منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   52 - قطار في الضباب - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t158538.html)

نيو فراولة 29-03-11 09:28 PM

وخيّل الى لو أن صوت عجلات القطار يردد تلك الكلمات فأراد أن يهرب من سماعها , وعجب من أن فاي ترفض الحب وهي التي خلقت له , فهب واقفا وقال لها بخشونة:
" سأخرج الى الممر لأدخن , أتسمحين؟".
راح لو يدخن وهو يفكر , وينظر الى الظلام خارج نافذة الممر فلا يرى ألا الظلام الذي يغلف تفكيره.
وبعد نصف ساعة , عندما رجع اليها , وجدها ما زالت جالسة في ركنها تنظر من النافذة , ولم تشعر بدخوله عليها فوقف يراقبها وهو يهتز مع حركة القطار.
وفجأة تغيّرت دقات عجلات القطار وعبرته رجفة أحس بها لو تحت العجلات وفوق السقف , ولكنها مرّت كالبرق , وفي تلك اللحظة نظرت فاي الى لو الذي أحس بالخطر بغريزته , فوثب اليها مادا ذراعيه وغطاها بجسمه ليحميها لحظة خرج القطار عن القضبان وغمر المكان صراخ ممزوج بصوت تمزق المعادن وتكسر الأخشاب وتفتت الزجاج , وساد اظلام يتخلله عويل الألم والخوف.
ومرت لحظة الصدمة الأولى , ثم شعرت فاي أنها تجاهد كي تتنفس وتزيح عن صدرها ذلك الثقل الذي يضغط على رئتيها , ولم تتمكن من رؤية شيء ولكنها شعرت بألم في جسدها , وكان يدور في رأسها صوت مذعور يردد:
" وقع حادث.... لا بد أن أتحرر من هذا الثقل , لا بد , لا بد".
وأخذت تدفع ذلك الثقل الجاثم عليها وهو يكاد يزهق روحها , وكان هذا الثقل دافئا وتحسسته فشعرت بقماش سترة لو ... وتذكرته عندما دخل ووثب نحوها عندما تنبه الى أن القطار كان على وشك الوقوع في كارثة , وظهر في عينيه تصميمه على أن يبلغها قبل حلول الرعب والهول , وقرأت شيئا في عينيه لم تتمكن من فهمه الآن وهي تكاد لا تقوى على التنفس.... ربما ذلك الذي رأته حلما لكنها لن تفكر فيه .
منتديات ليلاس
وجاهدت بعناء كي تخلص نفسها من ثقل جسم لو , ثم أمكنها أن تخرج يديها فرفعت لو وخرجت من تحته لتجد نفسها بين أطلال الخشب والزجاج , وراحت تلهث , وشعرت بجفاف حلقها من أثر التراب والدخان , وعندما أستعادت أنفاسها تحسست لو ثانية فأمكنها سماع صوت تنفسه.
وودّت فاي لو تبدد الظلام قليلا لترى مدى أصابة لو وفجأة أندلعت نار في الخارج لتنير حطام العربة بضوء أحمر متوهج .
وركعت فاي بجانب لو وأزاحت الحطام المتراكم على ظهره , وعندما مست جانبه الأيسر شعرت أن يدها مبتلة , ورأته على ضوء الحريق يستلقي بشكل غريب , وعندما تحسست جانبه الأيسر ثانية زادت المساحة المبتلة التي تنذر بالخطر , ووجدت أن ذراعه ممدودة وكأنها تدرأ الخطر الداهم , ولكنها لاحظت أنها مضغوطة بين فكي قطعة من المعدن الصلب فوق الكوع.
حلّت فاي رباط عنق لو بأصابع متدربة , وأخرجت من جيبه قلمه الفضي ومطواته , ثم قطعت كم سترته وقميصه ونزعتهما لتعري ذراعه حتى يمكنها الضغط على مكان النزيف , فسال الدم على يديها من الشرايين المقطوعة وراحت تعمل بيد ثابتة واثقة رغم هلعها.
ثم قطعت جزءا من قميصها حتى تجعل منه ضاغطا لشريان الذراع الرئيسي ولفت الذراع برباط العنق مارا بالقطعة الضاغطة , ثم لفت الرباط في نصف عقدة في الجهة الأخرى من الذراع , وأدخلت فيها القلم وأكملت االعقدة , ثم راحت تلف القلم حتى يضغط الرباط بشدة على القطعة الضاغطة ليوقف النزيف.
وكان الناس يهرولون ويروحون ويجيئون وهم في حالة هستيريا.... يصيحون وينتحبون ويطغى على هذه الأصوات صوت عربات الأسعاف وسيارات الشرطة وأجراس عربات المطافىء , أما فاي فشعرت أنها وحيدة خارج هذه الفوضى على جزيرة نائية من الأسى مع لو , وكان همها أن تأتي بالنجدة له وهي تحمد الله على أن شرايين لو قد كفت عن نزف دمه , ثم عقدت الرباط جيدا بيد ثابتة برغم خفقان قلبها وأرتجاف جسمها... والآن يجب أن تأتي بالطبيب.
وتركت لو وخرجت من النافذة التي تفتت زجاجها , ولم تأبه بالبقايا التي تعلقت بأطار النافذة ومزقت ساقيها ويديها.
كانت النيران تندلع والضباب يملأ المكان وفاي تعدو بين الضباب كشبح صغير , تتحاشى النظر الى القتلى , ثم لمحت الطبيب بمعطفه الأبيض ينحني على النقالة الموضوعة عبر القضبان فقصدته لاهثة , وكان الطبيب قد فرغ لتوه من أسعاف مصاب , ورأت رجال الأسعاف يحملون النقالة ويمضون بها فأمسكت بذراع الطبيب وقالت له:
" هناك شخص مصاب, أرجو أن تأتي معي".

ربي اسالك الجنة 30-03-11 07:45 AM

:asd::asd::asd:
حرااااااااااااااااااااااااااااام :Please::Please::Please: كمليها بسرعه :nbnbc:
ومشكورة على الرواية حبيبتي ودمتي :shokrn:

نيو فراولة 30-03-11 10:49 AM

وكان وجهها الذي رفعته اليه يدل على القلق والأنزعاج , فلم ينبس بكلمة وتبعها , وعندما وصلا الى حيث رقد لو , كانت المصابيح قد عادت تنير القطار بدلا من النيران التي أخمدت , فزحفت فاي من النافذة وتبعها الطبيب وركعا بين أكوام التراب والحطام قرب لو الفاقد وعيه , وراح الطبيب وفحص الرباط الضاغط الذي ربطته فاي وقال لها:
" الرباط لا بأس به , وأنه لمحظوظ لدرايتك في أستعمال الأربطة".
" أنا ممرضة".
ثم راحت تنظر الى لو فوجدت كدمات سوداء , وسمعت صوت تنفسه يشهق بصعوبة , وأخذت تراقب الطبيب الباحث عن علامة للحياة في ذراع لو المحتبسة في عمق بين قطع معدنية , ثم قال لها:
" تهشمت الذراع كلها".
وكان يتكلم وكأن الأمر لا يعنيه برغم أنه لاحظ أن هذا الرجل يساوي الدنيا كلها بالنسبة اليها , لما كان يبدو على وجهها وفي عينيها من قلق , وأكمل يقول:
"لا بد من البتر , فمن العبث أن نخلص ذراعا مهشمة من تحت الأنقاض , فهل تساعدينني؟".
وعندما كانت فاي تفكر بعد ذلك فيما حدث كانت تعتبر الهدوء الذي أعتراها هبة من الله , فقد كانت هادئة وكأنها تساعد أحد الجراحين في غرفة العمليات , فالألم الذي شعرت به لم يظهر عليها وأمكنها أن تحبس عذاب القلب والروح بداخلها ,ولم تنطق بكلمة وهي ترى ذراع لو تبتر ويصبح لو من ذوي العاهات , وهو الذي كان كامل الجسد وسيم الشكل!
وقام الطبيب بأتمام العملية بمهارة وسرعة , وذهب ليحضر رجال الأسعاف , ورقد لو ساكنا يتنفس بسهولة وعمق بعدما حقنه الطبيب بالمورفين.
وراحت فاي تحتضنه وتتحسس شعره وترفعه عن جبينه المندى بالعرق البارد , وبرغم أن ساقيها توترتا وتمزقتا من الركوع فوق شظايا الخشب والزجاج , وثوبها تلطخ بالدماء ورأسها أخذ يدق من الضجيج , كانت تود أن تحتضنه الى الأبد .
عرّض نفسه لهذا العذاب من أجلها , فوثب عبر العربة كي يحميها , ورأت في عينيه أنه كان يريد حمايتها أو الموت معها.
ثم جاء رجال الأسعاف ورفعوا لو بعناية ووضعوه على نقالة , ثم أركبوه سيارة الأسعاف حيث أجرى الطبيب الشاب أختبارا لمعرفة فصيلة دمه , وبسرعة بدأت عملية نقل الدم له ثم أبتسم الطبيب لفاي ليطمئنها وقفز من السيارة التي أنطلقت الى أحدى المستشفيات قرب فارمز كورنز.

نيو فراولة 30-03-11 11:33 AM

7- ولادة الحقيقة


وقفت سيارة الأسعاف باباب الخلفي للمستشفى وأتى الرجال ونقلوا لو بعناية وتبعتهم فاي , ذاهلة , ثم رأت رئيسة الممرضات ترتدي ملابس زرقاء , وتتقدم وتكلم رجال الأسعاف.
ولكن رد فعل الحادث يظهر الآن.... فوقفت فاي تتمايل من الضعف والتأثر في غرفة الأستقبال , وتشم رائحة الأدوية النفاذة وتسمع همس أصوات خافتة تصل الى أذنيها في أمواج متلاحقة , حاولت أن تتغلب على ضعفها وتجمع البقية الباقية من قوتها وعزيمتها لتسير الى الممرضة التي أنحنت على لو تتفحصه .... ها هو لو... الذي كان يتفجر صحة وحيوية , ويلمع مثل البرق الخاطف يرقد هامدا ساكنا , وراحت فاي تجاهد لتجعل ساقيها تحملانها كي تمر بين المصابين بالصدمات العصبية والذين تمزقت ملابسهم وسالت الدماء على وجوههم , والذين ينتظرون مثلها حكم الأطباء على أشخاص يحبونهم .
ثم وقفت فاي بجانب العربة التي تحمل لو , تستمع الى تقرير عاجل من أحد رجال الأسعاف للممرضة عن عملية بتر الذراع وعرفت منه أن الطبيب أسمه رانسوم .... ذلك الطبيب الهادىء الذي ركع معها في القطار المنكوب وراح يبتر ذراع لو بسرعة وكفاءة , ثم أبتسم لها أبتسامة خفيفة ليطمئنا عند أنتهاء العملية.
وقصدت الممرضة مكتبها وألتقطت سماعة التلفون لتتصل بقسم الجراحة وتقول , وهي تنظر الى فاي بأشفاق بعينيها الرماديتين :
" أرسل اليكم حالة بتر بالذراع الأيسر توا".
ولم يضع أي وقت في وضع التروللي في غرفة ضيقة وأستدعاء الطبيب كي يفحصه , بل أخرج التروللي من غرفة الأستقبال فورا , بينما راحت فاي تملي على الممرضة المعلومة المطلوبة كأسم لو وسنه وعنوانه , وهي تعجب للقوة التي تشعر بها , والتي جعلتها تقف على قدميها .
منتديات ليلاس
" هل أنت بخير؟ هل أصبت بأية أصابة في الحادث؟".
فهزت لها فاي رأسها بالنفي وقالت:
" أنني مضطربة قليلا وسوف أسترد حالتي الطبيعية فورا".
" أبحثي عن مقعد لك وسأخبرك عن حاله تباعا كلما عرفت أخبارا عنه".
" شكرا لك".
وتركت فاي مكتب الممرضة وعبرت الغرفة حيث وجدت مجموعة شاغرة من المقاعد , جلست على أحدها وهي تضغط على يديها لتمنعهما من الأرتجاف , وراحت تصلي وتقول:
" يا رب أحفظ لو ةلا تدعه تموت , لقد تحمل الليلة كثيرا , وأحفظ له قوته".
ثم سمعت صوتا يقول لها:
"مرحبا".
فألتفتت لترى وجها نحيلا جادا , ونظرت في عيني الدكتور رانسوم الذي وصل لتوه مع أحدى سيارات الأسعاف فحاولت الأبتسام له عندما قال:
" لا تقلقي , فهذا الشاب قوي جدا وسوف يجتاز الأزمة".
وكانت فاي ترتعد أذ تذكرت أنها أخبرت لو في القطار قبل الحادث بنصف ساعة أن سعادتها تتحقق بالبعد عنه , ثم عادت تردد:
" أنه زوجي!".
وفجأة أتخذ الطبيب له مقعدا بجانبها وقال وعيناه جادتان:
" أين تمضين ليلتك هذه؟ هل تمضين الليلة عند شقيقتي؟ أنها تسكن قريبا من هنا وهي ترحب بذهابك اليها".
" ولكنني أرغب في البقاء هنا بجانب لو , فربما مات".
" ولكنه لن يموت".
وأمسك بيديها الباردتين المرتعشتين وضغط عليهما , وسألها قائلا:
" أين ذهبت شجاعتك الرائعة؟ أرجو ألا تنهاري الآن , جاهدت بجانب زوجك بعد الحادث , وعلينا الباقي الآن , ولن ندعه يموت".
فردت تقول:
" لا بد أن أبقى الى أن أطمئن , ولن أذهب قبل ذلك".
" حسنا , وفي أي حال ها هو عنوان شقيقتي".
ثم أخرج ورقة وقلما من جيبه وكتب لها عنوان شقيقته , وقال :
" أتمنى أن تتمكني من قراءة خطي , وأعرفي أن شقيقتي معتادة أستقبال غرباء أرسلهم أليها أحيانا , وهي طيبة جدا".
فأمسكت فاي بالورقة التي راحت تهتز لأرتعاش يدها وقالت له:
" وأنت أيضا طيب جدا".
ثم أخرج محفظة وأعطاها عشرة دولارات وقال لها:
"ستحتاجين نقودا للتاكسي ولن يضيرك أذا أخذت نقودا من صديق , وستشعرين بالراحة عند شقيقتي بدلا من بقائك هنا طوال الليل".
وشعرت فاي أنه على حق , ستذهب الى شقيقته عندما تطمئن على حالة لو , ثم قالت له:
" هل يمكنني المساعدة في المستشفى؟ سوف أجن أذا بقيت أفكر بدون عمل".
" ولكنك لست في حالة تمكنك من ذلك".
" أرجوك , لا بد أن هناك عملا يمكنني القيام به".
" حسنا ربما كان من الأفضل لك أن تشغلي نفسك بعمل ما".
ثم أخذ ذراعها وقادها الى مكتب رئيسة الممرضات حيث تجمع الكل يسأل ويطلب الأطمئنان على المصابين , فقالت الرئيسة:
" أرجو أن تكونوا أكثر هدوءا حتى يمكننا العمل في جو هادىء".
ثم لمحت الدكتور رانسوم وهو يقترب من المكتب فغطت بيدها فوهة التلفون ونظرت اليه متسائلة ثم سمعته يقول لها:
" وجدت لك أحدى المتطوعات , فهذه الشابة ستساعد في تضميد الجروح".
" وهل يمكنها ذلك؟".
" أنها أحسن من يعقد الأربطة".

نيو فراولة 30-03-11 11:55 AM

ثم أصطحب فاي الى عنبر الطوارىء وبعد ساعتين وصلت فاي الى منزل كيت رانسوم في التاكسي , ودقت الجرس وهي تشعر أنها دخيلة عليها برغم أن الدكتور رانسوم أكد لها أن أخته يسرها أستقبالها.
ولكن كيت أستقبلتها بترحاب شعرت فاي بعده بالراحة والأطمئنان , وكانت كيت تشبه أخاها الى حد كبير , فلها وجهه الصارم نفسه الذي تبدو عليه الكآبة ولكنه يتغير ويبدو مشرقا عندما يبدأ في الأبتسام.
دخلت فاي الى البهو الصغير وهزت السيدة رأسها بهدوء عندما همست فاي تقول أن الدكتور رانسوم أرسلها , فهي معتادة على أستقبال أصدقائه الغرباء , ولما رأت ملابس فاي الممزقة الملطخة بالدماء قالت لها:
" هل كنت ضمن المصابين في حادث القطار المنكوب , أنك في حاجة الى حمام , هل لك قريب في المستشفى؟".
" كم أود أن أستحم فأنا في حالة لا توصف".
ثم أستطردت تقول:
" أنه زوجي , حالته خطرة ولكنه سوف يعيش".
وفجأة أمتلأت عيناها بالدموع وأستندت على حاجز السلم وأنهارت فأنهمرت الدموع التي حبستها وهي بجانب لو في غرفته بالمستشفى.
ولكنها بكت الآن في منزل كيت رانسوم وأنهمرت الدموع على وجهها الذي عصف به الألم , وكان قلبها يتساءل أذا كان مقدرا لها أن تفترق عن لو فلماذا لم يمتها الله في الحادث؟ ثم أخذت تفصح عما بها قائلة:
" يجب ألا أبكي أبدا فلو سوف يشفى , أذن لن أبكي".
فردت عليها كيت رانسوم تقول:
" الله خلق الدموع كي تبكي في مثل هذه الأحوال".
وبعد مضي بضعة أسابيع جلس لو في شرفة المستشفى يستمتع بالشمس مبتسما لأن جويس الممرضة السمراء النحيلة , وجدت حجة أخرى لتأتي اليه , فأحضرت هذه المرة عصير البرتقال المثلج.
وقالت له وهي تصلح من غطاء ساقيه:
" هل أنت متأكد أنك لست معرضا لقدر كبير من حرارة الشمس؟".
وكانت تنظر اليه برعاية الأمومة وعاطفتها الجياشة , حتى أنه كتم ضحكة كادت أن تفلت منه , فهي صبية لطيفة وممرضة بارعة مثل باقي الممرضات , فسألها:
" هل يمكنك أحضار فرشاة للشعر لأنني أريد أن أجمل نفسي قبل حضور زوجتي".
منتديات ليلاس
فأحضرت له الفرشاة ووقفت تنظر اليه وهو يمشط شعره الأسود فقد كانت معجبة به الى حد كبير وتشعر بغيرة من زوجته حتى أنها كانت تحييها عادة بدون أكتراث , فلما دخلت عليهما فاي قالت جويس بتحفظ:
" طاب يومك يا سيدة مارش".
ثم تركت الشرفة ومضت بينما أبتسمت فاي وقالت للو:
" أنني أرثى لحال هذه المسكينة فهي معجبة بك".
ثم أردفت تقول:
" أنك تبدأ في التحسن".
وكان هذا صحيحا برغم أن بعض آثار الحادث ما زالت بادية عليه , ولكن الشحوب الذي كان يكسو وجهه زال , وبدأ يخطو نحو الشفاء سريعا , أذ تحمل صدمة فقد ذراعه بشجاعة لم تتوقعها فاي , ولكنها لن تنسى اليوم التالي للحادث عندما جلست بجانب فراشه في ثوب من أثواب كيث رانسوم تنتظر أستيقاظ لو من غيبوبته.
وكانت أول كلماته لها عندما أفاق:
" أشعر وكأنني نائم على لوح يطفو على الماء , هل أنت بخير؟".
فهزت رأسها ولم تتمكن من الرد , وكانت تود أن تركع بجانب السرير وتبكي كالأطفال.
وعاد يسأل وهو ينظر حوله في حيرة ويبذل مجهودا ليتذكر برغم تأثير المخدر الذي أسدل ستارا كثيفا على حواسه:
" ماذا أفعل هنا؟".
ثم أستدار جهة اليسار حيث الألم المتركز في ذراعه , ووهنا أنقشع الستار وأخذ يتذكر وقال :
" لقد بترت ذراعي الملعونة".
وأخذ يتفحص وجه فاي بينما كانت تنظر ما يقوله:
" هذا أفضل من بتر رأسي؟".
وأغلق عينيه وراح في سبات من الأجهاد.
وأمتثل لفقد ذراعه بالهدوء نفسه الذي جعله يشب في العربة ليحميها ويفقده , وبعد أسبوع أخذت صحته في التحسن بسرعة وعادت اليه روجه المرحة وأسترد حبه للفكاهة حتى في حديثه عن ذراعه , وأحبته الممرضات جميعهن لوسامته وأستخفافه بعاهته , فكن يدخلن عليه مرات عديدة يتحدثن معه ويتبادلن معه النكات وأطلقن عليه اسم القرصان , وكانت فاي تزوره يوميا , فقد صممن كيث على أن تبقى عندها فحمدت ربها لأن منزل أفضل بكثير من وجودها في أحد الفنادق.
وتسربت الى الجرائد أخبار حادث لو بسرعة فأنهالت المكالمات التلفونية والبرقيات من هوليوود تعلن الأسف والتمنيات بالشفاء , وجاءتهما مكالمة تلفونية من ثاليا فان دين تطلب بعض كلمات من لو لتنشرها في زاويتها في الجريدة , فألتفتت فاي اليه تسأله رأيه فرد يقول:
" قولي لها أن تذهب الى الجحيم".
لكن فاي أجابتها:
" لو يشكرك على سؤاله عنه وهو يتحسن بسرعة ويقول أن هذا أحسن من بتر رأسه طبعا يمكنك أن تنقلي كلامي الى الجريدة , ولست أدري متى يمكنه مغادرة المستشفى , نعم كنت محظوظة لنجاتي , أما سبب الحادث فيقال أنه الضباب الذي أنتشر تلك اليلة , نعم كانت تجربة مريرة , ونحمد الله أن القطار لم يكن مزدحما , ومع ذلك كان هناك عدد من القتلى والجرحى".


الساعة الآن 03:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية