السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ. عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()" سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة. مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا. الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي () شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ. رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! الجزء ( 46 ) ويلك حين يعربد الانتقام على مسارات قهري و انسف الوجل دون تردد .. هذه المره لفظت الرعب فالقسم يسري في وريدي و الوجع يتسلل في شراييني سأذيقك شيئا لا تعرفه شيئا يضاهي كل ما أسقيتني إياه أنت و أبي .. هذه المره ستعرف حقا ماذا يعني كيد النساء ؟! *المبدعة : وردة شقى. ، بعد دقائِق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي أسألك سؤال الجوهرة بلعت ريقها لتقِف و أنفاسها تتصاعدُ مُتناسبة طرديــًا مع نبضاتِها المُرتجفة . . صمتٌ يلفها و قلبٌ يرجِف. عبدالمحسن مُشتتِ أنظارِه و أصابعه تتشابَك : سلطان ماقرَّب لك ؟ لِمَ السؤال مُربك إلى هذا الحد ؟ لِمَ أبكِي من سؤال ؟ أكان صعبًا علي الجواب أم لأني لا أجدُ مخرجًا من الصمتْ !! يالله كيف تلفظُ الشفاه بما لايجبْ أن يُقال ؟ و ربُّ هذه الحياة لم أعرفُ أن للجسدِ لُغةٍ إلا مُنذ أن لوثنِي تُركِي و تخاطبتُ بها 7 سنواتِ بعينيْ ، لم أعرفُ إلا منذُ أن شطرنِي سلطان و تحدثت يدايْ بتشابِكهُما . . كيف أشرحُ لك يا أبي ؟ عبدالمحسن و لم يكُن بسهلٍ عليه ، أردف بربكةٍ كبيرة : الجوهرة . . الجوهرة همست و الدمعٌ على خدِها يسيل : لأ عبدالمحسن لمَح تلك الدمُوع ، أردف بوجعٍ كبير : لو أنه أخويْ . . أنتِ أهم ، هرب ولا عارف كيف أوصله .. الجوهرة أخفظت نظرَها و لا قلبُها يهدأ ، ألتفتُوا لسيارة البانميرَا السوداء التي تُضيء بجانِب سياراتِهم ، عبدالمحسن : هذا سلطان !! . . أسمعيني يالجوهرة .. ماراح أخليك ترجعين معه .. الجوهرة تُراقب سلطان الغير مُنتبه لهُم على بُعد مسافاتٍ طويلة. أتعلم يا سلطان أنني بدأتُ أحفظك عن ظهرِ غيب ؟ بدأتُ أحفظ تفاصيلك وتلك الخطواتِ الغاضبة و الأخرى الخافتة ، أعرفُ جيدًا شعُورك من تقويسـةِ عينيْك و وقعِ أقدامِك. عرفتُ هذا مُتأخِرًا. عبدالمحسن بهدُوء : أجلسي معنا هنا كم يوم لين عرس ريان و بعدها بترجعين معنا !! و كان الله غفور رحيم الجُوهرة تنهَّدت وهي تمسحُ دمُوعِها بظاهرِ كفِّها : ان شاء الله عبدالمحسن ألتفت عليه وهو يسيرُ بإتجاه مجلسِ الرجال ، بصوتٍ عالٍ : بــــــــــــــــــــــــو بدر أنتبه سلطان للصوت و عاد بُضع خطواتِ ليراهِم ، أقترب بخطواتٍ مُخبـئة خلف ستار الهدُوء. عبدالمحسن : كنا في سيرتك ، . . الجوهرة ادخلي داخل الجُوهرة بربكةِ خطواتِها سارت بجانب سلطان ولكن أمام مرأى والِدها أوقفها بكفِه التي حاوطتْ معصمِها. سلطان بنبرةٍ هادئة : مستعجل . . عبدالمحسن رفع حاجبه مُتنهِدًا : الجوهرة بتجلس هنا سلطان بعد صمتٍ لثواني مُتوتِرة أردف : ليه ؟ الجُوهرة زادت إنتفاضةُ قلبِها الهائِج في صدفتِه ، صدرُها يهبِط بذاتِ القوة التي يرتفعُ بها ، ذاب معصمها بكفِّه. عبدالمحسن : وليه السؤال ؟ إحنا أتفقنا يا سلطان و لاتحسبني راضي على سالفة انها راحت بدون علمي ... أنا قبلت عشان كلامك اللي فات لكن الحين ماله لزمة ترجع معك .. سلطان بحدَّة : كيف ماله لزمة ؟ إلى الآن هي بذمتي وماطلقتها عبدالمحسن بذاتِ الحدَّة : ماله داعي تضحك على نفسك وتضحك عليّ !!! كل شيء أنتهى سلطان شدّ على شفتيْه ليلفظُ بغضب : دام ما طلقت ماأنتهى شي ! عبدالمحسن و ضغطهُ يُنبأ بالإرتفاع ، كان سيتحدَّثُ بعصبية لولا صوتُ الحمامةِ التي نطَق : يــبه خلاااص سلطان ركَّز عيناه الصاخبة بأضواءِ النار بعينِ الجُوهرة الدامـعة : روحي جيبي عباتك أنتظرك بالسيارة ترك معصمها و نظرهُ يسيرُ بإتجاه عبدالمحسن : اترك هالموضوع احلَّه بنفسي عبدالمحسن بغضب : بنتي ماهي حقل تجارب لك !! ولا راح أرضى .. لا تحدني يا سلطان أتصرف بشيء لا يعجبك ولا يعجبني سلطان بنظراتٍ ذات معنى أردف : ريِّح نفسك أصلاً ماعاد يعجبني شي .. و سَـار لسيارتِه. ، ركَن سيارتــِه بجانب سيارةِ سلطان دُون أن يُلقي لمن حولِه بالاً ، مُشتت ضائع ، يرى الأطيافُ تحوم حوله حتى بات لا يهتمُ بالحقيقة بقدرِ إهتمامه لأصواتِ هذه الأطياف. أخذ نفسًا عميقًا ليسيرُ بخطواتِ سريعة حتى لا يلحظهُ أحد. مزاجُه مُضطرِب و مُجعّـد لن يستقيمُ بسهولة في هذه الليلـة بعد كابُوس المغرب. فتح الباب و عيناه تسقُط على زُجاجة العطر المرميـة. أقترب قاذِفًا مفتاحه على الطاولة الخشبيـة ذات المفرشُ القاني. نظَر لحاسوبه المفتُوح .. أقترب ليرى صُورة العطر من الملف الشخصي لـ أثير. تمتم بحنق : هذا اللي كان ناقصني !! تجاهل كل شيء ودخل الحمام ليستحِمْ . . في الأعلى سمعَت صوتِه ، سارت ببطء شديد حتى لا تصدرُ بكعبِها صوتًا ، الغُبار يعتلي الأرفُف ، لم تدخل هذه المكتبـة كثيرًا فـ المراتُ نادرة وجدًا. أقتربت من الكُتب الموضوعة على الطاولة التي يبدُو أنها آخرُ ما قُرأ. مؤسف أن ألبسُ اللامُبالاة حتى وإن بانت فضفاضة لا تليقُ بي. مُؤسف أن أكُون بهذه الصُورة و كأن لا قلب ليْ ولكن أنت تستحقُ أكثر من ذلك يا عزيز و يعزُ عليّ دمعي الذي لا تستحقه. فكَرت قليلاً بحوارٍ مع ذاتِها يُشعل براكين الحقد. نزلت على الدرج الخفيفْ الذِي يصخبُ بكعبِها ، وقفت لتنتظِره. مرَّت الدقائِقُ طويلة حتى سمعت صوتُ خروجه من الحمام. عادت خطوتين للأعلى و أصدرت صوتًا ثقيلاً على الأذن. لم يُحرك الصوتُ بهِ شيئًا ، كأنَّ الحياةُ مع اللابشـر يثقبُون قلبه البشرِي من فكرة الفضُول للأشياء الغريبـة و الأصواتِ التي ليس لها وجود. أرتدَى بنطالِ بيجامته الرماديـة دُون أن يرتدِى شيئًا يُغطي جُزءه العلوي ، تفاصيله القديمة تُعاد ، منذُ أن رحلُوا وهو لاينام الا بشيءٍ يُغطي جسدِه بأكمله إلا أنه بدأ الآن ينام عاري الصدِر ، ماعاد هُناك شيء يستطيع أن يُخبئه. يشعُر بأن قلبه عارِي و يحتاج من يزيدُ بعُريِّـه فمن كان يُغطيه سابقًا " دعواتِ أمه ليلاً ". رمَى نفسه على السرير و لامجال للنومْ . الأرق يُطارِده من كُل جهة و التفكيرُ بهم يهيج. أعينه تسقط على الجدار الذي تبلل بالعطِر والرائـحة القوية تخنُقه. أتجه للعطِر و عكَس الجِدارُ ظلالِها ، نظَر للظِل ! أأصبحتُ أتخيَّل ؟ جُننت رسميًا !! يالله أرحمني كما ترحمُ عبادِك الصالحين. وقف بقامتِه المُهيـبة التي يشتركُ بها مع سلطانيْن. فقبلُ سلطان بن بدِر هُناك سلطان العيد. ألتفت لينظرُ إليْها ، لم تتحركُ بها شعرة وهي تراه بل ركَّزت أنظارِها المُتحديــة بإتجاهه ! عبدالعزيز رفع حاجبـــه ، آخر ما توقعه ان يراها ، عيناه تتأملُها من خلخالِها الذهبِي إلى شعرها و الشاشُ الذِي يُغطي نصفه. رتيل نزلت بقيـة الدرجات لتقترب منه وبنبرةٍ ساخِرة شامِتة : خربت خطتك ؟ عبدالعزيز بصمتٍ رهيب ينظرُ إليها بدهـشة تبدأُ من فكرةِ وجودها الآن أمامه وبهذه الجرأة . رتيل بإبتسامة بانت معها صفـةُ أسنانها : إحنا اللي شخصياتنا تصلح لفترة مؤقتة و بعدها تزهق " أردفت كلمتها الأخيرة بدلعٍ عفوِي أرادت أن تسخَر به منه " أكملت بملامحٍ مُشفقة : يا مسكين !! لهدرجة مضايقينك ومحاصرينك من كل جهة . . تبي تترك هالحياة وتبدأ حياة ثانية !! كسرت خاطرِي مايهون عليْ أشوفهم يتلاعبون فيك كأنك ولاشيء . . أو يمكن مالك أهمية أو تصدق .. عرفت الحين من اللي زيادة عدد !!! عبدالعزيز ماكان ينقصُه أحدٌ يُشعل النار المتوهِجة. كل الأشياء تفيضُ ببراكينها. كان ينقصُه كلمة ليتنفجِر حِمَمِه. رتيل في داخلها أرتبكت من نظراتِه ولكن أظهرت قوتِها لتُردف : تعرف مايهمني أكون زوجة لإنسان مثلك !! بس أشفق عليك وعلى أثير اللي بتقبل بشخص ماله رآي وشخصية .. جابوه من باريس غصبًا عنه و الحين يزوجونه بطريقة قذرة !! بس إسم أنك زوج .. إسم أنك رجَّال لكن بالحقيقة مافيه أفعال تثبت شيء من كل هذا صفعها بكُل ما أوتي من قوَّة ، صفعها ولأولِ مرَّة يمدُ كفِّه على أنثى. أختَّل توازنها بالكعب لتسقُط على عتبة الدرَج و شفتِها تُجرَح ليختلطُ الدمُّ القانِي بأحمرِ شفاهِها المُسكِرة. رتيل رُغم أنَّ الدموع تجمَّعت في محاجرها ، وقفت لتتحدَّاه وبسخرية : برافوو .. طلعت رجَّال وأنا الغلطانة .. صح اللي يضرب هو الرجال ... الله يقويك عرفت تبرهن عن رجولتك عبدالعزيز مسكها من كتفيْها ، لولا عظامها الثابتة لذابت في كفُوفِه ، أحان وقتُ إفراغُ الجحيم ؟ صرخت به مُتناسية كل الألم : قرَّبت مني و أنت تدري أني ماأعرف بهالمصخرة اللي صارت !! قرَّبت مني وأنت عارف أني ماراح أنام الليل كله من خوفي من الله !! كنت تدررري بس أنا ؟ ... سمعت باللي قال الحُب دعاء !! .. رجفت كلماتها لتنطُق و البُكاءِ يتلبسُها : الله يزيييدك قهر و يوريني فيك مكروه يهزِّك يا عبدالعزيز ... دفعها على الجدار لتسقُط مرةً أُخرى على عتباتِ الدرج الخشبـية ، عقد حاجبيْه بضيق ، ماذا تبقى حتى أرى به مكرُوهًا ، أو هل بِي حياةٌ حتى تهتَّز من أجلِ أحد !! مُت منذُ زمن و مازلتُ أُمارس حماقة الحياة. عاد إليْها و شدَّها من ذراعها ليلفظُ الغضب الثائر : وتحسبيني منتظر حضرتك تدعين ليْ !! أو حتى حاسب لك حساب ! عُمرك ماراح تكونين شيء و أنتِ أصلك رخيص !!!!! حاولت أن تضربُ صدره العاري لتبتعدُ عنه و قطراتُ الماء من شعره تسقطُ عليها ، أنفاسها تتعالى كأصواتِ الرنين التي لا تهدأ. يُكمل مُزلزلٌ أعماقها : ما يفصلني بيني وبينك شي !! قادِر أخليك زوجتي فعليًا بس مزاج .. ماأبيك أنتِ اول بنت في حياتي .. فيه اللي أهم منك أتَى كلامُه قاسيًــا وجدًا على قلبٍ رقيق كرتيل. أتَى حادًا شطَرها نصفيْن ، عبدالعزيز بسُخريـة ينظرُ إليْها : لآ يكون جاية اليوم وحاطة أمل في هالزواج !! للمرة المليون تعرضين نفسك عليّ يا رتيل . . بس هالمرة راح أرفض عرضك رتيل المتصوِرة شيئًا أنقلب سحرُها عليْها و كل ما فكَّرت به وقعت في شرِّه الذي مازال في بدايته. أردفت بقوةٍ هزيلة وهي بين ذراعيْه : لاتعطي نفسك أكبر من حجمك !! و للمرة المليون أقولك كون رجَّال ولو مرَّة وحدة عبدالعزيز بضحكة خافتة غرز أصابعه في شعرِها المُجعَّد : علمي أبوك ليه زوجِّك واحد تشوفينه ماهو رجَّال ؟ ولا الكل يشوفك رخيصة مو بس أنا ؟ رتيل همست :أبعد عنِي عبدالعزيز : جيتيني وتقولين أبعد رتيل صرخت : قللت أبععد عبدالعزيز يُحاوطها من خصرها بشدة لتقف على طرفِ كعبها وتصِل لمستواه : أصرخي بعد لين يجي أبوك و يشوفك كيف عارضة نفسك عليّ !!! رتيل رُغم أنَّ بُكائها لا يتوقف إلا أنَّ حدتها بالكلام تزدادُ أكثر : حقـــــــــــيـــــــــر أنت حرام تعيش !! ليتك لحقت أهلك كلمتُها الأخيرة أشعلت قلبه من جديد ، دفعها بقوة بإتجاه التلفاز ليتعثرُ حِذائها بالطاولة وتسقُط مرةٌ أخرى على رأسها الذي مازال يتألم من ضربـةِ الأمس. بقيت مُتصلـبة على الأرضْ إِثر الغليان التي تشعرُ به في مُؤخرةِ رأسها ، أرتفع فُستانها لمُنتصفِ فخذيْها و نارُ عبدالعزيز لا تهدأ ، وقفُ ينظرُ إليْها دُون أن يتحرك به شيئًا في حين أنها تشعُر بالأرضِ من حولها تدُور و إغماءةٌ تتسللُ إليْها. أغمضتْ عينيْها الباكيــة لتهدأ رجفةُ أطرافها ، ومازال واقِف ينظرُ لموتها البطيء وإنزلاقِ روحها بدمعها ، ينظرُ إليْها وكأنها جثــة. رتِيل أبتلعت الغصـة و مسكت طرف الطاولـة حتى تقِف ، لم يتحرك ولم يحاول مُساعدتها ، نظراته حادة لايرمشُ بها لثانية. تقدَّم بخطواته ليجلس بجانبها ، ألتقت عيناهِم ، من يسألُ العين بماذا تحكي ؟ من يطلبُ الترجمة لعينِ عبدالعزيز المتقوِّسـة ؟ من يُنيب عن عين رتِيل ويحكي بماذا تلفُظ الأهداب ؟ دقائِقُ تخيطُ شفاهِهم و لا همسٌ يُذكَر سوَى الأنفاس المُتصاعدة بينهُما ، في قلبِ الأنثى المكسورة تراتيلٌ تحتاج لمن يسمعها ! آآآه يا عزيز تُرغمنِي على إيذاء نفسِي بِك. تُرغمني أن أؤذي الجميع. يالله على هذا العذاب . . هذا الحُب لا يستقيم وكأنَّ من بنودِه " الجحيم " لم تمُر يومًا على قلبِي خفيفًا ، دائِمًا ما كُنت تمِر بي لتشطُرني نصفينْ. عبدالعزيز و مازال مُتجمِد في مكانه بجانبها ، مُــتــنا يا رتيل. نسيتُ كيف أعيش ؟ و لِمَ أعيش ؟ مُتــنا والقبر السعيد الذي أردفتيه بأمنيتك أصبح يضمُك ، حياتُنا عبارة عن نُكــتة لم نفهمها فبكيْنا. وضعت كفوفها على وجهها لتمسح دمُوعِها ورأسُها الثقيل لا يكفُّ عن الغليانْ وكأنَّ براكين قلبها تنتقل الآن لرأسها ، شدَّت نفسها للخلف لتجلس و تسحب فُستانها و تُغطي سيقانِها النحيلة ، تعذَّب يا عبدالعزيز لتعرف من خسَرت ؟ خسرت " رتيل " و أنت تعرف من هي رتيل ! هي التي تُرادف قلبك. هي أنا ولن تنكُر ذلك ، عبدالعزيز مسك كفَّها لتقِف تترنَّح من دوارِ رأسها و كعبُها الذي لايتزن على الأرض ، مسكها من خصرها ليُوقفها بإتزان ، رفعت عيناها الباكيــة له ، عبدالعزيز بخفوت : أجلسي رتيل وضعت كفوفِها على ذراعه التي تُحيط خصرها ، أرادت أن تُبعده ولكن قوتها ضعفت بعد سقوطها ، كل عظامها رخوَة تذبلُ بذبول عينيْها. جلست على الطاولة ، أبتعد عنها ليأتِي بالماء ويمدُه لها ، أخذته لترميه عليه و جنَّ جنُون رتيل. أخذت ترميه بكل شيء على الطاولة بأنظارٍ مُشتعلة ، رمَت إحدى الفازات الثقيلة عليه لتؤلم بطنِ عبدالعزيز. تجاهل ألمه وتقدَّم إليْها بغضب ليُمسك كلتَا ذراعيْها ، همس بحرارةِ غضبه : إيدك ما تنمَّد لا والله أكسرها لك رتيل بحقد : أكرهههك .. أكرهههك ... أكرههههك ... *رددتها و دمُوعها تنسابُ مع كُل حرف* عبدالعزيز تركها ليقِف : أطلعي برااا رتيل صرخت : خل يجي أبوي .. أنا أبغاااه يجي ... أنا أبيه يشوف الكلب اللي مدخله بيتنا عبدالعزيز و لايتحملُ إهاناتٍ اكثر ومن أنثى كرتيل ، بلاوعيْ أخذ قارورة المياه الزجاجيــة الخالية من الأملاح ليرميها عليها ! رتيل أنتبهت وأنحنت جانبًا لتُصيب طرف يدِها ، تناثر الزجاج حولها !! عبدالعزيز بحدة يُشير بسبابتِه : وبعزته لا أخليك تندمين على كل حرف تقولينه وربِّك يا رتيل لا أوريك نجوم الليل في عز الظهر ، صعدَا الدرجْ ليلتفت ناحية غُرفة رتيل : نامت ؟ ضي : من شوي صعدت وقالت بتنام همَّ عبدالرحمن ليتجه نحو غرفتها لولا يد ضي التي مسكته : أترك لهم شوية خصوصية عبدالرحمن بهدُوء : بس بشوفها ماني محقق معها ضي : ولو يا قلبي البنات كبروا و أنت شايف كيف ينفجرون عليك لأنهم يحسونك محاصرهم بكل جهة ، أتركهم فترة وهم بنفسهم راح يجونك .. عبدالرحمن تنهَّد وتوجه لغُرفــتِه ، ضي من خلفه : أفكر أتصل على أفنان وأقولها فشلة تشوفني بعرس أخوها وتنصدم يعني أمهِّد لها عبدالرحمن ينزَع الكبك ومن ثُم ساعتِــه ، أردف بلاإهتمام : ليه تنصدم ؟ بكلا الحالتين ردة فعلها بتكون وحدة !! ضي : لآ ولو ماهو حلوة تشوفني في عرس أخوها واقفة و تنصدم عبدالرحمن بحدة لم يُسيطر عليها : سوي اللي تبينه ضي عقدت حاجبيْها : ليه تكلمني كذا ؟ عبدالرحمن : يعني كيف أكلمك ؟ واللي يخليك ضي ترى مزاجي مايتحمَّل اليوم ضي نظرَت إليْه بإستغراب لتُردف بقهر : طيب عبدالرحمن نزَع ملابِسه و أرتدى بيجامته لينام مُتجاهلاً ضي ، شدَّت على فكيْها من قهرها وكأنها توَّد أن تكسر أسنانها ، نزلت للأسفَل لن تتحمَل أن تنام وهي غاضبـة ، جلست بالصالة لتنساب عليها أفكارٌ كثيرة لم يسعفُها الوقت لتناقشها مع ذاتها بسبب دخُولِ رتيل ، صُدِمت لتقف : رتيل !!! ألتفتت عليها. تضببت رؤيتها من دمعِها و هالاتُ الكحل ترتسم حول عينيها. تقدَّمت لها ضي : بسم الله عليك وش فيك ؟ رتيل بحديثِ ضيء الدافىء عادت لبُكائِها ، سحبتها ضيء لصدرِها وهي تعانقها : تعالي أجلسي ... جلست وبجانبها ضيء : كنت أحسبك نايمة !! وين رحتِي ؟ رتيل بحشرجة صوتها المبحوح : لعبدالعزيز ضيء رفعت حاجبها : عبدالعزيز !! رتيل بقهر : أكيد تدريين لحد يمثِّل عليْ ضي : أبوك ماقالك عشان ... رتيل قاطعتها بغضب : لآتبررين له !! الكل مسترخصني .. من الصغير لين الكبير !! طيب مايحق لهم يزوجوني كذا ! كيف يزوجوني وأنا ماعندي خبر .. تدرين انه كان يقرب مني ويقهرني وأنا أحسبه حرام وماأنام ليلي من التفكير وآخر شي يكون هو وأبوي متفقين عليّ !! مين أهم أنا ولا عبدالعزيز ؟ مو حرام عليهم يسوون فيني كذا ؟ .. .. أصلاً هو بيتزوج !! شايفة الرخص كيف ؟ أخفضت رأسها لتجهش ببكائِها أمام ضيء المُتجمِدة في مكانها لا تعرف بأيّ حديثٍ تُخفف وطأة الخبر على رتيل. همست : محد رخصك ! والله أبوك مارخصك أضطر .. هم عندهم مشكلة في الشغل و . . . صرخت في وجه ضي لتُقاطعها : الله يلعن الشغل !! الله يلعنه ... اللله يلعنه !! مين أهم أنا ولا الشغل ! صخب البيت بصُراخِ رتيل لتُكمل : ماصارت حياة حتى أبسط حقوقي يتحكم فيها هالشغل ! ضي بهدُوء وقفت : أهديي لا تصحينهم .. بشرح لك الموضوع كيف صار .. عبدالعزيز متنكر بإسم شخص ميِّت وراح لشخص يبون يمسكونه وخطر علينا وقالهم أنه عبدالعزيز العيد متزوج بنت بوسعود !! و خلَّى أبوك في موقف لايحسد عليه ، عبدالعزيز أجبرهم يزوجونه ! ماهو برضا أبوك بس بعدين أبوك أقتنع وقال مانعطي خبر لعبدالعزيز ولا لرتيل لأن هذا الصح بس عبدالعزيز عرف وأنتِ الحين عرفتِي رتيل : كيف عبدالعزيز عرف ؟ يعني بيتزوج وحدة مايعرفها !! قولي حكي يدخل المخ ضي دُون أن تنتبه لخطورة ما تقُول : هو ماحدد أنتِ أو عبير يعني كان ممكن تكون عبير زوجته فعشان كذا رتيل و خيبةٌ أخرى تشطِرُ قلبها ، خيبةٌ أكثرُ مآسآوية من التي قبلها ! خيبةٌ أكبر من أن تتحملها ! يالله ألهذه الدرجة ؟ يُفضل عبير عليّ ؟ ألهذه الدرجة عبدالعزيز يُريد أن يقهرني بأختي ؟ يالله أني لا أتحمل هذه الدناءة ، رأسُها يدور وعيناها تتضببُ برؤيتها. ضي بهمس دافىء : صدقيني أبوك كان مجبور ومضطر ، شايفة قد أيش ضحى عشانكم بس هالمرة ضحي عشانه وبالنهاية عبدالعزيز ماهو بالشخص السيء ! يكفي أنه ولد سلطان العيد . . بس هالفترة لين تنحَّل مشاكلهم بالشغل وبعدها راح تقدرين تعيشين معاه بـ . . قاطعتها رتيل بصُراخ هزّ البيت : يالله بسهولة تقولينها كأنه شي عادي !! تبون تذلوني وتقهروني !! أنا دايم اللي لازم أضحي أنا اللي لازم أنهان .. بس عبير لأ .. عبير تبقى معززة مكرمة محد يدوس لها بطرف بس رتيل عادي .. أصلأً مين رتيل ؟ أحلف بالله أنه الشغالة ترحمونها أكثر مني أتاها الصوتُ الرجولي الحاد ليقطع حديثها : رتــــــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــل رتيل المُنفجرة تمامًا ، ألتفتت لوالدها الواقف عند الدرج و بأعلى الدرج عبير تسمعُ لحديثها ، رتيل بسُخرية و البكاء يهطلُ كمطرٍ أتى بعد جفاف : هلا بأبوي هلا بالغالي اللي ذلني لعبدالعزيز وأرخصني عبدالرحمن بغضب : أحفظي لسانك زين رتيل بقهر : ليه تبيعني له ؟ ليه أنا بالذات ؟ ليه دايمًا تقهرني هذا وأنت أبوي ؟ كيف تبي الناس تحترمني وأنت ترخصني للي يسوي واللي مايسوى !! عبدالرحمن بهدُوء : ما بعتِك ولا أرخصتك لأحد !! كان راح تعرفين بالوقت المناسب رتيل صرخت : هذا زواج كان لازم أعرف !! عطني حريتي ولو مرة وحدة !! حرام عليك يكفي .. يكفييي هالحياة اللي عايشة فيها حتى عن الزواج تبي تقرر عني !! طيب آمنا بالله وقررت عني طيب أترك لي خبر .. طيب حسسني ولو مرة بأهميتي في حياتك !! .. أنا وش ؟ قولي انا وش بالنسبة لك ؟ من أول يوم جاء فيه عبدالعزيز خليته يقهرني ويذلني له !! أنت بنفسك سمحت له يذلني !! لهدرجة أنا ولا شيء بالنسبة لك ؟ وش أفرق عن عبير !! قولي وش أفرق عنها ! أنا بديت حتى أشك انك أبوي صرخ عليها : كان بيجي وقت مناسب أقولك فيه ! ولو قلتي لي ماأبيه كان طلقتك منه ولا بجبرك على شي ماتبينه بس بهالفترة أنا مضطر .. أفهمي معنى كلمة مضطر .. الحياة ماتمشي زي مانبي أحيانا لازم نسوي أشياء مانبيها عشان نقدر نعيش رتيل بخفُوت وسُخرية :إيه صح مضطر !! صح أنا نسيت أنه عندك شغل أهم مني ! عبدالرحمن بهدُوء : مافيه شي أهم منك رتيل بجنُون تصرخ : إلا فيه .. فيه عبير .. فيه سواقنا .. فيه شغالاتنا .. فيه عبدالعزيز .. فيه ضي .. فيه ناس كثيرة أهم مني .. أنا ويني منهم !! مالي مكان .. بس هالعبدالعزيز اللي مصعده للسما ذلّ بنتك إذا يهمك أمر بنتك ... كان يجيني ويقهرني لأنه يعرف أني زوجته بس أنا ماكنت أنام الليل من التفكير وأنه الله بيعاقبني وأنك لو دريت بتذبحني !! بس طلعت أنت بنفسك مسلمني لعبدالعزيز .... لو أمي حيَّة ما تجرأت تلعب فيني كذا .. أرتفع صوتها أكثر :لو أمي موجودة ماكان لعبت فيني !! أنت حرام تكون أبو .. حراااااااااااااااام .... مين بقى لي ؟ قولي مين بقى لي ؟ كلكم تخليتوا عني كلكم أرخصتوني !! الله يآخذني ... الله يآخذني .... أقترب والدها ليحتضِنها ويُسكِن البراكين الناعمة التي تثُور ، أبتعدت ليلتصق ظهرُها بالجدان المزخرف بتموجاتٍ عتيقة لتلفظُ بصوتٍ خافت بعد أن أستنزفت طاقتها : الله يرحمني منكم . . . وبخطواتٍ سريعة ركضت بها للأعلى حيثُ غرفتها. ، في زاويـةِ البيت ضحكاتِهم تتعالى و أحاديثُهم الخافتـة لا تُسمع ، أردَفت بضحكة : بتشوف بنت أبوها وش بسوي غالية : وش ناويتن عليه ؟ وضحى بخبث : بعلمها كيف تتفاخر بزوجها المصون ! .. غالية أبتسمت : اليوم كل ما كلت رجّعت شكلها صدق حامل وضحى : وأنتِ صدقتيها ! إلا حامل وقولي وضحى ماقالت ! .. أستغفر الله بس مدري كيف تزوجت وأخوها ماصار له سنة !! مافي قلبها رحمة غالية نفثت على نفسها : فكينا بس !! هي عندها إحساس أصلاً وضحى تُقلد صوتها : يـــــــــــــوسف !! . غالية : تهقين يحبها ! وضحى : لآ أهل الرياض جافين مايعرفون يحبون ولا شي غالية : تغيروا ماعادوا على خبرتس يا حظي !! .. بنات جارتنا فتُون اللي ماينطل بوجههِن مآخذين من الرياض ورجاجيلهن قايلين بهن هه *حركتْ يديْها بإشارة لتدليعهن* .. تحسبينهم على زمن جدتس وجدي ! وضحى تنهَّدت : حتى عيالنا مو ناقصهم شي غالية بسُخرية : أبد يصبحتس بوردة ويمسيتس بضحكة وضحى رفعت حاجبها : أصلاً وش ذا اللحوج وردة وأفلام أبيض وأسود .. غالية بخفوت : تهقين يوسف مسوي بمهرة تسذا ؟ *كذا* وضحى : الله يعلم بس شكله كذا .. مير مالت عليها على وش ياحظي ! شينة و رجَّال مابها أنوثة أكملتا الأحاديث عن هيئاتِ الخلق و نسُوا الخالق الذي يُمهل ولا يُهمل ، يأكلُون في ليلهم لحُومٍ أخوانهم المُسلمين اللينـة ، كيف قبَلت أنفسهم بأنَّ تغتاب و الله يراهم ؟ كيف رضُوا بأكلِ اللحوم اللينة ؟ أيُّ تقزز و قبحٍ تكتسي أنفسهم ! و نحنُ الذين درسنا التوحيد و نعرف أن لا أحدٌ يموت الا وفعل مثل ما كان يعيبه ! ، يُرتِب غُرفتــِه وهو الذي لايُحب الفوضى وإن أرتكبها يومًا ما. من يراه يقُول " رائِد الجوهي " أمامه ليس هيئةً فقط بل هيبـة و سكينة وإن كان له جانبٌ سيء ، قليلُ الكلامْ صامت خافت هادىء قارئ مجنُون شغوف عاشق مُهيب هوَ في ضد مع نفسه عندما يشرَب ويسكُر ! نظَر لصحيفة الأندلس التي في أعلى الرف يُتوسطها مانشيت بعنوان " عبدالرحمن آل متعب ينفِي تعرُضه لمحاولة إغتيال في باريس " رماها في علبة النفايات الصغيرة ذات النقوش العثمانية ، أبتسم بسُخرية وهو الذي يعلم تفاصيل تلك الحادثة . . يعرفُ عن أدق مخططات والده في وقتٍ يشعُر والده بأنَّ إبنه لا يعرفُ شيئًا وأنه " على نياته " ، والدِي يحسبُنِي أنني معزول كليًا عن عمله و أنا الحاضِر بكل زواياه ، سرَح عقله لتلك الأيام. يرسُمها في أول لوحة لها ، يغمسُ رأس الفُرشاة الناعمة بخيُوطِ اللون العنابِي ليُشبع شفتيْها بها ، وضع سماعةِ هاتفه ليستمِع للطرف الآخر : بيروحون باريس وراح يخطفون بنته هناك ! فارس بهدُوء : أهم شي . . عبير : وش يعرفني كيف شكلها ! فارس لا تورطني معك فارس : كيف ماتعرف شكلها ! أكيد أختها الثانية واضح انها أصغر ! : أبوك بدا يشك فينا ! فارس بحدة : آخر طلب !! لو سمحت تنهَّد الآخر ليُردف : طيب براقبهم وبشوف مين عبير فيهم فارس : يكون أحسن بهدُوء : طيب دام عندك صورتها ليه ماترسلها وتريحني فارس : نعم يا رُوح أمك !! الآخر بتخوف : خلاص خلاص ياكلمة أرجعي مكانك عاد لواقعه وهو يُلملم قصاصات الورق البائسة حيثُ كتاباتِه الضعيفة ، يالله كيف كان يشعُر برجولته وهو يحميها ! و سهراته اللذيذة حين يكتبُ لأجلها و يرسمُ لأجلها و يؤرخ كل الأشياء الجميلة ليحتفل بميلادِها ومن أجلها فقط. يالله يا عبير كم كان حُبك صبيًا في قلبي وكم كان الحُزن يتغلغل في قلبِي إن ضاقت بك جُدرانِ غُرفتِك السُكريّـة ، يالله يا عبير أيُّ جنُون رزقني الله به حين أحببتك ؟ أيُّ جنون ذاك الذي جعلني أُحب إبنة من يكُن عدُو والدِي ! يا حبيبتِي كما قال إبن زيدُون " أغارُ عليكِ من عَيني ومِني ، ومِنكِ ومن زمانكِ والمكان ! " و . . . . أغارُ عليكِ حتى من كلماتٍ تقرأُها عيناك لم أكتُبها أنا. ، لم ترتاح في نومها القصِير حتى أستيقظت و أستيقظ غثيانُ معدتِها ، تقيأت و الألمُ يسبحُ في أحشائِها ، عقلها الضائِق كُل ما يُفكِر به صعوبة هذه الحمل ! إن كانت في هذه الشهور الأولى هكذا إذن ماذا سيحصُل بها في شهورها الأخيرة ، نزلت دمُوعها بتفكِيرها ، صغيرة جدًا على تحمُل هذا ! صغيرة جدًا لتعرف كيف تتحمَّل هذا الألم ، خرَجت من الغُرفة حتى لاتزعج والدتها النائمة بجانبها ، أتجهت لغُرفة الجلوس الصغيرة في الدور العلوي ، جلست وهاتِفها بيدِها ، حتى صديقاتِها علاقتها بهُن محدُودة و لا تعرف كيف تتسلق الحواجز التي بينهُن ، لا تُحب أن تتعمق بعلاقاتها مع أحد لذلك هي الآن وحيدة بعد أن كان فهد يحلُ جزءً كبيرًا في أحاديثها . يالله يا فهد لو تعلم بشوقِي لك ، كُنت ستفرح بيْ ، كُنت ستُراقب تضخُم بطنِي لتضحك عيناك ! لا أحد سعيد بحملِي ، الجميع كلماتُهم منافقة مُعتادة ! لا أشعُر بأنَّ أحدهُم يسعدُ لأجلِي. لاأحد. دخلت الواتس آب ، وقفت عند محادثة يُوسف كثيرًا ، دقائِق طويلة تمُر وهي تتأملُ كلماته الماضية حتى رأت الـ " on line " أسفَل إسمه ، كانت ستخرج لولا أنهُ حادثها " غريبة صاحية الحين ! " بلعت ريقها لتكتُب " كنت بنام " يُوسف " يعني آكل تبن وأسكت " أبتسمت لتكتب " لأ " يُوسف " حجزتي لك موعد ؟ " مُهرة " إيه بعد بُكرا العصر إن شاء الله " يُوسف " طيب الحين نامي وارتاحي " مُهرة " يوسف " يُوسف " ؟ " مُهرة بربكة أصابعها التي تكتُب تراجعت و أرسلت " خلاص ولا شيء .. تصبح على خير " يُوسف و لايعرفُ كيف يفهمها بهذه الساعة " ينفع أتصل عليك ؟ " مُهرة لم ترُد عليه بل ضغطت على إسمه لتتصل و يأتيه صوتُه الناعس ، مُهرة بصوتها الهادىء يزيدُ صوت يوسف خفُوتًا : كذبت ماكنت أبي أنام ، قبل شوي صحيت يُوسف : ليه ؟ تو الساعة عشان تصحين ! مُهرة بضيق : تعبانة أحس روحي يتطلع من الترجيع وأنت بكرامة .. يوسف : بسم الله عليك ، أتوقع هذا طبيعي ولا ؟ مُهرة : يمكن بس أنا مقدر أتحمل كذا ، يعني هاليومين ماني قادرة أنام بشكل متواصل كل شوي أصحى . . نومي متقطع مرة يُوسف بصمت يستمِع لها ، لأولِ مرةٍ تُفضفض له أو رُبما لأولِ مرة تحكِي له شيئ مطولاً يقطع الدقائِق بتمدده. مُهرة بنبرة توشك على البُكاء ، الحمل أضعف قلبها وبشدة ، أردفت وهي تُخفض رأسها ويغطي ملامحها خصلاتُ شعرها : مقدر أشرح لك .. مااعرف كيف أوصلك معنى كلامي بس . . . تعبت حيل وأنا توني دخلت الثاني كيف لو جت الشهور الأخيرة ! ولا يعرفُ كيف يواسيها و بنبرةٍ دافئة : أكيد بالبداية بتتعبين بعدها خلاص ، يعني هذي الشهور الأولى و .. أتوقع أنها عند الكل تكون كذا مُهرة أبتسمت بسخرية : ماشاء الله عندك خبرة يُوسف ضحك ليُردف : اللي أعرفه أنه دايم كل شي جديد يكون صعب في البداية مهرة بعد صمت لثواني طويلة : خلاص ماأبغى أسهرك ويخرب نومك .. قاطعها : أصلاً طار النوم ضحكت بعفوية لتُردف : تدري يوسف !! يوسف المُستلقي على سريره و الكاذب بشأنِ نُعاسه : هممممم مُهرة : أنك مجامل و مستفز يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مُهرة : جد اتكلم يعني مستعدة أحلف أنك الحين متغطي بالفراش و ودك تنام يوسف : ههههههههههههههههه قايل من زمان شيوخ حايل يحللون الشعوذة مُهرة : هههههههههههههههههههههه بسم الله على قلبك يا ولد الرياض يوسف أبتسم حتى بانت صفة أسنانه : صدق ما قلتي لي وش تخصصك ؟ مُهرة : رياض أطفال . . . ساعة تلو ساعة ، دقيقة تمُر و تأكلُ الدقيقة الأخرى ، أحاديثٍ مُتواصلة لا تجِف حتى شهدتْ الشمسُ عليهما وهي تشرُق على أصواتِهما و تتغنجُ ببطء لتغمزٌ السماء لهُما بضحكة . ، أستيقظ باكِرًا فاليوم مُهم جدًا بإجتماعٍ عند العاشرة صباحًا يضمُ شخصيات مُهمـة ، في مكتبِه يُرتب بعض الأوراق و الملفاتِ التي يحتاجُها ، يُصنف بعض الملفاتِ السوداء تحت " مُهم ، ليس مُهم " ، تنهَّد ليسند ظهره بتعب على الكُرسي و ينظرُ للباب الذي يُفتح بهدُوء : صباح الخير سلطان : صباح النور حصة بإبتسامة : أهلكت نفسك سلطان : عندي إجتماع مهم حصة : الله يعينك سلطان : آمين حصة زمت شفتيْها ليقرأ سلطان بسهولة ماذا تُريد و هو يُفكِك بعينِه أصابعها المُتشابكة : ماهقيتك تستحين مني ؟ حصة ضحكت لتُردف : لآ تصدق نفسك !! لآ بس كنت بسألك .. الجوهرة نايمة عند أهلها ! سلطان بهدُوء : لأ حصة : طيب .. تعال أفطر سلطان :لآ مو مشتهي شي ! بس سوي لي قهوة تصحصحني حصة : من عيوني . . وخرجتْ لتصعد بخطواتٍ مُباغتة للأعلى ، طرقت باب جناحِهم مرةً و إثنتان و ثلاث لتفتحه الجوهرة وترفعُ حاجب الإستغراب ! حصة : كويس أنك صاحية ، أبيك في شغلة الجوهرة أبتسمت : وشو ؟ حصة وتتأملُ ملامِح الجوهرة الشاحبة وشعرُها المبلل : أول شي أستشوري شعرك لايدخلك برد وبعدها أنزلي الجوهرة بعفوية : مالي خلق أستشوره خليه كذا حصة بعتب : لآ وش تخلينه كذا ! لآ تنسين انه سلطان هنا مايصير تطلعين له الا وأنتِ بأحلى صورة الجوهرة بدأتُ الحمرة تسيرُ في كامل وجهها ، حصة بإبتسامة شقية لا تُثبت عُمرها أبدًا : يالله بسرعة ورانا شغل .. ونزلتْ تاركة الجوهرة في حيرة من أمرها ، أتجهت الجُوهرة للمرآة لتتأملُ نفسها و تتذكرُ الليلة الماضيـة التي طرقت بها بابًا للخوفْ عندما أحتدَّ مع والِدها ، ( ليلة الأمس ، الساعة الحاديْ عشر و ستةٍ وأربعون دقيقة مُربِكة ) فتح الجناحُ ليُشير لها بعينيْه أن تدخل أولاً ، سارت بخطواتٍ مُرتجفة كقلبها الذي لايهدأ من الحِراك والتمدُدِ والتقلص. ألتفتت إليه و طرحتها تسقط على كتفِها ، سلطان أخذ نفسًا عميقًا وكأنه يتمرَّن على اللاغضب ! بلعت ريقها المُرّ بصعوبة وهي تنظرُ إليْه لحظةً و تُشتت أنظارها دقيقةً ، سلطان بهدُوء : قلتي لأبوك شي ؟ الجوهرة : لأ سلطان : ما سأل عن إيدك ؟ الجوهرة برجفةِ حروفها : محد أنتبه سلطان و أنظاره تطوف حول جسدِها النحيل ، أمال بفمه قليلاً وكأنه يُفكر بشيء ما وتلك الأنثى التي تُقابله و تبلغُ أوَّجُ أنوثتها يهبطُ صدرِها ويرتفُع ، هدُوئِه هذا غريبٌ عليّ منذُ فترةٍ طويلة لم أشهدهُ بهذه الصورة ! الجُوهرة بللت شفتيْها لتُثبت أنظارِ سلطان على فمِها الصغيرْ ، أردفت بربكة : تآمر على شي ؟ سلطان تنهد : لأ بعد دقائِق قصيرة نزلت وشعرُها الأسوَد المُظلِم يتراقص على كتفيْها ، أرتدت من الفساتينُ الناعمة الخاصة بالبيت الذي يصِل لمنتصف ساقها ، كان عاديًا جدًا ذو لونٍ واحِد " بصلِي " ، دخلت المطبخ : آمريني حصة بإحباط : يالله يالجوهرة على الأقل كحل !! ضحكت لتُردف : ماأحب المكياج كثير حصة : طيب كحل بس خط صغير على الأقل ... عيوش حياتي عائشة : نأم ماما حصة : جيبي لي كحل من غرفتـ .. لم تُكمل وهي ترى عائشة تُخرج من جيبها كحلُ القلم الأسود حصة : منتي بهينة والله تتكحلين بعد عائشة ترمشُ بعينيْها بخجل : بأد شنو يسوي لازم يسير أنا هلو حصة أبتسمت لتقترب من الجوهرة ولم تجعل لها مجالاً ان تُناقش وهي تُكحِل عينيْها التي تأخذُ من تُركي الكثير و أيضًا والِدها و الأكيد عبير التي تُشبه تركي كثيرًا ! حصة بإبتسامة رضا : إيه كذا شكلك تمام ، طيب أخذي .. مدَّت فنجانُ القهوة ذو الحجمِ الكبير .. : سلطان بمكتبه ووديه له الجوهرة بربكة : لألأ .. حصة تُقلد صوتها الخجول : وش لألأ .. أقول روحي بس الجوهرة : يعني يمكن مايبي قهوة حصة : إلا هو طالبها مني الجوهرة وتبحثُ عن مخرج : طيب يمكن مشغول يعني مايصير أزعجه بشغله حصة بنفاذِ صبر : لا إله الا الله .. أقولك هو طالبها يعني يبيها الجوهرة : الله يخليك حصة والله مـ حصة لم تتركها تُكمل كلمتها وهي تسحبُ بيدها لتخرجُ من المطبخ متوجهة لمكتبِ سلطان ، أمام مكتبه وضعت الفنجانُ بين يديْها وهي تهمس : ترى ماأبيك يعني عادي تكيفين هنا .. وتركتها بضحكة. الجوهرة أخذت نفسًا عميقًا لتطرُق الباب وتطُل برأسها ، لم تلفظُ كلمة وهو الآخر لم يرفع رأسه من الأوراق المُبعثرة على الطاولة ، أتجهت بخطواتٍ خافتة نحو مكتبه لتضع الفنجان بجانبه و صوته الهادىء المُربك يخرج دُون أن ينتبه لها : الله لايحرمنـ .. رفع عينه وتوقفت الكلماتُ عن الإندفاع من عتبةِ فمِه ! رائحة عطرها أسكرتهُ . الجوهرة و أرادت أن تقطع عليه أيُّ كلمة تُحبطها منه : حصة هي اللي قالت لي أنك تبي قهوة !! سلطان برفعةِ حاجب : وش إسمها ؟ الجوهرة بلعت ريقها : عمتك حصة سلطان : و تقدرين تنادينها بعد عمتي أو أم العنود ! بس ماهو حصة حاف كذا .. يعني ماهو معقول أعلمك الأدب الجوهرة شعرت بأن الأكسجين ينفذ من الغرفة ، أرتجفت أهدابُها وهي تُثبت أنظارها عليْه سلطان بسياطِ حروفِه : والله مصيبة إذا بربيك من جديد !!!! الجوهرة : حقك عليْ بس هي قالت لي أني أناديها كذا و أنه مابيننا رسمية .. سلطان يرمي عليها اللاإهتمام وهو يضع عينه على الأوراق ويتجاهلُ حديثها الجوهرة الواقفة بجانبه شعرت بالإحراج من طريقته بتجاهله ، سلطان و شكلُه الظاهري يوحي تركيزه وهو المشتت لا يعرفُ أين يقرأ و بأيِ سطرٍ تلتَّفُ عينه . . أطالت وقوفها حتى تلألأت عيناها بالدمُوع المُكابِرة التي لا تنزل ، رُغم ضعفها إلا أن نزعاتُ الجرأة تُحاصرها و هي تقترب أكثر منه لتجعل عيناه رُغمًا عنها ترتفع ناحيتها ، الجوهرة بإتزانٍ أكثر رُغم لمعة محاجرها : ليه تقسى عليّ ؟ أنت تدري بقرارة نفسك ماأستاهل هالقساوة منك سلطان حرَّك كُرسيْه ذو العجلات إلى الخلف مُبتعدًا عن المكتب و أنظاره الشامتة تهذي بأحاديثٍ كثيرة : عفوًا ؟ الجُوهرة أصطدمت فكوكها و صمتُ ثواني طويلة كفيل بأن يُهيِّج حرارةِ دمعها : نسيت الأسئلة بعقيدتك حرام ... عن إذنك ... و توجهت للباب لولا وقوفه و هو يتجه من خلفها ويُمرر ذراعه بجانِب خدها ليُغلق الباب ، سلطان : و نسيتي أن الأسئلة بدون جواب بعقيدتي حرام ! الجوهرة ألتفتت ولا يفصلُ بينهُما شيء ، يملكُ السطوة في كُل شيء !! يالله يا سلطان طاغي أنت حتى في رجُولتِك العنيفة ، ادخل كفوفه في جيبه لينتظرُ عند حافةِ شفتيْها جوابًا ، من قال لهذا الثغرُ أن يعصي يالجوهرة ؟ من قال له أن يدسُ نفسه بقبرُ الحياة الذي يُعلق بين السماء و الأرض ! الجوهرة نزلت الدمعةُ المالحة التي بقيت غارقة في المحاجر حتى نجت ! ، أردفت بربكة : ولا شيء سلطان و هو الذي يقرأ تفاصيلها كما يقرأ موظفيه : فهميني وش يعني ولا شيء ! الجوهرة بقيتْ ثواني طويلة تتمددُ بها الكلمات ولا تخرج ، أردفت بضيق : ليه تسألني بهالطريقة ؟ عشان تقهرني وبس !! سلطان بهدُوء : مين أنتِ عشان أقهرك ؟ تبيني أذكرك مين أنتِ ! الجُوهرة بدأت دمُوعها تهطل لتُدافع عن بقايا عزةِ نفسها : مصلية و ماأفوت فرض وأكرم الله علي بحفظ كتابه .. هذي أنا أما اللي أنت تشوفه فهو نظرتك لنفسك ومالي علاقة فيها سلطان أشتَّد غضبُه الذي كان هادئٌ في بدايته ، أمسكها من زندها مُتعجبًا من قدرتها على الرد : وش قصدِك ؟ يعني كيف نظرتي لنفسي ! شعرت بأن ذراعها تذوب بقبضته : أترك إيدي بغضب رفع صوته : قلت وش تقصدين ؟ الجوهرة بربكة : ماراح أناقشك وأنت معصب سلطان بحدة : لآ أنا أبيك تناقشيني بشوف وين بتوصلين له ! الجُوهرة و فعلاً تألمت ، بهمس وهي لا تنظرُ إلا لكتفه : عورتني سلطان و زاد مرةً أخرى قبضةِ أصابعه وهو يغرزها في جلدِها اللين : أشوف لسانك طايل وترمين حكي بعد !! لاتختبرين صبري في شيء لأن محد بيخسر غيرك ! الجوهرة بألم : حتى الحكي حرام سلطان بإمتعاض : معاي حرام الجوهرة كالطفلةِ أخفضت رأسها لينسحبْ شعرها ويكشفُ عن آثارِ غضبه على عُنقها ، بكت وهو يفلتُ يدها من قبضته ، وضعت كفَّها الأيمن على زندها وهي تضغطُ عليه من حرارةِ الألم ، سلطان عينه تُراقب البنفسج الذي يُعانق جوانب رقبتها و يتسللُ قليلاً حتى يُطيل النظر في باطِن كفِّها ، لم يبقى بجسدِها قطعة إلا وسَم عليها بغضبه ! رفعت عيناها له و شطرت قلبه بلمعتها ، من قال لها أن تكُن طفلة هكذا ؟ لِمَ أشعُر بالأبوَّةِ نحوها ؟ لا هذه ليست أبوَّة ، لِمَ أشعرُ بحاجة ذراعيْ بأن تحضُنها ! الجوهرة و كأنها تتعمَّد وهي تخنقُ الدمعات الشفافة في عينها وتزيدُ من لهفة خدها ! بتوتر عميق : باقي شي ثاني تبي تقوله ؟ أخاف أطلع و تطلِّع روحي بعدها ! سلطان و لايملُك سبب للإبتسامة التي غزت شفتيْه في حين رأتها الجوهرة شماتة و سُخرية ، الجوهرة عقدت حاجبيْها : أروح ؟ سلطان وأعطاها ظهرها مُتجهًا لمكتبه ، خرجت الجوهرة و البُكاء يهطل عليها ويغرقها حصة الجالسة في الصالة ضربت صدرها بخفة من منظرها : أعوذ بالله من وعثاء سلطان .. بسلاسة أتجهت الجوهرة لها لترمي نفسها في أحضانِ حصَّــة ، : ماعليك منه ! ولا تزعلين نفسك وتبكين !! والله من قرادة الحظ والله وأنا من اليوم أقول الحمدلله نجحت الخطة الأولى مير وين الرجا مع ولد بدر ! الجوهرة بضيق : متضايقة من نفسي كثير حصة تمسحُ على شعرها : حسبي الله على عدوه بس !! الجوهرة تُبعد نفسها لتمسح دموعها بكفِها : أنا عارفة أنك تحاولين تصلحين اللي بيننا بس اللي ماتعرفينه أنه مافيه شي تقدرين تصلحينه .. فيه شي بيننا مكسور وعُمره ماراح يتصلَّح حصة بإنفعال : مافيه شي إسمه مايتصلَّح .. غصبًا عنك أنتِ وياه يتصلح !!! يا بنت لاتنكدين عمرك عشانه ، الرجال مايعرفون يعيشون بدون حريم ولا يغرِّك سلطان مردَّه بيرجع لك وقولي حصوص ماقالت الجوهرة أبتسمت من طريقة حديثها لتُردف وبحة البكاء بدأت تتضح : سلطان مستحيل يتراجع عن أفعاله ، تُقاطعه : أنتِ ماعليك منه هم كذا يحبون ينفخون ريشهم علينا إحنا الضعيّفات ، شوفي أنا زواجاتي ماراحت عبث .. عندي خبرة بهالمواضيع .. طنشيه وأثقليه عليه وبتشوفينه كيف يركض وراك !! لأن كنت بجرب الطريقة الثانية معه بس شكله مايفيد إذا من أولها بكاك الجوهرة : و ترضينها على ولد أخوك ؟ حصة : إلا من مصلحته ومصلحتك ، أبي أنبسط فيه وأشوف عياله بس قلتها من قبل وين الرجا وهو ولد بدر الجوهرة أبتسمت بحزن : أصلاً ماتفرق معي لأن بعد عرس ريان برجع الشرقية حصة شهقت : نعععم !! أنتي ناوية تخربين بيتك الجوهرة : قلت لك بيننا شي مكسور مستحيل يتصلَّح حصة : كل مشكلة ولها حل مدري وراه مهولِّين بالمواضيع ، أذكر سلطان يبسط اعظم الأمور الجوهرة أخفضت رأسها : صعب حصة صمتت لثواني لتردُف : وش فيها رقبتك ؟ الجوهرة سُرعان مارفعت رأسها وهي تُغطي رقبتها بشعرها ، حصة : يضربك ؟ .. .. بحدة أردفت .. سلطان ضربك !!!! الجوهرة بربكة : لأ .. حصة بغضب : حسبي الله ونعم الوكيل .. مد إيده عليك ؟ الجوهرة : تكفين ماأبي مشاكل ثانية هو مـ قاطعتها : مجنونة أنتِ و ساكتة !!! خرج سلطان من مكتبه ومعه الملفات ، ألتفت على جلستهم بنظرات حادة حصة تقف : أنت وش مسوي ؟ سلطان رفع حاجبه و نظراتِه تحتد ناحية الجوهرة ، الجوهرة وقفت وبصوت خافت : تكفين ماله داعي تتكلمين بموضوع راح وأنتهى .. حصة بصرخة أسكتت الجوهرة : على وش تتسترين عليه ! انتِ تدرين لو تشتكين على حضرته تآخذين عليه تعهد يعلمه كيف يحترم نفسه سلطان ضحك بسُخرية : مين هذا إن شاء الله ؟ حصة بغضب : طبعًا أنت ! آخر واحد توقعته يمد إيده على بنت هو أنت ! معقولة سلطان تضربها ؟ أنهبلت ولا وش صار لك !! سلطان بنظرة أربكت الجوهرة : أمدى تقولين لها تاريخك يا آنسة حصة : مالك دخل فيها كلمني أنا سلطان : لو سمحتِ يا حصة لا تتدخلين حصة : إلا بتدخل دام أشوف الغلط بعيني الجوهرة و عادت دموعها لسيْرها : ما قلت لها هي اللي شافت رقبتي حصة : وشو له تبررين ! خليه يولِّي .. وإذا يعني قالت لي ؟ وش بتسوي مثلاً !! عيب عليك وش كبرك وش عرضك تضرب !! هذا وأنت الفاهم بالدين وعارف أصوله !! و رفقًا بالقوارير .. كل شيء أختفي مع الجوهرة سلطان ترك الملفات على الطاولة ليُردف بغضب : حصــــــــة !!! ماني أصغر عيالك ولا عاد تكلميني كأنك وصي عليّ ! و أنتِ حسابك بعدين حصة : حسابها بعدين !! يعني وش بتسوي ؟ مصدومة منك ماني مستوعبة أنك تمد إيدك عليها وتستقوي !! دام كذا ماراح تنام عندك عشان تعرف كيف تقدِّر قيمتها يا قليل الخاتمة سلطان بحدة : خلاااص انتهينا لاعاد تزيدين بهالموضوع ! الجوهرة قطعت الحوار المُتطايرة براكينه بينهُما : خلاص يا حصة موضوع وأنتهى من زمان سلطان بسُخرية الغضب : بسم الله عليك !! تشعلين الأمور بعدين تسوين نفسك مالك علاقة الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة منه سلطان : الله يكفيني من شر خبثك .... وصعد للأعلى ليُغيِّر ملابسه ويتجه لعمله . حصة ألتفتت عليها : لآ عاد تسكتين له إن مدّ إيدك ! كلميني على الأقل ! ، أمام المرآة يمسح على جرحِ عينيــْــه ، بعد لكمةِ أبوسعود في فجرِ الأمس له لم ينام ، تفكيره ينحصر بعدةِ زوايـــا مُعتمة ! لم يحاول أن يدافع عن نفسه و أحترمه أشد إحترام وهو يقف بثبات أمام غضبه بعد أن دخل صاخبًا و ما إن ألتفت عليه إلا و هو يستلِمُ لكمة بالقُرب من عينه ، أخذ نفَس عميق ، الأشياء السيئة لا تتردد بأن تظهر أمامه وتسيرُ ببطء أيضًا لتغيضه ، يُفكِر أن يعتذر له ولكن هناك كبرياء يقف بالمنتصف ولكن مسألة أنه " صديق والده " تُشعره بالتقزز من نفسه إن لم يعتذر إليْه ، خرج و عيناه تبحثُ عن ظِل عبدالرحمن ، أتجه للسائق : بابا طلع ؟ السائق هز رأسه بالنفي ، أمال بفمِه وأفكاره تتلخبَط ، قرر أن يتحدث إليه و يضع النقاط على الحروف ، أنتظر قليلا حتى يخرُج فالأكيد أن وقت عمله لن يفوته ، دقيقة تلو دقيقة حتى خرج من بابِ قصره المُتهالِكة أسسه الروحيـة ، تقدَّم عبدالعزيز له في لحظةٍ كانت نظرات الغضب الممزوج بالزعل واضحة ، عبدالعزيز : قبل لا تروح الشغل أبي أكلمك شوي عبدالرحمن بهدُوء : ماعندي وقت عبدالعزيز : لو سمحت !! بس 5 دقايق عبدالرحمن وقف : عبدالعزيز هالموضوع لا تكلمني فيه ، جننت رتيل وش بقى شي ثاني تشرحه لي ؟ عبدالعزيز : طبيعي بتكون ردة فعلها قوية لأنها ماتدري بالموضوع عبدالرحمن بحدة : كان ممكن أفهمها لكن أنت منت راضي تعترف وش صاير بينك وبينها !! عبدالعزيز : والله ... *صمت بعد أن حلف لا يستطيع الكذب* عبدالرحمن أبتسم بضيق وسُخرية : والله أيش ؟ أمنتك على بيتي و صدمتني ... وسار بإتجاه السيارة ولكن عاد عبدالعزيز للوقوف أمامه عبدالعزيز : والله العظيم ما حاولت أغضب الله في وحدة من بناتك !! عبدالرحمن يضع نظاراتِه الشمسية ويفتح الباب : خيبت ظني كثير يا ولد سلطان ...... ودخل سيارته الفُورد تارِكهُ . عبدالعزيز بغضب ضرب سيارته البي آم بقدمه : أوووووووووووووووووووووووووووف .... مسك رأسه ليُردف بتمتمة : أستغفر الله العظيم وأتُوب إليه ..... الليلة سيتجه لباريس ، الليلة سيرى باريس بعد فترةٍ طويلة ، أأشتاقُ لها ؟ إنَّ الأماكِن لا قيمة لها ولكن قيمتُها في أصحابها ، يالله لو صُدفـة أرى بها أحدٌ يشبه طُهر أمي و بياضُ أبي و صخب هديل و خجلُ غادة ، لو صُدفـة أُشبع عطشي لهُم ، ، في الشُرفـة المُطلة على الشاطىء ، جالِسة وبين يديْها كتابُ الزهايمر لغازي القصيبي ، من خلفها أتى وسحب الكتاب ليُغلقه وبهدُوء : ماهو ناقصك نكد !! لا تقرين هالكتب رؤى أبتسمت لتلتفت إليْه و بين محاجرها تلمع الدمُوع : هذي رابع مرة أقرآها فيه وليد يجلسُ بمقابلها : تحبين تضيقين على روحك ؟ رؤى بحزن : كم شخص زي يعقوب العريان ؟ وليد : و كم شخص زي نرمين ينتظر !! رؤى نزلت دمعتُها الشفافة : تخيَّل لو كان عندي زوج و أحبه وأنسى أسمه وليد شتت أنظاره بألم شديد ، رؤى أكملت بإختناق : يالله .. كيف بعرف كيف الواحد يقدر يتحمَّل أنه مايتذكر شخص يحبه ؟ بيجي يوم يسألني أحد عن إسمك يا وليد و أنساه ؟ ياربي رحمتك كيف الناس عايشة كذا وليد : رؤى لا تفكرين بغيرك ، الله أرحم مننا على عباده رؤى : ماأفرق كثير عنهم .. هم فقدوا الأمل بالرجوع و أنا إلى الآن فيه أمل !! تهقى يتذكروني ؟ وليد رفع عينه و علَّقها عليها و الحُزن يطوف حولها رؤى بهمس : لو مثلاً تجيهم رسالة تخبرهم عني !! كيف بيتقبلونها ؟ وليد بإندفاع : بسم الله عليك من اللي صار ليعقوب .. بسم الله عليك يا رؤى لاتفكرين بالموت ! لاتكونين سوداوية رؤى ببكاء : محد بيحس فيك !! ليت هالعالم تعرف كيف نحس !! ووش نحس فيه لما مانتذكر أسماء نحبها ! مانتذكر أشكالهم ! محد والله محد يعرف كيف نفكِر وكيف نتألم !! يالله يا وليد أحس بنار و أنا أعرف بقرارة نفسي أنه عندي أهل ضايعيين .. عندي اهل ماأعرفهم ... ماأعرف الا أصواتهم ، وزَّع عدة مصاحف من القرآن على مساجدٍ كثيرة في الرياض ، منذُ الصباح وهو يدخلُ المساجد واحِدٌ تلو الآخر ، كل هذا يا غادة بنيةٍ لكِ عسى أن يتقبلُها الله ، يالله أجعل كل من قرأ لها يدعُو لها و يشفع لها بدُعائه ، يالله يا رحمن وسِّع قبرها وآنس وحشتها ، يالله يا رحمن يا غفُور يا رحيم أغفر لها ذنُوبها و جازِها عن الحسنات إحسانًا وعن السيئات عفوًا وغُفرانًا ، جلس في سيارته أمام الأرض البيضاء التي بدأت أُسسها تُظهر و العُمال ذوي القمصان الصفراء ينتشرون حولها ، نزل لهُم و أعطاهُم من المياه الباردة عددًا لا بأس به و بفرحتهم فتح محفظته و وزَّع نقودِه صدقة لهُم ! أعمال الخير تتكاثرُ به دُون أن يعلم قريبٌ منه بها ، لا أحد يظمنُ الجنة لا أحد يثق بشيء يشفعُ له ليُخفف عن عذابه ، و أنت يا ناصر ؟ لا أعرفُ كيف أخفف العذاب عنِّي إلا بصدقاتٍ علَّها تُقبل و تشفع لي يوم لا ظِل إلا ظله . عاد لسيارته مودعهم مُبتسمًا ، اللهم لا إعتراض على أقدارك ، يالله خفف عليّ عذابُ شوقها ، لم أعد أحتملُ كل هذا ! والله لم أعد أحتمل بُعدها ، يارب يارب أجعلني ممتلىء بك وعوضني ، يارب إني لم أُحبب من النساء إلاها فلا تجعلُ أنثى من بعدِها تقع في قلبي ، يارب خُذني إليْك و قلبي تسكنهُ أنثى واحِدة أستوطنت بيْ و غادرت ! يالله أرحمني . ، مساءٌ أسوَد قبل عام ، في مكتبه بعد ان أغلق الهاتف و هو يستقبلُ إتصالات المُعزين . مقرن : بنته الكبيرة متعرضة لجروح كثيرة لكن حالتها مُطمئنة و الباقي راحوا مثل ما راح الله يرحمهم ويسكنهم الفردوس سلطان الأشدُ تأثيرًا بموت سلطان العيد ، من علَّمه أصُول القتال و كان لهُ الموجِّه والمُعلِم ، أخفض نظره دُون ان يلفظُ بكلمة ، مقرن : تطمنت على عبدالعزيز و قالي سعد أنه مآخذ إجازة ومايطلع من شقته حتى مايزور أخته في المستشفى سلطان بهدُوء موجع : كان الله في عونهم ، الله يصبر قليبه دخل بوسعود و الصدمة ترتسم على ملامحه و أنفاسه غير مُتزنة ويضطربُ صوته : مين قال أنه زوجة ناصر حيَّة ؟ مقرن بإستغراب وقف : أنا شفتها بنفسي و سعد كان هناك !! بوسعود بتشابُكِ أفكاره : عبدالعزيز دفنهم الأربعة !!! سلطان وقف الآخر وصدمة تشطُره نصفيْن : كيييف ؟ بوسعود : ماني قادر أفهم !! فيه أحد له مصلحة من هالموضوع ! سلطان ضرب بيده على الطاولة بغضب وهو يجزم بمن خلف كل هذا . . . . بوسعود بنبرة خافتة و يخشى ما يُفكر بأن يكون صحيح : يا خوفي أنه ما دفن أهله ؟ سلطان رفع عينه : كيف يعني ؟ بوسعود بصوتِه المُتزن المتوتر يشرح لهُما ما عرف للتوّ و أدهش كُلاً من سلطان و مقرن بما يقُول ، ، تُغلق حقيبتها الثالثـة بعد أن وضعت آخرُ قطعها الناعِمة ، أخذت نفسًا عميقًا و دمُوعها السعيدة تتلألأ : الحمدلله هيفاء كابرت كثيرًا حتى لا تبكِي معها ولكن سقطت حصُون سخريتها ومُزاحها التي تُخفي به ألمها بالفراق : الله يوفقك يارب ريم مسحت دمعتها قبل أن تلامس خدها : خلااص لا تبكيني ، هيفاء أبتسمت لتمنع دمُوعها : ما بقى شي ربي يتمم على خير .. *أتجهت أنظارها نحوَ فُستان الزفاف الأبيض* ياربي ياريوم صدق أنك خايسة يعني لازم تبكيني ..... ومسحت دمُوعها التي هطلت بغزارة. ريم ضحكت بين دمُوعها لترفع بصرها للأعلى وتمنعُ سيلانِ البقية : هذي حالة طبيعية أننا ننهبل هيفاء بإبتسامة : أظن كذا طل برأسه : وش تسوون ؟ هيفاء ألتفتت : ترتب أغراضها منصُور بإبتسامة : وكيف عروسنا ؟ ريم لم تتحمل عندما رأت منصور لتغرق في بُكائها ، منصور : أفآآ يالعلم بنت عبدالله تبكي !! ... أقترب منها ليعانقها و تُبلل بدمُوعها ثوبه ، أقترب وهو يتثاءب بعد أن صحى مُتأخِرًا : يالله صباح خير عسانا من الحييِّن !! هيفاء بضيق : كنا نرتب ملابس ريوم يوسف أبتسم إلى أن بانت صفة أسنانه : وش جوِّك ريوم تبكين ؟ مفروض تنبسطين وتفرحين و ترقصين بعد !! الأمور فلة وراه التأزيم بس ! منصور بسخرية : تعرف تواسي والله يوسف ينظرُ للفستان الأبيض الواضع من الدُولاب ، ضحك ليُردف : والله وكبرتي منصور بجدية : يوسف !! يوسف أبتسم : تعالي ريم أبتعدت عن صدرِ منصور بحرج وهي تمسح دمُوعها يوسف أقترب منها ليحضنها ويرفعها عن مستوى الأرض بمسافةٍ كبيرة و ينزلُ بها ليخرجُ صوت ريم : نزلنييي تراني كبرت مايصير تشيلني كذا يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ... مين اللي كبر ؟ ريم بخجل : ما عدتْ بزر تشيلني يوسف يضعها على الأرض وهو يمسح دموعها بكفِّه : روقي لاحقة على الهم تحسبين الزواج وناسة ! كلها شهر وبعدها تآكلين تبن منصور : نعنبا ذا الوجه يا يوسف يوسف : أنا أقول بناء على التجارب طبعًا أنت معفي من هالتجارب يا بوعبدالله *أردف كلمته الأخيرة بخبث شديد* منصور : وش قصدك ؟ يوسف : ههههههههههههههههه سلامة قلبك ماأقصد شي يوسف جلس لتأتي أمه ويُقبل رأسها : وشلونها ريـانة قلبي ؟ أم منصور : بخير وينك ماتنشاف !! ولا قمت مع الناس ولا رحت تصلي الظهر يوسف : والله مانمت الا الصبح أم منصور : وش مسهرك !! يوسف : أشتغل منصور بسُخرية : عسى ماتعبت ؟ يوسف ويُكمل الكذبة المكشوفة : إلا والله أني تعبان حتى فكرت أرجع أنام بس قلت ماأبي أخرب نومي مررة ، دخلت محل لادُوريـه الشهير ، رائـحته أسكرتها لتذُوب في لذة الأصناف حتى أحتارت ماذا تطلُب ، و أنواع المكرُون و الألوان الجذابة كانت كفيلة بأنَّ تُطيل في وقتها حتى تختار ، منذُ الأمس ونقاشها الحاد مع سُمية وهي لم تُحادثها و لم تخرُج معها كما أعتادت لتفطران سويًا ، طلبت ما أرادتْ و أتجهت للزاويـة حيثُ الكرسي الخشبي و النقوشات البصليـة تحفُ المكان و تهطلُ بنعومة و رقـة الألوان الهادئة الفاتحة . مسكت هاتفها و فتحت الواتس آب لترى المُحادثات التي لم تفتحها منذُ يوميْن ، رأت ظلاً عليها لترفع عينها ، نواف بهدُوء : ممكن أجلس أفنان ولاتعلمُ أيُّ جرأةِ أكتسبتها الآن : لأ نواف ضحك بخفُوت ليُردف : يعني شايلة بخاطرك ؟ أفنان بهدُوء مُتزن : لأ وليه أشيل في خاطري يا أستاذ ؟ نواف : بالمناسبة أعتذر عن اللي صار لأن مالي حق أحاسبكم بس تنرفزت لما شفتكم أفنان لم ترُد عليه وهي تُشتت أنظارها ، نواف يسحبُ الكرسي ويجلسُ بمقابلها . . : سُمية هنا ؟ أفنان أخذت نفسًا عميق : ما جت نواف : أجل أشاركك الفطور المتأخر أفنان بإبتسامة مُندهشة : وعزمت نفسك بعد !! نواف : ما ظنتي بترفضين ، أفنان صمتت عندما أتى القارسون و وضع طبقُ مكرُون ملوَّن و طبقٌ آخر يحتوي على الكرواسون الفرنسي ، و كُوب شايْ بطريقة تجهلُ كيف صُنِع من لذة وغرابة طعمه . نواف طلب الآخر كُوب شاي و نظر إليْها : قالوا أنك بترجعين ! أفنان : عشان عرس أخوي بس برجع أكمل باقي الأيام وآخذ شهادة التدريب إن شاء الله نواف : مبرووك الله يتمم له على خير أفنان : الله يبارك فيك ... أنحرجت من الأكل أمامه لم تعتاد أبدًا بالأكل أمام أحد حتى في أيام الجامعة لم تكُن تُحب أن تأكل أمام الطالبات . نواف أبتسم : ترى ما آآكل أفنان دُون أن تُسيطر على نظراتِها التي تُبين " سماجته " نواف غرق بضحكتِه لثواني طويلة وأردف : يالله يا أفنان على الأقل جاملي شوي أفنان أنحرجت و الحُمرة تغزو ملامحها : ماكان قصدِي وضع القارسون كُوب الشاي ليردُف نواف : خلاص بشرب الشاي وبروح أفنان بإندفاع : لآ والله ماهو قصدِي ، لا تفهمني غلط وكذا بس نواف أبتسم وهو يُزيد تركيزه على شفتيها وهي تتحدثُ بسرعة في ثواني قليلة أفنان بحرج : بس يعني أنت عارف أني ماني إجتماعية كثير نواف بهدُوء ينظر لكُوب الشاي و يغرقُ بصمته أفنان وغرقت هي الأخرى في كُوبِها و الصمتُ يلتفُ حولهُما نواف قطع الصمت : مفكرة وش تدخلين بعد الدورة ؟ أفنان : لأ للحين مافكرت يعني بشوف وش اللي يناسبني بالوقت خصوصًا نواف : الفرص بالدمام كبيرة للبنات وأكثر من الشباب أفنان : إيه تقريبًا لأن صديقاتي اللي ماجوّ هالدورة ضمنوا وظايفهم نواف أخذ نفسًا عميقًا : الله يوفقك ويكتب لك كل خير أفنان : آمين ويااك قطع عليهُمـا هاتف نواف : عُذرًا .. وردّ .. ألو .... هلابِك ... إن شاء الله ... طيب ولايهمِك .. مع السلامة .. وأغلقه .. ليُردف : زوجتي دُهِشت تمامًا حتى أتسعت محاجرها بصدمة ، نواف ولا يعرفُ لِمَ كذِب و لم يقُل " أختي " لا يعرف كيف نطق " زوجتي " في وقتٍ كان يُريد أن يقُول " أختي " هل هذا عنادٌ مُعتاد من لسانِه !! رُغم أنه لم يتعمَّد أن يكذب . أفنان أبتسمت بهدُوء وبدأت قدمُها اليُمنى بالإهتزاز ، نواف : حسيتك أنصدمتي ! أفنان : لأ بالعكس .. الله يوفقكم يارب ويرزقكم الذرية الصالحة نواف : آمين ويـاك أفنان هي الأخرى لاتعرفُ لِمَ تكذب أيضًا : إن شاء الله قريب نواف : ماشاء الله ربي يهنيك أفنان و الكذباتُ تنهال عليها : شهر 5 ميلادي نواف : قريب مررة أفنان : أجلناه عشان الدراسة و أموره شوي ماكانت مستقرة نواف : و رضى تجين هنا بروحك ؟ أفنان أرتبكت من السؤال : إيه طبعًا يعني أبوي هو اللي قاله نواف : آهآ ، أنا تقريبًا قبل 4 شهور تزوجت وجينا هنا و أكملُوا سيلاً من الكذبات الغير مفهومة و المُبهمـة و التي لايفهمُون حتى أسبابها . . ولو رآهم أحد لأفرط بضحكِه من قوةِ الكذباتِ و إخفائهم للحقيقة ، كان الجوُ متوتِرًا بكلماتِهم . ، في العمل الصاخب و الهادىء في مثل الوقت ، حرك رقبته بتعب ليُردف : وبس هذي الورقة اللي معك آخر شي بوسعود : طيب روح البيت شكلك تعبان وأتركهم علي اراجعهم سلطان : لا بس ظهري تصلَّب من الجلسة بوسعود رفع عينه : سلطان سلطان أجابهُ بعينِيْه ، ليُردف عبدالرحمن : صاير شي بينك وبين عبدالمحسن ؟ قبلها مع الجوهرة والحين عبدالمحسن !!! ماودي أتدخل بحياتك بس بعد أكيد ماراح أشوف هالتوتر اللي بينكم وأسكت سلطان تنهَّد : يتهيأ لك عبدالرحمن : علي هالكلام ؟ سلطان مسح وجهه بيديْه : كلم أخوك وبتعرف أنه مافيه شي عبدالرحمن : ذكرتني بتركي ، مدري وش بيسوي فيني هالمجنون عرس ريان قرب ولا يرد ولا حتى فكَّر يكلمنا .. الله يهديه بس ... أخرج هاتفه ليُعيد إتصاله على تُركي. سلطان صمت ليقف : أنا رايح .. تآمر على شي عبدالرحمن المُنشغل بهاتفه : سلامتك سلطان أخذ هاتفه و مفاتيحه مُتجهًا لسيارته و في عقله لا يُفكِر إلا بالتوجه لمزرعته ، ، في غُرفتها لم تخرُج منذُ الصباح تُفكِر بحديثِ رتيل و كلماتِها ، مازالت مصدُومة من أنها زوجة عبدالعزيز و شرعيًا ! لا تُصدق بأنَّ ما بينهُما مُباح و ليس كما تصوَّرت ! مازالت لا تُصدق بأن رتيل تزوجت ! ومن عبدالعزيز ! كيف حصل كُل هذا بهذه السلاسة ؟ لم أتوقع يومًا بأنَّ أبي يفعلها بإحدى بناتِه ! يالله ماذا يحصُل ! من المستحيل أن أبِي يختبرني طوال هذه الفترة ! مرَّت سنة وأكثر منذُ أول مُباغتة من المجهول إليّ ، سنة بأكملها مستحيل أن يكُون خلفها والدي !! يالله لا أستوعب لو انه فعلاً أبي بذاته هو خلف كل هذه الرسائل و الهدايا ! بدأ قلبُها بالنبض سريعًا و الأفكارُ تتشابك عليها ، كل ماهي واثقة به الآن أنَّ شيءٌ في البيت يجلبُ الجنون ! من يكُن خلف هذه الرسائل ؟ لكن سمعته ، سمعتُ صوته والله ! لا من المستحيل أن يطلب أبي من أحدهُم أن يُكلمنِي ؟ و لكن رضاها على رتيل !! يالله يا " يبــه " مسكت رأسها والصُداع ينهشه من كثرة التفكير ، غير مُصدقة لما يحدُث في حياتها ، هُناك أمور لا تفهمها وفعليًا هي لاتعرفُ كيف تفهمها ، كيف أرخص أبي رتيل بهذه الصورة ؟ والله هذا مالا أستطيع تصديقه ، و نحنُ المغفلات لاندري عن شيء . لو عُذر واحِد يشفي حُرقة رتيل ويسدُ ثقب أسئلتي !! عُذرٌ واحد رُبما يقنعنا . أتجهت للجُدران التي تُزيُّنها لوحاتِه ، أخذت تنزعُها و تضعها فوق بعضها البعض ، أخذتها ووضعتها أسفل سريرها حيثُ الغبار يرتمي على كُتبٍ قديمة مُخبأة هُناك ، رفعت عينُها للباب الذِي يُطرق ، : تفضَّل دخلت سليمَة بكيسٍ أنيق من اللونِ الأبيض ، رفعت حاجبها : وش هذا ؟ سليمة : ما بعرِف عبير أقتربت منها : مين جابه لك ؟ سليمة : هادا يجي هندي ويسلم حق سايق برا عبير أخذت الكيس : طيب خلاص سليمة أنسحبت بهدُوء لتترك عبير في غيمة مُضطربة لاتعرفُ جفافها من بللها ! فتحت الكيس لترى كتاب زمانُ القهر علمني لفاروق جويدة ، رمت الكيس لتفتح أول صفحة و بخطِ يده غرقت " إذا كنتُ قد عشت عمرى ضلالاً فبين يديك عرفت الهدى " شعرت بأنَّ الأكسجين يختفِي و أنَّ لاوجُود للهواء ، قلبُها ينتفض وهي تقرأ ما كتَب وخطُ يدِه أربكها حدُ التجمُد ! جلست و الأفكارُ مازالت تتشابك ! هذا ليس ذوقُ أبِي بالكُتب لكن أشعُر بحُبِه ! من المستحيل أن يكُن زيفًا !! ، جالِسَــة وبين يديْها جهازُ الأيباد ، تنتظِر بملل الضيفُ الثقيل ! رفعت عينها أمام الباب الذِي يُدلف ، أستعدلت بجلستها ليستقيمُ ظهرها و تبتسم : يا أهلاً جلسْ سعد بتقزز منها : تدرين أنك تلعبين لعبة ماهي قدِّك !! أمل بلامُبالاة : والله عاد أنتم بديتوها !! ماكنتم واضحين من البداية ! فجأة أكتشف أنه .. سعد قاطعها بحدة : ما لك علاقة بهالموضوع ! ومالك دخل فيه من الأساس ! هذا الشي يهم غادة و عبدالعزيز بس أما أنتِ وش تفرق معك إذا عرفتي من البداية أو من الحين أمل : تفرق كثير !! أنا وش ذنبي أقول كلام لغادة وبعدها أكتشف أنه غلط !! وبعدين تقولون لي ببساطة والله تعاملي معها زين ولا تخلينها تبكي و يا ويلك من فلان الفلاني إذا عرف أنه غادة متضايقة و كله تهديدات بتهديدات سعد بهدُوء : مين اللي سلمك الفلوس ذاك اليوم ؟ أمل بعصبية : وأنت مالك علاقة تسألني !! سويت شغلي زي ماطلبتوه مني لكن بالنهاية أنا ماني مسؤولة عن أكاذيبكم عليها وعلى غيرها !! سعد : جننتي البنت وتقولين منتي مسؤولة تدرين أنه سلطان متحلف فيك !! وفوقها بعد بوسعود عاد تخيلي أنتي الوضع بوسعود الحليم يعصِّب !! أمل أخفت إرتباكها : أصلاً هم مايعرفون عني شيء ! لاتنسى أنهم يحسبوني أمها الله يرحمها سعد بعد صمت لثواني : وأنا مستعد أقولهم أنك منتي امها وأنه .. أمل بخبث : وأنه أيش ؟ أنه مقرن متفق معك عليهم !! ... أستغفر الله بس ماأحب أتشمت لكن بصراحة ياشينها قدام بوسعود و بو بدر لو عرفوا ! سعد : تآكلين تبن وتسكتين لا أدفنك في مكانك الحين وتعرفيني زين إن قلت شي أسويه ولا عليّ من أحد أمل صمتت و الخوفُ يُرعش قلبها سعد : كل شيء تنسينه تسوين له مسح من مخك ولا بيصير لك شي ماظنتي بيعجبك ولا بيعجب الكلاب اللي وراك ، أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه . . . . أنتهى قسمت البارت على أساس أنه هذا أقصر و أقل عشان مايكون البداية دسم وتزهقون في الثاني :$ شويّــات وينزل البارت الثاني. لا تشغلكم عن الصلاة *بحفظ الرحمن. |
السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ. عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()" سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة. مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا. الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي () شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ. رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش ! الجزء ( 47 ) http://www.sh-z.com/up//uploads/imag...bfe1ba3847.png ^ تخجلنِي والله " وردة شقى " بإبداعها ، ربي يسلم هاليدين :$$ ، أرتدى ثوبـه الأبيض ذو طلةٍ كلاسيكية ، يعتلِي رأسهُ شماغٌ أحمَر ، بأصابعه هذَّب شُعيرات سكسوكتِه السوداء التي تعكسُ بياض بشرتِه التي تميلُ للسُمرَة ، وضع قلمه الأسود والمحفُور به بطريقة عُثمانية " عبدالله القايد " أخذ محفظته السوداء و هاتِفه – جالكسي – و نزل بخطواتٍ سريعة للأسفل و رائحة العُود تسبقه لأمه والدته : تبارك المساا ضحك لينحني مُقبلاً رأسها : متبارك فيك يا أميمتي ... أتته الصغيرة ذات الشعر البُندقي والبشرة البيضاء ، تركضُ بخطواتٍ متذبذبة ، فتح لها ذراعيه لتدخل بها : هلا بشيخة البنات كلهُم والدته تسكبُ له القهوة : كل هالكشخة لمين ؟ أبتسم فيصل ليُردف : معزوم والدته أبتسمت والتي لا يتضح عليها عُمرها أبدًا إبتداءً من شعرها البنِي المرفوع نهايةً بجسدِها المشدُود : و ولد عبدالله مايقولنا وش هالعزيمة ؟ فيصل وهو يُلاعب رِيفْ بيديْه : معزوم على تمايم ولد ريانة حبيبة قلبك ! *أردف كلمته الأخيرة بضحكة* والدته بدهشة : منصور تزوَّج !! فيصل : والله يا أميمتي أنك غايبة عن هالعالم ! تزوج وعنده بزر وحتى يوسف تزوَّج والدته : ماشاء الله ، الله يوفقهم ويهنيهم فيصل بهدُوء : ماصارت ! عازلة نفسك عن العالم وناسك وحبايبك .. خلاص أطلعي وونسي روحك ! والدته بمثل هدوئه تُضيِّع الموضوع : عطني ريف لاتوصخك .... فيصل تنهَّد ووقف : تآمرين على شي ؟ والدته : سلامتك وأنتبه على نفسك فيصل قبَّل كفَّها المُعطَّر بالجنَّة : إن شاء الله . . خرَج و ركب سيارته البي آم دبليو السوداء ، نظر لنفسه بالمرآة و عقله يغيبْ لأحداثٍ يكرهُها ، أولُ لحظةٍ شتم فيها عبدالرحمن آل متعب و أولُ كلمةٍ سيئة لفظها بوجهِ سلطان بن بدر و أول حقدٍ نفث به على وجهِ عبدالله اليُوسف والِد منصُور . لا ينسى أبدًا عندما قال لسلطان العيد في وجهه و أمام الجميع " راح أخليك تترجاني " يالله يا وقاحة تلك الكلمة و يا وقاحة نفسي حين قُلتها له . كل الأشياء السيئة كانت ترتطمُ به عندما توفى والِده إثر التدريبات و ترك كُل الذنب عليهم ، قطع علاقتِه بتلك العوائِل رُغم حبه لهم سابقًا ، قبل سنةٍ تقريبًا تبدَّل الحال و رُغم ندمه على بعض أفعاله التي فعلها بأشخاص لاذنب لهم سوى إرتباطهم بتلك العائلة إلا أنه تغيَّر عندما تعرَّف على شخصٍ أستطاع أن يجعلُ منه شخصًا آخر ، و لأجل هذا الشخص أنا هُنا في الرياض ، قريبًا جدا سأُصلح الأخطاء و سأردُ دين هذا الشخص . تمتم : يارب أشوفك يا ناصر ، رسالةٌ قديمة على البريد الإلكتروني تحمل تاريخ 17/12/2009 ، " رتابـة الأيام تشطُر الحياة سوادًا ، تعال إليْ في مثل يومٍ كهذا أشتهِيكْ كالسماء و أكثر " ترك حاسُوبه الشخصي ليبحث في الأرفف عن أقراصِ دائريـة تحملُ له الذكرى و تُشبع شوق نظره إليْها ، لايعرفُ لماذا كان يُحب أن يصوِّرها دائِمًا رُبما لأنه يخشى فقدانها لذلك أراد أن يحتفظ بها ، لم يكُن شغوفًا بالتصوير كحالته معها ، كانت شيءٌ إستثنائِي يوثق به حتى الأشياء البسيطة ، تلك الأشياء التي تتركُ في قلبه عمقٌ لا يُسَّد بسهولة ، من يحفظُ الذكريات كثيرًا يخافُ الفُقد ، أدخل السي دي ليجِد أن الفيديُو مشوشًا ولا يعمل ، شتمُه كأنه إنسانٌ واقِف أمامه ليُدخل السي دي الآخر و فتح له على صفحةِ بياضٍ مُمتدة من قلبها ، " تُخرج لسانها بشغب و من خلفها ربيعُ باريس الزاهي ، وضعت نظارتُها الشمسية مُردفة : عادي أفصخ حجابي دام مافيه أحد ؟ ناصِر الممسك بالكاميرا : طبعًا لأ غادة تنزعُ الحجابْ بهدُوء ليتراقص شعرها على كتفيْها والهواءُ يُداعبه ، المكانُ الأخضر جنَّـة تخلُو من الجميع الا ظلالِهم : في قلبك موافق وهذا يكفيني ناصر : على كيفك قررتي أني موافق !! ... سارُوا للداخلِ أكثر مُبتعدين عن الأطراف التي توازي الطُرق ، ألتفتت عليه : صورني وبرسلها لهديل عشان تتحمس و توافق على اللي خاطبها ناصر بضحكة : مين خطبها ؟ غادة : ماأعرفه بس ولد السفير وأبوي مدحه وطيَّره للسماء بس عيَّت تقول ماأبي آخذ واحد عنده ميول سياسي ناصر بحماس : عبدالعزيز وش قال ؟ غادة : كنك داري ههههههههههههههههه قام يتطنز عليه طلعه ولا شيء !! ناصر : لأن هو ذاك اليوم مع عادل يقول إذا قررت أتزوج بتزوج بنت شخص بسيط ماراح أتزوج بنت واحد عنده منصب مهم ! وحتى خواتي ماراح أرضى تتزوج واحد ولد شخص مشهور ولا شخص له منصب كبير غادة : أصلا كل يوم أكتشف في عبدالعزيز عقد بشرية في مخه !! أمس أقوله أنت ولد شخص مشهور وله منصب سابق يعني ممكن فيه ناس تشوفك بهالمنظور قام ضحك وقالي أنا حالة إستثنائية ناصر : بذكرك باليوم اللي راح يجي ويتزوج وحدة توازيه في المستوى الإجتماعي أنتهى الفيديو ، يالله لو أكملناه لثواني لو للحظاتٍ بسيطة فقط لأراها أكثر لأسمَع أحاديثٍ أخرى ، لو فقط يا غادة تأتين كالحلم و أراكِ . ، دخَل سلطان وكعادتِه رمى سلاحه الشخصي مع مفاتيحه على الطاوِلـة الخشبية و أتجه للغرفة العارية من كُل شيء وتضمُ تُركي ، أتجه خلف الكُرسي المربوط به وفتح قيْدِه ، جلس أمامه بصمتْ ، أنحنى تُركي بوجهه ليجهش بالبُكاء كطفلٍ صغير ، لا أحد حوله ! لا أُم و لا أب ! لا أحَد يشعُر بألمِ تُركي الذي لا نفهمه ، أو كيف يشعُر ؟ لا عُذر يُبرر له ما فعَل و الله لا عُذر يشفي حُزن الجوهرة و كسرُها الذي جفَّ و صعبٌ على الحياة أن تُبلله ! لكن لِماذا ؟ لِمَ فعلت هذا ؟ كيف نسيْت الله و فعلتُها غدرًا من وراءِ ظهر أخيك ؟ كيف فقط قُل ليْ أيُّ الأعذار ستُخفف وطأة مصيبتنا ! سلطان بهدُوء الأموات الذي يلفُهم لولا بُكاء تُركي : أخوانك يسألون عنك ! قولي بس وش أسوي فيك ؟ أنت تدرِي أني مقدر أشتكي عليك وماعندي شهُود ! لكن الله ماراح يضيِّع حق أحد ! ولا راح أرضى أنك تبقى هنا وتكرر اللي سويته مع الجوهرة بغيرها !! راح تعترف يا تُركي ولا كيف ؟ تُركي ولا يردُ عليه الا بالبكاء المُزعج لكل روح إنسانية ، بُكاء يُفكِك قسوة الحجر . سلطان عقد حاجبيه : أعترف لأن خلاص محد راح يفيدك لا عبدالمحسن ولا عبدالرحمن ! كلهم يدورون عليك و عبدالمحسن أكيد ماراح يسكت والله يعلم وش مخطط يسوي فيك ! تُركي ببحة قاتلة جعلت سلطان يشتُم كل هذه الحياة لأنها تُشبه بحة الجوهرة في البُكاء : أذبحوني ... ماأبي هالحياة .. ماأبيها سلطان بحدة : و لا هي تبيك ! محد يتشرف أنك تمشي جمبه حتى الشوارع تكرم منك !! تُركي ببكاء يتخلى فيها عن رداء الرجولة الشرقية : والله أني أحبها سلطان و نفسه مُرهقة من هذا الحديث ، وقف ليُعطيه ظهره ويلفُظ بحرقة : بنت أخوك ! فاهم وش يعني بنت أخوك !!! .. ألتفت عليه ليصرخ ... مايجوز لك .. أفهم أنها ما تُحل عليك تُركي بصراخ آخر : طيب أحبها !! والله أحبها ... أقسم لك بالعلي العظيم أني أحبها غصبا عني .. غصبًا عني أحبهاا سلطان بسُخرية غاضبة : تعرف عن مين تتكلم !! تتكلم عن زوجتي يعني ممكن أحرقك في جحيم حبها عشان أعلمك كيف تحب تُركي بصوت مُضطرب وخافت : ماتفرق معي .. ماعاد تفرق .. أما حياة مع الجوهرة أو فلا .. ماأبي هالحياة سلطان : لا تحدني أجرِّك الحين للتحقيق وأخليهم يعتقلونك رسميا وساعتها ماراح يفيدك هالحُب تُركي و الجرُوح تنتشر على وجهه ، رفع عينه بإتجاه سلطان : قلت لك ماتفرق سلطان بغضب : عقوبتك مثل عقوبة الزاني المحصن يعني القتل !! تُركي : ماتقدر تثبت شيء أنا والجوهرة نحب بعض والله نحب بعض سلطان و تنرفزت حواسه بأكملها ، دفع الكُرسي الذي كان جالسًا عليه و هو يُشير بسبابته : يعني ماراح تعترف تُركي ودمُوعه مازالت تُبلله : أثبت أنه الجوهرة ماتحبني !! سلطان بحدة : لآ تنسى أنك أغتصبتها تُركي : لأ هي جتني سلطان بغضب : أغتصبتها تُركي : لأ سلطان و يُكرر عليه حتى يستفزه ويعترف : أغتصبت بنت أخوك وأنت عارف أنه حراام تُركي : لأ .. والله لأ سلطان : أغتصبتها تُركي ببكاء : لآآآآ أنا ماأغتصبت أحد سلطان صرخ : أغتصبتها تُركي : لأ سلطان : جيتها في آخر سنة لها بالثانوي وأغتصبتها لأنك مالقيت أحد في البيت !! لأنك جبان مقدرت تسوي أفعالك الا بغياب أخوك تُركي بجنُون : لأ سلطان : أنت اللي تتحمل الذنب كله ! أنت اللي راح تتعاقب وأنت يا تركي اللي بتطيح في شر أعمالك تُركي يهز رأسه بالرفض : كذااب .. لأ .. سلطان : كلهم بيوقفون ضدك !! أخوانك و أهلك كلهم بيستحقرونك ! بتموت في فضايحك يا تركي تُركي يضع كفيْه على أذنِه و طريقةُ الجوهرة تُعاد بهيئةٍ أخرى ، يكرهُ هذا التشابه بأفعالهم ، يكرهه أشد كُره ليصرخ بغضب : روح وقول للقاضي والله أنا أحبها ! وشوف وش بيسوي فيك ! تُركي مازال واضع كفوفه ليسدُ إذنه وهو يرفضُ الإستماع له سلطان : أغتصبتها !!! أعترف وخلك رجَّال لو مرة وحدة !! ... أنت أصلاً حرام عليك الشارب !!!! اللي عمره 11 سنة أرجل منك ... *صرخ به* أعترررررررررررررف لأن لو وصلت أمورك للمحكمة صدقني ماراح تفلت من العقاب !! أعترف باللي سويته و لاتنسى مين أنا !! حط في بالك دايم إذا أشتكيت وش بيصير ! خل هالشي في بالك تُركي : ماسويت شي .. ماسويت شي .. ماسويت شي ... كرر كلماته كثيرًا في جنُون. سلطان : أغتصبتها ... أنت يا تركي أغتصبتها بدون رضاها تُركي صرخ : لأ سلطان : إلأا أغتصبتها .. أغتصبتها و 7 سنوات تتحرش فيها !! تُركي : لأ .. أنا ماني كذا سلطان صرخ : أغتصبتها تُركي بصراخ يبكي : لأ .. والله لأ سلطان بعصبية : لآ تستهين بإسم الله على لسانك !! لا تحلف فيه كذب .. خاف ربك في نفسك تُركي بتعبْ : لأ .. لأ سلطان بهدُوء : أغتصبتها يا تُركي و راح تلقى جحيم هالدنيا قدامك تُركي : لأ . . ماأغتصبتها سلطان صرخ : إلا أغتصبتها تُركي : ماأغتصبتها سلطان يشد على أسنانه لينطق من بينها : إلأا أغتصبتها تُركي بإرهاقٍ بكى : أيهه بس والله ماكنت أبي أسوي كذا .. هي والله اللي خلتني أحبها .. شفتها ومقدرت أمسك نفسي سلطان بغضب صفعه ليرتمي على الأرض ، إعترافه وإن كان متوقعًا إلا أنه شطر كل ذرة رحمة في قلبه : هان عليك أخوك !! هان عليك ربك قبل كل شيء ! تُركي : ما هو بإيدي سلطان بصرخة أرعبته : هذا إغتصاب عارف وش يعني أغتصاب !!! كيف تنجذب لها وهي بنت أخوك ! كيف تشوفها بهالطريقة القذرة !!!!!! شدَّهُ من ياقتِه : راح أجيب أخوك وقدامه بتعترف وبعدها يا تُركي أطلب من الله حسن الخاتمة !! ، في أطرافِ الليل المتسرِب بين جُدرانِ الوحدة ، غادر الرياض و ترك قلبٌ من بعدِه مثقُوب ، ترك أنثى غجريـة يرفرفْ قلبها على شوكٍ منثُور ، ترَك حُزنًا مُتلبِسٌ في عينيْها ، تركها و لم يعرفُ ثمَن ضحكاتها و لا فرحها ، لم يعرفُ كيف يُجازِي الحياة بها إلا بالجرح ! منذُ الأمس وهي لم تخرجُ من غرفتها ولم يدخلُ جوفها إلا الماء ، منذُ الأمس وهي تبكِي بحُرقة و تنامُ لبُضعِ ساعات وتستيقظُ باكية ، منذُ الأمس وهي لا تستوعبُ فجيعة ما يحصلُ بها ، منذُ الأمس و هي ميتــة نسبيًا بعد أن حشرُوا الأشواك في قلبها . منذُ الأمس وهي ساقطة على سريرها لم يبقى قطعةٌ قطنية لم تتبلل ببكائِها ! أحترقتْ وغابُ وهجُ هذه الحياة بعينيْ ، جلست على سريرها وهي تحتضنُ الخُدادية المُزخرفة بألوانٍ مُبهجة تجلبُ العصافير وأصواتها ، وهذا المفروض إلا أنَّ البُكاء أفقد القُطن شهيتهُ بالحياة ، يهدأ بكاءها لحظة و يعتلي مرةً أخرى ، يزرعُ بها سمُوم الحقد و ينبتُ بقلبها ألفُ غصنٍ من الحزن ذابل ، يالله " قد إيش موجوعة منك " أرتجفت وهي تُعاود بُكائِها ، خرج صوت كلماتها بين بُكائها وهي تلفُظ : آآآآه من يُطهِر قلبي من هذه الأشواك ؟ من هذا الحُزن ؟ من يُخبرني كيف أبتسم مرةً أخرى ؟ تعبت و ربُ هذه الحياة مُتعبة من كل هذا ! لِمَ كل الأشياء التي تُحزنني هي منك يا عبدالعزيز ! لِمَ كل الأشياء الحزينة التي ليست مِنك هي تتواطؤ معك حتى أبي !! أبي الذِي أتيتُ من ضلعه تواطؤ معك و مع عذابِي ! يالله أكان هذا عقاب الطيش ؟ أكُنت أستحق كل هذا ؟ منذُ اليوم الأول الذي رأيتُك به و كسرني بها أبي بعقابه إلى هذا اليوم و أنا لا أفهمُ لِمَ كل شيء يقف معك يا عبدالعزيز ! حتى أنا ! حتى أنا لا أعرف كيف أستحقرُك ؟ أو كيف أُحزنِك ! حتى " أنا " تعصيني و أُحبك ! لِمَ أُحبك ؟ " ليه " أرتفعت شهقاتها وهي تسألُ نفسها " لِمَ تُحبه " و إني فهمتُ حديثهم عندما نطقُوه " إن الله يُمهل ولا يُهمل " أمهلني الله الكثير حتى أُصحح أخطائِي ، أمهلني ولم أتعلم ! أتبعتُ عنادِي وحقدِي حتى أكسُره و بالنهاية كسرنِي ! و بالنهاية كسرني حتى أبي . و أنا الذابلة بالحُب من رأسي إلى أقدامِي : كسرُوني ، الله عليك كيف قدرت يا عزيز تجرحني بهذه الطريقة ؟ و ربُ هذا الحُب لِمَ تستهينُ بقلبٍ وهبك حُبًا سرق من الحياة كل شيءٍ لأجلِ ان يعيشك ! هان علِيك كثير بأن تُسقطني حُزنًا !! هان عليك و أستسهلُه قلبك ، ليتَك شعرت بحُرقة كلماتك على قلب أنثى تعشقك مثلي ، . . منك لله يا أناني . ، جالِس على الأريكة النحيلة وبين يديْه السبحة و هالاتٌ من الضيق تطوف حول عينيْه و تعرجات جبينه تكشفُ حزنه ، تقدَّمت إليْه بكأس شايْ ساخن و رائحة النعناع تفوح منه : لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها أخذ الكأس و جلست ضي على الطاولة التي أمامه : لا عبير ولا رتيل طلعوا من غرفهم اليوم ضي بضيق : حاولت أكلم رتيل بس مافتحت لي الباب عبدالرحمن بهدُوء : ماعدت أعرف وش الغلط ووش الصح ضي تمسك كفِّه لتشد عليه : مو أنت اللي علمتني أنه الأشياء اللي تزعجنا نسويها عشان نحفظ أنفسنا !! و رتيل أكيد فترة وبعدها راح تتفهم الموضوع وتعرف أنه هذا بمصلحتها عبدالرحمن : اللي شاغل بالي أنه اللي صار , صار من عز ! هو حتى نفسه يجرحها ، كيف رتيل ؟ .. أكيد سمَّعها كلام يسم البدن ! أكيد قالها شيء خلاها تثور بهالطريقة ! ... عز يأذي نفسه ويأذي اللي حوله دايم أنزل الكأس ليُردف بحزن : وأنا كل ماقلت هانت جد علمِ جديد ضي أخفضت رأسها و هي التي تتألمُ من ألمه وتشعُر بحُزن بناتِه وبناتِ قلبه ، أردفت : كل شي بيتصلح إن شاء الله عبدالرحمن وقف ولكن يدِ ضي قاطعت إتجاهه : لآ تضغط عليها ، أتركها هاليومين عبدالرحمن بغضب : مقدر أتحمل وأصبر !! هذي بنتي يا ضي كيف أسكت وأنا أشوفها كذا .. ترك يدها وصعد للأعلى ، ضي تلألأت دمعة على خدها ، لاتبكِي من أجل ما يحدُث ، تبكِي من ألمِ الأب على إبنته والتي أفتقدتهُ طوال حياتها . طرق الباب ولا ردُ يأتيه ، بصوتٌ خشن موجوع : رتيل .. رفعت عينها بإتجاه الباب الذِي يُطرق ، وصوتُه يلتهم كل خلية في عقلها ! يلتهمُه ويُحزنها ! عبدالرحمن : رتيل عشان خاطر أبوك أفتحي الباب رتيل ولا ردٌ تنطقه و دمُوعها تواصل الرثاء . عبدالرحمن بهمس : رتييل .. تعرفين أني بأضعاف حزنك أتألم ! أفتحي واللي تطلبينه بسويه حتى لو ماني موافق عليه ! رتيل مع كلماته الخافتة أزداد بُكائِها ، أتجهت بخطواتٍ مُرتجفة للباب ! عبدالرحمن بنبرة هادئة : هذي أول مرة يا رتيل تطولين فيها بزعلك مني ! رتِيل ودَّت لو أنها تفتحُ الباب ولكن بها من القهر ما يجعلُها تكره النظر له وللجميع ، بها من القهر ما يجعلُها تُفكِر بصورة شيطانية لا علاقة لها ببراءة عينيْها ، بها من القهر ما يجعلُها تُفكِر بفعلٍ خبيث توجهه لعبدالعزيز تعلم هي أنها ستؤذي نفسها ولكن الأذى الأكبر سيكون على ظهرِ عبدالعزيز ، أعرفُ أن من يُحب لا يؤذي غيره ولكن أنا ؟ أنهنتُ بما فيه الكفاية. جلست على الأرض الرُخامية وهي تضع ظهرها على الباب وتسمعُ لحديثِ والدها ببكاءٍ شديد. ، في صباحٍ فوضويْ بغُرفةِ يُوسف ، ركَل بنطاله الجينز من على الأرض وأخذ يُغلق أزاريره بعجَل وفتح هاتفه ليتصل عليها ويطمأن ، ثانية تلو ثانية ولا ردّ ، نزل بخطوات سريعة ليكتبُ لها رسالة " بس تصحين كلميني " أدخل هاتفه بجيبه وألتفت عليهم مجتمعين جميعًا على طاولة الفطُور ، رفع حاجبه : صباح الخير والده : صباح النور يوسف وهو واقف سكب له من الحليب الساخن والدته : أجلس وأفطر زي الناس يُوسف : مستعجل والده بسخرية : عسى بس خايف يطير منك الدوام يوسف بضحكة أردف : أخاف أنطرد والده أبتسم : لا جد وش عندِك ؟ يُوسف : يمكن أروح حايل فماأبي أطلع متأخر وتظلم عليّ في نص الطريق والده : أنتبه على نفسك يُوسف : إن شاء الله ، يمه تكفين خلي الشغالات يرتبون الغرفة مررة قذرة هيفاء وهي تأخذُ قطعة من الزيتون الأسود و تُردف : ارحمني يالنظيف يُوسف : أقول كملي أكلك لا أخلي الزيتون يطلع من خشمك هيفاء ضحكت ليتناثر العصير الذي كانت تشربُه من فمِها ريم بتقزز : يا مقرفــــــــــــة يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه بو منصور وقف : يا مال اللي مانيب قايل .. وخرج. والدتها : أحترمي النعمة في أحد يضحك وهو يشرب هيفاء تمسح بقايا العصير : كله من هالحقير يوسف ضحك وأردف : أحمدي ربك أنه منصُور مو هنا ولا كان خلاك حشرة وعطاك محاضرة بالأتيكيت ... يالله مع السلامة .. وخرج مُتجهًا لسيارته ، أخرج هاتفه الذي يهتز وفتح الرسالة " معليش مشغولة شوي " شد على شفتيْه و بقيْ متوقفًا لثوانِي طويلة ، أرسَل " كنت بقولك أني بجي حايل " ثواني طويلة حتى أهتز هاتفه و فتح الرسالة " حيَّاك ، طبعا مجرد زيارة " بدأ ضغطه بالإرتفاع والغضب يعقد حاجبيْه ، ركب سيارته مُتجهًا للشركة و مُتجاهلاً الطريقُ الآخر الذي يتوجه للقصيم ومنها لحائل. في جهةٍ أخرى ضحكت ومسحت الرسائل : أحسن وضحى : بس والله الكلمة وقحة ههههههههههههههه أجل مجرد زيارة يعني طردة غالية : أجل تنفخ ريشها علينا ، وضحى : ماأتخيل ردة فعله كيف بتكون أدنى شي بيقول ماهي متربية أجل كذا ترسلي ههههههههههههههه غالية ضحكت لتُردف : خلي الجوال هنا وأمشي نطلع قبل لحد يشوفنا ، من خلفها قطع إتجاهها للباب بصوتٍ خشن و رجولي صاخب : على وين ؟ العنُود ألتفتت : بطلع سلطان : طيب !! وأنا أسألك وين ؟ العنُود تنهَّدت لتُنادي والدتها : يمممممه أتت حصة من الغرفة : يالله صباح خير !! .. سلطان : فهمي هالشي بنتك فيه أحد يطلع بهالوقت !! العنود : إيه أنا بروح أفطر مع صديقاتي وش دخلك أنت !! سلطان : تكلمي معاي بأدب حصة : خلاص يا سلطان !! خلها تروح العنود بغضب ثارت : يمه تترجينه بعد !! كيفي بطلع ومالك حق تسألني فاهم ! سلطان الذي أخذ إجازة من عمله اليوم ، أردف بهدُوء : أفصخي الجزمة وأضربيني بعد العنود تأفأفت : لا ماهي حالة تحاسبني على الطالعة والنازلة !! أبوي للحين عايش وأمي بعد ! حصة : خلاص لاتكثرين حكي وروحي أقلقتيني ... خرجت العنُود لتلتفت حصة عليه : يعني فيها شي لو راحت مع صديقاتها ! هي بروحها تكرهك وتنتظر عليك الزلة سلطان بسُخرية يُردف وهو يتجه لطاولة الطعام : زين علمتيني عشان ماأقولها شي وتمسك علي الزلة حصة ضحكت لتُردف : أستغفر الله بس أنا قايلة ماراح أكلمك بعد سلطان أبتسم وألتفت عليها : تعالي أفطري معي ماأحب أفطر بروحي حصة : لأ وتراني زعلانة بعد سلطان : طيب تعالي وبراضيك أتت حصة بطيبة قلبها وجلست أمامه وبجدية : أمس مقدرت أنام من التفكير ! كيف تضربها بسهولة ! مايجوز أبد تسوي فيها كذا من عذرها يوم راحت عند أهلها أجل تضربها وتسكت ! زين بعد مادخلت أهلها وخلوك تطلقها ! من متى المرة تنضرب ؟ ولا أنت تبي تعيد عادات الجاهلية !!! سلطان بهدُوء : موضوع منتهي من زمان وخلاص لا تفتحينه وتنكدين علي هالصبح حصة : طيب أجبر خاطرها في كلمتين !! تعلم شوي الكلام الحلو سلطان ضحك ليُردف : علميني على إيدك حصة : تتطنز !! أتكلم جد ، حسن أسلوبك معها ! أجل أمس خليتها تجيب لك القهوة وتطلع منك تبكي سلطان : هي حساسة تبكي بسرعة حصة : لا والله !! وهذا عذر ! إلا أنت أستغفر الله بس مانيب قايلة كلمة شينة بحقك سلطان : أشوفك واقفة مع الكل ضدي حصة : لأن اللي تسويه غلط ولا يرضي أحد سلطان بهدُوء : خلاص يا قلبي الله يخليك سكري على الموضوع حصة : هذا أنت تعرف تقول يا قلبي وياروحي طيب قولها شوي مو بس " تُقلد صوته الثقيل " الجوهرة سلطان ترك كُوب الحليب لينفجر بالضحك ويُردف : طيب أبشري نزلت الجوهرة بخطواتٍ هادئة وهي التي لاتعلمُ بأمرِ إجازته ، ألتفتت ولم تتوقع بأن تراه ، بصوتٍ مُرتبك : صباح الخير حصة : يا صباح الفل و الورد الجوهرة أكتفت بإبتسامة ، وهمَّت بالصعود مرةً أخرى لولا وكزةُ حصة لسلطان الذي نطق : تعالي الجوهرة : مو مشتهية بس كنت بشوف حصـ .. بترت كلمتها لتقُول .. أم العنود حصة : ناديني حصة وماعليك منه .. *وجهت الحديثُ له* الحين إسمي ولا إسمك !! كيفي أبيها تناديني حصة سلطان كتم ضحكته وأخذ يشربُ من الكُوب بصمتْ حصة : تعالي يا روحي أفطري خلي سلطان يتهنى بأكله *أردفت كلمتها الأخيرة بخبث وقصد لسلطان* سلطان ضحك بخفُوت وألتفت على الجوهرة لتقع عيناه الضاحكة بعينيْها المُرتبكة : تعالي .. وأشار لها على الكرسي الذي بجانبه حصة تُراقب بشغف ما سيحصُل الآن و سلطان " رايق " لأبعدِ حد . أتت الجوهرة وجلست بجانبه ليُفاجئها سلطان بسحبِ كُرسيها ليُلاصق كُرسيْه ، حصة تسكبُ للجوهرة من الحليب الساخن و مدتُها إليْها : أخذي تغذي مهو نافعك أحد .. سلطان بإبتسامة نقية تُظهر صفةُ أسنانه : مُعاذ الله من أنك تقصديني حصة بضحكة : إلا أنت بجلالة قدرك سلطان أبتسم : بسوي نفسي ماسمعتها الجوهرة المُرتبكة بقُربه و رائحة العُود تتشنجُ معها أعصابها ، أخذت الكُوب وبأصابع مُرتجفة يهتزُ معها الحليبْ السائل ، و أعيُن سلطان تُراقبها وهي تشربْ . الجوهرة لم تستطع أن تتذوقْ الحليب وأرجعته للطاولة وكل حواسها ترتجفْ ، لا تعلم لِمَ تشعُر بأن هُناك شيءٌ غائب عنها تجهله يجعل سلطان بهذه الصورة . حصة : فيك شيء حبيبتي ؟ الجوهرة : لأ .. ولا شيء بس برد حصة : عاد التكييف مقصرة عليه الصبح ... سلطان يُفاجئها ليضع ذراعه على أكتافها ويسحبها ببطء نحوه و يُقبل رأسها مُستنشقًا ذراتِ الهواء من بين خصلاتِ شعرها ، حصة وتشعُر بنشوة إنتصار : أنا بخليهم يجددون الحليب .. وأتجهت للمطبخ تاركتهم ، الجوهرة و قلبُها ينتفض ، لا تعرفُ بأيّ التناقضاتِ تأتيتها وأيُّ شعورٍ يُباغت قلبها ، سلطان بصوتٍ خافت : بردانه من أيش ؟ الجوهرة و فكيْها يرتجفان ، صمتت وهي تغيبُ فعليًا عن هذا العالمْ و حرارةِ أنفاسه تُسكِنها و تُهدأ عُمق حواسها ، سلطان تنهَّد مُثبتًا ذقنه على رأسها و ذراعه مازالت تُحيط بها ، بتنهيدتِه تجمَّعت دمُوع الجوهرة ، كتمت نفسها وهي تشدُ على شفتيْها حتى لا تبكِي . بعد هدُوءٍ لدقائِق طويلة و رأسُ الجوهرة على طرفِ صدره ، بحُمرة وجنتيْها حاولت تسحبُ نفسها لتنكشفْ رقبتها كالمُعتاد ، أقترب سلطان و لامستْ شفتيْه أثارُ ضربِه كأنهُ يحاول يشفِي الآثارُ بقُبلاتِه . أبتعدت الجوهرة بإرتباك وهي تسحبُ نفسها مع الكرسي و تضع مسافةٌ قصيرة فاصلة بينهُما ، سلطان بلل شفتيْه بلسانه وأردف : خلي عايشة تجيب لي القهوة لمكتبي .. وتركها . الجوهرة وضعت يدها على صدرها وقلبُها لايتزن بنبضاته ، تشعُر بأن الأشياء تذوب من حولها و تذبل ورُبما حتى تتراقص . حدَّثت نفسها لتُهذِّب تصرفاتها وربكتها ، لا تضعفين يا أنا ! هو شكّ بِك و أساء لك ، لن تلمسني بسهولة يا سلطان و لن أُسامحك و إن أحببتُ الوطن الذي وهبتني إياه . ، مسكت هاتِفها لترى رسالته الأولى " بس تصحين كلميني " ، أتصلت عليه ، مرَّة ومرتين وثلاث ولا يأتيها رد ، عقدت حاجِبها بشك لتُرسل له بالواتس آب " يُوسف ؟ " في جهةٍ أخرى على مكتبه يلعبُ بقصاصات الورق بنرفزة ، فتح محادثتها فقط ليظهر لديْها بأنهُ قرأ و لكن سيتجاهلها تمامًا ، مُهرة و الشكُ يدب في قلبها من فكرة أنه يقرأ دون أن يرِد ، كتبت له " وش فيك ؟ " يُوسف بعصبية كتب لها مثل ما كتبت له " معليش مشغول شوي " مُهرة أمالت فمِها بقهر وأغلقت هاتفها لترميه على السرير و تمتمت : عساك ما رديت ... ، تحت أجواءِ باريس الغائمة و الليلُ يُداعب السماء بخفُوت ، تنهَّد بضيق أثير الجالسة مُقابلةً له في المطعم الهادىء و التي أكتملت زينتها بزواجها من عبدالعزيز : وش فيك ؟ عبدالعزيز : ولا شيء بس صار لي يومين مانمت وشكل المزاج بدآ يضرب أثير أبتسمت : ومين سارق تفكيرك ؟ عبدالعزيز بهدُوء : أرق أثير نظرت لهاتفها وأغلقته عبدالعزيز : مين ؟ أثير : سلمان عبدالعزيز شتت أنظاره بإمتعاض أثير : مُجرد زميل في الشغل عبدالعزيز بحدة لم يُسيطر عليها : وأنا قلت شي ؟ أثير عقدت حاجبيْها الفاتنيْن : لأ بس حبيت أوضح لك عبدالعزيز تنهَّد وصمت أثير : أنت صاير ماينحكى لك كلمة ، أمش خلنا نطلع وتروح تنام عبدالعزيز : أثير يرحم لي والديك لاتزنين عليّ أثير بهدُوء : مازنِّيت أنا أقترح عليك عبدالعزيز بعصبية : طيب خلاص ماأبي أسمع شي أثير تنهَّدت وصمتت ، أخذت هاتفها لتُقلِّب فيه وتُهدأ من حرارةِ غضبها في ليلةٍ مثل هذه كان يجب أن تحتفل ! عبدالعزيز بدأ الهزُ بأقدامه و أعصابه تشتدُ وجدًا ، بنظرة شك : تكلمين مين ؟ أثير رفعت حاجبها : شارب شي ؟ ماهو معقول اللي قاعد تسويه !! ... وقفت لتأخذ معطفها وتخرج عبدالعزيز نثر مبلغًا يجهله على الطاولة وتبعها ، من خلفها مسك ذراعها ليوقفها وبعصبية : من متى إن شاء الله تعطيني ظهرك وتروحين ؟ أثير التي يمتزجُ خجلها بقوةِ شخصيتها : أترك إيدي ! عبدالعزيز يتجاهلُ ماتقُول ليُردف : لو تكررينها مرة ثانية صدقيني ما يحصلك طيِّب أثير بهدُوء : عزوز حبيبي روح نام أحسن لأن عقلك بدآ يضرب من جد عبدالعزيز ترك ذراعها ليلبس معطفه و يتنهَّد وبتنهيدته يخرجُ البخار الأبيض من فمِه. أثير بعد صمت لثواني أردفت : يا رُوحي أنا فاهمتك ، لكن صار لك يومين منت نايم أكيد عقلك بيتوتر وماراح تفكر صح ! عشان كذا أرجع البيت وحط رآسك ونام و بكرا الصبح نتفاهم عبدالعزيز عقد حاجبيْه بحدَّة : طيب خلاص أبتسمت : تصبح على خير عبدالعزيز: وأنتِ من أهل الخير ... أثير أقتربت منه وبجُرأة قبَّلت خدِه الأيمن : برجع بسيارتي ... وأختفت من أمامه خلال ثواني قليلة . عبدالعزيزأخذ نفسًا عميقًا ليُمسك هاتفه ويتصل بناصر ، أتاه صوته : ألو عبدالعزيز بقهر : تزوجتها ناصر بعد صمت لثواني أردف : تعرف شي ؟ بقوله لك وماعليّ منك !! يا ويلك من عذاب الله في هالثنتين عبدالعزيز سار بعيدًا عن المطعم وأقدامِه تُلامس الأرض المبللة : مدري وش اللي مخليني أتصل عليك .. وأغلقه في وجهه ، غاضب من كُل شيء و كل مازادت ساعات إستيقاظه زادت أعصابه توترًا ، لا عجب بأن من لا ينام يُصيبه سوء مزاج ولكن ماذا لو كان هذا الشخصْ بعادته سيءُ المزاج ! يالله كيف ستكون المصيبة إن صاحبه أرق ؟ ركبْ سيارته اللكزس الذي أستأجرها و عقلُه يُصيبه غثيان ، أستاء من تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي وقَّع فيها على ذاك الورق مُعلنًا لزواجه من أثير الحقيقة ، و أخذ عقله بلؤمٍ شديد يُقارن بين رتيل و أثير ، تبًا لقلبي كيف له القُدرة على طردِك من ذاكرتي الآن ؟ حرَّك سيارته في طُرقٍ لا يعرفها ، يجهلُها ، يدُور بلا هوية تقُوده ، من المستحيل أن تكرهه ؟ أحلفُ بربِ الناس أنَّ ليس لها قُدرة على كُرهي ، مهما غدرت بها المسافاتْ لن تجِد ملاذًا لها غيري ، أنا النقطة التي ستنتهين بها مهما جاهدتِ أن تقطعين الأسطرُ بفاصِلة يا رتيل . مسك طريقًا مُتجهًا لـ دُوفِيل القرية الرقيقة التي كان يزورها كثيرًا مع ناصِر وأيضًا عادل . ، عادُوا من شاطىء دُوفيل الهادىء مُتجهين للفندق ، على وقعِ أصوات أقدامهم أتى صوتُ رؤى : الحين سكرت عيادتك بميُونخ ؟ وليد : لآ موقفها لفترة و كل مواعيدي بعد موقفها !! رؤى بهدُوء تنهَّدت ، ليقطع وليد عليها أفكارُها قبل أن تبتدأ : أشتقتِ لأيام ميونخ ؟ رؤى أبتسمت لتلتفت عليه : إيه على الأقل كنت أحس أني عايشة بصدق أكثر من هالضياع وليد : أصبري وأحتسبي ، لك في الصبر أجر رؤى : الله يرحمنا برحمته بس وليد : آمين ... وش رايك بكرا نرجع باريس ! رؤى : ماتفرق معي وليد : لا إذا ماتبينها ماهو لازم ، رؤى بهدُوء نظرت للعاشقيْن في محطةِ إنتظار الباص ، يقتربُ من أنثاه ويلتهِمها بحُب ولا يُبالي هذا الأشقر بأنظارِ من حوله ، شتت نظراتها و تجمَّدت في مكانها لتتضبب رؤيتها وتغيب فعليًا عن رؤية من أمامها ، ضحكاتُه تُرَّن في إذنه و هو يُدخلها في معطفِه وينشرُ قُبلاته ، برُودة الأجواء لا يُهدأها إلا حرارةِ أنفاسه ، لا ملامحٌ تراها سوَى ذراعيه التي تُحيط بجسدِها ، هذه باريس !! يالله يا رحمن أكفف عني هذا ! تسمعُ صوت وليد المُنادِي ولكن رُغمًا عنها لا تستطيع أن ترى شيئًا سوى الشوارع الضيقة التي تُخبرها بأنها في باريس و ذراعٌ ذات أكمامٍ سوداء تُحيط بها ، من هذا الذي يُعانقني بهذه الصورة ؟ . . من المستحيل أن يكُن شخصًا غير زوجي ! .. الذي طلقني وقالت عنه أمي أنه مات ! وليد : رؤؤؤى !! رؤى رمشت لتنظُر لوليد بشتات ، ثواني قليلة حتى سقطت على الأرض مغميًا عليها . ، سمع آخر رسالة صوتية له على هاتفه " مشتاق لهم كثير . . . بحفظ الرحمن أنتبه على نفسك يا فيصل " تنهَّد و هو يفكِر بأنَّ منصور ليس له علاقة تربطه بناصر ، يخجل من أن يتصل على عبدالرحمن بن خالد ويسأله عن ناصر ، لا ينسى أبدًا طيشه أثناء وفاةِ والده ، كيف يصِل الآن لناصر و يُنفذ ما قاله ذاك الرجُلِ الذي سرق قلبه ! هُناك أشياء يجب أن تُقال وبأسرع وقت ، هُناك أشياء كثيرة يجب أن تتضح لسلطان بن بدر أيضًا ! .. أأطلبُ موعدًا ؟ أم أُفاجئهم بزيارة حتى أجبرهم على الإستماع إليّ ؟ لكن هو لم يطلب مني أن أخبر سلطان أو حتى عبدالرحمن ! قال لي بالحرفِ الواحد " ناصر هو الأهم " . يارب رحمتك من كل هذا ، رفع عينه لريف التي تلعبُ بكُتبِه ، أبتسم : ريووف ألتفتت عليه بضحكة وهي تضربُ الأرض بخطواتها الرقيقة : أنىىى فيصل وقف مُتجهًا إليْها لينحني ويحملها بين ذراعيه ، نزل بها للأسفَل و والدته تنظرُ للتلفاز بتملُل . : بنتك بتحوِّس ليْ الغرفة والدته بحالمية : بنتك ! يازينها من كلمة فيصل ضحك ليُردف : بسم الله عليك يمه وش فيك ؟ والدته : فيصل متى تتزوج ؟ فيصل أنفجر بالضحك : مخك ضارب اليوم !! .. والدته : لآ جد ماودك يمتلي البيت بعيالك ! فيصل : على إيدك ماأقول لأ والدته بفرحة : صدق ؟ فيصل : هههههههههههه بس طبعًا ماهو أيّ بنت !! لازم أشوفها أول والدته :ومين اللي بيرضى يخليك تشوف بنته وشوفة شرعية !! الناس الحين بدت تخاف فيصل : زواج أكشط وأربح ما يمشي معي والدته : قولي مواصفاتك وأنا أدوِّر لك اللي تسواهم كلهم فيصل بهدُوء : ماأبي وحدة مايعة وتتدلع و لا أبي وحدة خفيفة ولا وحدة تحسينها هبلة ورومانسية زيادة عن اللزوم ، أبي وحدة ثقيلة وجدية يعتمد عليها تشاركني بتفكيري ماأبي عقلها صغير ، أبيها تساعدني بشغلي تفكر وياي ، أبيها ذكية وذكاء حاد بعد والدته وفعليًا ملامحُها حزينة : حرام عليك ! من وين أجيب لك هالبنت فيصل : هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص أجل لين ربي يكتب لك وتشوفينها ذيك الساعة أتزوَّج ، في مكتبه يُثبِّت الحجز لباريس ، بدأت ساعات الخطرِ تبدأ و مرحلة الجوهي بإذن الله تنتهي ، كل هذه الأفكار تتزاحم بعقله ، فترة عصيبة ستكُون ، يُفكِر بأن يترك بناته هُنا ولكن قلبه لايحتمل ذلك ، حجز لهُم أيضًا و لعبدالعزيز . لا يعرفُ كيف يتوقع بما سيحدُث في باريس بوجود طرف ثالث تُدعى زوجة عبدالعزيز الثانية ، بكلا الأحوال لن أرفض طلب رتيل إن أخبرتني بأنها تُريد الطلاق ! لن أترك عبدالعزيز يراها أو حتى يتلاعب بها ، سأجعلها أمام عيني و ليذهب عبدالعزيز وزوجته بالمكان الذي يُحب ، بالنهاية أخطاءُنا يجب أن نتحملها مثل ماأنا أتحملُ جفاف بناتي معيْ ، يجب أن يتحمل عبدالعزيز ثمار أفعاله الخاطئة إتجاه نفسه قبل كل شيء . غدًا زواجُ ريَّان و يجب أن يفرحُون ولكن لا مجال للفرح في هذه الفترة ، يارب ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء خرج و بوجهه ضي ، أبتسم لها : تمللتي ؟ ضي ضحكت : لا تحسسني أني متعودة على الناس والوناسة قبل عبدالرحمن يضع ذراعه على كتفيْها : ماطلعوا من غرفهم ؟ ضي : رسلت الفطور لهُم وإن شاء الله يآكلون عبدالرحمن أكتفى بتنهيدة لتُردف ضي : توقعت رتيل بيليين رآسها وبتضعف عبدالرحمن : تدرين ! ضي رفعت عينها له ، ليُكمل عبدالرحمن : رتيل عنيفة حيل إذا عصبت ، و الله أخاف عليها تأذي نفسها ... ضي : لآ بسم الله عليها إن شاء الله ما يصير إلا كل خير ، حجزت لباريس ؟ عبدالرحمن : إيه و أصلاً إحنا ماراح نطول فيها ممكن نروح روسيا بس ممكن أخليكم أنتم في باريس .. على حسب الوضع هناك ضي : الله يعينك يارب عبدالرحمن بإبتسامة : تدرين لو مسكنا الجوهي كذا بنكون حققنا هدف عظيم ! ضي بإبتسامة تُشاركه الحماس : إن شاء الله يارب تمسكونه عبدالرحمن : مايجوز تردفين الدعوة بالمشيئة ضي بضحكة : يارب يا رحمن تمسكونه من غير شر أردفت : ما قلت ليْ وش صار مع اللي هددكم في عبير ؟ عبدالرحمن : خليت مقرن يبحث بالموضوع لكن إلى الآن مافيه شي ! مشكلتي ماني مستوعب انه عبير ممكن تتمرد وتطيش ! مستحيل هالشي حتى لو حاولت عقلها بيردعها ضي : أنا ماأشوف فيها شي يخليني أشك يعني ممكن يكون واحد حقير يبي يهدد وبس لأن عبير ماشاء الله عاقلة عبدالرحمن ضحك بسخرية : تهقينه عبدالعزيز ؟ ضي شاركته الضحكة : ترى ماأستغرب منه !! هههههههههههههههههههه هالإنسان تحفة ماهو طبيعي ! يمشي كلامه حتى لو بطرق ملتوية عبدالرحمن : محد يعرف بزواج رتيل إلا هو وإحنا ! يعني مين غيره ممكن يتصل ؟ ضي : بس لاتنسى أنه يعرف موضوع غادة ! عبدالرحمن صمت لثواني ليُردف : إيه صح !! معقولة عبدالعزيز عرف وساكت !!! لآ مُستحيل ! أهتز جواله وردّ " هلا سعد ......... نععععم !! ... كيف هو في دوفيل ؟ .... طيب طيب ... شوف لك طريقة تخلي عبدالعزيز يرجع باريس ! ماهو وقته يعرف بهالموضوع ........ طيب و غادة ؟ ... كويس الحمدلله خلها بعيونك لا تغيب لحظة عنها ... أنا واثق في وليد بس بعد ماني واثق باللي حولهم ... أهم شي ! . . . شف لك حل مع عبدالعزيز ..... أنا بتصل عليه وبخليه يرجع لكن أنت أنتبه تراها قرية وكلها كم شارع !! ، في ساعاتِ الفجر الأخيرة ، جالِس على الأريكة و أمامه بعض الأوراق يُراجعها ، تسلل نظرُه إليْها وهي نائمة على السرير ، أخذ نفسًا عميقًا و أفكاره تبتعدُ عن العمل لتنحصر بزاوية الجوهرة ، يُريد أن يمُر عرس ريان بخير و يُخبر عبدالمحسن بأن تُركي بين يديْه ، أكثرُ ما يخشاه أن يعرف ريان بالموضوع ! لا يُهمه رأيه بقدر ما يُهمه بأنه سيثُور ويفعل أفعالاً لا يقبلها العقل ، لستُ أفضل منه بالتأكيد ما زلت مقهور منها ومن تُركي لكن ولو ! لن أسمح لأحد أن يتدخل ، تُركي يجب أن ينال عقابه ! لو أعرف يالجوهرة لِمَ كل هذا الصمت ؟ 7 سنوات مرَّت كيف أستطعتِ الصبر بها ! هذا مالا أستوعبه ، تنهَّد و وضع القلم على الطاولة ليقف و يقتربُ إليْها ! بدأت تتحرك قليلاً ناحيةُ اليمين ، وقف يُراقبها ، تُواجه كابوسًا ! هذا ما خُيِّل له . ثواني قليلاً حتى بدأت مساماتُ وجهها تُفرز الحُزن على هيئة ماءٍ مالح ، جلس على طرف السرير بجانبها و السكُون يحفُّ المكان ، تتحدَّث ولكن صوتُها خافت لا يسمعُ منه شيئًا . . يُريد أن يفهم ما يحصُل رُبما يفكك بعض الألغاز بهذيانِها ، الجُوهرة تضع يديْها على صدرِها الذي يهبطُ بشدَّة و الرجفةُ تضطرب بها ، هدأت قليلاً حتى بدأ صوتٌ خافت يظهر : يممه .. يمـه ، أراد أن يوقضها ولكن تراجع وهو يسمعها تقُول " أبعـــد .. أبععععد " سلطان رُغم دناءة فكرته ولكن أراد أن يستغل هذا الهذيان بفهم ما يحدُث لها ، جلس بالقُرب أكثر ، تواجه كابوسًا أسوَد ، شدَّت على بلُوزةِ بيجامتها وإنحناءات ترتسمُ على جبينها المُتعرق : يمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. يببــــــــــــــه .. تكفى قولي .. قـولـ ...تكفــ بدأت كلماتُها تُنطق بنقص وغير مفهومة ولكن سلطان لا يفوته شيء : ما سويت شي صح ؟ ... تكفىى قول ... مـ .. ما ..... سويت شي ! لا تكذب الله يخليك سلطان و عقله يُترجم حديثها ، هي تترجى تُركي ، قالت أنه أغمى عليها أيّ لا تعلمُ فعليًا ماحدث ! و تسأل تركي ؟ أو رُبما تتحدثُ مع نفسها ! لا .. لا هي تتحدثُ مع تركي ! بدأت بالحركة يمينًا ويسارًا و دمُوعها تهطل ، غرزت أصابعها بصدرِها وكأنها تحمي نفسها سلطان وضع يده أسفل كفيْها حتى لا تجرح صدرها ، بدأت الجوهرة تغرزُ أظافرها في كفِّ سلطان حتى جرحتهُ ، سلطان بصوتٍ هامس : الجوهرة الجوهرة : أتركننني سلطان شد على شفتيْه ليسألها على أساس أنه تُركي وهو يعرف تمامًا بأنها غائبة عن الوعي وستُجيبه صدقًا : جيتيني ؟ ، في يومٍ مُشمس ، نزعت الشاش عن رأسها لتسقط خصلات شعرها الملتوية من الأعلى إلى الأسفل ، ألتفتت لتُعطي المرآة ظهرها وتنظُر لمؤخرة رأسها ، صُعقت تماما وهي ترى جُزء صغير خالِي من الشعر بسبب الغُرز ، لعنت عبدالعزيز بأشدِ اللعنات مُتجاهلة تمامًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يدخلُ الجنة لعانٌ " ، رُغم أنَّ خصلاتُ شعرها التي في المقدمة تُغطي هذا الجُزء وكثافة شعرها تُساعد إلا أن حقدها على عبدالعزيز يجعلها ترى الأشياءُ من زاوية واحِدة . مازالت تزدادُ كُرهًا له ، و أفكارها رُغمًا عنها تذهب إليْه ، الآن أين هو ؟ رُبما مع " الكلبة " لو القتل في شريعتنا حلال لأحرقتُك معها ! أتجهت لهاتفها وفتحت بروفايلها اللعين في تويتر ، لم تكتب شيئًا منذُ الأمس ، " طبيعي جدًا محتفلة مع الحقير الثاني " مقهورة حدُ أنها توَّد أن تُحرقه وتحرق نفسها أيضًا ، فكرت بتِلك الحركة الدنيئة وأن تُجننه فعليًا بتصرفاتٍ يجهلُها ولكن أحبط خطتها منذُ اليوم الأوَّل ولكن مازال يا عبدالعزيز هُناك مُتسعًا ، تهنَى مع أثيرك و مع الفتاة الأولى بحسب ما تقُول ولكن أجزم أن من سلب عقلك هي أنا . سمعت طرقُ الباب وألتفتت عليه ، ندمت على صوتها المرتفع بوجه والدها فمهما حدث من المفروض أن لاتصرخ و تدخلُ في العقُوق ولكن كرهت نفسها من تصرفات " الذي يُدعى زوجها " آآآه لو في شريعتنا الزواج بأكثر من رجلٍ حلال ! والله لتزوجت و احرقتُ قلبك . تقدَّمت للباب وفتحته بهدُوء ، ضي الممسكة بـ " صينية " الفطور : تسمحين تفطرين معي ؟ رتيل تركت الباب مفتوح ورجعت للأريكة التي في زاوية غُرفتها ، ضي بإبتسامة وضعت الطعام على الطاولة : صباحك جنة رتيل بهدُوء : صباح النور ضي : وجهك منوِّر يا عساه دوم يا رب رتيل ألتزمت الصمت أمامُها ونظراتُها تتشتت ضي : رتيل .. أنا فاهمتك والله فاهمتك وعارفة كيف تحسين و أنه محد مهتم لك وطريقة زواجك كأنهم أرخصوك له رتيل رفعت عينها لها ، و مازالت مُلتزمة الصمت . ضي : أنا كنت أحس كذا لما أبوك يهملني بالشهور ومايسأل عني ، كنت أحسه مايحبني و ممكن حتى يطلقني بسهولة بدون لا يحس بشوية ذنب وتأنيب ضمير ، كنت أحسه حيل راخصني ! مايشوفني الا من فترة لفترة وكأني ولا شيء بحياته ، لكن بعدين فهمت أنه ماهو بإرادته ! كان الجو متوتر في البيت وكان الوضع متأزم بشغله فما كان يقدر يتحمَل أنه يقولكم أو حتى يضحي فيني ! . . . رتول والله أبوك صاير ماينام زي الناس ، ينام ساعة ويصحى و حتى نومه متلخبط ، يحس بقهر عليك ومقهور من أنك ماتكلمينه ويوم جاك مافتحتي له الباب ! .. أنا ماأقولك لا تزعلين .. من حقك تزعلين و مهما صار مفروض يتركون لك خبر لكن صعب والله ، رتيل بهدُوء : مافيه شي صعب ! وش كان بيضِّرهم لو قالوا لي ؟ ضي :أنا اللي فهمته أنهم كانوا يراقبون عبدالعزيز قدام شخص إسمه رائد وكان يتكلم وفجأة قالهم أنه عبدالعزيز اللي تدوِّر عنه متزوج من بنت أبو سعود ، أنصدم أبوك وأنصدم حتى سلطان منه وأنه كيف فاجئهم وهُو يقوله ! طبعًا هذا الشخص لما عرف أنه عزيز متزوج أبعد نظره عنه لأن كان يبيه ضد أبوك لكن لما عرف أنه نسيبه مستحيل يوقف ضده ! فهمتي علي ؟ لكن ليه عبدالعزيز سوَّى كل هذا ؟ ممكن عشان يحمي نفسه و ما يزعجه هالشخص أو يأذيه لكن أكيد فيه سبب ثاني لأن عبدالعزيز عمره ماأهتم براحته ولا أهتم حتى كيف يحمي نفسه ! رتيل بتوتر : وش قصدِك ؟ ضي : عبدالعزيز يبيك و مستحيل سوَّى كل هذا الا وهو يبيك حتى أنه فيه شخص أتصل على أبوك وهدده أنه مايزوِّج عبدالعزيز الا رتيل ! .. و ممكن الحين عبدالعزيز معصب ولا مدري وش سالفته لكن بالنهاية ماله الا أنتِي رتيل : أنتي تدرين أنه تزوَّج من وحدة إسمها أثير ضي بهدُوء : طيب يطلقها ! اللي شرع الزواج شرع الطلاق ! مستحيل يكمل معها وهو مايحبها ، وأكيد أنه تزوج بس عشان يقهرك .. وأنتي لاتنقهرين وتبينين له أنك مقهورة ويحس أنه أنتصر عليك ، بالعكس ولا تخلينه يهز فيك شعرة ! أنتي منتي ضعيفة ، أرجعي زي أول ما كان يكلمني عنك أبوك و خليك قوية قدامه ! ولاتخلين حبه يضعفك ، زي ما تحسينه أهانك بزواجه من أثير حسسيه بالإهانة في برودك ! و اليوم عرس ريان أنبسطي فيه وبولد عمك .. رتيل أنتي صغيرة حيل أنك تحملين نفسك هالحزن ! هونيها وبتهون ! يكفي أنه هالشي مكره عيشتك لا تخلينه بعد يأثر على مزاجك رتيل و الأقتناعُ يغزي عقلها : بس أنا أبي أقهره و أهبل فيه زي ما هبَّل فيني ضي بضحكة : هبلي فيه ومن عيوني بساعدِك بدون لا يدري أبوك وحتى عبير ، حمد يركضُ على الدرج : فروووس ووجع ... إذا عندك بلاوي أرميها ترى الحكومة على وصول فارس مُستلقي و يكتبُ إحدى قصائِده في عبير : ماعندي شي إلا إذا أنت عندك ماعليّ منك حمد بسُخرية : الله الله يالشابْ الصالح فارس أرمقه بالإستحقار : مناك بس حمَد : تكتب لمين فارس يطوي الورقة بعيدًا عن أعيُن حمد الفضولية : ماهو شغلك حمَد : هههههههههههههههههههههههههههههههه أرحمني يا نزار قباني فارس بحدة : شفت هالقلم بطلعه من عينك ولا تتحداني حمَد والذي يخافُ كثيرًا من غضب فارس أردف : لا تنسى بس كم مرة أنقذتك من أبوك فارس : تعرف تآكل تراااب ولا أعلمك حمد : طيب ياولد رائد أنا أوريك فارس : يالله براااا حمد خرج وهو يرفسُ إحدى لوحاته لتسقط و أخذ فارس كُوب الحليب ورماهُ عليه ليتناثر زُجاجه على الباب الذي دفعه بسرعة حمد و حمَى نفسه من ضربته. فارس تنهَّد : يا ثقل دمِك ، مسك هاتفه و ردَّ على المُتصل الذي يُفرحه دائِمًا ، : ألو : هلا فارس .. بغيت أقولك ترى أبوك راح يروح باريس وخلاني أحجز له فارس : طيب ؟ : و بوسعود وأهله بعد بيروحون فارس حك ذقنه الخشن في عوارضه : طيِّب لا أوصيك : بس هالمرة أبوك ماهو مخطط يأذي أحد فيهم ! لأن أصلاً مسوي فيهم دقَّة يعني يبي يخليهم يتعنون ويسحب عليهم مع صالح واللي معه لروسيا هذا اللي فهمته فارس : مين صالح ؟ : مدري واحد معاه ! ماعلينا بس هو قال لما عرف أنه تزوج بأنه يمكن يتلاعب بأعصاب بوسعود في زوجته بس والله مدري عن أبوك وإذا أكيد يخطط كذا أو لأ .. تعرفه دايم يصدمني فارس : طيب ولو خلها في عيونك .. ماأبي يجيها شي أردف الصوتُ الآخر بهدوء : مدري ليه معذِّب نفسك ! تعرف أنها مستحيل تكون لك .. انت ولد رائد الجوهي وهي بنت عبدالرحمن المتعب !! فارس بغضب وهذا الموضوع يستفزه : ماهو شغلك : طيب خلاص لا تعصب علينا ! .. تبي شي ثاني ؟ فارس : لأ .. وأغلقه . أخذ هاتفه الخاص لعبير و أتصل عليها ، بدأ يدعُو بخفوت أن ترِّد عليه ، يُريد فقط أن يسمع صوتُها ويعتذر عن كل الثواني الضائعة دُونها وكل العمر الذي أنقضى دون عينيْها ، يعلمُ جيدًا لو حدثت المُعجزة و تزوجها لن تصبرُ على طباعِه . تمتم : يالله يا عبير ردِّي أرسَل لها رسالة " فاروق جويدة يُخبرك يا عبير على لسانِي : مازال في قلبي بقايا .. أمنية أن نلتقي يوماً ويجمعنا الربيع أن تنتهي أحزاننا . . أن تجمع الأقدار يوماً شملنا " في جهةٍ أخرى بين يديْها يتربكُ هاتفها ولا تردُ عليه ، تحاول أن تقوِّي نفسُها أمامه و امام أهوائها ، لا تُريد أن يعاقبها الله ، لا تُريد أن تدخل في شيءٍ توعَّد الله به ، لا تُريد أن تلفظُ عيناها " إن الله شديد العقاب " ، من ترك شيئًا لله عوَّضه ، تذكر هذا يا قلبي أرجوك ولا ترُد عليه. ثواني حتى نظرت لرسالته وقرأتها ، يارب رحمتِك منه ، لِمَ أزدادُ حبًا ، لِمَ أراك من بين الحشُودِ شخصًا يغيبُ معه عقلي وقلبي معًا ! لِمَ يا من أجهله تسرُق لي قلبي و تتركني هكذا ! .. مسكت هاتفها لتُجيبه وكتبت " و فاروق جويدة يُخبرك أيضًا : إذا كنتُ أهرب منكِ .. إليكِ فقولي بربكِ .. أين المفر؟ " مسحت الذي كتبتهُ بسرعة و تركت الهاتف لتتجه للحمام وتتوضأ ، تريد أن تصلي ركعتيْن حتى تمتنع عن المعصية ، يالله طهِّر قلبي من حُبه و أغنني بحلالِك عن حرامِك . ، تبكِي وتضحك و تبتسم و تتوتر وتخاف وتعود لتبكي ومن ثم ترتاح و تخاف ، كل هذا في وجهِ ريم يظهر ، اليوم يومٌ عظيم و أهم ليلةٍ في العُمر ، اليوم الذي حلمت به منذُ الصِبَا ، ذاك الفُستان الأبيض الذي يتلألأُ بعينيْها ، الجميع متوتر وخائِف تلحظُ بأعينهم أشياء كثيرة ، والدتها المُرتبكة بأمورِ الزفاف و الضيافة و كل ما يندرجُ تحتها ! حتى يُوسف أنتبهت له وهو يُناقش يُوسف بأمرِ الرجال ، تشعُر بأن العالم بأكمله مُرتبك بعينيْها ! من خلفها مُصففة الشعر ، تبدأ بخصلاتِها لترفعهُا للأعلى وتفكيرها يغيب عن كل من حولها لينحصر بشخص إسمهُ " ريــان " ، نام ساعةٍ واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق الأجواء هُنا في دُوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ لا ينام أبدًا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، بالأمس تناول ثلاثةِ حبُوبٍ منوِمة ولا فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبتعِد عنه . يتذكر سوء الأشياء التي تحدُث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّلُ أشياءٍ ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف ! سار بالطُرقات الضيقة و المُزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أحدًا خلفه ، ألتفت و سُرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الأرفف ، خرج ومازال يسير في الطريق الأشدُ إزدحامًا في هذه القرية بسبب المحلات المُنتشرة فيه ، في جهةٍ مُقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانبِ وليد . . سعد أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها . . . . . أدرِي أنه النظام شين وأنه بارتين في يوم واحد لكن والله مقدَر أكثر لأن الدراسة هالكورس مررة كثيفة ، أنتهى + نلتقي بإذن الكريم يوم الخميس الجاي () منوريني جميعًا بكل صفحاتي الشخصية برا المنتدى () لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ. و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين. و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" + + و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار. لا تشغلكم عن الصلاة *بحفظ الرحمن. |
رد: لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
-
السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته. إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة () هذا ما يسمى بعنق الزجاجه ،، أن يرتع الهذيان على قارعة الحياة .. أن تفقد السيطرة على روحك .. أن تتشبث باحدهم متوعدا اياه ان أبصر السماء بغير مآقيك .. أن تمعن جرح نفسك بلذة غريبه أفقدتك حتى الشعور بالألم .. أن تلعب بحبلين أحدها يتفنن بوسم الجرح و آخر مطلي بالحنان بارتخاءه عن جسدك .. أن ترى كل شيء دون طعم دون لون دون رائحه فقط هكذا و ترتضيه لك بابتسامة شاسعه " * للمُبدعة : وردة شقى. قبل أن ندخل في البارت ، مُنزعجة جدًا من أنه فيه البعض ما قرآ البارتين ، على العمُوم نزلوا بارتين بنفس اليوم وبعضكم طوَّف الأول وحس بلخبطة و الجُزء الاول مهم جدًا. الجُزء 46 في الصفحة : 234 والجزء 47 في الصفحة : 235 رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ ! الجُزء ( 48 ) نام ساعةٍ واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق الأجواء هُنا في دُوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ لا ينام أبدًا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، بالأمس تناول ثلاثةِ حبُوبٍ منوِمة ولا فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبتعِد عنه ويهرب بسيقانٍ هزيلة تشدُ الكسر على ظهرِ عبدالعزيز. يتذكر سوء الأشياء التي تحدُث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّلُ أشياءٍ ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف ! سار بالطُرقات الضيقة و المُزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أحدًا خلفه ، ألتفت و سُرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الرفُوف ، خرج ومازال يسير في الطريق الأشدُ إزدحامًا في هذه القرية بسبب المحلات الصغيرة المُنتشرة فيه ، في جهةٍ مُقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانبِ وليد . . عقلُها يغيبْ للأمس الذي فيه سقطت على الأرض بعد أن رأت ذلك العاشقُ كيف يُعبر بحُبِه ! تتذكرُ أحدٌ كان بمثل ذاك العاشق ! ياللسخرية!! كيف أصبحنا ننتذكر و ننسى في وقتٍ واحِد ! يالله كيف صرنا بهذه الصُورة السوداء ، أنِي أشتاق و لاأحد يفهم. في اللحظة التي فتحتُ بها عيني على وليد الذِي يقرأ بعضُ الآيات القرآنية ، من قال ليْ يومًا بصوتٍ تخشع له هذه الأشجار " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " ، من قالها بصوتٍ بكت معهُ مساماتِ وجهي ، من رتَّلها على مسامعِي و أبكانِي ؟ والله أني أتذكرُ صوته و نبرته و أحاديثه ، والله أني أعرفُه من خامةِ صوته !! و أنا آسفة جدًا لصوتِك إن لم أعرفْ ملامِحه. - كان يومًا غائمة به القلُوب ، تجهشُ في بكائها ويضعها على صدرِه يضع كفُه أعلى رأسها و يتلُو من سُورة آل عُمران " إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ختمها بقُبلة على رأسها ليقُول بصوتٍ بحّ فيه الحُب وجعًا : يا ربْ يا ربْ يا ربْ ناديتُك ثلاثًا و أنا أبتغِي بأضعافِها و أنت الذِي وسعت رحمتُك كل شيء ، أبتغي يالله بأن تجمعنِي بها على خير و تُسعدنا بحُبك و حُب ملائكتك ، يالله أني أحببتها فيك حُبًا عظيمًا فلا تُفرق بيننا و أنا الذِي لا أعرفُ الحياة الا بها . . يالله إن قاطعته ببكائها : يكفي يا ناصر تجاهلها ليُكمل : يالله أنك تعلم بحُبها بأضعافها أزح همَّها و يسِّر أمرها ، يالله أنك تعلم أنّ حزنها لايخصها وحدها بل قبائلٌ في قلبي من بعدها تضيق عليها ، يالله أني أحببتها فلا تحرمنِي منها بالدارِين " - قاطع سرحانُها وضبابيةِ رؤيتها وليد بصوتِه الحاني : رؤى رؤى بهمس : ناصر ! ... ألتفتت على وليد لتُخبره و العينُ تغرق بدمعِها ، أكتشفت إسم من تعشقُه بقبائلِ قلبه أجمع ، أردفت بنبرةٍ مبحوحة : نااااصر !! أعرف إسمه كان يقرآ علي مثل ما قريت عليّ أمس ! مثله والله يا وليد وليد بتشتت رهيب ألتزم الصمتْ رؤى والدمُوع تُطيِّرها الريح الخفيفة على دُوفيل : وليد معاي ! أنا أعرفه ! زوجي إلا أنا متأكدة .. هو زوجي بس ... وليد بهدُوء : كرري إستغفارك يا رؤى و معه الفرج رؤى تهز رأسها بنفي : أبيه .. أبي أشوفه .. تكفى يا وليد وليد : لو أعرف مكان أحد يعرفك ماترددت لحظة ورحت له ! وش قالت أمك أقصد امل !! مات ؟ رؤى وكأنها تتقبلُ الخبر لأول مرة ، كأنها تنفجع به ، كأنها تعيش الضياع بدورةٍ جديدة تدُور عليها ، أخفظت نظرها و صدرُها يضيق بشدَّة. رفعت عينها للطريق المواجه لها سعد في جهةٍ أخرى أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها ..... ركض بجانِب عبدالعزيز ليسحب الكيس من يدِه و يُشتت إنتباهه عبدالعزيز بغضب : الله يلـ .... صمت و أحاديثُ اللعان تأتي في بالِه ، تذكَّر كيف أن والِده سابقًا يُهذِّب حتى لسانه و لسان أخوته ، كيف غضبه يتجمَّع بعُقدة حاجبيْه عند لفظِ شيء نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، تذكَّر جيدًا كيف أنه كان مزروع في بيئة تحفُّها الروحانيـة ، تذكَّر الألم و " عُقدة حاجبيْه " ، يتذكرُ جيدًا كيف غضِب على هديل ذات مرة ليُخبرها " لا يدخل الجنة لعانًا مين الحمار اللي يرمي نفسه بالنار بسهولة !! لنفسك عليك حق لا تأذينها بالمعصية وبالكلام المنهي عنه يا هديل ! ولاتعصبيني من . . . . . إلى آخره من أحاديثِ والده الغاضبة الخافتة الهادئة المُحببة لقلبه . فتح أزارير قميصه الأولى و الأرضُ بإتساعها تضيق ، أقترب من سلة القُمامة ليُرجِّع كل ما في بطنِه ، شعر بأنَّ حُنجرته تبكِي معه وتنجرح ، تضببت رؤيته بشدَّة وهو لايعرف كيف يتزن ، أستند على عمُود الإنارة المُعلقة به سلة القُمامة و أنظارُ البعض تتقزز والأخرى تتجاهل و ينطبق عليها " حالُها من نفسها فقط " على بُعد 19 خطوة تمامًا بقدمٍ مُثقلة ، كان ظهرُ وليد يُقابل ظهر عبدالعزيز المنحني و الوجعُ ينهش صدرِه. رؤى و دوارٌ يُغيب الوضوح أمامها ، عيناها تقف على ذاك الجسد الهزيل المنحني ، واقفة عيناها رُغم شتاتِها ! مسكت يد وليد حتى لا تسقط و بثوانِي قليلة حتى قدَّم وليد كُمِه و مسك يدَها ، رُغم انها لمسة يد ولكن يعرفُ جيدًا غريزة إبن آدم و يعرف جيدًا بأن هُناك شيطان يفصلهم لم يشأ أن يبدأ الفتنة الخافتة من لمسة يد ، قاوَم كل إندفاعاته و جعلها تلمسُ يدِه التي تُغطيها كُمِّه. وليد : بسم الله عليك ، خلينا نرجع ترتاحين ! رؤى وضعت يدَها الأخرى على صدرِها وهي تشعُر بأن الأكسجين يختفِي من هذه الأرض ، بل ليست هي بالأرض الآن وعقلُها يتكاثفُ للسماء دون وِجهة ، يتكاثف وهي لاتعرف ماذا يدُور بعقلها ، يتكاثف ويصعد بـ " لاشيء " ، سقطت دمعة حارِقة أولعت شجُون الآخر المنحني على نفسه ، تخيَّل أن وجعُ التقيؤ بلا طعام يُبكِي رجُل ؟ تخيَّل كيف يبكيه ؟ ليس السبب يتركز بالتقيؤ بل السبب يرتكز بالألم ، أحمَّرت عينا عبدالعزيز وهي تُنبأ عن دمعةٍ تُرفرف ، دمعة يا عبدالعزيز لِمَ لمْ تعتقها ، لِمَ مددت يدِك لتمسحها قبل السقُوط ، قبل السقوط يا أنا. رؤى بهمس : أختنق وليد و على عتبة الرصيف أجلسَها : أخذِي نفس عميق وأهدي لا توترين حالك رؤى و صدرُها يهبط بشدة : أحس بموت وليد : بسم الله عليك .. خلاص أشششش لاتحكين بشيء .. أهدي .. أهدي رؤى أجهشت ببكائها و الضيقُ يلتهمها ، في جهةٍ أخرى أخرج منديلاً من جيبِ بنطاله ومسح فمِه و يسيرُ بجهةٍ مُعاكسة للصبية الجالسة على الطريق ، بجهةٍ مُعاكسة وقلبه يصرخ بالعودة ، بجهةٍ مُعاكسة و الطريقُ لايُريد لهمَا اللقاء. ألتفت ، و كل إلتفاتة هي عودة مكسُورة ، وقف بخطواتٍ مُرتبكة لايرى بها شيئًا سوى ضبابٌ يعتلي دُوفيل ، ماذا يحصُل ليْ ؟ تراجع بخطواتِه للخلف وهو مازال ينظُر إلى ذاك الرجُل ذو الأعين الرماديـة أمام الفتاة المُحجبـة ، يرَى كيف مدّ كفِه ليوقفها ، . .. . . . . 00:00:01 ثانيـة تفصُل عن موت خلايا الإحساس في قلبِ عبدالعزيز ! أرتَّج دماغُه وهو يتخبطُ بوقوفه ولا يتزن ، لحظة يا " هييه " .. لحظة! .. يالله ما بال صوتِي لايخرُج ؟ كيف نسيتُ صوتي ؟ كيف نسيتُ أن أتحدث ، يا " هييييييه أرجع " ...... يالله .. يالله لاتذهبين .. أرجُوكِ لا تُغادرين ، أرجوكِ أبقِ لثوانِي فقط ثوانِي لم أراكِ بإتزان ، لم أراكِ جيدًا ، هذه العينان أنا .. هذه العينان التي لمحتُها أنا ، أرجوكْ يا أنت أرجعها ليْ ، هذه عينايْ وربُ الحياة أني أفتقدُك يا غادة. يا شبيهُكِ حسبي على أعداءُ فتنتِك كيف خرجتِ ليْ ! كيف قُولِي ! أرجوكِ لا تذهبين ، " أختفت رُؤى من الطريق وهي تسيرُ بعكس سير أخيها الواقف و بجانبها وليد ، أختفت من أمامه وهو مازال يهذِي بداخله " نظر لمن حوله و بعضُ الأعين تتعجب من حاله وترمزُ له بالجنُون ، سقطت يداه بخطيْن متوازيَيْن ، سقطت و الحياةُ تشتمه بأشدِ لعانٍ على نفسه ، هذا اللعان الذِي يأتيه على هيئة الأطياف ، لِمَ يا " حياتي " تلعنينني منكِ " ؟ ليتك يا ذاك الرجُل كُنت ناصر حتى أحلفُ بربِ الكون أنها " غادة " ، رجع ليصدم بشخص نظر له بنظرةٍ حانية تشفق عليه ومن ثُم ذهب. أعطى الطريقُ الذي سارت عليه أقدامُ من يفتقدها ظهره ، أعطى الحياة ظهره و سَار بإتجاه الفندق الذي بالزاوية. صعد لشقته بالدرج و هو لايرى بتركيز ويصطدمُ بالجُدرانِ أكثر من مرَّة ، دخل بخطوات سريعة للغُرفة مُتجهًا للحمام وهو يتمضمض و يُغسل ملامِحه بماءٍ دافىء ، قلبُه ينبض بشدَّة ، قلبُه ينبض بأعجوبة و كأنه يُريد أن يُخبره عن الثواني المُتبقيـة بحياتِه. سقط على ركبتيْه وبجنُون ضرب رأسه على حافةِ المغسلة ، لا يستوعب ألمُ رأسه ، لا يستوعب أبدًا كمية هذا الألم وهذا الأرق ! صرخ و هو يلوم صوته الذي لم يخرج قبل ثواني : غــــــــــــاااادة سحب نفسه لخارِج الحمام وهو يجلس على الأرض و ظهره على الجِدار البُنِي ، لايتنفس بإنتظام و الأطيافُ تطوف حوله ، يارب لم تعد قوتِي تحتمِل كل هذا ؟ يا " يبــه " إبنِك لم يعد الرجُل الذي تُحب ، الرجُل الذي لا تهزُه الظروف. أنهار و الله أني أنهارُ بما لايحتمل لعينٍ أن ترى ! ليتك هُنا ، ليتك فقط تربت على كتفِي لتُبدد عتمتي ببعضِ الضوء ، أحتاجُك يا والدي. قبل عامٍ ، كان في تلك المستشفى التي تتوسطُ باريس ، دخل وهو يُريد أن يكذب ما سمعه بالهاتف ، أراد بشدَّة أن يكُن كل هذا حلم. رأى هديل كيف تمُوت و رأى أُمه بعد أن ماتت ، أكثرُ من ذلك ألم ؟ كيف أتحمَّل أن أرى الأموات في ثوانيهم الأخيرة ؟ أنتبه لذاك العريض الأشقر يسأله ليتأكدُون من الجثث المتبقية.كان قلبُه ضعيف جدًا بأن يرى أبيه و غادة محروقين. بخطواتٍ ميتة باكية أتجه لتلك الغرفة التِي تُجفف الدمع ببرودتها ، دخل و الغطاء الأبيض حول جسديْن ، أغمض عينه لايستطيع أن يرى أكثر ! رفعوا الغطاء الأوَّل وشعرُ غادة الأسود ينسابْ بخفَّة. أخفض نظره و شهقاته تعتلي دُون دموع ، وضع كفَّه على شفتيْه غير قادِر أن يرى أكثر ، هي نظرة واحِدة قتلت كل خلاياه. الرجُل الأشقر يربت على كتفه : أهذه شقيقتك ؟ عبدالعزيز هز رأسه بالإيجاب وقلبُه يتفتت ، يالله يا غادة ، يا عروس أخيك ! أرجوكم طمئنوا قلبي ألفظتوا الشهادة جميعًا أم لأ ؟ والله لا أتحمل كل هذا. يا هذه الخاتمة كيف تُخفف الحرقة في صدري ؟ حادث ؟ ليته مرض يُمهِّد ليْ الموت ! ليته شيءٌ آخر إلا أن أنفجع بكل هذا ! الرجُل رفع الغطاء عن الجسد الأخر و ألصق ظهره ليرفع عينه المُحمَّرة الباكية و يرى والِده المختفية ملامِحه بأكملها ولا شيء واضِح سوى شُعيرات رأسه التي يحفظ الشيبْ بها ، سأله بوجع على حاله : أهذا والدك ؟ عبدالعزيز بصوت شارف على الإنتهاء والموت : فقط ثانية الرجُل : تفضَّل عبدالعزيز أقترب من جسد والده المُغطى بالبياض ، أنحني وقبَّل جبينه المحروق وأطال بقُبلته حتى سقط على الأرض بلا حولٍ ولا قوة. رجَع للواقع المُر ، للحياة التي لاتُريد أن تفرحه أبدًا . . أخرج هاتفه و أتصل على آخرُ رقم " ناصِر " ، أجابُه الآخر بصوتٍ ناعس : ألو عبدالعزيز بصوتٍ مبحوح جرحه التقيؤ ، لا يرُد عليه. ناصِر فزّ من سريره عندما رأى الإسم : ألو عبدالعزيز !! .. عزوز معايْ عبدالعزيز بصوتٍ يُشارف على الإنهيار : شفتها !! .. شفتها والله ... بس راحت .. تخيل شفتها وماناديتها ! ماناديتها ، مقدرت أناديها ! ناصر : بسم الله عليك .. تعوَّذ من الشيطان عبدالعزيز بجرح كبير صرخ به : أقولك شفتهاااااااا حرااام عليك .. حس فيني ... ناصِر بوجع صمت عبدالعزيز و دمُوعه لا تخرج ولكن صوته يكفِي للبُكاء ، يا عزة النفس التي تتكوَّرُ بدمعتي لِمَ لا تنهارين مثلي وتسقطين ؟ حتى الدمُوع تُكابر ! بضُعف : مقدرت أشوفها زين ، شفت عيونها ... عيونها يا ناصر .. عيونها اللي هي عيوني !! أغلط في كل شيء الا اللي تشبهني بعيونها !! إلا هي ناصِر وفهم تماما ما يقصد ليتمتم : غادة ! عبدالعزيز و الصُداع يفتك جُمجمته و دمٌ يتقاطِر من مُقدمة رأسه إثر ضربته لنفسه : أنا الحقير اللي تعذرت بدوامي ! ليتني رحت وياهم ليتني شفتهم بآخر لحظاتهم ... ياربي ليتني شفتتهم بس لو شفتهم شوي .. شويَّة يا ناصر ماهو أكثر ناصِر لم يحتمل إنهيار عبدالعزيز لينطق بحدة : عبدالعزيز خلااااااااص عبدالعزيز بصوتٍ يتذبذب يتجه إلى الخفوت : ليتني .. ناصِر أختنق قلبه : عبدالعزيز أدعي لهم ، زورهم !! اليوم زورهم والحين بعد عبدالعزيز بهدُوء – هذا هدُوء الذين يسخَرُون من الحياة ويسقطُون بضحكتها أمواتًا - ، أردف : طيب ناصِر لايتحمل صوتُ البحة من عبدالعزيز لذا نطق : أتصل علي بس ترجع وتهدآ ، بحفظ الرحمن . . عبدالرحمن مدد أصابعه ليسقط الهاتف و قلبُه يتوقف عن التفكير و عقله في إغماءة. أريد أن أنام ، أُريد يالله أن أنام ، ياربي رحمتِك التي وسعت كل شيء أرزقني الصبر. وقف بتثاقُل إلى المغسلة ، توضأ و الدماءُ من رأسه تتقاطر بقطراتٍ صغيرة و بسيطة ، تجاهلها تمامًا وهو يُكمل وضوءه. لم يبتعد كثيرًا على الرُخام البارد سجد ، لم يستطع أن يقف على أقدامِه لركعتيْن أو حتى لركِعة ، لم يستطع و الحزنُ ينهش به. سجَد و أنفُه يستقيم و ينعكس بالرُخام ، دمعةٍ في خلوتِه مع ربه سقطت ليُتمتم بهمسٍ قاتل : أرحمني يالله إن صار حالي بمثل ما صار لأهلي. ، يُراقب تحركات شفتيْها البطيئة الضيِّقة ، يُريد أن يسألها أن يشفِي ما تثاقل على صدرِه ، ولو سمعت يا قلبي ماذا يُفيد ؟ أنت تعلم جيدًا أنني لستُ بقادِر على العيشْ مع فتاةٍ لم تُكمِّل أنوثتها برجُولتِي ! أنا مهما حاولت لستُ بقادِر على ذلك ، لايهُمْ يا سلطان . . لا شيء يهم يا قلبي. همس : جيتيني ؟ صمت دبّ في الغُرفـة وكأنّ الأشياء من حولهم تُريد ان تشهد أيضًا ، ثواني طويلة و العرقُ يبللها بتعبٍ. أنفاسُها ترتفع و أصابعها المغروزة في كفِّ سلطان ترتخِي ، لم ترُد و النوم العميق يتضح عليها ! سحب سلطان يدِه من على صدرِها وهو يُغلق أزارير بلوزتها التي فتحتها أثناء إيذاءها لنفسها ، أقترب وهو يُقبِّل كدمتُها القريبة من أذنها ، قبَّلها بهدُوء وأنفاسه الحارَّة تُداعب أذنها. أبتعد بنفُور وهو يلُوم نفسِه ، عقد حاجبيْه بغضب على ذاته التي أصبحت تُسيِّره بأهوائه ، منذُ متى كُنت أسير بأهوائِي وأنا التي أكسرُ القلب إن أراد الذُل يومًا ! قبحٌ على دُنيا إن قادتني بقلبي. .، بخطواتٍ هادئة طرقت الباب ودخلت ، أنتبهت للضحكة المُتبادلة بين رتيل و ضي ، عقدت حاجبيْها عندما رأت ضيْ ، ضي المُرتبكة في حضُور عبير ألتفتت عليها : صباح الخير لم ترد عليها لتوجه أنظارها لرتيل : بس تخلصين تعالي أبي أحكيك في موضوع رتيل رفعت عينها وبهدُوء : قولي عبير بحدة أتت بصيغة الأمر : تعالي غرفتي .. وخرجتْ. رتيل شربت من كُوب العصير لتُردف : بروح أشوفها ! ... وتركت ضيْ بغُرفتها ، أكتفت هي الأخرى بتنهيدة تعلم جيدًا ان الدخول لعالم عبير مُرهق وصعب ، صعب جدًا أن تتقبلها ! لأجلك يا عبدالرحمن سأحاول ولكن سينفذ صبري بكل تأكيد و أنا التي تعلمتُ الصبر منذُ نعومة أظافرِي حتى رأيتُك ، صبرتُ لأجل البهجة التي ستدخل قلبي يومًا ، رأيتُ بك النافذة التي سأطُل بها على الحياة و خذلتني في البداية ككل البدايات المُدهشة التي تقتلني بدهشتها حد الخيبة ، تقتلني وجدًا. و لكن عوضتني كما لم يعوضني أحدٌ من قبلك و لأجل هذا التعويض البسيط الذي يتشكلُ دائِمًا على هيئة عِناق : أنا أعيش ، أحيا ، أبتسم ، أضحك ، أفرح .. أنت حياتِي بأكملها. بشحُوبِ ملامحها رفعت حاجبها : وش تبغين ؟ وبعدين ليه تسفهين ضي كذا !! عبير : أنا مستغربة أصلا كيف لك طاقة تحكين عقب اللي صار أمس ! رتيل بسخرية : ماجربتي تبكين زيي ! ولا أذكرك بالكف اللي كليته منك !! تذكري بس أنه كان برضا الشرع وأنتِ اللي فهمتيه غلط زي ماأنا فهمته عبير بقهر : نعععم !! وش يعني برضا الشرع ؟ وأنتِ حيوان عشان يختارون لك الزوج ويقررون عنك !! رتيل : عاد الشكوى لله قولي هالحكي لأبوك عبير : على فكرة الإثم على أبوك وعلى الكلب الثاني ! لأن من شروط الزواج رضا الزوجين ودام مارضيتي فعلقي ذنبك برقبتهم رتيل تأفأفت لتُردف : معلقة ذنبي وخالصة ! بس أنتِ وش يهمك ؟ أيه صح تذكرت من زود خوفك علي *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية* عبير بإرهاق فعلي صمتت رتِيل و براكينها تثُور مجددا : قهروني بس والله ماأخليه يتهنى فيني لحظة ! عبير رفعت عينها لها لرتيل التي تستندُ على الباب : وكيف تقهرينهم ؟ لاتضحكين على نفسك كثير ولا تنسين كم مرة توعدتي وضعفتي رتيل بكُرهٍ لما تنطقه شفاهِ أختها : ما ضعفت بس بالنهاية هو رجال أنا حتى ماأوصل كتفه !! عبير : تدرين سكري على الموضوع لأني بمزاج مايتحمل مثل هالمواضيع رتيل بعصبية كبيرة : بتشوفين كيف أقهرهم !! و بتعرفين أني قول وفعل ! عبير بسُخرية : إيه دارية أنك قول وفعل ماله داعي تقولين لي رتيل بحقد : مرة وحدة شفتيني فيها وبتذليني عليها العُمر كله ! أنتِ أصلاً ماشفتي كل شي ، شفتي اللي يعجبك بس ! عبير بهدُوء : أكيد شفت اللي بعجبني رتيل أحمَّر وجهها خجلاً من ذاك الموقف المقزز لذاكرتها ، رُغم انه يحمل أول قُبلـة مِنه و أول دفءٍ تذوقته شفتيْها و أولُ معصيـة من الشفاه ، أولُ الأشياء رُغم أنها بعض من مقبرةُ الحياة التي وُضعت بها. أردفت بحدة : تدرين عاد !! كيفي إيه يختي كيفي أسوي اللي أبيه ! الحين بس بتطمن أنه الله راضي و عساني أصير أحقر إنسانة بهالكون !! وبفتخر بعد .. وش بتسوين لي ؟ بتحاضرين علي وبتعطيني من محاضرات التربية اللي حفظتيها ولا من هالكتب السخيفة اللي تقرينها !! لا تحسبيني غبية وأنه أي أحد يقدر يستغفلني .. رفعت عبير بعينٍ غاضبة لآخرُ حديثها المُربك وكأنها تعرفُ بما يحصُل لها ، رتيل تُكمل : إن كان أستغلني مرة أنا قادرة أستغله وبتشوفين يا عبير كيف أوقفه عند حده ولو على حساب هالقلب * أشارت لصدرها * وبذكرك كيف لو يذبحوني مانطقت له أحبك اللي أنتِ ذالتني فيها ! بتشوفين يا عبير خرجت من غرفتها لتصدم بأبيها الواقف والذي يستمعُ لآخر حديثها ، بخطوات سريعة ركضت عبير لباب غُرفتها وأغلقته جيدًا لتنزل على الرُخام و تضع ظهرها على الباب و دموعٍ مُرتبكة تنتثر. قلبُ رتيل لاينتظم و هي تخافُه ، تخاف أنه سمع كلماتِها ! ، أيُّ بذاءةٍ نطقت بها أمام والِدها. أرتبكت وهي تُشتت نظراتها مُتجمدة في مكانها لينطق والدها : شافتك وين ؟ رتيل مُتحججة بزعلها : ماأظن يهمك .. وحاولت أن تمُر بجواره لتدخل غرفتها ولكن يد والدها قطعتها لتضيق على معصمها : من متى أكلمك وتروحين قبل لا أخلص كلامي ؟ خرجت ضي من غُرفة رتيل لترى الأجواء المشحونة ، أقتربت من عبدالرحمن في وقتٍ نطق هو : مهما صار ما تقللين أدبك معي رتيل بصوتٍ خافت : إن شاء الله ترك معصمها ليلفظ : وين شافتك ؟ رتيل أصطدمت فكُوكِها بربكة لتجد بأن لا رد يحضُرها ولا حتى كذبـة مُحرمة تنقذها. عبدالرحمن بغضب كبير : معاه ؟ رتيل بإندفاع : لأ عبدالرحمن رفع حاجبه : أجل ؟ رتيل وأنظاره لاتسقط إلا على الأبواب التي تُحيط بها ، بقهرٍ كبير نطقت : أني صارحت لها بشيء عبدالرحمن و هذا الألمُ يشطره نصفيْن ، أنا المخطئ في كُل هذا و أنا الذي أتحملُ الذنب ، كنت أقُول خيرُ أخٍ لك سيكُون عبدالعزيز ! توقعته أن ينظِر لك بعينِ الأخوة وأنا الذِي عرفته منذُ صغره ، كُنت أريده أن يكُون إبنًا ليْ و خاب ماأريد ، خاب منذُ أول مرةٍ أتى وعاقبتُكِ به ، ليت مقرن أوقفني ، ليت أحدهُم أمرني حتى لو غضبت ، ليتني أوقفت المهزلة التي تصير في بيتي منذُ بدايتها ، لم أظنُ بك يا عزيز ظنًا سيء و ليتني ظننتُ كما أشك في هذا العالم بأكمله ، ليتني شككتُ بِك. رتيل أخذت نفسًا عميقًا و هي تضطربُ بأنفاسها ، عبدالرحمن تركها لينزل للأسفَل و ضي تُراقب سيره الغاضب ، ألتفتت على رتيل لتدخل هي الأخرة بمثل خطواتِ والدها الغاضب وتُغلق الباب بقوة. ، في ظُلمةٍ تهبط إلى الأرض و الساعات تتأخر و تبدأ بالفجر ، أقترب بخطواتٍ خفيفة يُراقب تحركاتها بفستانها الذي يراه بـ " اللاشيء وكأنها عارية " رُغم أنه لم يضيق بها أبدًا ولكن عيناه ترى مالايراه هذا العالم. أبتسمت عندما رأته و أشرقت الشمسُ مُبكِرًا من بين شفتيْها ، : تُركي ؟ تركي بإبتسامته الدافئة جلس بجانبها ، تحدَّثت معه و هو في إغماءةٍ لايستوعب ماتقُوله ، تطفُو ضحكاتها قليلاً لتهدأ وهي تتحدثُ بأمورٍ كثيرة و عينَا تُركي تُشير لشيءٍ آخر ، إبتسامته لم تكُن ذات معنى طيبٍ أبد رفعت حاجبها بإستغراب : تُركيي !! وش فيك جالسة أسولف معـ ؟ ألتهم عُنقها لتدفعه و تسقط على الأرض ، سقط من خلفها و عيناه تحكِي عشقٌ ينمُو بشكلٍ مُقزز مُحرَّم ، يالله لاتسقط علينا هذا السقف ، إنا نخافُ غضبك وعذابك ، ما أنت فاعلٌ بي ؟ حاولت مقاومته/دفعه ولم تستطع ، أخذت الإناءُ ذو النقوش والزخارف الذي يزيِّنُ مفرش الطاولة لتحذفه عليه و مازال مُحكم قيدِه عليها ، صرخت : يـــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــ ه .. يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ... ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــآآآآآآآآآآآآآآن .. آآآآه ... حراااااااااااااام .. حرااام ... الله يخليك .. تركيييي أبعععد ... تركييي ما يصير ... مايصييييييير ... أقترب منها أكثر و نسى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ, إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً " ، نسى بأن معصيـتُه تقُوده للنار مُثقلاً. بدأ الضبابُ يغزُو محاجِرها و الدماء تسيل لتُلطخ الفرش الذي تحتها و سيقانها البيضاء تتحوَّل للحُمرة و صوتِ تُركي مُؤذي مُوجع و مُبكي لدناءته. أغمضت عيناها وهي تتمتم: يالله ... يمممه ... ياربي .. يااربي و حركةٌ من تُركي جعلتها تصرخ بالإستعانة بالله ، لتهدأُ رجفةِ جسدها المُتناثر قطع قماشه على الأرض و . . . . فتحت عيناها و الشمسُ تخترق بضوئها عُتمتها ، ألتفتت يمنةً ويُسرة لتطمئن بأنَّ سلطان ليس هُنا . وضعت يدِها على صدرها المضطرب لتنفثُ عن شمالها ثلاثًا وتُتمتم : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرُون. وقفت بخطى مُرتبكة و العرقُ يُغطي جبينها وهي تلومُ نفسها كيف فاتتها صلاة الفجر و الوصف المخيف يدبُ في أذنها دائِمًا كلما تثاقلت عن الصلاة ، يدبُ بصوتٍ إمرأة شرسـة هذَّبت مراهقتها أيامُ دراستها في السنة المتوسطة " و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر" فمن دخلها دمر لحمه و ذاب عظمه حتى يتحول إلى فتات و تعود مرة أخرى و هكذا فمن هم أهل سقر و لماذا دخلوها " ما سلككم في سقر: قالوا لم نكن من المصلين " أن أول سبب لدخول سقر الرهيبة ترك الصلاة فتارك الصلاة يعلن ضمنا موافقته علي عذاب سقر " أستعاذت من الشيطان و من عذابُ جهنَّم و كل تلك الأشياء السيئة و عندما وضعت كفَّها على مقبض الباب لتفتحه ، أنفتح لتتفآجأ بسُلطان خارج و هو يلفُ المنشفة على خصره. أنتفض قلبها و هو ينبضُ بأعدادٍ مهوِّلة ، ولو كانت حامل لأجهضت من هذه الربكة التي سكنت قلبها الآن. عادت للخلف عدة خطوات و أنظارها مُشتتة متوترة . . خائفة ، تركها سلطان ليتجه مُبتعدًا عنها ، دخلت الحمام وهي تُغلقه أكثر من مرة ، مسكت وجهها المُحمَّر والذي يحترق بدرجة حرارتها ! غسلت وجهها بالماءِ البارد و هي تشعرُ بأن طيفًا خلفها ، ألتفتت برُعب ولا أحد سوى ظلِها ، بدأت بوضوءها وأعينها ترتبك ، تلتفت كثيرًا و تشعُر بأن هذا المكان يضيقُ بها ، لن تتردد بأن تذهب مع والدها ! من المستحيل أن تعيش بهذا الخوف دائِمًا. بخطوات بطيئة خرجت و هي ترى إنعكاسه واقفًا يُغلق أزارير ثوبـِه الأبيض ، تخطتهُ لتفرش سجادتها وتقف مُصليـة ، ثواني قليلة حتى سلَّمت وهي واقفة وأعادت صلاتها لتخشع أكثر و تُقابل ربها بما يليق ، تنهَّدت لتقطع صلاتها مرةً أخرى و تفكيرها يرتكز بدوامةِ سلطان ، منك لله حتى في صلاتِي حضرت ! لاتعرف لِمَ هذَّبت أهوائها بأصواتِ الغاضبين العنيفين ، لاتعرف لِمَ إذا أرادت أن تذهب لمكانٍ ما يأتيها صوتُ سلطان الغاضب و لا تعرف لِماذا إذا نسيت صلاتها أو تثاقلت عنها يأتِيها صوتُ المرأة العنيف تلك المرشدة الطلابية ولا تفهم أبدًا لِمَ تحفظُ ذاك الصوت الثقيل الذي يُخبرها " إن أردتِ أن تُقابلين أحدًا مكرمك كيف يكُن لقاءك به ؟ إن كان باردًا فأنتِ سيئة التربية لم تُقابلي الشخص الذِي وهبك الكثير بالشكر ولو قليلاً ، إن كان لقاءك به مُجرد لقاء أنتِ هكذا لاتشكرينه ومن لايشكر أحدًا بسهولة سيسحب ماوهبكِ إياه وبيقول في نفسه ماتستاهل ! ولله المثل الأعلى ، لله المثل الأعلى وتعالى الله عن كل هذا ، مُخجل أن يكُن لقاءكِ به باردًا لاشعُور فيه " ألتفتت على سلطان الذي وقف أمام المرآة و سُرعان ماكبَّرت وحاولت أن تخشع بصلاتِها ، ركعتينْ خافتتين عسى أن يتقبلهم الله هذا ماتمتمت به نفسها حتى تلت أذكار الصلاة و ألتفتت عليه لاتعرفُ كثرة إلتفاتاتها اليوم ولكن رُبما لأنها تخافُ الطعن في الظهر. سلطان بهدُوء وهو يُعدِّل نسفةِ شماغه : محتاجة شي ؟ الجوهرة بهدُوء أكثر : لآ سلطان تنهَّد وأخذ محفظته و هاتفه و بعض الأوراق ليلتفت عليها مُثبتًا أنظاره عليها ، صمت يُدار بينهم أنتهى بخرُوج سلطان و صوتُ ضحكات حصة تصل إليه ، أبتسم لضحكتها الصاخبة ! رُغم نعومة عمته في كل شيء الا أنها بالضحكة تُنافس الرجال. : صباح الخير .. والله أني داري جلسة التحشيش بمين تُدار عائشة وبين يديْها صحنُ الحبّ و المكسرات ، خافت من سلطان ووقفت لتُجلسها حصة : وش فيك !! يمه منك يا سلطان مرعب العالم كلهم سلطان : وش تسولفين فيه ؟ حصة : ماهو شغلك سوالف حريم سلطان رفع حاجبه : علينا ؟ حصة بخبث : ليه شاك بنفسك ؟ سلطان : لأ طبعًا بس مُجرد فضول حصة : الله أكبر كل هذا فضول سلطان أبتسم : أحلف بالله أنه الموضوع من تخاريف عايشة حصة رفعت حاجبها بصدمة : وش تبي يعني ؟ سلطان : إيه خليها تخرب تفكيرك حصة : بسم الله عليّ ! على الأقل تونسني ماهو أنت ياللي ترفع صوتك عليّ سلطان : أفآآ ! هالحين أنا أرفع صوتي عليك ... وأقترب منها ليُقبِّل رأسها : ولاتزعلين حصة أبتسمت وهذا السُلطان يُشبع غرورها كإمرأة : أبد مازعلت سلطان أبتسم وخرج ، حصة : أركضي نادي الجوهرة عايشة : زين ... وبخطوات سريعة صعدت. ولكن باغتتها الجوهرة بخروجها ، نزلت معها وهي مُستغربة من صعود عائشة فالحظر مازال موجود ! و قوانين سلطان بالمنع مازالت قائمة. : صباح الخير حصة : يا صباح الورد والزين أبتسمت لتُردف حصَّة : قايمة متأخر واليوم عرس أخوك ! الجوهرة بإرهاق : كل شيء مجهزينه وخالصين وأمي والبنات محد بيقصِر حصة : طيب أختك جت ؟ وش قلتِي لي إسمها ؟ الجوهرة : أفنان إيه أمس لكن في بيت عمي عبدالرحمن حصة : هم ساكنين عنده ؟ الجوهرة : لأ بس بيته فيه جناح كبير ورى مخليه لنا إذا جينا تقريبا معزول عن البيت حصة : طيب ماعلينا وش قررتِ تسوين بشكلك ؟ ترى مافيه وقت الجُوهرة بهدُوء : بخلي شعري زي ماهو و بحط مـ حصة تُقاطعها : نععم ! هذا عرس أخوك ماهو واحد عادي لازم تكشخين و تطلعين للناس وترقصين بعد الجوهرة بإبتسامة وديَّة : على حسب لأني ماأدري إذا بيحطون أغاني وكذا مقدر أحضر ، أهم شي أبارك لريم وريان ويكفي حصة بتنهيدة : أجل ترقصين على الأناشيد ؟ الجوهرة أنفجرت بضحكتها التي غابت كثيرًا : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا ماأعرف أرقص وبعدين فيه طق إسلامِي و يرقصون عليه دايم ! والحمدلله بدون ذنوب خلق الله اللي بتحضر العرس حصة أبتسمت لضحكتها : طيب ماعلينا أهم شي يشوفونك العالم الجُوهرة : ترى جد ماأحب أتكلف كثير بشكلي حصة : ماهو على كيفك أنا قايلة للسواق يجهز نفسه بنروح المشغل ونضبط روحنا الجوهرة : أصلاً ماراح يعجبك العرس لأن المعازيم أغلبهم أهلنا و غير كذا ماهو من النوع اللي إجتماعيين مرة حصة : أنتِ وش عرفك بيعجبني أو لأ ؟ أنا شيء إسمه عرس يعني هرمونات التنكس تقوم .. فكيها بس وروحي جيبي عباتِك خلينا نتكشخ وأتشبب ، المُنطرب على الآخر يُلاعب إبن علِي صديقه و هو يُمسك عقاله و ضحكاتِه تعتليه ، لا يُمكن شرح وسامة أخوةِ العرُوس ، دائِمًا ما يُجارون المعرس بطلتِه و بضياءه ، يُوسف وهو يرقص بجانب الصغير الذِي بلغ عُمر الـ 9 سنوات. منصُور من خلفه : هههههههههههههههه من العصر أنطربت يوسف بضحكة : اليوم عيد .. وشهو يا فواز ؟ فواز الصغير الجميل : عيييد يوسف ويضع عقاله ليجلس : بتدخل مع ريان الصالة ؟ منصور : من جدك ! طبعًا لأ يوسف : ههههههههههههههه يعني ثقل ؟ الله يغفر لي يوم كنت أحب أدخل مع المعرس عشان أخز الحريم منصُور : من يومك فاسد يُوسف : والله ماشفت ولا وحدة ! أستغفر الله هي وحدة ومن بعدها تبت إلى الله وأنا مغمض منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يُوسف : جايتني طاقة رقص .. مشتهي عرضة ! يازين عرضة الجنُوب أيام عرس خويلد .. أحلى عرس حضرته بحياتي منصُور : صدق وينه مختفي ؟ يُوسف بهمس حتى لايسمع فواز : المدام مسوية له حظر تجول منصور : من جدك ؟ يوسف بجدية : ماهو طلقها وبعدين رجَّعها المهم يقول يبي يخليها في ديرتها عشان تعطيه وجه منصور أبتسم : الله يجمع ما بينهم يُوسف : ترى صدق بدخل مع ريان وبرقص مع هيفاء وبتنكس منصور : أستح على وجهك كم عمرك تدخل على الحريم ! يوسف : والله عرس أختي وبستانس ! أصلا قايل لهيفا من يومين إن دخلت تعالي أرقصي معي عشان ماأتفشل منصور : أنا صراحة أنقد على اللي يدخلون يوسف : يوه عاد تندبل كبدي والله من النقود ونظرة الناس ! يخي فكَّها بس هو عرس مرة وحدة بالعمر ننبسط فيه !! وشو له التعقيدات ! أنا لولا الحياء كان قلت لريم قومي أرقصي وفليها منصور : أصلا ريان ماراح يدخل وقول منصور ماقال .. يوسف : بحلف عليه يدخل ! والله أختي يحق لها تنزف وتنبسط منصور : بالعكس ترى الناس ماتعطي خير يوسف : قرينا الأذكار والله الحافظ منصور تنهَّد ليُردف : طيب قصِّر على الصوت أزعجتني ويُغيضه مُعليًا الصوت ليُراقص فواز بضحكة عالية مُرددًا بصوتِ يُوسف الممتلىء بالضحك : ياهل السامري لاتوجعوني شيلكم يالربع يثر علي ، لاسمعته معا عذب اللحوني هلت العين والدمعه خفيه . . . . عاش فوَّاز ضحك منصُور ليُردف : وش جوِّك يخي !! ، في ساعات المغربْ الاولى ، صلَّت الفرض لتبدأ الحسناء التُركية ذات اللكنة الشاميـة بوضع لمسات المكياج ، بإبتسامة صافية : يا ريم بلاش هالدمِع سيَّحتي لي الكحلة ريم وضعت يدها على صدرها الذي ينبض بسُرعات مجنُونة متفاوتة : طيب خلاص : طيب تطلَّعي لفوء*لفوق* كل ماجاء في بالك تبكِي ريم رفعت عينها للأعلى : طيب مضطربة شديد الحرارة و الجو على ملامحها أستوائِي. فتفت هذا الحفلُ كل خلايا الصبر بها لتنسابُ حرارة دخُولها في حياة جديدة على قلبها ، كيف ستكُون أول ليلة و كيف ستكُون حياتها بحضرةِ ريـان و إنسلاخ فرعها من تحت والدها ليُصبح وليْ أمرها " ريـان " بل وليْ امر القلب و لا قُدرة عليْها أن تتجاهل كل هذا التفكير ! كيف سيكُون شكلها ؟ خائفة أن يبهت المكياج أو تخرب تسريحة شعرها ! " ممكن أزلق قدامهم بالفُستان طويل ؟ " كل الأشياء والتفاصيل البسيطة تُدغدغ مشاعرها وتوتِّرها . والآن لا أحد بجانبها فالجميع مشغول بشكلِه بدايةٍ من والدتها نهايةً بهيفاء. ، في الجهة الأخرى لم يكُن الأمر مهمًا رُغم أهميته في بداية الأمر ، صخب الجو بحضُورِ أفنان لهُما والتي أضفت للجو رونق حتى يصخبُ قلب رتيل في وقت كانت الإبتسامة الصفراء تُزيِّن شفاه عبير. رتيل جعلت شعرها ينسابْ بنعُومة ومن ثم موَّجته تموجات خفيفة بُندقية تركته جانبًا وفُستانها ذُو اللون الليلكي عكس لونُ جسدِها البرونزِي ولم يكُن جميلاً في عينْها ، ماذا لو كان هُنا عبدالعزيز ورآه ؟ رُبما عيناه إن تغزَّلت بصمت سيترك في قلبها أنشودة للحُبِ تُردَّد . . رُبما ، لو كان هُنا و رآني لم أكن سأجعله يتلذذ في النظر ولكن سأكسرُ عينه حين يعرف أهمية من خسَر ؟ سيعرف أنني جميلة و رغمًا عنه وعن أثير. و الأخت الأخرى طلتُها ريفيـة بحتة بدايةً من شعرُها المرفوع ومعقُود بظفيرة و جسدٍ أبيضْ يُزينـه الفستان الكُحلِي ، وأنا التعيسة في كُل شيء طرقته ، التعيسة في الحُب و ما يطوف حوله ! من يُزيِّن ظفيرتي بزهرةٍ أفُوح منه كما يفُوح العبير ! من يُزيِّن قلبي يا . . مجهُولي ؟ نحنُ الخائبات في الحُب من يشفي حُرقةِ صدُورنا ؟ أفنان ذات الطلة الحيوية بفُستانها الليلكي بدرجةٍ تُخالف درجة رتيل ، أبتسمت : وش رايكم نروح الصالة ؟ رتيل المُتضايقة من ضيق فُستانها في منطقة الوسط : لحظة أحس مقدر أتحرك ! تيبَّست أفنان بضحكة طويلة أردفت : تعلمي تتحركين بالفساتين الضيقة رتيل : الله يرحم من علمك كيف تمشين بالكعب ! أفنان : على فكرة فستانك ماهو ضيق مرة بس أنتِ ودّك تلبسين خيشة رتيل : لو ماني خايفة على برستيجي كان تفلت بوجهك أفنان : ههههههههههههه طيب أخلصي وخلينا ننزل رتيل : بشوف ضي أول أفنان رفعت حاجبها بإستغراب : ضي مين ؟ رتيل : يوه ما قلنا لك ! زوجة أبوي أفنان شهقت : عمي تزوَّج !! رتيل تنهَّدت : إيه أفنان مازالت مصدومة تنظر بفمٍ مفتوح. عبير بسُخرية : خليه يسلي عمره على آخره رتيل ألتفتت على عبير : ممكن تخلين هالليلة تمر على خير ! أفنان صمتت لدقائق طويلة حتى تستوعب وتُردف : كيف تزوج ! يعني فجأة كذا عبير بإندفاع : لآ طبعا متزوجها مدري من وين ولا من متى ولا وش أصلها وفصلها ! وتوَّه يقولنا و على كلمات عبير الجارحة أتت ضيْ ، أفنان و شهقت مرةً أخرى ، غير مستوعبة الأمر أبدًا ضي تنهَّدت من هذه الاجواء المُتكهربة لتُردف : مساء الخير أفنان أفنان في لحظات صدمة حقيقية. وكأنها زوجة عمها وليست إبنة أخيه. رتيل بمحاولة تلطيف الجو : هههههههههههههههههه وش فيك ! لايطيح فكِّك بسْ ضي أبتسمت : لأني عارفتها من بعثتها في باريس رتيل بإندهاش : تعرفون بعض !!! أفنان لثواني طويلة حتى اردفت : أنصدمت والله !! ليه ما قلتي لي ؟ ضي عقدت حاجبيْها : بوقتها مقدرت لأن عبدالرحمن ماكان يبغى أحد يعرف أفنان بإبتسامة وديَّة : الله يوفقك يارب ويهنيك ضي : آمين وياااك عبير مسكت هاتفها لتُفرغ بعض غضبها بـ " اللاأحد " ، منذُ أن باتت تُشارك ظلَّها كل شيء ولا وجُود إنساني بجانبها بدأت تكتب يومياتها أو رُبما مُذكراتٍ إنسانة حزينة مُنكسرة تُغطي كل هذا برداءٍ التجريح لكل من حولها والبرُود. فتحت المُفكرة وكما يكتُب ذاك المجهول ، تكتُب النثر بالفصحى بعد أن أستهوتهُ مِنه ومن ذوقه الأدبي في كُتبه ، يالله يا أنت كم غيَّرت حتى أذواقي ، كتبت " في قلبي خدشُ عميق واسع ، ثقبٌ لا يُسّد بسهولة ، لأن الحياة بائسة تقتُلني في اللحظة ستين مرَّة بدأتُ أُفرغ في غيري ، بدأتُ أسير على مبدأ التجريح في وقتٍ يجرحني هذا العالم بما هو أعمق ألا وهو الحُب ، لم أُبالي بأحد ! لم ألتفت لأجد أحد ، أنا والله أخاف عليّ من الجنُون ومحادثة ظلِّي ، أنا في حاجة للثرثرة ! أحتاج أن أتحدَّث وأسمع صوتي الذي بدأ يتراكم أسفل جلدِي و ينشُر الهالات على جسدِي ، كل هذا يُرادف شخص واحد ، شخص قتلني بصوته الرجُولي الصاخب و جعلني أرسمُ معه الأحلام لأنصدم كما تنصدم نصف نساء هذا الوطن و النصف الآخر يقعن في ما بعد الصدمة ألا وهو اللاحياة. أنا والله لاأريد لهذه العلاقة أن تسير كما كانت ، ولا أحنُ للحرام ولكن قلبي يحن له و جدًا ، لاأريد أن أضعف و نصف أهل النار النساء ، لا أريد أن اكون من أؤلئك النسوة والله أني لاأُحب أن أعصيك يالله ولا أتلذذ بعصياني لك. ولكن أشتاق له ، أشتاق كثيرًا في وقت لا أجد من يُشاركني سوى الظِلال. صبِّرني يالله عنه وعوضني بما هو خيـ . . لم تُكمل إثر رسالةٍ جديدة قطعت عليها منه " أخافُك ، وكيف لا أخافُ منك و أنتِ بيدِك البُعد ! وأنا رجلٌ يخاف الغياب ! يخاف أن تتركينه بعد أن رأى بكِ الحياة " لمعت في عينها الدمعة لتُقاطعها رتيل بعد أن نزلت ضي و أفنان للأسفل. رتيل رفعت حاجبها : وش فيك ؟ عبير ببرود : ولا شي رتيل و تكاد تحلف بأن بها شيئًا لا تُريد ان تخبر به أحد : ليه تبكين ؟ عبير بجمُود اكثر : مين قال أبكي ؟ رتيل هزت كتفيْها : حسيت أنك تبكين عبير : وفري إحساسك لنفسك رتيل تنهَّدت : الشرهة علي ماهو عليك ، بعد أن أكتملت زينتهُن في إحدى مشاغل الرياض أتيْن ليرتدين فساتينهُن ، و طلةُ الملاك تتضع بين ملامح الجوهرة في فُستانها السُكرِي. ومازالت تخافُ الضيق في كل شيء فأتى فُستانها مرسومًا حتى بدأ بالإتساع حين لامس خصرها ، علّ هذا الإتساع يأتيها في قبرها حين تُحشر به و هي التي سترت نفسها في الدُنيـا. برجاء كبير : بس شوي أنتظري الجوهرة : تأخرت مررة مقدر أنتظر وبعدين امي بروحها و . . حصة بحيلة تُقاطعها : مانبي السواق يودينا في هالليل وإحنا متعطرات مايجوز الجوهرة : انا ماتعطرت ، عطري في الشنطة حصة وتبحث عن حيلةٍ أخرى : طيب أنا تعطرت !! الجوهرة بعينيها البريئتيْن عقدتهُما لتلفظ : هذا عرس أخوي مفروض انا أول الحاضرين .. يعني ننتظر مين ؟ حصة : سلطان الجوهرة بصدمة : لأ .. أقصد يعني هو راح وخلص حصة : لأ للحين ماراح هو قالي بمِّر البيت الجوهرة بنفسٍ ضيق : الله يخليك حصة يعني أنتِ عارفة وش صاير ماأبغى .. لم تُكمل من إبتسامة حصة ذات المعنى و ظلِ سلطان ينعكس ، ألتفتت للخلف لتراه. حصة بضحكة أردفت : بروح أجيب عبايتي ... لتنسحب مُتجهة لغُرفتها. شعرت بأن الأكسجين في حضوره يختفي ، أن الإختناق يقتربُ منها بخطواتٍ عريضة ، و أعيُنه تطُوف عليها و من أقدامها حتى رأسها سَارت عينُ سلطان ببطء ، وضعت يدها على جانبيْ فُستانها وكأنها تُريد أن تغطي شيئًا من وهمِ خيالها. الجوهرة بلعت ريقها لتنتحي وتأخذ عباءتها الموضوعة على " الكنب " ، لبستها بإستعجال حتى تُبعد أنظار سلطان. حصة بعد أن أستغرقت ثواني طويلة جعلتها تشتمُ في داخلها من برود سلطان الذي لم يلفظ كلمة ، أتت لهُما : يالله نمشي. سلطان أخرج تنهيدة أحرجت الجوهرة و أحمَّرت بها خجلاً ليُردف : يلا ، دخلتْ الرقيقة نجلاء و المُكتملة زينتها وكيف لأ ؟ وهي أنجبتْ جميلاً يأخذُ منها الكثير ، الأمهاتْ اللاتِي تنبتُ من تحت أقدامهن الجنان يبدُون كجمالِ السماء حين نستشهدُ بالجمال : ماشاء الله تبارك الرحمن ، الله لايضرك و يهنيك ريم والتي لم تلبسُ فستانها بعد : يمممه نجول أحس قلبي بيوقف نجلاء : بسم عليك .. صليتي ؟ ريم : إيه نجلاء : أهم شيء الحمدلله ، ريلاكس وأنبسطي هذي ليلة للعمر ريم وضعت يدها على صدرها الذي يهبطُ بشدَّة : أخاف أبكي في الزفة ويخرب شكلي نجلاء بإبتسامة بانت بها صفةُ أسنانها البيضاء : طالعي فوق إذا جتك الصيحة وتعوذي من الشيطان !! يختي أبتسمي وخففي هالربكة والوسوسة دخلت هيفاء : مالبستي للحين !! يالله ألبسي عشان منصور ويوسف بيجون يصورون معك لأن ريان ماراح يدخل القاعة ريم بخوف : يممممه تكفون أحس بنهبل هيفاء : هههههههههههههههههههههههه يختي تحركي وألبسي وبعدها أنهبلي على كيفك نجلاء بضحكة : لاتخربين شكلك بس وأبتسمي عيشي الفرحة لاتفكرين بشيء ثاني يخص العرس أهم شي أنتِ ، وكل أمور العرس تمام وأم ريان مهي مقصرة بشيء و خالتي معها بالقاعة ويقولون كل شيء تمام ريم أغمضت عينيْها وكتمارين اليوغا مددت يداها : خلاص خلاص خلاص أنا هادية هيفاء : ههههههههههههه أنا بنزل أتنكس مع يوسف قبل لا نروح القاعة نجلاء : جاء منصور ؟ هيفاء : أيه وراح أبوي نجلاء : يالله ريوم ألبسي وناديني إذا احتجتي شي أنا هنا تركُوا ريم في ربكةٍ عظيمة تُشبه عظمة هذا اليوم الأبيض. ، أرتدت فُستانها الأبيض الذي كان فرعٌ من أحلام الصبا بل هو الفرعُ الرئيسي الذي تفرعت منه الأحلام الورديـة ، الليلة سأجتمعُ مع رجُل لا أعرفه ولكن يكفي أن يجتمعُ إسمي بإسمه و أنا والله أُحبك و إن كُنت لا أعرفُ الا إسمك ، أُحبك يا من سرقت فكرِي و نومي لليالٍ طويلة حتى هذه الليلة. يا " ريـان " القلبْ أني أسمُو بحُبٍ أبيض خالص فـ زدنِي إليكْ عشقًا يُجمِّل الصبيـة التي بين ذراعِيْك ، زدني عشقًا و أجعلني أُحبك بأسبابٍ كثيرة. دقائِق طويلة مرَّت حتى طلت عليها نجلاء و ضبَّطت الطرحة البيضاء التي تعتلي شعرها ، أعطتها مسكةُ يدِها الملمومة بالورد الزهري. هيفاء أتت بكاميرتها و وضعتها على خاصية الفيديو : نجول تغطي عشان يوسف نجلاء : طيب .. وأتجهت لجناحها لتأخذ عباءتها هيفاء : أمشي ننزل عشان الصالة مرتبة للتصوير ريم بربكة كبيرة و أطرافُها ترتجف ..نزلت بمُساعدة هيفاء . . . هيفاء بضحكة بدأت تزغرد لتعلن وصُول ريمْ. بأسفل الدرج يُوسف و منصُور وإبتساماتهم تُضيء بل تشتعل فرحةً بـ ريم ، لمعت الدمعة بعينِ يُوسف و الفرحة تغزوها. و عين منصُور تُثرثر بالكثير من معانِي الحياة المُتشكلة بفرحة. ريم ما إن رأت اللمعة في عين يوسف حتى سقطت دمعتها هيفاء : لألألأ ريم الله يخليك لاتبكين يوسف بنبرة بدوية : بنت عبدالله ماتبكِي !! هيفاء بإبتسامة تضع الكاميرا بإتجاه يوسف : يالله يوسف قول شيء يوسف بضحكات مُتكاثرة : تراني حافظها من زمان عشان أقولها ... ياعروس الكون يا ضي العيون ..يا ملاكٍ ينثر عطور الزهور .. ياعرس الكون يا نَف المزون .. يا أميرة فاقت الحسن بظهور .. و ... والباقي نسيت ههههههههههه *أردف الأبيات بصوته وكأنه شاعرُ زمانه وكيف لأ وصوتُ يوسف زاد القصيدة جمالاً* لمعت دمُوع هيفاء هي الأخرى بكلماتِ يوسف لتُردف : هذا وأنت حافظها من زمان !!! منصور بصوتٍ يُرتِّل الدُعاء : اللهم أحفظها بما تحفظ به عبادِك الصالحين و وفقها و أسعدها بأضعاف من يُحبها ريم و الدمعة تُرفرف ، رفعت نظرها للأعلى وهي تنزلُ للعتبـةِ الأخيرة. أتاها يوسف ورُغم أنها أبتعدت حتى لا يُقبل رأسها ويكتفي بقُبلة خدَّها ولكن يوسف أرغمها و قبَّل رأسها قُبلةٍ عميقة : ألف مبروووك منصور هو الآخر قبَّل رأسها و الدمُوع تتراكم في عينِ ريم : مبروووك يالغالية ريم بصوتٍ متحشرج : الله يبارك فيكم يوسف بإبتسامة ومازالت الفرحة تلمعُ في عيناه : ورينا إبتسامتك نبي نصوِّر ريم أبتسمت لتضحك من نظرات يوسف ، هيفاء صوَّرت أولاً يُوسف مع ريم ومن ثُم مع منصُور ، لتضع الكاميرا على الترايبود وتضع المؤقت لها 10 ثواني. . ووقفُوا جميعًا لصورةٍ جماعية للذكرى ، للذكرى البيضاء التي تُحلِّق في ضحكةِ زفافِ ريم. ، كانت أعيُنه تبحث عنه ، خابت كل توقعاته عندما رآه لم يحضُر أو ربما لم يدعُوه ! لا أنا مُتأكد أنهُم دعُوه ولكن لِمَ لمْ يحضُر ؟ حتى عبدالعزيز لم يحضر ! يالله ليتك يا ناصر هُنا ! ماذا بيدي أفعل حتى أراك بمكانٍ يضخ بمن تعرفه ! تنهَّد بعُمق وإبتسامته ترتسم على ملامِحه البدويـة الخافتة. أنقبض قلبه في لحظات عندما دخل والِد ناصر ، عيناه لا ترمش حتى وقف دون أن يشعر عندما رأى ناصر. بلع ريقه و الإضطراب يُسيطر عليه. أقتربُوا من ريـان الذي يتوسطُ القاعة وعلى جانبِه والده و عمِه عبدالرحمن ومن ثُم أقرباءٌه من بعيد حتى يصل إلى سلطان الجابر و فيصل القايد. بدأوا بالسلام من جهة ريان حتى اليمين ، ناصر أبتسم لفيصل و سلَّم عليه . . جلس بجانبه في وقتٍ جلس والد ناصر بجانب عبدالرحمن. شعر بأنه ليس له قدرة على الحديث و بجانبه ناصر. في جهةٍ مُقاربة كان ريَّان متوتر ، ومهما حصل فهذه الليلة مُربكة لكل رجِل و قاتلة لكل أنثى ، السكسوكة السوداء كالليل الغامق زادتهُ فتـنة وكيف لايكُن فتنة وهو من سلالةٍ تضمُ أختيه و أيضًا بناتِ عمِه و فوق ثوبه الأبيض بشتُ أسود زاد الليلُ سعادة. ، حالتُه النفسيـة سيئة بل هي الاشدُ سوءً منذُ أن غادرت عائلته ، ينتبه حتى لنملةٍ إن مرَّت ، بدأ إنتباههُ يُركز بالتفاصيل الصغيرة التي تسرقُ منه النوم ، على فراشه في شقته بباريس بعد أن عاد من دُوفيل الكئيبة. ترك غُرفته ليتجه لغُرفة والديْه ، تمدد على سريرهُما و كالطفل تكوَّر حول نفسه و عيناه تتأملُ التسريحة التي مازالت تحوِي عطوراتِ والده و والدته. زمّ على شفتيْه كي لايبكي رُغم انه لايخجل أن يبكي في وحدته ، لكن لايُريد أن يبكِي و ينهار ببكائِه و يدخلُ في دوامة سوداء لن يخرج منها بسهولة ، أغمض عيناه مُحاوِلاً فيها النوم ، أرجوك يالله لا تمُر الليلة الرابعة دون نوم ! أرجُوك يالله لا تمُر . . والله أني أحتاجُ ان أنام ، أحتاج أن أنام . . تمتم بأحاديثٍ روحية حتى همس : أبي أنام .. أخذ المخدة وألصقها في وجهه ، مُتعب جدًا لأنه لا يستطيع النوم و اللانوم يُجهده و يؤثر على وظائفه ، حتى تركيزه يضعف بشدَّة حتى أنه العصِر أراد أن يصنعُ له كُوب قهوة وأرتجفت يداه وسقط الكوب على الأرض. بلاحيل ولا قوة ترك المخدة و تأمل السقف و أحاديثهم الفائتة تصخب بها مسامعه ، لو يعُود الزمن لن أُضيّع وقت في حِجْر أُمي وبين ذراعيْ والدي ، لِمَ عندما يرحل الأحبه نُفكر بالدقائق الضائعة من عُمرنا دونهم ؟ لِمَ عندما يرحلون نُتمتم " ليت " ، لِمَ لمْ نُجالس والديْنا قبل أن يرحلوا و تتضبب رؤيتنا من بعدهم ! ليت والله ليت يا أبي تعُود و أخبرك عما فعلُوه بإبنك ! ليتُكِ يا أُمي تأتين فأنا أفتقدُ السؤال ، أبسطُ الأشياء التي أُحبها " وجهك مخطوف ، سلامتك يا حبيبي وش فيك ؟ ، حبيبي فيك شي ، عزوز قلبي مسخِّن ؟ ، حالك ماهو عاجبني . . " والقائمة تطول أفتقد هذه الكلمات ، لا أحد يسأل عني ليسمعني الجميع يُردد سؤاله بإعتيادية ميتة " كيف حالُك " هذه الكلمة من شأنها أن تشطرني نصفيْن حين أقول " بخير ". والله انا لستُ بخير ولا أعرفُ للخير طريق و أنا لولا رحمةُ الله لوقعت الآن من فجيعةِ خيبتي. ، أرسلتْ رسالة إليْها تُهنئها بزواجها لتجلس على سريرها في حيرة من أمرها ، لِمَ عاملها يوسف هكذا ؟ رُغم انها شعرت بتحسُن علاقتهما ؟ أنا الغبية التي فضفضتُ له عن ما يُشعرني بوحدتي ، أنا الغبية التي سهرتُ معه و مع صوتِه طوال الليل لأشرح له حُزني وألمِي و بعضُ وجع هذا الحمل ، أنا الغبية والله و هذا هو لم يُخيب الظن به ! خذلني كما خذلتني أمي. و الآن أنا حامل ؟ حتى الحمل الذي يجب أن أفرح به . . تعست ، و أنا أشعرُ بالرخص حتى وإن قالت أمي عكس ذلك ، حتى وإن قالت بغير ذلك ! أنا لستُ أفهم لِمَ الحُزن يترصدُ لي في كل مرةٍ أبتسم فيها. دخلت والدتها : وش بلاتس قاعدة ؟ مُهرة بحزن : وش تبيني أسوي ؟ والدتها : تكلمي معي زين !! جاتس جنون الحمل مُهرة : بسم الله عليْ ، يمه يعني تعرفين أني متضايقة فأتركيني شوي لاتضغطين عليْ والدتها : ورآآه ! لايكون ما يرد عليتس ! مُهرة أنفجرت بالبكاء : خلااااص يمه ! لاتسأليني وتوجعيني أكثر والدتها بإستغراب : يممه مُهرة هذا وأنتِ العاقلة تبتسين*تبكين* ؟ الحين بجيب لتس شاهي تدفين فيه نفستس وتريحين أعصابتس .. خرجت وتركت الشتات ينفجرُ بدمعِ أبنتها. لامست بطنها الذي بدأ يبرُز ، مسحت دمُوعها تكره أن تضعف ولكن هذا الذي يتكوَّرُ في بطنها يُرهقها ويُحمِّلها مالاطاقة فيه. يبدُو أنه في أوجِّ سعادته الآن ، لن أحسد سعادته يومًا ولكن كان أبسطُ حقوقي أن يُشاركني تلك الفرحة. " ههه !" يا أنا كيف أشاركه الفرحة وهو سلب فرحتِي الأُم ، فرحتي الحقيقة كأيْ عرُوس تُحب أن تحتفل ، أجهض أحلامي الورديـة كيف من بعدِها أن أفرح معه ؟ تبًا لك يا يُوسف ومن خلفِك أخيك أيضًا. ، أشغَل القرآن بصوتِ الشيخ السديس لتضجُ غرفتها بصوتِه و تنتشرُ السكينة والروحانيـة بين زواياها ، وليد بصوتٍ خافت : أنا بروح والجوال جمبك بس تحتاجيني بشيء أتصلي عليْ .. طيب ؟ رؤى ببحة : طيب وليد : بحفظ الرحمن . . وخرج من غُرفتها ويقفلها بالكرت الثاني الذِي معه وبمُقابل غرفتها الفندقية دخل غرفته. رؤى تتأملُ السقف بسكينة و الصوتُ يثلج مسامعها ، أشتاقت لـ " مكة " . . كيف أشتاقُ وأنا لم أزورها ؟ سكتت قليلاً لتُردف بهمس : وش يدريني أني مازرتها ؟ بدأتُ المعلومات تتشابكُ في عقلها و تتجعدُ اللحظات بين حقيقة و خيال. أزُرت مكة أم لأ ؟ ولكن نطقتها ، قُلتها بتأكيد أنني لم أزورها ! . . حاولت أن تتذكر أشياء كثيرة ولكن ضغطها الكبير على ذاكرتها جعلها تيأس وتصمُت لتعود لعدّ النقوش في السقف. يالله كيف أتذكر ؟ كيف أقولها ؟ . . هُناك ناصر ! هُناك أحدٌ يدعى ناصر أحبه ولكن أين هو ؟ أمات في حادث أم مات فجأة أم مات بمرض ؟ . . أم أنه موجود ؟ هل يُعقل أن يكُون حيًا ؟ إن كان حيًا لِمَ تركني ؟ سأصدق أنك ميِّت ! سأقول أنك ميِّت ولكن لا تكُن حيًا و تصدمنِي بخيبتِي في تركِك ليْ ؟ لا تصدمني أرجُوك فما عاد بي أعصابُ تحتمل. و إن كان لي أختْ ؟ متزوجة لاهية او رُبما مازالت عازبة ! لِمَ تركتني ؟ لِمَ تركوني ؟ إذا لم تكُن تلك أمي و خدعتني ! كيف سمحتُوا لها بأن تقتحم عالمي ! كيف سمحتُوا لها وأنتُم عائلتي ؟ يالله يالخيبة الكبيرة منكم ! أهان عليكم حياةً تتجسدُ بيْ ، يئست جذورها وأنحنت بذبول. أنا ذابلة بائسة حزينة ضئيلة ، أحتاجُ من يُضيئني ! أحتاجُ لعائلة حقيقية. ، مُرتبكة يعني أنَّ متوسط ضربات القلبْ بها وصل إلى الصفر إلاّ شيئًا ضئيل ، الليلة في آخرُها ، صخبت وضجت بفرحة الحضُور ، كانت الأعيُن صامتة في زفتِها ، كانت شديدة الصمت وأكثر في ذهولها ، شيءٌ كان مُخبأ في بيت عبدالله وبان الآن. الإبتسامات البيضاء المُزهِرة تنتشِر و أيضًا الصفراء الخبيثة. في " كوشتها " تصوَّر كل من تُحب من عائلتها إلى صديقاتها . . أبصرت المحبة وهُم يرقصُون من أجلها و ينطربُون فرحةً بزفافها ، كل الأشياء الجميلة التي توَّجت هذا الحفل تركت في قلبها بُكاء عميق ، بكاء سعيد. همست في أذنها : ريان جايْ . . كلمتيْن كانت كفيلة بأن تتعمقُ بربكتها وإرتجاف أطرافها لتشتعلُ حُمرة عينها و يبهتُ لونها ، لم تأكُل شيء منذُ الصباح. هيفاء بخوف : ريمم بسم الله عليك .. أهدِي أتت والدتها : بسم الله عليك يمممه هيفاء : بيغمى عليها ... بروح أجيب موياا عبير أقتربت منهم : وش فيها ؟ هيفاء وأتت بمنديلٍ مُبلل : شكل ضغطها نزل عبير : طيب عطيني هالمنديل لانخرب مكياجها ، بدأت عبير تُبلل كفّها بالمنديل لتُقرب ببرودة أطراف أصابعها لملامح ريم . . ثواني قليلة حتى بدأت بالتركيز وهي لم يُغمى عليها بعد ولكن عيناها التي بدأت بالنظر للأعلى أخافت هيفاء و والدتها. عبير : خلها تآكل شي قبل لايجي ريان ريم : لآ مو مشتهية عبير : لآزم تآكلين لاتطيحين من طولك الحين . . ألتفتت على رتيل الغارقة بأحاديثٍ مع الجوهرة : رتول جيبي أي شي من البوفيه تآكله ريم رتيل بهدُوء دون أن تناقش توجَّهت إلى البوفيـه ، في جهةٍ أخرى كانت الأعيُن تراقب الفتيات اليانعات ، بدأُوا بالإختيار بمثل ما يريدون وكأنهُن ضمنوا الموافقة في الجيب. بصوتٌ مبحوح : إيه هذي يمه إسمها عبير .. بنت عبدالرحمن آل متعب واللي جمبها الجوهرة مرت سلطان بن بدر ! أجابتها والدتها : عبدالرحمن مايزوَّج بناته هي الآخرى : يعني بيخليهن في رقبته طول عمره ! شفتي يمه ذيك اللي لابسة أسود .. تصير زوجته الجديدة والدتها : تزوَّج ! : إيه يمه ! الرياجيل مايصبرون شوفيه تزوَّج وحدة بمقام بناته .. بس يقولون أنها كبيرة طبت الثلاثين أتت الأخت الأخرى : والله أخت العروس قايمة في العرس الأم : أي وحدة فيهن ! ضيّعت : اللي لابسة تُفاحي الأم : إيه سنعات بنات ريَّانة ما إن نظرت لرتيل الآتية من البوفيه حتى تمتمت : وهذي بنت عبدالرحمن الثانية ! شاينة مررة الأخت الآخرى : بالعكس الا زايد حلاها ولا أنتِ غايرة نفثت أختها على نفسها : على وش أغار يا حظي ! تدرين أنها مفحطة بالجامعة ! اللي أصغر منها تخرجوا ، بإندفاع الصبية التي تصغرها : يمه تكفين خلينا نخطبها لحاتم والله تصلح له الأم : والله البنت زوينة هي : إلا مزيونة ونص الأم : بشاور أخوك ونخطبها * : ثنينتهم ماأنخطبوا إلى الآن ! وماعندهم عيال عم على ماأظن يعني إن شاء الله الموافقة في الجيب. ، بخطواتْ خافتة نادته : عزوووز .. حبيبي ظنّ أنه يتخيَّل وهو ينظرُ للتسريحة مُجددًا ، صوتُ أثير يُناديه ! هذا وهمٌ جديد كوهمِ عينيْ غادة. سمع الباب الذي ينفتح ، وقف و فتح الباب لينظُر لها بنظرة الشك هل هي هُنا حقيقة أم كذب ؟ أثير : لايكون كنت نايم ؟ عبدالعزيز : أثييير أثير بإبتسامة : إيه عبدالعزيز تنهَّد وجلس بالصالة وهو غير واعي لما يحدُث ، رفع عينه ومازالت واقفة : أستغفر الله العظيم وأتوب إليْه أثير بيدِها كيسٌ بني من الورق : جبت لك معي العشاء وقلت نتعشى بس شكل ماهو جوِّك نتعشى لبناني اليوم عبدالعزيز بلع ريقه : تعالي أثير بضحكة أتته لتُردف : وش صاير لك اليوم عبدالعزيز لامس يدها ليتأكد من وجودها ، يالسُخرية الحياة به ! ويالجنونه الذي أصابه. ترك يدها ليُردف : ماني مشتهي شي أثير جلست على الطاولة بمُقابله ، مثل جلسة رتيل أو رُبما هو يتشابه عليه منظرُها ، أثير بحنيَّة : مانمت اليوم ؟ عبدالعزيز و بهلوسة حقيقية : إلا نمت أثير تأكدت أنه يوسوس ، وضعت يدها على جبينه لتُلامس جرحه : هذا من وين ؟ عبدالعزيز عقد حاجبيْه : لاتكثرين أسئلة أثير أبتسمت بضيق : إن شاء الله عبدالعزيز تمدد على الكنبه ويديْه تُعانق بعضها البعض بين فُخذيه ، جلست أثير عند رأسه لتجعله ينام في حُضنها ، خلخلت يدها في شعرها : ريِّح تفكيرك عشان تنام عبدالعزيز رفع عيناه لها ، منذُ زمنٍ بعيد لم ينام في حُضنِ أنثى . . أثير بإبتسامة : وش فيك تطالعني كذا ! عبدالعزيز ببحة : ولا شيء أثير بهدُوء : خطيبتك الثانية متى ترجع لها ؟ عبدالعزيز : قصدك رتيل ؟ ماهي خطيبتي قلت لك زوجتي أثير بحدة : طيب غلطت ولا مايصير بعد أغلط عبدالعزيز بهدُوء صمت أثير بعد ثواني طويلة : حبيبي مو قصدِي بس يعني قلت أنك ماسويت عرس ولا شي فعشان كذا تلخبطت عبدالعزيز ولا يردُ عليْها أثير : طيب متى بترجع لها رتيل ؟ عبدالعزيز : هي بتجي هنا ويا أبوها أثير : يا سلام ! بتجلس في باريس عبدالعزيز : إيه أثير تنهَّدت : الله يصبرني يعني بقابلها عبدالعزيز بلاوعي : بتحبينها أثير رفعت حاجبها : يا شيخ !! عبدالعزيز ضحك بصخب و جنّ جنُون ماتبقى له من أعصاب : صدقيني بتعجبك أثير أبتسمت : لو أني ماأعرفك كان قلت شارب عبدالعزيز وهو يمدُ يده ليُجمعها على شكلِ دائرة : مانقدر نعيش ! مانقدر أثير وهي تلعبُ في شعره : عزوز بديت تهلوس ، أششش ونام عبدالعزيز عاقد حاجبيْه بضيق : ماأبي أأذيها بس هي تجبرني ! هي تجبرني أثير : وإن شاء الله وش أذيتها فيه ؟ تحمد ربها عبدالعزيز أبتسم بتناقض مشاعره في هذه اللحظات : جميلة حييييل أثير حقدت من وصفه و شرحه لجمالها في مثل هذه اللحظة : عبدالعزيييييييييييز !! إذا تبي تسمعني وش كثر هي حلوة احتفظ بهالشي لنفسك عبدالعزيز رفع عينه عليها وهي منحنية وشعرُها يُداعب رقبته : أقصد أنتِ أثير ضحكت : ألعب عليّ بعد ؟ عبدالعزيز أستعدل في جلستـه ليُقابلها وبإبتسامة : تشكين في كلامي ؟ أثير بضحكة صاخبة : مجنوون والله أنك مجنون ! أنا بروح وأنت نام وريِّح أعصابك .. عشان بكرا من الصبح بكون عندك وقفت ليسحبها عبدالعزيز و يُلصق جبينه في جبينها و يديْه تحاوطُ رأسها و تُخلخل شعرها ، أضطربت أنفاسُ أثير للإرتباك و هي تختلطْ بأنفاسِ عبدالعزيز ، أقترب أكثر ليُقبِّلها . . ثواني طويلة عميقة مرت بتلاصقهُما حتى أبتعد عبدالعزيز بنفُور وريبـة. أخذ المنديل ليمسح بقايا أحمرُ الشفاه الذي في فمِه. أبتعدت أثير و خرجت من الشقة دُون أن تنطق حرفًا. لم يستوعب بعد أن من أمامه هي أثير وليس رتيل ليُعنِّفها أو ينفرُ منها ، لم تُحرك قبلتها به شيئًا ! كانت قُبلة ولاأكثر. يتذكرُ تلك الليلة التي أقترب بها من رتيل ، تحفرُ هذه الليلة بعقله بل تشطُره أيضًا. لاينسى طعمُها أبدًا ، أسكرتُه و ترنَّح من بعدِها لفترة طويلة وهو يتذكرُ قُبلته لها وإن أتت عنيفة رُغمًا عنها إلا أنه أستمتع بها كما لم يستمتع من قبل. و لستُ أقل من نزار حين قال " يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ " تأفأف : أنا ليه أفكر فيها الحين !! بلل شفتيْه بلسانِه مُتنهدًا ، أريد أن أنام لساعة واحدة فقط ، ساعة واحِدة. ، ألتفت عليْه وبصوتٍ واضح : عندي لك أمانة وبوصِّلها ناصِر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟ . . أنتهى. إن شاء الله لقاءنا يتجدد يوم الخميس في البارت الباريسي :p قدامنا حروب :D لكن ممكن ينزل قبل يوم الخميس ، أتمنى أنكم تشيكون دايم على الرواية لين نثبت المواعيد من جديد. وعلى قُولت نورة نرجع للمراهقة ونقول : أحبببكم :$$ + ألغيت صفحاتِي اللي برا المنتدى و تويتر مُجرد إستراحة منه. إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم :$() لا تشغلكُم عن الصلاة. لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ. و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين. و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" + + و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار. لا تشغلكم عن الصلاة *بحفظ الرحمن. |
رد: لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
-
السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته. إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة () هل للأموات رائحه؟ أنا أشتم رائحة غانية مقلتاها كمقلتاي .. أسمع أصواتا تجيد خنقي .. فقفصي الصدرى بات الفضاء يضيق به .. أشعر بوهن يطأ أقدامه علي و يسحق الحياة من حولي .. لا شيء أبصر لا شيء .. سوى ضباب يغشى بصري و عاشقة أقسمت على وجعي .. * للمُبدعة : وردة شقى. رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ ! الجُزء ( 49 ) أنتهى الجُزء الأبيضُ المُتراقص ، و طرقت الثواني الأخيرة و اللحظة المُرتبكة ، البدايـة الخافتة المذعورة ، الأشياء المُنحنية الخائفة ، الجميلات المُتمايلات و الذِكر الذِي تلفظهُ الشفاه و " الله " المُرتِّلة بها الأُم الباكية فرحًا ، يالله يالله يالله ثلاثًا على ليلة زفافٍ كهذه يا أختِي ، يا عرُوسنا. وقفت هيفَاء جانبًا لكِي لا تضعف بدمُوعِها ، ليلة كهذه كفيلة بأن تضحكُ بها الأعينُ حد البُكاء ، ليلة كهذه ترقصُ بها السماء طربًا وتصفُو للقلب الذي يهفُو إليْها ، السماء صافيـة و ريم : قمر مشَت ريم بزفَّتِها للخرُوج من القاعة المُزخرفـة بجمالِ هذه الليلة ، رتيل المُبتسمة و الصمتُ يخيِّم للتأمل ، هذه اللحظات وجهٌ آخر للذكرى و وطرفٌ ثانٍ للتأملات فقط. أردفت : يا شينه ريان كان دخل الجوهرة : مايحب هالأشياء رتيل بضحكة أردفت : أنا قلبي بدآ يرجف كيف ريم ؟ الجوهرة بحماس : حلوة أجواء العرس رتيل تغيَّرت ملامحها ، حتى إرتجافة القلب حين تقُول " موافقة " لم تُجربها ! يالله " ما أقساك عليّ وأنا بنتك ". الجُوهرة ألتفتت عليها بإستغراب : رتُول ؟ رتيل :نسيت لا أقولك أني تـ .. تزوجت الجوهرة وقفت صامتة ثابتة جامدة مصدومة. رتيل أرتجفت أهدابُها لتُردف بغير مبالاة : كل شيء حصل بدون علمي الجوهرة بهمس : كيف بدون علمك ؟ رتيل : هذا بالضبط اللي ماأعرفه والجواب عند عمك الجُوهرة بعد صمتٍ طال وهي تُفكر بما يحدُث الآن مع رتيل ، أردفت : من جدك رتيل ؟ رتيل أبتسمت بوجَع : إيه والله ! هالأمور فيها مزح ؟ الجوهرة : طيب كيف !! يعني .. ماني مستوعبة !! رتيل بسُخرية : طبعًا أبوي مألفّ له دين ثاني الجوهرة بحدة : رتييل !! وش هالحكي ؟ رتيل هزت كتفيْها بلامُبالاة : ديني يقول رضا الزوجين ! الجُوهرة تنهَّدت : على مين غصبك ؟ رتِيل بقهر : عبدالعزيز اللي ساكن معنا !!! الجوهرة وصمتُ الدهشة يُسيطر عليها. رتيل : من عذرك يوم تنصدمين ! الجوهرة : مصدومة من عمي ! عُمره ماكان متحجر بهالأشياء ! كيف يغصبك وهو كان يرفض اللي يجونكم و إن وافق على واحد ورفضتوه كان يرفضه !! رتيل وهي تنظُر لعبير الجالسة على بُعد مسافات و يتضح أنها غائبة بعقلها لمكانٍ بعيد : أبوي تغيَّر من جاء عبدالعزيز ! كل شيء صار عبدالعزيز ! معتبره ولده وأنه الكل بالكل و إحنا ولا شيء الجُوهرة بضيق : طيب ماقالك ليه ؟ رتيل : إلا ! بس وش عذره ؟ مافيه عذر يبرر هالشي ! ولو أبي كان عرفت كيف أزعل على أبوي و حتى على ضي بس خلاص مليت !! راح عُمري كله محكومة بقيود لا فادتني ولا شيء ! وبجي الحين أغص في فرحتي عشانهم !! ماهمُوني لكن فرحي بيكون لي وبكون أنانية فيه وماراح أترك لأحد مجال يفرح مني ! وش أستفدت من طيبة قلبي ؟ ماأستفدت شي! وإن جاء مثلاً عبدالعزيز يطلب مني أني أكون زوجته بطريقة طبيعية ؟ وإن جاء يطلب مني مثلا أنه يكون مبسوط في حياته معاي ؟ بروح له وأقول يالله خلنا ننبسط ونترك اللي فات !! مستحيل مادام أبوي أرخصني أنا ماأرخص روحي ! وفرحي يبقى فرحي وحزني يبقى معلق في رقبتهم ! الجُوهرة و الضيق يُضعف قلبها أكثر ، مُصارحة رتيل لها جعلتها تذبل أكثر ، أردفت : من متى كنتِ سلبية كذا ؟ رتيل بإبتسامة لم تعتادها الجوهرة : كيف تبيني أكون ؟ بالعكس ماني سلبية ! قلت لك بكون مبسوطة وبعيش حياتي زي ماأنا أبي وأن جاء يوم وحزنت بخلي كل اللي حولي يحزن معي !! فرحي يخصني وحزني يخصهم وهذي ضريبة اللي سووه فيني الجُوهرة هزت رأسها بالنفي غير مستوعبة لتُردف : وش تفكرين فيه بالضبط ؟ هذا أبوك !! ماهو شخص عادي ! رتيل : وأنا قلت لك بشتكي عليه ؟ بس أنا من يرد لي كرامتي منه ؟ تحسين بقهري يالجوهرة ولا ماتحسين ! أقولك زوجوني وأنا مدري !! ومن شخص ... أستغفر الله بس الجوهرة : من شخص ؟ هالشخص يكون عبدالعزيز ولد سلطان العيد اللي الكل يشهد بأخلاقه ونسبه رتيل عضت شفتيْها حتى لاترجفْ بدمعها. الجُوهرة تُراقب القاعة التي تفرغُ بمقاعدها متجهين للجهةِ الأخرى المخصصة للعشاء. أردفت : الواحد لازم يتكيَّف مع الظروف اللي تجيه مايكون بهالصورة السوداوية ! رتيل : أنتِ في ليلة زواجك وش كنتِ تسوين ؟ كنتِ أكثر مني سوداوية !! الجوهرة بإندفاع : كانت ظروفي غير رتيل : وش الظروف الغير ؟ الجوهرة حسي فيني أقولك مقهووورة !! الحين هو مقضيها مع الحقيرة الثانية ! طيب أنا ويني منهم كلهم الجوهرة : هو وينه ؟ رتيل تنهَّدت : متزوج وحدة ثانية إسمها أثير جعل مافيه أثير الجوهرة أتسعت محاجرها بصدمة ، صمتت بشكل مُهيب لما يحصُل في إبنة عمِّها. كارثة تلو كارثة وهي آخرُ من يعلم! رتيل و تمثيلُ البرود صعب جدًا على رُوحها المتوجِّعة : ماهمني كيفه ! بس بيجي يوم والكل راح يندم على اللي قاعدين يسوونه معايْ بس لحظتها ولا واحد فيهم راح أسامحه !! الجوهرة همست : متزووج !!! رتيل بتنهيدة حارقة : بكيفه ! و تدرين حتى ماراح أطلب الطلاق ! بخلي أبوي بنفسه هو اللي يطلقني بدون لا يشاورني ! أبيهم يعرفون وش خسروا !! الجوهرة عقدت حاجبيْها بألم و حضُور أفنان المُحمَّرة عيناها قطع عليهُما : وش فيكم جالسين بالزاوية كذا !! ، أنت يا ريّـان محظُوظ ، ظفرت بليلةٍ كهذه تستحق أن تسجُد لها شُكرًا في كل لحظة تتذكر بها أن بجانبِك أنثى تحتويك ، نحنُ فُقراء الحظ و يتامى الحُب نتفرجُ دائما لنرى العُشاق كيف تكُن نهاياتهم لنقُل " الحمدلله سلمُوا من خيبـة هذه الأرض التي تُفرقنا " حظِي الذِي بقيتُ لسنوات أهتف به ، خبأته يومًا في جديلتها لتأخذُ شَعرَها و ترحل. ومعها رحَل حظِي. يا عُمرِي ماذا بقيَ لنحزن عليه ؟ يا عُمرِي كفاك من تلك السنين رثاءً ، كفاك ما رحَل و أبتسم لأجلِ أن نُصاحب بعض ، أحتاجُ ان أصدِّق هذه الحياة لتُحبنِي أكثر ، احتاج وبشكلٍ لاذع أن أُصادق ظلِي ، رحلتِ يا غادة و نسيتِ أن تُعلِّميني كيف لظلٍ يأخذُ مكانكِ ؟ وأنتِ التي كُنت على الدوامِ ظلِّي الأبيض الذِي يُشاركني كل شيء حتى سخافاتِ هذه الدُنيا ، لحظة! لم تكُن سخافات ! كل شيء معكِ تجمَّل وأزدهر حتى الأشياء البسيطة باتت عظيمة. أنتِ من غيَّرت عيناكِ صيغة الحياة في قلبي ! أخبريني كيف لي أن أعيش دُونك ؟ وقف مُتجهًا للخارج بعد أن ادى واجبه كصديق للعائلة ، شعر بيدٍ تُلامس كتفه ، ألتفت مُستغربًا. فيصل بتوتر : عندي لك أمانة و بوصِّلها. ناصر رفع حاجبه بإستغراب : تخص مين ؟ فيصل : ماينفع أقولها لك هنا ! لكن ضروري بأقرب وقت ناصر : أبشر .. أخرج هاتفه .. عطني رقمك فيصل نطق له رقمه ليُردف : أنتظر منك إتصال . . بحفظ الرحمن . . . وترك ناصر في حيرة من أمره ، ماذا يُريد ؟ ، في ساعات الفجرْ الأولى ، رمت عباءتها بتثاقُل لتنحني وتنزع حذائها العالِي وتصعد لغُرفتها دُون أن تنطق بحرفٍ واحد ، أغلقت رتيل الباب عليْها و شعرت بأنَّ قليلاً من العزاء شاركته الجُوهرة ، لم تعرف لِمَ أخبرتها بكُل هذا ولكن شعُورها بالإفلاس أمامها جعلت كلماتها تنطق. على بُعدِ مسافات فاصلة دخلت عبير غُرفتها الداكنة على قلبها الذِي بدأ يضيق بكل شيء ، ليس سببًا ! والله ليس هُناك سبب يجعلني أو يُجبرني أن أذهب للحرام بإرادتي ، وإن تعاظمت الظروف وعلقت الأرضُ في حنجرتي حد أنّ لاشيء يُسعف الغصات المُتراكمة بيْ ! لا أحد يجعلني أذهبُ إليْك يا مجهُولي ولكن قلبي ! قلبي حتى في رخاء هذا العالمُ يُريدك كيف وإن عُصفنا بما نكره ؟ أتراني أناقض نفسي ؟ حين أقُول لن أعصي الله و أنا أقف بكل حواسِّي أمامك ، أمام قلبك. لِمَ فعلت بيْ كل هذا ؟ لِمَ كل هذا ؟ لِمَ جعلتني أقع بالعشق و هذا الجنُون !! لِمَ كُنت حرامًا ؟ و إن أتيت يومًا بصيغة بيضاء تتشكلُ كالحلال ؟ أين أجد التوفيق بك ؟ أين أجد البياض ؟ أين أجد بعمق الجحيم هذا جنة ؟ كل شيء ضدنا ! كل شيء يا حبيبي ضدنا لأننا كُنا ضد الحلال. لو لم تُخدرني بصوتِك ! لو لم تجعلني كالعمياء أراك. كُنت قويَّـة بما يكفِي ولكن بحُبك أصبحتُ هشَّة وهذا حُب لارجاء به ! الحُب الذي لايقويك هو مُجرد محاولات فاشلة للحياة. شتت أنظارها للجُدران التي تفتقد لوحاته ، حتى ملامحِي رأيتها ! يالله كيف تسربت من تحت أبوابِ عالمي التي أغلقتها و أغلقها والدِي من بعدِي. يالله عليك! أتيتْ بشكلٍ لاذع لقلبٍ هشّ. ، بهدُوء أنيق نزعت عقدها ، لتُردف : حسيتها مصدومة بس يعني ماخذتها بشكل شخصي كثير ! بالعكس حتى باركت ليْ عبدالرحمن المُستلقي على السرير : كويِّس ضي ألتفتت عليْه : زعلانة على عبير حيل ! ماني قادرة أفهمها بس اليوم طاحت عيوني عليها كثير !!! يالله ماتتخيل قد أيش واضح أنها حزينة ، حتى قلت لرتيل تروح لها بس مهي قادرة تتعامل مع رتيل ، مدري يمكن ماتبي تقول شي لأحد أصغر منها ! يعني أحس شخصيتها ماتتوافق كثير مع اللي يصغرونها بالعمر ، وش رايك بكرا تطلع معها مكان وتخليها تفضفض لك عبدالرحمن ألتزم الصمت ، لا جوابْ يشفي حُزنه على حال بناته و حال إبنته الكُبرى ضي جلست على طرف السرير بمُقابله : أكيد ماراح تخليها كذا ؟ أنا بصراحة مقدرت أتكلم معاها بشيء ! البنت تكرهني بشكل فظيع حتى اليوم لما صبّحت عليها سفهتني ، أنا فاهمتها يمكن ماتبي أحد يشاركها في أبوها ! والله حتى ماني شايلة في قلبي يعني ماأقولك ماني متضايقة إلا متضايقة ومقهورة لما سفهتني بس بعد من حقها ! .. يعني قبل لا نسافر خلها تفضفض لك وتقولك يمكن ترتاح ، أحيانا أقول ماهو معقولة عشان هالموضوع لأن حتى تعاملها مع رتيل حاد وجاف ! عبدالرحمن تنهَّد : كيف تعاملها مع رتيل ؟ ضي : يعني مدري كيف أشرح لك بس ماهو تعامل أخوي .. يعني بعيدين عن بعض كثير عبدالرحمن بضيق : لأن رتيل مصارحة عبير بعواطفها وعبير رمت عليها حكي من هالأشياء اللي صارحتها فيها !! فعشان كذا متضايقين من بعض ضي أبتسمت : وأنت مصدق هالشي ! طبعًا لا ياروحي .. رتيل ماصارحتها بأي شيء وهي بنفسها قالت ليْ عبدالرحمن : وش قالت لك ؟ ضي بلعت ريقها : يعني عن علاقتها مع عبير وأنها هالفترة متوترة و .. بس عبدالرحمن بحدة : ضي تكلمي ضي : وش أتكلم ! قلت لك اللي أعرفه ، عبدالرحمن تأفأف : طيب ، دخل بصورة مُفاجئة للحرس المُنتشرين في هذا البيت ، أجبرهم على إلتزام الهدُوء ليصعد للأعلى و يُفاجئهم بحضُوره. فارس المعطي لباب غُرفته ظهره ، صامت هادىء في وقتٍ كان يُثرثر بها حمد على رأسه : أنا أكلم جدار ؟ يخي تكلم أنطق حسسني أني بشر جمبك فارس بهدُوء : أطلع برا حمد بخبث : تفكر بمين ؟ من خلفه : حمممد ألتفتوا جميعهُم لهذا الصوتْ الذي تحفظه قلوبهم مهابةً ، وقف فارس تاركًا كراسة الرسم البيضاء على الطاولة ، أتجه له حمد ليُسلِّم عليه ومن خلفه كان فارس ، قبَّل رأسه : شلونك يبه ؟ رائد : بخير !! .. وش عندكم ؟ حمد : ولا شيء جالسين نسولف رائد رفع حاجبه : بأيش ؟ حمد بلع ريقه : يكلمني عن الرسم وكذا رائد : آييه ، .. أقترب من كراسته ليأخذها فتح أول ورقة ولاشيء سوى رسومات مُتداخلة لايفهم بها شيئًا ، تركها ليتصفح الكراسة و . . آخر صفحة عيناها مُسيطرة. ألتفت : هذي مين ؟ فارس بعد ثواني صمت أردف : خيالي رائد بشك : خيالك !! فارس : إيه رائد بعدم تصديق : آيييه .. طيب أنا جاي بنفسي عشان أخبرك .. بتروح معاي فارس : وين ؟ رائد : أقصد بتسافر يعني !! فارس بإندفاع : لأ .. يعني ماودي أسافر هالفتـر قاطعه رائد بحدة : أنا مو جاي أشاورك أنا جاي أبلغك فارس : بس يبه أنت تعرف أنـ رائد : قلت خلاص !! جهِّز نفسك هاليومين فارس تنهَّد ليجلس مُتجاهلاً والده و غاضبًا بمثل الوقت. رائد : يا سلام ! مدري وش عندك عشان ماتبي تسافر .. وبُسخرية أردف : لآ يكون الدراسة شاغلتك ! ولا بنعطل أمور دوامك فارس شتت أنظاره بعيدًا و قدمه تهتَّز غضبًا. رائد بصرخة : أنا أكلمك !! فارس ألتفت عليه : يعني وش أرد ؟ خلاص ابشر رائد عقد حاجبيْه ، واقفًا على بُعد مسافات منه : تعال فارس يعرفُ والده جيدًا لذلك ألتزم الصمتْ. رائد : فااااارس ووجع ! فارس : يبه الله يخليك خلاص ماله داعي قلت لك أبشر رائد بحدة : ماأبي أكرر الكلام !! فارس تنهَّد ليقف مُتجهًا إليْه وهو يعرف تماما ماذا سيفعل ، وقف أمامه : يالله عطني كفّ عشان على قولتك أتربى وأعرف أرد عليك زين !! ماكأني بطولك و أعتبر ذراعك اليمين رائد رفع حاجبه : دامك تعتبر نفسك ذراعي اليمين ماتقوم تراددني فارس : أنا أناقشك !! قلت لك ماأبي أروح وقلت غصب عنك تروح وقلت لك خلاص أبشر ! يعني وش تبيني أسوي ، أبكي عند رجلك وأقولك تكفى يبه خلني هنا وماأبي أسافر ! ماعدت بزر أوصل لبطنك وأترجاك ! قلتها لك كثير وبرجع أقولها أنا لي شخصيتي مهما حاولت تهمِّشني ببقى فارس وبتبقى رائد ومستحيل أكون رائد ومستحيل تكون فارس عشان كذا يبه الله يرضى لي عليك لا عاد تكلمني بهالطريقة وكأني حيوان مربيه ما كأني ولدك رائد أبتسم بدهشة : الله الله !! تبيني أصفق لك على الكلمات البطولية ! فارس شتت أنظاره لايُريد أن يعلق بحدة عين والده. رائد : طيب يا ولد موضي ! فارس بحدة نظر إليْه : لاترمي الأغلاط على أمي !! رائد : ذكي والله تفهمها وهي طايرة فارس بقهر : الحين مين اللي ربَّاني ! أنت ولا هي ؟ أغلاطي هي نتايج تربيتك ماهي نتايج تربية *يُقلد صوت والده* موضي ! حمد ضحك على تقليد فارس لينسحب بهدُوء قبل أن يعلق هو الآخر بغضب رائد الجوهي. رائد يحك شفته مُنبئًا أنَّ هُناك ضرب سيأكله فارس الليلة. فارس بهدُوء أراد أن يحرج والده ، تقدَّم إليه ليُقبِّل مابين حاجبيْه : هذي نتايج تربية موضي ... ، على السرير مُستلقي و هاتفه الموصول بسماعاتٍ رقيقة على بطنه ، بخيبة أجابه : يوم شفتك طوَّلت قلت أكيد نايم .. ليه مانمت ؟ عبدالعزيز بتعب : ماجاني النوم ! حتى الحبوب مانفعت ! هذي شكلها من دعوات بعض الناس ناصر ضحك ليُردف : ياهي دعوة من قلب !! عبدالعزيز بإبتسامة مُرهقة : أصلا قال بوسعود بيجون بعد كم يوم ! بنبدأ شغل ومدري كيف ببدأ وأنا مخي موقف و كل خلية بجسمي أحس ودها تنام ناصر : طيب وش سويت من الصبح ؟ رحت المقبرة ! عبدالعزيز : لأ . . والله مافيني حيل أتحرك ، بكرا إن شاء الله بروح أزورهم ناصر : إن شاء الله ... اليوم في عرس ريان كلمني فيصل القايد .. طبعا ماتعرفه ! المهم هذا أبوه كان ويا أبوك الله يرحمهم جميعًا عبدالعزيز : إيه وش يبي ؟ ناصر : يقول فيه أمانة ولازم يوصلها لي .. خذيت رقمه ومن اليوم أفكر فيه .. مدري وش يقصد ؟ كل الأفكار السودا جت في بالي ! خفت يكون شي يخص شغلي القديم بباريس أو مدري .. عبدالعزيز بـ " هبل " : يمكن يبي يزوجك وحدة من خواته ناصر بحدة : عز أتكلم جد بلا خفة دمك !! عبدالعزيز : طيب وهذا فيصل وش يطلع ! يعني كبير ولا بزر ناصر : بعُمرنا يمكن بالعشرينات أو بداية الثلاثينات عبدالعزيز : إيه يعني بزر ناصر بخبث : سبحان الله تعرف لنفسك عبدالعزيز ضحك ليُردف : إيه أنا بزر !! أبي ماما ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه يالله تدري لو أني حقير وأسجل حكيْك وأسمعك إياه لا صحصحت بتصرخ وتقول هذا مو أنا ... بس تسنع ونام لأنك بديت تهلوس وماهو زين ! عبدالعزيز : تراني واعي وأعرف وش أقول ! أنا جالس أتمصخر وأقولك إيه بزر ! بس أنت ودك أنه من جدِّي أحكي ناصر : طيب خلاص أنقلع نام .. وأغلقه في وجهه. عبدالعزيز أخذ نفسًا عميقًا لتسقُط عيناه على معطف أثير المرمي على الكُرسي ، نسيْت أن تأخذه! يالله أرتكبت حماقة اليوم ، يجب أن أُحادثها .. أخرج هاتفه ليتصل عليها في وقتٍ يبدُو أنه غير مناسب ، رنّ مرة و مرتيْن وثلاث و بطُول الإنتظار وإمتداده أجابت بصوتٍ ليس بناعس : هلا عبدالعزيز عبدالعزيز : نايمة ؟ أثير بهدُوء : لأ عبدالعزيز بعد صمتٍ لثواني أردف : آسف على اللي صار اليوم .. أثير ألتزمت الصمت هي الأخرى عبدالعزيز : أثير أنتِ معايْ ؟ أثير : معاك عبدالعزيز : طيب ينفع تجيني بكرا الصبح بدري ؟ أثير : مقدر .. عندي شغل عبدالعزيز : يعني زعلانة ؟ أثير بهدُوء : مين قال ؟ بس أنا جد مشغولة بكرا عبدالعزيز : بس كان كلامك غير لما كنتِ هنا وقلتي لي بتجين ! أثير : تذكرت انه عندي موعد عبدالعزيز تنهَّد : طيب أثير : نمت ؟ عبدالعزيز : لأ أثير : طيب نام الحين ! عبدالعزيز بضيق : أثير جد متضايق على اللي صار !! ماكان قصدِي أتصرف معك بهالصورة لكن مزاجي هالأيام مش ولا بُد .. أثير : طيب يا حبيبي قلت لك ماني زعلانة عبدالعزيز تنهَّد : طيب .. بحفظ الرحمن أثير : مع السلامة .. أغلقته و فكرها لا يُسيطر عليْه سوى نفوره الذي تصرف به أمامها ، كانت ردة فعله لا تمت للذوق بصلَة ، لم تكُن ستُمانع من أن يُقبلها فهي زوجته ولكن طريقته بتقبيلها وكأنها لاشيء أحرقت صدرها طيلة اليوم. ، قبل ساعاتٍ قليلة ، عقربُ الساعة يقف على الثانيـة فجرًا ، دخلُوا جناحهم المُجهِّز في إحدى فنادِق الرياض المشهُورة ، وقفت متوترة وأقدامها ترتجف وهي ترى إنعكاس ظلِه على الطاولة التي تُقابلها ، لم تستطع ان تتحرك ، كل هذا الكونُ يتجمَّد في عينها اللامعة بالدمع. ريـان بهدُوء : خذي راحتك ، . . ثواني قليلة حتى سمعت صوتُ الباب. أندهشت من أنه تركها ، من الممكن أن يكون خجول أو ربما لايُريد أن يضايقني أو من الممكن أنه رآني منحرجة منه ففضَّل أن يتركني قليلاً ، الأكيد أنه سيعُود . . رُبما كل الرجال هكذا في أول ليلة. دخلت لغرفتهم و هي تفتح الأشياء المُعقدة في شعر أيّ عروس ، سقطت الطرحة على الأرض لترفعها وتضعها على " الكنبـة المُزخرفة بالجلد البُني " ، اليوم صباحًا أتت والدتها ورتبت أغراضها هُنا ، فتحت الدرج لترى مُستحضرات البشرة ، توقعت أنَّ هذا مكانها فهي تعرف جيدًا الريانة كيف تُفضل ترتيب الأشياء. مسحت مكياجُها لتنزع عقدُ الألماس الذي يُزيِّن عنقها ، ثواني خافتة حتى تعرَّت من زينتها بأكملها ، أغلقت باب الغُرفة بأحكام و دخلت الحمام لتستحم وتُريِّح أعصابها المُرتجفة بماءٍ دافِي ، تمُر الدقيقة تلو الأخرى و ريَّـان لايأتِي. بدأت بالتفكير و الماء يُبللها برذاذه ، لمحته اليوم لمرةٍ واحدة ، كان وسيمًا جدًا تليقُ به هيئة العريس ، لكن لم ينطق شيئًا يجعلني أبتسم ، هي مُجرد كلمتين " خذي راحتك " يالله لو قال " مبروك " على الأقل كنت طُرت بفرحي. تأفأفت من حديثِ النفس المُرهق لها وخرجتْ ، نشفتْ شعرها و هي تسبقُ الوقت حتى لا يأتِي ويراها بهذه الفوضوية ، رتبت التسريحة التي أمتلأت بزينتها ، فتحت الدولاب و بعفوية " وش مفروض ألبس ؟ " تمتمت : أستغفر الله بس !! بدأت الحُمرة تسري بجسدِها وتطبع بقعها الكثيرة على أنحاء جسدها نهايةً بوجنتيْها. تركت شعرُها بنعومته ، وبثرثرة طويلة لاتملُ منها حدَّثت نفسها " أحط ماسكرا بدون كحل عشان يحسب أنه هذي رموشي طبيعية " و تذكرت حديث هيفاء لها في في الصباح الباكر " أصحي قبله وحطي من هالروج *تُشير لها للونٍ يُشبه الشفاه الطبيعية* وطبعًا حطي كونسلر عشان أكيد بتكون عيونك تعبانة وإذا ودِّك بزيادة حطي كحل خفيف وأرجعي سوي نفسك نايمة عشان لا صحى يقول ماشاء الله جمال طبيعي ، في وقتٍ آخر ضحكت نجلاء : يممه على الأفكار ! كل هذا يطلع منك ! لاتصدقينها ريوم أنتِ منتي محتاجة وبشرتك حلوة ، أندفعت هيفاء : لآ ماعليك زيادة الخير خيريين وبعدين عشان يقول عيونها كحيلة ههههههههه ، نجلاء : تراها بتمصخرك قدامه تخيلي ينتبه أنه مكياج والله عيب يقول هذي تنام بمكياج ماعندها ثقة بجمالها " أبتسمت لذكراهم ، رُغم ربكة الفرح في قلبها الا أنها بدأت بإشتياقها لهُم ، هذه أول ليلة لها كيف ستمُر ، يالله كُن معي. لم تجِد جلال الصلاة ، فتحت الدولاب المُرتبة بها ملابسها لتفتح الطرف الآخر المعلق بها عباءاتِها ، أخذت عباءة و صلَّت ركعتيْن تُطمئن ربكتها. أتجهت للباب وفتحته و جلست على السرير ، مرَّت ساعة بكامل ثوانيها ، لم تعد تعرف ماذا تفعل ! تنام قبله ؟ أم تنتظره ؟ أم . . ؟ كانت تحتاج لدروس مكثفة من نجلاء و هيفاء إن حصل لها مثل هذه الأشياء الضيقة ، كانت تُفكر بأشياء بعيدة كل البعد من أن يتركها في أولِ ليلة ، إلى أين ذهب بالضبط ؟ أستغرق وقتًا طويلاً ولا ترى من هذا المكان سوى بشته الأسود المطوِي بترتيب على الأريكة ، رُبما هذا أمر عادِي ! من الممكن أن يكُون مرتبك ، طبيعي أن يكُون مرتبك لكن لم أسمع بشخص يترك عروسه في أول ليلة. تنهَّدت بضيق ودمعة تسيلُ بهدُوء على خدها لتهمس لنفسها " صدق أني سخيفة أبكي على وش !! " هذا شيء عادي يا أنا ، شيء طبيعي أن يرتبك ! و الأكيد أنَّه بالصباح ستجِده بجوارها. ، كررت إتصالها كثيرًا حتى أجابتها بصوتٍ ناعس ، بغضب كبير : وينك فيه ؟ العنُود : عند أبوي ! حصَّة بعصبية : وأنا جدار ورااك !! ليه ماقلتي لي ؟ العنُود بضيق : يمه الله يخليك بنام ماني ناقصة حصَّة : يعني تبين تمشين اللي براسك ؟ العنُود بهدُوء أستعدلت في سريرها : أبوي موافق حصَّة بغضب : تنسين ماجد واللي جابوه !! فاهمة ! لايكون تبين تكسرين كلمتي ؟ العنُود : يمه أنتِ رافضة بدون سبب واضح ! أبوه مطلق أمه وش دخلني فيه ! أنا لي دخل من ماجد ! وماجد كل الصفات اللي أبيها فيه وهو يبيني ويحبني ! حصَّة : أنا أعرف كيف أتصرف معك .. وأغلقته في وجهها. تنهَّدت بغضب ، هذه الإبنة تُريد كسر حتى العادات و التقاليد ، منذُ متى تتمردُ الأنثى على العادات وتتزوج من هو لا صلةٍ لنا به ؟ لا أحد سيُنقذ الموقف سوى سلطان. ، في خطوات خافتة سريعة نزعت فُستانها لترتدِي بيجامتها البيضاء ، من السُخرية أنَّها منذُ أن تزوجت لم ترتدِي قميصُ نوم ينطقُ للجميع بأنها عروس و " الجميع " كلمة شقيـة مبنية على الجرح تعود إلى " سلطان " الذِي يأتي في حياتي كـ إسم مبني على الألم في محل مبتدأ سرق الخبر ولم يعتقه لأجلٍ غير معروف. ألتفتت للباب الذِي يُفتح مُعلنًا حضُوره بعد أن صعد للأعلى ، لغُرفتها الخاوية أو رُبما مكتبته ، لا يهُم أيّ ظن سأظنُه فـسُعاد التي لا أعرفُ عنها شيء هي أسفلُ التراب و من العبث أن أغار من ميتة. سلطان بعينِه الحادة التي تُثير القلق بلا حتى أسباب : منتظرة احد غيري مثلاً ! الجُوهرة أنتبهت لوقوفها وعيناها التي تتأمله ، شتت أنظارها بتوتر : عن إذنك ... مرَّت بجانبه لتخرج ولكن أوقفته يداه : خير على وين ؟ الجُوهرة بإختناق : مو جايني نوم بنزل تحت سلطان شد على شفتيْه : لأ الجُوهرة أتسعت محاجرها بلا فهم لتصرفه سلطان : يالله نامي الجُوهرة بقهر : ماني بزر تنومني وأنا ماأبي أنام سلطان بحدة : قلت نامي !! الجوهرة بضيق جلست على الكنبة لتتكتف : ماأبي أنام سلطان عاد للباب ليُقفله ويضع المفتاح في جيبه و يستلقي على السرير. الجوهرة أنتظرت ثواني طويلة حتى نطقت وهي تعلم بأنه لم ينام بعد : سلطان !! .. طيب أبي أنزل أشرب مويا .. أدري أنك صاحي ... بقهر أردفت : تدري أني بكلم أبوي ومع ذلك تبي تمنعني !! .. طيب أبي جوالي ناسيته تحت ... سلطان وهو مغمض عيناه : ولا حرف زيادة ! وراي شغل بكرا لاتسهريني الجوهرة تأفأفت كثيرًا حتى أردفت و تشعُر بإنتصار عظيم لثقتها التي بدأت تكبُر بعد 7 سنواتٍ قضتها بهشاشةٍ عميقة : أبي جوالي سلطان فتح عينه وبغضب : حنيتي للمراهقة على هالزن والحنّ !! الجوهرة ببرود : أبي جوالي مالك حق تمنعني أني أكلم أبوي ! لو رجع الشرقية بخليك انت بنفسك توديني سلطان رفع حاجبه : ماشاء الله تبارك الرحمن صرتي تهددين بعد ! الجُوهرة عقدت حاجبيْها : ليه وش ناقصني عشان ماأهدد ؟ سلطان بدهشة من تصرُفاتها الغريبة عليه وهو الذِي تعوَّد منها الصمتْ ولا شيء غير الهدُوء المُريب. أردف بنبرة وعيد : طيب يالجوهرة سلطان أعطاها ظهره ليُغمض عينيْه مُتجاهلاً ، الجُوهرة المُرتدية رداء الثقة العظيمة إلا أن كل خلية بها ترتجف ، خافت أن يقف ويأتيها ومن ثم يدفنها في مكانها بسبب " مراددها " له. مرَّت 10 دقائق طويلة و مازالت الجوهرة تتأمل هدُوئه ، أتجهت للطرف الآخر من السرير وهي تنتظُر أن تسمع إنتظام أنفاسه حتى تتسلل وتأخذ المفتاح ، تخشى أن يذهب والدها في الصباح الباكر دُونها. تمُر الثانية تلو الدقيقة العريضة و ساعات الفجرِ ترن ، بعد طُول إنتظار أقتربت منه وقلبُها يتسارع في نبضها ومن شدةِ نبضها تشعرُ أنَّ قلبها الآن له صوت رنين يُسمَع على بُعدِ أمتار ، لاتُخبىء خوفها منه أبدًا مهما تظاهرت بعكسِ ذلك ، لامست أطراف أصابعها طرفُ جيب بنطاله القطني ، أدخلت يدها وبلحظةٍ خاطفة شدَّ على يدها لتذعر بشهقة ، لوى ذراعها خلف ظهرها ليهمس في إذنها : لا تجربين تلعبين معايْ ... شدَّها ناحيته ليُلصق ظهرها في صدره و ذراعه تُحيط يديْها ، قُربه هذا أربكها وأنساها ألم ذراعها ، لم تستطع الحركة أبدًا وهو مُثبت ذراعيْها على بطنها و قلبُه يجاور ظهرها الضعيف بالنسبة له. تشعُر بأنفاسه وهي تخترقُ شعرها ، تألمت من التجمُد بجانبه و تألمت من تمدُدها الموازي لجسدِه لتردُف بضيق : توجعني والله و كأنه لا يسمعُ شيئًا رُغم أنَّ عيناه مُغلقة إلا أن الإبتسامة تُزيِّن ثغره. الجوهرة : خلاص آسفة ، بس إيدي عورتني ... *حاولت أن تتحرك ولكن ذراع سلطان في هذه اللحظات كالجدار الصلب* أردفت : لازم أكلم أبوي ، سلطان بهدُوء : يا مزعجة أسكتي الجُوهرة تفكيرها أتجه لحركة من الممكن أن تجعل والدها يصلي عليها اليوم ، خافت أن تُطبقها مع سلطان و تخسر حياتها. سلطان بعد هدُوئها أرخى ذراعه ليُفكر جديًا بأن ينام ولا يسهر أكثر بعد يومٍ مُتعب. الجوهرة بمُجرد ماحاولت الحركة عاد وشدّ عليْها. الجوهرة أغمضت عينها خوفًا وعضَّت كفِّه بكل ما أوتيت من قوة. سلطان أبعد يده لتبتعد الجوهرة عن السرير و تتجمدُ في آخر زاوية بالغرفة. عقد حاجبيْه من آثار فكِّها على يدِه حتى تجرَّحت ، لم يتوقع هذه الشراسة منها. رفع عينه الغاضبة عليها : بالله ؟ الجوهرة برجاء : أفتح لي الباب !! ماراح يجيني نوم وأنا ماكلمت أبوي سلطان بغضب كبير : تحسبيني أختك ولا أخوك تمزحين معي !! الجُوهرة بإندفاع : ما مزحت ! بس أوجعتني و ماتبيني أكلم أبوي ! يعني تفكر أنك تمنعني بهالطريقة ، أنا متأكدة أنه أبوي راح يتصل عليك لو ماأتصلت عليه. سلطان بحدة : تعالي ولا والله إن قمت عليك لا أخليك تصبحين على أبوك بدري الجُوهرة بربكة شتت أنظارها دُون أن تأتيه. سلطان : الجوههرررة !! الجوهرة بحزن : يعني ليه ؟ يعني تدري أنه ماهو برضاي وإلى الآن تعذبني !!! طيب أنا ماأقولك أقبلني .. خلاص أعتقني واللي شرع الزواج شرع الطلاق ! أنت رجَّال وأتفهم غيرتك وعدم رضاك أنك ترتبط بوحدة مـ ....خنقتها عبرتها لتصمتْ وتخفض نظرها وتُردف بوجع : ضربتني وحرقتني وطلعت كل حرتك فيني !! ماكفاك ؟ خلاص أنت ما تقدر تعيش مع وحدة على قولتك ضيَّعت شرفها !! طيب حتى أنا ما أقدر أعيش مع شخص ما ترك لي مكان إلا و علَّم عليه بضربه ! .. وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا .... وأظن أنك ماقصرت بضرِّي تعرف كيف تلوِي ذراعي بالقرآن وبحديثِ الله ، تعرف جيدًا هذه البريئة كيف تُوجع قلبي بآياتِ الله و بكل لؤم تُدرك أنني لن أستطيع الرد عليْها. الجُوهرة : ماني رخيصة لك ! أنا وراي أهل وناس ، لاتحسبني مقطوعة يوم أنك تضربني كذا !! مهما كانت مكانتك في قلب أبوي إلا أني بنته ، ولو أبي كان قلت له أنه تركي عندك ! بس عشان تعرف أنه هالإنسان مايهمني و أنه كذاب ! بس أنت ماتبغى تصدق !!! و بمحاولة أن تنتصر لرُوحها : طلقنِي وصدقني ماراح تنزل عليك دمعة ، بقبل في غيرك و بيجي يوم تعرف أنه إسمي صار أم فلان .... و بعيش ! لأني أثق في الله. ماني غبية يوم أكون غلطانة وأعترف ! ماني غبية أبد عشان أفضح نفسي ! أنا كنت أبي أصارحك عشان أعيش بس عرفت أني مقدر أعيش معك و أتى حديثُها القوي لاذع حاد مقهُور ذو أشواك على صدرِ سلطان. وقف ليُدخل كفيْه بجيُوبه : و أنا وش أستفيد ؟ أيامي اللي ضاعت معك مين يرجَّعها ليْ ؟ الجوهرة سقط دمعها : وأنا ؟ طيب !!! أنا اللي جلست 7 سنين مقهورة ساكتة مقدرت أحكي بحرف !! مين يرجع ليْ سنين عُمري !!!!!! مستخسر تعطيني عُمري الثاني !! مستخسر تخليني أعيش ، تبي تستعبدني في حياتك و تقهرني في اللي بقى من عُمري ! سلطان ببرود : ماهو ذنبي الجوهرة وهذه القسوة تشطُر قلبها : بيكون ذنبك إذا حرمتني من هالحياة !! سلطان : ماحرمتك من الحياة ! أنتِ الغلطانة في كل هذا !!! لو قلتِ لأمك في وقتها وش ممكن يصير ؟ لو قلتِ لأبوك !! لو وقفتيه عند حدَّه ! مهما صار كان ممكن تدافعين عن نفسك أكثر الجوهرة بغضب : أنا توني جمبك مقدرت أبعد عنك وأنت بس حاط يدك عليّ وهو ... لم تستطع أن تُكمل لتُردف : حرااام عليك !! ليه ظنك سيء فيني ؟ ما جربت شعوري وأنا خايفة من كل شيء حتى دراستي اللي حلمت أكمل فيها الماستر وقفتها .. كل شي ء ضاع مني و تبي تضيّع علي اللي بقى !!! ماراح أسمح لك .. إن ماطلقتني اليوم بيجي يوم وتطلقني وبرغبة منك .. لأنك بالنهاية زي غيرك في هالمجتمع ! تعرف وش يعني زي غيرك ! يعني يقدِّس العيب أكثر من الحرام !! أنا مالي علاقة فيك لكن يوم القيامة الله بيحكم بيننا وبتعرف عيب المجتمع اللي جالس يحكم في عقلك سلطان بغضب أكبر : برافو والله !! صرتي تعطيني محاضرات ! تبيني آخذك بالأحضان عقب هالقرف اللي جبتيه ليْ !! الجُوهرة و دمُوعها تتناثر : لآ ماأبيك تآخذني بالأحضان أبيك ترمي عليّ الطلاق وكلن في طريقه لا أنت مستعد تعيش معي ولا أنا ! ليه تبي تقهرني !! ليه تبي تشوهني أكثر عشان تمنعني من غيرك ! سلطان بسخرية غاضبة : أشوهّك أكثر ! ليه أنتِ الحين منتي مشوَّهة !!!! إذا أنتِ مآخذة الشرف عيب ونظرة مجتمع أنا مآخذه حراااااااااااااااام *نطق كلمته الأخيرة بحدَّة* الجُوهرة جلست على الأرض لتُدخل كفيْها بين فخذيْها وتبكِي بحُرقة كبيرة من تجريحه لها ، من الحزن الذي لن ينسلخ عنها أبدًا ، من القهر الذي لا يُريد أن يفارقها ، من المحاولات التي تُريد أن تبدأها وتنتهِي بشهقة ، من كل الأشياء الذابلة في حياتها ولا تُريد أن تُظللها لمرةٍ واحدة ، تبكِي من سلطان. سلطان وكأنهُ أنفجر هو الآخر : لا تفكرين للحظة أنه هدوئي يعني رضاي !! عُمري ماراح أرضى فيك يالجوهرة !!!!!!!! رفعت عينها وبصوتٍ موجوع : ما قلت لك أرضى فيني ! أتركني لاتحسب أنك بتكسر أحلامي بطلاقي !! عُمرك ما كنت حلم عشان ينكسر !! سلطان وهذه الكلمات الجارحة كأنها زيتٌ على نار ، أقترب بخطواته : لا تحاولين تمثلين القوة !! معاي أنا بالذات لاتحاولين ...... وعاد للسرير ليتجاهلها بقسوة راميًا : تصبحين على خير يا آنسة الجوهرة رُغم محاولاتها البائسة في كتم أنينها إلا أنه خرج بقهر كبير ، سلطان الذي هرب النوم منه أغمض عيناه وكأنه يُجبر نفسه على شيءٍ لن يأتي أبدًا في ليلةٍ كهذه. ، صباحٍ مُبتهج لا ذنب لسماءِ الرياض في شيء سوى سخطِ سُكانها الغاضبُون في مثل يومٍ كهذا ، لا ذنبْ للرياض من الحُزانى و العاشقين ، إنَّ المدينة بريئة من الدماء البيضاء التي تهطل من جميلاتها ، إنها بريئة من كُل هذا. لأنها الشماعة التي عُلِّق عليها عيُوب الحُب و ثغراته. يا الرياض مُعاذ الله أن أطلبُ منكِ الفرح و من خلقنِي يحكُمك ، إني أطلبُ من الله أن يُبلل سماءك حتى أُحبك كما ينبغي. منذُ ساعة و هي جالِسة على الأريكة ذات الشكل الدائرِي ولا يفصُلها عن نافذتها التي تخترقُ منها أشعة الشمس إلا خطواتٍ قليلة ، شعرُها متناثر ويبدُو أنه متعب من تعبِها ، تنظرُ لسماء الرياض الجافة وقلبُها يذبلُ بمرُور عقرب الثوانِي التي يشطُرها ستُون مرَّة في الدقيقة. لو أعرفُ من أنت يا مجهُولي ؟ لو أعرف فقط إسمُك الأوَّل لأنادِيك به. لِمَ كل هذه القساوة ؟ أُريد أن أعرف لِمَ الجميع يتواطأ معك عليّ ؟ لِمَ الجميع يستفزُ قهري و يغيضني ؟ رتيل رُغم أنَّها لا تُريده في مثل هذا الوقت الا أنها تُحبه وتزوجت ممن تُحب مهما كانت الطرق الوضيعة التي توَّجت هذا الزواج ! المهم أنها تزوجت منه و أبِي رُغم كل شيء تزوَّج من ضي الذِي يُحبها و أنا أعرفُ أنه يحبها ! أعرفُ كيف نظراته تختلف عندما يراها مهما حاول أن يُظهر بعكس ذلك. و أنا ؟ من بينهم جميعًا لم أجِد طريقًا للسعادة/للحياة. من بينهم جميعًا أنا الخائبة الخاسرة في كُل هذا. و يسألُوني لِمَ أفعل كل هذا ؟ أهذه حياة التي أعيشها ؟ أهذه حياة حتى أبتسم لهُم في وقتٍ الجميع به سعيد أو حتى نصف سعيد ! ولكن أنا ؟ حزينة من أطرافِ أصابعي حتى جذور شَعرِي ، أيُوجد أكثر من ذلك سواد ؟ رحمتك يالله إني أحتاجُ الحُب كحاجتي للماء. وجهُها الأبيض المأسُور بفارسٍ مجهُول يذبلُ حتى تسقيه دمُوعها الشفافة. و يا عُمرِي إنِي منك مُفلسة. ، في جهةٍ أخرَى نزلت رتيل بوجهٍ شاحب يطلُ عليه بقايا الكحل الأسود من شُرفة عينيْها ، نظرت لأفنان المُنشغلة بالمجلة : صباح الخير أفنان رفعت عينها : صباح النور رتيل : محد صحى ؟ أفنان : شكلهم كلهم تعبانيين حتى عمي ماشفته راح للدوام رتيل : ولا ضي ؟ أفنان : حتى ضي رتيل تنهَّدت وجلست بمُقابلها لتسكب لها كُوب شايْ ، أفنان : ترى بشرتك بتتعب إذا قمتي تنامين في المكياج ! رتيل بعدم إهتمام : تعيجزت أمسحه أمس بعد صمتْ لثواني طويلة أردفت أفنان بحماس : رتُول بقولك شي رتيل : وشو أفنان : بصراحة سويت شي شنيع في باريس رتيل بإبتسامة : وش الشي الشنيع ؟ أفنان : بنص الدورة قالوا لنا بتروحون " كَان " المهم كانت معايْ ضي وقالت لي أنه زوجها جاء اللي هو عمي وأنها بتجلس معه ، عاد أنا رحت بالقطار بروحي رتيل : إيه أفنان : المهم مالقيت مكان الا جمب واحد رتيل بضحكة : والله من العوابة !! قطار وش كبره مالقيتي الا جمبه أفنان بحزن فعلي : والله العظيم مالقيت الا جمب نواف رتيل صخبت بضحكتها : وبعد إسمه نواف ! أمداك تتعرفين عليه أفنان تنهدت : رتيل لا تتطنزين جد أتكلم رتيل : طيب كملي أفنان : المهم ما حصل بيننا حكي يعني بس سألني إذا متضايقة أني جالسة قدامه ويعني كلام عادِي وسطحي حيل ، يوم وصلنا أكتشفت أنه إستاذ ومُحاضر يعني إستاذي ، المهم يعني صار يصبِّح علي وكذا يعني مجرد كلام رسمي ما صار شي أوفر والله رتيل بإستهبال دندنت موسيقى حزينة بصوتها : يصبِّح عليك أفنان بعصبية : الشرهة علي أقولك رتيل : ههههههههههههههه خلاص كملي وش صار بعدها أفنان : المهم جتنا دعوة العيد أنا و سمية طبعا سمية تعرفت عليها بـ كَان ، ورحنا وكانت فيه مشروبات كحولية وإحنا ماندري ! عاد شافنا وتخيلي عصب وهزأني .. إلا مصخرني بحكيْه وطبعا أنقهرت ورديت عليه ، المهم بعد كم يوم كنت في لادوريه أفطر وشافني وجاني قام يعتذر رتيل بإنفعال : طبعا ماراح تقبلين إعتذاره يآكل تراب !! خير إن شاء الله يهزأك مين هو أبوك ولا أمك ! يعني خلاص كل السعوديين أخوانك وأولياء أمرك في السفر .. خليه يولي بس أجل يهزأك وأنتِ ماتدرين أفنان : كل هذا يهون قدام الصواريخ اللي قلتها رتيل أتسعت محاجرها : وش قلتي ؟ أفنان : أتصلت عليه زوجته وهو يكلمني ، وأنقهرت يعني مدري كذا أنصدمت ماتوقعته متزوج ! قمت وقلت له أنه زواجي بعد فترة رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههه لا تطيح السما علينا أفنان بقهر شديد : والله أني كلبة مدري ليه كذبت مع أني ماكان قصدي أكذب يعني تعرفين لما تقولين شي لا إرادي رتيل : بالله وش ردّ عليك أفنان : عادِي قال الله يوفقك !! كذبت كثير حتى من قوة الكذبات أول مارجعت كتبتها بمفكرة في جوالي عشان ماأنسى رتيل بسخرية : عيب عليك ! تكذبين !!! أفآآ بس أفآآ أفنان بضيق : يالله والله أني ندمانة لا تزيدينها عليّ رتيل : الحين لما بترجعين وتكملين دورتك المعفنة ذي بيكون موجود أفنان : مدري بس أتوقع ! أصلا خلاص ما بقى الا أقل من شهر يعني بتمُر بسرعة بس ماأبغى أشوفه أحس بيكشفني ! أحس كأنه مكتوب على جبيني تراني كذابة رتيل بجدية : يعني ماأشوف سبب يخليك تكذبين ! إلا اذا كان يهمـ قاطعتها أفنان بإندفاع : طبعًا لأ ، أقولك ماأعرف عنه الا إسمه يعني وش بيهمني فيه رتيل بعد صمت لثوانِي : طيب تجاهلي الموضوع ! بعدين وش بينك وبينه عشان يجلس معك وتكذبين عليه !! أفنان : يعني وش أقوله ؟ أنقلع !! يعني أنحرجت وهو جلس ! رتيل بصوتٍ ساخر : سدًا لباب الفتنة أفنان تنهَّدت :يا شينك بس ، أنتظر منه رسالة تُخبره عن موعدٍ يجمعهم ، طال إنتظاره وهو ينزلُ للأسفل و ريف الصغيرة تلعبُ عند عتباتِ الدرج ، أبتسم : ريووف رفعت عينها وهي ترمش ببراءة ، ضحك ليحملها بين ذراعيْه : يا كُبر حظه من بيآخذك ضحكت من خلفه والدته : الله يطوِّل بعمرك وتزفَّها على رجلها أبتسم فيصل : عاد هالزين ما تآخذ أي واحد ! والدته بإبتسامة نقيـة : طيب أجلس أبيك بموضوع فيصل جلس ليُلاعب ريف بيديْه : سمِّي والدته : سم الله عدوك ، للحين تبي العرس ؟ فيصل صخب بضحكته ليستفز والدته :لأ والدته برجاء : يالله عاد فيصل فيصل أبتسم : مين شفتي بعرسهم ؟ والدته : ماشاء الله عرسهم يهبل ويجنن حتى العروس ... قاطعها فيصل : مايجوز يمه توصفينها والدته : طيب طيب لاتآكلني .. المهم شفت لك ثنتين وأنت أختار فيصل بإبتسامة : ومين هالثنتين ؟ والدته : بنت عبدالرحمن آل متعب .. الكبيرة إسمها عبير والثانية أخت منصور الصغيرة هيفاء فيصل تنهّد : لآ يمه ماأبي آتزوج منهم والدته : وليه إن شاء الله ؟ بالعكس ناس نعرفهم ونعرف أصلهم وأخلاقهم فيصل بهدُوء : يمه الله يخليك خلاص سكري على الموضوع ! إذا تبين تخطبين لي دوري لي من الناس البعيدة والدته : عشان اللي صار ؟ فيصل ألتزم الصمت وهو عاقدٌ حاجبيه والدته : طيب خلاص ماتبي من عبدالرحمن آل متعب رضينا ! لكن الحين علاقتك كويسة مع بو منصور وأهله فيصل مازال مُلتزم الصمت لا يروق له هذا الحديث أبدًا والدته : طيب أنا أحس هيفاء تصلح لك وذكية ماشاء الله وأحسها هادية وجدية نفسك .. كل الصفات اللي تبيها فيصل بسخرية : فرضًا أنصدمت فيها وطلعت غبية خبلة هبلة والدته بعصبية : فيصل لا تتكلم عن بنات الناس كذا !! بسم الله على قلبك يا مخ نيوتن يوم تبي وحدة ذكية فيصل أبتسم : طيب غبي وغبية ماينفع أبيها ذكية عشان تعقلني والدته : تتمصخر على كلامي ؟ فيصل : يا فديت روحك ماعاش من يتمصخر بس قلت لك ماأبي آخذ من الناس القريبة دوري لي أحد بعيد ولا خليني كذا مرتاح أنتبه لهاتفه الذي يهتز ، فتحه وإذ هي الرسالة المنتظرة " صباح الخير فيصل ، وش رايك نلتقي الساعة 4 في ... ؟ " ، رجعت من موعدِها الثقيل على نفسها ، رجعت وهي تشعُر بالضعف أكثر بعد أن أوصتها الدكتُورة بالعناية أكثر وإلا ستخسر هذا الطفل بإهمالها الشديد لصحتها. و مازال لا يُحادثها ، مالذِي غيَّره بهذه الصورة الرهيبة ، كانت أحاديثُنا الأخيرة وديَّة ماذا حصل حتى يتغيَّر هكذا ؟ أنتبهت لـ غالية الجالسة وتتأملها ، رفعت حاجبها : مضيعة شي بوجهي ؟ غالية بإبتسامة : لآ بس أشوفك متضايقة عسى ما شرّ ؟ مُهرة : ماني متضايقة ولا شي .. بس أفكر غالية مددت بكلماتها دلعًا : آهآآآ تفكريـــن ! مُهرة تنهَّدت بضيق منها لتجلس وهي تنزعُ طرحتها من شعرها : يقولك من راقب الناس مات همًا غالية نفثت على صدرها : الحمدلله خالية من الهم مُهرة أخرجت هاتفها لتُردف : وين أمي ؟ غالية : وش يدريني ! لآيكون الشغالة اللي تحرسها مُهرة كشرت و نظرت لآخر دخُول ليوسف في الواتس آب كان فجرًا. أرسلت له صُورةٍ لرحمها غير واضحة تمامًا ألتقطتها وهي بالسيارة من الصورة الأصلية التي أخذتها من الدكتُورة ، كتبت تحتها " إذا كان يهمك أمري " في وقتٍ آخر كانت النقاشات تدُور حول الزفاف و ماحصَل به و حماسُ هيفاء بوصفِ ماحدث طوال ما كانتْ ريمْ في القاعة. هيفاء : بس قهرر والله كنت أبيكم تدخلون يُوسف : ريان ما بغى ومقدرت بعد أجبره بس الله يهنيهم يارب فتح هاتفه ليفتح مُحادثة مُهرة و ينظُر للصورة ، أنقبض قلبه بل أرتجف من أنَّ جنينًا ينمُو في أحشائها ، من أن روحًا تعيشُ في رحمِها منه ، مني أنا ؟ كل هذا يعني أنني قريبًا سأصبح أبًا ! يالله كم أنت رحيمٌ بعبادِك وكم أنت كريمًا على عبادِك ، عيناه كانت تحكِي أصُول اللهفة حتى جذب غيرُه له ، نطقت والدته : وش فيك يوسف ؟ يوسف و إبتسامة ضيقة تُزين شفاهه : لا ولا شيء .. وأبتعد صاعِدًا لغُرفته ، أتصل عليْها مرةً و إثنتين ولكن لم ترد. كتبت له " ماني لعبة لمزاجك " يُوسف تنهَّد ليكتُب لها و تبدأ حربٌ بالكلام " علمي نفسك هالحكي ماهو أنا " مُهرة بقهر " الحين طلعت أنا الغلطانة ؟ تدري الشرهة علي ماهو عليك " يُوسف " إيه طبيعي الشرهة عليك لأنك غلطانة وحتى ماودك تعترفين " مُهرة " أنا ماأدري وش اللي قلبك بس أنا الغبية اللي فضفضت لك وأنت ماتستاهل !! منت بعيد عن ظنوني " يُوسف بإستفزاز كتب لها " أكيد ماني بعيد عن ظنونك الحسنة " مُهرة بغضب و مزاجُ الحامل لا يُستفز " حقييير " يُوسف صُعق من كلمتها الوقحة بحقه وكأنه أصغر أبناءها وليس زوجها " قد هالكلمة ؟ " مُهرة خرجت من الصالة لتصعد لغُرفتها وتُغلق عليْها الباب و بدمعها كتبت " إيه قدها " يُوسف لم يرد عليْها و أخذ مفتاح سيارته لينزل للأسفل ويرمي حديثٍ على عائلته الجالسة دُون أن يقف لهم : أنا رايح حايل .... ، " ياعـاقـد الحاجـبـيـن علـى الجبيـن اللجيـن إن كنت تقصد قتلي قتلتني مـــرتـــيـــن " هذا ما قالهُ الأخطل الصغير و هذا ما رددهُ قلبُ الجوهرة. جالسة بجانب العمة حصَة ، كانت أحاديثهم هادئة تميلُ لمزاجية الجوهرة في يومٍ تعيس مثل هذا لا يردُ عليها والدها أو رُبما لم ينتبه لهاتفه. نزل المُتأخر في نومه بعُقدة حاجبيْه ، حصة : طيب قول صباح الخير سلطان دُون أن ينظر للجوهرة : صباح الخير حصة : وش فيك معصب ؟ أجل دام كذا بأجل موضوعي سلطان جلس بجانبها : وش موضوعك ؟ حصة : ماراح تداوم اليوم ؟ سلطان : نسيتي ؟ إجازة ! حصة بهدُوء سكبت له من القهوة : صحصح وبعدين أقولك سلطان أخذ الكُوب مُلتزمًا الصمتْ وبعد ثواني طويلة أردف : العنود وينها ؟ صار لي يومين ماشفتها ! حصة : عند أبوها سلطان بسخرية : والنعم والله حصة بحدة : سلطان !! سلطان تنهَّد ليعُود لصمته ، وسط سكينة الجُوهرة و تأملاتها . . تهتم بالجميع وتبخل عليّ ؟ تهتمُ بِأن تُداري خواطرهم وتنسى خاطرِي في جيبِك ؟ كأنك واثقُ من رضايْ. رن هاتفُ الجوهرة ليُعلن عن ضوضاءِ عينِ سلطان. كان الهاتف على الطاولة ، وقفت لتتجه إليْه أمام سلطان ، ردَّت على والدها : هلا يُبـه ..... وخرجت من الصالة. حصة : بترجع الشرقية ؟ سلطان بحدة : مدري حصة : كيف ماتدري !! يعني متى تتحركون وتحلون خلافاتكم ! ماصارت كل ماقلنا تعدلت رحتوا تخانقتوا من جديد !! سلطان بخفُوت : عُمرها ماراح تتعدَّل حصة : يعني أرجع وأقولك الكلام نفسه ؟ إلى متى !! أنتهينا من سعاد الله يرحمها ورجعنا لنفس الموضوع من جديد ! زواجك من سعاد كان شيء إستثنائي لاتحكم على كل زواجاتك من هالأساس ! سلطان : وش دخل سعاد الحين !! حصة تراك فاهمة الموضوع غلط حصة : لا ماني فاهمة غلط !! أنت اللي مدري من وين جايك الهبال على آخر عُمرك ! تذكر وش قلت لك عن سعاد ؟ كل شيء سوَّه بحجة تأنيب ضمير الا الزواج ! الزواج ماينفع يكون أساسه شفقة سلطان بغضب : ومتى كان زواجي من سعاد شفقة ؟ حصة بحدة : إلا زواجك منها شفقة ولو تحلف قدامي ماني مصدقتك ! ولا تحسب أنك محتفظ بغرفتها يعني مصدقتك انك ميت فيها !! طول عمرك ماكنت تشوفها أكثر من أخت و حتى هي الله يرحمها ماكانت تشوفك زوج ! سلطان رمى الكُوب ليتناثر زُجاجه ويقف غاضبًا ومزاجه لايُبشِّر بالخير : يا سلام !!! هالحين حكمتي على كل شي بمزاجك !! وكأنك تعرفين كل شي وفاهمة فيه ! ولا بنتك عرفت كيف تغيَّر موقفك من سعاد حصة : العنود مالها دخل بس كانت صادقة في هالموضوع ! وما ألومها أنها تنقهر تبقى صديقتها سلطان بغضب كبير : مين صديقتها ؟ بنتك لو فيها خير كانت زارتها بالمستشفى يوم مرضت بس ونعم الصداقة اللي تعرفها بنتك ! بس شاطرة تطوِّل لسانها وتحكي لي فيلسوف زمانها وش لازم يصير ووش اللي ماهو لازم يصير ! شوفي حصة للمرة المليون أقولها لك موضوع سعاد ماينفتح في هالبيت !! في جهةٍ أخرى كانت تسمع لكل حرف بعد أن أغلقته من والدها ، أتجهت لهُم لتقف من خلف سلطان. حصة ولم تنتبه للجوهرة التي بجانب الباب ، أردفت والغضبْ يشتدُ بينهما : إلا بينفتح لين تسكره من حياتك وماتخليه يأثر عليك بحياتك مع الجوهرة !! ليه ماتعطي نفسك حقها ! حرام عليك اللي تسويه بنفسك !! فيه أحد يشوف وش اللي يضايقه ويسويه !!!!! وين بتلقى أحسن من الجوهرة ؟ ليه تخلي مشاكل بسيطة تنهي علاقتك بالشخص ! قولي إلى متى يعني ؟ تبي تقطع نسلك و تقهرني فيك ! يكفي يا سلطان ماعاد صارت حياة هذي !!!! الشغل اللي معطيه كل عمرك ماراح يشيلك والشيب يكسيك ! ماراح يداريك بليل و ماراح يوقف معك بمرضك !! سلطان بهدُوء : حصة الله يرضى لي عليك أنا أعرف مصلحتي ومعطي نفسي حقها ، و *بقسوة أردف* و نفسي عزيزة عليّ ماألطخها بأحد من خلفه أرتجف قلبها ، أأصبحتُ أنا " قذارة " حتى ألطخك ؟ يا قسوتك حتى بحديثِك يا سلطاني. حصة أنتبهت للجوهرة و شتت أنظارها مُلتزمة الصمت. سلطان ألتفت لينظُر إليها ، هذه المرة لم تخجل بأن تضع عينها بعينه ، رُبما وجود حصة يُعطيها بعضُ الأمان ، بحدة عينه لم تخاف أن ترمي عيناها بشرر العتبْ الذِي سيُفكر به سلطان طوال يومه ، أثق بأنك ستُفكر بـ سرِ هذه النظرات يا إبن بدر ! فاجئها بصوتٍ خافت : تعالي فوق . . أنتهى يُتبع بالجزء ( 50 ) |
رد: لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية
-
يـاعاقد الـحاجبين على الجبين اللجين إن كنت تقصد قتلي قـتلتني مـرتين مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين تَـمر قـفز غزالٍ بين الرصيف وبيني وما نصبت شباكي ولا أذنت لـعيني تـبدو كأن لاتراني ومـلء عينك عيني ومـثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين مولاي لم تبق مني حـياً سوى رمقين صبرت حتى براني وجدي وقرب حيني ستحرم الشعر مني وليس هـذا بهين أخاف تدعو القوافي عليك في المشرقين * بشارة الخوري رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ ! الجُزء ( 50 ) أرتبكت لتُشتت أنظارها و تبتعد عن الباب ليخرج صاعدًا للأعلى ، بعضٌ من الربكة يُخففها إتصال والدها ووعده بأن يأتيها عصرًا ، صعدت خلفه و هذا الهدُوء قاتلٌ لها و قلبِي الذِي لا أفهمه ولا أفهمُ ما يُمرره على ثغره أظنُ أنني فهمتُه ويجب أن أُجيب على عاقد الحاجبيْن بمثل ما قال الأخطل " مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين ، أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين ؟ " دخل سلطان لجناحهم المُمتد في الطابق الثاني ، ليُخرج تنهيدةٍ لها معانِي كثيرة و رُبما معانِي مروَّعة. ألتفت عليْها : سكري الباب أغلقته بهدُوء ، بلعت ريقها لتُدافع عن نفسها قبل أن يتهمها : ما يهمني موضوعك مع سعاد ! سلطان : وأنا سألتك إذا يهمك ؟ شدت على شفتِها السُفلى ، يُريد إحراجها بأي طريقَة حتى لو كانت طريقة لا أساس لها ! بقهر أجابته : طيب آمر وش تبي تسمِّعني ؟ أنه نفسك العزيزة ما ترضى أحد يلطخها ! ولا سموُك ما يتواضع وينزل ليْ ؟ .. على العموم أبوي على وصول و ساعتها فكِّر براحتك تطلقني ولا ماتطلقني ! بكلا الحالتين أنا باقية في الدمام ! والباقي يتفاهم معك فيه أبوي ، سلطان رُغم البراكين المُشتعلة بداخله الا أنه أبتسم ببرود : جايبة هالقوة منين ؟ الجُوهرة بإندفاع : منك !! ولا نسيت حلالك على وش مربيه ! سلطان يعرفُ بماذا ترمي عليه ، يذكُر تلك الليلة التي أتتهُ بأقدامها ليعانقها ويهمس " وحلالي ماأرضى عليه بالغصيبة " ، تُريد إذلاله على كلماتٍ قالها في لحظةٍ كان يراها كاملة من كُل ناحية : لا مانسيت !! .. بقولك شيء يالجوهرة بس عشان ما تفكرين لحظة أني أخلفت بوعدي لما قلت لك أحسني ظنك فيني بقولك قبل لايروح كل شخص بطريقه ! الجوهرة تقطع قلبُها قطعًا بلفظه الأخير ، تقطَّع حُزنًا ، مهما كان أمرُ الطلاق على الأنثى جرحٌ و جرحٌ عميق ، أرتجفت أهدابُها ! كيف يكُون على إستعداد تام بأن يشهد على موتي ؟ كيف يكُون الرجال بهذه الصورة القاسية ؟ لمرَّة أنصفُوني يا رجال هذا العالم الهزيل ، لمرَّةٍ واحدة أعطُوني حق سلبتموه مني. كيف أقُول " ارجوك لا تنطقها " دُون أن تسقط كرامتي بالمنتصف ، كيف أقولها يا سلطان !! سلطان بصراحة ملَّت من أن تسكن جوفه : ما نمت أمس وأنا أفكر فيك .. ماراح أقول أنك ماتهميني ولا بكذب عليك رفعت عينها و دمعةٌ مُرتجفة سقطت. يُكمل : لو طلبتي الطلاق قبل لا تصاريحني أنا وأبوك ، لو أصريتي بالطلاق كان بتكونين ذكرى حلوة في حياتي ! كنتي بتكونين كذا ليه قلتي لي ؟ صُدمت من منطقه ، صُدمت وجدًا من تفكيره ، فكوكها ترتجف وتصطدم بلاحولٍ ولا قوة. سلطان : لو كنتِ زوجة غيري ! كان بيصبر عليك مثل ما صبرت وأنا أشوفك كل يوم !! كان بيصبر ويمسك نفسه عنك وأنتِ حلاله ؟ .. محد صدقيني بس بتكون كارثة إن أكتشف بنفسه !! تدرين أني صبور وقادر أصبر عنك . . وش كنتِ متوقعة مني عقب ما قلتي لي أنا وأبوك ؟ كنتِ متوقعة أني أرضى ! أنا أحلف بالله أنك متوقعة ردة فعلي بدون أي شي ! وتعرفين أنه النهاية وحدة وهي الطلاق ! ليه قلتي لي من الأساس !! بعصبية لم يُسيطر عليْها : عشان تقهريني ؟ عشان تخليني أفكر كيف كنت غبي وأنا أصبر وساكت !! ولا تحسبيني بقولك انا والله متفتح وأرحِّب بأني أسمع ماضي قذر زي هذا ومايهمني الماضي أهم شي عندي الحاضر !! .. مايهمني أنه برضاك ولا ماهو برضاك ! الفكرة الوحدة أني ماني متربي آخذ بقايا أحد ! شفتِي أنك غلطانة ومليون بالمية غلطانة أنك قلتي لي ! لكن هذا مايعني أني برضى لأن لو أكتشفت بنفسي والله يالجوهرة وبعزة ربي أحلف لك أني فرغت هاللي تشوفينه براسك *أشار لها لسلاحه المرمي على الطاولة* ، ليتك حفظتي شرف نفسك وطلبتي الطلاق بدون هالمصخرة ! بدون هالحقارة اللي سويتها !! إيه صح أنا أعترف أنك بريئة من قذارة عمك لكن منتي بريئة من قهري !! ولا راح تفهمين وش يعني قهر الرجال !! بس لا تطلبين مني أطلقك في وقت مثل هذا !! لأني مثل ماني متربي على آخذ البقايا بعد ماني متربي أني أكون أطرش بالزفة. الجُوهرة بعد صمتٍ طويل أرتبكت به حواسُها : ما كنت أبي أخدعك ، صارحتك عشاني كنت بصدق معاك .. ما صارحتك عشان أقهرك ولا كان عندي أمل أنك تآخذني بالأحضان وتقولي مايهمني الماضي يهمني الحاضر ! صارحتك عشان أرضى على نفسي .. ليه تفكيرك بهالسلبية وأنه قصدي أقهرك !!! كيف أقهرك وأنت غالي عليّ .. أردفت كلمتها الأخيرة بلا وعيْ ، بلا تفكير ، بلا شيء يُوحي أنها تتحدثُ بعقلها ، من يتكلم الآن هو قلبُها الضعيف. أكملت بنبرة شارفت على الإنهيار : و الحين صرت بقايا ؟ أنا بقايا ؟ يالله بس بعرف بأي ضمير تتكلم !! مين المقهور فينا ؟ وأنت ترمي تجريحك عليْ ليل ونهار وأنا مقدر أرد عليك بكلمة لأني عارفة كيف بتكون ردة فعلك !! لأني عارفة لو أفتح فمي بكلمة بتحرقني بكلماتي سلطان بغضب : ماقصرتي بأفعالك ! الجُوهرة : أيّ أفعال !! أنت تتكلم عن وهم من عندِك !! تبي تذلني ؟ تبي تعيشني عندك عشان أصحى كل يوم وأنا عارفة أنك ماراح تقبل فيني بس تبي تقهرني وتحسب أنك بهالشيء تشفي قهرك وترجع كرامتك !! سلطان بحدة : كرامتي ما طاحت عشان أرجعها !! كرامتي محفوظة وأقطع أيد من يحاول يتعداها الجُوهرة بإنكسار : ليه تذبحني ؟ سلطان : ما رضيت على حلالي بالغصيبة تتوقعين بأرضى عليه الذبح ؟ . . وخرج تارِكًا الجُوهرة في حيرة التناقضات الي يلفُظها سلطانها. ، بعد نومٍ عميقْ فتحت عيناها على السقفْ السُكرِي ، ثواني صامتة تستوعبْ أين هيْ ؟ ثواني حتى تستوعب أنَّ هذا صباحُ العروس. ألتفتت يمينًا و يسارًا ولا أثر لريَّان ، رُبما أستيقظ قبلِي ؟ ولكن الجُزء الذي بجانبِي مُرتَّب ويبدُو أنّ لا أحد أستلقى عليه. تركت وساويسُ عقلها وأتجهت للحمامْ ، هي الدقائِق الخافتة الصاخبة المُتناقضة بكل شيء حتى تتزينُ ريم بما يليقُ للعروس. ودَّت لو أنها تقفز من السرير حتى تُبيِّن حجم السعادة التي تُعانق قلبها ، تُريد أن تعود لطفولتها عندما تتراقص على السرير إن حققت شيء ما ، كل شيء سيء يختفي بمُجرد أن تُفكر بأنها " عروس " وهذه الكلمة كفيلة بأن تنبت على شفتيْها زهرتيْن و أضعافُها. هذه الكلمة تعنِي جميلة ، فاتنة ، باذخة ، راقصة ، مُتمايلة ، ثابتة ، مُتزنة ، مُتفردة ، إستثنائية ، ... هذه الكلمات مُعتادة ولكن هذه المرَّة تأتِي على لسانٍ تُزهر به الضحكات الحلزُونيـة أيّ الضحكات الصامتة التي تحمرُ بها الوجنتيْن وتبكي بها العين. فتحت هاتفها و أنهالت عليها رسائِلُ الواتس آب. أبتسمت لـ " قروب صديقاتها " فتحته و لم يُسعفها أن تقرأ كل الكلام لتلتقط عيناها " بنسوي قروب ثاني للمتزوجات ! إحنا العوانس مالنا رب " ضحكت لتخرج من غُرفتها وتقع عيناه عليْه ، نائمْ على الأريكة. أولُ خيبـة تتلقاها في حياتها الجديدة ، هل هو يرسُل إليْ رفضُه الغير مُباشر ليْ ؟ وقفت مُتجمدة من هذا المنظر. قاسي جدًا أن تبدأ زواجها بهذه الصُورة ، أنتبهت لإستيقاضه ، رفع عينه عليها وببرود : صباح الخير ريم بلعت ريقها لتبتسم : صباح النور وبهدُوء مرَّ بجانبها مُتجهًا للغرفة. تُريد أن تستوعب ما يحدُث ؟ يالله يالله أفعلاً أنا عروسه حتى يتجاهلني هكذا ؟ جلست وهي تُراقب خطواته حتى دخل الحمام. دخلت في قوقعة تفكيرها ! " أصلاً عادي كل الرجال كذا " لم أتعرف عليْه بعد رُبما أظن به سوءً من أول مرَّة رُبما يقصد شيئٌ آخر. لا تعرفُ لم دمُوعها أتت حارَّة في محاجرها ، أخذت منديلا لتمسحها قبل أن تسقط ولكن الحُمرة التي تُدمي عينها من يمسحها ؟ دقيقة تلو دقيقة و ريم صامتة تنتظرُه ، سمعت صوتُ الإستشوار ، تأكدت أنه أنتهى من إستحمامه ، لاتعرفُ لِمَ ضاقت و قلبُها الذي بحجم الكفْ بات يضيقُ حتى أنه تتصوَّرهُ كحجمِ أصبعها الآن. تذكرت حديثُ صديقتها بأن أولُ أيام الزواج لا تفوَّت وأن هذه الفرحة الحقيقة لأيّ زواج. ولكن ؟ رفعت عينها للريان الخارج كان سيتحدثْ لولا أنه أنتبه لحُمرةِ عينيْها ، جلس على الطاولة التي تُقابلها ، أربكها بقُربه : ليه تبكين ؟ .... نمت بدون لا أحس هنا أخفضت نظرها ، لا قوةً لديْها حتى تراه ، هي المراتُ قليلة التي رأتها به ولكن بهذا القُرب تعجز أن ترفع رأسها. ريَّـان بهدُوء : ريم طالعيني !!! زعلانة من أيش ؟ ريم توترت حتى سقطت دمُوعها بحديثه لتهمس : ماني زعلانة ريان أبتسم : أجل هالبكي ليه ؟ دلع ؟ ريم رفعت عينها وسُرعان ماأخفضتها ريان وضع يده على كفِّها المُرتجفة ، لولا إصرار والدته لمَا حجز لشهر عسلهم : المغرب طيارتنا عندك علم ؟ .... تبينا نروح لأهلك تسلمين عليهم ؟ ريم شدت على شفتيْها لا تُريد أن تبكِي ولكن دمعة سقطت على كفِّ ريَّان. ريَّان الهادىء على غير العادة ، وبنظرةِ الشك التي لم يتخلى عنها : تبكين من أيش ؟ ريم بلعت ريقها : آسفة مو قصدِي بس متوترة شويْ ريَّان ترك يدها ليُردف : بطلب الفطور و بعدها بلغيهم أننا بنجيهم ، في عصرِ باريس المُشمس ، غفت عيناه بعد أيامٍ مُثقلة بالأرق ، غفت وأخيرًا لينام مُرتاح البال ، على الأريكة الوثيرة نائمًا والشُباك مفتُوح و نسمات البرد تخترق الشقة و لا شيء يُغطيه. نائم بوضعية الجنين و سكينة ملامحه تُغري للتأمل والرسم وكل الفنون الجميلة مصدرُها رجلٌ وسيم و إمرأة فاتنة و لا ننسى أنَّ الفُرشاة أحيانًا تكُن لئيمة بفتنتها. فتحت الباب بهدُوء وهي التي أخذت نسخة من مفتاح الشقة ، وقعت عيناها عليه لتبتسم بحُب. نزعت معطفها لتُعلقه خلف الباب وبخطواتٍ خافتة دخلت لغُرفته وجلبت له غطاء تُغطيه به. ، تركت الطعام في المطبخ وجلست بجانب رأسه. لا تُريد إزعاجه بل ستنتظره متى يستيقظ ؟ أخرجت هاتفها من جيبه لتتسلى وتشغلُ وقت فراغها الآن. مرَّت ساعة كاملة و شقيقتها الأخرى ، أصبحت الساعة تُشير إلى السابعة مساءً. بدأ جسده بالحركة ليفتح عينيْه بتثاقل ، أستعدل بجلسته ليلتف ويرى أثير بجانبه ، يشعرُ بصداع وكتلة ضخمة فوق رأسه ، نومٌ بعد أيامٍ أفلس فيها النوم جدًا مُرهقة ، رُغم أنه يشعر براحةِ أعصابه ولكن عقله مثقل و مثقل و مثقل إلى مالانهاية. أثير بإبتسامة : مساء الخير عبدالعزيز ببحة : مساء النور .. كم الساعة ؟ أثير : 7 عبدالعزيز تنهَّد : يالله كنت راح أزور المقبرة الصبح أثير : خلاص بكرا إن شاء الله عبدالعزيز وقف ليُعدِل ملابسه التي تجهلُ بدايتها من نهايتها وهذا إثر نومه العميق .. ومن ثم اتجه للحمام. أثير بصوتٍ عالي حتى يسمعها : بحضّر لك الأكل ... تمُر الدقائِق بسُرعة مُفجعة ، وبالفترة التي جهَّزت بها أثير الطعام كان عبدالعزيز يُسلِّم من صلاته الفائتة ، وضعت آخر طبق على الطاولة وجلست : عسى أرتحت ؟ عبدالعزيز من خلفها أنحنى ليطبع قُبلة على خدها ويهمس : آسف على اللي صار أثير المتوردة بحُمرة وجنتيْها : حصل خير جلس بمُقابلها مُلتزمًا الصمتْ ، أثير : الأحد الجاي بسوي حفلة بسيطة ببيتنا وبعزم كل اللي نعرفهم من شغلنا والكلوز مررة ماراح نعزم ناس بعيدة عبدالعزيز : والكلوز يدخل من ضمنهم مين ؟ أثير : يعني عادل و قاطعها عبدالعزيز بحدة : أثييير !!! أثير : هذولي كلهم أصدقائك عبدالعزيز : فيه خط أحمر إسمه عادات وتقاليد !! من متى إن شاء الله الحفلات مختلطة ؟ ناقص بعد ترقصين وياهم أثير بهدُوء : وأنا عازمتهم في نايت كلُوب الله يهديك !! يعني حفلة بسيطة وأبي كل أصدقاءنا يكونون موجودين عبدالعزيز : قلت لأ أثير تنهَّدت : طيب عبدالعزيز : وياليت تخففين من هالمكياج اللي على وجهك !! أثير : ماتلاحظ أنك قاعد تعطيني أوامر !! أنا إنسانة ماأحب أحد يأمرني عبدالعزيز : لأن ماأبي كل من هب ودب يشوفك ! وحتى لبسك مررة ضيق ومايعجبني أثير بهدُوء : سكر على هالموضوع عبدالعزيز : ما تتنازلين عن الأشياء اللي تحبينها عشان خاطري على الأقل ؟ أثير رفعت عينها : إلا أتنازل وهذا أنا متنازلة حتى بموضوع رتيل !! لكن لبسي وشكلي لو سمحت لاتتدخل فيه عبدالعزيز بغضب : كيف ماأتدخل فيه ؟ أنتِ زوجتي ومن حقي أحاسبك على لبسك !!! ولا تبيني حمار وراك أشوف عيون الكلاب بالشوارع تشوفك بنظرة ***** وأرضى !! أثير بحدة : عزوز أنتقي ألفاظك !! عبدالعزيز ببرود يشرب من كأس العصير البارد ليُردف : أنا قلت اللي عندِي !! أثير وقفت : أجل مع السلامة .... وأخذت معطفها المُعلق و حقيبتها وهاتفها الذي على الطاولة لتخرُج بغضب يُعبِّر عنه الباب. عبدالعزيز عقد حاجبيْه ، يعرف ويثق تمامًا بأنه هو وأثير لا يتفقا أبدًا لا تفكيرًا ولا عاطفيًا. ، في إحدى مقاهِي الرياض على شارع الأمير محمد بن عبد العزيز ، بينهُما قهوتيْن تبدُو أنها تبرد و الصوتُ لايخرج من فيصل ، كيف يلفظُ له ، كيف يقُول له أنّ شخصًا ميتْ أصبح حيًا ؟ كيف يُخفف عليْه وطأةُ هذا الحديث ؟ كيف يُخبره دُون أن يخدشه بحُرقة ؟ كيف يقوله يالله ؟ صعب جدًا أن يُخبره ، مُرتبكًا متوتِرًا ، يالله خفف عليّ فجيعته ، لا أعرفُ أيّ جنُون سيتحلى به عندما يعرفُ بأنَّ شخصًا صلى عليه حيًا يُرزق ! يالله يالله يالله يا هذا الشعُور ! مؤلم وضيع ! لا أعرفُ أن أحدًا أبصره و عاش بعقله. أثق بصبرِ ناصر وقوته ولكن جنونا ما سأقُوله له. ناصر أبتسم : إيهه وشو ؟ صار لنا ساعة وأنت تعيد نفس الحكي !! الموضوع يخص مين ؟ فيصل بربكة : مدري كيف أقولك ناصر : إذا شي بيضايقني تطمَّن من هالناحية فيصل تنهَّد : أنا أعرف أنه زوجتك مـ ناصر قاطعه بحدَّة : وش فيها ؟ فيصل أخذ نفسًا عميقًا لايعرفُ فعليًا كيف يقُولُ له بإنسيابية تُناقض عظمة هذا الموضُوع : يعني أنت شفتها قبل لا تتوفى ناصر ببرود : لأ ، شافها عبدالعزيز هي وأبو عبدالعزيز الله يرحمه .. وش بتوصله من هالحكي ؟ فيصل وأراد أن يُمهِّد له : طيب تأكدُوا من الجثث ؟ ناصر : إيه تأكدُوا فيصل بربكة : أقصد يعني .. صليت عليهم صح ؟ ناصر بضجر : وش فيك فيصل تعيد نفس السؤال ؟ يعني بتشكك عبدالعزيز بعينه وهو شافهم فيصل : لآ مو قصدِي بس ..... يعني .. أنتبه لهاتفه الذِي يهتز ، ناصر : ثواني بس .. رد : هلا يبـ .... بُتِر كلمته مذعُور وهو ينطق : أي مستشفى ؟ أخذ محفظته و مفاتيحه : أعذرني فيصل .. وخرج. إن المصائِب يا ناصر لا تأتي فُرادى ، حتى حينما أردتُ ان أُخبرك كان للقدرِ كلمته. رُبما حكمة من الله ولكن يجب أن تعرف بأقربِ وقت ، يالله كيف سألتقيه مرةً أخرى ؟ لا فُرصة لديْ إلا هذا الأسبوع وإلا سأضطر أن أفعل ما أخافه ولو كان هذا في سبيل خسارتِك يا سلطان بن بدر و يا عبدالرحمن بن خالد. كل الأشياء ما زالت تقف بصفهم. كلها دُون أن ترحمني وأريِّح صدري من هذا الهم. هذه المرَّة سأهزمُ كل هذه الأشياء وأخبره وإن كان سيشهدُ على ذلك جثتي. ، عادُوا لباريس ، و الأجواءُ تختنق في باريس. لم تعُد زهريـةٌ تسُر الناظرين و العاشقين ، يالله ماذا أفتقدُ أنا ؟ جُزءٌ مني أجهله مفقود هُنا ، جُزءٌ أتنفسه هُنا ولكن أين ؟ أُريد أن أعرف كيف تكُن سماءنا واحِدة ولا نلتقي ؟ يا خيبةُ قلبِي ويا خسارتي!! أين أنت يا ناصر ؟ هل تحت التُراب أم عيناك تنظُر لهذه السماء الآن ؟ أين أنتم يا عائلتي التي تخليْتُم عني ؟ أودُ أن أعرف كيف تجرأت قلوبكم بقسوة أن تتركُوني بعد الحادث ؟ ماذا يُوجد قبل الحادث وتخجلُون منه ومني ! ماذا كان هُناك ؟ أُريد أن أعرف من أنا قبل الحادث! سئمت هذه الحياة التي لا أعرفُ بها إلا إسمي الذي خلفه إسمُ أبٍ كاذب أو خائن أو لاأعرفْ حتى كيف أُصنفه. رفعت عينها للغيم الخفيف الذِي يضجُ في سماء باريس ، يومًا ما سينجلِي هذا الغيم ويبقى صوت الحقيقة واضحة. أُريدكم ولكن قلبي يحملُ عليكم كثيرًا ، رُبما أنا مستعدة أن أسامحكم في سبيل الفرح لكن أرجُوكم أبحثُوا عن أعذار تُرضي قلبي. وليد بهدُوء : وين ودِّك نروح ؟ رُؤى التي تجهلُ كيف تعرف معلوماتٍ قديمة وهذا شيءٌ لم تنتبه إليْه : فيكتوريا نتمشى شوي هناك وليد أبتسم : قريبة خلنا نروح لها مشي و أقدامُ رؤى لم تفقد الذاكرة بعد ، تعرفُ هذا الطريق جيدًا ، تتوسَّل أرجُوك يا عيناكِ تذكرِي هذا الطريق ، هذا الذِي شهدتِ به أولُ لقاءٍ مع ناصر ، دعكِ من هذا ، هذا الطريقُ الذِي تراكمت عليه الثلوج وأضطررت ليلتها أن تنامين عند ناصر ، أرجوك يا قلبها تذكَّر. هذا الطريقُ الذِي مارست به الحُب كما يبنغي أو فوق ما ينبغي ، هذه لافنيو فيكتوريا أو كما تنطيقنها بتغنُجك بالفرنسية ، هذه فيكتوغيا. أنا أقدامُك ، أنا يديْك ، أنا كل حواسِك أتوسلُ إليْك يا عقلها و يا قلبُها تذكَّر أننا على أرضٍ لم تنكُرنا يومًا. هذا طريقُ ريفُولِي الذِي جئنا إليْه كثيرًا ، نحنُ أجزاءُ جسدِك لاننكرك. نحنُ نقيم ثوارتنا على قلبك الذِي يتذكرُ بأنانية و لايُرسل إلى عقلك معلوماته. نحنُ نريدك يا من تُحركِينا بإختيارك. رؤى تسيرُ و الجو في هذه الأثناءُ غائم. سقطت عيناها على الجهة التي يصطفُ بها سياراتُ الأجرة ليطرق سمعها صوتُها الذي تخافُه " هي بضحكة : بوفِي فو غولي ؟ أجابها صاحبُ التاكسي : ديزُولِي غِيزفِيّ .. وذهبْ لتصخب ضحكةُ من تجهله : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت لك من البداية اليوم النومة عندِيْ يالله هذي شقتي قريبة نروح لها مشي " هذا الطريقُ تعرفه ، رفعت عينها للبيُوتِ العتيقة التي تطلُ منها شققُ كثيرة ، بدأت عينها بالغرق في هذه الشقق البيضاء و البنيـة. وليد ألتفت عليها : رؤى !! رؤى بضياع نظرت إليْه : هلا وليد : وش فيك ؟ رؤى : فيه أحد أعرفه ساكن هنا وليد : مين ؟ رؤى بتشتت : مدرِي بس أقولك أحس أنه فيه أحد هنا ، الربكة تنفضُ قلبها بشدة ، هذا التوتُر يلاحقها بلا إنقطاع. فسَّرت حالها بأنَّ حياة جديدة تُقبل عليها والأكيد أن الطريقُ الذي يفصلُ بين هذه الحياتيْن لن يكُون ممهدًا بل سيضطرب وسيضطرب كثيرًا. رُبما في سفرنا هذا نجِد فُرصة حتى نفهم بعض. حتى المكان الذِي سأذهبُ إليْه أجهله. أأسأله أم " عيب " ؟ أنتبهت لوقوف السيارة أمام بيتهم ، هذه المرَّة تأتيهم كزائِرة ، يا فظاعة هذا الشعُور ، تشعُر بأن قلبها يسابقها في البُكاء قبل عينها المُتخمة بالدمع. هي ليست مُفرطة بحساسيتها ولكن لاتعرف لِمَ مسألة البُعد عن أهلها تجعلها تبكِي بكثرة. نزلت دُون أن تنطق كلمة في جهةٍ دخل فيها ريَّان لمجلس الرجال ، دخلت عليهُم لتصرخ هيفاء فرحةً : ريوووم .... ركضت لها لتُعانقها بشدَّة خرجت والدتها من المطبخ : هلا هلا بالزين ريم ووجدت سببًا لتبكِي ، وتُبلل ملامحها بماءٍ مالح ، أبتعدت هيفاء لتُعانق ريم هيفاء وهي تنحني لتُقبل رأسها وكفُوفها. والدتها تبللت عيناها هي الأخرى ، من يشرح شعُور الأم التي تنظرُ لإبنتها العرُوس ؟ من يُفسِّر ضحكة العين الباكية ؟ من يقُول الشِعر في عين الأم و ثغرها المُبتسم ؟ بربِ هذه الحياة من يستطيع أن يتسع بوصفه ويُخبرنا عن ضحكات الجنة المُنسدلة من عين الأم ؟ ريم جلست بإبتسامة : وين الشباب ؟ هيفاء : يوسف رايح حايل يجيب مُهرة ومنصُور أكيد في المجلس ريم بضحكة : إيه قولوا لي وش صار من بعد العرس ؟ هيفاء تُشاركها الضحكات اللامنتهية : رجعنا البيت و صحينا أنا وأخوانك نحلل اللي صار ، بس أنتِ بشرينا ؟ ريم : لآ الحمدلله .. الساعة 9 طيارتنا هيفاء : بتسافرون بسرعة ؟ ريم : إيه مدري هو قالي والدتها : الحمدلله أهم شي أنكم مرتاحين ريم : إيه الحمدلله هيفاء : طيب وين بتروحون ؟ ريم ضحكت : والله ما سألته يعني أستحيت أقوله وين !! ، في مجلسه ذو الألوانِ العتيقة التِي تميلُ للماضِي ، مُتكأ ليُردف بإتزان : بس قبل كل شيء لازم تعرف أني لقيت تُركي أنتفض من مكانه بغضب : لقيييته !! سلطان بهدُوء : ماحبيت أقولك قبل العرس وطبعًا هذا سبب والسبب الثاني لحاجة في نفس يعقوب عبدالمحسن : وينه ؟ سلطان : الجوهرة راح تبقى عندي عبدالمحسن بحدة : وين تركي ؟ سلطان : الجوهرة زوجتي و أنا أبيها عبدالمحسن بغضب : سلطان لا تستفزني !! أنا أدري كيف تفكر لكن بنتي برا كل أفكارك سلطان : أنا جد أتكلم زوجتي وأبيها عبدالمحسن بحدة: لا تكذب سلطان بمثل حدتِه : أكذب ليه ؟ لو ماأبيها طلقتها وقلتها في وجهك بس أنا جد أبي أبني حياتي من جديد عبدالمحسن لا يُصدقه بل غير قادِر أن يُفكر حتى بتصديقه : أسمع من الجوهرة هالحكي وبعدها أنا أقرر سلطان بثقة : تسمعها ! ليه ما تسمعها !! .. الحين أناديها لك عبدالمحسن : أول وين تركي ؟ سلطان تنهَّد : في مزرعتي ، تجرَّدت من شعُور الخطوبة ، من تراقص الفرح حين تسمع أحدهم يقُول " فلان سيخطبك " كل هذا لم تعُد تشعر بالحماسة إتجاهه ، تماما مثل المتزوجة حين يخبرونها و تضحك بسُخرية ، هذه المرة من لم تضحك بسخرية بل شعرت بإشباعٍ لأنوثتها جعلتها تضحكُ بشماتةٍ لاذعة. أغلقت الهاتف لتلتفت عليْها ، بضحكة عفويـة أطلقتها : جاء الوقت اللي يشهرون فيه بزواجكم رتيل شاركتها الضحك : ههههههههههههههههههه قلتي لي وش إسمه ؟ ضي بإستهبال تُقلد صوتها : محنا لاقين لحاتم أحسن من رتيل ونعم التربية والأصل رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تكفين ضيوو روحي قولي لأبوي بس قولي له بجدية ضي بإبتسامة : تبين تقهرينه !! تراه زوجي لاتنسين رتيل برجاء : الله يخليك ضي صدقيني ماراح ينقهر ضي : لأ مستحيل أبوك فيه اللي مكفيه رتيل بضجر : تفكيين عاد خرج عبدالرحمن من مكتبه ليُقابلهم بالقرب من الدرج : وش فيكم واقفين هنا ؟ رتيل كتمت ضحكتها لتُمثِّل البرود في ملامحها ، ضي : ولا شيء عبدالرحمن رفع حاجبه : وأنا كل ما سألت قلتي ولا شيء !!! ضي بحرج : لآ ماهو قصدِي بس يعني شي ماهو مُهم عبدالرحمن ألتفت لرتيل : وش عندك رتيل ؟ رتيل بهدُوء والفُرصة أتت إليْها : أتصلُوا على بيتنا ناس وبس عبدالرحمن : والناس مالهُم إسم !! ضي شعرت بالورطة لتنطق : فيه ناس يبون يخطبون رتيل بس قلت لهم أنها مخطوبة رتيل أنسحبت من المكان بهدُوء لتصعد للأعلى. وبمُجرد ما إن أعطت والدها ظهرهَا حتى أبتسمت بخُبثٍ شديد لمُجرد أن تُفكر بأفعالِ عبدالعزيز ، أتى اليوم الذي تُبرهن فيه عن إستغناءها التام عن عزيز وليس أقوالاً فقط. أتت اللحظة التي تقُول بها بقلبٍ بارد " أنا يا حبيبي لا يعنيني أمرك و الدليلُ المدعو حاتم " يالله يا عزيز متى أشعرُ بالنصر عليك. أنا في أوجِ إستعدادي لأهزمك بعد سنة كاملة هزمتني بها بكل شيء ولكن أتى دوري و " يوم لك و يوم عليك " عبدالرحمن ولم يُفهم من ملامحه ردةٌ فعلٍ واضحة. كل ما أُبصِر هو تنهيدته. ضي : لا تخاف صرَّفتهُم بس ماهو لازم تعلن عن زواجهم يعني عشان حكي الناس بعد !! عبدالرحمن بهدُوء مُريب : بس نرجع من السفر ضي : اللي تشوفه .. شفت عبير اليوم ؟ عبدالرحمن تنهَّد : بصعد لها الحين ... وبخطواتٍ ذابلة أتجه إليْها ليطرق الباب : عبير تركت شعرها على جنب لتقف مُتجهة للباب ، فتحته بأعيُن لاتختلف عن شعُور خطواته. الذبُول نفسه نفسه. وإني يالله على إبتلائِك صابر و إني على حُزن بناتِي صابر. بهدُوء : ممكن أدخل ؟ عبير صمتت ، لا أحد يُدرك جرحُ الكلمات البسيطة تخيَّل أن " ممكن أدخل " تجرح ! تجرح وبشدَّة إن أتت من قريبٍ كأبي ؟ تجرح كثيرًا إن أتى الإستئذانُ من صاحبِ القلب ذاتُه. الكلماتُ العاديـة التي لا تهُم غيرنا هي ذاتُها التي تترك بنا شرخًا عميقًا لا يُشفى بسهولة. شدَّت على شفتيْها و هدبُها يرجفْ ، شتت أنظارها واقفة لاتنطق بكلمة. لا كلام يحضُر أمام والدها. عبدالرحمن دخَل ليجلس على طرف سريرها : تعالي بصمت أغلقت الباب وأتجهت نحوَه ، لتقف بين يديْه بضعف وهذا الضُعف لا يقرأه سوَى أحدٌ يحفظُها عن ظهرِ حُب ، هذا الأحد إسمُه أبي ويا للخيبة إن باعدتُ يومًا عن من يقرأني. عبدالرحمن مسك كفَّها ليضغط عليْها وكأنه يُريد أن يمتص بريق الحُزنِ من عينيْها : صايرة تقسين كثير ! حتى على نفسك تعرَّج جبينُها بضيق ومن يتعلمُ فراسةِ خطُوط الجبين ، إنَّي لوحةً لايتقنُ رسمها إلا القليل والقليل جدًا ومنهُم مجهُولِي الذِي يفهمُ كيف الرسم يكُون ؟ والآن أنا أفلستُ من ألوانِي ولا أحد قادر على تلويني بضحكة ، كل الألوان مائعة تذُوب في وجهِي وتُبقيني بشحُوب. كلها والله. عبدالرحمن : وش اللي مضايقك بالضبط ؟ ضي ؟ منتي قادرة تتقبلينها ؟ قولي لي وش اللي معكر مزاجك ؟ عبير ولا جوابٌ تستنطقهُ. عبدالرحمن تنهَّد : يالله يا عبير !! ليه تحبين تضايقيني ؟ أنا بسمعك .. قولي لي بس وش اللي مضايقك ؟ عبير بحزن : أنت تعرف وش مضايقني ! عبدالرحمن : يعني ما هي ضي ؟ عبير والدمُوع تتحشرجُ بها : ماتهمني ، متضايقة من حياتي كلها .. كلها يا يبه عبدالرحمن : وش مضايقك فيها ؟ ناقصك شي ؟ ودِّك بشي وماسويته لك ؟ و دمعةٌ توَّردتْ على خدِها لتُردف : كثيير أشياء ناقصتني ، عُمري 26 لا وظيفة لا زواج لا شيء .. ماتحس أنك ظلمتني كثير يبه ؟ عبدالرحمن ترك يدها لينغرزُ به الألمُ من كل جهة ، نظر إليْها وكأنهُ يجهل إبنته في هذه اللحظة. عبير : ما أقولك ميتة على الزواج ولا أقولك ميتة على الوظيفة .. بس ... ببكاء أردفت : أصلا وش بيتغير لو أقولك عبدالرحمن : قلت لك كملي الماستر والدكتوراه وأخليك تشتغلين بالجامعة نفسها عبير بضيق : بس أنا ماعندي ميول للتدريس أبي أشتغل في تخصصي نفسه عبدالرحمن : هالفترة لأ ، مقدر يا عبير عبير بقهر : وتسألني إذا ودي بشي وما سويته ليْ !! .... عادت بخطواتها للخلف لتجلسْ على الكُرسي. عبدالرحمن بتنهيدة أردف : أسوي لك شي أنا متطمن عليه !! بكون متطمن لو تشتغلين بالجامعة على الأقل أضمن أنه محد يدخل الجامعة .. لكن بنك وغيره ناس داخلة وناس طالعة .. أفهميني يا عبير بهالفترة مقدر أخليك تشتغلين بمكان مفتوح عبير ببحةِ الحُزن الموجعة : خلاص ماأبي منك شي عبدالرحمن وقف ليجلس بجانبها ويُخلخل أصابعه في شعرها : يا قو قلبك إن كانك ناوية على الزعل عبير رُغمًا عنها أبتسمت لتُمحيها بسرعة ، هذه الجُملة كثيرًا ما رددتها على مسامعهُم. عبدالرحمن بإبتسامة : يا بعد هالدنيا صدقيني أني خايف عليك ماهو مسألة أقيّدكم بس أنا من وعيت على هالدنيا وأشوف ناس أشكال وأنواع وأعرف أنه فيه ناس مندسِّين ويمشون جمبنا وإحنا نحسبهم زملاء وأصدقاء .. لكن بعدين نكتشف العكس وأنا منهم يا عبير أخاف عليك ، فِي آخرُ الليل ، السماءُ صافيـة و الجوُ مُعتدِل مائِل للبرُودة. وهذا لايهُم ما يهُم جسدٌ بارد و قلبٌ مائِل للحُرقة و الأجواءِ بين أجزاءِ جسده ليست بصافية وجدًا. سلَّم على خالِها الأصغر : السلام عليكم : وعليكُم السَلام .. حياااك تفضَل يوسف دخَل مُتنهِدًا ليجلس في غيابْ الكثير ، الهدُوء يخيِّم على هذا البيتْ. الخالُ الصغير يسكبُ له من القهوة ليمدُها له : شلونك ؟ بشِّرنا عن أحوالك يُوسف بإبتسامة : الحمدلله أحوالنا تسرِّك ، أنتم بشرونا ؟ : أبد بخير ، بعد دقائِق طويلة تبادلُوا بها الأحاديثِ الوديـة حتى هبط الصمتُ عليهُم ، ليقطعه الشابُ الثلاثيني بحسبِ توقعات يُوسف : أنادي مُرتك ؟ يُوسف : ياليت والله لأني برجع الرياض : أفآآ يا ذا العلم .. أنت ريِّح اليوم وبُكرا إن شاء الله تسرِي يُوسف ويبحث عن حجَّة : مقدر والله عندي ظرف في البيت مقدر أطوِّل بإستسلام : بيزعلون عليك *قاصِدًا أخوانه الكبار* أبتسم : البركة فيك وقف بإبتسامة : بروح أناديها لك دخَل لتسقُط عيناه عليها خارجة من المطبخ : مُهرة ... يوسف بالمجلس شعرت وكأن قلبُها يسقط في بطنها و يُجاور جنينها ، أخذت نفسًا عميق : طيب ، لم تتوقع بهذه السرعة سيأتيها ، لم تتوقع أبدًا بأنه يتنازل ويأتيها. : وشو طيب .. يالله لا تصيفين عليه وأنا بصعد أشوف أمك ولا مجال حتى للنقاش وهي تراهُ يصعد تاركها في ليلةٍ كهذه لا أحد هُنا ينظرُ لفضيحة عينيْها. أقتربت من باب المجلس ، وضعت كفَّها على المقبض ، بلعت ريقها بل بلعت كلماتٌ متراكمة. تخاف؟ لا أكذبُ على نفسي وأخدعها بغير ذلك ! فتحتهُ لتلتقي عينه بعينها. يُوسف وقف و سُرعان ما أستقرت نظراتُه على بطنها الذِي لايتضحُ به معالم الحمل ولكن الشعُور النفسي فوق أيّ إعتبار. مُهرة بهدُوء : السلام عليكم يُوسف : وعليكم السلام . . بدأت أصابُعها مُتشابكة و بينهما خطواتِ مُرتبكة ، يُوسف بتنهيدة : روحي حضرِي نفسك بنمشي الرياض الحين مُهرة أخفت ربكتها لتُردف : عندي مواعيد كثيرة هنا .. مقدر يُوسف بحدة : عسى بس الرياض تشكِي فقر العيادات ؟ لا تأخريني أكثر مُهرة بهدُوء : مـ ... قاطعها دخُول أم مُهرة ، لا إراديًا أبتسم .. " هلا هلا " أقترب منها وقبَّل رأسها : هلا والله .. مشتاق لك أم مُهرة : هلابك ، والله عاد العتب عليك مخلي مرتك هنا ومعشعش عند أهلك يُوسف ضحك ليُردف : بشريني عن أحوالك ؟ أم مُهرة : الحمدلله حالنا يسرِّك يُوسف جلس ليُردف : جايْ آخذ مُهرة أم مُهرة : حلالك محنا بقايلين شي يُوسف أبتسم ليرفع عينه : بسولف مع طويلة العمر ماعلى تجهزين نفسك مُهرة بضيق : يمه تدرين أنه عندي مواعيد و مقدر .. يعني قاطعتها والدتها : تشوفين مواعيدتس بالرياض مُهرة : مقدر يمه والدتها بعصبية : وش اللي ماتقدرين عليه !! مُهرة خرجت لتغلق الباب بقوة مُعبرة عن غضبها ، صعدت للأعلى وهي تشتمُ كل شيء في هذا الكون. والدتها بتغيُر النبرة الفظيع : وشلون أختك المعرسة ؟ ، يمرُ الوقت ، يمرُ العُمر ونحنُ العُشاق ننتظِر على مشارِف الموت. من يُطلقنا للحياة و يثقبُ ما بقيَ منَّـا ؟ يثقبُه إننا لا نُريد بعضُنا الملتصق بنا. المُتشبثُ بلا رحمة يجرُّنا للهاويـة. تمُر الأيام و سماءُ الرياض على حالها لا تبكينا ، تمُر الأيام و باريس لا تعطفُ علينا ، تمُر الآيام و مثل الأيام. لا شيء يُخبرنا أننا بخير. لا شيء يعنينا ولا شيء بات يهمُنا. نحنُ نُفكِر الآن كيف نمُوت بطريقةٍ سلمية ؟ في إحدى مُستشفياتِ الرياض ، الطابقُ الأول حيثُ يستديرُ القلبُ يسارًا و من ثُم ممرٌ موحش حتى تلتقي الأعيُن بزُجاجٍ فاصِل يهمسُ لنا قبل الدخول " أنتبه! هُناك أحدٌ يهمُه أمرك " مُمسكِ يدّ والده الباردة بين يديْه الدافئة وعيناه تتأملُه بضعفٍ شديد ، أُفكِر كيف الحياة دُون والدِي ؟ أشعرُ بالجنُون ! حياتِي تشعرُ بالخواء لمُجردِ التفكير بأن لا أحد بقيْ سوَى والدِي و عبدالعزيز. وهذا هو عبدالعزيز يرحلُ لجهنمِ الدُنيا بإبتسامة واسعة. لا أحد يرحمُني من هذا الغياب ! أُريد أن أصرخ إن حياتكم لا تعنيكم وحدكم ، إن حياتكم تعنيني أنا أيضًا ، تعني من يُحبكم ! إن نويتُم الرحيل فكرُوا بنا ، نحنُ المُعلقين على مشجبِ حياتكم ، وأنا أشهدُ بالثلاثة أنَّ نيتكُم فاسِدة لاتمتُ للعقلِ بصلة يا أنتم يا من أحببتُهم وكانوا أناسًا متهورين متذبذبين أنانيين. يالله أرحمنِي من غباءِ عبدالعزيز إنِي لا أتحملُ غيابه ، وأرحمنِي من إستسلام والدِي إني لا أتحملُ فقده. أخبرته مرارًا أنك كبرت يا والدِي ، كبرت على القيادة ويجب أن يأتيك سائِقًا كجميع الرجال في عُمرك ، إن أمتنعت عن القيادة أخبرنِي أنا أقُودك ، أنا أفعلُ كل شيء تريده. إنه إبنك الذي يجلس أمامك الآن ، إنه إبنك التي تُناديه بين ضحكاتِك " نويصر ووجع " ما عاد له قوة حتى يتحمل أكثر تهوراتِ من يُحب. حتى " الوجع " الذي تقوله بعد إسمِي أشعرُ بأنه أتى كُدعاء وألتصق بيْ ، حياتِك يا أبِي لاتعنيك وحدِك ، من خلفك إبنٌ يبكِي حضُورك وأنت أمامه. أرجُوك يالله لا ترني به مكروهًا. ، لم تراه منذُ أن أستنشقتْ به هواء باريس ، في المقهى يجتمعن ثلاثتهن وسط أحاديثُ رتيل و ضي و هدُوء عبير. لا تُخفي إشتياقها و لهفتها لرؤيته ولكن كانت تُخطط كيف تُهينه باولِ حديثٍ لها ، تخجلُ من أنها تُخطط على الإهانة قبل وقوعها في وقتٍ تجد أن عبدالعزيز لا يُخطط وهو الذِي يكسبُ دائِمًا في حصارها بشتائمه المُبطنَّـة. ضي : لآ بـ كَانْ بتكون ، بس لازم نخليها تزورنا هنا إذا ما طلعنا من باريس رتيل : أنا قلت لها أصلاً إذا خلصتِي بدرِي تعالي باريس ولاتجلسين هناك ضي بإبتسامة : طيب وش رايكم نطلع ، طفشت من الجلسة رتيل تنظرُ للباب الذِي يُدلف : أبوي جاء ضي ألتفتت لتضحك عيناها بمُجرد أن رأته ، أقترب منهم : خلصتُوا ؟ رتيل : كلها كم محل بس عبدالرحمن يتأملُ الأكياس الكثيرة بدهشة : كل هذا وكم محل !! رتيل أبتسمت : لا تنسى أن أسواق الرياض ما طبيناها صار لنا قرن عبدالرحمن أبتسم : طيب ، بتكملون يعني تسوّق ؟ لأن عندي شغل الحين عبير : أنا ودي أرجع الشقة تعبت وأبي أنام ضي : دام كذا خلاص نرجع كلنا ونطلع العصر رتيل : أنت بتطوّل يبه ؟ عبدالرحمن : لآ مو مرة بس أوصلكم وبعدها ماتطلعون رتيل تنظرُ لنافذة المقهى الزُجاجية لتقع عيناها عليه ، هذا ظهرُه وطوله. على بُعدِ مسافةِ طويلة واقف ومُعطي المقهى ظهره. تعلقت عيناها حتى أنتبه لها والدها و ليس هو فقط. بل ضي وعبير أيضًا. عبدالرحمن تنهَّد : يالله خلونا نمشي رتيل بلعت ريقها لتأخذُ حقيبتها وبعضُ الأكياس ، خرجُوا ليلتفت عبدالعزيز لهُمَا وهو الذِي يحسب بأنَّ الخارج عبدالرحمن فقط بعد أن أخبره بأنه سيتطمئن عليهم ويتجهون للتخطيط للعمل. تعلقت عيناه بعينِ رتيل ، تجاهل والدها وغضبه الذِي سيحدثُ من وقع نظراته ، أطال نظره لتُشتت الأخرى نظراتها ، أعطتهُ درسًا في شراسةِ العيُون ، أعطتُه جوابًا للحُبِ من نظراتٍ حادة عنيفة لا تخرجُ من رقيقة كـ رتيل ولكن خرجت بعنفوان ولا أحد يجرؤ أن يسأل عن أسبابها. في جهةٍ كانت نظراتُ عبدالعزيز تحملُ شيئًا مُبهم كأنه رأى قطعةً بعد أن فقدها لفترةٍ زمنية طويلة ، كأنه رأى شيئًا غريبًا يتملك قلبه اللهفة بأن يُطيل النظر ويفهمه. مُقاطعًا كل تصوراته : نوصلهم وبعدها نروح . . عبدالعزيز لم ينطق بكلمة ، تنفس بعُمق ليخرُج بخارٌ أبيض من بين شفتيْه يُبرهن على برودةِ الأجواء في مثل هذا الوقت من السنة. سارُوا على الرصيف والفندق قريبٌ جدًا ، كانت خلفه تماما ، يشعرُ بخطواته ، يكاد يتعلمُ فراسة الخطواتِ أيضًا من صخبِ هذه الأقدام ، هي تسيرُ بين جسديْن ، بين ضيء و عبير ، يفهمُ جيدًا طريقة عبدالرحمن في التناقض ، لا يرضى بأحدٍ مهما كان أن يرى بناته والآن زوجته ولكن يرضاها عليْ ، يعتبرني إبنه لدرجة أخجل بها من نفسِي ، أخجل والله أن أرى هذا اللطف بعد أن أعتدتُ الجفاف. نفث أفكاره ليقف أمام الفندق وينظرُ لسيرها المُرتبك للداخل. ، دخَل مبنى عملِه بثوبِه الأبيض الأنيق و الشماغ الأحمر يأخذُ وضعيته في الجمال الشرقي ، عوارِضه الخفيفة تتكاثرُ حول فمِه لتكُن سكوكة " تسرُ الناظرين " ، كل من يمرُ بجانبه يُصبِّح عليه ليُبادره بإبتسامة و يدخل مكتبه : وين أحمد ؟ متعب يضع الملف على الطاولة : راح يشوف المتدربين الجدد ، أمس رائد الجوهي سافر ومعه ولده بس غيَّر وجهته ، راح باريس رفع حاجب الإستنكار : غريبة ! هالولد اللي مستتر عليه من عيوننا دايم ليه يبي يظهره الحين ! متعب : فيه شخص ثاني ماكان واضح شكله لأن معطي الكاميرا ظهره بس كان يقُول أنه أبوه يبي يعرِّف فارس على صالح سلطان شد على شفتيْه : يعرفه ؟ متعب : إيه كذا سمعته يقول ، بس أكيد فارس مايدري عن شي لأن عازله بشكل كلي سلطان : طيب أرسل صورته لعبدالعزيز و انا بكلم بوسعود متعب : إن شاء الله .. تآمر على شي ثاني ؟ سلطان : لأ .. خرج متعب من جهة و بدأ هو بالتفكير بموضوع فارس ، لِمَ في هذا الوقت بالذات يُقحمه بعمله ؟ ماذا يُريد أن يصِل إليْه ؟ فارس شاب والأكيد أنه لايعرفُ الكثير عن عمل والده ! بماذا يُفكِر هذا الرجل ؟ أريد ان أفهم فقط بماذا يُفكر !! مجنون حتى تصرفاته باتت تُصبح محل غباء. أشتغلت أصابعه الموسيقية بالطرق على الطاولة و أفكارُه تتداخل ، لو جعلنا رائِد يشكُ في رجاله ماذا سيفعل ؟ إن جعلناه يُفكر بوسوسة إتجاه إبنه !! بالطبع سيلجأ لصالح بأنه الرجُل المناسب ومحلُ الثقة ضحك ليُردف : جبتها يا ولد بدر ..... وقف مُتجهًا لغُرفة المراقبة و تخطيطات كثيرة تلتهمُ عقله في مثل هذه اللحظات ، متعب وقف بمُجرد أن رآه سلطان : شغِّل الكاميرات اللي حول بيت رائد متعب فتح هذه الكاميرا على الشاشة الرئيسية التي تتوسطُ بقية الشاشات : هذا البيت اللي قدامه مين له ؟ متعب : أظن تابع له سلطان : شف أبيك تتأكد لي من البيت اللي قدامه و كل خدمه تجيب لي أسمائهم ، خصوصا الحرس اللي عند الباب أبي أعرفهم واحد واحد. متعب : إن شاء الله سلطان أخذ ورقة و قلم ليكتب : شغل مخك شوي معي أبيك تحفظ كل كلمة متعب بتوتر وهو من النوع الذِي إذا قيل له " ركِّز " يفقد كل تركيزه : طيب سلطان : عند الباب الرئيسي أبيك تحذف من كاميرات المراقبة الصغيرة ، أبيها محروقة بس بدون لحد ينتبه لك ، وبعدها بتروح لأيّ بقالة وتطلب منه تكلم من تليفونه .. إلى الآن فاهم ؟ متعب : إيه سلطان : تتصل على هالرقم *كتب له بالورقة رقم مُحدد* و تقول بالحرف الواحد روسيا ما تصلح لك .. وش تقوله ؟ متعب بربكة كبيرة : روسيا ما تصلح لك سلطان : بعدها تقول لأحمد يكلِّم الشباب هناك أنهم يراقبون رائد ويصيرون له مثل ظله بتمتمة أردف : أنا أخليه برجوله يجينا ، بردٌ يا أسطنبُول و رقصُ لا يهدأ على أوتارِ فتنتِك ، الغيمُ يثقل في سماءِك و أنباءٌ عن أمطارِك الملوَّنة ، اللغةِ تتغنجُ من المارَّة و تسلبُ السمع لينحصِر به ، هذه المدينـة مُتخمة بالأثار المُمتدة لثلاثِة عصُور عاصرتها بإختلافاتها وتناقُضاتها ، هي التي تملكُ التفرد وتجمعُ بين قارتين بجسرِ البوسفور ، مدينة عملاقة و فخمة منذُ سلالات العهدُ الروماني حتى أتى محمدُ الفاتح. تسيرُ بجانبه في إحدى أكثر شوارع أسطنبُول إزدحامًا " شارعُ إستقلال " ، لم تُناقشه بشيء مُهم أو حتى حديثٌ مطوَّل تشعرُ بأنه مغصُوب رُغم انه يغيِّر رأيها بسرعة إن باغتها بسؤالٍ ودِي أو حديثٍ حميمي يكسرُ أفكارها. أحاولُ جاهدةً أن أفهمك يا ريّـان ، صبيةٌ مثلي لم تعتاد أن ترى الرجال كثيرًا حين أخبروها أنَّ هُناك رجلاً سيتزوجها وقعت في حُبه دون أن تراه لأنها كانت في حاجةٍ ماسة بأن تكسُر عينها برجلٍ غير أقرباءها. رُبما أنا لا أُحبك ولكن . . لا أفهم حتى شعُوري إتجاهُك ولكن الحياةُ معك ستجعلني أعرفُ تحديدًا من أنا و ماهو قلبي. ريـان : بردتي ؟ ريم : لا بالعكس الجو حلو ريان غرقت عيناه في جنباتِ الطريق حيثُ الرسامُون و العازفُون و حتى الواشمُون ومن فوق المحلاتِ الموسيقى تصخبُ بالأندية الليلية. مرّ شابٌ سكران بجانبها جعلها تمسكُ ذراع ريـان بشدَّة ، ألتفت عليْها بعد ان قطعت سرحانه : وش فيك ؟ ريم بحرج أبعدت يدها : لآ بس مر واحد شكله شارب ... ماأحب الأماكن الضيقة ريّان خلخل أصابع كفِّه الأيمن بكفِّها اليُسرى ليخرُج من الطريق : نجلس يومين هنا ونروح بورصة ؟ وش رايك ؟ ريم : ما قد جيت تركيا ماأدري اللي تشوفه ريَّان : بورصة أهدى و طبيعة أكثر ريم بإبتسامة : اللي تشوفه ريّان أقترب من إحدى الدكاكين ليشتري قارورتيْن مياه : تبين شي ؟ ريم هزت رأسها بالنفي ، ليخرجان على الساحةِ العريضة ، أتى على بالها هيفاء تُحب هذه الأجواء المُزدحمة والصاخبة في وقتٍ تكرهها كثيرًا. يالله لم يمُر سوى أيامٌ قليلة وأشتقت بها لهيفاء و يُوسف و منصُور و حتى مزاجية نجلاء. الأهم من كل هذا أنها أشتاقت لوالدها و والدتها. جلسَا على إحدى الكراسي الخشبية ، والصمتُ يُدار بينهُما ، تمرُ الدقائِق الطويلة الخافتة لتضيق على ريم التي ملَّت من هذا الهدُوء ، هي تُحب الهدُوء ولكن لا يعني أن تتأمل وفقط دُون أيّ حديثٍ يُذكر. أهذا أيضًا طبيعي في بداية الزواج ؟ ، جالِسـة دُون أن تنطق بحرف ، في الجهة المُقابلة يسألها و تتجاهله تماما لتغرق في صمتها ، مازالت مقهورة منه ، يُريدها فقط من أجلِ هذا الجنين ! لو لم تكُن حامل لَمَا أتى لحائل ، كل شيء يفعله من أجل إبنه ليس من أجلي ، لو لم أُرسل له الصُورة لَمَا قال أُريدك ، رجل إستغلالِي وضيع !! يُوسف : أكلم جدار ؟ مُهرة رفعت حاجبها : ماأبغى أكلمك ولا غصب بعد ! يُوسف بعصبية : لما أسألك تجاوبيني ماهو تسكتين مُهرة بتصرفات طفولية : لآ كيفي ماأبغى أجاوبك يُوسف عض شفته : بزر والله بزززززر مُهرة تنهَّدت : على الأقل ما يجيني إنفصام بالشخصية من مزاجي يُوسف : وش قصدِك ؟ يعني أنا مزاجي ؟ مُهرة : مدري أنت تعرف نفسك يُوسف بحدة : لآ أنا أبيك تعلميني مُهرة بعد صمتٍ لثوانِي رفعت عينها :أتخيل وش بتسوي بعد ما أولد ؟ بتآخذ ولدك وتقول تبين الطلاق ؟ ماطلبتي شي من عيوني يُوسف أبتسم بدهشة : هذا ظنك فيني ؟ مُهرة : إيه هذا ظني ، ولا تخدعني بكلامِك .. أنا عندي عقل وأفكر .... لو ما أرسلت لك الصورة ماجيت حايل يُوسف : يا شناعة تفكيرك بس الله يصبرك على روحك مُهرة بعصبية : دام الله يصبرني على روحي وش تبي فيني !! إيه قولها أنك تبيني عشاني حامل ولو أني ماني حامل كان رامي طلاقك عليّ من زمان يُوسف عقد حاجبيْه : تبين تقولِّيني شي ما قلته !! مُهرة : أفعالك تقوله ماهو أنا يُوسف ببرود يسخر : إيه أفعالي وش قالت لك ؟ مُهرة تُقلد نبرته بمثل سخريته : أنا والله مشغول ماعندي وقت لناس مثلك .. أنتِ أصلا مين ؟ يوسف أتسعت محاجره بصدمة : الحين أنا كذا ولا أنتِ ؟ ولا أنتِ حلال وأنا حرام !! إيه عادِي أنتِي تصرفِّين وتسبين وكل شيء منك عادي لكن أنت يا يوسف تآكل تراب وما تتصرف كذا عشان ماأطلع أنا الظالم مُهرة بغضب : متى صرّفتك ولا سبيتك ؟ أنت تبي تقوّلني شي ما قلته .. وواضح أصلا تدوِّر الزلة بس أنا غلطانة يوم كلمتك لأنك عمرك ماراح تتغير يُوسف بسُخرية لاذعة : أرحميني تكفين الله يخليك ..كان عُمري راح يضيع لو ما كلمتيني مُهرة و لم تكُن يومًا حساسة ولكن هذا الحمل يملكُ سطوته عليها ، أردفت برجفة أهدابها : الشرهة علي ماهي عليك ... وقفت لكن يُوسف بعدم سيطرة أجلسها بقوة ليصطدم ظهرها بظهرِ الكُرسي ، شعرت بوخزٍ مؤلم ولكن كابرت لتُردف والدمعة تلمعُ من بين هدبيْها و بنبرةٍ تُسايره : خلاص لا تكلمني أنا غلطانة وأنت ماغلطت بأي شي .. أنا آسفة يُوسف ببرود : إيه طبعا غلطانة لأن ماهو من الذوق أني صار لي ساعة أكلمك وتسفهين فيني .. ماني بزر عندِك !! أعرفي مين جالسة تكلمين فاهمة مُهرة شتت أنظارها لتعُود لصمتها ، تكتمُ قهرها و ضيقها في أوقاتٍ كانت تنفجر به أمامه ولا تخشاه أبدًا. ، مُستلقية على السرير بتعبٍ شديد ، تشعرُ بأن قوَّاها كلها أنهارت وأندثرت. هذا " الحيل " أنقطع والله أنقطع منِّي ولم يبقى شيئًا يُهدأ سكينة قلبِي ، لم يبقى شيئًا من هذا العالم. فقط هذا القرآن يطمئنني في وقتٍ أرى به الجميعُ يتخلى عنِّي. لم تستطع منذُ أيام أن تطرد صوتُه من عقلها ، من حقده و قهرِي وهو يقُول " أنتِ عارفة أنه من بعد الله محد قادر يفصل بيننا إلا أنا و بمزاجِي ، سواءً برضا أبوك أو برفضه أنتِ راح تبقين عندِي لكن الأمر يرجع لك تبين أبوك يكون راضي ولا رافض وضايق " مسكها من يدِها التي تؤلمها ، تعرف جيدًا أنَّ كلمةٌ من والدِي ستُحرجه وتجعلني أذهب ، لكن لم اتجرأ بالمغامرة حتى يصدمني سلطان بقلةِ ذوقه عند أبي ، كنت أثق بأن سلطان من المستحيل أن يتفوه بكلمة عناد أمام شخص يكّن له كل التقدير لكن خشيْت ، صرتُ أتوقع منه مالايتوقع ، أجبرنِي كعادة هؤلاء الرجال في بلدِي. كما أجبرني تُركي على الصمت لسنوات و الضحكة في عزِّ بُكائي ، مثله تماما يجبرني أن أكذب و أُخبر أبِي عن الحياة الوردية التي أعيشها مع سلطان. يالله كيف ينخدع أبي بسهولة ، شعرتُ بنظراته أنه يشكك بكلامي ولكن لم يقُول شيء ، لِمَ الجميع يتخلى عني بسهولة ، كان واضحٌ عليّ وأنا أخبره بأنني لا أرضى العيش ، الآن لا جدوى من الندم ، أعترف بأني نادمة ولو يعود الزمن للوراء لصرختُ في وجه سلطان وركضت لوالدِي. و أعوذ بالله من " لو " ومن أبواب الشيطان التي تُفتح منها. يا رب أرحمنِي. طلَّت برأسها : عادي أدخل ؟ الجوهرة جاهدت أن تبتسم والدمُوع تبللها : حياك حصة حصة أقتربت منها لتجلس على السرير بجانبها : مين مزعِّل القمر ؟ أستعدلت بجلستها لتمسح دمُوعها : تعبانة شويْ حصة بتشكيك : والتعب يبكيك ؟ الجُوهرة بضيق : مشكلتي ماأعرف أكذب حصة أبتسمت : وهذا الأحسن ، مزعلك سلطان ؟ الجُوهرة : كنت أبي أروح الدمام مع أهلي بس عيَّا حصة : تبيني أكلمه لك تروحين كم يوم ؟ الجُوهرة بإندفاع : لألأ .. لاتقولين له بعدين يحسب أني أشكي لك حصَّة مسحت على شعرها : والله مدري وش أقولك يالجوهرة بس سلطان أحيانا والله يقول كلام وفي قلبه كلام ثاني ، صعب عليه أنه يبدأ المبادرة ، أنتِ بادري بالرضا يالله كيف أُفهمك يا عمته ما بيننا ! كيف أصِف لكِ أنَّ الذُل مرتبط بالرضا والله مرتبط به بشكلٍ رخيص جدًا ، لستُ أفهم الجميع حين يطلب مني المُبادرة رُغم أنَّ الأحقية معي. نسيت أننا مُجتمع شرقي والأحقيةُ مع الرجل دائِمًا. حصَّة : أتركي كل خلافاتكم ورى ظهرك وأبدي من جديد ، أفتحي صفحة جديدة معاه وصدقيني سلطان بيبدأ معك الجوهرة أخفظت نظرها لتنساب دمُوعها بإنسيابية الوجع بين احشائها. حصة بإبتسامة حانية : نبي نشوف عيالكم الجوهرة وكأن هذه الكلمة شطرتها نصفيْن ، يا نقاءُ الأحلام البيضاء ، طفلٌ يسيرُ أمام عيني و ضحكات لاتنتهي ، طفلٌ أنام بجانبه حتى لا يستيقظُ فزعًا و أُطعمه لأني أخشى على ملابسه بأن تتسخ ، طفلٌ طاهر يُشبهني أو يُشبهه لا يهُم. طفلٌ هذا أيضًا من أحلامِ الصِبَا التي أندثرت وماتت. حصَّة بخجل شديد : أعتبريني أمك وأسمعي نصيحتي ، أحيانًا نص الخلافات تنحل من العلاقة الزوجية .. أقصد يعني.. أنتِ فاهمتني صح ؟ الجوهرة دُون أن تنظر إليْها هزت رأسُها بالإيجاب حصَّة أكملت : بالنهاية هو رجَّال وأكيد له رغباته ، لاتخلينه يبعد عنك وبعدها يدوِّر عند غيرك ، عند اللي تشبع رغباته وتخسرينه ، الحُب مهم لكن العلاقة اللي بينكم أهم ، الحُب لازم تترجمه هالعلاقة ! إذا ماترجمته ماراح يفيد الحُب والإحترام المتبادل ! صحيح أهم شي العشرة وبيننا إحترام لكن بعد لازم العلاقة تكون في أحسن حالاتها .. هو قالك عن سعاد ؟ الجُوهرة رفعت عينها : لأ سألته مرَّة وعصب .. بس أدري أنه زوجته حصَّة : سعاد الله يرحمها كـ . . ، يشعرُ بأن النوم يهربُ منه من ضخامة ما يُفكر به ، كلامُ أخيه أوجعه ، جعل عقله يتوقف عن التفكير ، كيف يعترف أمامه بهذه الدناءة ؟ كيف يقهره ؟ شعر بأن العالم كله يتوقف أمامه و أن هذا الكون يعلقُ في حنجرته ، شعَر بأن الحياة هُنا تقف وهُنا تنتهي. تُركي الذي من لحمِي ودمي يغدرني هكذا !! يالله يالله يالله ثلاثًا على ما يحصُل فينا ، يالله كيف تجرأ ؟ كيف تجرأ على إنتهاكِ حدُود الله !! يارب لا تخسف بنا أرضك بشرِ أعمال عبادِك. تُركي المُصلي الصائِم يفعل هذا ماذا بقي لغيره ؟ كيف مرَّت هذه الـ 7 سنوات دُون أن أشك للحظة بما حدث !! يالله أعفُ عنِي إني أبُوء لك بذنبِ تقصيري بتربية أماناتِك ، يالله أرحمنا من فتن هذه الدُنيا. وددتُ لو أقتله ولا أسمع ما قال. لو أنّني تخيلتُ عن إيماني للحظة وقتلته ولكن خشيْت ، خشيْت عذابٌ من ربٍ عظيم. ولكن يا تُركِي أني أبرأ نفسِي منك ، لا أعرفُ أخًا يغدُر بيْ. لا أعرفُ أبدًا و جزاءُك عند الله أما أنا فأني نفضتُ يدايْ منك. و رُغم رفضي في البدء من أن سلطان يجدك قبلِي ولكن الآن أنا راضٍ تمامًا بأن يفعل بك سلطان ما شاء وحتى لو سلَّمك وجلب الفضيحة لنا أنا عنك لستُ مسؤول ولكنِي أثق بأن سلطان لن يذهبُ بك إلى الشرطة هكذا ، رُبما يجد طريقة بأن يسجنك أو غيرها فهذا لا يهُمني ، ما يهُمني كيف غدرتني يا أخي يا إبن أمي وأبي ؟ قاطعهُ صوتها : ماهو من عادتِك تنام هالوقت ؟ ألتفت لزوجته ، لايُريد أن يتخيَّل لو أنها تعرفُ بالموضوع ! أن إبنتها التي تفهمُ سرّ نظراتها فشلت بأن تُفكِك شفراتها ، لا يعرفُ كيف ستنام لو أنها تعرف ! كيف ستستوعب أنَّ تُركي الذِي أصبح كإبنها هو خائِن وغدرها في إبنتها ؟ والله هو لا يكادُ يستوعب كيف قلبُ الأم ؟ أخشى عليك من الموت في حسرتك لو تعلمين ما يحدثُ بإبنتك. ، أكتئب من هذه الأجواء التي يُمسي عليها و يُصبح بها ، من الإتصالات الكثيرة ، الأصوات الصاخبة المُزعجة ، التخطيطات الغبية السخيفة ، الأشياء العظيمة التي يتناقلونها ، القتل و التهريب ، التفاصيل المروِّعة التي تتناقلُ بين أفواههم ، تنهَّد بعُمق ليجذبُ انظار والده إليْه و بنبرةٍ ساخرة :أرسم ماعلى أخلص فارس إبتسم ليُجاريه بالشماتة : حالف أني ماأرسم غيرك رائِد : بالله !! طيب يا حبيبي فارِس : جد طفشت ، ممكن أطلع أتمشى شويْ رائِد : وش يخليني أثق أنك بترجع ؟ فارِس بسُخرية : ركِّب لي جهاز تتبع رائِد : ههههههههههههههههههههههههه تعال .. عاد أنا آخذ هالأمور بجدية فارس أقترب منه ليُخرج من درجه قطعةٌ سوداء ، وضعها على ذراعه ليصرخ فارس بألم لأن مسمارًا صغيرًا نسيَهُ ألتصق بجلدِه. بانت الكدمةُ على ذراعه ليتقاطرُ الدمُ منها. رائِد عقد حاجبيْه وبنبرةٍ حانية : بسم الله عليك فارس سحب ذراعه وبغضب : خلاص ماني رايح بلصق فيك رائِد أبتسم : خلاص روح ولا تزعل .. بس قبل الساعة 9 أنت هنا فارس بقهر سحب معطفه وخرج من الشقـة التي تصخبُ بأقدام الخارجين و الداخلين. تنفس بعُمق عندما خرج من العمارة بأكملها ، وبتنفسه يخرجُ البياضُ من بين شفتيْه ، أدخل يداه بجيُوبه وهو يتأملُ الطريق ، على بُعدٍ قليل تسكنُ عبير ، سيعبرُ هذا الشارع و من ثم الشارع الآخر ليلتف يمينًا و يدخلُ في تلك المنطقة المُزعجة التي في زاويتها الفندق ذاك. ليس بعيدًا أبدًا ، أخرج هاتفه وهو يعرف تماما أنَّ والده يُراقبه عن طريق هذه الجوال. أتجه قليلاً لإحدى المحلات ليُطفىء هاتفه ويُصبح آخر تحديثاته في هذه المنطقة ، لاتُوجد حيلة للهرب من أعين والده المنتشرة في كل مكان إلا هذه الحيلة. يشعرُ حتى الجُدران تُخبر والده بخطواته. ، أشترت أثير من الكعك الفرنسِي المشهُور وأفكارُها لا يمرُها سوَى أن تُراضيه. بالنهاية هي قادرة أن تُقنع عبدالعزيز بوجهات نظرها ، أنا أثقُ بقدراتِي بإرضاءه ، سارت حتى ألتقت عيناها بها ، رمشت كثيرًا بل أكثر من كثيرًا ، تسارعت نبضاتها وهي تتمتم : أستغفر الله .... سبحان اللي يخلق من الشبه أربعين .. أبتعدت عن هذا الطريق بعد نظراتِ تلك الغريبة التي تُشبه غادة ، سارت بخطواتٍ سريعة للعمارة التي تعشقها وكيف لا تعشقها وشقته بالطابق الرابع حيثُ حبيبها. في جهةٍ أخرى تسللت للخرُوج بعد أن رأت أن الجميع غرق في نومه و والدها بالتأكيد مع عبدالعزيز ولن يرجع باكِرًا ، أخذت جاكيتها وخرجتْ بهاتفها دُون حقيبتها ، خرجت من الفُندق وبمثل اللحظة دخل والدها من الباب الآخر ، لو تأخرت قليلاً لرآها وهي خارجة من المصعد الكهربائي. رتِيل تنهَّدت من برودة الأجواء ، لتُدخل يديْها في معطفها وتسيرُ بجانب الفندق و عينها أمتدَّت للعمارة التي في نهاية الشارع ، " أكيد إلى الآن ما سكنت عنده !! " . . . أكملت سيرها و . . . . . . أنتهى + نلتقِي الخميس إن شاء الله. إن شاء الله يروق لكم البارتين ويكونون عند حسن الظن دايم :$() لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ. و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين. و اللهم أرحم أمواتنا وأمواتِ المُسلمين :" + + و أيضًا لا ننسى عظمة الإستغفار. لا تشغلكم عن الصلاة *بحفظ الرحمن. |
الساعة الآن 09:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية