبر الكلمات ، كان روبن مخادعاً ويشفق على نفسه .
كتب الرسالة على عجل وبدت كلماته مبعثرة ، قال لها انه يفسخ خطوبتهما ، وهو آسف .ويعلم بما تشعر به ، لكن مع كل جملة بدا لها بوضوح انه يهتم لشعوره اكثر من اهتمامه بها . كان يحاول التنصل من الخطوبة من دون ان يتحمل اي لوم . قال انه لم يستطع الا ان يغرم بجانيس ، لأنه رآها كل يوم لمدة اسابيع ، وشعر بالانجذاب نحو الحياة في عائلتها .
وجعل الامر كأن جانيس كانت تلاحقه . وذكر ان والده دفعهما ليجتمعا كثيراً ، ثم ذكر الضغط الذي كان يمارسه والده عليه كي لا يتزوجها ، كما قال ، يجب ان تتأكد انها رائعة ، لكنه لم يكن متأكداً انهما مناسبان لبعضهما . فهو غير متأكد من حبها ، او انه حقا يحبها . وربما هذا ما تشعر به ايضا؟ وربما ايضا لديها شكوك ، وانهي الرسالة بالتوسل لها كي تسامحه ، فليس هناك ما يستطيع القيام به .
قرأت الرسالة مرات عدة ، وفي كل مرة كانت ترى له صورة جديدة ، بأنه مدلل، اناني ورجل ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية . حتى ولو عن نفسه ، ويحاول القاء اللوم على كل شخص آخر عما فعله .

Rehana 24-12-19 07:27 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
لو ان هذه الرسالة وصلتها هكذا من دون اي مقدمات ، لكانت صدمت بها ، لكن سماعها الاخبار من سام اولا ًخفف من انذهالها . فقد شعرت بالسوء بما يكفي قبل ان تقرأ رأي روبن بما حدث . ومع ذلك فهي في وضع يائس.
بقيت قلقة ومربكة طوال نهاية الاسبوع . فعواطفها في تقلب دائم ، احياناً تريد البكاء ، واحياناً اخرى تشعر بالغضب من نفسها لأنها رضيت بالخطوبة من روبن كورنول . كان على حق بأمر واحد فقط ، وكان عليها ان تعلم منذ البداية ان علاقتهما لن تنجح ، فهناك كثير من الامور ضدهما وهما ببساطة غير مناسبين لبعضهما .
شعرت وكأنها حمقاء ، لأنها اغرمت بشخص غير موجود . لقد احبت لطف روبن ، مرحه وحنانه ، احبت ابتسامته السريعة وكيف تتجعد عينيه . عندما يضحك ، واعتقدت انها تعرفه ، لكن هذا غير صحيح ، فالرجل الذي احبته لم يكن موجوداً.
لا يمكنها ان تضع اللوم كله عليه ، صحيح انها لم تهتم لعائلته وللمال ، لكنها وجدته كحلم ومنذ البداية ، وكانت عمياء لتعتقد ان هذه الامور غير مهمة . لكن هذا غير صحيح ، والزواج لا يقوم علي الانجذاب فقط . اخذت الافكار تتصارع في رأسها ، حتى شعرت بالارهاق . لم تذهب الى اي مكان في عطلة الاسبوع ، بقيت في شقتها ، ولم تكن قادرة على القيام بأي شيء سوى الجلوس والتحديق بلا شيء وهي تفكر بروبن ، متسائلة كيف ستواجه كل شخص في العمل نهار الاثنين . فهي تكره فكرة ان الناس ستضحك عليها من وراء ظهرها ، او الاكثر سوء ، ان تشعر بالاسف لها .
تماماً وقبل ان تغادر الى العمل نهار الاثنين ، وصلتها رسالة اخرى ، رسالة مختلفة تماماً ، مطبوعة ، رسمية ومهذبة . انها من تشارلي كورنول .
لم يذكر روبن ولا خطوبته ، او انه عرض عليها التعاطف او الاعتذار . رسالته عملية. يخبرها فيها انها حصلت على العمل الذي قدمت له في الفازيت بإمكانها البدء هناك الشهر المقبل . يعرض فيها العمل ويطلب منها ان تتصل بالمدير الشخصي ان كان لديها أي أسئلة . كما وان العقد سيصل بالبريد ايضا. وفي هذه الاثناء بإمكانها الاستراحة. حتى نهاية الشهر، وليس هناك من حاجة لتعود الى اولترا ، الا اذا رغبت بذلك.
جلست لورين الى طاولة الطعام تحدق بالرسالة وتضحك ، وعينيها مليئتين بالدموع .
لم يقدم لها تشارلي كورنول اي تعاطف ، لكنها تشعر بالامتنان لقد اعطاها ما ارادته ومنذ زمن طويل ، ان تنتقل الى جريدة يومية ، قد يكون ذلك اغراء كاف وهي لن ترفضه لأنه مقدم منه ، فهي هكذا لن تذهب الآن الى المكتب لتواجه كل شخص هناك .


الساعة الآن 12:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية