منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1072 - الأمل الأخير - ديانا هاملتون - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t201557.html)

Rehana 25-12-15 08:09 AM

رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الخامس )
 
وتمنت لو لم يفكر توم في القدوم إلى هنا .. وذلك لأسباب عديدة . فحضوره غير المتوقع قد جعلها في موقف صعب تقريباً ، حيث من المؤكد أن أي رجل غيره أكثر حساسية كان يحجز لنفسه أولاً ، غرفة في فندق ما ثم يتصل بها ليخبرها أنه هنا . وهكذا جعلها كريس تراه بعين جديدة ، وذلك بوضع ذلك الرجل في موقف يبدو فيه جشعه وانعدام احساسه .
وما لبثت أن شعرت بالضيق من نفسها للتفكير بهذا الشكل ، فتنفست بعمق وهي تأخذ عهداً على نفسها أن لا تفكر بأي من ذينك الرجلين طوال بعد الظهر هذا . عليها أن تستريح ، وأصبحت الغرفة بإغلاق النوافذ ككهف في أعماق المياه . غاصت بين الوسائد وقد سادها شعور بالأمان ، وما أن اغمضت عينيها حتى عادت ففتحتهما بعنف على صوت كريس يقول : " تبدين غاية في الراحة "
نهضت مستندة إلى مرفقها تقول بحدة : " ألم يعلمك أحد قط أن تقرع الباب قبل الدخول ؟ " لقد شعرت بأن هدوء هذه الفترة قد تشتت ، وهي تراقب بعداء اتجاه عينيه الساخرتين نحو الثوب الذي ترتديه .
أجاب وهو يجتاز الغرفة ، وعيناه على وجهها الثائر : " أقرع باب غرفة نوم زوجتي ؟ تعالي ، تعالي يا عصفورتي عليك أن تتعلمي الاسترخاء "
أجابت : " الاسترخاء في وجودك ؟ لا بد أنك تمزح ، ثم أنني لا أريد منك أن تدعوني بذلك الاسم " ذلك انه ذات يوم ، في الماضي السحيق أو هكذا يبدو لها الآن ، كان يدعوها عصفورته . وكانت تتصور في ذلك الحين ، ان ذلك كان دليلاً على الحب والتدليل ، ولكن ما عرفته بعد ذلك كان مختلفاً .
ورفع هو حاجبيه قائلاً : " هل ترينني شخصاً بديناً أشيب لا أساوي شيئاً ؟ حسنا اذا كان هذا فأنا لست كذلك ؟
هل من الممكن أن يكون ألماً ذاك الذي جعل عينيه تضيقان وفمه يتصلب؟ لقد كانت الغرفه شبه مظلمة ، وكان هو ما يزال يبدو عليه الضيق وهو يجلس على حافة سريرها ، بكل ثقة ويقول لها : " أما أنت فقد كنت وما زلت عديمة النظر ، ربما قد فقدت امتلاء جسدك ذاك ، والذي كان يجعلك أشبه بالعصفورة ولكنك ما زلت جميلة كما كنت على الدوام "
أخذ قلب انجيلا يخفق بعنف ، وأمسكت أنفاسها ، ولم تستطع الكلام ولا الحركة . ذلك لأنها كانت تشعر بالفرح لقربه منها ، وفي نفس الوقت كانت تشعر بالخجل من نفسها لمشاعرها هذه نحوه كما شعرت نحوه بالكراهية وهو يستند إلى أحد أعمدة السرير ومضى ينظر إليها بعينين ضيقتين .
حدقت فيه محاولة أن تنسى تأثرها بوجوده ، وقالت ببطء : " ما الذي أتى بك ؟ ابتعد من هنا " .
وأثارت أعصابها نظرة السخرية التي رمقها بها وهو يقول بهدوء : " كما سبق وأخبرت ذلك الرجل التافه الصغير الحجم ، فإن لديك موعداً بعد الظهر معي فلا تتظاهري بنسيان ما كنا اتفقنا عليه من المحادثة ، وقد اقترحت أنا أن يكون ذلك تحت سقيفة في الحديقة . اتذكرين ؟ على كل, حيث يبدو أنك تفضلين الارتياح في غرفتك .. فليس لدي اعتراض "
هذا صحيح فليس لديه أي اعتراض . وأحمر وجهها أتراه يظن أنها لبست هذا القميص وأغلقت النوافذ ، كل ذلك لأجله لأنها كانت تعلم انه قادم ؟ آه ، انها خيالات الماضي ما زالت تسيطر عليها ، فما أعظم ما تشعر به من الاذلال . قالت بوجه متجهم : " ليس لدينا ما نتحدث عنه ، ليس ثمة فائدة من إثارة الماضي في الوقت الذي استقر فيه أمر المستقبل "

Rehana 25-12-15 08:10 AM

رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الخامس )
 
قال : " مع ذلك الرجل الصغير المرعب ؟ آه يا انجيلينا لا أظن أن ذلك سيكون أبداً ، هل تعتقدين ذلك حقاً ؟ "
لم تجب ، ورفعت نفسها لتستند إلى الوسائد خلفها ثانية ساقيها تحتها .
وعاد يقول : " هذا إلى انك مدينة لي بالايضاح ، بعد الاتهام الذي كنت وجهته إليّ "
كان صوته ، وهو يقول ذلك ينضح بالشر ، وكأنه ينذرها بأنه لا يريد مناقشة في هذا الأمر .
وفكرت بصمت في أنه ربما معه حق . فكبرياؤه العنيدة البالغة حد الغطرسة . والتي كانت أبرز صفاته لا بد جعل من اتهامه باقتراف جريمة قتل غدراً لأجل المال وليس نتيجة عنف مفاجئ ، اتهام كهذا كان اهانة مضاعفة لرجل مثله .
قالت له وهي تكره نفسها على مبادلته نظراته تلك : " وما الذي تريد مني قوله ؟ انني سأعتذر مرة أخرى اذا كان هذا ما تريد "
فقال : " كلا بل اخبريني ما الذي قيل لك ، ماذا قيل لك بالضبط ؟ "
وتساءلت ، لماذا يريد ذلك ؟ هل لأنه ما زال يتألم لأن جوليا كذبت بهذا الشأن ؟ لقد كان أخبرها بأن تلك المرأة لم تحضر إلى فالنسيا حسب ظنه منذ فترة طويلة . ولم تكن قد صدقته هي ،ولكنها الآن تصدقه وهي ترى محصلة تلك الكآبة المرسومة في عينيه السوداوين ، أتراه نفى جوليا من حياته لأنها كذبت ، لأن كبرياؤه كانت اقوى من مشاعر العواطف عنده ؟ أما زال يشتاق إليها متألماً من بعادها .. رغم هذا ؟
قالت : " حسناً جداً ، إذا كان هذا يساعدك .. " ولكنه قاطعها بصوت خشن متوتر : " ربما . وعلى كل حال ، فأنا بحاجة إلى أن أعرف ، فبهذا تظهر الأمور على حقيقتها "
شعرت بارهاق منعها من أن تسأله عن ما هية تلك الأمور ، وقالت بصوت شارد : " كنت أنت بعيداً " ولم تشأ أن تضيف قائلة أنه مع كثرة رحلات العمل التي كان يقوم بها ، أنه كان دوماً يحرص على أن يكون موجوداً اذا كانت جوليا في منزله . ولكنه لم يكن هناك تلك الأثناء وتابعت قائلة : " جوليا .. " كم ما زال يؤلمها أن تذكر اسم تلك المرأة بصوت عال . وحاولت أن تبدي شيئاً من القوة في صوتها وهي تقول : " كانت جوليا هنا . قالت أنها تظن أن علي أن أعلم انك قتلت أخاك . ذلك أن كل شيء كان قد آل إلى أخيك بيتر بعد وفاة والدك . فأردت أن تسيطر على كل شيء ، وكنت من القسوة بحيث اقترفت جريمة قتل لتحصل على ماتريد ، قالت انها تريد أن تحذرني منك " وارتجفت انجيلا وهي تتذكر صدمتها لما سمعت وعدم تصديقها له في ذلك الحين .
وحاولت أن تنفي ذلك من ذهنها ما دام ليس عليها ان تخبره عن الأشياء الأخرى التي كانت قالتها لها جوليا . فهي لم تستطع أن تحمل نفسها على الحديث عن ذلك ، حتى في هذا الوقت ، بعد أن دفن كل ذلك في أعماق الماضي واصبح حبها المجنون لكريس في خبر كان ، واستقر أمر مستقبلها مع توم .

Rehana 25-12-15 08:11 AM

رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الخامس )
 
نعم ، لقد كان مستقبلها هذا مستقراً كان كذلك بالتأكيد .
سألها : " وهل صدقتها أنت ؟ "
فهزت كتفيها قائلة : " لا ادري " كم يبدو هذا مخجلا وهي تقوله .وكم يحوي من الخيانة للرجل الذي كانت تحبه ، ولكن مع هذا كان عليها أن تصدق ذلك ، فقد كان هذا عذراً كاملاً .
فهي لم تكن لتستطيع اخباره قط بالحقيقة ، فقد كانت معرفتها بانه كان يستغل حبها الأعمى له ضدها ويخدعها ولم يتزوجها إلا لغرض واحد فقط هو انجاب وريث ، كانت معرفتها هذه تشكل عبئاً رهيباً من الأحزان لم يكن بامكانها تحمله . كانت بحاجة إلى ان تبتعد عن زواجهما محتفظة بشيء من الكرامة . أترى كان عملها ذلك شيئاً مريعاً .
نعم ، ربما كان كذلك ، ربما كان عملها ذاك شيئاً لا مبرر له ، ولكن قبل أن تتأصل هذه الفكرة في ذهنها قالت بسرعة : " لقد قالت انني اذا كان لدي أي شك في ذلك فعلي أن أعود إلى الصحف التي صدرت في ذلك الوقت . لقد كنت انت بعيداً كما قلت ، فعدت إلى لندن وقرأت ما ذكرته تلك الصحف . وكان فيها كل شيء . صورة السيارة عند أسفل الصخور وأخوك ميتاً بداخلها ، صورة مفتاح الاشعال المفقود ، الشكوك حول افتعال الحادث ولكن دون برهان . عودتك السريعة إلى اسبانيا بينما ملأت جوليا الفراغ الذي نشأ عن غيابكما أنت وأخاك ، وكنت أنت في رحلة تقوم بعمليات الاستيراد هناك . وكان ان استلمت هي الادارة من المدير السابق غير الكفؤ الذي أحيل على التقاعد المبكر . وكانت قد ورثت كوخاً على الشاطئ وكنتما أنتما الاثنان تعيشان فيه معها . وكان بيتر غارقاً في حبها ، وكان يظهر ذلك صراحة وكنت أنت تغار .. " وسكتت بسرعة وهي تعض شفتها بعد ان شعرت بنظراته الباردة ثم عادت تقول مصححة كلامها :" تغار من سلطة بيتر في الشركة حيث تنص وصية الوالد على أن يرث هو كل شيء ، بينما تبقى أنت مجرد يد عاملة "
فقال بجفاء بلهجة آمرة ، وعيناه لا تغادران وجهها المضطرب : " لا تسكتي عن الكلام " وتمالكت نفسها فقد كان في تكرارها لكذب جوليا ما جعل شعوراً مريعاً يتملكها . كيف أمكنها أن توحي لنفسها بأنها صدقتها .
وتابعت تقول بلهجة جافة :" في اليوم الذي حدث فيه ذلك وكان يوم أحد ، كنت أنت وبيتر قد ذهبتما إلى المكتب وتبعتكما هي .. ولقد نسيت السبب في هذا . وسمعتكما تتشاجران . سمعت بيتر يقول : (إنني لو سقطت ميتاً ، فستكون أنت سعيداً . إذ سترث كل شيء وأتمنى عند ذلك أن أكون حاضراً لأراك تزيد في تخريب الأمور ، ولكن ليس في امكانك أن تحصل على ذلك بالطريقتين) أو شيئاً من هذا القبيل . لقد مضى وقت طويل منذ سمعت هذا الكلام "
كان هذا صحيحاً ولكنها ما زالت تذكر كل كلمة من الكلمات الأخيرة الرهيبة . " لقد ذكرت أيضاً أنها سمعتك تهدده بالقتل "
قال كريس بكآبة : " لقد قلت ذلك فعلاً ، ولكن ليس بهذا السياق . فقد كان اعترف لتوه بمقدار الخراب والفوضى اللذين الحقهما بالشركة وكنت أعلم مسبقاً أنها ابتدأت بالانحدار منذ استلمها بيتر ، ولكنني لم اكن ادرك مبلغ عمق المستنقع الذي كنا نغرق فيه . لقد قلت له انه كان عليّ

Rehana 25-12-15 08:12 AM

رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الخامس )
 
ان اقتله لسوء تصرفه بمصالح الشركة .. كان كلام غضب ولا شيء غيره .. ثم تابعت قائلاً إن عليه أن يترك كل القرارات الهامة مستقبلاً لي أنا ، وان عليه أن يتوقف عن الانفاق باسراف على النساء وغيرها من المسرات التي يعتقد أنه لا يستطيع العيش من دونها . وكان سبق وأخبرني .. " وبدا عليه مما ظهر من مرارة على جانبي فمه ، انه يلوم نفسه بشدة . ولكنه هز رأسه وهو يسألها : " وماذا أيضاً قيل لك ما جعلك تصدقين أنني أنا زوجك من الممكن أن ارتكب جريمة قتل ؟ "
وشعرت بأنها تستحق تلك النظرة القاسية التي رافقت سؤاله ذاك . ولكن مسألة ضياع مفتاح الاشعال كان شيئاً غير عادي . وارتجفت وهي تقول له بصوت خشن : " لقد قالت انه بعد فحص سيارة أخيك لم يكن هنالك أثر لمفتاح الاشعال ( السويتش ) وهذا طبعاً كان يشير إلى اشتراك شخص أخر في الأمر . وقد وجدته جوليا في حوزتك ، قالت ان بيتر كان قد ترك الشركة وهو في قمة الانفعال وانك تبعته بسيارتك الخاصة واقنعته بالتوقف ، وأخذت المفتاح ( السويتش ) ، ثم قبل أن يجد بيتر الوقت ليدرك ما كان يحدث دفعت أنت السيارة من فوق الجرف . وقد ألقت هي بالمفتاح بعيداً لأجلك لقد اخبرتني انكما انت وهي الشخصان الوحيدان اللذان يعلمان بما حدث "
فقال وقد بدا عليه السرور تقريباً : " يا للمقدرة الفذة على الابتكار " فحدقت فيه بارتباك . لا بد بالطبع من أن يكون هناك تفسير آخر لمسألة ضياع المفتاح ( السويتش ) ولكنها لم تكن تظن أن من الممكن أن يكون تأثير اكاذيب جوليا عنه شيئاً غير الألم فقد كانا ، رغم كل شيء حبيبين منذ سنوات وكانا ينويان الزواج في النهاية .
قالت بلهجة تنبض عطفاً :" ولكنك طبعاً لم تأخذ ذلك المفتاح "
واتسعت عيناها ذهولاً وهو يرد عليها قائلاً : " ولكنني أخذته . لقد قيل لك ما يكفي من الحقيقة التي تتفق مع ما قرأته في الصحف . وما يكفي من الأكاذيب التي تحملك على تصديق الأسوأ . ولو كنت قرأت ما كتب بعد ذلك عن هذه القضية ، لعلمت أن قرار المحلفين الذي تلا التحقيق النهائي ، أعلن أن الموت قد حدث قضاء وقدراً . لقد تقدمت للشهادة وكررت ما سبق وأدليت به إلى الشرطة . . وهو حيث انني كنت أعلم أنه منفعل وثائر ، وأنه قد تناول حبوباً مهدئة للأعصاب ، فقد تبعته بعد أن ترك المكتب ، وادركته عند المرتفعات الجبلية وحاولت أن اقنعه بأن يدعني أقود به السيارة بقية الطريق إلى كوخ جوليا حيث كنا نسكن ولكنه رفض أن يتزحزح . غير أنه اخبرني بأنه لن يقود أكثر من ذلك . ولكي أتأكد من أنه لن يقود فعلاً فقد انتزعت المفتاح من مركز الاشعال ، ثم عدت بسيارتي إلى المدينة ناوياً اعادته في ما بعد عندما أعود مساءً إلى الكوخ ، آملاً أن يكون قد هدأ في هذه الأثناء . لقد كان كل ما أخبرتهم به هو الحقيقة ولكن ليس كل الحقيقة ، ذلك أن أخي قد انتحر " .
سكت وابتلعت هي كلمات العطف التي أوشكت أن تنطلق من فمها . فهو لا يحب سماعها وخصوصاً منها هي ، ولا شك انه اعتاد الآن عبر السنوات على فكرة موت أخيه وعلى هجرانها لبيت الزوجية بتلك الطريقة وهي تتهمه بقتل أخيه .

Rehana 25-12-15 08:13 AM

رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الخامس )
 
ولكنها قالت بهدوء تام : " إذن فجوليا لم تلق بعيداً بذلك البرهان ، الذي هو مفتاح الاشعال؟ "
أجاب : " كلا بالطبع ، لقد كانت علمت أن المفتاح لدي لأنني أنا كنت اخبرتها بذلك ، لقد أخذته أنا إلى الشرطة حالما سمعت بما حدث لأخي . أما ما لم أخبر به أحدا قط ، فهو أن بيتر كان يهدد بالانتحار . فقد كان على شفا الافلاس ، وما سمعته جوليا لم يكن سوى جزء من تهديده ذاك . لقد كان يعيرني بعدم الاهتمام قائلاً : بأنني سأكون سعيداً اذا هو مات . وقلت لذلك المسكين بكل غطرسة واذلال أن يسلمني قيادة الشركة ويكف عن الاسراف والعيش كمليونير " ونزل عن السرير ومضى يذرع الغرفة .
ارتجفت انجيلا ، وقالت :" لا تلم نفسك " ولكنه لم يسمعها وعاد يقول :" انني لم آخذ كلامه مأخذ الجد . لقد ظننت أن حديثه ذاك انما كان بتأثير الكآبة التي كان يشعر بها ، وعندما اندفع ذلك النهار خارجاً من المكتب كالعاصفة كان علي أن اتبعه فقد كنت خائفاً عليه ، وكما أخبرت الشرطة أدركته عندما أوقف سيارته في مكان مشرف . لم أخبرهم عن تهديده بالانتحار . ولماذا أفعل ذلك ؟ فأنا لم آخذ تهديده ذاك جدياً . وأنا أعلم أنه كان يفضل أن يظهر أن موته كان قضاء وقدراً وليس انتحاراً ، ما يعني نقص شجاعته في مواجهة ما أفسدته يداه . ولم أناقش الأمر عندما قررت الشرطة أنه حاول الرجوع بسيارته إلى الكوخ ، فمد يده إلى مكان السويتش في الوقت الذي أرخي فيه الكابح .. فهذا شيء يقع فيه أي رجل سبق وفكر مراراً بالانتحار وهو يمر بأزمة نفسية عميقة "
فهتفت انجيلا : " كريس " ذلك أنها لم تستطع احتمال ذلك . فقد كان يبدو شخصاً يتعذب . نزلت بدورها من السرير ومشت نحوه وهي تقول : " عليك أن لا تلوم نفسك لما حدث " كانت تهمس بذلك وقلبها يقطر ألماً لأجله ، ولأجل هذه التهمة السافلة التي كانت تقذفه بها طيلة تلك السنوات لتتخذها ستاراً تختفي وراءه ، لأنها لم تكن من القوة بحيث تدعه يعلم الحقيقة الكاملة. وتابعت تقول : " وربما كانت الشرطة على حق ، وكان الحادث قضاء وقدراً "
فقال :" من يعلم ؟ ان لي آرائي الخاصة . ولكن في النهاية من يعلم حقيقة ما جرى بالضبط . هذا أمر لم يعد يشغل بالي " . وخفق قلبها وهي ترى عينيه اللامعتين تحدقان في عينيها ، وهو يتمتم : " انني متفهم لما حدث ، وأنا اصفح عنك الآن . ان اعتذارك مقبول "
وشعرت برأسها يدور . ما الذي يحاول أن يفعل أو يقول ؟ وشعرت بالدم يجري حاراً في عروقها .
عليها أن تضع حداً لذلك الآن في هذه اللحظة قبل أن يتلاشى عزمها ازاء عواطفها التي ابتدأت في التأجج ، وهذا الشوق الملح . وأشاحت بوجهها عنه وهي تتوسل إليه بصوت مختنق : " كلا ، كلا ، يالك من متغطرس "
فقال : " وهل هذه غطرسة اذن ، فلنستمتع بها معاً ، كفى تفكيرا ً بعقلك ودعي قلبك يفكر عوضاً عنه "
وعندما همس في أذنها :" اقتربي مني يا زوجتي العزيزة " خضعت له دون اعتراض ..


نهاية الفصل الخامس


الساعة الآن 05:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية