رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
قرأ جي قصاصة الورق عاقدا حاجبيه وقال:
" اللعنة ! لماذا لم ينتظر آنسيل حتى أنهي رحلتي ". " إنه عقد هام يا جي " قالت غلوريا وهي تتجاهل أنتونيا " الا تعلم أن آنسيل شديد الحرص ، فلن يناقش موضوعا كهذا إلا مع المسؤولين". إنهال جي بالشتائم ، وإنهمك بإعطاء غلوريا تعليماته ، وهما يتمشيان على مقربة من انتونيا وكأنه نسي وجودها . اشاحت انتونيا بوجهها عنهما ، ونظرت الى الميناء الرائع الذي بدا من خلال دموعها سحابة متأرجحة في الهواء ، لم يتغيّر شيء ، ولن يتغير أي شيء ، عادت أنتونيا لأتزانها ، ومسحت دموعها ، عندما وقف جي الى جانبها ثانية يحيطها بذراعيه ويهمس من جديد: " آسف يا حبيبتي ، عليّ ان أتركك مدة بسيطة ، لقد رتبت هذا اللقاء على ان يتم بعد عودتي من الرحلة ، لكن آنسيل لديه عدة عروض ،ولا يعلم ماذا يختار " ابعدها عن الحاجز ، ولفّها بذراعيه وأكمل " اريدك أن تاتي معي يا انتونيا ، سنعود لنلحق بالسفينة في ميناء بويرتو فالارتا". " أنا....هذا مستحيل ، ألا تعلم أنني أعمل هنا؟". منتديات ليلاس " كنت تعملين هنا " صحّح لها كلامها ضاحكا " إنك السيدة ستانفورد الآن ، واريدك ان تكوني معي في كل لحظة". "ظننت أنك تدرك ايضا أنني السيدة ستانفورد " سحبت نفسها من ذراعيه " ولكنني ارى أنني مخطئة ، فلن تتغير يا جي". " بماذا تفكرين يا أنتونيا ؟ " أمسك بذراعها ، وأدارها بعصبية اليه " لقد اخبرتك عن هذه الصفقة الأخيرة". قالت وهي تتجاهل الألم الذي سببته أظافره التي أمسكت بها بعصبية: " لن تكون هناك صفقة اخيرة يا جي ، إنك لست بحاجة الى المال ، ولكنك ستدفع حطام حياتنا ثمنا للحصول عليه ". " مهما فعلت فإنني لم أكذب عليك ، إنها الصفقة الأخيرة ، وأريدك ان تكوني معي ". " خذ معك غلوريا...". إنفجرت غضبا وهي تخلّص جسمها من قبضته. " حسنا ! سافعل ذلك". أجابها بصوت فولاذي. وسافر جي وحده ، وفوجئت انتونيا بهذا عندما زارتها غلوريا في قمرتها الخاصة ، إذ ظنت أن غلوريا رافقت جي في رحلته كعادتها. حملت غلوريا على ذراعها ثوب انتونيا الأبيض ، الذي تركته ذاك المساء في حجرة جي ، تنفست غلوريا بعمق بعدما فتحت الباب بعد ان قرعته بلطف ، وقالت: " ظننت أنك قد تحتاجين هذا الثوب " ثم سألت وعلامات الإحتقار بادية عليها " هل تسكنان معا هذه القمرة؟". أجابت انتونيا بإنزعاج لأنها نسيت أن تحضر ثوبها بنفسها من غرفة جي: " نعم ! إن هذه القمرة ملائمة لنا". |
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
وضعت غلوريا الفستان على سرير كارول ، وألقت نظرة حول الغرفة ، ثم نظرت الى أنتونيا وقالت:
" مناسبة ... ها ... هذه هي مشكلتك ، لأنك تقتنعين بحياة مناسبة ، وزوج مناسب ، ولن يمنحك جي أيا منها". " يا لك من خبيرة بالعلاقات الإنسانية !". " إنني خبيرة بجي ستانفورد " قالت غلوريا ببرود " لم ولن تحسني التكيّف مع رجل مثل جي ، أليس كذلك؟". " لقد تدبرت الأمر بشكل جيد في المدة الأخيرة". " إنك حقا لساذجة". " لا افهم ما تقصدين". " إنه أمر بسيط يا حبيبتي إذا سمعت القصة بتفاصيلها ، لقد قفزت ثانية الى ذراعي جي بدون أن تعلمي دوافعه لإستقبالك ، أليس كذلك ؟ " ضحكت بخشونة " الم تسالي نفسك ، لماذا فكّر جي فجأة بالبحث عنك ؟ هل لأنه واقع في غرام فتاة غبية وبسيطة مثلك؟". شعرت انتونيا أن قدميها ستخذلانها ، لهذا جلست على الكرسي قرب الحمام ، ترى هل تدفع الغيرة غلوريا أن تقول ذلك ، تلك الغيرة التي نشبت بينهما منذ ان أعلن جي نبأ خطوبتهما لأول مرة فقالت: " لعلك لا تفهمين بأننا نتبادل حبا لا تعرفين كنهه". منتديات ليلاس ردّت غلوريا بضحكة ساخرة: " إن جي لا يفهم معنى حبك له وحنينك اليه ، لكنه يحتاج اليك بطريقته الخاصة ، فوقعت في شرك إخلاصك له ، إن جي يحتاج اليك ، وليس لحبك كما تظنين ". " وأعتقد انك تعلمين سبب ذلك ، اهذا ما تقصدين؟". " بالطبع أعلم السبب ، لعلك تعلمين أنني أعرف جي قبل ان تقع عيناك عليه ، وأمضينا معا وقتا طويلا ، وأعرف ما يناسبه " لفّت ساقا فوق الأخرى وتابعت كلامها " إن هذه الصفقة التي ذهب جي من اجلها ، هي من أكبر ضربات مجاله المهني ، وسيجمع منها أموالا طائلة أكثر مما تتوقعين". طغى الإرتباك الحقيقي على مشاعر انتونيا ، فطريقة غلوريا في الحديث زادت من ضربات قلبها بشدة. " وما شأني بهذه الصفقة؟". " حسنا سأخبرك " قالت غلوريا ساخرة " إن جاكوب آنسيل رجل قوي له في كل عرس قرص ،وهو شديد التزمت ، ولا يؤمن بالطلاق وبإفتراق الأزواج ، ولكي يوافق على منح جي الصفقة ، فإنه يرغب أن تكون بصحبة جي زوجته المحبة التي لا تنم عيناها عن اية نية بالطلاق ، فما بالك؟". " إنني لا أصدقك". حاولت أنتونيا ان تخفي إضطرابها ، فهي لا تنكر في أعماقها صدق ما تقوله غلوريا ، لقد أنجز جي أعمالا جيّدة خلال عامي إفتراقهما ، ترى هل إستدرك جي موضوع الطلاق كي يكسب الصفقة عن طريق آنسيل ، فبعد ان ارسل رسالة بشان الطلاق ، ما لبث أن غيّر رايه ، إن الأمر واضح وأكيد ، فقد إغتنم جي الفرصة لينشب مخالبه الساحرة حول مشاعر أنتونيا ، لأنه على يقين من انها لا تستطيع مقاومة سحره. " اعتقد انك تصدقيني يا عزيزتي " مشت غلوريا الى الباب وتابعت " ألم يطلب منك أن ترافقيه الى لوس انجلوس ؟ ألا ترين أنني افهمه أكثر منك ! ". |
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
أجابت أنتونيا وهي تلقي آخر سهامها :
" وهل إستفدت من هذه الوشاية ؟". ضحكت غلوريا بتوتر: " أتتساءلين عن ذلك ؟ يبدو انك تجيدين فن الكلام ، لقد أدرك جي منذ زمن انك لا تصلحين زوجة له ". فتحت كارول الباب بشدة لتدخل الى غرفتها ، فهالها ان ترى سيدة ذات عينين شاحبتين تماثلان عينيها. " هل قطعت حديثكما؟". " لا ابدا " قالت غلوريا وهي تخرج الى الممشى " قد تحتاج صديقتك لدعمك قليلا". أغلقت كارول الباب ، بعد أن خرجت غلوريا ونظرت الى وجه أنتونيا متسائلة: " ماذا كانت تلك الشقراء تتكلّم ؟". رفعت انتونيا كتفيها ، ومضت متجهة الى مكان زينتها ، ونظرت الى نفسها بالمرآة وقالت: " إنها إمراة سافلة من الدرجة الأولى ". " لقد أخبرتك بذلك منذ البداية " قالت كارول بلهجة باردة ومتزنة " ولماذا تواضعت وزارتنا هذا الصباح ؟". شعرت أنتونيا بحاجة الى الكلام ، فأخذ لسانها يسرد ما حدث ، نظرت كارول اليها مشفقة عليها وقالت: " لا أستطيع إلا أن اعبّر عن اسفي لما حصل يا انتونيا ، فأنت مغفلة من الدرجة الأولى ، وعليّ تصديق ما قالته غلوريا ، ولا بد من الإعتراف من أن جي هذا قد إستخدمك لتحقيق غاياته ، دعينا نتكلّم بصراحة يا أنتونيا ، ما الذي دفعه الى السفر على هذه الباخرة القديمة ؟ لن يفعل ذلك أي رجل أعمال ، إلا لغاية ما في نفسه " نظرت كارول بتمرد وسالتها " هل أخبرك أنه سيجمّد مبلغا خاصا من اجل السفينة". " لا ، إنه يعلم ماذا تعني السفينة بالنسبة الينا جميعا ، ولذا فهو يفكّر بالأمر". " صدقيني يا انتونيا ، لن يفعل أي شيء إيجابي ، وأعتقد ان الرجال خطرون في معظم الأحيان ، لم لا تبعدينه عن تفكيرك ؟ لو كان الأمر بيدي ، لأمرتك ان تفكري بضابط المحاسبة ريك ، إذ لا يملك المقدرة على إيلامك". " إن الإتصالات بيني وبين ريك قد أغلقت ، فهل سيقبل بي بعد أن علم بأمر جي ، كما أعتقد ان ماريانا تناسبه أكثر مني". " اجل ، إن ماريانا تلائم ريك إذا غيّرت طريقة شعرها ، وإستعملت بعض ادوات التجميل ( أجابت انتونيا وهي تدافع عنها ) لقد إقترحت عليها ان تزور صالون التجميل ، لم تبدأ بذلك ، ولم ارها بعد ذلك الحديث". " ليس في الأمر ما يدهش ، إنها تريد ان تحل محلك حتى في نظر ريك " قالت كارول بجفاء " إنسي كل ما يتعلق بكل من ريك وجي وماريانا وأسرع طريقة لإزالة حزنك المؤقت ، هي أن تتعرفي على شخص جديد". |
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
حاولت انتونيا ان تشغل نفسها بلفافات الورق الملونة , وهي تجلس في مكتب الترفيه في القاعة الرئيسية , سمعت انتونيا صوت ماريانا يقول :
- هل انت مشغولة يا انتونيا ؟ - لا , احاول ان امضي الوقت ريثما يحين موعد العشاء. - اريد ان اتحدث اليك بشيء لا يتعلق بالعمل. - حسنا ! نظرت انتونيا الى ملابس كاريانا المرتبة النظيفة , والى شعرها المصفف على طريقها العادية . - كنت افكر يا انتونيا بماقلت لي واريد تغيير مظهري فمارأيك ؟ تجاوزت انتونيا آلامها , وشاركها الحديث قائلة : - سأكون سعدية بذلك , وعلى استعداد لمساعدتك باختيار مستحضرات التجميل , وطريقة استعمالها , اما دونا فستعتني بشعرك . - اشكرك ياانتونيا. - لا داعي لذلك , اعتقد ان مانحتاجه موجود على ظهر السفينة , لكن المحل لا يفتح الابعد الابحار. - حسناً ! فأنا لا اريد التغيير قبل موعد الحفل التكري , كيلا يلفت التبدل انتباه الحاضرين . - هل تقصدين بالحاضرين ريك في اية حال انه تفكير سليم . منتديات ليلاس سرت انتونيا بحديثها مع ماريانا , وشعرت بارتياح كبير , فتشت انتونيا بين ثيابها عن وثب يلائم ماريانا في الحفل التنكري , ووجدت ان زي كليوباترة لا يناسي ماريانا , اما الفستان العريض مع شريطة الرأس الخاصة به , وحامل السيكارة فسيلائمها تماماً , كما ان انتونيا لم تلبسه كثيراً , وبهذا فلن يتعرف اليه الجميع , ولاسيما ريك الذي لن يكتشف ماريانا. اضمحل حماس انتويا للموضوع , وغداً لون ماريانا شاحباً , عندما عادت غلوريا الى الغرفة بصحبة جاكسون , اذ كانا يتمتعان برؤية البحر في وضح النهار .ريحانة قالت غلوريا وهي تتنفي هواء الغرفة المكيفة : - حمداً لله على هذه التكنولوجيا , لا اعلم كيف يعيش الناس في مثل هذا الجو الحار. اجابها جاكسوت : - ربما اعتادوا على ذلك. - انني لست كذلك. مشت الى المصعد بلا كلمة شكر, او نظرة تلقيها على صديقها , واتكأ جاكسون على المقعد حيث جلست انتونيا وماريانا وجهاً لوجه , واخذ يمسح جبينه قائلاً: - لا استطيع تحمل الجو الحار شأني بذلك شأن بعض النساء . ضحكت انتونيا معلقة : - يستطيع المرء ان يعتاد على ذلك.ريحانة وبعد مرور القليل من الوقت قامت انتونيا بدور التعارف بين ماريانا وجاكسون . اسرعت ماريانا لتأخذ مكانها خلف المكتب , عندما دخلت احدى السيدات الى الردهة , ومشت الى مكتب المحاسبة . |
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
نظر جاكسون بفضول كبير الى المرأة وقال :
- ان تلك الفتاة بحاجة الى تكتسب القليل من تألقك . - انتظر قليلاً فلن تعرفها اذا حضرت الحفل التنكري هذا المساء . - ولماذا؟ - لأنها ستلفت انتباه الحضور اذا تركتني اتصرف بها كما اريد . نظر جاكسون اليها نظرة ثابتة وقال : - اعتقد انك تحققين ماتريدين في علاقتك مع الرجال , لقد سمعت ان السيد يراونيلا غادر السفينة . حاولت انتونيا تجاهل التعليق , واخذت تقلب بعض الأوراق واجابت : - اجلّ غادرها لوقت قصير فقط. - وهل استدعته أوامر زوجته الملكية؟ - لا , لديه عمل في لوس انجلوس. نظر اليها بعينين ملؤهما الشفقة واردف : - لاتلوميه , فعلى الرجل انجاز اعماله .منتديات ليلاس - ادرك هذا . اجابت انتونيا ببرود لم تقصده . - هل انت حرة هذا المساء ؟. منتديات ليلاس رفت انتونيا عينيها وسألته بدهشة : - ألن ترافق غلوريا لتريها معالم أكابولكو الليلة ؟ - لا اعتقد, اجاب بصوت فرح , فكما تعلمين انا لست ثرياً كمديرك السابق , وكانت غلوريا تخطط لزيارة أكابولكو برفقته ايضا. غصت انتونيا بطعنته الخفية وقالت : - حسناً! اتفقنا , ولكن كارول مديرة الرحلة , دعتني لأرافقها مع زميلها الى فندق الأميرة , هل ترغب ان تنضم الينا؟ - سيكون لي شرف عظيم . شعرت انتونيا بلباقته في تلك اللحظة عندما قال: - وهل نتناول العشاء وحدنا قبل حلول الموعد معهما ؟. - ولكن الباص سيغادر في التاسعة , والعشاء لن يبدأ في أكابولكو الا بعد ذلك بوقت متأخر .ريحانة - حسناً . قال بجدية ,سا نتظرك في غرفة الطعام الساعة السابعة والربع , ان مائدتي تحمل رقم (23 ). وبما ان الغرفة في ذلك الوقت ستكون فارغة , فلن تبالي انتونيا بمن سيراها مع جاكسون , فاختلاط الركاب بالطاقم , يسمح به متى رست السفينة , فكرت انتونيا بذلك بينما كان جاكسون يغادر الردهة , انه شخص لطيف , وبما انها اصغر سناً منه, فستداد رحلته بصحبتها اثارة. وبعد دقائق اغلقت انتونيا خزانتها في المكتب , ووقفت لتتكلم مع ماريانا التي كانت تنظر اليها بعينين حاسدتين . - كيف تتصرفين على هذا النحو يا انتونيا ؟ سألتها ماريانا وقد تضرج وجهها احمراراً خجلاً من سؤالها , اعني انك تركت ريك , ثم تعرفت على السيد براونيلا , والآن وفي اثناء غيابه تقبلين دعوة هذا الرجل الذي ظهر بالأفق. وبسرعة اجابت انتونيا محاولة اخفاء ردة فعلها العنيفة وقالت : - ان ريك يكرهني بشدة , والسيد براونيلا يستطيع العيش بسعادة عامرة ولا يأبه لوجودي , ولاتنسي ان السيد جاكسون متزوج امبرواطورية المالية , وهو يعمر والدي , وإذا اردت الصراحة , فأنا احسدك لأنك تحبين رجلاً معيناً, وتتمنين مشاركته حياته. |
الساعة الآن 12:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية