منتديات ليلاس - رواية مترجمة مكتوبة: حب و كبرياء

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)

- الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)

-"أنت" قال كالفادورس بازدراء و هو يخرج من جيب معطفه ورقة مطوية" إقرأي إذاً هذه الرسالة و ربما ستتذكرين"
مدت جيسيكا يدها لتناول الرسالة و سرعان ما سحبت يدها بعنف حين لامست أناملها أصابع يديه.. كان عليها أن تخبره بالحقيقة فقد تعقدت الأمور شيئاً فشيئاً.. و ازدادت ضربات قلبها و هي تقرأ الأسطر الأولى منها. علمت أن إيزابيل و جورج متورطان في علاقة حب.. ولكن ما الذي أصاب إيزابيل لكي تكتب مثل هذه الرسالة!
و شعرت بالغثيان عندما فكرت بما سيحدث لعمها و لعمتها حين يعلمان بالأمر.. و لكن لماذا لم تحذرها إيزابيل في السابق؟ و لماذا كانت مقتنعة أن جورج سيتوجه إلى بريطانيا لزيارتها إذاً إذا كان الاثنان يودان إنهاء العلاقة؟ "دليل دامغ, أليس كذلك؟" قالها بطريقة لاذعة. "و علمت من جورج أنه ليس أول رجل في حياتك".
و توسعت حدقتاها و ازداد غضبها.. فهل هي الحقيقة؟ وهنا قررت جيسيكا البوح بالحقيقة كاملة.. غير أنها عدلت عن ذلك لأنها وعدت ابنة عمها بحل المشكلة و تسويتها.. فهي دوماً تدافع عنها فكيف ستتخلى عنها الآن؟
-حسناً, هل لديك ما تقولينه لا بد و أن جورج أخبرك برغبة العائلة في زواجه من إحدى قريباتنا.. زواج ناجح.. أفضل من الزواج الذي عزمت عليه. إن عائلة بارباره عائلة محافظة ولن يطيقوا سماع أخبار تسيء إلى سمعة جورج".

و بدا على جيسيكا الشحوب و خارت قواها و أمسكت بالكرسي القريب منها لكي تقاوم قسوة عباراته و قالت:
-"هل تظن أني جئت للابتزاز؟ هل تظن أني..؟"
-"موقف مؤثر حقاً!" رد عليها مستهزئاً. "أنا أختلف عن جورج و لن أقع فريسة لتلك العينين العسليتين الخاليتين من كل براءة.. أنت أكبر سناً من شقيقي.. و كنت تستغلين قلة خبرته في الحياة من أجل مآربك.. و عليك أن تدركي أن العائلة لا تشجع مثل هذه العلاقة أبداً. لذلك يا آنسة جيمس دعينا ندخل في التفاصيل..".
وردت عليه بحنق, دون الاكتراث بالنتائج و هي مندفعة نحو البوابة الرئيسية للمنزل و الدموع تنهمر من عينيها: "إذا كنت تقصد بالتفاصيل أنك ستدفع لي ثمن التخلي عن شقيقك.. فبلا جدوى من ذلك أبداً".
وهرولت مسرعة و هي تسمع صوت خطواته تلاحقها وخشيت أن يمسك بها أو يمنعها من الرحيل الأمر الذي جمد الدم في عرقها و زاد من ضربات قلبها. و أحست بيده على كتفها و هو يشتمها و هي تهم بفتح الباب.. و تعثرت في سيرها و هي ترى سيارة الأجرة بانتظارها.. و سرعان ما استقلتها و تهالكت على المقعد الخلفي دون أن تلتفت إلى الوراء متجاهلة نظرات السائق المليئة بالشك. و حال وصولها الفندق اتصلت هاتفياً بابنة عمها لتعرف منها حقيقة الأمر.. و لحسن الحظ كانت إيزابيل على الحظ و سرعان ما سألت: "هل قابلت سباستيان؟ وماذا قال لك؟"

-"إذاً يدعى سباستيان!" أطرقت جيسيكا برأسها. "على أية حال فالاسم يناسبه تماماً."
وواصلت حديثها مع إيزابيل و صورة البيت و غرفتها تتراءى لها في مخيلتها و قالت: "لقد حسبني أنت.. كان عليك أن تكوني صادقة معي إيزابيل.. لماذا أصريت على سفري إلى اسبانيا في الوقت الذي أخبرني فيه سباستيان أن جورج لا ينوي الارتباط بك وقد أطلعني على خطابك الأخير..".
قاطعتها إيزابيل قائلة: "ألم تخبريه بالحقيقة و أنه على خطأ؟"
-"لم تسنح لي الفرصة!".. بالطبع فقد جرحتها كلماته النابية و ما زالت تتألم من مرارة ذلك اللقاء.
-"يجب أن لا يعلم بالأمر يا جيسيكا.. أرجوك حاولي أن تفهميني.. لقد كنت يائسة.. وظننت أني حامل.. جيسيكا.. جيسيكا.. هل تسمعيني؟"
و أحست جيسيكا بصدمة كبيرة وهي تنصت إلى إيزابيل عبر الهاتف...
و أضافت إيزابيل: "بصراحة يا جيسكا, أنت فتاة محافظة.. و حياة العزوبية تلائمك تماماً.. أما أنا.. فلا ترق لي الحياة دون اللهو و المتعة.. ولم لا إذا كانت تلك رغبتي؟".

-"وهل كونك غير متزوجة و حامل في نفس الوقت لهواً بالنسبة لك؟".
كانت إيزابيل فتاة مدللة و لا جدوى من النقاش معها.. فهي تعطي لنفسها الحق في التورط في كل ما تشتهيه.. و قالت إلى جيسيكا: "و ما عساي أن أفعل؟ لم أجد بداً من الكتابة إليه, فهو أيضاً مسئول عما حصل".
و طلبت جيسيكا منها مواصلة الحديث والاسترسال فيه في الوقت الذي كانت تفكر بمصير عمها و عمتها لو علماً بالأمر.. و هل سيكون بإمكانها الدفاع عن ابنة عمها هذه المرة أمامهم؟
وقاطعتها جيسيكا بحدة قائلة: "ولذلك توسلت إلي الذهاب و التحدث مع رجل كنت على وشك أن أظنه مغرم بك جداً.. لا أعلم ماذا أفعل يا إيزابيل.. فيبدوا لي أن في الأمر شيء آخر..".
و مرت لحظة صمت قبل أن تبدأ إيزابيل بالاعتراف لجيسيكا بكل ما حدث "حسن. لم أتلق أي در على خطاباتي إلى جورج.. بل كانت كلها من شقيقه الذي أخبرني أن جورج قد أطلعه على العلاقة.. و أراد مني دليلاً على أني حامل.. لقد كانت رسائله كريهة .. وكنت خائفة.. فقد أخبرني جورج بطبيعة أخيه و كونه وصياً عليه و حازماً معه.. و كنت أخشى مجيئه إلى هنا. لذلك أصابني الفزع و ظننت أن ذهابك إليه سيقنعه بعدم رغبتي فيه وربما سيقوم جورج بإطلاع شقيقه سباستيان و.....".
وستكون إيزابيل بمنأى عن أي خطر من سباستيان أو جورج.. هكذا ترأى الأمر لجيسيكا.. و لذلك فإن إيزابيل و فرت على نفسها المتاعب و جعلت غيرها – أي جيسيكا – يدفع الثمن؟
-"لذلك دفعت بي إلى عرين الأسد... و أشكرك على ذلك!"

وهنا دافعت إيزابيل عن نفسها قائلةً: "لم يخطر ببالي أنك ستلتقين بسيباستيان و أنه سيخلط بيني و بينك أو ربما أن ذلك من حسن الحظ لأنه شاهدك شخصياً و قلت له أنك لا تريدين جورج.. فلن يضايقنا بعد الآن.. و على أية حال.. أي نوع من الرجال هو؟".
و فسرت طريقة إيزابيل بالحديث بالأنانية و الفضول خاصة حين قالت: "عندما كان يتحدث عنه جورج.. خيل لي و كأنه إله.. و تشوقت لرؤيته.. وكان جورج يقول أنه موضع إعجاب النساء و أنه ثري جداً و أن لقب العائلة يعود إلى قرون عديدة.. و كان فخوراً بهذا النسب إلى درجة التعالي و العظمة".
وشعرت جيسيكا أن إيزابيل تعرف الكثير عن عائلته كالفادورس الأمر الذي أثار سخطها غير أنها أدركت أن غضبها مع إيزابيل لا يوصلها إلى نتيجة.. حتى إذا أرغمتها بالمجيء إلى هنا و مقابلة سباستيان.. فذلك لن يحل المشكلة..
واسترسلت إيزابيل في حديثها قائلة: "بعث لي بخطاب قاس لا يصدق أني حامل متهماً أن في الأمر خديعة, لكي أرغم جورج على الزواج مني.. و المهم أن الأمر قد انتهى و أشعر بالسعادة الآن يا جيسيكا.. وبالمناسبة فقد طلب جون يدي يوم أمس وقد وافقت...".
مازالت إيزابيل صغيرة على الزواج.. وإن جورج ليس بالزوج الملائم لها... هكذا تعتقد جيسيكا غير أنها فضلت عدم التدخل في شؤون الآخرين.